أي قاعدة هذه !؟. ولم لم نسمع بها من قبل ؟. قد قالها من قبل عمك القذافي فلم تجد نفعاً ولم تدفع عنه غضب شعبه وانتقامهم !. عصاباتك تقاتل شعبك ، وتقتل مواط************ ، وتدعي – مسيلمة - أنك تقاتل إرهابيين !.
3- يخوفنا الأسد من تقسيم سوريا وتقسيم المنطقة !.
قد يكون لكلامك مصداقية لو كان الأمريكيون والغرب هم الذين يريدون قلب نظامك ، وليس الأمر كذلك ، فقد انحازوا إلى صفك من بدايات الثورة ولم يساندوا الثورة في يوم ما لكنهم الآن وقد أيقنوا أن نظامك زائل لا محالة وآيل للسقوط ربما غيروا من مواقفهم وقلبوا لك ظهر المجن ، خوفاً على مصالحهم !. تقسيم سوريا ربما يحدث إذا كانت الثورة مؤامرة لكنها ثورة شعب لا تقهر وإرادة شباب لا تلين بل ستكون هذه الثورات مقدمات طبيعية لتوحيد البلاد بأسرها والأمة كلها وفلسطين في موقع القلب منها ، لأن الحكام الطغاة وعصاباتهم هم الذين كانوا يعرقلون وحدتها ويكرسون التجزئة والتقسيم ، فإذا تخلصت الشعوب من أنظمتها المهترئة زالت معوقات الوحدة الكبرى ومعوقات التحرر الوطني ومعوقات التقدم ، ولذلك حرص الغرب على تلك الأنظمة كحرصه على ربيبته إسرائيل أو أشد !.
ثم إذا كان عاقبة ما يجري في سوريا اليوم هو زلزال وتقسيم و....إلى آخر هذه الفزَّاعات ، فلماذا لا تفتدي سوريا بأن تتنازل عن عرشك الموروث قهراً وجبراً ، وتسلم السلطة إلى أهلها ، وبذلك تفوت الفرصة على الناتو والأطلسي والغرب والشرق !؟.
4- وأما قولك أن " سوريا مختلفة كل الاختلاف عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف، والواقع السياسي مختلف ".
فلا اختلاف ؛ استبداد وطغيان وفساد وتخلف واستئثار بالثروة واحتكار للسلطة ، فأي اختلاف هذا ؟. نعم هناك فرق وحيد بينك وبينهم هو السادية المفرطة والطائفية المقيتة والإسراف في الدماء لكن الأسد على ما يبدو يقصد بالاختلاف أنه نظام ممانعة ومقاومة ، نعم مقاوم بالثرثرة !.
5- والجديد في حديث الأسد الأخير أنه " أقرَّ بأن قواته الأمنية ارتكبت " أخطاء كثيرة " في بداية الحركة الاحتجاجية ضد نظامه، مشدداً بالمقابل على أنها لا تستهدف اليوم إلا "الإرهابيين" !.
ما هؤلاء الإرهابيين الذين يشير إليهم الأسد إلا أهل حمص ودرعا وإدلب ودير الزور وبانياس واللاذقية وعندان ومارع ودوما وبرزة والكسوة والمعضمية وكناكر وسواها من قرى ومدن سوريا الثائرة . ثم إذا كانت قواته الأمنية ارتكبت "أخطاء كثيرة" فلم لا تحاسبها وتحاكمها خاصة أن أخطاءها حصدت أرواح ودماء ثلاثة آلاف شخص على الأقل بحسب الأمم المتحدة ومنهم أطفال ونساء وشيوخ !؟.
6- لكن أشد ما يدعو للسخرية أن الرئيس السوري شدد على أن رده على الربيع العربي كان مختلفاً عن ردود فعل القادة العرب الآخرين الذين أطاحت بهم في النهاية حركات الاحتجاج الشعبية ، وقال " نحن لم نسلك مسلك حكومة عنيدة "، موضحاً أنه " بعد ستة أيام (من اندلاع الحركة الاحتجاجية) بدأت بالإصلاح !. "
نعم باشر الأسد منذ الأيام الأولى لميلاد الثورة بسفك الدماء وقتل الأبرياء وترويع السكان واقتحام المدن والقرى بالدبابات وإطلاق أيدي عصاباته وشبيحته ، تعيث فساداً ، وتهلك الحرث والنسل !. طبعاً هو يقصد الإصلاحات على الورق والقوانين والمراسيم الشكلية التي قدمت للدعاية السياسية وتخدير السوريين الذين فقد كل مخدر مفعوله معهم لسوء حظه !.
7- لكن الأهم في رأيي أن بشار الأسد صوَّر المعركة وما تشهده سوريا اليوم بأنه " صراع بين الإسلاميين والقوميين العرب (العلمانيين) "، مضيفاً " نحن نقاتل الإخوان المسلمين منذ خمسينيات القرن الماضي وما زلنا نقاتلهم ".
طبعاً هو لا يحارب الإخوان المسلمين لكنه يحارب الإسلام نفسه ويحارب حضارة الإسلام وثقافة الإسلام وتاريخه ورموزه حتى الصلاة يحاربها وينهى عنها ، والأدلة على ذلك كثيرة لا تدع مجالاً للشكوك .
لكن ما أريد التوقف عنده هنا والتنبيه عليه هو أن الأسد يريد أن يصور معركته بأنها مع الإسلاميين والإرهابيين والقاعدة وليست مع الشعب كله !. وعلى جميع الأحوال فإن هذه الدعاية لم تعد تجد اليوم مع الغرب الذي تجاوز على ما يبدو عقدة الإسلاميين ووضع يده على حقيقة الصراع بين الحكومات والشعوب وأدرك أيضاً – وهذا هو الأهم - أن البقاء للشعوب لا للحكام ، وقد رحبت دوائر السياسة في أوربا وأمريكا بفوز النهضة في تونس كذا الإخوان في مصر فيما لو حملتهم صناديق الاقتراع إلى سدة الحكم !!.
كما تلمح خبث الأسد في محاولته جر العلمانيين إلى فتح معركة مع الإسلاميين في هذه المرحلة الحرجة لإنقاذ نظامه الذي بات يترنح !.
حديث الأسد الأخير أشبه ما يكون بحشرجة الموت ، وهو يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على أن الرجل ونظامه يلفظ أنفاسه الأخيرة وتصرفاته المجنونة على الأرض تؤكد ذلك ، وأن مصيراً محزناً بحسب تعبير الرئيس الروسي ميدفيديف ينتظره بل مصيراً مشؤوماً كمصير عمه القذافي ، وإن غداً لناظره قريب.
عن موقع رابطة أدباء الشام