العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-03-15, 02:35 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


تفسير(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)النور،
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
قال الإمام ابن القيم،قال أبي بن كعب،مثل نوره،يعني نوره في قلب عبده المؤمن,فضرب الله مثله فقال(اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض) فبدأ بنور نفسه ثم ذكر نور المؤمن،
قال ابن كثير،كان أبي بن كعب يقرؤها،مثل نوره من آمن به, فهو المؤمن, جعل الله الإيمان والقرآن في صدره،وفي الصحيحين،البخاري،ومسلم،عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم،
إذا قام من الليل يقول(اللهم لك الحمد, أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن)
وقوله،مثل نوره،أي مثل هداه في قلب المؤمن أو مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة،فشبه قلب المؤمن بالقنديل من الزجاج الشفاف, وما يستمد به من القرآن،
قال ابن القيم،وهذا هو النور الذي أودعه الله في قلب عبده من معرفته ومحبته والإيمان به وذكره, وهو نوره الذي أنزله إليهم فأحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس وأصله في قلوبهم, ثم تقوى مادته فتتزايد حتى يظهر على وجوههم وجوارحهم وأبدانهم, بل وثيابهم ودورهم, يبصره من هو من جنسهم, فإذا كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بأيمانهم يسعى بين أيديهم في ظلمة الجسر حتى يقطعوه،
قوله عز وجل(كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَة)
وضرب الله عز وجل مثلاً،لهذا النور ومحله وحامله، فهي مثل صدر المؤمن,حتى شبهت بالكوكب الدري في بياضه وصفائه،لأنها جمعت أوصافاً هي في قلب المؤمن,وهي الصفاء والرقة والصلابة, فيرى الحق والهدى بصفائه,وتحصل منه الرأفة والرحمة والشفقة برقته،الذي به يهتدي المؤمن, فيرى الأشياء على حقائقها ويسير على هدى من ربه بسبب هذا النور،هذا النور الموجود في قلب المؤمن كثير المنافع عظيم القدر،
فما أعظم نور هذا القلب الذي يستمد نورانيته من شريعة هذا شأنها،
قال ابن كثير(نُورٌ عَلَى نُورٍ)نور القرآن،ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه،
وما يكاد نور القرآن،ونور الإيمان يجتمعا حتى لكأن النور الهادئ الوضيء يفيض فيغمر الكون كله, ويفيض على المشاعر والجوارح وينسكب في الحنايا والجوانح وحتى لكأن الكون كله يسبح في فيض النور الباهر, وحتى تعانقه وتشرفه العيون والبصائر وتشف القلوب وترف الأرواح, فإذا هو انطلاق و ولقاء ومعرفة وألفة وفرح وحبور,
(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)ممن يفتحون قلوبهم لنور شريعته, فحيثما توجه القلب يريد نور الهدى وصّدق وأخلص،ونسأل الله ذلك،هداه إليه, والله سبحانه يهدي لنوره من يشاء،
قوله تعالى(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُه)قال ابن كثير،لما ضرب الله تعالى مثل قلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم،بالمصباح في الزجاجة،من زيت طيب ذكر محلها وهي المساجد،
ومن هنا ندرك أن نقطة الانطلاق في التربية الإيمانية العالية هي المساجد،تلك التي أذن الله أن ترفع, فهي مرفوعة قائمة وهي مطهرة مع نور الإيمان,
وتتناسق طبيعتها الرفيعة مع طبيعة النور السني الوضيء, وتتهيأ بالرفعة والارتفاع لأن يذكر فيها اسم الله, وتتسق معها القلوب الوضيئة الطاهرة المسبحة المصلية الذاكرة,
قلوب الرجال الذين(لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة)فحق لهذه البيوت أن تكون منطلق الخير والنور،
المستفاد من الآيات،أن الطريق إلى سلامة القلب ونورانيته هو العمل بهذه الشريعة, والاستمداد من هذا القرآن معاني توحيد الله سبحانه وعبادته والإخلاص له والجهاد في سبيله،أن الله سبحانه جعل لكل عمل من أعمال الشريعة أثراً نورانياً
في القلب, فكل عمل يخلف في القلب نورًا, وبزيادة الأعمال الصالحة تزداد نورانية, والعمل الصالح هو المخلص لله المتبع لنبيه صلى الله عليه وسلم،
أن التربية المسجدية لها مقام عال من الأهمية, وأن الانطلاقة الإيمانية الصحيحة هي التي تبدأ من المسجد،التي تؤثر في القلب فتنيره وهي التسبيح والذكر وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والخوف من اليوم الآخر،
ذكر الله سبحانه من شيم أهل النور أنهم لا يشتغلون بتجارة ولا بيع ولا دنيا ولا كسب مال ولا متاع عن ذكر الله سبحانه, وعن المسارعة للأعمال الصالحة والأجر والثواب, وعن الصلاة في المساجد في جماعة, وعن إخراج الزكاة من أموالهم, وأنهم حال كونهم يعملون هذه الصالحات يخافون ربهم سبحانه وتعالى ويعدون العدة ليوم الحساب،ثم بين سبحانه أنه سيتكرم على هؤلاء الرجال فقال سبحانه(لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)
يستوجب أن يستكين العبد بين يدي مولاه، يسأل الله جل وعلا بكرة وعشية أن يهديه إلى نوره المبين،
اللهم اهدنا صراطك المستقيم حتى نعبره إليك لنلقاك وأنت راضٍ عنا، محسن إلينا، لطيف بنا، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم،
اللهم لاتحرمنا من نورك، إنك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم.






 
قديم 30-01-20, 04:33 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "