بموجب عفو خاص من الطالباني
المالكي يأمر بإطلاق مئات السجينات
أعلن مسؤول عراقي الثلاثاء أن رئيس الوزراء نوري المالكي أمر بإطلاق سبعمائة سجينة عراقية ونقل أخريات متهمات في قضايا "إرهاب" إلى سجون بمحافظاتهن، في استجابة لمطلب أساسي للمتظاهرين ضده, وضغوط الساسة, ومن بينهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي حذر اليوم من "ربيع عراقي" في حال استمر الوضع على ما هو عليه.
وقال رئيس لجنة الحكماء الملكف بالتحاور مع المحتجين لوكالة فرانس برس إن المالكي سيطلب خطيا من الرئيس جلال الطالباني –الذي يُعالج بألمانيا من جلطة دماغية- إصدار عفو خاص للإفراج عن سبعمائة سجينة محكوم عليهن في قضايا جنائية.
وأضاف خالد الملا أن 210 سجينات أخريات متهمات في قضايا تتصل بـ"الإرهاب" لن يفرج عنهن, لكن سيُنقلن إلى سجون في محافظاتهن, دون أن يحدد موعدا زمنيا لإنفاذ قرار العفو الخاص المرتقب.
وكان المالكي قال في وقت سابق إن عدد السجينات المحكوم عليهن في قضايا الإرهاب "لا يتعدى عدد أصابع اليد" لكن وزير العدل حسن الشمري أكد أن عددهن 211.
وكان إطلاق السجينات, فضلا عن إلغاء المادة الرابعة من قانون الإرهاب, من أبرز المطالب في المظاهرات الحاشدة التي انطلقت قبل عشرة أيام بمحافظة الأنبار غربي البلاد, وامتدت إلى محافظات تضم أغلبية من السنة مثل صلاح الدين ونينوى وكركوك.
واندلعت الاحتجاجات عقب اعتقال عدد من حراس وزير المالية رافع العيساوي الذي وصف الأساليب الأمنية لحكومة المالكي بأساليب العصابات.
تحت الضغط
وجاء الإعلان عن طلب العفو الخاص لإطلاق مئات السجينات بعد اتساع نطاق المظاهرات, وتزايد الأصوات التي تطالب المالكي بالاستجابة لمطالب المحتجين.
الصدر حذر من أن الشعب "سينفجر" في
حال لم يتغير الوضع الحالي (الفرنسية)
وفي هذا السياق, حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر, المالكي, من أن الشعب سينفجر, وأن الربيع العراقي قادم إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه.
وتوقع الصدر- في تصريح له- أن تستمر المظاهرات في العراق طالما أن السياسات غير مرضية للشعب, وقال إنه مع المتظاهرين "إذا كانت مطالبهم تهدف إلى الوحدة الوطنية, ونبذ الدكتاتورية والطائفية".
وكان المالكي هدد في مقابلة مع تلفزيون "العراقية" الحكومي مساء أمس بفض الاعتصام الذي يغلق الطريق الدولية بين بغداد وكل من سوريا والأردن. وحذر المالكي المعتصمين من أن الحكومة ستفتح الطريق بالقوة لأن غلقه "مخالف للدستور".
وفي المقابل, قال شيخ عشائر الدليم علي حاتم سليمان للجزيرة اليوم إن عشائر الأنبار ستتصدى للمالكي إذا استخدم القوة ضد المحتجين. وحذر الشيخ من "حمام دم" في حال لجأ المالكي إلى القوة, وقال إنه فقد شرعيته بالنسبة إلى السنة في الأنبار, واصفا إياه بالطائفي.
وكان رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي دعا مساء أمس الحكومة إلى تقديم حلول حقيقية للمتظاهرين، والابتعاد عن التسويف والمماطلة.
مظاهرات
في الأثناء, امتدت المظاهرات المطالبة بالإفراج عن السجناء, والكف عن الحملات الأمنية التي تستهدف السنة, إلى كركوك. فقد تظاهر اليوم مئات من مواطني كركوك تلبية لدعوة من مجلس العشائر العربية دعما لمطالب المحتجين في الأنبار وصلاح الدين والموصل.
ورفع المتظاهرون شعارات طالبوا فيها بإطلاق المعتقلين، وإلغاء المادة الرابعة من قانون مكافحة "الإرهاب" وإلغاء قانون المخبر السري.
وفي الفلوجة بالأنبار, تظاهر اليوم مئات النسوة تضامنا مع الاعتصام الذي تشهده مدينة الرمادي ومدن أُخرى منذ عشرة أيام.