العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحــوار مع الــصـوفــيـــة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-05, 03:48 AM   رقم المشاركة : 1
محمد المصراتى
عضو







محمد المصراتى غير متصل

محمد المصراتى is on a distinguished road


صناعة الكرامات

صناعة الكرامات


لفضيلة الشيخ أبي الوفاء درويش رحمه الله
أ

جَلْ، وإنها لصناعة- لو تعلمون- رائعة بارعة، خلابة للعقول، جلابة للمال، مسخرة للرجال.
وإنها لصناعة دقيقة لا يتاح إتقانها لكثير من الناس، إنما يحذقها الأذكياء الموهوبون الذين أوتوا من الذكاء حظًا عظيمًا، ومن الدهاء قسطًا موفورًا، ومن الفراسة نصيبًا غير منقوص، والذين امتازوا بمرونة الأعضاء، وسرعة الحركة، والقدرة على العبث بالألباب.

وصناعة الكرامات كصناعة إحضار الأرواح لا تمارس في أي زمان، ولا في كل مكان ولا في كل حال، إنما تمارس في أمكنة خاصة، وفي أزمنة موائمة، وفي أحوال مناسبة.
وخير الأمكنة لمزاولة هذه الصناعة عقر الدار، وعلى كثب الأستار، ومستقر الأسرار، وعلى مقربة من الأداة والعتاد، والأجهزة الشداد.
وأنسب الأوقات، حين تتكاثف الظلمات، ومن دون ذلك وقت الغَلَس، إذا خبا القَبَس، وانطوى النهار، وغابت الأنوار.
أما أحسن الأحوال: فحال شهود الأطهار الطيبين، والأخيار الغافلين، وغيبة الأذكياء النابهين، والفطناء الفاهمين، إذ لا شيء يفسد الكرامات ويذهب بروعتها، كما يفسدها الوقوف على حقيقة أمرها، والاطلاع على مكنون سرها، والأذكياء خبثاء، لا يقنعون بظواهر الأشياء، ويأبون إلا أن يفسدوها بالتغلغل في خفاياها، والتوغل في طواياها.
وصناعة الكرامات إنما تبلغ قمة النجاح بشرطين متضادين: ذكاء وخبث في صانعها، وغباء وطيبة في شاهدها، فإذا فقد الشرطان أحدهما أو كلاهما فسدت الصناعة، وذهبت البراعة.
وصُنَّاع الكرامات لا يمارسون صناعتهم إلا حين يعتقدون أن الظروف كلها مواتية، وشروط النجاح موفورة، واحتمال الفشل بعيد.
ومن دون الشرطين السابقين شرطان آخران: المواطأة والإيمان.
أما المواطأة فأن يكون صانع الكرامات متواطئًا مع شريك يعرف سره، ويدبر أمره يتحداه أمام الحضور، وقد هيّا له الأمور.
أما الإيمان فأن يكون جميع الحاضرين مؤمنين بقدرة الشيخ على إحداث الكرامات كما يشترط في روّاد غرفة التحضير أن يكونوا جميعًا مؤمنين بقدرة الوسيط على إحضار الأرواح، فإن كان بينهم من يشك أو يرتاب وأدرك الشيخ ذلك بفراسته لم يحاول ممارسة الكرامة، لئلا يفتضح أمره وينكشف سره.
وقد فشت هذه الصناعة وذاعت في آخريات القرن الثاني الهجري وما تلاه من القرون، وظن العلماء الطيبون الذين يرون الأشياء بعيون طباعهم الخيرة أنها كرامات حقًا، وراحوا يتلمسون العلل والأسباب لكثرتها المروعة، فقالوا: "إن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها ضعيف الإيمان أو المحتاج أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته، أو يكون من هو أكمل منه ولاية مستغنيًا عن ذلك فلا يأتيه لعلو درجته وغناه عنها، لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة".
وهذا كلام لا يقره المنطق، ولا يسيغه عقل، فإن الكرامة الحق، وهي من إكرام الله تعالى للصالحين من عباده يختص بها أقوياء الإيمان لا ضعافه، فإن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
والتعليل الصحيح أن ما ذاع وشاع وملأ الوهاد والتلاع ليس كرامات حقيقية، وإنما هو من قبيل الكرامات الصناعية، وكانت كثرتها لقلة الإيمان وضعف اليقين، وفساد الضمائر، وخراب الذمم، فأقدم على ممارستها عمدًا من لا يخاف الله، ولا يرجو له وقارًا، فعلوها خداعًا وتمويهًا وعبثًا بعقول الناس، ليقنعوهم بأنهم أولياء فيمنحوهم أموالهم، والله يعلم إنهم لكاذبون.
ترامت أنباء كرامات "الحلاج" وبلغت مسامع بعض الأذكياء فأراد أن يقف على حقيقتها، فركب إليه، ولما صار في حضرته قرأ الحلاج في معارف وجهه أمارات الإنكار، فقال: يغشون دارنا، ليعترضوا علينا، ويسيئوا إلينا، يا هذا اطلب ما شئت يأتك بإذن الله، قال الشاب الذكي: أريد سمكًا طريًا، وكان الحلاج في ذلك الوقت في بعض بلاد الجبل البعيدة التي ليس فيها بحر ولا نهر، وظن الشاب أنه أعجزه إلى آخر الأبد، وأخمده مدى الدهر، ولكن الحلاج ابتسم ابتسامة ذات معنى وقال: ما أيسر ما طلبت! ثم دخل حجرة في داره وأغلق بابها وعاد بعد ساعة، وقد حسر عن ساعديه، وكشف عن ساقيه، وبيده سمكة حية تضطرب، وقال: إني دعوت الله فأمرني أن أذهب إلى الأهواز، وأن آخذ هذه السمكة من ملتقى الرافدين، فأخذتها، وجئت بها إليك، لتنزع ما في صدرك من شك.
قال الشاب: أتدعني أدخل هذه الحجرة، فإن لم يسفر لي وجه الحيلة آمنت بك؟ قال: شأنك وما تريد.
قال الشاب: فدخلت الحجرة فلم أجد فيها شيئًا، ثم حانت مني التفاتة فرأيت بابًا في الجدار لا يكاد يظهر إلا للمدقق المتأمل، لأنه بلون الجدار ومساواته فدفعته ففتح، فدخلت فإذا أنا بحديقة لا يبلغ البصر غايتها، فيها صنوف الفاكهة والثمار والأزهار، ومنها ما ليس في وقته ولكنه محفوظ بحيل صناعية، وفي هذه الحديقة خزائن فيها ألوان الأطعمة الناضجة والمواقد المعدة لإنضاج ما يطلب لساعته، ثم رأيت في وسطها بركة ماء مملوءة سمكًا، فأخذت واحدة وخرجت بها فرميت بها في وجهه وصدره، وأردت الهرب فأمسك بي وهمس في أذني قائلاً: لئن حدثت بها أحدًا لأقتلنك ولو كنت وراء سبعة أبحر أو سبعة جبال، ثم عاد يقول لجلسائه: هذا ولي من كبار الأولياء جاء ينافسنا في كراماتنا!!
قال الشاب: ولم أجد بدًا من الكتمان، فلم أخبر بذلك إلا بعد مقتل الحلاج حذرًا أن يغْرِي بعض المفتونين به فيغتالني.
هذا والمؤمن الصادق كيّس فطن، لا ينبغي أن تجوز عليه الحيل، أو يقع في الأحابيل، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل(*.
(* هذا الاحتيال هو جانب من صناعة الكرامات، وثمة جانب آخر وهو صناعتها عن طريق السحر والتعامل مع الشياطين، فبهم يستعين الساحر في إظهار أشياء وتسليط الحيات والأفاعي، قال تعالى: سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم {الأعراف:116}. {التحرير}
___________________________
منقول من مجلة التوحيد







التوقيع :
السلام عليكم .....
من مواضيعي في المنتدى
»» سخافة عقول الصوفية ؟
»» انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر / الحلقة الثانية
»» كمال عقل / الصحابة
»» انحرافات الصوفية بين الماضي والحاضر
»» طلب ورجاء من الأخوة فى الله رواد المنتدى لمن يستطيع الأجابة
 
قديم 22-07-05, 06:36 AM   رقم المشاركة : 2
abo othman _1
مشرف بوابة الرد على الصوفية






abo othman _1 غير متصل

abo othman _1 is on a distinguished road




جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد المصراتى

نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك

اقتباس:
ذكاء وخبث في صانعها، وغباء وطيبة في شاهدها،

فعلا وضع يده على الجرح ،، فلذلك ترى السذج أكثر الناس قبول للخرافة ،، والله المستعان

أبو عثمان






التوقيع :
من مواضيعي في المنتدى
»» عبد القادر الجيلاني والاستغاثة بغير الله سلسلة أقوال ائمة الصوفية في الاستغاثة
»» لماذا يلجأ الشيعة لهذا الاسلوب ؟؟؟
»» لفت انتباهي هذا التوقيع الرافضي
»» ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال كيف تصبح سلفيا عصريا
»» حمل دمعة علي التوحيد حقيقة القبورية واثارها في واقع الامة
 
قديم 22-07-05, 07:29 AM   رقم المشاركة : 3
اخت المسلمين
مشرف سابق







اخت المسلمين غير متصل

اخت المسلمين is on a distinguished road


جزاك الله خيرا أخي الكريم محمد المصراتى
وفقك الله







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:39 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "