شبهة أكل أبو قحافة للذباب في الجاهلية
قال الحافظ الدولابي :
1120 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي السَّفَرِ سَعِيدِ بْنِ أَحْمَدَ الثَّوْرِيِّ (توفي سنة : 113هـ) قَالَ:بَعَثَ أَبُو طَالِبٍ (توفي قبل الهجرة ب3 سنوات) إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَطْعِمْنِي مِنْ عِنَبِ جَنَّتِكَ [ص:628] وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ جَالِسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَرَّمَهَا اللَّهُ عَلَى الْكَافِرِينَ فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: فَلِأَبِي قُحَافَةَ آكِلِ الذِّبَّانَ تَدَّخِرُهَا "
الكنى والأسماء للدولابي (2/627) – بتحقيق أبو قتيبة نظر محمد الفاريابي
أحتج به ياسر الدنيء (الخبيث) في كتابه الفاحشة – ص 114
متعرضاً للطعن في والد أبوبكر الصديق رضي الله عنه
ونسى ياسر الخبيث أن هذه الرواية ليست من مصلحته الأحتجاج بها فهي ترد على قول مفيدهم – المفيد – أن أبوبكر لم يكن عنده من المال ما يسد به رمق أبيه أبو قحافة رضي الله عنه لاحظ كتاب الفاحشة – ص 110 نقلاً عن مفيدهم الخبيث الطاعن في خير البرية من بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
والرواية شديدة الضعف بل منكرة فيها عدة علل :
1- أبي سفر : وأسهمه سعيد بن يحمد الثوري توفي سنة
113هـ أو 112 هـ ولو فرضنا أنه عاش 100 سنة فمن المستحيل أن نقول أنه أدرك زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيكون على ذلك ولد بعد سنتين من وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم
بل حتى ذكر العلماء الأفاضل رحمهم الله أن "أبي سفر" سعيد بن يحمد الثوري أستبعادهم لألتقاء سعيد هذا مع أبي الدرداء فكيف لا نستبعد ألتقاه بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟؟!
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني :
وقال الترمذي سعيد بن يحمد ويقال أحمد ولا أعرف له سماعا من أبي الدرداء انتهى .....ثم علق ابن حجر : وما أظنه أدركه فإن أبا الدرداء قديم الموت.
تهذيب التهذيب 4/97 - مطبعة دائرة المعارف النظامية، الهند (الطبعة الأولى، 1326هـ).
بل نتيقن من عدم ألتقاءه بزمن النبي صلى الله عليه وسلم ما مر معاك من الأدلة التي سبق أن طرحناها ، فليست مجرد أوهام بل هو واجب الأعتقاد به.
2- يونس بن عمرو : لم أجد له ترجمة في كتب الرجال عند السنة – أعلا الله مقامهم – فالرجل مجهول لا قيمة لروايته.
هذا من حيث السند ....
أما من ناحية المتن :
فلو كان أبو طالب مؤمناً لما كان سوف يعيره أبوبكر الصديق !!
فلماذا مثلاً لم يعير علي بن أبي طالب ويصفه بالكفر ؟؟
لماذا لم يعير فاطمة ويصفها بالكفر عندما أعترضت عليه بشأن فدك ؟؟
على العموم : لماذا لم يصف أبوبكر الصديق الحسن والحسين بالكفر ؟؟
فهو بالتالي يعلم أنهم لم يصدر منهم قول ولا فعل كفري فقرر أيمانهم بمقتضى حالهم