الاردن الخطر الشيعي ليس عنا ببعيد
قبل أيام كتبت عدة مقالات تتعلق بالشيعة و أخطارهم على أهل السنة و الجماعة و جوبهت تلك المقالات ببعض الهجمات الشرسة من بعض الأشخاص الذين أتحفظ عن ذكر أسمائهم و الذين اتهموني بالمغالاة في الطرح و البعد عن الموضوعية و أنني أسير في الركب الأمريكي الصهيوني في طرحي لهذا الموضوع ، واتهمت بتشويه صورة ايران تماشيا مع ما يجري على الساحة الدولية ، ولكن صدقوني هناك كثير من الحقائق الغائبة عنكم و التي سأستعرضها في هذا المقال وخصوصا بأنها تمسنا كأردنيين على وجه الخصوص .
قد يتفاجأ الكثيرون عندما يعلمون بوجود شيعة في الأردن منذ زمن ليس بالقريب ينتمون للطائفة الجعفرية جاءوا في الأصل من جنوب لبنان و تحديدا من بنت جبيل وأن عددهم يفوق الخمسة آلاف و إذا صحت المعلومات التي بثتها وكالة أنباء قدس برس وتناقلتها العديد من الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية حول تنامي المد الشيعي في الأردن، فالأمر يحتاج إلى وقفة طويلة. تقرير قدس برس يتحدث عن طلب تقدم به عدد من المستثمرين العراقيين لبناء أول مسجد شيعي في الأردن إلى جانب حسينية تتيح للشيعة في الأردن ممارسة شعائرهم ومعتقداتهم، وجميعهم بحسب التقرير من العراقيين المقيمين في الأردن، الذين يزيد عددهم عن نصف مليون نسمة. والمعلومات تقول إن عددا من رجال الإعمال العراقيين الشيعة تقدموا بطلب إلى وزارة الأوقاف الأردنية للموافقة على تشييد أول مسجد للشيعة في الأردن. والمكان الذي اختير لبناء المسجد والحسينية هو ضاحية عبدون الراقية جنوب العاصمة عمان، حيث مقر السفارة الأمريكية, وأصحاب المبادرة هم رجال أعمال ومستثمرون عراقيون غصت بهم جنبات الأردن مؤخرا ..لكن حتى اللحظة ليس هناك ما يشير إلى موافقة أردنية رسمية لبدء المباشرة في البناء على قطعة أرض يقال إن قيمتها تجاوزت 3 ملايين دولار.
تبدو رواية التمدد الشيعي في الأردن مقبولة للبعض على أساس تراجع خطاب التيارات الإسلامية السنية وتقليص دورها خاصة جماعة الإخوان وجماعة التبليغ, في حين أن ارتباط اسم الجماعة السلفية بـ"العنف" أثر كثيرا في قبولها والتعاطف معها في الشارع الأردني. وفق هذه الرؤية السطحية يروج البعض لتغلغل ثقافة "التشيع" في الأردن ويعززها آخرون بحجم الشعبية والحضور الذي يحظى به حزب الله اللبناني وزعيمه حسن نصر الله في الأردن، خاصة بعد تحرير الجنوب وحرب تموز وبسبب الانحياز الايجابي الواضح للحزب وزعيمه سياسيا وإعلاميا مع القضية الفلسطينية. وقد يتفاجأ عدد كبير من الأردنيين بأن هناك أردنيين و من عائلات معروفة تشيعوا و ابتعدوا عن سنة المصطفى ( صلى الله عيه و سلم ) .
وقد يكون من بعض أسباب وجود حالات تشيع و إن كانت فردية و محدودة هو الجهل لدى معظم الشعب الأردني بمعتقدات الشيعة و خلافهم مع أهل السنة وكون شعبنا من أكثر شعوب الأرض تسامحا و تعاطفا مع الغير وانسياقهم وراء عواطفهم. ولا يزال التعامل الأردني مع الشيعة العراقيين في الأردن يأتي من منظور أمني بحت فقد أظهرت بعض التقارير ارتباط عدد من رجال الأعمال العراقيين ارتباطا مباشرا مع ايران و المراقب للتحركات الأمنية يلاحظ أنها تقوم على مبدأ المراقبة و التحري والمتابعة لهذه الظاهرة خوفا من تناميها فقد تمت عدد من المداهمات و الإعتقالات في صفوف العراقيين الشيعة و التحقيق معهم لمحاربة هذه الظاهرة من بدايتها و خوفا من تناميها وبالتالي تنامي النفوذ الإيراني في المنطقة .
والأخطار المترتبة على ظاهرة التشيع في الأردن عدا عن الخطر الديني كون الأردن دولة سنية يمتد هذا الخطر و التخوف من انتشار هذه الظاهرة والتي ستودي بالأردن الى مشاكل طائفية هو بغنى عنها و من هنا نرى الحرص الأمني الكبير على عدم التهاون بشأن هذه الظاهرة حفاظا على أمن البلد ومنعا لتنامي النفوذ الإيراني . فتم تطويقها منذ البداية مما حدا بالشيعة الموجودين في الأردن الى استخدام مبدأ التقية ( إنكار التشيع) خوفا من الملاحقة الأمنية .
مما سبق نلاحظ الخطر الشيعي والذي يدل على أنها حركة منظمة مدعومة من ايران و المرجعية في " قم" وتواصلا مع المراجع في بلاد الشام مثل الحوزة الزينبية في سوريا وحركة حزب الله اللبناني وكذلك من خلال القنوات الشيعية المنتشرة التي اخذت على عاتقها نشر المذهب الشيعي وتشويه صورة السنة .
وفي الختام أرجو أن يكون في مقالتي وهي رابع مقالة لي تتعلق بأخطار الشيعة و إيران و التي لن تكون الأخيرة- ان شاء الله - لبيان أخطارهم ومعتقداتهم و بعدهم عن مذهب الحق و الصواب .
وفي الختام إليكم هذا الحديث الشريف و الذي يبين صحة عقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم وزيف عقيدة من سواهم : حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على اثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا ومن هي يا رسول الله قال ما أنا عليه وأصحابي.