إنّ هذه الصور والتماثيل تطرد الملائكة من البيت،إذًا بيت ليس فيه ملائكة ماذا فيه،الشياطين بالتأكيد،
وحال الأطفال، فتجد غرفَهم مليئةً بالصور لشخصيات كرتونية مجسمة ذات أرواح،
فكيف تخاف على أطفالك من تسلط الشياطين عليهم وفزعهم من نومهم في الليل، وأنت تجلب لهم الشياطين لغرفهم، وتطرد عنهم ملائكة الرحمن التي تحميهم وتحفظهم،
(فكلكم راعٍ وكلكم مسئولٌ عن رعيته)صحيح الجامع،
جاء في الحديث (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب أو صورة)
وجاء في حديث آخر (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا تماثيل)رواه أبي داود،
فتنبه واتعظ وكن من السابقين في فعل الخيرات، وعليك بإزالتها لتجلب ملائكة الرحمن إلى بيتك لتنعم وعائلتك بالأمن والسعادة والتحصين من الأعداء من الشياطين.
ثانياً،عدم صلاة النافلة في البيت،لقد حثنا صلى الله عليه وسلم،على صلاة النافله في البيت،ولها أثر كبير في الوقاية من تسليط الشياطين،
لقد جاء في الحديث عنه،صلى الله عليه وسلم (عليكم بالصلاة في بيوتكم؛ فإن خير صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)رواه البخاري ومسلم،
فأرشد صلى الله عليه وسلم،أن أفضل الصلاة بعد الفريضة هي صلاة الرجل في بيته،
قال النووي(أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)
والمراد النافلة،
وإنما حثّ على النافلة في البيت لكونه أخفى وأبعد عن الرياء، وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمة والملائكة،وينفر منه الشيطان،
ثالثاً،ترك صلاة الفريضة في المسجد،لقد حثنا شرعنا الحنيف على صلاة الفريضة في المسجد، وفضلها على صلاة الرجل منفرداً وحده(صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة)
متفق عليه،
كما جاء في فضل الخطى إلى المساجد والوضوء،وانتظار الصلاة بعد الصلاة والمشي في الظلمات وغيرها من الفضائل العظيمة،
وفضلها في وقاية العبد من تسلط الشياطين عليه،
لما ورد في الأحاديث من الدلالة على حفظ الله عز وجل لفاعلها ودخوله في رعايته وأمنه، كما قال صلى الله عليه وسلم(من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي)صحيح الجامع،
ولقد جاء في السنة ما يدل على أن تارك الجماعة معرض لاستحواذ الشياطين،
وما رواه أبو داود،والإمام أحمد،من حديث أبي الدرداء قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(ما من ثلاثة في قرية لا يؤذّن ولا تُقام فيهم الصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان)
أنه أخبر باستحواذ الشيطان عليهم بترك الجماعة التي شعارها الأذان وإقامة الصلاة،
رابعاً،ترك قراءة القرآن في المنزل، إنَّ من الأمور التي تعين الشياطين وتقويهم في تسلطهم على بني آدم تركَ قراءة القرآن ،وترك تدبر معانيه،وليتخلقوا بأخلاقه،كما أمرهم بقوله تعالى﴿كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ﴾ص،
تجد هذا الكتاب العظيم،كلام الله عز وجل،معلقًا على الجدران، أو موضوع على الطاولة للزينة والمظهر الجميل،
وإذا ركبت في سياراتهم تجده معلقًا فيها للبركة وللسلامة،حفظًا من العين كما يزعمون، وهذا كله من الأمور التي تخالف،وتدخل ضمن هجر القرآن الذي ذكره الله عز وجل﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يا ربِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾الفرقان،
ومن الاستشفاء بالقرآن،قراءة سورة البقرة في البيت،فإنها تطرد الشياطين من ذلك البيت ما دامت تقرأ فيه، وإن البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يكون كالمقبرة،كما قال صلى الله عليه وسلم(لا تجعلوا بيوتكم مقابر،إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة)صحيح الجامع،
ومن فوائد سورة البقرة،وبركة قراءتها في البيت،أنها بإذن الله تعالى،تطرد السحر وتمنعه وتبطل كيد السحرة والمشعوذين عن أهل البيت الذي تقرأ فيه،كما قال صلى الله عليه وسلم(اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)صحيح الجامع،
قراءة آية الكرسي،مرةً صباحاً ومرةً مساءً وبعد الفرائض وعند النوم،فعن أبي هريرة رضي الله عنه،قال،رسول الله صلى الله عليه وسلم(إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لا يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح)رواه البخاري،
الآيتان من آخر سورة البقرة،قال النبي صلى الله عليه وسلم(الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه)صحيح الجامع،
قال النووي رحمه الله تعالى(قيل معناه،كفتاه من الشيطان)
وفي الحديث،عنه صلى الله عليه وسلم(أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطَها نبي قبلي)صحيح الجامع،
قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين،عن عائشة رضي الله عنها(أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ فيهما(قل هو الله أحد،وقل أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات)صحيح أبي داود،
خامساً،اقتناء الكلاب في البيوت للتربية،ترى كثيراً من بيوت المسلمين،يقتنى فيها الكلاب بحجة أنها من الحيوانات الأليفة والوفية لصاحبها،وهذا كله تقليداً للغرب من اليهود والنصارى ومن التشبه بهم،وهذا من الأسباب التي تعين الشياطين في تسلطهم على بني آدم وخصوصاً البيت الذي يحوي ذلك الكلب، فإنه لا تدخله الملائكة بسبب وجوده فيه،قال صلى الله عليه وسلم(من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد، ولا ماشية، ولا أرض، فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم)صحيح الجامع،
سادساً،ترك الأولاد يلعبون خارج البيت في الوقت الذي تنتشر فيه الشياطين،ترى كثيراً من الأولاد يخرجون من بيوتهم للعب خارج البيت ليختلطوا مع أصدقائهم وجيرانهم،في وقت انتشار الشياطين في ذلك الوقت خوفًا من تسلطهم على أبنائنا وإيذائهم لهم،
قال ابن الجوزي،لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره وكذلك كل سواد، ولهذا قال في حديث أبي ذر (فما يقطع الصلاة، قال،الكلب الأسود شيطان)أخرجه مسلم،
فينبغي حبس الأطفال عند غروب الشمس وعدم تعريضهم لتفلت الشياطين في هذا الوقت،
عن ابن عباس،رضي الله عنه،قال،كان النبي صلى الله عليه وسلم ،يعوّذ الحسن والحسين(أعيذكما بكلمات الله التامّة، من كل شيطان وهامّة، ومن كل عين لامّة، ثم يقول،كان أبوكم يعوّذ بهما إسماعيل وإسحاق)رواه البخاري،والترمذي،وأبو داود،وابن ماجه،
سابعاً،عدم إغلاق الأبواب عند النوم وذكر اسم الله عليها وإطفاء المصابيح وعدم تخمير الآنية،