العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > الرد على شبهات الرافضة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-10, 12:59 AM   رقم المشاركة : 1
أبو الحسنين
مشرف سابق








أبو الحسنين غير متصل

أبو الحسنين is on a distinguished road


الرد على شبهة شرب معاوية للخمر / منقول

الرد على شبهة شرب معاوية للخمر

بسم الله الرحمن الرحيم...الله نور السموات والأرض


دخلت أنا وأبي على معاوية (زعموا أن معاوية يشرب الخمر)

حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة قالدخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينابالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى اللهعليه وسلم. ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذةكما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني.

رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127).
وهي رواية منكرة متناكما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قالوكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روىعنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيبالكمال14/331).

وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لانجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق.
ولهذا نجد الهيثمياستغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42).

وأما من حيث إسنادهافإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185).
ولكنفي كلا السند المتن خطأ.
فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدبالمفرد77).

الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بنالحباب فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريقعلي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى

الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنهصدوق كثير الخطأ.

أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذاالسياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بنالحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لميرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه.
وزيد بن الحباب من طبقة تابعي التابعين. ولا يقبلتفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبارالحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ.
أمابعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع.

وقد اختل في زيدشرطان:
الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين.
الثاني: أنه ليس منجبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقتهكثير الأخطاء.
ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلمبه.

أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها.
« حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أناوأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقالمعاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذهقبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9).

دراية الأثر:
قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسندمعاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسندمعاوية.
وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة لهبما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم.

ويستفاد منالخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كماقصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلىمثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبرويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به.
قال المعلق على المسند (38/26 طبعةالرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شرابمحرم. والله أعلم.
قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقلكراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضيالله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليهاeرسول الله الخمر».

ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنههذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم
ولا يعقل أن لا تتضمنالرواية عدم كرهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أنيفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذأن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثاثم قتله في الرابعة.
ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل معأن بعضهم لا يوقعه.

والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ماشربته منذ حرمه النبي.
فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناولهلبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير فيمكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أنيأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعهوتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغةالعرب.

وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمهالنبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوضالظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر.

وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرزمن الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟
وقد ابلغ في الغلط منتصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم.

ويقالهنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟
فالجواب: أن هذا من باب الاستطرادوهذا جار على عادة العرب
فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعيةإلى ذلك.

مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطردلذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر.
فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذيكانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبنفالمناسبة قوية للغاية

وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبيشيبة6/188):
30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بنبريدة قال قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمناوأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كماكنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن
هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاويةيقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظرفي الروايتين، تبين له صدق ما قلت






التوقيع :
رسالة وتنبيه للجميع يجب التوقف تماماً عن كتابة

( ههههه ) و ( خخخخ) اصبح الامر مزعج جداً


في الردود وكذلك عدم السب والشتم واستخدام اساليب غير لائقة مع المخالفين


وان لا يتداخل العضو في المواضيع الحوارية بمشاركات لا تفيد الحوار
او حرف الحوار بالسب والشتم

نحن نعامل الناس باخلاقنا لا باخلاقهم

واذا كان الحوار بين المخالفين واحد كبار الاعضاء المعروفين بالحوار العلمي
يجب على الاعضاء عدم التداخل بمشاركات
لاتفيد الحوار في شي غير نقل الموضوع لصفحات كثيرة لا فائدة منها
ولا يكون النقاش عن المتعة فيدخل عضو بمداخلة عن تحريف القران او عن موضوع لا دخل له بالنقاش


وهذا منتدى للدفاع عن السنة لا منتدى عام كباقي المنتديات فيرجى مراعاة هذه الخصوصية




http://img52.imageshack.us/img52/5193/75810832.jpg



من مواضيعي في المنتدى
»» ليلة القدر في ايران
»» آية التطهير و حديث الكساء / منقول
»» احمي جهازك من الفايروسات والاختراق
»» مقطع من الخطبة الأخيرة لشيخنا وامامنا أبي إسحاق الحويني / كانها خطبة الوداع يا الله
»» تخيلوا بالله عليكم هذا الموقف
 
قديم 29-06-11, 09:41 AM   رقم المشاركة : 2
خدام الإسلام
عضو ماسي






خدام الإسلام غير متصل

خدام الإسلام is on a distinguished road


اذا كان الرافضه اتهم احد روات الخجيث عندنا ببيع الخمر لإن هذا الراوي كان يبيع الخُمر ( بضم الخاء ) وهي ما تتخمر به النساء

فلا تستغرب أن يطعنوا في الصحابة رضي الله عنهم بالضعيف والسقيم والمضرب والمنكر والكاذب

وتحريف المعاني إلى ما يوافقه مذهبهم الباطل







التوقيع :
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر

ٌ===
أنظر يا شيعي ويا رافضي الكفر بأم عينك واسمعه

http://www.4cyc.com/play-PqHZTts2WHk

---
حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون
----

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( ( وددت أني لقيت إخواني قال فقال : أصحاب النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – أوليس نحن إخوانك قال : بل أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ) )

اللهم أجعلني منهم ومعهم يا حي يا قيـــوم
من مواضيعي في المنتدى
»» ماهو أقدم مصنف لديكم يا رافضة ؟
»» أبحثوا عن دين غير هذا الدين يا رافضة إذا طبقتوا علم الحديث الخاص بالمطهّري
»» يا قناة صفا لا نريد لغة القومية العربية
»» الطعن في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي جبريل عليه السلام وفي الدين والإسلام كله
»» فيلم السحلية لفضح أصحاب عمائم السوء تم منعه في ايران
 
قديم 13-05-18, 03:14 AM   رقم المشاركة : 3
ابو عيسى السني
عضو نشيط







ابو عيسى السني غير متصل

ابو عيسى السني is on a distinguished road



كيف يُفهم أن معاوية - رضي الله عنه - شَرِبَ الخمر!! وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط! وأنَّه عَلِمَ النَّهْيَ عنه مِنَ النبيِّ في كلامة وحديثه


عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد في الرابعة فاقتلوه .سنن الترمذي - الحدود (1444)سنن أبي داود - الحدود (4482)سنن ابن ماجه - الحدود (2573)مسند أحمد - مسند الشاميين (4/93)وصححه الالباني







 
قديم 13-05-18, 03:15 AM   رقم المشاركة : 4
ابو عيسى السني
عضو نشيط







ابو عيسى السني غير متصل

ابو عيسى السني is on a distinguished road


رد الشيخ دمشقية

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=45178



دخلت أنا وأبي على معاوية (زعموا أن معاوية يشرب الخمر)

حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال معاوية: كنت أجمل سباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني.

رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127).
وهي رواية منكرة متنا كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/331).

وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لا نجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق.
ولهذا نجد الهيثمي استغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42).

وأما من حيث إسنادها فإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185).
ولكن في كلا السند المتن خطأ.
فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدب المفرد77).

الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بن الحباب فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريق علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى.

الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنه صدوق كثير الخطأ.

أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذا السياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بن الحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لم يرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه.
وزيد بن الحباب من طبقة تابي التابعين. ولا يقبل تفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبار الحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ.
أما بعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع.

وقد اختل في زيد شرطان:
الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين.
الثاني: أنه ليس من جبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقته كثير الأخطاء.
ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلم به.

أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها.
« حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9).

دراية الأثر:
قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسند معاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسند معاوية.
وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة له بما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم.

ويستفاد من الخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كما قصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلى مثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبر ويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به.
قال المعلق على المسند (38/26 طبعة الرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شراب محرم. والله أعلم.
قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقل كراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضي الله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال رسول الله  « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».

ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنه هذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم
ولا يعقل أن لا تتضمن الرواية عدم كرهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أن يفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذ أن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثا ثم قتله في الرابعة.
ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل مع أن بعضهم لا يوقعه.

والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي.
فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أن يأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب.

وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمه النبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوض الظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر.

وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟
وقد ابلغ في الغلط من تصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم.

ويقال هنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟
فالجواب: أن هذا من باب الاستطراد وهذا جار على عادة العرب
فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعية إلى ذلك.

مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطرد لذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر.
فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبن فالمناسبة قوية للغاية

وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبي شيبة6/188):
30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن
هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاوية يقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظر في الروايتين، تبين له صدق ما قلت.







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:56 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "