بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الكرام اجمعين .
فقد كثرت طرق المبتدعة في إثبات بدعتهم
ولكون الأمة بدأت تعود للكتاب والسنة فتطالب كل داعية بدليلة في دعوته
يتجه المبتدعة إلى أحاديث موضوعة أو ضعيفه أو معلله ويبدأون بذكر مصادرها حتى تطمئن نفوس القوم ويمرروا بدعتهم
ولكن هناك مطلب وهو التحقق من صحة الدليل ، ليت الناس يطلبونه لكي لاتكون هنالك بدعة وترجع الأمة صافية كماكانت على عهد النبوة .
ومن تلك البدع والشركيات التي سنناقشها اليوم تلبيسهم على الناس بذكر الحديث الباطل عن ابن عمر قوله : يا محمد ... حتى يجيزوا دعوة الرسول بهذا اللفظ .
فأقول مستعينا بالله تعالى:
روى البخاري في كتابه الأدب المفرد ( ص 142 ط مؤسسة الكتب والثقافة ) مانصه ( حدثنا ابونعيم قال حدثنا سفيان عن أبي اسحق عن عبدالرحمن بن سعد قال < خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر احب الناس اليك فقال : محمد > ا.هـ. وقد ذكر البخاري هذا الحديث تحت عنوان < باب مايقول الرجل اذا خدرت رجله >. بدون حرف النداء ( يا)
وهذه الرواية باطلة لوجود ابو نعيم في سندها :
وابو نعيم هو : عبدالرحمن بن هانئ بن سعيد الكوفي ابو نعيم النخعي الصغير ابن بنت ابراهيم النخعي .
قال عبدالله بن احمد بن حنبل عن ابيه : ليس بشيء .
قال ابوداود والنسائي : ضعيف .تهذيب الكمال (4/484)
وقال الدار قطني في علله (5/50) : متروك .
وقال ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء (2/178) : عامة ماله لايتابعه الثقات عليه .
وذكره العقيلي في الضعفاء (2/350) : ولايتابع عليه .
وقال ابن حجر في التقريب (1/105) : صدوق له اغلاط .
وذكره الذهبي في المغني في الضعفاء .
وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين ( 1906)
وحكم الالباني على هذا الحديث بأنه ضعيف في كتابه ضعيف الادب المفرد صفحة (67) .
وقد روى هذا الحديث ابن السني في كتابه <عمل اليوم والليلة> و ابن تيمية في كتابه <الكلم الطيب> بلفظ يامحمد
قال العلامة الالباني رحمه الله تعالى في تحقيقه لكتاب الكلم الطيب : على الرواية الاولى التي وردت في (الكلم الطيب ) وهي من طريق الهيثم بن حنش ورقم الحديث (236) صفحة (173) :
ضعيف اخرجه ابن السني بأسناد ضعيف فيه علتان :
الاول : الهيثم هذا مجهول كما في الكفاية للخطيب البغدادي صفحة (88) .
الثاني : انه من رواية ابي اسحاق عنه وهو السبيعي وهو مدلس وقد عنعه ثم انه كان قد اختلط وهذا من تخاليطه فإنه اضطرب في سندهفتارة رواه عن الهيثم هذا ، وتارة عن ابي شعبة وفي نسخة ابي سعيد رواه ابن انس وتارة قال عن عبدالرحمن بن سعد ، قال كنت عند ابن عمر فذكره ..... الحديث )) .
ولايقال ان الرواية الاخيرة عند البخاري من طريق الثوري عن ابي اسحاق سمع منه قبل الاختلاط لأننا نقول نعم ولكنها معنعة ايضا فشبهة التدليس لاتزال قائمة فيه .أه
قلت ( الشيخ صالح في كتابه" هذه مفاهيمنا" ص39 ) وهناك علة ثالثة وهي تكمن في : محمد بن مصعب القرقساني ضعيف عندهم، قال ابن معين: لم يكن من أصحاب الحديث، كان مغفلا. وقال النسائي: ضعيف ومثله عن أبي حاتم الرازي.
وقال ابن حبان: (يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به). وقال الإسماعيلي: محمد بن مصعب من الضعفاء. وقال الخطيب: كان كثير الغلط؛ لتحديثه من حفظه.
وقال أحمد: ليس به بأس، ونحوه عن ابن عدي. ووثقه ابن قانع، وابن قانع من المتساهلين. فمن هذا يتضح ضعفه كما ذهب إليه أئمة أهل العلم.
وأما قول أحمد: ليس به بأس، يعني في نفسه،فهو صدوق في نفسه، ولكنه ضعيف الحديث.أه
وكذلك وردت رواية ثانية في كتاب الكلم الطيب عن مجاهد ورقمها (237) صفحة (174):
قال العلامة الالباني عن الرواية :
موضوع ، اخرجه ابن السني فيه غياث بن ابراهيم .
أورده ابن الجوزي وغيره في الضعفاء ( 2689) فقال : قال أحمد والبخاري والنسائي والدارقطني متروك الحديث وقال يحيى ليس بثقة وقال مرة كان كذابا وقال السعدي وابن حبان يضع الحديث وقال البخاري تركوه وقال الأزدي لا تحل الرواية عنه .
وبهذا قضي على المبتدعة من هذا الباب والحمد لله رب العالمين