العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات الخاصة > منتدى مقالات الشيخ عبدالرحمن دمشقية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-13, 01:08 PM   رقم المشاركة : 1
دمشقية
حفظه الله







دمشقية غير متصل

دمشقية is on a distinguished road


رد على الاباضية في تطعنهم بحديث الجارية وإثبات صحته (دمشقية)

رد على الاباضية في طعنهم بحديث الجارية وإثبات صحته (دمشقية)


في هذه العجالة أقوم بدفع شبهات الاباضية حول قول النبي للجارية أين الله فقالت في السماء فقال: إعتقها فإنها مؤمنة
الرواية:
حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة (وتقاربا في لفظ الحديث) قالا حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال:«كانت لي جارية ترعى غنما لي قبل أحد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله  فعظم ذلك علي قلت يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال ائتني بها فأتيته بها فقال لها أين الله؟ قالت في السماء قال من أنا؟ قالت أنت رسول الله قال أعتقها فإنها مؤمنة» (مسلم 537 وأحمد 5/447 والبغوي في شرح السنة 3/237).

وقد طعن بعضهم في الرواية بأن فيها يحيى بن أبي كثير. وأنه مدلس وأتى بالرواية معنعنة عن هلال بن أبي ميمونة.

والجواب:
* أن هذا الحديث رواه يحيى بن أبي كثير بلفظ (حدثني) فانتفت مظنة التدليس.
كما أن الرواية
كما عند الطبراني والموطأ. وأن يحيى بن أبي كثير قد صرح بالتحديث في روايته عن هلال عند أحمد رووه وليس فيه هلال وهو لا يحدث إلا عن ثقة.

طريق النسائي
أخبرنا عمرو بن علي قال حدثا يحيى قال حدثنا حجاج قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي (رواه النسائي5/173 حديث8589).

طريق أحمد بن حنبل
حدثنا يحيى بن سعيد عن حجاج الصواف حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية السلمي
(مسند أحمد23767).

طريق ابن حبان
 أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال : حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال : حدثني هلال بن أبي ميمونة قال : حدثني عطاء بن يسار قال حدثنا معاوية بن الحكم السلمي» (صحيح ابن حبان6/22 حديث2247)

 حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن [ أبي ] كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة (المعجم الكبير19/398 حديث937).

 أخبرنا أبو سعيد بن أبي عمرو نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا مالك عن هلال بن أسامة عن عطاء بن يسار عن عمر بن الحكم. قال الشافعي:«اسم الرجل معاوية بن الحكم كذا روى الزهري ويحيى بن أبي كثير قال الشيخ رحمه الله كذا رواه جماعة عن مالك بن أنس رحمه الله ورواه يحيى بن يحيى عن مالك مجودا فقال عن معاوية بن الحكم قال في آخره فقال أعتقها فإنها مؤمنة
(السنن الكبرى7/387 حديث15043)

معرفة السنن البيهقي
أخبرنا أبو عبد الله ، وأبو سعيد قالا : حدثنا أبو العباس ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، أخبرنا مالك ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، عن معاوية بن الحكم (معرفة السنن12/300 حديث4776)

مشكل الآثار للطحاوي
أخبرنا يونس قال أخبرنا بشر بن بكر عن الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة قال حدثني عطاء بن يسار قال: حدثني معاوية بن الحكم السلمي (بيان مشكل الاثار21/219 حديث524)

الايمان لابن منده
91 - أخبرنا عبدالرحمن بن يحيى بن مندة ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات أنبأ محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة حدثني عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم (الايمان لابن مندة1/230 حديث91).

التوحيد لابن خزيمة
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال ثنا مبشر يعني ابن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة قال حدثني عطاء بن يسار قال حدثني معاوية بن الحكم السلمي قال وكانت غنيمة لي ترعاها (التوحيد1/279 حديث 178 لابن خزيمة)

السنة لابن أبي عاصم
ثنا هدبة ، ثنا أبان بن يزيد العطار ، عن يحيى بن أبي كثير ، حدثني هلال بن أبي ميمونة ، ثنا عطاء بن أبي يسار ، عن معاوية بن الحكم السلمي (السنة لابن ابي عاصم2/3 حديث396)

كل هذه الطرق صحيحة وجاء التصريح فيها بـ (حدثني).

ولهذا صحح الالباني والارناؤوط الرواية من جميع طرقها.

وقد صرح الحافظ الذهبي (الذي تحتجون به في تصحيح أثر خدر رجل ابن عمر) بأن هذا الحديث متواتر [العلو للذهبي 16، 17، ومختصر العلو 82 – 83].

أن أبا حنيفة روى هذا الحديث [مسند أبي حنيفة لأبي محمد الحارث باختصار صدر الدين الحصكفي مع شرح ملا علي قاري 157]، وذكر أنه لم يطعن أحد فيه إلا المعتزلة هو والسمرقندي [الفقه الأبسط بشرح أبي الليث السمرقندي 20 والتعليق الصبيح 4/72]. وإذا كان أبو حنيفة مجتهداً ولا ريب، فقد ذكر الكوثري وتلميذه أبو غدة والتهانوي أن استدلال المجتهد بحديث يعتبر تصحيحاً له [مقالات الكوثري 70 وقواعد في علوم الحديث تحقيق أبي غدة 57]. وأنه لا يستساغ تضعيف أحاديث رواها أبو حنيفة [تأنيب الكوثري 225 وهي قاعدة باطلة].

* ثانياً: دعوى اضطراب رواية مسلم دعوة مضطربة، لأن الرواية الأخرى لا تساويها في السند وإنما تقل عنها.
* ثالثاً: إن كان الصحابي سبك هذا اللفظ من عنده ثم اشتهر هذا اللفظ بين الصحابة: أليس هذا دليلاً واضحاً على أن الراوي والصحابة قد ارتضوا هذا اللفظ (أين الله) ألم يكن هؤلاء الصحابة يفهمون عقيدة التنزيه حتى يختاروا هذا اللفظ؟ وهل يرضى أحد منكم أن يختار لفظاً كهذا؟ هذا قشيريكم وابن عساكركم وسبكيكم يقولون: « تعالى الله عن أن يقال (أين)» [الرسالة القشيرية ص 2 مرشد الحائر في حل ألفاظ ابن عساكر 38]. وهذا سبكيكم يقول: « ولا يقال له أين، هذا مذهب أهل السنة » [طبقات السبكي 9/41 محققة].

كيف تناقله الصحابة والتابعون ودوّنه المحدّثون ثم ابتدأ جهم والمريسي والمعتزلة بإنكاره فحرّموا على الناس أن يقولوا: إن الله في السماء، ثم تلقيتموه عنهم؟

زعموا أهل البدع أن معنى قول النبي  للجارية «أين الله» أي أين اعتقادك من التعظيم لله. فأجابت «في السماء» أي رفيع القدر جداً وبهذا جعلوا التخاطب بطريقة الألغاز لأن التخاطب على هذه المعاني لا تستعمله العرب بهذه الطريقة.
وقد وافقوا المعتزلة حرفاً بحرف. في قولهم أن هذا سؤال عن المكانة لا المكان.
ويلزم من هذا التأويل السمج أن كل من كان عظيم القدر من البشر نَصِفُهُ بأنه في السماء. وهذا مخالف للغة التخاطب التي يتخاطب بها العرب.

وزعم ابن فورك أنها كانت خرساء ولهذا أشارت بيدها إلى السماء [مشكل الحديث وبيانه 159 – 160].
وهذا تأويلٌ سنّه الأعاجم الذين دخلوا العراق كما قال ابن الجوزي: « قَدِمَ إلى بغداد جماعة من أهل البدع الأعاجم… وقالوا: إن الله ليس في السماء وأن الجارية التي قال لها النبي  أين الله؟ كانت خرساء فأشارت إلى السماء » [صيد الخاطر 115 و116 و181 ط: المكتبة العلمية – بيروت].
ولكن نص الحديث يدل على أنها كانت ناطقة، ولذلك لما سألها رسول الله  : « من أنا؟» قالت: « أنت رسول الله ».

تناقض أشعري

وإليك واحد من تناقضات الأشاعرة. فقد زعموا أن الرواية التي عند مالك في الموطأ أن النبي  قال لها: « أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت : أشهد أن لا إله إلا الله » [منار "الهدى" 16/27 وسيأتي الرد على هذه الشبهة].
وهذا من تناقضهم، فقد زعم شيخهم ابن فورك أن الجارية إنما كانت خرساء لا تتكلم [مشكل الحديث وبيانه 159 – 160].

وقول الجارية للنبي  : « أنت رسول الله » تزيد من حيرة هؤلاء وتناقضهم.
على أن القوم معترفون بأن التأويل لا يمكن الجزم أن يكون مراداً لله ورسوله [الدليل القويم 47 التوحيد للماتريدي 74]. وهذا الرد كاف في إبطال ذلك التأويل السمج البارد المتكلف. البعيد عن الحق الكاذب على الشرع واللغة.

* فالحبشي يخلط بين صفتين لله إحداهما صفة (العلي) وهي أزلية والثانية (العلو) وهي صفة فعلية ورد تحديدها بوقت بعد خلق السماوات والأرض كما دلت عليه (ثم). فلماذا الخلط والتلبيس بين الصفتين؟
* إذا كان قول الجارية (في السماء) بمعنى رفيع القدر جداً، فيصير معنى قوله  (ينزل إلى السماء الدنيا) ينزِل قدرُه! تعالى الله عن ذلك. ولكان قول الله لعيسى:  إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَي  [آل عمران 55]، معناه: إني رافعك لتصير بمنزلتي. وعروج الملائكة إليه بلوغ منزلته وقدره: ألا فليجيبوا عن هذه.

ثم هو لا يفيد شيئاً فإن العلي من كان عالياً فوق خلقه ولذلك قال الطبري: « وهو العلي على خلقه بارتفاع مكانه عن أماكن خلقه » و« أنه تعالى ذو ارتفاع على كل شيء، والأشياء كلها دونه »" [الطبري المجلد (3) 3/9 والمجلد (11) 25/6] وقال البغوي:  وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ  [الحج 62]، أي العالي على كل شيء [تفسير البغوي 5/26] وقال الطبري: « وهو ذو علو وارتفاع على كل شيء، والأشياء كلها دونه » [جامع البيان للطبري مجلد 11 ج25 ص6].
فأهل السنة على عقيدة هذه الجارية ويبرؤون إلى الله ممن لا يتأدبون مع نبيهم  فيظنون أنه يُقرّ باطلاً. ويبرؤون من كل من يشهد بخلاف ما شهد لها به، فقد شهدت لله بالعلو فشهد لها  بالإيمان:
في حين يشهد هؤلاء بكفر من يقول بقولها، كقول الحبشي: إن من أصول الكفر اعتقاد أن الله في السماء. فإن كان ذلك من أصول الكفر فكيف أقرها النبي  عليه؟ وهل الحبشي أعلم بالله من الله ومن رسوله ؟

المبتدعة يطعنون في صحة الحديث
* ويعمد بعض المبتدعة إلى الطعن بالحديث مع وروده في صحيح مسلم فيزعم نبيل الشريف (حبشي) أن حديث الجارية مضطرب «ظاهر» الاضطراب!! فقد رواه مالك بلفظ: « أتشهدين أن لا إله إلا الله؟ فقالت: أشهد ». وأما رواية مسلم: قال لها: «أين الله؟ ..» قال: فهذا الاختلاف في اللفظ يوضح الاضطراب. ومالك أضبط للحديث من مسلم، بل اتفق العلماء على أن مالكاً أضبط رواة الحديث [مجلة منار "الهدى" 16/27 قال ابن حجر الهيتمي في فتح المبين (55) تعليقاً على قول الشافعي "لا أعلم كتاباً بعد كتاب الله أصح من موطأ مالك" (إنما كان قبل ظهورهما [أي البخاري ومسلم] فلما ظهراً كانا أحقّ بذلك وأولى)]. انتهى.

وهؤلاء لا يحبون رواية هذا الحديث ولا كتابته ولعله لهذا السبب لم يدرج حيدر عند تحقيقه لكتاب الأسماء والصفات هذا الحديث في فهارس أحاديث الكتاب حتى لا يمكن إيجاد الحديث بسهولة. وكان ينبغي له أن يدرجه بلفظ «إيتني بها» أو لفظ «أين الله» لكنهم لا يجيزون لأنفسهم كتابة هذا السؤال الذي تقشعر منه أبدانهم.

والـجــواب:
* قد شهد الحافظ ابن حجر بصحة الحديث ولم يذكر فيه اضطراباً ولا علة فقال: « وهو حديث صحيح أخرجه مسلم » [فتح الباري 13/359]. فخذه « حيث حافظ عليه نص ».

* بل الرواية عند مالك بلفظ: «أين الله» فلماذا التلبيس والخداع [موطأ مالك 2/776 كتاب العتق والولاء باب عتق أمهات الأولاد]؟ غير أنكم تتجاهلونها وتتمسكون بالرواية التي تليها وهي حادثة أخرى لا تتعلق بما قبلها بتاتاً بدليل رواية عتبة بن مسعود أن رجلاً من الأنصار أتى النبي  بجارية له سوداء فقال لرسول الله  : « إن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت تراها مؤمنة أُعتِقُها. فقال لها رسول الله  أتشهدين… الخ ». أما رواية معاوية بن الحكم ففيها أنه ضربها وأسف لما فعل فاستدعاها رسول الله  وسألها: «أين الله». وقد استغل أهل الزيغ إبهام اسم الرجل من الأنصار وجعلوه وحديث معاوية بن الحكم حديثاً واحداً مروياً من عدة طرق ليتمكنوا بعد ذلك من ادعاء الاضطراب فيه. بينما الحديثان متنان اثنان لقصة متعددة كما نص عليه الحافظ ابن عبد البر ونقله عنه في « شرح الزرقاني على موطأ مالك 4/86 ». ألا فبُعداً وسُحقاً لمن ورث مكر اليهود في تلبيس الحق بالباطل.

* أن كون الإمام مالك رحمه الله أضبط من مسلم: فهذا ليس قاعدة دائمة يحتج بها، والدليل على ذلك أن مالكاً أخطأ في ضبط اسم راوي هذا الحديث حينما روى حديث (أين الله) فسماه (عمر بن الحكم) وإنما هو (معاوية بن الحكم السلمي).

وقد نبه الشافعي على ذلك فروى حديث الجارية (أين الله) ثم استدرك على مالك هذا الخطأ فقال: « وهو معاوية بن الحكم: وأظن مالكاً لم يحفظ اسمه » (الرسالة ص 76) وكذلك انظر كتابه (الأم 5/280).

وكذلك استدرك النسائي هذا الوهم في (التفسير من الكبرى 8/427 تحفة).
وقال الحافظ ابن حجر في (التلخيص الحبير 3/222): « وهو من أوهام مالك في اسمه ». فها هو الشافعي الذي تدعون اتباعه يصرح لكم بأن مالكاً أخطأ فتجاهلتم تنبيهه وتنبيه الحافظ ابن حجر والنسائي وتمسكتم بخطأ مالك!

طعن الكوثري في حديث الجارية
وممن طعن في حديث الجارية الجهمي الكوثري حيث زعم أنه قد وقع في رواية أنها أشارت ولم تتكلم مما يدل على أنه حديث الجارية لم يكن إلا بالإشارة وأن الراوي (الصحابي!) سبك ما فَهِمه من الإشارة بلفظ من عنده، وهو لم يكن فقيهاً بدليل أنه كان يتكلم في الصلاة، وهذا دليل عنده على أن «أين الله» لم يكن من لفظ الرسول! ثم أصدر حكمه على الحديث بالاضطراب لا سيما وأن فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس وقد عنعن [تعليقات الكوثري على الأسماء والصفات ص 532].

الجواب على ذلك:
أولاً: أن الحديث الذي عند الذهبي في «العلو» ضعيف الإسناد لأنه من رواية سعيد بن زيد: ضعفه القطان جداً كما في الجرح والتعديل (4/21). وذكره ابن حبان في المجروحين (1/321) ومع توثيق البخاري ومسلم فقد جرحه آخرون كيحيى بن سعيد وأبي حاتم والنسائي والجوزجاني والدارقطني والبزار (تهذيب التهذيب 4/33) والظاهر أنه كان صدوقاً له أوهام كما لخصه الحافظ في (التقريب 2312). وأين هذا السند على افتراض صحته من رواية مسلم؟
أرى أن الكوثري قد ورّط نفسه بعدة ورطات أهمها أن الصحابي قد كذب على الرسول وعلى الجارية. فبينما قال الرسول
 لها: أتشهدين، سبكه الصحابي بلفظ (أين الله). وبينما قالت الجارية (أشهد أن لا إله إلا الله) أو أشارت: سبك لها الصحابي لفظاً آخر وهو (الله في السماء).
وغمز الصحابي معاوية بن الحكم، ورماه بالجهل وهو ليس أول صحابي يطعن فيه الكوثري فقد طعن في أنس بن مالك ووصفه بالهرم والخرف وردّ حديثه الصحيح [تأنيب الكوثري 117 بدع التفاسير للغماري 80].
وهذا دليل من جملة الأدلة على انغماس الكوثري في منتهى الضلالة.
قال أبو المظفر السمعاني: « التعرض إلى جانب الصحابة علامة على خذلان فاعله، وهو بدعة وضلالة » [فتح الباري 4/365]. نقله عه الحافظ في الفتح.

وقد امتحن الله أهل الزيغ بزلة للبيهقي وهي قوله أن مسلماً أورد حديث معاوية بن الحكم غير أنه لم يذكر معه خبر الجارية، وهذا وهم منه رحمه الله. فقد أثبته علماء الحديث كاملاً كالبغوي في (شرح السنة 3/239) والحديث جاء بتمامه عند مسلم [حديث رقم 538 1/382 كتاب السلام] متضمناً قصة الجارية، كما أن الحافظ المزي أثبته في تحفة الأشراف (8/426) إلى مسلم متضمناً قصة الجارية. غير أن مسلماً رواه في كتاب السلام [حديث رقم (2228)] من غير هذه الزيادة، ومعلوم أن الزيادة من الثقة مقبولة.

وأثبته شرّاح صحيح مسلم بتمامه وشرحوه كالحافظ النووي [مسلم رقم (538) وانظر شرح النووي على صحيح مسلم 5/24 – 26]. ولم يطعن أحد منهم في قصة الجارية.

وقد ذهب أحدهم وهو عبد الله الغماري المغربي إلى أن الحديث شاذ ومردود [فتح المعين بنقد كتاب الأربعين ص 16].
قلت: بالطبع مردود عند أتباع جهم بن صفوان الذين يعرضون الكتاب والسنة على موازين عقولهم المتلوثة بعلم الكلام فما استساغته عقولهم أثبتوه، وما نفرت منه أوّلوه أو حكموا بشذوذه.

ثم إن الشاذ في اصطلاح المحدثين: مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه. فأين يوجد في الحديث ما يفيد ذلك.
فما نصروا الدين ولا رفعوا راية السنة وإنما ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وضربوا السنة بعضها ببعض كل هذا من أجل تنزيه مزعوم حملهم على العبث والتشكيك.
ولم يستفيدوا بعد هذه المحاولات من الطعن بالحديث لأن القرآن أثبت أن الله في السماء. قال تعالى:  أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْض  [الملك 16]، والضمير عائد على الله بدليل قوله تعالى:  أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْض  [النّحل 45].
ودعوى المعارضين بأن سؤال النبي  للجارية «أين الله»؟ إنما هو سؤال عن المكانة لا المكان فهو باطل لوجوه:
* أن هؤلاء لا يرضون أصلاً بإطلاق هذا الوصف على الله كقولهم:« تعالى الله أن يقال (أين)».
* أن المكانة لا يقال عنها (أين) ولا يجاب عنها بأنها في السماء. الله إلا إذا دخلت عليها (من) كقولك: أين أنت من فلان. أين الثرا من الثريا.
* أنهم جعلوا فوقية الله على خلقه بمعنى أنه خير منهم وأفضل منهم منزلة، فإن الله لم يمتدح نفسه ابتداءً بأنه أفضل من أحد من خلقه. وكيف يقبل عاقل فيه شيء من إيمان أن يعتقد أن (الله فوق العرش) بمعنى هو خير وأفضل منزلة من عرشه؟ وأن معنى قول زينب: « زّوجني الله من فوق سبع سماوات » بمعنى أن الله خير وأفضل من السماوات؟
وهذا إنما يقال في المتقاربين في المنزلة وأحدهما أفضل من الآخر، وأما إذا لم يتقاربا فإنه لا يصح ذلك، وحينما يقول الله:  يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِم  [النّحل 50]، فإنه العلو الحقيقي، إذ لا يعرف في اللغة استعمال «فوق» مقروناً ب‍ (من) بمعنى فوقية الخيرية والأفضلية فلا يصح أن يقال: « الذهب من فوق الفضة » ولا يقال: « العلم من فوق الجاهل ».
وإذا كان من القبيح أن تقول: الجوهر فوق البصل، والذهب فوق التنك، مما يُضحك الناس منك: فكيف تقول: الله فوق عباده بمعنى أنه خير منهم وأفضل؟!
* أن قول هؤلاء مردود بحديث النزول، فإذا كان العلو على مكانة: فماذا نقول عن حديث النزول؟ أنقول بأنه نزول مكانة؟ تعالى الله عن قبح تأويل أدعياء التنزيه.
* أن المكانة تأنيث المكان، والمنزلة تأنيث المنزل.
وهل عندما قال الله لعيسى (إني متوفيك ورافعك إلي). كانت منزلة عيسى بمستوى الأرض؟
وهل لما رفعه الله إليه صار بمنزلة الله؟
وهل نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل معناه نزول منزلته؟
كل هذا من شؤم التأويل الذي هو التحريف بعينه.






  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "