العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-01-19, 08:25 AM   رقم المشاركة : 1
صقر المهيدلي
مشترك جديد







صقر المهيدلي غير متصل

صقر المهيدلي is on a distinguished road


نقض الشروط والموانع التي وضعها أهل الأهواء للحيلولة دون تطبيق الأحكام الشرعية على أهل

بسم الله الرحمن الرحيم

"منقول للمناقشة"

اعلم أن أهل الأهواء، وضعوا شروطا وموانع، زعموا أنها تحول بين الكفر وبين مرتكبه، وهم ما وضعوا هذه الشروط والموانع اعتقادا منهم بصحتها؛ بل هي حيلة يحتالون بها لدرء الكفر عن أوليائهم من أهل البدع، وتلبيسا على المسلمين، هذا مع كونهم يدعون أنهم على مذهب أهل السنة والجماعة، وعلى منهج السلف، فحسبنا الله ونعم الوكيل.

فقالوا: أن الجهل والإكراه والخطأ والتأويل وحسن النية والتقليد، أعذار تحول بين أهل البدع وبين تطبيق الأحكام الشرعية عليهم.

وهذه الشروط بعضها صحيح؛ ولكنهم يضعونها في غير مواضعها؛ لأن هذه الأعذار إنما تنطبق على من خالف في مسألة خفية، أو أخطأ في فهم آية أو حديث فتأولها على غير تأويلها، فلما بيّن له الحق رجع إليه وانقاد له.

أما المسائل الظاهرة، والتي جاء القرآن والسنة والآثار بتبيينها، وشرحها أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين في كتبهم، وفيما روي عنهم بالأسانيد الصحيحة والمقبولة، فكيف يمكن أن نطبق على المخالف فيها هذه الشروط، وكيف تنطبق هذه الشروط على من قرأ القرآن والسنة، وقرأ كتب أئمة أهل السنة والجماعة المتقدمين، ثم أصرّ على الخلاف وثبت على ضلاله!

وبعض هذه الشروط باطل بنص القرآن والسنة وما أجمع عليه أئمة أهل السنة المتقدمين.

هذا عدا أن جميع هذه الشروط والموانع ترجع إلى شرط واحدٍ وهو الجهل، فإذا انتفى الجهل سقطت جميع الشروط والموانع فبزوال الجهل يزول الخطأ والتأويل الباطل وحسن النية والتقليد ولا يبقى سوى العلم والتعمد والقصد وسوء النية والرغبة في الباطل.

أما أهل الأهواء والبدع والضلال، فعذروا كل من وقع في ناقض من نواقض الإسلام، حتى من قدحوا في ربوبية الله عز وجل أو ألوهيته أو أشركوا معه فيهما أحد غيره، معذورون عندهم بتلك الشروط والموانع، ويسمونهم مسلمون متلبسون بشرك! وعذروا زنادقة الأشاعرة والماتريدية منكري صفات الباري سبحانه وتعالى، مع كونهم قد قامت عليهم الحجج، وبينت لهم السبل، فهذه الأعذار مطاطة تتسع حتى لإبليس إن شاءوا أن يعذروه.

وإلا فهل يعقل أن يقال عن الشيعي أو الصوفي الذي يقرأ القرآن والسنة بأنه جاهل أو مخطئ أو متأول في ما وقع فيه من الشرك الأكبر! وهل يعقل أن يقال عن الجهمي أو المعتزلي أو الأشعري أو الماتريدي الذي قرأ القرآن والسنة واطّلع على كلام أئمة أهل السنة المتقدمين في الصفات بأنه جاهل أو مخطئ أو متأول! أو هل يعقل أن يقال عن من ترك الصلاة، أو ترك فرضاً من فروض الله عز وجل، أو أحل الحرام أو حرم الحلال، أنه جاهل أو مخطئ أو متأول، بعد أن أقيمت عليه الحجة، وبلغته رسالة النبي صلى الله عليه وسلم!

وقال الله تبارك وتعالى في سورة الكهف: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً )

فهل رأيتم الله عز وجل في هذه الآية عذر من وقع في الكفر عن حسن نية منه، أم ألحقه بإخوانه الكافرين!

وقال تعالى في سورة غافر: (وإذ يَتَحَاجّون في النار فيقول الضعفاء الذين اشتكبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فهل أنتم مَعْلُونَ عَنَا نصيباً من النار قال الذين اشتكبَرُوا إنّا كل فيها إنّ الله قد حَكمَ بَيْنَ العباد)

وقال تعالى في سورة سبأ: (وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِندَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)

فهل رأيتم الله عز وجل عذر المقلدين في هذه الآيات، أم على الله يفترون!

أما احتجاجهم بفشو البدع وغلبة الباطل، فلو كان حجة، لكان حجة لمشركي العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لم يبعث النبي صلى الله عليه وسلم إلا بعد أن فشت البدعة في الملة الحنيفية - ملة إبراهيم - وغلب الباطل، فلم يعذرهم الله تبارك وتعالى بذلك، بل أمرهم باتباع الحق والانقياد له.

بل الأمر عند أهل الأهواء أبعد من ذلك، فحتى لو أقيمت الحجج على أهل البدع، يبقى عذرهم بهذه الشروط والموانع قائماً لا يزول، واحتجوا على ذلك بما فعله الشيخ أحمد بن تيمية فبعد أن أقام الحجج على ملاحدة الصوفية يقول: أنا لا أكفركم؛ لأنكم عندي جهّال، ولو قلت بقولكم لكفرت. فإذا كانوا وبعد إقامة الحجة عليهم ببيان الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة لا يزالون جهّالاً ولا يمكن تطبيق الأحكام الشرعية عليهم، فمتى تنتفي عنهم صفة الجهل وتنطبق عليهم الشروط وتنتفي عنهم الموانع؟

إننا لا نحتاج في إقامة الحجة؛ لأن نشق القمر نصفين، أو نفلق البحر فلقتين، أو أن نحوّل رمال الصحراء ذهباً، أو نسقط السماء على الناس كسفا، بل يكفي أن يسمع الزائغون عن الحق بالحق والبيّنة، فإن أعرضوا بعد ذلك فقد أقيمت عليه الحجة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار"

رواه أحمد ومسلم وغيرهما.


فقيّد النبي صلى الله عليه وسلم قيام الحجة بمجرّد السماع، فأين هؤلاء الذين يزعمون أنه حتى لو أقيمت الحجج على الزائغين، لا يكفّرون!

وقد حاول البعض أن يعتذر للشيخ أحمد بن تيمية بأنه ما قال ذلك؛ إلا من باب السياسة الشرعية، كما فعل بعض أئمة الدعوة النجدية، ولذلك تجد بعضهم طبّق هذه السياسة في رسائله لملاحدة الصوفية كما فعل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وابنه الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب، ولو افترضنا أن ابن تيمية كان يفعل ذلك حقاً من باب السياسة الشرعية، فهي سياسة خاطئة مردودة بنصّ القرآن والسنة، بل من آثارها نعرف خطأها، فكل من جاء بعد الشيخ أخذ هذه السياسة على أنها معتقد الشيخ حقاً وصدقاً

وكيف والله تبارك وتعالى يقول: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين)

وعن أبي واقد الليثي أنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين، ونحن حدثاء عهد بكفر، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ينوطون بها أسلحتهم، يقال لها: ذات أنواط، فمررنا بسدرة فقلنا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر، إنها السنن، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون) لتركبن سنن من كان قبلكم"

رواه أحمد والترمذي والنسائي.

فمن جعل هذه الشروط والموانع حائلاً يحول بين تكفير من قامت البيّنة بكفره من أهل البدع سواء كان شيعياً أو صوفياً أو أشعرياً أو ماتريدياً أو إباضياً أو مرجئاً غالياً، فهو إما جاهل مقلد يعلَّم ويبين له، وإما أنه صاحب هوى يريد أن يخلط الكفر بالإسلام والباطل بالحق، والله لا يهدي القوم الظالمين.







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "