العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-04-11, 02:51 PM   رقم المشاركة : 1
سيوف العـز
مشرف سابق







سيوف العـز غير متصل

سيوف العـز is on a distinguished road


تقرير عاجل (من داخل أمريكا) مخطط لتغيير الوجه الحقيقي للإسلام هام جدا

تقرير عاجل (من داخل أمريكا) مخطط لتغيير الوجه الحقيقي للإسلام هام جدا



فشلت أمريكا في حربها العسكرية في أفغانستان والعراق ، وفشلت في تحقيق الكسب الاقتصادي – السبب غير المعلن للحرب - بسبب المخاطر السياسية والاقتصادية والقانونية التي تحيط بمنابع النفط.

كثير من رجال السياسة الأمريكان - إضافة إلى مراكز الدراسات في أمريكا - حللوا أسباب الحرب الأمريكية على العراق، و قد قال أحد المحللين الأمريكيين وهو خبير في شئون الاستخبارات بأن التحالف الذي شكّلته الولايات المتحدة الأمريكية من أجل غزو العراق لم يكن بهدف البحث عن أسلحة الدمار الشامل وإنما من أجل إخضاع المملكة العربية السعودية.

وقال جورج فريدمان رئيس شركة "ستراتفور" الخاصة بالدراسات الاستخبارية إن نزع أسلحة صدام حسين كان ذريعة للهجوم العسكري على الخليج حيث كان الهدف هو سحق التحدي السعودي لمطالب الولايات المتحدة.

وقال لوكالة الأنباء الاسترالية "إن الأمر يستند في الأساس إلى مسألة تسهيل السعودية عملية تحويل الأموال إلى تنظيم القاعدة ورفضها التعاون مع الولايات المتحدة وإيمانها بأن مكانتها الخاصة في موطن القلب يحول مطلقا دون اتخاذ الولايات المتحدة أي عمل ضدها".

ولنحلل أسباب استهداف أمريكا للبترول السعودي :

· التمتع بمخزون بترولي ضخم وكذلك مخزون كبير من الغاز الطبيعي .

· التمتع بموقع جغرافي استراتيجي آمن، مما يجعلها قادرة على تصدير بترولها "من عدة منافذ" برية وبحرية من الخليج العربي والبحر الأحمر عبر مضايق وقنوات مائية إستراتيجية كمضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس ، فإذا ماتم إغلاق منفذ من هذه المنافذ ، فالمنافذ الأخرى ليست صعبة لتستمر السعودية في تصدير نفطها .

· الطاقة الإنتاجية لمكامن البترول السعودي حيث تصل إلى 10 مليون في اليوم " وهذه ميزة يتميز بها البترول السعودي مما يجعله الأكثر طلباً

كيف بدأت أمريكا في تغيير إستراتيجيتها لاستهداف المملكة التي كان لها كدولة " حكومةً وشعباً " الدور في نشر الإسلام في الغرب وضخ الأموال لافتتاح المراكز الإسلامية والدعوية وتمويل مراكز للدراسات الإسلامية في الكثير من الجامعات الغربية؟!

لأن المملكة بمثابة قلب العالم الإسلامي و علمائها بمكانة عالية وهم مصدر ثقة في كافة أنحاء العالم الإسلامي، و شعبها ذو ثقافة شرعية ليست خافية على الأصدقاء و الأعداء سواء، فإن الحرب ضد السعودية ستواجه حتماً بقوة شعبية ساحقة، بل أن شرعية الجهاد هنا ستكون في غير صالح العدو الأمريكي فالجهاد سيكون واجب كل مسلم للدفاع عن الحرمين الشريفين وستفتح كل الدول حدودها لشعوبها .

و قد تنبهت أمريكا لذلك فكان لابد من خيار جديد وحل جذري فكان الحل في خطة صليبية ماكرة وهي (( تغيير الوجه الحقيقي للإسلام )) فتغييره وتشويه المعتقدات ونمط التفكير الإسلامي سيسهل مهمتها للدخول والسيطرة .

الخطة الأمريكية ليست جديدة .. ولكن الخطر في طريقة تنفيذ هذا المخطط .. والجدية وبدء التطبيق له دون أن نتنبه لبعض المتغيرات التي حدثت ، ولعدم وجود مراكز دراسات إستراتيجية إسلامية راصدة ومفسره ومحلله وبدعم سياسي لتضع الخطط الدفاعية .

هذا الرابط باللغة الانجليزية لتقرير يقع في 10 صفحات تحت عنوان : ( في جبهة غير مرئية من الحرب على الإرهاب : أمريكا تنفق ملايين الدولارات لكي تغير الوجه الحقيقي للإسلام ))، للكاتب ديفيد كابلان

رابط المقال: US News



و التقرير يوضح الأمور التالية :

· أن هنالك مختصين سياسيين وعسكريين ونفسيين يتبعون البيت الأبيض يخططون لحرب الأفكار "ضد الإرهاب"

· يحلل هؤلاء الخبراء أسباب قتل بعض أنصار الديموقراطية في إيران والترحيب بالإرهابيين في العراق بصفتهم مدافعين عن الأوطان الإسلامية ، وقد أحبط هذا همم قادة الحرب الإعلامية في البيت الأبيض .

· فشل تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي وأنها تستهدف الحرب على الإرهاب في العراق جعل عقول هؤلاء الأمريكان العباقرة تقرر الانتقال إلى نوع جديد من الحروب أسموه ( معركة القلوب والعقول )، والخطير بالنسبة لنا ، والسهل بالنسبة لهم أنهم يقولون عن هذه الحرب أنه لا أحد يرعاها ولا استراتيجيه قومية تهتم بها .. بل أن من خطورتها بالنسبة لنا أنها بدون سلاح .. ومن ضمن المخططين لهذه الحرب كوندوليزا رايس التي قالت " لكي نكسب الحرب على الإرهاب يجب أن نكسب حرب الأفكار" .

· ترى أمريكا أهمية بذل مجهود استثنائي ومتزايد لإصلاح الإسلام من منظور أمريكي لأن الدين الإسلامي دين مسّيس يدين به أكثر من مليار إنسان .. فاعتمد البيت الأبيض استراتيجية جديدة تنص على أهمية التأثير على مايحدث في إطار الإسلام بسبب مصالحهم الأمنية والقومية ..

· من البرامج المُعتمده، تسخير بعض وسائل الإعلام الإسلامي والقادة الإسلاميين والأحزاب السياسية لشن حملات سرية لتشويه سمعة المناهضين للسياسة الأمريكية .. واتخاذ إجراءات ضد دعايات الإسلاميين والنشاطات السياسية .

· من ضمن البدايات التي تعتبرها واشنطن بطيئة ، إطلاق القنوات الإعلامية الموجهة للجمهور العربي مثل راديو سوا وقناة الحرة وشبكات أخبار فضائية ، وغيرها .

· حددت أمريكا إستراتيجيتها في الاختراق بوضع وثيقة سرية في صيف 2003م شددت على أهمية حرب الأفكار الموجهة للعالم الإسلامي ، وتنص بعض الفقرات على أن المصلحة الأمنية والقومية لأمريكا ليس لها علاقة فقط بما يحدث في العالم الإسلامي بل فيما يحدث داخل الإسلام نفسه .

· إعتمدت أمريكا في خطتها لتغيير الأفكار على شركاء يتفقون مع قيمها كالديمقراطية وحقوق النساء والتسامح ومن هؤلاء الشركاء دول إسلامية ومؤسسات ومجموعات .. وستقدم أمريكا الدعم المالي بسخاء .

· ركزت الاستراتيجية على السعودية وعلى ثروتها النفطية وقدرت أن السعودية قد أنفقت حوالي 70 بليون دولار منذ عام 1975م على توسيع ماسموه " الوهابية " في شتى أنحاء العالم ،حيث مولت المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية ويرى هؤلاء أن السعودية قدمت مذهباً يعادي السامية ويتعامل مع النساء بعقلية القرون الوسطى ، وأنها مولت مؤسسات خيرية دعمت الحركات الجهادية في 20 دولة . ويرى التقرير أنه بالرغم من أن السعودية تقول أنها اتخذت اجراءات صارمة ضد الارهاب إلا أنهم يرون أن الاصلاح يجب أن يكون من خارج العالم العربي .

· ومن ضمن الحلول التي تركز عليها الإستراتيجية التعاون بين الإصلاحيين الصوفيين الذين ترى أمريكا أنهم متسامحون مع الولايات المتحدة الأمريكية .

· يرى الأمريكان أهمية إقامة سلام مع رموز الإسلام الراديكالي الذين يتجنبون العنف مثل أتباع جماعة الأخوان المسلمين

· ستغدق أمريكا المال لتجنيد وعاظ مناوئين لأمريكا ولتجنيد مقاتلين وأشخاص يجندونهم .. و يندرج تحت ذلك أيضاً وضع خطط لاعتقال دعاة التجديد واستجوابهم .

· الخونة المتعاونون مع الاستخبارات الأمريكية - كما يقول التقرير – أقاموا مواقع جهادية كاذبة على شبكة الإنترنت ونشروا هذه الأخبار في وسائل الإعلام الأمريكية ، إلا أنهم يحتاجون لموظفين موهوبين في اللغة وفي هذا الجانب من الكذب والتزييف ، وقد أوضحوا أن لديهم الآن عدد 300 شخص مستعدين للذهاب للعراق كموظفين للخدمة السرية في هذا الجانب .

· تنفق أمريكا حاليا مليارات الدولارات كمساعدات إسلامية لتمويل وسائل إعلام وترميم مساجد وترجمة الكتب ودروس لمحو الأمية مع التركيز على اندنوسيا بتمويل 30 منظمة إسلامية تتضمن تدريب الوعاظ المسلمين وتعديلات في المناهج التعليمية بما في ذلك الجامعات الإسلامية، ضف إلى ذلك دعم إنشاء مراكز تفكير إسلامية لتظهر الإسلام المتحرر الذي يتطابق ووجهة النظر الأمريكية بالاعتماد على موظفين محليين كما حصل في باكستان .

· الإستراتيجية الأمريكية تستهدف العالم كله من اندنوسيا وباكستان ومصر والقرن الأفريقي وفي كل موقع تُقام مدرسة إسلامية ستمول أمريكا مدرسة عامة على أفضل مستوى من حيث البنية التحتية و تركّز على هيمنة التدريب في العلوم المختلفة كالرياضيات والتربية المدنية والعلوم الصحية بحيث تحِل أو تقلص من مكان العلوم الإسلامية ، وستعمل وكالة المساعدات الأمريكية في هذا الشأن مع وزارات التربية والتعليم كما هو الحال في باكستان حتى لا يثير ذلك الأهالي .

من يريد الاطلاع بشمولية أكثر للموضوع فسيجد، ترجمة كاملة لهذا الموضوع بعد السطر التالي..

قلوب وعقول ودولارات

( في جبهة غير مرئية من الحرب على الإرهاب : أمريكا تنفق ملايين الدولارات لكي تغير الوجه الحقيقي للإسلام ))

للكاتب: ديفيد كابلان

بينما كانت ألعاب الحرب جارية في مجراها كانت اللعبة التالية ذات طبيعة خاصة باعتبارها التمرين الأول من تمارين " التواصل الاستراتيجي " حسبما قاله عرابو هذه الحرب . في شهر يوليو 2003 اجتمع في واشنطن عدد من كبار اللاعبين الحكوميين في معركة " حرب الأفكار " ضد الإرهاب . ضم الاجتماع عدداً من مديري الأزمات من البيت الأبيض ودبلوماسيين من وزارة الخارجية وآخرين من البنتاغون من اختصاصي العمليات النفسية . كان الانتصار السريع الذي حققته واشنطن على جيش صدام حسين في ربيع ذلك العام ضعيف التأثير في إخماد موجة العداء لأمريكا فيما وراء البحار ، فقد أظهرت الاستفتاءات التي أجريت في مختلف أنحاء العالم الإسلامي ومن بينها دول حليفة لأمريكا

( كاندونيسيا – والأردن ) أن أسامة بن لادن شخصية تحظى بالثقة أكثر مما يحظى به جورج دبليو بوش .

أظهر سيناريو لعبة الحرب أنه عندما كانت حركات الاحتجاج المعادية لأمريكا تجتاح الكثير من الأقطار الإسلامية كان هناك طلبة من أنصار الديموقراطية يُقتلون في إيران بينما كان هناك إرهابيون يقابلون بالترحيب في العراق باعتبارهم أشخاصاً يدافعون عن الأوطان الإسلامية . في ذلك الوقت كان عمل كبار المحاربين الإعلاميين من الأمريكان مثبطأ للهمم ، فقد كان هؤلاء يسعون إلى تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي وإلى المساعدة على إقامة ديموقراطية في العراق ، وفي منتصف هذه التمرين توقفت اللعبة بصورة مفاجئة. قال أحد المشاركين فيها " طريقتنا هذه لا تفيد كثيراً وقد وجدنا تأثيراً ضئيلاً للعب ضمن هذا السيناريو " .

وقال آخرون إن هذه المشكلات تعكس الأخطاء التي تحدثت عنها دراسات عديدة والتي قد تكون الجبهة الأكثر أهمية في الحرب على الإرهاب اليوم ، وهي معركة القلوب والعقول التي لا أحد يرعاها ولا استراتيجية قومية تهتم بها بالإضافة إلى وجود نقص واضح في وسائلها . التأثير الذي كانت تحدثه أمريكا بأجهزة مخابراتها ( CIA ) ووزارة خارجيتها في مواجهة أعدائها في الخارج قد انهار مع انهيار الشيوعية ، أما في معركة الأفكار ، كما يقول " مارك جينسبرغ " أحد السفراء السابقين في المغرب ، فإننا الطرف الذي لا يملك سلاحاً.

أمريكا تقاتل اليوم في اتجاه معاكس ، فإنها بعد عدة خطوات متعثرة ارتكبتها بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لجأت إلى حملة حرب سياسية لا مثيل لها منذ أيام الحرب الباردة وهي في أوجها . فمن خلال استخدامها لفرق العمليات العسكرية النفسية والمتعاونين السريين مع أجهزة المخابرات وتمويلها المكشوف لوسائل إعلامية ومفكرين أصبحت واشنطن تنفق عشرات الملايين من الدولارات في حملة ليس هدفها التأثير على المجتمعات الإسلامية وحدها وإنما على الإسلام نفسه . تم استعراض المجهود السري السابق في إطار تحقيق إخباري لأربعة أشهر بناءً على أكثر من 100 مقابلة ، ومراجعة عدد من التقارير والمذكرات الداخلية . ومع أن مسئولين أمريكيين يقولون إنهم يخشون من جرهم إلى معركة نظرية فقد رأى الكثيرون أن أمريكا لا تستطيع أن تبقى جالسة على الخطوط الجانبية بينما يقاتل الراديكاليون والمعتدلون في سبيل مستقبل ديانة مسيّسة يدين بها أكثر من مليار إنسان . وكانت النتيجة الاتجاه لبذل مجهود استثنائي ومتزايد لإحداث تأثير يصفه المسئولون الرسميون بكونه إصلاحاً للإسلام .

♦ من الأمور التي كشفت عنها المجلة :-

اعتمد البيت الأبيض استراتيجية جديدة تنص لأول مرة على أن للولايات المتحدة مصلحة أمنية قومية في التأثير على ما يحدث في إطار الإسلام . ولأن الولايات المتحدة " ذات إشعاع نشيط " في العالم الإسلامي كما يقول أحد المسئولين ، فإن الخطة تدعو إلى العمل من خلال أطراف ثالثة كالدول الإسلامية المعتدلة والمؤسسات وجماعات الإصلاح ، للتشجيع على المشاركة في قيم الديموقراطية وحقوق النساء والتسامح .

قامت واشنطن في أكثر من عشرين دولة بتمويل برامج إذاعية وتلفزيونية إسلامية أو ورش تدريبية في مدارس إسلامية أو مراكز فكر إسلامية أو ورش سياسية أو غير ذلك من البرامج التي تشجع على إسلام معتدل . وهناك مساعدات فيدرالية لترميم مساجد وصيانة مصاحف قديمة وربما أيضاً بناء مدارس إسلامية ، هذا الاهتمام الواسع بالإسلام أثار تساؤلات في أمريكا حول قانونية هذا النوع من التمويل .

تقوم وكالة الاستخبارات المركزية ( CIA ) بإحياء برامج ذات مفعول مقنّع سبق استخدامها في اكتساب الحرب الباردة ، وتستهدف وسائل الإعلام الإسلامية والقادة الإسلاميين والأحزاب السياسية . تتلقى هذه الوكالة زيادة في الأموال والموظفين والامكانات للمساعدة على التأثير في المجتمعات الإسلامية ، كما يقول أحد كبار موظفي الوكالة ، ومن بين التكتيكات المستخدمة العمل مع مقاتلين مناوئين للقاعدة وشن حملات سرية لتشويه سمعة المناهضين للسياسة الأمريكية .

وبالرغم من قوة الجهود التي بذلتها واشنطن لكي تكسب القلوب فإنها تبقى جهوداً مشوشة ، فقد دَوّن أعضاء في مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض أكثر من مئة ورقة تقترح ، كما تقول المصادر ، اتخاذ إجراءات ضد دعايات الإسلاميين والنشاطات السياسية ، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث . وللمساعدة على معالجة الموقف ، يعمل البيت الأبيض على إيجاد منصب جديد هو نائب مستشار الأمن القومي للاتصال الاستراتيجي والعالمي .

يأتي تبني فكرة القلوب والعقول وسط إشارات مشجعة جاءت من انتخابات ناجحة حدثت في الشرق الأوسط واحتجاجات ضد سوريا في لبنان . هذه الأحداث عززت من آمال إدارة بوش في المنطقة ، لكن بعض الخبراء في شأن الإرهاب والعالم الإسلامي يقولون إن عمق المشكلات قد يجعل الوضع أسوأ وليس أحسن . يتنبأ تقرير ديسمبر لمجلس الأمن القومي بأن جماهير الشباب العاطلة

في العالم العربي ستضخم صفوف الفئات القابلة للانضمام إلى الإرهابيين .

ومع أن حركة التمرد في العراق أخذت تفقد شيئاً من قوتها كما يبدو، فإن العداء لأمريكا حالياً يصل إلى كل ركن من العالم الإسلامي . فالشائعات بأن الجنود الأمريكيين يأخذون أعضاء من عراقيين أموات أو أن واشنطن هي التي سببت تسونامي لقتل مسلمين ، تظهر في صحف عربية رئيسية . إن أشرطة الموسيقى الجهادية تباع في شوارع عواصم عربية ، ويعتقد الكثيرون من قادة المنطقة أن أمريكا في حالة حرب مع العالم العربي أو مع الإسلام نفسه ، حسب تقرير في شهر مارس أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يقول التقرير " إن العلاقات العربية الأمريكية هي الآن عند أدنى مستوى لها " .

وهناك وسائل مختلفة تستخدم في محاربة هذه الحركات ، فوكالة الاستخبارات المركزية تستخدم عمليات سرية ذات تأثير سياسي ودعائي ، أما البنتاغون فيسمي هذه الوسائل مجهودات التأثير الاستراتيجي . وفي وزارة الخارجية تُسمىّ دبلوماسية حكومية . جميع هذه الجهات تسعى إلى استخدام معلومات للتأثير على أصدقاء أمريكا وأعدائها في الخارج . والكثير من هذه الوسائل أصبح خارج دائرة الاستعمال ، والكثير منها أيضا أصبح موضوعاً خلافياً ، وبخاصة في ضوء ما اكتشف أخيراً وهو أن مسئولي الإدارة وزعوا أشرطة تحمل تقارير إخبارية زائفة ودفعوا لأشخاص يكتبون أعمدة صحفية لتدعيم السياسات هنا في أمريكا . أما بالنسبة لأولئك الذين يقفون في الصفوف الأمامية ضد الإرهاب ، فإن حرب الأفكار ، والوسائل اللازمة لها أمران مهمان . كيف عادت هذه الوسائل إلى الاستعمال ، وما الذي تفعله واشنطن بصددها ، هي قصة بدأت منذ نصف قرن ، في أوج الإرهاب السوفييتي ، وهي الآن تنفق الملايين لمواجهة الكراهية التي يُكنها لها إسلاميون راديكاليون .

في أوج فترة الحرب الباردة استخدمت الحكومة الأمريكية شبكة عالمية من مروجي الدعاية ووكلاء الإعلان والفنانين والفنانات . استخدمت وكالة الولايات المتحدة للإعلام مئات الأشخاص المتخصصين في الإعلام خارج البلاد وأنتجت من الأفلام عدداً ينافس ما أنتجته استوديوهات هوليود ،كل ذلك لتظهر للعالم حُسن أمريكا وشرور الشيوعية .

كان هناك مراكز ومكتبات ثقافية تديرها وكالة الولايات المتحدة للإعلام في العواصم الأجنبية ، وكان هناك منح فولبرايت الدراسية وغير ذلك من برامج التبادل الثقافي التي تديرها وزارة الخارجية الأمريكية ، فضلاً عن إذاعة أوروبا الحرة وإذاعة الحرية . وكانت أموال وكالة الاستخبارات المركزية تشتري بطريقة سرية ولاء أحزاب سياسية في إيطاليا واليابان ، وذهبت أموال أخرى بطريقة سرية أيضا إلى المتعاطفين من الصحفيين والمثقفين وقادة العمال .

بدأت فضائح الأموال التي تدفعها وكالة المخابرات المركزية تظهر للعيان في أواخر عقد الستينيات من القرن الماضي وتسبب ذلك في تقليص البرامج السرية . ومع الانفجار الداخلي للشيوعية بدأ الكونغرس يسعى إلى
" اعتمادات سلمية " ويعيد النظر في برامج التأثير المتبقية . ولدى اقتناع المحافظين بأن وكالة الولايات المتحدة للإعلام كانت أثراً من آثار الحرب الباردة استطاعوا في عام 1999 أن يجبروا إدارة كلينتون على حل الوكالة وضمها إلى وزارة الخارجية . وقد نتج عن ذلك صرف مئات الموظفين أو إحالتهم إلى التقاعد واختصار العاملين في السلك الدبلوماسي بحوالي 40% من موظفيه ، وتم إغلاق المكتبات الأمريكية في الخارج وأحيلت البرامج المتبادلة والإذاعات الأجنبية إلى أطراف أخرى وفي الوقت الذي استطاع فيه رجال القاعدة اختطاف طائرات ضربوا بها نيويورك والبنتاغون كانت الحكومة لأمريكية قد تخلت عن تدخلها في صورة أمريكا في الخارج وتركت ذلك إلى منتجي الأفلام في هوليود وإلى موسيقيي الراب .

وبعد ضربة 11 سبتمبر بدأ المسؤولون الأمريكيون يفكرون كيف ينقلون رسالتهم إلى الخارج . كانت طالبان بكل ما لديها من أفكار رجعية تسجل نجاحات دعائية وقد رفض الكثيرون في العالم الإسلامي أن يصدقوا بأن عرباً كانوا وراء الهجوم على البنتاغون ومركز التجارة العالمية . ولتنظيم هجوم مضاد أقام المسؤولون الأمريكيون مراكز معلومات حليفة في واشنطن ولندن وإسلام أباد ولكن المراكز ركزت إلى حد كبير على الأخبار طيلة ساعات الليل والنهار بطريقة لم تشهد مثلها أيام الحرب الباردة . وفي إجابتها على وسائل الإعلام العالمية بما فيها الفضائية العربية الجديدة قناة الجزيرة ، لم تترك هذه المراكز وقتاً كافياً لصياغة استراتيجية تصل إلى جذور الإرهاب الإسلامي .

أما اجتثاث هذه الجذور فقد كان امراً أكثر ملاءمة لوكالة الاستخبارات المركزية ، كما رأى البيت الأبيض . ولم تمضِ إلا أسابيع معدودة بعد حادثة 11سبتمبر حتى أعطى الرئيس بوش في توجيه أمني سري كرتاً أبيض إلى وكالة الاستخبارات المركزية لشن حرب عالمية على القاعدة . ومن بين النشاطات التي سمح بها هذا التوجيه الدعاية والحرب السياسية . إلا إنه عندما وصل الأمر إلى تنظيم حملات مؤثره وُجد أن العمل السري للوكالة كان " ميتاً كمسمار في باب " كما قال " ريويل مارك غيريشت " أحد المتعاونين السابقين من الشرق الأوسط . فالوكالة التي كانت تزخر بمئات الموظفين في قسم التأثير الاستراتيجي لم يكن فيها إلا حوالى 20 شخصاً في أواخر عام 2001 كما أفادت بعض المصادر . يقول أحد موظفي الوكالة القدامى " لدينا القليل من الأصول ذات القيمة المتبقية في الوكالة " وعندما زارت مجموعة خارجية هذه الوحدة ، كما يتذكر أحد الأشخاص ، كان في استقبالهم امرأة تتحرك على كرسي .

وفي البنتاغون تساءل كبار المسؤولين لماذا لم يتم اتخاذ مزيد من الإجراءات . قامت وحدات الدعاية العسكرية بتشغيل محطات تلفزيون وإذاعة محمولة جواً ، وأمطرت بلداناً بملايين النشرات الدعائية ووزعت أشياء كثيرة من كتب هزلية وطائرات ورقية ضخمة لكي تغير العقول، لكن هؤلاء المسؤولين لم يكن لديهم إلا معرفة ضئيلة في مكافحة حركة عالمية من الإسلام الراديكالي . واستجابة لهذا الوضع أمر القادة العسكريون بتحريك عمليتهم الخاصة بهم وذلك بفتح مكتب جديد للتأثير الاستراتيجي لشن حرب إعلامية على الإرهاب الإسلامي وعلى الإيديولوجية التي تحرك القاعدة . ولكن هذا المكتب الذي تلقى تقارير مضللة حول بثه معلومات مناقضة للغرض . أغلق أبوابه بعد أربعة أشهر فقط من تاريخ افتتاحه .

حققت حرب الأفكار قليلاً من النجاح لوزارة الخارجية الأمريكية ، وهكذا قام وزير الخارجية " كولين بأول " بإحضار تشارلوت بيرز " لتقرر دبلوماسية الحكومة، وكانت الانسانة الوحيدة التي خدمت كرئيسة مجلس إدارة لاثنتين من أهم 10 وكالات إعلانية في العالم ، لكن مكان عملها الجديد ، كما صرحت فيما بعد ، كان " جملاً غير رشيق الحركة " في وكالة كرست مهارتها في التعامل مع حكومات أخرى ولكنها كانت حذرة وبطيئة في نقل قضيتها إلى الجماهير.

وما هو أسوأ من ذلك أنها وجدت الأعضاء الباقين من الوكالة الأمريكية للإعلام مجموعة بيروقراطية فاسدة لم تكترث بعملها كثيراً ، كما لم يكن هناك ما يكفي من النقود المخصّصة للعمل ، فقد كانت الميزانية السنوية المخصّصة للدبلوماسية الحكومية تعادل ما ينفقه البنتاغون في يوم واحد . وعلى الرغم من ادعاءات البيت الأبيض بأنه كسب حرب الأفكار ، فقد كان ذلك خداعاً سخيفاً حتى بالنسبة لشخص من كبار العاملين في مجال الإعلام في العالم . في حديث لها مع " يو .اس . نيوز " قالت : " كنا نطلب منهم التعامل مع قيم غير ملموسة كالعواطف والدين والثقة ، كان ذلك سهلاً " وضعت بيرز الأموال التي لديها في مشروع تجريبي لفتح أبواب فيما وراء البحار ، ومن ذلك بث لقطات تلفزيونية من حياة المسلمين الأمريكيين . ومع أن الصحافة انتقدت تأثيرها الا أن الدراسات تبين أنها لعبت دوراً جيداً في التأثير على المسلمين خارج الولايات المتحدة . وبعد 18 شهراً كانت بيرز قد رأت ما يكفي ، فتركت منصبها في مارس 2003 أي في الوقت الذي بدأت فيه الجيوش تدخل العراق .

في نظر ملايين المسلمين كانت إطاحة واشنطن بصدام تمثل تجسيداً لكاريكاتير استعماري بريشة ألد أعدائهم : دولة اسمها أمريكا تغزو وتحتل بلداً عربياً غنياً بالنفط ، وتزدري العالم ، وتساند إسرائيل على حساب الفلسطينيين ، وتدعو إلى الديموقراطية ولكنها تعتمد على رجال أقوياء من مصر إلى باكستان . وفي تصريح لأسامة سبلاني ناشر " أراب أمريكان نيوز " في ديربورن بولاية متشيغان قال : " كان في وسع الولايات المتحدة أن تترك النبي محمداً يقوم بدور العلاقات العامة وسيكون ذلك مفيداً لها ، إنني لا أعتقد أن الناس يكرهون نجوم السينما والبورغر كنغ ، لكنهم يكرهون ما تفعله الولايات المتحدة بهم".

وبصرف النظر عن الموقف من حرب العراق ، كان واضحاً أن واشنطن تحتاج أن تفعل شيئاً أفضل لكي تُبلغ الآخرين برسالتها . كانت الشكاوى تتراكم في البيت الأبيض : في الحرب من أجل القلوب والعقول ليس لدى أمريكا استراتيجية ، وليس لديها إلا القليل من الوسائل لأداء هذه المهمة . ووقع على مجلس الأمن القومي المسئول عن تنسيق الأجهزة الأمنية الحكومية أن يقوم بتصنيف الأشياء التي ينبغي عملها . وتحت إدارة مستشارة الأمن القومي آنذاك " كوندوليزا رايس " أنشأ المسئولون في أواسط عام 2002 لجنتين داخليتين كان ضمن اعضائهما إختصاصيون حكوميون كبار في شن حرب الأفكار . اللجنة الأولى المعنية بالتواصل الاستراتيجي ركزت على الدبلوماسية العامة ، أما اللجنة الثانية المعنية باستراتيجية الإعلام فقد أنشئت بموجب مذكرة ذات طبيعة خاصة واهتمت بالنشاطات السرية ، وعلى كل حال فإن أياً من المجموعتين لم تنجح في تحقيق مهمتها .

الأشخاص العاملون على الخطط السرية حاولوا القفز إلى معلومات مسيئة تشوه القاعدة وحلفاءها . أحد هؤلاء الأعضاء ، المدعو آرنولد ابراهام ، أدار فريقاً مخصّصاً لمهاجمة دعاية الإسلاميين . وفي ورقة كتبها " أبراهام " في الكلية الحربية القومية السنة الماضية قال إن جماعته " أعدت 50 ورقة لأوضاع مختلفة واقترحت دورات للعمل ، إلا أنه على الرغم من تلقي مرئيات إيجابية حول المضمون فإن القليل من هذه النشاطات وضعت موضع التنفيذ .

"تقول بعض المصادر إن عدد الاقتراحات وصل إلى 100 اقتراح لم يأخذ الرؤساء منها أي اقتراح بالجدية اللازمة . كان من بين هذه الأفكار : استخدام الموسيقى والأدبيات الهزلية والشعر والانترنت لإيصال وجهات النظر الأمريكية إلى العالم العربي .

كان مصير فريق التواصل الاستراتيجي التابع لمجلس الأمن القومي أسوأ من ذلك . هذا الفريق الذي كان مسئولا عن وضع استراتيجية قومية للدبلوماسية العامة اجتمع عدة مرات ثم انفسخ عقده بسبب انعدام القيادة ، وكان آخر اجتماع له قبل أكثر من 18 شهراً . وبالرجوع مرة أخرى إلى وزارة الخارجية في ذلك الوقت نقول إن السفيرة " مارغريت توتويلر " بقيت في منصبها لمدة ستة أشهر فقط ، ثم أصبح هذا المنصب شاغراً في يونيو الماضي . وفي نهاية الفترة الأولى من رئاسة بوش كان المنصب في حاجة إلى قائد يعين ويكرس نصف وقته لإدارته .

♦ لماذا لا توجد أولوية ؟

إن الانهماك في حرب دموية في أفغانستان والعراق أخذ نصيب الأسد من الاهتمام ، مع أن مسئولي الإدارة العليا يبدو عليهم في العلن أنهم يميلون إلى اتخاذ المواقف الحاسمة . صرح " باول وولفويتز " الرجل الثاني في البنتاغون عام 2000 بقوله " هذه معركة أفكار ومعركة عقول . وبعد سنة من هذه المقولة وافقته " كوندوليز رايس " بقولها " لكي نكسب الحرب على الإرهاب يجب أن نكسب حرب الأفكار " . لكن الناس الذين عملوا تحتها آنذاك رأوا نقصاً متعمداً في الاهتمام . قال أحد الأعضاء في حديثة عن موظفين بمستوى مجلس الوزراء " الرؤساء لم يبينوا إن كانت هذه أولوية ، إنهم لم يتوصلوا إلى ذلك " .

كان هناك أسباب أخرى ، ومحاولات تزييف استراتيجية قومية أثبتت فشلها مراراً وتكراراً . إن صناع السياسات لم يتمكنوا حتى أن يتفقوا على الهدف:

هل هو الإرهاب العالمي أم التطرف الإسلامي ، كما لم يتفقوا على أسبابه الجذرية : هل هي الفقر أم التمويل السعودي أم عدم فهم السياسات الأمريكية أم هناك سبب آخر ... الاجتماعات داخل الوكالة لمناقشة الموضوع نفسه كانت مصدر عذاب كما قال أحد المشاركين والذي أضاف قائلاً " لم نستطع أن نوضح الطريق التي نتبعها ، ولذلك كانت تلغى " . وهناك عامل رئيسي آخر هو الدين ، فإن تتبع جذور الأصولية الإسلامية سيجر واشنطن إلى معركة حول المساجد والشيوخ والكتاب المقدس كما قال البعض ، هو ما استغرق 200 سنة من الخلاف حول العلاقة بين الكنيسة والدولة في الولايات المتحدة . وقد اصطدمت حرب الأفكار بخطوط المسؤولية في نظام واشنطن البيروقراطي . في البنتاغون ومجلس الأمن القومي كان موظفو الشؤون العامة يراقبون بحذر المسئولين الذين رأوا أن الدبلوماسية العامة والعلاقات الصحفية والعمليات النفسية ينبغي توحيدها في استراتيجية وحيدة للمعلومات . قدم المتمرسون من البيت الأبيض المسئولون عن حملات سياسية عنيفة وجهة نظر قصيرة الأمد لما ظن الآخرون أنه سيستغرق جيلاً لترسيخه . ونتيجة لذلك ، لم يكن لدى الحكومة حتى
أواسط عام 2004 أي بعد حوالي 3 سنوات من أحداث 11 سبتمبر أي شخص مسئول عن الفوز في حرب الأفكار ولا أي استراتيجية للفوز في هذه الحرب . في صيف ذلك العام أخبر محققو مكتب المسؤولية الحكومية الكونغرس بأنهم وجدوا أعضاء في قسم الدبلوماسية العامة دون توجيه ووجدوا إدارة لا يتوفر فيها لغويون وموظفو معلومات . قال أحد الموظفين معبراً عن شكواه " كل شخص يعرف كيف يفعل ذلك كان يصيح " .

ثم ظهر عدد من النقاط المشرقة ، حيث ساعدت مجموعة متزايدة من النقاد من الكونغرس والصحافة على تخصيص مبالغ كبيرة للدبلوماسية العامة وبرامج المساعدات الخارجية ، وأطلقت الإدارة مبادرات جديدة للتواصل الإذاعي مع الخارج ومن بينها راديو سوا ومحطة للموسيقى والأخبار في عام 2002 وقناة الحرة وشبكة أخبار فضائية في عام 2004 ،وكلاهما تستهدفان الجمهور العربي . وفي الوقت نفسه حصلت وحدة التأثير الاستراتيجي التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية ومجموعة التأثير النفسي التابعة للبنتاغون على زيادات تمويلية هامة .

ولكن الاختراق الناجح حصل أخيراً في الصيف الماضي ، كما تقول المصادر ، عندما بدأ مجلس الأمن القومي ينقح استراتيجية البيت الأبيض القومية لمحاربة الإرهاب . في عام 2003 طرح مسئولون رسميون للصحافة نسخة تمهيدية من الوثيقة لكن هناك نسخة اكبر وذات طابع سري تتضمن ملاحق تعالج أهدافاً رئيسية من بينها تمويل الإرهاب والفوز في معركة الأفكار. ،وقد أعاد الأعضاء كتابة قسم الأفكار بحروف واضحة ولغة جديدة وصاغوها في استراتيجية تدعى " الوصول إلى العالم الإسلامي " ( Muslim World Outreach ) . وبما أن هذه الخطة تهدف إلى تقوية المعتدلين فإنها تعترف بأن أمريكا لم تفعل الكثير للوصول إليهم . لكن الخطة تذهب في خطوة هامة إلى الأمام حيث تنص على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لديهما مصلحة أمنية قومية لا فيما يحدث في العالم الإسلامي فقط وإنما فيما يحدث داخل الإسلام نفسه ، ونضع هذه المعلومات منسوبة إلى ثلاثة مصادر ممن رأوا الوثيقة . وتنص الوثيقة أيضا على أنه بسبب القدرة المحدودة لأمريكا فيما يمكن أن تفعله في كفاح ديني فإن على هذه الأمة ( أي أمريكا ) أن تعتمد على شركاء يقاسمونها قيماً معينة كالديموقراطية وحقوق النساء والتسامح ، ومن هؤلاء الشركاء الدول الإسلامية الحليفة والمؤسسات الخاصة والمجموعات غير الهادفة إلى الربح .

هذه الاستراتيجية " الوصول إلى العالم الإسلامي " التي اعتمدها الرئيس بوش يتم تنفيذها الآن في دوائر الحكومة ( الأمريكية ) . لكن هذه الاستراتيجية أثارت خلافاً . يقول مسئول مطلع : " الحرب الباردة كانت سهلة ، كانت كفاحاً ضد إيديولوجية سياسية لا إله لها ، لكن هذه لها عناصر دينية ، وهي تمتد إلى قلب العقيدة الأمريكية ، فهل لدينا أية سلطة للتأثير على هذا النقاش ؟ يبدو أن الجواب " نعم " في هذا الوقت ،" يمكن أن تفعل ذلك بهدوء " كما تقول زينو باران محللة الإرهاب في مركز ************سون الذي قدم استشارته حول الاستراتيجية. " إنك تقدم النقود وتساعد عل خلق الفضاء السياسي لمسلمين معتدلين لكي ينظموا وينشروا ويذيعوا ويترجموا عملهم " . تقول باران الخبيرة في شؤون الإسلام في آسيا الوسطي إن المعضلة بالنسبة للأمريكيين هي أن التحدي الأيديولوجي في أيامنا هذه يأتي في صورة دين .... إسلام مناضل ، متخم بدوافع سياسية وقيادات وجيوش . ثم تقول " الدين ليس مجرد قضية يناقشها صناع السياسة الأمريكيون بشيء من الراحة ، لكننا نتحدث عن إيديولوجية فاشية " .

في إطار صياغتهم لاستراتيجيتهم يستعين المسئولون الأمريكيون بصفات من كتاب لعبة الحرب الباردة لشق الصفوف والانتصار عليها . من النجاحات العظيمة التي حققتها واشنطن في فترة الحرب الباردة مساعدتها للاشتراكيين المعتدلين على الانشقاق عن الشيوعيين فيما وراء البحار . يقول بيتر رودمان أحد مساعدي هنري كيسنغر ومساعد سكرتير الدفاع لشؤون الأمن الدولي في البنتاغون:"هذه الطريقة التي نفكر بها ، .. إنها شيء نتحدث عنه طيلة الوقت . في تلك الأيام كان العمل سرياً أما الآن فالأمر أكثر انفتاحاً". يثق المسؤولون بالبرامج الممولة من قبل الحكومة كبرنامج المنح القومي من أجل الديموقراطية الذي أغدق الملايين على أوكرانيا والدول الأخرى المتجهة نحو الديموقراطية.

أما دور المملكة العربية السعودية فقد ورد مرات عديدة في مناقشات الاستراتيجية الجديدة ، كما تقول المصادر. فالسعوديون الذين ينعمون بثروة بترولية ضخمة من المقرر أن يكونوا أنفقوا حوالي 75بليون دولار منذ عام 1975 على توسيع طائفتهم الأصولية " الوهابية " في شتى أنحاء العالم . لقد مولت المملكة مئات المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية في الخارج لتنشر مذهباً إسلامياً غامضاً مسؤولاً عن تقديم الوعظ لغير المؤمنين وعن معاداة السامية والتعامل مع النساء بعقلية القرون الوسطى.

إن الجمعيات الخيرية ذات التمويل السعودي متورطة في دعم الحركات الجهادية في حوالي 20 قطراً . يقول المسؤولون السعوديون إنهم اتخذوا إجراءات صارمة ضد المتطرفين ، لكن القائمين على الاستراتجيات الأمريكية يودون أن يروا فرصاً تقل فيها الأصولية الإسلامية . وهناك احتمال أقوى أن يأتي الإصلاح من خارج العالم العربي . يقول أحد المسؤولين المطلعين " راقبوا المحيط، ذلك هو المكان الذي سيأتي إليه التغيير". وهناك حل للمشكلة أخذ يشق طريقه بمساندة من الولايات المتحدة لإصلاحيين تجمعهم رابطة بالصوفية التي تعتبر فرعاً متسامحاً من فروع الإسلام.

وهناك استراتيجية أخرى تسعى أمريكا إليها وهي إقامة سلام مع رموز الإسلام الراديكالي الذين يتجنبون العنف. ويأتي على رأس القائمة الأخوان المسلمون الذين يمثلون جماعة إسلامية بارزة نشأت في عام 1928 ولديها الآن عشرات الآلاف من الأتباع في مختلف أنحاء العالم . هناك أشخاص كثيرون من الإخوان، وبخاصة في مصر والأردن ، يختلفون مع القاعدة . يقول ميلت بيروين الذي خدم 30 عاماً في وكالة الاستخبارات المركزية منها فترة طويلة في مجتمعات إسلامية:" أستطيع أن أؤكد أنك إن ذهبت إلى بعض مواقع الاحتكاك في العالم الإسلامي فستجد من الترحيب أكثر مما تتوقع ، وربما يكون الإخوان المسلمون جزءاً من الحل أكثر من كونهم جزءاً من المشكلة." وفي حقيقة الأمر ، كما تقول المصادر ، كان موظفو الاستخبارات الأمريكية يلتقون مع الأخوان المسلمين ومع غيرهم أيضاً من أعضاء طائفة " الديوباندي " في الباكستان التي تخرجت طالبان في مدارسها الأصولية وكانت مصدر إلهام لأتباع القاعدة . المتعاونون من علماء الدين ساعدوا على نقض فتاوى تدعو إلى الجهاد ضد الأمريكان وأقنعوا محاربين في السجون على التخلي عن العنف . هذه العلاقات الحساسة أدت إلى تحقيق اختراق واحد على الأقل هو اعتقال رجل القاعدة محمد نعيم نور خان في شهر يوليو في الباكستان ، والذي احتوى حاسبة الآلي ملفات رقابية لبورصة نيويورك والبنك الدولي وأهدافاً مالية أخرى . وقد أدى اعتقاله إلى عدة اعتقالات في لندن . يقول أحد المسؤولين : " الاستخدام مفتاح بكل ما في الكلمة من معنى."

على الرغم من البداية البطيئة للعمل باستراتيجية الوصول إلى العالم الإسلامي فقد تلقت وكالة الاستخبارات المركزية زيادات كبيرة في التمويل والموظفين والأصول . ولا تزال الاستراتيجية تفتقد طريقة متكاملة لمهاجمة جذور الإرهاب الإسلامي، كما يقول أشخاص من الداخل ، إلا أن مراكز وكالة الاستخبارات المركزية فيما وراء البحار تتحرك في خطوات جديدة من بينها إغداق النقود لتجنيد مقاتلين ووعاظ مناوئين لأمريكا وأشخاص يجندون المقاتلين.

يقول أحد المسؤولين الذين تم توظيفهم أخيرا : " إذا اكتشفت الملا عمر في زاوية أحد الشوارع يصنع شيئاً ، فإنك تعين الملا برادلي في زاوية الشارع الآخر لمقاومة ما يصنع."وفي حالات كثيرة، كما يقول ، يتم اعتقال دعاة التجنيد واستجوابهم.

المتعاونون مع الاستخبارات أقاموا مواقع جهادية كاذبة على شبكة الانترنت واستهدفوا وسائل الإعلام العربية ، لكنهم يعملون بحذر شديد . وبخلاف ما كان عليه الأمر في الأيام الجيدة القديمة للحرب الباردة ، يمكن أن يؤدي نشر الدعاية في عصر الانترنت إلى إفشاء الخبر مصحوباً بقصص تصل إلى وسائل الإعلام الأمريكية. وإيجاد موظفين ولغويين موهوبين في الميدان لا يزال ينطوي على مشكلة أيضاً ، ومما يزيد الأمر سوءاً الاستنزاف الذي نشأ عن حرب العراق. يقول أحد الجواسيس القدامى ساخراً :" في العراق لدينا 300 هناك ، 400جاهزون للذهاب و400 جاهزون للعودة" .. هذا في الواقع العدد الكامل لموظفي الخدمة السرية العاملين في الخارج.

وفي مقر وكالة الاستخبارات المركزية خارج واشنطن كان محللو الوكالة مشغولين أيضاً . لقد أنشأ مكتب قضايا الأمم فريقاً للمعلومات الكونية وعهد إليه تقويم الأهداف الرئيسية للولايات المتحدة. استضاف الفريق مؤتمراً للدبلوماسية الحكومية في شهر فبراير ، وقد ركز المؤتمر على استراتيجيات للتأثير على ستة دول حسب جدول أعمال المؤتمر هي الصين ومصر وفرنسا واندونيسيا ونيجيريا وفنزويلا. وتحت رعاية وكالة الاستخبارات المركزية أيضاً تعقد سلسلة من المؤتمرات التي تجمع خبراء لاستكشاف طريقة تقاوم استخدام الإرهابيين للانترنت.

ليست وكالة الاستخبارات المركزية تعمل وحدها في الحملة الجديدة للسيطرة على القلوب والعقول، فإن هناك زيادات منتظمة تتجاوز 40% تضاف إلى الميزانية منذ أحداث 11 سبتمبر وتخصص للإنفاق على الدبلوماسية العامة، وقد بلغ الإنفاق حوالي 1.3 بليون دولار، وهناك مزيد من المبالغ على الطريق. إن الخدمة الإذاعية الجديدة التي يقدمها راديو سوا الحكومي، وخدمة تلفزيون الحرة تحققان شيئاً من النجاح على الرغم من تعدد الشكاوي الآتية من النقاد. إن راديو سوا الذي يقدم الموسيقى الشعبية التي تتخللها نشرات إخبارية يعتبر الآن من أكثر المحطات شعبية في الشرق الأوسط. تختلف التقديرات من طرف إلى آخر ، لكن المسح الذي أجرته اكنيلسون في السنة الماضية وجد أن الحرة بعد ستة أشهر من تشغيلها تصل إلى 20- 33% من المشاهدين الذين لديهم أطباق للقنوات الفضائية في ست دول عربية رئيسية. وهناك مبادرات جديدة لإيصال الحرة إلى الناطقين باللغة العربية في أوربا، وإيصال البث باللغة الفارسية إلى إيران، وزيادة البرامج بعدد اللغات الرئيسية الأخرى.

أن عدداً كبيراً من فرق الصدمة التي توظفها أمريكا في حربها الجديدة على الأفكار لا يأتي من وكالة المخابرات المركزية ولا من وزارة الخارجية، بل من وكالة أمريكية للتطوير الدولي. خلال السنوات الثلاث التالية لأحداث 11 سبتمبر تضاعفت المساعدات الخارجية التي تقدمها الحكومة الأمريكية ثلاث مرات تقريباً فبلغت أكثر من 21 بليون دولار، يخصص الآن أكثر من نصفها للعالم الإسلامي. وإذا أضفنا المزيد من المساعدات التقليدية للزراعة والتعليم نتوصل إلى نوع البرامج التي حركت التغيير في الاتحاد السوفيتي السابق، والتي تم تقديمها لأغراض التدريب والمنظمات السياسية وتمويل وسائل الإعلام المستقلة. هذه المساعدات أصبحت اليوم تذهب بصورة متزايدة إلى مجموعات إسلامية.

تكشف سجلات وزارة الخارجية وبرنامج المساعدات الأمريكية ( usaid ) وغيرهما عن مجموعة كبيرة من المشاريع الإسلامية التي يمولها دافعو الضرائب الأمريكيون منذ تاريخ 11 سبتمبر فيما لا يقل عن 24 قطراً. في تسعة من هذه الأقطار تمول الولايات المتحدة ترميم مواقع إسلامية مقدسة من بينها مساجد تاريخية في مصر والباكستان وتركمانستان. وفي قرغيزستان قامت السفارة بتمويل ترميم موقع صوفي هام. وفي أوزبكستان بُذلت أموال في المحافظة على مخطوطات إسلامية قديمة من بينها 20 مصحفاً يعود تاريخ بعضها إلى القرن الحادي عشر. وفي بنغلاديش تشمل المساعدات الأمريكية تدريب أئمة المساجد على قضايا التطوير. وفي مدغشقر رعت السفارة الدوري الرياضي الذي تم بين المساجد ويجري أيضاً تمويل وسائل إعلام إسلامية مختلفة الأنواع ابتداءً بترجمة الكتب وانتهاءً بتقديم خدمات إذاعية وتلفزيونية في عدد من الدول الإسلامية. وفي هذا الاتجاة أيضاً كانت النسخة العربية من شارع السمسم بين أكثر العروض شعبية على شاشة التلفزيون المصري، وبالإضافة إلى ما يقدم البرنامج من دروس عن محو الأمية والصحة فأنه يشدد على قيم التسامح الديني. تتلقى هذه العروض مساعدة من برنامج المساعدات الأمريكية ( usaid ) الذي يقدم المساعدة حالياً لإنتاج نسخة للفضائيات العربية هذا العام.

إن هذه الجهود تبدو واضحة بصورة خاصة في أندونيسيا التي هي أكبر دولة إسلامية, حيث يبلغ عدد سكانها 240مليون نسمة. تمثل هذه الدولة معقلاً للإسلام المعتدل، مع أنها كانت مهداً للعديد من المجموعات الإسلامية الراديكالية التي تتضمن فرع القاعدة المعروف بالجماعة الإسلامية، والمسؤول عن انفجار بالي عام 2002 والذي راح ضحيته 202 من الأشخاص.

إن برنامج المساعدات الأمريكية الذي يعمل من وراء الكواليس يساعد الآن في تمويل أكثر من 30 منظمة إسلامية في إندونيسيا. ومن بين هذه البرامج : إنتاج إعلامي، وورش تدريبية للوعاظ المسلمين، وإصلاح المنهاج الدراسي الذي يشمل مناهج الأكاديميات الريفية والجامعات الإسلامية. ثم نقل أحد عروض الحديث عن الإسلام والتسامح إلى محطات إذاعية تغطي 40 مدينة وترسل عموداً أسبوعياً لأكثر من مئة جريدة . وتشمل قائمة المنح أيضاً مراكز تفكير إسلامية تشرف على مجموعات بحثية تعمل على إظهار تطابق الإسلام المتحرر مع متطلبات الديموقراطية وحقوق الإنسان.

هذه المنح لا تعتبر سرية من الناحية الفنية، ولكنها كما يقول أحد المسؤولين ". تتم بطريقة مهذبة " إن الروابط المالية المفتوحة مع الولايات المتحدة قد تتسبب في إنهاء برامج في بعض المناطق الحساسة، وربما تعرض العاملين فيها للخطر. الجانب الأمني في حقيقته يعتبر عاملاً هاماً لمن يعملون في برنامج المساعدة الأمريكية إلى درجة أن الوكالة اتجهت حالياً إلى الاعتماد على موظفين محليين. ففي الباكستان التي سبق أن استخدمت فيها الوكالة مئات الموظفين لم تعد تستخدم فيها الآن أكثر من 24 موظفاً.

وحتى عندما تريد وكالة المساعدات الأمريكية أن تحصل على شرف المساعدة فإن المشاعر المعادية لأمريكا قد تجعل ذلك صعباً. أثناء زيارة إلى القاهرة قام بها فريق من وزارة الخارجية في شأن دبلوماسي كان أعضاء الفريق يسمعون بصورة متكررة امتنان المصريين من اليابانيين الذين بنوا لهم دار الأوبرا. ومع ذلك، بدا أنهم لا يعرفون أن مصر هي الثانية في تلقي أكبر المساعدات الأمريكية والتي تبلغ حوالي بليونين من الدولارات سنوياً، ولا يعرفون أن الأمريكيين مولوا شبكات المياة النقية وشبكات المجاري والكهرباء. الأموال الأمريكية أيضاً أنقذت أقدم مسجد في مصر من أضرار المياه، وهو المسجد الذي أقيم عام 642م. وفي أثناء عملية الترميم عارض المسؤولون المصريون وضع لوحة وكالة المساعدات الأمريكية ذات الألوان الأحمر والأبيض والأزرق خارج المبنى. وقد قرر كبار المسؤولين في الوكالة وهم محبطون أن ينشئوا فريقاً دبلوماسياً خاصاً بهم ، وسيكون لديهم عما قريب اختصاصيون إعلاميون يتم إلحاقهم بجميع بعثات وكالة المساعدات الأمريكية.

بالنسبة لهؤلاء الذين تقلقهم أجيال الجهاديين في المستقبل، ماذا يفعلون في شأن المدارس، أعني المدارس الإسلامية التقليدية التي تمثل هماً كبيراً. الهيئة التي عينت لأحداث 11 سبتمبر وضعت أسوأ هذه المدارس في تقريرها النهائي في السنة الماضية فاعتبرتها" حاضنات للتطرف العنيف". هناك دراسة للبنك الدولي تذكر أن عدد طلاب المدارس في الباكستان وحدها يقارب 500.000. وفي محاولة من المسؤولين الأمريكيين لشن هجوم على هذه المشكلة اختاروا استخدام عدد متنوع من التكتيكات. وربما يكون أكثر هذه البرامج غرابة هو الذي يطبق في أوغندا التي تستضيف أقلية كبيرة من المسلمين. أعلنت السفارة في السنة الماضية أنها تمول إنشاء ثلاث مدارس ابتدائية إسلامية. قال أحد محللي الإرهاب ساخراً " نحن الآن في أعمال المدارس". في القرن الإفريقي المجاور يدير الجيش الأمريكي برنامجاً نموذجياً يهدف إلى اكتساب القلوب والعقول باستخدام عدة وسائل من بينها إجراء منافسات مع المدارس ( الإسلامية ) . يقوم ضباط الجيش بجمع معلومات استخبارية عن الأماكن التي يخطط الإسلاميون لإقامة مدارس دينية فيها، فيقوم ضباط الجيش باستهداف هذه المواقع وبناء مدارس عامة جديدة فيها ويزودونها بالبنية التحتية اللازمة.

وفي أماكن أخرى، يعمل المسؤولون الأمريكيون بهدوء من خلال أطراف ثالثة لتدريب معلمي المدارس ( الإسلامية) على إضافة الرياضيات والعلوم وعلوم التربية المدنية وعلوم الصحة إلى مناهجهم. إن أكثر البرامج طموحاً هو الذي يجري تطبيقه في الباكستان، حيث ترتفع درجة الحساسية إلى درجة أن تهمة التمويل الأمريكي تكفي لجعل الآباء يسحبون أطفالهم من المدارس، كما يقول أعضاء في وكالة المساعدات الأمريكية . تعمل الوكالة من خلال مؤسسات خاصة ومن خلال وزارة التربية والتعليم الباكستانية لتنفيذ برنامج المدارس النموذجية الذي قد يشمل في النهاية أكثر من ألف مدرسة. في يناير طلبت السفارة الأمريكية إنهاءً مفاجئاً لعقد قيمته مليون دولار لتقديم مدخل انترنت لعشرين مدرسة ( إسلامية ) ومدارس أخرى في أكثر المناطق تململاً في الباكستان. أما سبب ذلك فهو إلقاء القبض على مقاتل ( إسلامي ) اعتقد الأمريكيون خطأ أنه على علاقة بإحدى هذه المدارس.

دولارات دافع الضرائب الأمريكي التي تذهب في الإنفاق على إذاعة إسلامية ومحطة تلفزيونية إسلامية ومدارس إسلامية ومساجد ومواقع إسلامية يرى فيها بعض المسؤولين استراتيجية مثيرة للجدل. ويجادل أعضاء وكالة المساعدات الأمريكية بأنهم ماداموا يقدمون المساعدة لجميع الفئات وما دام المقصود بهذه المنح أن تخصص لنشاطات علمانية، فإنه يسمح لهم بتمويل منظمات دينية. يقول جيفري غريكو الناطق الرسمي بوكالة المساعدات الأمريكية وهو يشير إلى التعديل الأول لانفصال الكنيسة عن الدولة " نحن ننظم برامجنا لتتوافق مع القانون المستمد من السوابق والخاص بالمؤسسات" لكن بعض خبراء القانون يتساءلون إن كان التدخل الأمريكي المتزايد بالإسلام هو أمر قانوني، مع العلم بأن محاكم أمريكية وجدت أن أموال الضرائب لا يجوز استعمالها في مساندة الدين. يقول هيرمان شوارتز، بروفيسور القانون الدستوري في الجامعة الأمريكية " إن هذا بالنسبة لنا قد لا يكون دستورياً. في عام 1991 كسب شوارتز واتحاد الحريات المدنية الأمريكية قضية ضد وكالة المساعدات الأمريكية لمنعها من تمويل 20 مدرسة كاثوليكية ويهودية خارج أمريكا. ويضيف شوارتز قائلاً : " لكن ذلك يبدو أنه حصل قبل فترة طويلة، ولا أدري إن كان أي إنسان يقف مع هذا النوع من القضايا اليوم."

لقد تغير الوقت بكل تأكيد ويبدو أن كبار مسؤولي الدولة مقتنعون بأن أعظم عدو إيديولوجي لأمريكا هو صورة مُسيّسة من الإسلام الراديكالي وأن واشنطن وحلفاءها لا يستطيعون الوقوف موقف المتفرج أمام هذا العدو. لقد اتخذت الإدارة أخيراً قرارها بشن حرب أفكار وكان ذلك في الشهر الماضي عندما عين الرئيس مستشاره كارين هونمز ليكون الرئيس الجديد للدبلوماسية العامة في وزارة الخارجية. ومع أنه يفتقد الخبرة الخاريجة فإنه معروف بمهارته في التواصل ولديه خط مباشر مع القمة. وينتظر أن يعلن البيت الأبيض أيضاً عن منصب جديد في مجلس الأمن القومي، كنائب مستشار للأمن القومي للتواصل الاستراتيجي، والذي ستكون مهمته دفع المسؤولين للإسراع في اتخاذ ما يلزم من إجراءات.

ويبدو أن زيادة التركيز تنطوي على نتائج مثمرة . هناك على سبيل المثال استفتاء تم إجراؤه في اندونيسيا في الشهر الماضي بعد جهود الإغاثة من الأضرار التي سببها تسونامي والتي قادها الجيش الأمريكي، وكشف هذا الاستفتاء أن الكراهية لأمريكا تحولت من 83% إلى 54%، وانخفضت مساندة بن لادن بأكثر من النصف. وسيكون من الحماقة على كل حال الاعتقاد أن الطريق أصبحت ممهدة أمامنا. يقول المتمرسون في حرب المعلومات إن المبالغ التي تم إنفاقها اليوم لا تزال غير كافية، في الوقت الذي تبين فيه دراسة أجراءها مكتب جديد للمحاسبة الحكومية أن هناك مشكلات عديدة تواجه استراتيجية الدبلوماسية العامة الأمريكية. ومن ذلك أن باتريشيا هاريسون التي سبقت هوغز في وزارة الخارجية أخبرت " يو. اس. نيوز" أنها رأت نفسها في بعض الأحيان مثل سيسيفوس الملك اليوناني الذي نفي من وطنه ليبقى إلى الأبد يدفع صخرة إلى أعلى تل منحدر، لمجرد أن يتركها تتدحرج مرة أخرى إلى أسفل التل. الدرس الذي تحتاج واشنطن أن تتعلمه، كما تقول باتريشيا هاريسون، هو العودة إلى الحرب البادرة. فالعالم يتقيح وأمريكا تريد أن تبقى مهتمة به . ثم تحذر قائلة " انك لن تعلن النصر، ولن تعلن أن هذه نهاية التاريخ ثم تذهب إلى بيتك. المهمة مستمرة، تدفع بها الحجر إلى أعلى ثم إلى أعلى، لتستمر في الاستثمار، وتستمر في الارتباط."

مع عامر لطيف وكيفين وايتلو وجوليان بارنيز

مجهود أخيكم [email protected]
منقووول عن البستان جروب [email protected]







التوقيع :
أتعجب من جيل أصبح يكتب الحمدلله هكذا >>>> el7md lelah !!

ينزل الله القرآن بلغتهم و يدعونه >>>> yarb
للجهلاء : الذين يظنون أنه >>>> ثقافة
تأملوا هذه الآية في سورة يوسف يقول الله تعالى :
♥♥" إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ "
ツツ
من مواضيعي في المنتدى
»» مصادر خليجية تحويل دول المجلس الى كونفدرالية خليجية وتطوير درع الجزيرة إلى قوة تدخل
»» حسن نصر اللات في يوم القدس 2013 والرعب الذي يحيط به (فيديو)
»» الشيخ الذي درس في الحوزة ثم فضح دجلهم على المستقلة1
»» إيران وويكيليكس.. قراءة حذرة لاحتمالات مؤجلة
»» ويكيليكس يعيد فتح المأساة الدامية للطفل العراقي سجد
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:35 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "