بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين و الصلاة والسلام على أشرف الانبياء و المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
هذه مشاركة قد كتبتها في موضوع:
أحببت افرادها حتى ارجع اليها و لعل الله يفيد بها من شاء والله اعلم.
-----------------------------------
يوجد الكثير بالنسبة الى مسألة سماع الاموات والراجح أنهم لا يسمعون. لكن في خلاف الصحابة فيها نقطة عظيمة الاهمية تخصنا هنا .
وجود الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في سماع الاموات دليل على عدم الاستغاثة وعدم المجئ الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته !!!
وجود الخلاف ليس دليلا على أن الاموات لا يسمعون فقط . بل هو دليل لنا على أن السلف لم يستغيثوا بالاموات لمن لا يزال في قلبه مرض.
فالخلاف كان في: هل الاموات يسمعون أم لا - وهذا دليل على أنهم لم يستغيثوا بهم !!! كيف ؟
لأن الخلاف في السماع مسألة أقل اهمية واثرا - عقلا وشرعا من مسألة الاستغاثة بهم. فمجرد الخلاف في السماع ذاته (وهو خبر) لا يلزم من ورائه عمل أو مسائل عظيمة (عبادة) دون شك !
المهم: كيف يستغيثون بمن لا يسمعون ؟!
فاذا حدث الخلاف في سماع الموتى (الادني) لزم الخلاف في الاستغاثة بهم (الاعظم).
- ثم توجد فائدة أخرى في الاية. ففي لفظ ((جاؤوك)) يفهم من الاية ضرورة الذهاب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي يتم الاستغفار - طبعا في الحياة - فكيف يلزم المجئ اليه صلى الله عليه وسلم وهو حي وهؤلاء الان يدعونه من أي مكان في العالم وهو *ميت* ! (نعم حي في قبره حياة برزخية فهو لا يشرب ولا يأكل وقد حثوا عليه التراب صلى الله عليه وسلم - حياة برزخية ليس حياة الدنيا ! )
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر كان يركب البعير لكي يسافر و كان يبعث الرسل الى الملوك وكان قد هاجر مع صاحبه من مكة هربا من كفار قريش وكان يحارب في المعارك وكان الصحابة يذودون عنه في أوقات الشدة خوفا عليه والله حافظه. بالاضافة الى عدم علمه بفقد زوجه عائشة رضي الله عنها في حادثة الافك المعروفة الى كثير من الحوادث التي لا حصر لها في هذا الشأن . فكيف بعد كل هذا يصبح بعد الموت يسمع دعاء الاحياء بكل اللغات وفي كل الاقطار والامصار و في كل الاوقات من الليل و النهار أفرادا و جماعات قبائل و شعوبا ؟!
هذا الامر الجلل الاستغاثة به يحتاج الى دليل صريح صحيح . أو قطعي الثبوت قطعي الدلالة كما يقول المتكلمة فأين هؤلاء من هذا كله ؟
الامر بسيط جدا - الشيطان أضل القبوريين فالمسألة لا تتعدى ان تدعو الله تعالى بدون هذا السخافات الصوفية وانتهى الموضوع.