852- ويوم ثامن إلى منى دفع *** بعد الزوال في الخميس ذا وقع
853- مع كل محرم ومن قد كان حل *** أمره إذ ذاك بالحج أهل
854- والظهر ثم العصر والمغرب به *** صلى كذا العشا وفجر فانتبه
855- ودفعه بعد طلوع الشمس في *** تاسع ذي الحجة غير منتف
856- وقال في نمرة إلى الزوالْ *** ثم أتى الوادي راكبا فقالْ
857- خطبته هناك ثم أذنا *** بلال وابتدا بأخرى فهنا
858- كان انتهاؤها مع انتهاء *** من الأذان دونما مراء
859- ثم أقام لصلاة الظهر *** ثم أقام بعدها للعصر
860- ثم أتى من بعد ذاك الموقفا *** واستقبل القبلة من غير خفا
861- وكان عند الصخرات جاعلا *** بين يديه في الوقوف الجبلا
862- وراكبًا كان وكان مفطرا *** لشربه الحِلاب فيما أثرا
863- وأنزلت عليه إذ ذلكمو *** ( اليوم أكملت لكم دينكمُ )
864- ولم يزل وقوفه مع الدعا *** حتى إذا كان الغروب دفعا
865- من عرفات مردفا أسامه *** وشانقًا مركبه زمامه
866- ويأمر الناس بأن لا يسرعوا *** وقال ليس البر في أن توضعوا
867- حتى إذا ما جاء جمعًا نزلا *** وأسبغ الوضوء نصًّا نقلا
868- وبالأذان عند ذاك أمرا *** ثم أقيم مغرب بلا مرا
869- ووضعوا رحالهم ثم أقام *** أي للعشاء ثانيًا بلا ملام
870- ولم يكن بينهما قد سبّحا *** وجاء نص في البخاري أفصحا
871- فيه بتأذين لكل منهما *** وذكر التسبيح ما بينهما
872- لكنه على ابن مسعود وقف *** والراجح المرفوع فاجزم لاتقف
873- وقدم النبي بعض الثقل *** ليقفوا ويدفعوا بالليل
874- ولم يكن لغير ثقل رخصا *** في ذلكم لكن بهم قد خصصا
875- هذا وقد صلى النبي الفجر مع *** بزوغه مبادرًا حين طلع
876- وركب القصوى وجاء المشعرا *** مازال واقفًا إلى أن أسفرا
877- وكان في موقفه مستقبلا *** محمدلاً مكبرًا مهللا
878- وحينما أسفر جدًّا دفعا *** قبل طلوع الشمس ثم أسرعا
879- حين أتى محسرًا وكان قد *** أردف معه الفضل فافهم ماورد
880- ولحصى الرمي هناك قدّرا *** مثل حصى الخذف لهم مفسّرا
881- وسلك النبي الطريق الوسطى *** للجمرة الكبرى كما قد خطّا
882- ثم رمى بالحصيات السبع مع *** كل حصاة منه تكبير وقع
883- من باطن الوادي يمينه منى *** والبيت عن يساره تيقنا
884- وبعد أن رمى لبدنه نحر *** ستين بعدها ثلاثًا وأمر
885- بنحر باقيها عليًّا وله *** أشرك في الهدي وقد وكله
886- على اللحوم والجلال منها *** تقسيمها كلا وليس منها
887- شيئًا لجزار وقد أعطاه *** من عنده الأجرة أخرجاه
888- وكان قدر ذلك الهدي مائه *** من إبل قد صح فاعلم نبأه
889- ومن جميعها ببضعة أمر *** تطبخ كي يأكل منها في أثر
890- فأكلا منها وبعد نحره *** حلق رأسه فنصف شعره
891- فرقه في الصحب مسلم روى *** ذا وأبو طلحة نصفه حوى
892- وبعد ذاك لبس الثيابا *** مستعملاً للطيب لا ارتيابا
893- ثم أفاض بعد ذا للكعبةِ *** وطاف راكبا بدون مريةِ
894- ثم بماء زمزم تضلّعا *** وفيه بين المروتين ما سعى
895- وهكذا من كان معه قارنا *** أو مفردًا وكان بالهدي اعتنى
896- أما أولوا الفسخ ومن تمتعا *** فإنه مع ذا الطواف قد سعى
897- ذا صح عن عائشة في مسلم *** وفي البخاري ولديه فاعلم
898- عن ابن عباس حديث آخر *** لما روت عائشة مفسر
899- والظهر صلاها بمكة على *** رواية وفي منى الأخرى انجلا
900- كلاهما نص الصحيح قد تلا *** من أجل ذاكان اختلاف من خلا
901- بين مرجح لإحدى تين *** وقائل صلاة مرتين
902- وخطب النبي يوم النحر *** وودع الأمَّة نصًّا فادر
903- وقال موقف جميع عرفه *** كذاك جمع لا يخص موقفه
904- كذا منى صارت جميعًا منحرا *** لا بمكان نحره منحصرا
905- وترك ترتيب لمن لم يشعر *** لم يأت فيه حرج فاعتبر
906- كحالق والهدي لما ينحر *** والنحر قبل الرمي بالجهل اعذر
907- هذا وقد بات النبي في منى *** ليالي التشريق نصًّا بيّنا
908- يرمي الثلاث الجمرات كلها *** في كل يوم للزوال فادرها
909- وعند أولاها ووسطاها وقف *** يدعو طويلاً ولدى الأخرى انصرف
910- وأوسط الأيام من منى خطب *** مذكرًا مودِّعًا بلا ريب
911- وقد روي بأن فيه نزلت *** سورة نصر بالوفاة آذنت
912- واستأذن العباس أن يبيت في *** مكة للسقي الذي به حفي
913- كذاك للرعاة قد رخص أن *** يرموا ليومين بيوم فاعلمن
914- من بعد رميهم ليوم النحر *** وبعد ذا يرمون يوم النفر
915- ولم يكن في نفره تعجلا *** بل نفره ثالث يوم نقلا
916- والعصر قد صلاها بالمحصب *** كذا العشاءين افهمنه تصب
917- وبات فيها ثم لما كان من *** آخر ليلة أفاض فاستبن
918- للبيت فيه الصبح صلى وتلا *** سورة ( والطور ) افهمن ما نقلا
919- وطوفت بالبيت أم سلمه *** راكبة ورا الصفوف فاعلمه
920- وطاف بعد وأتى الملتزما *** ثم دعا الله بما قد قسما
921- وكان مخرج النبي من كُدا *** أسفل مكة بضم قد بدا
922- وخطب الناس بماء قد دعي *** غدير خم عظة لهم فع
923- وبكتاب الله أوصى فاعتصم *** وأهل بيته كذا أوصى بهم
924- وقال من مولاه كنت فعلي *** مولى له فلا تكن بمعزل
925- وهذه الخطبة عنه اشتهرت *** عن صحبه من طرق قد كثرت
926- ولم يكن فيها لشيعي غوي *** من حجة قط على ما قد هوي