تعليقات على كتاب ( الفكر السياسي الوهابي ) للشيعي أحمد الكاتب - هداه الله -
بسم الله الرحمن الرحيم
استبشر الدعاة كثيرًا بمواقف الأستاذ أحمد الكتاب من بدعة الرافضة التي نشأ عليها ؛ عندما أخذ يفند في كتاباته كثيرًا من خرافاتها ؛ كعقيدة النص ، أو المهدي الثاني عشر ..الخ ، وعدوا هذا منه خطوة على الطريق الصحيح ، الذي لن يكتمل قبل أن يتخلص من بقايا بدعتهم ، ويستقر على عقيدة الكتاب والسنة الصافية ، كما فعل بعض الشرفاء الشجعان من كبار أئمة الشيعة .
لكنهم تفاجأوا بكتابه الأخير : " الفكر السياسي الوهابي - قراءة تحليلية " ! ، الذي جاء متزامنًا مع الحملة الصليبية العالمية ضد الدعوة السلفية .
فاختلفت تفسيراتهم لهذا الموقف الجديد من الكاتب :
1-بعضهم قال بأن الرجل يريد أن يعزل نفسه ظاهريًا عن دعوة الشيخ محمد ؛ لكي لا تطاله الاتهامات ! أو لكي يقبل الشيعة كتاباته .
2-وبعضهم قال : بل الرجل " جبان " ! ، وأراد أن يرضي بني جلدته ؛ لكي لا يضروه !
3-وبعضهم قال : لا تتفاءلوا كثيرًا ؛ فالرجل – وإن نقد مذهبه – إلا أنه لم يتخل عنه ، ولازال مُتعصبًا له ، إنما أراد أن يلمعه أمام الآخرين ، ممن لن يقبلوا هذه الخرافات في زمن العلم ، ويظهر – كذبًا – أنه حيادي ينقد الجميع !!
وقد قُدر لي أن أقرأ كتابه ، وأقيد عليه بعض التعليقات الموجزة ، مشيرًا قبل ذكرها إلى أمر مهم ؛ وهو أن الكاتب حسبما ظهر لي في كتابه هذا " ضحية " من ضحايا حسن المالكي ؛ وذلك لتأثره بل نقله أفكار الرجل من كتابه عن الشيخ محمد " داعية وليس نبيًا " ، بعد إجراء تعديلات خفيفة في كثير من المواضع . ولم يكن هذا لولا وجود " القبول " المبدئي في نفسية الكاتب – هداه الله – لمثل هذه الكتابات " الموتورة " . ، لهذا فمن أراد الرد على ما في كتابه فعليه بالردود التي ألفت في الرد على المالكي في افتراءاته على دعوة الشيخ .
وهذا الرابط مفيد :
http://saaid.net/R/hsnfrhan/index.htm
التعليقات : ( وأضع كلامه بالنص بين قوسين ) :
1-حمل على السعودية ص 11 بأنه ليس فيها ديمقراطية .. الخ . ولا أدري : هل الديمقراطية أصبحت غاية ؟ أو هي مجرد وسيلة ، من الممكن تحقيق مقاصدها ( الشرعية ) بالطريقة المناسبة لكل مجتمع ؟ وليته يفيدنا عن : ماذا جنت الديمقراطية في البلاد الإسلامية ؟ أو أنها مجرد شكل لإرضاء العدو ؟
2-كذب في ص 24 على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ( اعتبر زيارة قبور الأولياء والأنبياء والصالحين والتوسل والإستغاثة بهم نوعا من الشرك ) !! وهذا كذب صريح . فقد خلط الرجل بين البدع والشركيات كما يعرفه صبيان المسلمين . والشيخ يرى الزيارة الشرعية للقبور – كما هو معلوم - ، ولعل الأستاذ لا يعرفها بحكم نشأته بين المتمرغين بالقبور !
3-ادعى ص 26 وما بعدها أن الشيخ محمد يكفر ( عامة المسلمين ) ! ، بل ص 86 ( جميع المسلمين ) !!
وهذا كذب لم يعد ينطلي على عاقل في هذا الزمن – ولله الحمد - . وقد رده الشيخ والعلماء بعده .
وأكتفي بقول الشيخ محمد – رحمه الله - : ( أما التكفير ؛ فأنا أكفر من عرف دين الرسول ثم بعد ما عرفه سبه ونهى الناس عنه ، وعادى من فعله ، فهذا هو الذي أكفر ، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك ) . ( مؤلفات الشيخ 5 / 158) .
والغريب المحزن أن الكاتب نقل هذا النص من الشيخ ص 49 بعد بتره ! ليتسنى له اتهامه بتكفير ( عامة ) المسلمين ! هداه الله .
وليت الكاتب الغيور على المسلمين يُسخر جهده للرد على تكفير أصحابه الرافضة لهم ، وعلى رأسهم : أفضل الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم : الصحابة - رضي الله عنهم - !
وأحيله إلى هذا الرابط ليستفيد :
http://waqfeya.com/book.php?bid=6506
4-أخذت الكاتب الحمية ص 28 وما بعدها للدفاع عن شركيات الرافضة . وكان الواجب عليه أن يُنكر عليهم ويدعوهم لتحقيق التوحيد ، بدلا من هذا الدفاع بالباطل . ومثلها ص 89 حميته لما سماه مجزرة كربلاء ! متجاهلا السبب ، وهو قيام الروافض بقتل 300 سني من تجار الجزيرة ! ورفضهم تسليم القتلة .
انظر :
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=14184
5-لم يفهم ص 81 موقف أهل السنة من الحكام ، المعتمد على النصوص الشرعية ، لهذا عده مذمة لا منقبة ! .
6-احتفل بكل متمرد ؛ كالمسعري والمالكي ..
7-أغرق الكاتب في الوصف ، والتأريخ لدعوة الشيخ . والقارئ الجاد في غنى عن كتابه وفهمه وعناوينه ، بوجود الكتابات المؤصلة في هذا الموضوع .
انظر :
http://saaid.net/book/open.php?cat=7&book=1416
8-ختم كتابه بفصل : ( التكفير أزمة الفكر السياسي الوهابي ) !
فيقال : إن كان التكفير لمن يستحقونه ، فماهو بالأزمة ! فلا إسلام دون تكفير لمن يستحقه . وأنا سائله : لو أتاك مسلم يشهد ويصلي و و .. لكنه قال : الخمر حلال . وهو يعرف الحكم الشرعي . هل تُكفره ؟ إن قال : نعم – وهو الظن – فقد وقع في الأزمة !! وقيل له : كيف تكفر المسلمين !! فإن قال : هذا نقض إسلامه بهذا القول . فيقال : سبحان الله .. انتقض إسلامه – عندك - بسبب تحليله المحرم ، ولم ينتقض بصرف شيئ من العبادة لغير الله !!
قبل الختام : أنكر الكاتب على أهل السنة ص 268 أنهم ينظرون للناس ( من خلال منظار الشيخ محمد بن عبدالوهاب الضيق .. ) ، فأقول : دعنا من الشيخ محمد الآن .. وهات لنا المنظار الذي تنظر به أنت للناس . هل هو منظار الرافضة ؟ ستقول : لا . إذًا ما هو منظارك ؟ إن قلت : منظار الإسلام . فأقول : أي إسلام ؟ إن كان إسلام الكتاب والسنة .. فهذا ما يدعو له أهل السنة والشيخ منهم ! فدع التلبيس والفرار من الحقيقة .
وإن كان غيره .. فبينه بالتفصيل في مسائل الإيمان والكفر .. ولا تكتفِ بالنقد والتشنيع . هداك الله .
ختامًا : أنصح الكاتب – هداه الله – أن لا يجامل أحدًا في دينه ، بل يجهر بالتوحيد ، ويُنكر الشرك ، ويأخذ أقوال العلماء – الشيخ وغيره – من كتبهم ، ويقرأها قراءة مستفيد ، ولا يجعل بينه وبينهم وسائط من قطاع الطرق ؛ من أمثال المالكي ، ممن يقلبون الحق باطلا ، بكذب وبتر وتهويل يعرفه من تأمل كتاباتهم .
والله الهادي