وخلاصة القول:
أن الدروس والفوائد والعبر
في هذا المبحث كثيرة, ومنها:
1 ـ استحباب زيارة قبور الشهداء بأحد
وقبور أهل البقيع والدعاء لهم
بشرط عدم شد الرحال,
وعدم إحداث البدع.
2 ـ جواز تغسل الرجل زوجته وتجهيزها والزوجة كذلك.
3 ـ جواز استئذان الرجل زوجاته
أن يُمرِّض في بيت إحداهن إذا كان الانتقال يشق عليه,
وإذا لم يأذنَّ فحينئذ يقرع بينهن.
4 ـ جواز المرض والإغماء على الأنبياء
بخلاف الجنون فإنه لا يجوز عليهم؛ لأنه نقص,
والحكمة من مرض الأنبياء؛
لتكثير أجرهم، ورفع درجاتهم,
وتسلية الناس بهم؛
ولئلا يفتتن الناس بهم فيعبدونهم؛
لما يظهر على أيديهم من المعجزات والآيات البينات,
وهم مع ذلك
لا يملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً
إلا ما شاء الله.
5 ـ استحباب الغسل من الإغماء؛
لأنه ينشط ويزيل أو يخفف الحرارة.
6 ـ إذا تأخر الإمام تأخراً يسيراً ينتظر,
فإذا شق الانتظار صلى أعلم الحاضرين.
7 ـ فضل أبي بكر وترجيحه على جميع الصحابة رضي الله عنهم,
وتنبيهه وتنبيه الناس أنه أحق بالخلافة من غيره؛
لأن الصلاة بالناس للخليفة؛
ولأن الصحابة رضي الله عنهم قالوا:
”رضينا لدنيانا من رضيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لديننا“.
8 ـ إذا عرض للإمام عارض أو شغل بأمر لا بد منه
منعه من حضور الجماعة
فإنه يستخلف من يصلي بهم ويكون أفضلهم.
9 ـ فضل عمر رضي الله عنه؛ لأن أبا بكر وثق به,
ولهذا أمره أن يصلي ولم يعدل إلى غيره.
10 ـ جواز الثناء والمدح في الوجه
لمن أُمِنَ عليه الإعجاب والفتنة؛
لقول عمر رضي الله عنه:”أنت أحق بذلك“.
11 ـ دفع الفضلاء الأمور العظيمة عن أنفسهم
إذا كان هناك من يقوم بها على وجه مقبول.
12 ـ يجوز للمستخلف في الصلاة ونحوها
أن يخلف غيره من الثقات لقول أبي بكر:
”صلِّ يا عمر“.
13 ـ الصلاة من أهم ما يسأل عنه.
14 ـ فضل عائشة رضي الله عنها
على جميع أزواج النبي صلّى الله عليه وسلّم
الموجودات ذلك الوقت
وهن تسع إحداهن عائشة رضي الله عنهن.
15 ـ جواز مراجعة ولي الأمر
على سبيل العرض والمشاورة والاستشارة
بما يظهر أنه مصلحة,
لكن بعبارة لطيفة تحمل الحكمة وحسن الأسلوب.
16 ـ جواز وقوف المأموم بجنب الإمام لحاجة أو مصلحة:
كإسماع المأمومين التكبير في الجم الغفير
الذين لا يسمعون الصوت, أو ضيق المكان,
أو علة أخرى كصلاة المرأة بالنساء,
أو المنفرد مع الإمام، أو إمام العراة.
17 ـ جواز رفع الصوت بالتكبير
فينقل المبلغ للناس صوت الإمام
إذا لم يسمع الناس تكبير الإمام.
18 ـ التنبيه على الحرص على حضور الصلاة مع الجماعة
إلا عند العجز التام عن ذلك.
19 ـ الأعلم والأفضل أحق بالإمامة من العالم والفاضل.
20 ـ إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالساً صلي الناس جلوساً,
وإذا صلى قائماً صلوا قياماً.
21 ـ البكاء في الصلاة من خشية الله لا حرج فيه
لكن لا يتكلف ذلك ولا يطلبه,
فإذا غلبه البكاء في الصلاة بدون اختياره فلا حرج([1]).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1])انظر: شرح النووي 4/379 – 386 , وشرح الأبي 2/301- 302,
وفتح الباري 2/ 151, 152, 164 و166, 173, 203, 206.