محمد فاروق الإمام : الجمعة الدامية
2012/01/0
محمد فاروق الإمام
يوم دام أراده النظام السوري ليخضب أرض حي الميدان بدمشق.. الحي الذي كان في يوم من الأيام عصياً على الفرنسيين، يواجه آلتهم العسكرية الجهنمية بصدور أبنائه العارية كما يفعل اليوم مع العصابة الحاكمة في دمشق، التي طغت وبغت وتجبرت واستهانت بدماء السوريين وتفننت في سفكها جهاراً نهاراً مستغبية عقول العرب، ساخرة من هذا العالم المتفرج على هذا المسلسل الدموي المجنون والعبثي الذي يسيل من دماء أجساد السورين منذ عشرة أشهر، دون أن يكون له أي تحرك جدي وفاعل في مواجهة هذه العصابة السفاحة التي فاقت في جريمتها يوم أمس الجمعة 6 كانون الثاني ما حدث في الثلاثاء الدامي في باريس قبل 440 سنة، وما عرف بمذبحة ( سانت بارتيليمي) التي نفذها القتلة فجر يوم الثلاثاء بعدد من الفرنسيين المسالمين الرافضين لطغيان وظلم وجبروت حكام فرنسا آنذاك، وما أشبه ما حدث في حي الميدان بدمشق بما حدث في سانت بارتيليمي بباريس بالأمس.. فالضحية مواطنون مسالمون والقاتل سفاح باغي متسلط.
خرج الناس بعشرات الألوف في جميع المدن والبلدات والقرى السورية يوم جمعة الأمس التي سموها (جمعة إن تنصروا الله ينصركم-التدويل مطلبنا)، يريدون النصر من الله في مواجهة هذا النظام السادي الذي لا يرتوي من شلالات الدماء التي يفجرها على مدار الساعة في كل سورية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، فنجيع هذه الدماء يسيل لها لعاب هذا الغول المتوحش القادم إلينا من كهوف برابرة العهود الغابرة، يقود عصابة من آكلي لحوم البشر التي استقدمها من مجاهل غابات قم والضاحية الجنوبية، التي فاقت الضباع الجائعة والذئاب الكاسرة والكلاب المسعورة السائبة وحشية وهمجية.
خرج هؤلاء الفتية يوم أمس الجمعة بصدورهم العارية كعادتهم في كل يوم منذ عشرة أشهر بلا كلل أو ملل أو خوف من مصير ارتضوه ثمناً للحرية التي يريدون انتزاعها من هذا النظام الباغي، وقد حملوا أرواحهم على أكفهم متسابقين إلى الجنة بالملايين، لبسوا الأكفان بكل الألوان بعد أن عزَّ بياضها وفُقد، ليقولوا للعالم أجمع: تفرج واصمت ما شئت فلن نتراجع ولن تُفل عزيمتنا أو تخور إرادتنا فإنا ماضون في طريق العزة والكبرياء والشموخ حتى الفوز بإحدى الحسنيين (الشهادة أو النصر).
خرجوا تحت شعار (التدويل مطلبنا) بعد هذا الإخفاق المريع لجامعة الدول العربية ومراقبيها الذين كانوا (أخيلة مآتى) لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون إلا ما يريده فرعون الشام الصغير وهاماناته، وقد وضعهم في متاهات ونسج لهم الأحاجي وفبرك لهم الأحداث وقادهم حيث يريد ومنع عنهم ما لا يريد، بعيداً عن رصد عين الحقيقة في غياب إعلام مستقل ومهني محايد، ضارباً عرض الحائط بكل بنود وشروط المبادرة العربية التي قبلها والبروتوكول المرفق للمبادرة الذي وقعه، دون أن ينفذ ما عليه تنفيذه في تحد صارخ للعرب وجامعتهم واستهزاءاً بكل وزراء خارجيتهم الذين صاغوا المبادرة ووضعوا البروتوكول، دون أن يتمعر وجه أي وزير من هؤلاء الوزراء أونسمع منه كلمة حق في النظام السادي السوري، اللهم إلا من موقف شجاع تعودناه من دولة قطر بشخص رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم الذي أعلن صراحة أن دمشق “لم تنفذ أياً من بنود البروتوكول الذي وقعت عليه ولم تلتزم بشروط المبادرة العربية التي وافقت عليها”، في حين أكد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في تصريحات يوم الاثنين الماضي “إن عمليات القتل لا تزال مستمرة في سوريا، وإن القناصة لا يزالون يهددون أرواح المدنيين”. ودعا إلى وضع حد لإطلاق النار. كما سلم العربي – على ضوء أحداث يوم الجمعة الدامية – رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل رسالة للسلطات السورية، تتضمن دعوة النظام في دمشق “لوقف العنف والعمل بشفافية ومصداقية”.
يوم غد الأحد 8 كانون الثاني سيعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً لاستعراض التقرير الذي سترفعه بعثة المراقبين العرب لمجريات الأحداث في سورية ومدى التزام دمشق بالمبادرة العربية التي وافقت عليها دون تحفظ والبروتوكول الذي وقعت عليه بعد قبول الجامعة للتحفظات والشروط التي أدخلتها دمشق على البروتوكول، في خطوة مريبة رفضتها المعارضة السورية بكل أطيافها.
المجلس الوطني السوري من جهته طالب الجامعة العربية بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن وقد عجزت الجامعة عن إيجاد حل لوقف شلال الدم المتصاعد، وأخفق المراقبون العرب في تمكينهم من نقل الحقائق التي تجري على الأرض لعدم تعاون السلطات الحاكمة في دمشق معهم، والتي تقيد تحركاتهم وتماطل في تقديم الخدمات اللوجستية لهم وتحول بينهم وبين الوصول إلى الأماكن الملتهبة، أو مقابلة المتظاهرين أو المنكوبين أو الجرحى أو النازحين أو المعتقلين، ممارسة التلاعب بأسماء المدن والبلدات والأحياء سخرية من هؤلاء المراقبين، مستغلة عدم معرفتهم بالمدن والبلدات والقرى والأحياء السورية وجهلهم بمواقعها الحقيقية.
أخيراً ليس أمام الشعب السوري إلا الصبر والثبات والاعتماد على النفس في مواجهة هذا النظام السادي الباغي المجرم، وأن عليه وحده مسؤولية تفعيل هذه الثورة بإمكانياته الذاتية وابتكاراته الخلاقة التي عهدها العالم من الشعب السوري المبدع في السلم والحرب، وقد مر على الشام أحداث وأحداث وخرجت منها ظافرة منتصرة، ولن يكون هذا الفرعون الصغير عصياً عليها وقد حملت شعار (إن تنصروا الله ينصركم)، فنصر الله قادم.. وما النصر إلا صبر ساعة.
د.أسامة الملوحي : ثوار و مراقبون
2012/01/07
د.أسامة الملوحي
الثوار في سوريا يفعلون كل شيء بأنفسهم ..عبارة قلناها مرار وتكرارا لمّا شهدناهم يشعلون الثورة بأنفسهم ثم يؤججونها ثم يقودونها فيبرمجون أهدافها ويوثقون أخبارها ويتصدون للقمع الثقيل بصدورهم العارية ويحمون ثورتهم ويعرفون دائما ما يريدون ويطلبون ..
واليوم يأتي المراقبون العرب بعد أن تحضر النظام لهم فمحى ما أسعفه الوقت ليمحي من آثار جرائمه ..فبدّل لون الدروع وأزياء القتلة وبدّل اسماء الشوارع والبلدات وبدّل أماكن المعتقلين وبدّل وبدّل . .
ولكن الثوار سبقوه واقتحموا الحواجز الى أن وصلوا الى المراقبين وشكلوا فريق المراقبين خاصتهم ليراقبوا مع المراقبين وليراقبوا المراقبين ..
راحوا يشرحون للمراقبين ما حدث ويحدث ودلّوهم على أماكن الدمار والمجازر وأدخلوهم الى البيوت المنكوبة وزودوهم بالمعلومة الموثوقة والصورة الفاضحة وأسمعوهم وأروهم الشهادات الحية من أفواه وأجساد أصحابها .
كنا نخشى من قصورفي كفاءة وعدالة المراقبين وما زلنا , وكنا نتتبع بقلق إشارات عديدة عن موالاة بعضهم لمواقف سياسية مسبقة و لحكومات منحازة, ولم تقلّ خشيتنا ويخف قلقنا الى أن رأينا الثوار يراقبون المراقبين..
يصورون معهم ويصورونهم وهم يصورون ..يلتقطون صورا للمراقبين وهم يشاهدون الدبابات والمصفحات ,يلتقطون صورا للشبيحة المسلحين وهم على بعد أمتار قليلة من المراقبين..يصورون المراقبين وهم يعاينون الأنقاض والبيوت التي هدمتها المدفعية والصواريخ..يسجلون تصريحات المراقبين حين الحدث بالصوت والصورة.
وهم بعد كل ذلك يوفرون الحماية للمراقبين ويحيطون بهم ويحبطون خطط النظام الفاشي لقنصهم في الأماكن الساخنة.
إنهم ثوار ومراقبون وضامنون كما كانوا من قبل ثوارا وسياسيين و ومراسلين..
ولم يُبق الثوار أمام المراقبين العرب إلا أن يقولوا الحقيقة ويكشفوا ما اطلعوا عليه وشاهدوه ..لقد اطلعوا على قليل قليل ولكنه على قلته فاضح واضح .
ثوار سوريا جيل فريد يفعلون كل شيء بأيديهم ويقلبون على النظام الفاشي كل ترتيب ليكون تتبيب ..تتبيب له ولأعوانه في المنطقة والعالم .
داود البصري : هل حان وقت هروب بشارالأسد وعصابته ?
2012/01/08
داود البصري
… والدماء السورية العبيطة تروي أديم الشام الطاهرة, وفيما تستمر الثورة الشعبية السورية المقدسة بوتائر متصاعدة ويتضاعف العنفوان الشعبي الهادف إلى تنظيف سورية من أدران نظام الفاشية والحقد والطائفية المسعورة السوداء وعصابة الحشاشين الجدد وحلفائهم المجرمين, بات مصير قادة نظام القتل واضح المعالم ولا تخطئه العين الخبيرة ولا حسابات التاريخ, فالنظام يترنح وسيتهاوى تحت ضربات الشعب وقواه الحرة بطريقة مفاجئة قد تكون صاعقة في آلياتها وطبيعتها, والنظام يعي تلك الحقيقة جيدا ويعلم علم اليقين ان لاعاصم اليوم من أمر الله وحكم الشعب وإرادة الأحرار, وإن كل الخيارات أمامه قد ضاقت تماما وليست هناك أي إمكانية للتهرب من دفع الاستحقاقات اللازمة عن دماء الشعب وتضحياته التي تجاوزت الآلاف ودخلت في خانة التضحيات الكبرى التي سيخلدها التاريخ كدلالة حية ومباشرة على اصالة وحيوية وفدائية شعب هو من أعرق شعوب الشرق القديم التي قدمت للحضارة البشرية أروع العطاء, وها هو الشعب الحر الحي نفسه يقدم أمثولة رائعة وفريدة في التضحية والجهاد والمطاولة على صراع الفاشية ودحرها وكنسها من مسرح التاريخ السوري العامر بالمواقف المتألقة والمعطاءة.
لقد اضحى واضحا وبشكل لا لبس فيه ولا إيهام اليوم ان مصير قادة النظام الإجرامي البعثي السوري سيكون أسود كالحا وقاتما, وإن قصاص الشعب قد اقتربت لحظاته التاريخية الفاصلة, وإن إسدال الستار النهائي على المشهد التراجيدي الأخير لذلك النظام ليس سوى مسألة وقت وتخضع لترتيبات معينة, كما بات واضحا بأن سيف ودرع الإمام علي (كرم الله وجهه) لم يعودا يدافعان عن رئيس ذلك النظام كما تنبأ أحدهم وهو يدبج قصائد الغزل في زعيم نظام “التشبيح”, بل إن سيوف الحق التي شهرها الإمام علي هي التي ستقضي عليه وتحيله لمزبلة التاريخ, فإمام المتقين لايمكن أن يكون تعويذة وحصنا للقتلة الطغاة, بل إنه عنوان للحرية والانعتاق ونصرة المظلوم.
لقد تهاوت اليوم كل الدعايات التحريضية والطائفية المريضة التي حاولت تشويه إنسانية وقدسية الثورة السورية, واستطاع السوريون الأحرار بدمائهم الطاهرة أن يغيروا بوصلة التاريخ ويثبتوا بطلان نظرية جبن وخوف الشعب السوري التي كان يرددها بعض المرجفين الذين تناسوا الصفحات الجهادية الخالدة في تاريخ ذلك الشعب الحي الذي أعلن ثورته من دون تراجع, ولا وجل أو رعب من الآلة الاستخبارية العدوانية, ومن حواجز الخوف التي زرعها النظام السوري في النفوس, فتهاوت كعصف مأكول, وتطايرت مع عواصف الثورة كل رموز رعب الفروع المخابراتية السيئة الصيت, والتي حصدت أرواح السوريين على مدى خمسة عقود عجفاء.
لقد تمرد الأحرار على حواجز الخوف وأسقطوا بذراعهم العارية هيبة ووحشية نظام أدمن القتل كطريقة للبقاء وحفظ النوع, وجاء دور الشعب اليوم ليضيق الخناق على القتلة بعد ان اخفقت النجدة التي طلبها من غلمان الولي الفقيه في بغداد أو من كبيرهم في طهران الذي لايملك من أمره شيئا سوى التهديد والوعيد بحرب العالم وحرق الخليج العربي بعد أن تحولت عملته لما يشبه ورق التواليت في قيمتها السوقية.
معسكر العدوان والهمجية في تراجع فضائحي موجع, وسيخزي الله كل القتلة الذين تواطأوا على ذبح الشعب السوري, وقادة النظام إن لم يهربوا اليوم وبأسرع وقت ممكن من غضبة الشعب فإن مصيرهم سيكون أشد بؤسا وقتامة من مصير ملك ملوك إفريقيا وأمغار صحرائها وإمام مؤمنيها. الأسد وعصابته يعيان تلك الحقيقة ويعلمان أن المعركة الأخيرة ستكون في سورية وإن النهاية سيرسمها أحرار سورية بأياديهم العارية وإيمانهم الذي لايتزعزع بقدرتهم على تحقيق النصر المبين بإرادة رب العالمين الذي لايخذل من نصره أبدا.
قادة نظام مجرم يقاتلون من أجل الدنيا ومن أجل اللحاق بأرصدتهم في سويسرا ودول الغرب لايمكن أن ينتصروا أبدا على من باع الدنيا وزخرفها وبذل دماءه رخيصة من أجل الحرية والكرامة, سيكون مشهد محاكمات دمشق التاريخية المقبلة درسا تاريخيا جليلا لبقية الطغاة, وقادة النظام السوري لن يتمكنوا من الهرب لبغداد أو طهران, فجماهير العراق وإيران ستتكفل أيضا بدورها قريبا بمطاردة القتلة والعملاء, وسنشهد مشهدا تاريخيا فريدا, فرؤوس الطغاة والقتلة قد أينعت وحان قطافها, وسيؤدي الشعب السوري المهمة التاريخية, فمرحى لدمشق وهي تصرع الطغاة وتطاردهم وتدخل ببوابات من ذهب لعصر الحرية المقدسة التي رسمها الشعب بدمائه الطاهرة, ولن يفلت القتلة والمجرمون, وسيفرح المؤمنين بنصره.