العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-04, 03:00 PM   رقم المشاركة : 41
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

أ- روى البيهقي في دلائل النبوة من طريق أبي النضر عن سليمان بن المغيرة أن أبا مسلم الخولاني جاء إلى دجلة وهي ترمي الخشب من مدها فمشى على الماء والتفت إلى أصحابه وقال : " هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله .. " ، وأورده ابن كثير في البداية والنهاية ، وصححه البيهقي . فلاحظ فيه أنه مشى على الماء بتصرف تكويني من دون دعاء .

ب - وليس بخاف أمر عمر بن الخطاب في قوله يا سارية الجبل ، وسارية يبعد عنه فراسخ ، فلا دعاء هنا ولا توسل ، بل تصرف تكويني محظ .

ج - وأما وصلة بن أشيم فقد كلم الأسد بعدما انفتل من صلاته قائلا : اطلب الرزق في غير هذا الموضع ، فولى الأسد وله زئير .
فهذا التصرف الخارق للعادة عند هؤلاء الذين لا يقارنون بأحد من أهل البيت بلا ريب ، ألا يعد غلوا ؟ أليس تأليها ؟

د – وكان ابراهيم التيمي يقيم الشهر والشهرين لم يأكل شيئا .. راجع هذا ومصادره وما سبق في كتاب خوارق العادات لمجدي محمد الشهاوي ، توزيع المكتبة السلفية في المملكة.

هـ – عن أنس قال : جاءت امرأة من الأنصار فقالت :
يا رسول الله رأيت في المنام كأن النخلة التي في داري وقعت ، وزوجي في السفر ، فقال :
يجب عليك الصبر فلن تجتمعي به أبدا ، فخرجت المرأة باكية فرأت با بكر فأخبرته بمنامها ولم تذكر له قول النبي صلى الله عليه ( وآله) وسلم ، فقال :
اذهبي فإنك تجتمعين به في هذه الليلة ، فدخلت إلى منزلها وهي متفكرة في قول النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وقول أبي بكر ، فلما جن الليل وإذا بزوجها قد أتى .. فجاء جبريل وقال : يا محمد الذي قلته هو الحق ، ولكن لما قال الصديق .. استحيى الله منه أن يجري على لسانه الكذب لأنه صديق ، فأحياه كرامة له . نزهة المجالس ج2 ص 184 .
وأقول : مطابقة اخبار النبي للواقع ومخالفته متأخر شأنا عن تصديق ابي بكر بن أبي قحافة ، وأمر الله في خدمة الخليفة دون النبي ، وهذا بالتأكيد ليس غلوا أبدا .

و – قال العبيدي المالكي في عمدة التحقيق ( هامش روض الرياحين ) 193 :
حدث عالم الأمة الشيخ يوسف الفيشي المالكي ، قال :
كان جبريل إذا قدم أبو بكر على النبي صلى الله عليه (وآله) وهو يحادثه يقوم إجلالا للصديق دون غيره ، فسأله النبي صلى الله عليه ( وآله ) وسلم عن ذلك ، فقال جبريل :
أبو بكر له علي مشيخة في الأزل ، وما ذاك إلا أن الله تعالى لما أمر الملائكة بالسجود لآدم ، حدثتني نفسي بما طرد به إبليس ، فحين قال الله تعالى : اسجدوا ؛ فرأيت قبة عظيمة عليها مكتوب : ابو بكر ، ابو بكر مرارا وهو يقول :
اسجد ، فسجدت من هيبة أبي بكر ، فكان ما كان .
وأقول : هيبة أبي بكر أعظم على جبريل من هيبة الله تعالى ، وهذا ليس بشرك أبدا .. صحيح ؟ ولكي تتيقن معنى الألوهية في كلامه لاحظ قوله في الأزل أيؤخذ على معناه فيكون شريكا للباري أم على معناه القائم على حسن الظن بكم !! أيها تختار ؟

فما ورد في هذه المختارات العاجلة ، يوضح معان منها :
- أن أبي بكر أزلي ، وأن هيبته أعظم من هيبة الخالق حتى عند جبريل ذي الصولة في ساحة القدس .
- أن خرق التكوين جائز عندكم وبلا دعاء ولأشخاص عاديين ، فإذا ورد عن أهل البيت حرم وكفرتم قائله .
- تقديمكم لأبي بكر وعمر وآراؤه على رسول الله لا يحتاج إلى إثبات وبه تتشدق الروايات ، ولكن هذا ليس بغلو ، وهو جائز لأن الرسول مجتهد وعمر مجتهد ، وأما إن رأيت عند الشيعة ما أسأت فهمه فدونك دونك .


استراتيجية كلام حجاج :
فإن الاستراتيجية التي تسير عليها لا تصمد في عالم الحوار والإلزام ، فأنت كمن يملك أوراقا مالية من لعبة المونوبولي ، فيظن بأنه غني ، ووالله هو فقير ، وأنت مثله :
- تنقل من الكتب التي لا اعتبار لها في قبالة ما يعتمد عليه في ساحة العلم ، وعندما أقول كتب لا اعتبار لها فلا أعني أن الكتاب مضروب عرض الجدار بالضرورة ، وإنما ليس هو من كتب الرف الأول ، فلا يدخل ضمن كتب بناء العقيدة .
- ثم تأتي – سماحتك - بما قل اعتباره على مستوى الرواية كوثيقة إدانة ولا تسمح بالتشكيك فيها بجعجعة قلما تفيد قضيتك ، خصوصا بعد ما قاله علماؤنا فيها تضعيفا أو رموه بما يكسر الاحتجاج به والتعويل عليه ، أو أهملوه في محله فلا ردوه ولا بنوا عليه .
- وحتى إن ثبت – ما جئت به - فلم يثبت أنه يؤخذ بالمعنى السلبي منه ، ولكنك تصر على السلبي منه دون الإيجابي الذي تراه واضحا صريحا في كتبنا .
- ثم – ورغم ذلك – تلصق ما ذكرت بالمذهب كأصل غافلا عن أن المذهب إنما يصيغه علماؤه ردا وقبولا شرحا وتحقيقا بلحاظ العديد من القواعد والأصول ، فليس كل ما ورد عندهم اعتمدوه .



على خطى الشيخ ، ومن شابه أباه .. " فقد " ظلم :
ببساطة ، فأنت أيها الزميل تتهم لتحقق هدفا ، ثم لا يع************ كم هي التهمة ضعيفة ومهلهلة ، ولكن المهم أن تبني عليها شرك مخاطبك ، تأسيا بشيخ الاسلام الذي قال فيه الألباني في الجزء 5/262 من سلسلة الأحاديث الصحيحة :
" فمن العجيب حقا أن يتجرأ شيخ الإسلام ابن تيمية على إنكار هذا الحديث – حديث الغدير - وتكذيبه في منهاج السنة …إلى أن يقول :فلا أدري بعد ذلك وجه لتكذيبه للحديث إلا التسرع والمبالغة في الرد على الشيعة ".
وطالما وقعت مولانا فيما وقع فيه صاحبك ، فأنت إذن تسعى لتكون شيخا للإسلام مثله .

وأذكرك بما قلته سابقا من رجائي اعتمادك ما يعتمد في كلامنا قبل أن ندخل المعمعة :
" وحول رجائي اعتماد ما يصح الاعتماد عليه ، قال حجاج :
رجاءك متحفظ عليه أيها الزميل، لا ضنا مني به عليك، ولكن لما كان علماؤكم لا ينهون عما ينكر، كانوا كمن يقرون العوام على فعل المنكر... الخ " .
أقول : أين المنكر الذي تزعم وأقره علماؤنا بصمتهم عنه ؟ شريطة ألا يكون منكرا في نظرك دوننا ، فلا تلزمنا برأيك الذي نوقن بقصوره مولانا ." .
فما توقعته منك جئت به ، و تحفظك على رجائي فضح ما بجعبتك ، بل كشف عن علمك بقيمة ووزن ما بجعبتك .. ولم تكتف ، بل ألزمتني بفهمك القاصر ولا تزال .


بانتظار القاصم من الأدلة ، ولكن من تعثر في بداية السباق ..
أسعدني في كلامك استمهالك اياي لما تظن بأنه قاصم ، وهذا ما أنتظر ، أما ما ذكرته أنت حتى هذه اللحظة ، فيخسف به ضعف الرواية وعدم الاعتماد عليها من قبل علمائنا ، وحقيقة تعاملنا اليومي .

ولو أنك تميل إلى أخذ المذهب من كل من رقى المنبر ، فذاك لك ، إلا أن المتمسكين بالمذهب يأخذون المذهب من المراجع وممن تمت تزكيته في الحوزة العلمية ليخول بالكلام عن العقيدة كالشيخ حسن آل يس والشيخ السبحاني والإمام روح الله الموسوي الخميني والمفيد وأضرابهم رغم أن التسليم بكل ما قالوا أمر خاضع للنقاش إلا أنه يبقى مما يحتج به لنا أمام الله وعلينا أمام غيرنا من المذاهب .
ولعل في كثير من الحسينيات الصغيرة وربما الكبيرة التي يديرها أهل العاطفة من العوام ، من يشفي غليلك فالجأ لها إن كنت باحثا عن أمثال أدلتك ( الكلنكسية ) ، فلا يلزمك إلا مسجل صغير .



نقاط تشعب البحث :
وهنا إشارات لبعض ما ورد طي كلامك ربما كان الولوج فيها عامل إطالة للبحث في جوانب لا أظنها تأصل للبحث ، فإن كنت مخطئا فلك حق إرجاعي إليها :
أ – حول تردد معنى الجملة الذي ذكرت بين الامتناع والإمكان ، فأظننا تجاوزنا ذلك إلى نقاشها ، خصوصا مع قولك :" فهذا وجه واحتمال، قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا " ، فإن كان المعنى محتملا في نفسه – كما يحلو لك أن تراه – فأسلم لك ، ولكن لا مناص من دحض المعنى المحتمل - أصلا - بما ثبت من خلافه في أدبياتنا .
ب - وأما قولك " فتنبه ولا تغفل " حول الجملة الخبرية ، وقولك : " وأما وجه الإلزام فهو في إلزامك احتمال ما ذهبنا إليه وأنه ليس خطلا من القول والفهم كما أشرت، فتبصر " ، فأقبل منك هذا الكلام شاكرا ، وأدعوك للخوض في اعتبار الجملة هذه والبحث عن قيمتها اليقينية في عالم الاستدلال مما يترتب عليه تكفير طائفة من المسلمين ، إذ لا يصح تكفيرهم لمجرد شبهة طرأت على فهمك مشوبة بسوء الظن الناشيء من همس دائم في أذنك أدى لقراءة كتبنا بما فهمت أو أحببت أن تفهم غافلا عن أن من الشيعة من يخاف الشرك كما تخافه وأكثر .


خلط يقع فيه كثيرون :
وقد اختلط عليك الأمر فيما يخص المعاجز والمقامات ، وهنا نقطة مهمة ، إذ أن العقل لا يمنع أي معجزة وأي علو مقام مهما كان هذا العلو ، بشرطين :
الأول : ورود ذلك بالنقل – حسب الموازين - حتى يصح الاعتماد عليه .
الثاني : عدم وصف ذلك المقام والإعجاز بالذاتية .

ولي هنا كلمة أنقلها عن علمائي قناعة بهذا الرأي لا نقل بغبغاء ، حيث يرى سيدي السيد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، أن ما ورد من فضائلهم عليهم السلام ليس بممتنع بذاته ، وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد ، بمعنى أنه لا يقع في خانة المستحيل ، غاية ما هنالك أنه لم يأت بعضه بطريق يعول عليه ، وإلا .. فلا تصادم .
ولعل ما يظنه البعض مستحيلا إنما ينبع من أي شبهة أخرى إلا العلم ، كاعتماد العادة أو التذوق أو ضعف الإيمان ، وما أضرها إن اجتمعت كلها في شخص واحد ، ولا يخفى أن ذلك ليس بابا علميا تمر عبره هذه الروايات ، فتأمل .
لأن الأصل هو جواز وجود فضائل وكرامات لبعض البشر بل ثبوتها لبعضهم ، وهذه بين أن تكون ذاتية فتكون شركا ، وبين أن تكون مفاضة فلا غرابة إن أنيطت حينئذ بحجر أو بشر أو غيره ، فكلها بين الكاف والنون .
غاية ما هنالك أنه لا يجوز ادعاء النوع الثاني من الكرامات لأحد إلا بعد ثبوتها نصا أو يقينا ، وهذه القاعدة هي العمدة في التعامل مع المعاجز والكرامات . وكرامات علي عليه السلام منها . فنحن رغم علوها واعتقادنا بوجود علي قبل الخلق ومع رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه شريك بنوره كما أورد أحمد بن حنبل وغيره في حديث النور ، إلا أننا نقطع بأنها ليست ذاتية وإنما مفاضة .
سواء أدار الشمس أو القمر أو خسف بأحد .. أو صعد إلى الملأ الأعلى وغير ذلك ، فإن جاء بالنقل الصحيح غير المعارض بالثوابت القرآنية فبها ، وإلا فنرده ، تماما كما يفعل علماء الحديث عندكم .



وهنا نقطة طريفة كنت سأقبلها من غيرك :
حيث أنك تفرق في جواز وقوع القدرة الإلهية على من لم يعد سلفا لقبول تلك القدرة ، وهذا عين القول بالتفويض .
فأنت ترى بأن طبيعة الملائكة تقبل القيام بمهمة هي إعجاز بالنسبة لنا ، لأنهم أعدوا لذلك ، وأما البشر فقدراتهم محدودة .
وكأن الله تعالى لما خلق الخلق قضي الأمر ، فلم تعد لقدرته بسطة تنال ما خلق ، فلا يمكن أن تبرد النار ، ولا أن يطير بشر ، ولا تتحول العصا لثعبان ..!!
ولماذا سموه خرق للعادة إلا لذلك ؟
فكله بين الكاف والنون ، ولكن لما كان محط تلك القدرة هم أهل بيت النبي علي ورهطه ، هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديد وبلغت قلوبهم الحناجر .



ما لنا يا أخي إذا كانت صفات إله ابن تيمية هشة :
قال حجاج : " وخلاصة ما أرمي إليه أنكم تنسبون صفات الألوهية إلى أئمتكم وإن كانوا ممكني الوجود تماما كما فعل النصارى " .
أقول :
مولانا ، إءذا لم يتذوق "حجاج" نقلا من القول تحول القائل به كفرا ؟ فالدين ليس منوطا بفهمك وتذوقك ، ولا تذوق ابن تيمية وفهمه .. فتأمل .
وقد مر عليك ما هو من صفات الخالق بذاته وما هو مفاض فتفكر واكفنا التكرار ، فإلهنا واجب لا يعدله شيء مهما علا ، وأما ما توهمتوه من الإله المجسم عندكم فهو حقا هش وسيأتي دوري للكلام ، وإن كنتَ – دأبك - تهديء من عجلتي فأنتظر راضيا .




من بنى على فهمك ؟ .. لا أحد
قال حجاج : " وأما سؤالك عمن بنى على هذا الفهم فلا أوضح مما سقناه من الخطبة المزعومة لعلي رضي الله عنه وقوله (أنا القائم بالقسط) كما ورد عن الحافظ البرسي. وانظر إن شئت إلى ما أورده ميرزا الإصفهاني في الجزء الأول من كتابه مكيال المكارم ناقلا عن البحار والاختصاص .. ".
وأقول :
قد طلبنا منك أن تبين لنا من فهم فهمك وأقر به من علمائنا ، لا من نقل نقلك ، فالنقل هذا نعرفه ونقرؤه ، والاعتقاد به خاضع لثبوته أولا ، ثم ندرجه في محله من الإفاضات لا الذاتيات ، فالقائل بالمعاجز المذكورة يعرف بأنها مفاضة من الله الواجب على علي الممكن .
ثم آتني أصلا بمن أقره منهم ؟ البينة على من ادعى .


زندقة وكفر ؟ هكذا ؟
قال حجاج : " فإذا لم تكن هذه زندقة وكفر فعلى الدين السلام. على أنك قد ذكرت -كما سيأتي- أنك تتفق معي على ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة. وهذا في ذاته حسن، لكن إن كان أئمتكم لا يحسنون استخدام دقيق العبارات، فطلبه من غيرهم لا يخلو من العبث. " .
أقول :
مجرد كون الكلام ذو التورية زندقة وكفر بحاجة إلى تأمل لا نرمي به الناس عادة ، ولكن لا ريب بأنه يورث تساؤلا ويقتضي التفكر عنده والتدبر والرجوع للعلماء ، هذا إذا صدر من مثل علي وأبائه عليهم السلام ومن سعى في دربهم فبلغ ، أما غيرهم ممن لا مشروعية لهم فليسوا محل كلامنا.
وكوني أميل لاستخدام عبارات أكثر دقة فعنوانٌ لا يحدد مصداقه فهم العرف الحالي ، والا لوقع من كلام النبي صلى الله عليه وآله في نفس المحذور .
فلو كان قوله تعالى : " كهيعص " أمرا سماويا وتكليفا لكان قبيحا ، وكذلك ما ورد في كلامهم عليهم السلام فقس عليه .

وزعمك أن أئمتنا عليهم السلام لا يحسنون استخدام دقيق العبارات ، فمنهم تتعلم ونتعلم ، وكلامهم هو الحد الفاصل بين ما يقال وما لا يقال ، فلا تتقدموهم فتهلكوا ولا تتخلفوا عنهم فتهلكوا .





من منا أشبه باليهود والنصارى ( بعد التحريف )؟
قال حجاج :
" وأما عن تعليقك الأول فأقول، قد قالت النصارى مثل قولكم..."
أقول :
قرعت بابا جديدا لثثبت ما استعصى عليك إثباته بصراحة ، فبت تتنقل بين متشابه ومتشابه لعلك ترسم الابتسامة على شفة وهابي هنا أو هناك مدغدغا عواطفه بهذه التشبيهات ، ولسوف يتعبني هذا الباب لضعفي عن نقل الكثير مما تشابهت به عقيدتكم مع اليهود والنصارى ، وأظهرها بلا حاجة للنقل عقيدتكم في رؤيته تعالى وهو مطلب سفهاء بني اسرائيل .
ولا تصر فتتعبني بنقل ما توافق من عقائدكم وما ورد في سفر هنا وتكوين هناك هذا رجاء .
ثم ما علي أيها العزيز إن صدق التشابه – إن صح كلامك – بيننا وبين حتى البوذ ، فاعتمادنا أساسا على الدليل القرآني والسنة الصحيحة ، فمن تشابه معنا فهو المستفيد ومن شذ عنا أحاطت به خطيئته ، فلو – أكرر لو – تشابه قولنا بالله أو ثابت من ثوابت الدين أو المذهب مع بعض فرق النصارى ، فهل أعمد إلى عقيدتي فأبدلها منعا للتشابه ؟ أم الأصل في ذلك الكتاب والسنة ومطابقتها للدليل ؟ ثم لتشبه بعد ذلك عقيدة أي مخلوق فلا أبالي .
أنت ترمي بأي حجر مهما خف أو ثقل لعلك تصيب شيئا .. هداك الله من فقير .



حول ادعاء - المغفور له - عنوان ورود اعترافات لدى الخصوم :
قال حجاج : " في قولك (بل واعتراف الخصوم) نظر، إذ لا بد وأنك تعني جمهور خصومكم من فرق الرافضة الأخرى، لا جمهور المسلمين، إذ أننا لا نرفع أحدا من أهل البيت، كان من يكون، على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان فعلي رضوان الله عليهم أجمعين. ولا نشهد لأحد بالجنة كان من يكون إلا بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنعتبر قولك هذا شطحة معفو عنها."
أقول :
اعتراف الخصوم وأقصد به ما ورد في نقولات أهل السنة والجماعة ، سواء من السنة أو الوهابية والسلف ، من الأحاديث التي أوردتموها بدءا بالضعيفة المقواة بالشواهد والقرائن ، أو فوق ذلك من الجياد .
وأشترك معك بأن المعصوم هو السبيل للشهادة في الدنيا على أهل الجنة أو النار . وفي حصر المعصوم برسول الله صلى الله عليه وآله مجانبة للحقيقة ، ولعله يأتي .
وبه تعرف أنها ليست بشطحة .



حول الخطين الأحمرين :
قال حجاج : ولا أقول في خطك الثاني إلا، نسمع فنفرح، ونقرأ فنحزن . وقد مر آنفا ضربا من ضروب أحاديثهم الصعبة المستصعبة. ثم لا أدل على بشريتهم من هذه الرواية وأضرابها:
" ومن ذاك ما رواه المقداد بن الأسود قال : قال لي مولاي يوما آتني سيفي ، فجئته به ، فوضعه على ركبتيه ، ثم ارتفع في السماء وأنا أنظر إليه حتى غاب عن عيني ، فلما قرب الظهر نزل وسيفه يقطر دما ، قلت : يا مولاي أين كنت ؟ فقال : إن نفوسا في الملأ الأعلى اختصمت فصعدت فطهرتها . فقلت : يا مولاي وأمر الملأ الأعلى إليك ؟ فقال : أنا حجة الله على خلقه من أهل سماواته وأرضه ، وما في السماء من ملك يخطو قدما عن قدم إلا بإذني." المشارق للبرسي ص 343
وأقول :
إذا قصدت بأن مجرد عروجه للسماء إخراج عن صفة البشرية ، فهذا كفر بالقرآن الذي شهد للنبي باليشرية وفي الوقت نفسه صرح بالعروج إلى السماء . الشطحة هذه ، الشطحة هذه .
وإلا فأرني أين الخروج عن صفة البشرية في الرواية ؟
فحجيته – بعد ثبوت ولايته – على كل الخلق ، فهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه على كل ما كان له .


ثم يسعدني وأيما سعادة أنك لا تزال تتمسك بالضعاف ومرويات المغالين ، لعلك تحقق مرادك . ولو نقلت لك عن أبي بكر شطرا مما ورد في كتبك لوقفت رافعا سيف الصحة والوضع .


ثم طبق كلامك – أيها العادل - على الروايات المنقولة في بداية المداخلة ، وأوجه لك السؤال فيما نقلته في صدر الكلام من هيبة جبريل من مقام أبي بكر ، فأينا أشد غلوا ؟
إن قلت بعدم الصحة فقد قلنا به مرارا ، وإن قلت لم نأخذ به قلنا نحن كذلك ، ولإن قلت لا تأخذني بكل ما ورد عندي .. أقول باؤك تجر و باؤنا لا تجر ؟

نبذة سريعة حول الشيخية اصلحهم الله :
راجع كتاب مسائل عقائدية للقزويني إذ يقول عن أمثال هذه الرواية :
" ونحن نربأ بالميرزا عبد الرسول أن يتهم أعلام الشيعة ومفكريهم في قوله " التي يستشكلها بعض النفوس الضعيفة " ، فالذي يدعي التواتر في مثل روايات مدينة المعاجز وما شاكلها من روايات الغلاة التي تخالف النصوص القرآنية وما هو المجمع عليه فلا عبرة بما يقوله " .
وعبدالرسول هذا هو مرجع الشيخية وقد صدر في حقه فتاوى عديدة تبطل عقائده ويتبعه المروج حسين فهيد ، ومن أهم ما يمتازون به هو تسامحهم في دراسة روايات الفضائل رغم التسليم بكثرة الوضع والتغيير على الأطهار (ع) .. وقد توفي صاحبنا قبل فترة وجيزة وورث الزعامة ابنه الذي رفضها ، والشيخية اليوم في حيص وبيص جراء ذلك بانتظار حل ، أعادهم الله إلى جادة الصواب مع علمائنا الأبرار .
ويعرف أتباعه من خلال تقليده واعتباره مرجعهم ، فعلماء الشيخية سلسلة لا تعتمد على الأعلمية بل التوارث بلا دليل ، ومقلدوا أفراد هذه السلسة هم الشيخية ، وبيننا وبينهم فوارق كثيرة .



قال حجاج :
" قال عنوان : (فخلاصة هذه النقطة :
أن أهل البيت أعلى الناس مقاما - وقد حباهم الله بما تستعظمه النفوس كلما جهلت- لأنهم أعبد العباد ، فلا يرد خبرهم بالتذوق . وهذا صعب مستصعب ، فانظر لنفسك كمثال . وبهذا يرد على النقطة الثانية من كلامك أيضا)
قال حجاج : ما أتيت بفصل من الكلام يذكر، مع أنك استعظمت قوله أن الله قائم بعلي ونفيت أن يكون هذا مراده لعدم تذوقك للمعنى."
أقول : استعظامي المعنى الذي ذكرته أنت من معنى القسط جاء من كونه شركا ، خطا أحمرا لا نصل إليه .. وأما دون ذلك فلا أمنعه مهما علا .. ولا أقول به إلا إذا ثبت .. فتفكر .


قال حجاج :
" فالأحرى أن تنظر لنفسك كمثال أيها الزميل لترى أن ما تدعونه صعب مستصعب لا يتماشى مع الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها. وبهذا نكون قد قربناك إلى الحق خطوة. فلله الحمد من قبل ومن بعد.
أقول :
ردي قيامه تعالى بعلي بالمعنى الذي ذكرته انت مولانا إنما جاء نتيجة لما تعلمناه من علمائنا الأبرار لأنه من المحالات ، والحمد لله أنك اكتشفت الآن بأننا لا نقول بذلك ، فإن صدّقت بنفيي – ونسبت الفضل إلى نفسك – فلا مانع عندي به في حد نفسه ، بل أتشرف بالقرب من الحق ولو دلني عليه صيني .. على أنني يؤسفني أن ابلغك بأن هذه عقيدتنا من قبل أن ألقاك مولانا ، فأحسن الظن ولو قليلا .


فائدة :
إن التسليم بفضائل ومعاجز أهل البيت عليهم على نحو الإجمال يقول به الشيعة عامة ، وربما بعض المنصفين من غيرهم ، ولكن التفصيل فيحتاج إلى عوامل قد لا تتسنى للجميع للإيمان بها ، فالبعض معذور عند الله ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها شريطة ألا يقدح ذلك بمقامهم ، مع مراعاة الخطين الأحمرين .
فرسول الله صلى الله عليه وآله قبّل الحجر الأسود راضيا ، ولكن نفس عمر قد رفضت تقبيل الحجر الأسود لأنه صعب استصعبته نفسه وعندكم هو معذور ، وهذا مرتبط بدرجات العلم والإيمان وليس الناس فيه سواء .. والفضائل كذلك .



قال حجاج :
" لعلي أفتقر إلى كتب الرجال عندكم، فعدد لنا مشكورا من مصادركم كل من طعن به حتى نكون على بينة.
وليس أبلغ ما يقال في الرد على من جرحه من قولك: (أن أهل البيت أعلى الناس مقاما - وقد حباهم الله بما تستعظمه النفوس كلما جهلت- لأنهم أعبد العباد ، فلا يرد خبرهم بالتذوق . وهذا صعب مستصعب) وهؤلاء إنما استعظموا ما تفرد به (إن صح الزعم) لجهل نفوسهم، فردوا هذه الروايات تذوقا لا يقينا بوضعها. بل لعل الأهم هو إلزامك حتى بما تفرد به لكونك تجله أن يكون من الغلاة.

أقول : ولا أجد في محاولتك إلزامي بكلام البرسي إلا زيادة في ضعفك عن إثبات قضيتك بالأصول المقررة في الحوار من إلزامي بما ألتزم به ، فاحترامي وإجلالي له لا يلزمني بنقله ، ولم أجد من يبني عليه إذا انفرد بنقل .
ومع ذلك فإنني لا أجد فيما قاله البرسي تأليها ، لا لأنه قوله ولكن لأنه لا ينافي المنطق ، وأضعه موضعه – إن صح – بأنه مقام أفاضه الله على أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقد فهمت وأنا القاصر ، كأنك تقر طي كلامك بقاعدة هي أن كل شخص تجله ملزم أنت بقوله ، فإن كان هذا لإلزامي فبين مصدره القائل به عندنا ؟
وإن كان هذا رأيك الشخصي فصرح بذلك حتى نبني عليه في حوارنا معك بشكل أكبر ، وستجد العجب العجاب .



قال حجاج :
" قال عنوان : (ثانيا : تقليدك وعدم تقليدك وفهمك للرواية مولانا خاضع لثقافتك ، وكما هو ظاهر فثقافتك مبنية على اسس إن لم تكن معادية لأهل البيت فليست بالتأكيد نابعة من فهم أولويتهم على الخلق ، لذا ففهمك مخدوش ولا غرابة .)
أقول: لست، كإمامي جعفري اثنا عشري، بأكثر حبا لعلي وآل بيته ممن يقول بألوهيته كالنصيرية وباقي من تسمونهم غلاة كالشيخية وغيرها. فهل فهمهم للنصوص في فضائل آل البيت ومعاجزهم مخدوش فيها لعدم نبوعها من فهم أولويتهم على الخلق؟!! قليل من التروي والإنصاف أيها الزميل."

أقول :
مولانا ، هذا وأنتم أهل المنطق والملاحظة ..
الكلام عن شرح واقع حالك وعدم لياقتك – أصلحك الله – لتكون متذوقا لفضائلهم ، فإن شئت القاعدة فارجع إلى الخطين الأحمرين الذين ذكرتهما لك سابقا ، وسلوتي في خلطك أنك – ومحاورك – بشرين ، ويسعدني أن أسد ثغرات كلامك ، كما تفعل معي مشكورا .
وأما الشيخية فقد لامسوا كما يرى بعض علمائنا الخط الأحمر ، فرموهم بالغلو وبصراحة ، وأما النصيرية فاعذرني عن الخوض في عقائدهم إذ لم أقرأ لهم شيئا ، وهل يعوف العاقل الدر للذر ؟



قال حجاج :
" قال عنوان : (فنحن إن سمعنا تلك الرواية والخطب –إن صحت - لما انقدح في أذهاننا ألوهية علي عليه السلام لأن ذلك يمر من خلال موروثاتنا القاضية بعلو مقامه لا ألوهيته .)
قال حجاج : وحين سمع من تسمونهم (بفتح الأول وخفض التالي) بالغلو تلك الرواية والخطب، لم (انقدح) في أذهانهم ألوهية علي رضي الله عنه رغم موروثاتهم القاضية بعلو مقامه؟ من الذي فتح باب الغلو لهم وكيف؟

أقول :
مفتاح الجواب هو ما ذكرته أنت في كلامك ، فقلت :
" رغم موروثاتهم " ، فمن يتتبع مسيرة الشيخ الأوحد الذي يتبعه الشيخية ، يجد أن موروثاتهم تختلف عن موروثاتنا وقد هرب الأوحد من الإحساء عند تناوله تلك الموروثات بالتغيير . بل إن مثالك هذا يثبت كلامي لأنهم سمعوا وفهموا بناء على ذلك فوضعوه في غير موضعه ، كما فعلت أنت بناء على موروثاتك ، والموروثات مولانا هلامية الحدود خاضعة لمتغيرات زمانية ومكانية رغم ثبوت جوهرها ، فتمددها وانكماشها أمر وارد عند الأفراد .


قال حجاج :
" قال عنوان : (وحول الظاهر والباطن أقول :
وأما الباطن فلسنا من أهله حتى يتبين من الظاهر مقام القائل ، فإن ثبت بظاهر الأخبار لأهل البيت تقدمٌ جاز لهم حينئذ كشف باطن القرآن ، لأنهم عدله .)
قال حجاج : وقد تبين لك مقام القائل وثبت بظاهر الأخبار قول إمامكم أن الله قائم بالقسط الذي هو علي، وأثبت الرواية ."
أقول : إذا ثبتت الرواية ، فالجرح " قائم " في فهمك لها كما أسلفنا .



قال حجاج :
" قال عنوان وخلاصة هذه النقطة :
أن ما سقتَه لم يثبت أن الشيعة تقول بأن علي عليه السلام شريك لله ، بل هو عبد آتاه الله كما آتى غيره ممن سبق من الأولياء ، وإنما زيد في عطائه له لأنه شبيه محمد صلى الله عليه وآله دون غيره ، وكوننا نرى بالباطن فذاك ليس بغريب ولكن لا يجوز أخذه ما لم يكن صادرا من أهله الذين ثبتت ولايتهم بعشرات الأدلة الظاهرة .)
قال حجاج : قد ثبت بالأدلة القاطعة لكل ذي عينين إشراككم عليا فيما يختص الله تعالى به وحده من الخصائص الألوهية " .
أقول : اشراكنا عليا بخصائص الألوهية ، مثل ماذا ؟
فالذاتية هي الحد الفاصل ، فلو خلق الله ملكا وأعطاه كل قدرته ، فسيبقى ذاك مخلوقا مفاضا عليه غير مستقل ، فأين صفة الألوهية في فاقد الذاتية ؟



قال حجاج :
" وليس بالضرورة قولكم حرفيا أن عليا شريك الله (تعالى رب العباد عن ذلك علوا كبيرا) مربط الفرس كما تود أن توهم القارئ . "
أقول : أتفق معك تماما بأنه لا حاجة للاعتراف الحرفي بالشرك ليحق الشرك ، ولكن كل ما أريد أن أقوله بأن ما نقر به لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام بين الخطين الأحمرين ، فبين لي كما سألتك قبل أسطر ، ما هي الصفة المختصة بالخالق التي أعطيت لعلي عليه السلام ؟



قال حجاج :
" وأما قولك أنه شبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقد خالفت أقوال أئمتك ممن قال أنه هو نفس محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم . "
أقول : كونه شبيه محمد صلى الله عليه وآله هو الداعي لاستحقاقه أن يكون نفسه ، بمعنى أنه ثبت لله في علمه بما كان وما يكون بأن أشبه الخلق بمحمد صلى الله عليه وآله سيكون علي عليه السلام ، لذا استحق أن يشركه في نوره ، والحديث مروي عندكم بغض النظر عن آية المباهلـة . والمِنّيّة في قوله : " علي مني وأنا من علي " ، ظاهرة في هذا المعنى .



وأما كلام سيدي الإمام الخميني روح لقلمه الفداء ، فأقول :
لن ارشدك للصفحات الأخيرة من كتابه الذي نقلت عنه والتحذير المسطور من وقوع هذا الكتاب – وأمثاله – في أيدي غير أهل هذا العلم ، فأمثالك قد حكموا على أمثاله منذ سنوات بالشرك ، ولن أقول لك ما قاله البعض : إن لنا مع الله لحالات .. لا ، لن أدافع عن هذا العلم منعا لفتح باب جديد ، ولكن
أرشدك لما قاله عرعور للسقاف قبل ايام – وأنا لست من المتابعين إلا بالصدف – حيث بين السقاف لعرعور عقيدة شيخ الإسلام في خالقه الأمرد ذو الشعر الأجعد القطط وتصحيحه الرواية المذكورة ، ويهمني من هذا قول عرعور في نفيه تلك العقيدة عن ابن تيمية رغم تصحيحه الرواية ، حيث قال : اقرأ ما بعدها وما قبلها ، ونهاه عن قراءة لا تقربوا الصلاة والسكوت .
فما يكتبه الإمام الخميني رصوان الله تعالى عليه ورزقنا زيارة قبره ، إنما هو تعامل مع ساحة الصعب المستصعب ، فإن شككت في لفظ أو معنى من معاني كلامه ، فلا مناص من الرجوع إلى غير كتبه لبيان حقيقة الرأي فيما أشكل عليك .
وأما كلام الشيخ السند ليس إلا تعبيرا عن ارتباط ذات الزهراء بالخالق ارتباطا معنويا لا حقيقيا، كقولك أن سلمان محمدي .. وهذه الوثائق إن وفقني الله تعالى فسأجمعها وأضمها إلى وثيقة الفاضلة أم جهاد ( يا عيني على السكستاني ) .. فهي تصلح للتأمل والبحث عن العامل الحقيقي في سوء فهمكم لكثير مما تقرءون في كتبنا ، وآخر عامل أظنه هو عدم الإدراك ، فأنتم مولانا لا تفتقرون للعقل ، ولكنه عامل النفس التي تقرأ .


زميلنا العزيز :
لا أقول بأني أعرف كل شيء وكل تفصيل .. أبدا ، ولكن القاعدة التي ننطلق منها هي ما سبق وكررته طي كلامي عدة مرات ، أن صفات الخالق التي تميزه عن مخلوقاته تتسم بالذاتية ، فمن ادعى أنه يملك رمش عين باستقلال عن قدرة الخالق ، ومن ظن بأن فلان يحرك إصبعا بقدرة ذاتية فقد كفر لا محالة .
فليس الكلام عن علة المقامات وادعاء الشرك بالصفات ، ولكن الكلام عن حقانية مقام علي وأهل البيت لا عن ألوهيتهم .
فهل أفاض الله عليه ليكون قاصم الجبارين ؟ وليتكلم بكل لسان ؟ وليفعل كذا وكذا ؟
إن القاعدة المعتمدة في الاعتقاد بذلك هي النص منعا للغلو غير الحق ، بضابطة عدم ادعاء الذاتية والاستقلال .
إذا لا يختلف عند الله أن يكون المرسلون إلى قوم لوط ملائكة أو علي أو زيد ، فإفاضة القدرة على ملك أو بشر أو حجر .. عند الله تعالى واحدة .
فكلامك في الواقع ينصب لتشخيص الغلو في المقامات لا شركة الألوهية .. فتفكر تجد الأمر جليا .

وحينما عرضتُ أمر الاستغاثة والتوسل وغيرها قد انطلقت من هذا المنطلق لعلمي – استقراء – بما ستؤول إليه الأمور في هذا الحوار الشيق معك ، فأعد قراءته بموضوعية .


محمد وعلي أيهما مقدم ( صلى الله عليهما وآلهما ) ؟
إذا عرفت مولانا بأن الضوابط التي نعرضها على خصومنا لبيان تقدم علي على البشر إنما تنحصر بالقرب من هذا النبي صلى الله عليه وآله والبعد عنه .
فكونه وليه وأخوه وخليفته ومخلوق من نوره وزوج ابنته بأمر السماء ... وغير ذلك إنما لنبين مدى قربه منه صلى الله عليه وآله ، وفضله المنتزع من ذاك القرب .. فكيف تتهمنا بتقدم علي على مخدومه محمد صلى الله عليه وآله .
فهلا قدمنا آصف على سليمان ؟
بل آصف خادم له ، وعلي خادم لمحمد .. وإن ظهر للناس حبوة علي ، فما عند محمد صلى الله عليه وآله إن لم يكن زائدا فلا ريب بأنه الأصل وما عند علي صورته .


قال عنوان عن الخطبة :
نحن " قرأنا وفهمنا على أساس أنه ولي أعطاه الله ما أعطاه ، فدمر قوما – إن صح ذلك – بإذن الله ، والا فما الفرق بين أن يدمر قوم لوط ملائكة من عند الله أو علي ؟ فهل إذا كان المدمر عليا يكون إلها وأما إن دمرتهم الملائكة لم يكونوا كذلك ؟ "
قال حجاج : " حتما الفرق جد كبير. فطبيعة الملائكة التكوينية تخولهم القيام بأمر الله على أكمل وجه. قال تعالى: (لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) ومحال عقلا أن يأمرهم الله تعالى بفعل لم يقدرهم على القيام به ."
وأقول :
هل كانت طبيعة النبي صلى الله عليه وآله التكوينية تسمح له بالإسراء والعروج للسماء ؟
هل سمحت طبيعة جبريل التكوينية أن يتقدم أنملة مع النبي وهو من هو ؟
أتقف الطبائع التكوينية أمام قدرة الله تعالى ؟
ثم :
قولك : محال عقلا أن يأمرهم الله تعالى بفعل ما لم يقدرهم على القيام به ؟
فأقول :
القاعدة صحيحة في نفسها بلا ريب ، ولكن مفتاح الجواب هو قولك : " لم يقدرهم " ، فالحقيقة أنه " أقدرهم " على فعل ذلك .. ثم أجازهم به أو كلفهم فعله .
فهل كان للطبيعة التكوينية في بقرة بني إسرائيل قدرة خاصة على الإحياء ؟ فما لأبقارنا جُنـَّت ؟
وأكتفي لمثلك بهذه الإشارة ، وإن شئت التوسع في هذا فأنا رهن إشارتك .




قال حجاج :
" نعم لو ادعيت أنه يدعو الله تعالى فيجاب لكان جوابك شبه موفق.. أما أن تبرر هذه الخزعبلات له وللأئمة كيفما اتفق، فهذا قوت من تستهويه الخرافات، ونحن أبعد ما نكون من تصديق أمر لا نص فيه من الكتاب ولا صحيح السنة."
أقول :
أ – يدعو فيجاب ؟ وهل دعا آصف بن برخيا عندما جاء بعرش بلقيس من اليمن ؟ أفهل حال عدم دعائه عن الاعجاز الذي قام به ؟ ألا يدل خرقه للعادة هناك بأنه من الله رغم عدم الدعاء ؟
ب – نحن أبعد ما نكون من تصديق أمر لا نص فيه ..
(( قد وصلنا فالحمد لله على السلامة ، ها هنا المفتاح الضائع ))
إذا .. فالمذكورات جائزة غير مستحيلة ، غاية ما هنالك أنها لم تثبت ، وهذا قولي رعاك الله منذ بدأنا الحوار في هذه الجزئية ، فركز على كلامك – لا كلامي – وستجد أننا متفقون .

قال حجاج :
" وسواء صحت هذه الخطبة عندكم أم لم تصح فهي لم تزل متداولة بين خطباء الحسينيات كما بينا مسبقا " .
وهل كونها متداولة دليل على صحتها عندك ؟
أنا أعترف بأن الخطابة عندنا غير خاضعة لضوابط سليمة رغم توصيات الحوزة ، وهذه نعاني منها أيما معاناة ويشهد الله على ذلك .. ولكن أن نساءل على كل خطيب أحب أن يلعب بالعواطف ، فغير صحيح ، ولو أنك في منتدياتنا للاحظت كم نحاول أن نصلح هذا الأمر ، ولكنه صعب .

وأرجو ألا يؤخذ كلامي على أنه تنازل عن فضائل أهل البيت عليهم السلام ، ولكن دعوة لاعتقاد ما صح من نصوصنا في ذلك أو خضع لتحقيق المختصين ، بمراعاة الخطين الأحمرين ، مؤكدا على عدم الذاتية بأي من تلك الفضائل صغرت أو كبرت .


القاري حكم أم متعلم .. لاحظ :
" قال عنوان :
(قد لا نتفق في النهاية ، ولكن أنا وأنت نكتب للقاريء ليتعرف على أدلتنا في دعوانا)
قال حجاج :" عجيب أمرك أيها الزميل، أولم تقل قبل قليل (وأما تركك القاريء – وأنت تدري من هو القاريء وما هي ثقافته وعلمه – ليكون حكما فأمر غريب ، إذ متى كان العامي من القراء حكما فيما دق من العلوم أيها الفاضل ؟) فكيف جاز أن نكتب له؟
فإما أننا نكتب لأنفسنا من غير التفات إلى القارئ العامي غير المستوعب لما دق من العلوم كالتي نحن بصددها، أو أننا نكتب لأنفسنا وله ليتعرف (يحكم) على أدلتنا في دعوانا. ولا نقول إلا أن هذا طبعا من حسنات عدم الترو في النقاش، فتريث ولا تعجل. "

عنوان : في هذه فأنت تكفيني حكما رغم أنك خصم عزيز ، فقل لي الفرق بين قولي : " ليكون ( القاريء ) حكما " وبين قولي " نكتب للقاريء ليتعرف " ؟ فهل هاتان الجملتان مترادفتان ؟ وهل يتعرف القاريء نفسها يحكم القاريء ؟ فكن حكما ؟ ثم أمرني بالتريث في النقاش .. أقبل .


وقد أعرضت عن جزئيات كثيرة وردت طي كلامك ظنا مني بكفاية ما ورد مني إجمالا وبعضها أرى أنه مرتبط بقلة حيلتي كمجادل غير محترف ، فإن أغفلت أمرا ترى أنه جوهري مرتبط في بحثنا أرجو تنبيهي عليه ، دون الحواشي .

وأذكرك بأهم ما ورد في كلامك من قولك :
"ونحن أبعد ما نكون من تصديق أمر لا نص فيه من الكتاب ولا صحيح السنة " .
فيبدو لي أنك هنا لا تنكر أصالة علو المقامات وإنما تنكر ثبوتها لعلي ورهطه ، فهي مربط الفرس ، وهي منطلق البحث الذي بح " قلمي " مناديا بالحوار عنها .

واشكرك واشكر الزميل المشرف والقراء على هذه الجولة ، وبانتظار إقراركم الخطوة المقبلة .

والسلام







 
قديم 27-02-04, 01:47 PM   رقم المشاركة : 42
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road



الحمد لله الملك الجليل، المنزه عن النظير والعديل، المنعم بقبول القليل، المكرم بإعطاء الجزيل، تقدس عما يقول أهل التعطيل، نصب للعقل على وجوده أوضح دليل، وهدى إلى جوده أبين سبيل.


أحمده كلما نطق بحمده وقيل، وأصلي على محمد رسوله النبي النبيل، صلى الله عليه وعلى صاحبه أبي بكر الصديق الذي لا يبغضه إلا ثقيل، وعلى عمر وفضل عمر فضل طويل، وعلى عثمان وكم لعثمان من فعل جميل، وعلى علي وجحد قدر علي تضليل، وعلى سائر آله وصحبه ذوي القدر الجليل، وسلم تسليما. أما بعد:

اعلم هداك الله للحق أن ردك أعلاه قد اختلط حابله فيه بنابله، فأصبحت تخبط فيه يمنة ويسرة، وتسير فيه على غير هدى. ولا أراك وإياي إلا كمن قال الله تعالى فيه: (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)

واعلم هداك الله سبل الرشاد أنا لا ننكر وقوع الكرامات إذ وقوعها ثابت عندنا في القرآن والسنة، إلا أن الفرق بيننا من جهة وبينكم وبين سائر فرق الضلال من جهة أخرى يكمن في البناء على هذه الكرامات. فنحن لا نبني عليها أي اعتقاد ولا نطال من وقعت له، بتقديس ولا غلو. ودونك هذه الأمثلة:

جاء في صحيح الإمام البخاري رحمه الله: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي حُمَيْدٌ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ أَنَّ الرُّبَيِّعَ وَهِيَ ابْنَةُ النَّضْرِ كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ جَارِيَةٍ فَطَلَبُوا الْأَرْشَ وَطَلَبُوا الْعَفْوَ فَأَبَوْا فَأَتَوْا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهُمْ بِالْقِصَاصِ فَقَالَ أَنَسُ بْنُ النَّضْرِ أَتُكْسَرُ ثَنِيَّةُ الرُّبَيِّعِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَا وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا تُكْسَرُ ثَنِيَّتُهَا فَقَالَ يَا أَنَسُ كِتَابُ اللَّهِ الْقِصَاصُ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَعَفَوْا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ زَادَ الْفَزَارِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ فَرَضِيَ الْقَوْمُ وَقَبِلُوا الْأَرْشَ.

وعن الاعتقاد والهداية 1/315 " عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم من ضعيف متضعف ذو طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك وأن البراء لقي زحفا من المشركين فقالوا له يا براء إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أقسمت على الله لأبرك فاقسم على ربك قال أقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم فمنحوا أكتافهم ثم التقوا على قنطرة السويس فأوجعوا في المسلمين فقالوا أقسم يا براء على ربك قال فأقسم عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم ورزقتني الشهادة فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا

أخبرنا أبو زكريا بن إسحاق أنا أبو عبد الله بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الوهاب أنا جعفر بن عوف أنا أسامة بن زيد عن محمد بن عمرو عن محمد بن المنكدر عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال ركبت سفينة في البحر فانكسرت بي فركبت لوحا منها فأخرجني إلى أجمة فيها أسد إذ أقبل الأسد فلما رأيته قلت يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل نحوي حتى ضربني بمنكبه ثم مشى معي حتى أقامني على الطريق ثم همهم وضربني بذنبه فرأيت أنه يودعني"

وغير هذه الأمثلة كثير. أقول: فما عبدنا ولا قدسنا ولا رفعنا هؤلاء الصلحاء وغيرهم فوق قدرهم ولا أنزلناهم غير منازلهم خلاف ما تفعلون مع أئمتكم وغيرهم، فمالك هداك الله تخلط الأمور وتقيس ما لا يقاس؟

وأما استدلالك بما لا يصح من الروايات فقد سبقناك بردها ورفضها ورميها في سلال المهملات من غير توقف ولا رد إلى أحد. وقد سبق علماؤنا غيرهم في تصنيف المؤلفات في الروايات الموضوعة والروايات الضعيفة وبيان ضعفها ولو كانت في فضائل ومناقب أفضل الخلق بعد رسول الله، الصديق وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم. فما الذي ألجأهم وحملهم على ذلك سوى نشد الحق؟ وفي المقابل لا نجد عندكم كتابا بل ولا كتيبا في بيان الروايات المكذوبة على أئمتكم ومناقبهم حتى يستبين للباحث أي الروايات تأخذون وأيها تذرون رغم اعترافك (التسليم بكثرة الوضع والتغيير على الأطهار). وقد أسلفنا القول في عدم جرأتكم على رد مطلق رواية مهما قبحت واستدللنا على ذلك بأقوال أئمتكم، فشتان شتان بين الفريقين. وأما دعوى رد الروايات المارقة فمرفوض جملة وتفصيلا إلا أن تأتينا بنص من علماء الأصول عندكم، كما عندنا، في الطعن بمتن الرواية أو سندها. وأعني بهذا مطلق الروايات التي سنستند إليها في نقاشنا لاحقا، فتنبه ولا تنس.

استراتيجيتي في النقاش:
ولا أخفي عنك عجبي من كيفية استقراءك استراتيجيتي في النقاش، فما أن قرأت قولك: (استراتيجية كلام حجاج) وما تلاه من سطور حتى استرسلت ضحكا لا لشيء سوى للتشبيه ووجه الشبه المساق. ثم طفقت أبحث عن علة هذا التشبيه فوجدتك تخبط فيه خبط عشواء إذ قلت:

(تنقل من الكتب التي لا اعتبار لها في قبالة ما يعتمد عليه في ساحة العلم ، وعندما أقول كتب لا اعتبار لها فلا أعني أن الكتاب مضروب عرض الجدار بالضرورة ، وإنما ليس هو من كتب الرف الأول ، فلا يدخل ضمن كتب بناء العقيدة .
- ثم تأتي – سماحتك - بما قل اعتباره على مستوى الرواية كوثيقة إدانة ولا تسمح بالتشكيك فيها بجعجعة قلما تفيد قضيتك ، خصوصا بعد ما قاله علماؤنا فيها تضعيفا أو رموه بما يكسر الاحتجاج به والتعويل عليه ، أو أهملوه في محله فلا ردوه ولا بنوا عليه
.)

فأما الكتاب الذي نقلت عنه أصل النقاش فهو تفسير العياشي ولا أظن أحدا يجرؤ على القول أنه من الكتب التي لا اعتبار لها أو أنه ليس من كتب الرف الأول. وأما إن كنت تعني بقولك أعلاه كتاب "مشارق أنوار اليقين" فهات أقوال علمائك في الرواية التي سقناها تضعيفا. وإن كانت الهاء في قولك (رموه) تعود على البرسي فهذا مما لا يعتد به خصوصا وأنك ممن ينفي عنه بل تجله أن يكون من الغلاة. وإن كانت تعود على قولك (بما قل اعتباره) طالبناك بهذا الذي كسروا الاحتجاج به والتعويل عليه. وأما ما أهمل في محله فلم يرد ولم يبن عليه فهو حجة لنا عليك. وخلاصة قولنا في رواية البرسي أنها مما يتناقله مشائخكم إلى يومنا هذا واستشهدنا على ذلك بأحد مشاهير خطبائكم ممن رميت وازدريت بلا دليل على انتمائه للشيخية، التي لا ندري لها خلافا في الأصول والفروع عندكم.

ثم قلت متابعا:
(- وحتى إن ثبت – ما جئت به - فلم يثبت أنه يؤخذ بالمعنى السلبي منه ، ولكنك تصر على السلبي منه دون الإيجابي الذي تراه واضحا صريحا في كتبنا .
- ثم – ورغم ذلك – تلصق ما ذكرت بالمذهب كأصل غافلا عن أن المذهب إنما يصيغه علماؤه ردا وقبولا شرحا وتحقيقا بلحاظ العديد من القواعد والأصول ، فليس كل ما ورد عندهم اعتمدوه
. )

أقول: بل ثبت .. وقد قدمنا القول مستشهدين عن أحدهما (الفالي أو الفهيد) أن الله (تعالى) وعلي وفاطمة كلهم سواسية وهذا من أعظم الشرك وأقبحه وأفجره. ونعود لنحيلك إلى سماع شريط (إلى دعاة التقريب) للشيخ عبد الله السلفي حفظه الله في قسم الوثائق الصوتية. وكل من تم الاستشهاد بقوله إنما هو من الإثني عشرية حتى يثبت العكس. فلا يكفيك هداك الله مجرد الإنكار وإلقاء التهم جزافا للتملص.

ثم قلت:
(وأذكرك بما قلته سابقا من رجائي اعتمادك ما يعتمد في كلامنا قبل أن ندخل المعمعة :
" وحول رجائي اعتماد ما يصح الاعتماد عليه ، قال حجاج :
رجاءك متحفظ عليه أيها الزميل، لا ضنا مني به عليك، ولكن لما كان علماؤكم لا ينهون عما ينكر، كانوا كمن يقرون العوام على فعل المنكر... الخ " .
أقول : أين المنكر الذي تزعم وأقره علماؤنا بصمتهم عنه ؟ شريطة ألا يكون منكرا في نظرك دوننا ، فلا تلزمنا برأيك الذي نوقن بقصوره مولانا ." .
فما توقعته منك جئت به ، و تحفظك على رجائي فضح ما بجعبتك ، بل كشف عن علمك بقيمة ووزن ما بجعبتك .. ولم تكتف ، بل ألزمتني بفهمك القاصر ولا تزال
.)

أقول: ولا أزال على قولي في التحفظ. فأما سؤالك أين المنكر الذي أقره علماؤكم بصمتهم عنه فكثير لا يحصى من كثرة، وقد أسلفنا الاستشهاد بقول الفالي والفهيد، وأمثالهما في الشريط المزبور كثيرون. وعليه نفهم من قولك أعلاه أنكم لا تنكرون ما صدر عنهم، فاعتمد قولا واحدا هداك الله. ذاك من جهة، ومن جهة أخرى إن كنت قد ألزمتك بفهمي القاصر كما تفضلت، فهلا ذكرت ذلك بدءا وكفيتنا مؤونة الرد؟

وحول نقاط البحث قلت:
(أ – حول تردد معنى الجملة الذي ذكرت بين الامتناع والإمكان ، فأظننا تجاوزنا ذلك إلى نقاشها ، خصوصا مع قولك :" فهذا وجه واحتمال، قد يكون صائبا وقد يكون خاطئا " ، فإن كان المعنى محتملا في نفسه – كما يحلو لك أن تراه – فأسلم لك ، ولكن لا مناص من دحض المعنى المحتمل - أصلا - بما ثبت من خلافه في أدبياتنا) .

أقول: رجائي أن لا تستحيي من الإجابة الصريحة. هل المعنى محتمل أم غير محتمل؟ إذ لا داعي لإقحام ما يحلو أو ما لا يحلو لي. وخير الكلام ما قل ودل.

وقوعك في عين الخلط الذي حذرت منه:

قلت هداك الله: (خلط يقع فيه كثيرون :
وقد اختلط عليك الأمر فيما يخص المعاجز والمقامات ، وهنا نقطة مهمة ، إذ أن العقل لا يمنع أي معجزة وأي علو مقام مهما كان هذا العلو ، بشرطين :
الأول : ورود ذلك بالنقل – حسب الموازين - حتى يصح الاعتماد عليه .
الثاني : عدم وصف ذلك المقام والإعجاز بالذاتية .
)

ونحن سنقبل منك هذا الكلام على سبيل الجدل لا الإقرار لنرى مدى التزامكم به. لأن (الموضوعات) لا وجود لها في قاموس الموازين عندكم إلا إن كانت من روايات أهل السنة، فلا تغفل.

قلت: (ولي هنا كلمة أنقلها عن علمائي قناعة بهذا الرأي لا نقل بغبغاء ، حيث يرى سيدي السيد الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه ، أن ما ورد من فضائلهم عليهم السلام ليس بممتنع بذاته ، وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد ، بمعنى أنه لا يقع في خانة المستحيل ، غاية ما هنالك أنه لم يأت بعضه بطريق يعول عليه ، وإلا .. فلا تصادم . )

أقول: قد ثبت لنا أنك لا تعي ما تقول، بل وتنقل نقل الببغاء (أو البغبغاء كما يحلو لك تسميته). وإذن فرواية البرسي التي أكثرت جدالنا حولها لا تقع، بناء على قناعتك، في خانة المستحيل، بل هي في خانة الممكنات، وما ورد من فضائله من أن الله تعالى قائم بالقسط الذي هو علي "ليس بممتنع بذاته وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد" ودعوى أن عنده مفاتح الغيب "ليس بممتنع بذاته وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد" وزعمه أنه خليفة الإله الخالق "ليس بممتنع بذاته وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد" أليس كذلك؟

ثم قلت:
(لأن الأصل هو جواز وجود فضائل وكرامات لبعض البشر بل ثبوتها لبعضهم ، وهذه بين أن تكون ذاتية فتكون شركا ، وبين أن تكون مفاضة فلا غرابة إن أنيطت حينئذ بحجر أو بشر أو غيره ، فكلها بين الكاف والنون .
غاية ما هنالك أنه لا يجوز ادعاء النوع الثاني من الكرامات (أي عدم وصف ذلك المقام والإعجاز بالذاتية .) لأحد إلا بعد ثبوتها نصا أو يقينا ، وهذه القاعدة هي العمدة في التعامل مع المعاجز والكرامات . وكرامات علي عليه السلام منها . فنحن رغم علوها واعتقادنا بوجود علي قبل الخلق ومع رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه شريك بنوره كما أورد أحمد بن حنبل وغيره في حديث النور ، إلا أننا نقطع بأنها ليست ذاتية وإنما مفاضة
)

أقول: بالله عليك، كيف يستقيم كلامك هذا؟ كيف تشترط عدم وصف المقام والإعجاز بالذاتية (الشرط الثاني أعلاه) ثم تجوزه بعد ثبوته نصا أو يقينا؟ يعني إن قاعدتك العمدة في التعامل مع المعاجز والكرامات لا تمنع وصفها بالذاتية بعد ثبوت النص ثم لا يكون هذا إشراكا؟

ثم اختتمت القول في روايات المعاجز والكرامات بقولك: (فإن جاء بالنقل الصحيح غير المعارض بالثوابت القرآنية فبها ، وإلا فنرده ، تماما كما يفعل علماء الحديث عندكم )

أقول: ألم تقر قبل قليل (أن ما ورد من فضائلهم عليهم السلام ليس بممتنع بذاته ، وإن لم يثبت على مستوى الرواية والاعتقاد ، بمعنى أنه لا يقع في خانة المستحيل ، غاية ما هنالك أنه لم يأت بعضه بطريق يعول عليه ، وإلا .. فلا تصادم) فكيف ترد المعارض بالثوابت القرآنية تارة ثم تتلقاه بالقبول (بمعنى أنه لا يقع في خانة المستحيل ، غاية ما هنالك أنه لم يأت بعضه بطريق يعول عليه ، وإلا .. فلا تصادم)؟ كيف؟!! ما هذا الخبط والخلط العجيبين؟

ثم الأعجب من هذا وذاك قولك:
(وهنا نقطة طريفة كنت سأقبلها من غيرك :
حيث أنك تفرق في جواز وقوع القدرة الإلهية على من لم يعد سلفا لقبول تلك القدرة ، وهذا عين القول بالتفويض
)

وأنا أتساءل فعلا هل أنك تعي ما تقول؟ أين أوجه المقارنة والالتقاء بين النقطتين؟ ما شأن التفويض هنا؟!!

ثم أردفت قائلا:
(فأنت ترى بأن طبيعة الملائكة تقبل القيام بمهمة هي إعجاز بالنسبة لنا ، لأنهم أعدوا لذلك ، وأما البشر فقدراتهم محدودة .وكأن الله تعالى لما خلق الخلق قضي الأمر ، فلم تعد لقدرته بسطة تنال ما خلق ، فلا يمكن أن تبرد النار ، ولا أن يطير بشر ، ولا تتحول العصا لثعبان ..!!ولماذا سموه خرق للعادة إلا لذلك ؟)

أقول: ما شأن هذا والتفويض؟ إني أكاد أجزم أنك فوضت كتابة هذا الرد لأحد ما، وإلا فما عهدتك تخلط هذا الخلط العجيب في ردودك السابقة. ثم انظر لما عنونته تاليا:

(ما لنا يا أخي إذا كانت صفات إله ابن تيمية هشة ) وما أوردته كدلالة:

(قال حجاج : " وخلاصة ما أرمي إليه أنكم تنسبون صفات الألوهية إلى أئمتكم وإن كانوا ممكني الوجود تماما كما فعل النصارى " .
أقول :مولانا ، إءذا لم يتذوق "حجاج" نقلا من القول تحول القائل به كفرا ؟ فالدين ليس منوطا بفهمك وتذوقك ، ولا تذوق ابن تيمية وفهمه .. فتأمل .
وقد مر عليك ما هو من صفات الخالق بذاته وما هو مفاض فتفكر واكفنا التكرار ، فإلهنا واجب لا يعدله شيء مهما علا ، وأما ما توهمتوه من الإله المجسم عندكم فهو حقا هش وسيأتي دوري للكلام ، وإن كنتَ – دأبك - تهديء من عجلتي فأنتظر راضيا
)

أقول: كيف ومن أين جاء ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هنا؟ وما مناسبة إقحامك له في هذه المسألة؟ وما مناسبة الإله المجسم عندنا بزعمك في محور هذا النقاش؟ ثم هل في دعوى الوجوبية لله وحدها براءة من الشرك؟ وما سر استعجالك لدورك في الكلام؟ هل ضقت ذرعا بما جئناك به فتريد صرفنا عنه قبل استيفاء الحديث عنه؟ إنني أؤكد لك أن قدمانا لم تبتل بعد بشاطئ النقاش فضلا عن الخوض فيه. وما نحن فيه ليس بأكثر من دردشة (جس نبض) يسبر فيها كل منا قدرات الآخر ويتحسس مكامن الضعف عنده، فهدئ من روعك واستعد لما هو آت.

من بنى على فهمي؟
ثم تساءلت: (قد طلبنا منك أن تبين لنا من فهم فهمك وأقر به من علمائنا ، لا من نقل نقلك ، فالنقل هذا نعرفه ونقرؤه ، والاعتقاد به خاضع لثبوته أولا ، ثم ندرجه في محله من الإفاضات لا الذاتيات ، فالقائل بالمعاجز المذكورة يعرف بأنها مفاضة من الله الواجب على علي الممكن .ثم آتني أصلا بمن أقره منهم ؟ البينة على من ادعى )

أقول: عجيب أمرك والله، فإن كنت فعلا قليل الاستيعاب رجعنا إلى سيادة المشرف نحتكم إليه. فهل من ادعى أن الله تعالى شأنه وعلي وفاطمة سواسية لم يفهم فهمي ويبني عليه؟ وأعود لأحيلك إلى الشريط المزبور لتسمع بأذ************ قصة صعود مروان بن الحكم رضي الله عنه منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى زعم الخطيب أنه بدأ يشتم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فبينما هو كذلك إذ خرجت كفان من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم – وقيل كفا واحدة – مكتوب عليها: أتشتم علي بن أبي طالب وهو الذي خلقك؟ نعم البينة على دعواك أنهم من الشيخية يقع عليك وإلا فإني أطلب من المشرف أن يثبت هذه النقطة عليك، فلا تعد إلينا بتلك الاسطوانة إلا والبينة في جعبتك.

ثم نأتي على قضية التورية وقولك: (مجرد كون الكلام ذو التورية زندقة وكفر بحاجة إلى تأمل لا نرمي به الناس عادة ، ولكن لا ريب بأنه يورث تساؤلا ويقتضي التفكر عنده والتدبر والرجوع للعلماء ، هذا إذا صدر من مثل علي وأبائه عليهم السلام ومن سعى في دربهم فبلغ ، أما غيرهم ممن لا مشروعية لهم فليسوا محل كلامنا)

أقول: لا شك أن إلجاء السامع إلى ظن القبيح في المتكلم، قبح في ذاته، وبثبوته عنهم يثبت أنهم لم يكونوا ورثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نسبتم إليهم، لأنه لم يكن في كلام المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى صحبه الكرام ما يدعو السامع إلى ظن القبيح فيه، فتأمل.

ثم ختمت هذه المسألة مستشهدا بـ (فلا تتقدموهم فتهلكوا ولا تتخلفوا عنهم فتهلكوا ) وهو على ما أذكر جزء من حديث موضوع، فيسقط الاعتبار.

ثم عنونت النقطة التالية بقولك: (من منا أشبه باليهود والنصارى ( بعد التحريف )؟) وهو من أعاجيب عناوينك. فبدلا أن تنقض القول أو تزيل الشبهة عمدت إلى حشر مسألة الرؤية علك تنفد إلى ما تريد من تحويل الموضوع وأنا "لست بالخب وليس الخب يخدعني". فالزم سير النقاش هداك الله ولا تتبع بنيات الطريق.

عروج علي رضي الله عنه إلى السماء:
وحول هذه الرواية قلت: (إذا قصدت بأن مجرد عروجه للسماء إخراج عن صفة البشرية ، فهذا كفر بالقرآن الذي شهد للنبي باليشرية وفي الوقت نفسه صرح بالعروج إلى السماء . الشطحة هذه ، الشطحة هذه .
وإلا فأرني أين الخروج عن صفة البشرية في الرواية ؟
فحجيته – بعد ثبوت ولايته – على كل الخلق ، فهو وارث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووصيه على كل ما كان له
)

أقول أولا: إن هذه الرواية وأشباهها من الكذب على الله ورسوله وعباده، ولا أدل على كذبها من تكذيب الواقع لها. ولو صح أن ما من ملك في السماء يخطو خطوة إلا بإذنه لكان من باب أولى أن يعالج أمر الفتنة في زمنه ولا يحيج شيعته إلى قتال أهل الشام، بل كان من باب أولى أن لا يوضع الحبل في رقبته ثم يجر جرا إلى بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أو أن يكسر بابه وتضرب زوجه بالسوط ويسقط جنينها (وكله بزعمكم) إلا أن تكون هذه الإفاضات قد اكتسبت بعد الحادثة فيلزمك الدليل.

ثانيا: المعجزات يجريها الله تعالى على أيد رسله عليهم السلام للتصديق بما أرسلوا به، فما الذي أرسل به أئمتكم حتى احتاجوا إلى المعجزات؟ وكيف يطهر الملأ الأعلى بسفك دمائهم والله تعالى يقول: لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟ وعلى فرض التسليم، أين الدليل على عدم خطو الملائكة قدما عن قدم إلا بإذن رسول الله ليثبت بالدليل هذه الخاصية التي ورثها عنه؟ لقد تحديناك ولا زلنا أن تثبتوا لنا عُـشر ما لعلي من فضائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولو بأحاديث ضعاف أو موضوعة أسوة بما جئتم به لعلي رضي الله عنه فما استجبتم.


الفائدة الكاسدة:
ثم جئتنا بفائدة تقول فيها: (فرسول الله صلى الله عليه وآله قبّل الحجر الأسود راضيا ، ولكن نفس عمر قد رفضت تقبيل الحجر الأسود لأنه صعب استصعبته نفسه وعندكم هو معذور ، وهذا مرتبط بدرجات العلم والإيمان وليس الناس فيه سواء .. والفضائل كذلك )

أقول: ما أنصفت، بل ما صدقت في زعمك هذا، ولا أظنك إلا منوها لقول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" فإن كنت تشير إلى غيره فأتنا به إن كنت من الصادقين.

حول البرسي:
وقد طالبناك مشكورا أن تأتينا بأقوال علمائكم في البرسي لفقرنا إلى كتب رجالكم حتى نكون على بينة من عقيدته، فما زادك طلبنا إلا تملصا وهروبا. ولو أنك التزمت الإنصاف لأبنت عن رأيك ورأي علماء الحديث عندكم في ما أوردناه عليك من مروياته صحة أو فسادا. إذ لا يمكن أن تصح رواية ثم لا يبنى عليها شيئ، فإن كنت مصححا لها لزمك القول بمفادها، وإن كنت مكذبا لها ومقرا بوضعها أعفيناك من مدلولها. فبين لنا هداك الله أي السبيلين تسلك. وهذا عين جوابنا على قولك: (وقد فهمت وأنا القاصر ، كأنك تقر طي كلامك بقاعدة هي أن كل شخص تجله ملزم أنت بقوله ، فإن كان هذا لإلزامي فبين مصدره القائل به عندنا ؟ وإن كان هذا رأيك الشخصي فصرح بذلك حتى نبني عليه في حوارنا معك بشكل أكبر ، وستجد العجب العجاب )

حول الشيخية:
قلت: (وأما الشيخية فقد لامسوا كما يرى بعض علمائنا الخط الأحمر ، فرموهم بالغلو وبصراحة)

أقول: وهذا لا يعفيك من إلزامنا إياك بمقولاتهم، لأن البعض لا تفيد الكل، فإذا ما تساهلنا وقلنا بالمناصفة، نجدنا أمام نصف علمائكم ممن لا يرون في عقائدهم غلوا، ما يعني بالضرورة أنهم قائلون بقولهم، إذ الأصل فيهم أنهم (الشيخية) من عظام الرقبة كما يقال. فما ذنبنا نحن إن لم تكونوا في شأنهم قولا واحدا؟

الإشراك:
ثم تساءلت قائلا: (اشراكنا عليا بخصائص الألوهية ، مثل ماذا ؟
فالذاتية هي الحد الفاصل ، فلو خلق الله ملكا وأعطاه كل قدرته ، فسيبقى ذاك مخلوقا مفاضا عليه غير مستقل ، فأين صفة الألوهية في فاقد الذاتية ؟
)

أقول: حسبنا الله تعالى فيك وفيمن نهج نهجك. أليس الخلق من العدم من صفات وخصائص الألوهية؟ فلو أن الله تعالى وجل شأنه خلق ملكا أو إن شئت، عليا، ثم أعطاه كل قدرته، أفليس يكون هو أيضا كالله تعالى من خصائصه أنه الخالق المدبر المتصرف في أمور الكون؟ فماذا لو تغايرت إرادة الله تعالى مع إرادة علي، أنى لله جل وعلا أن يسلبه هذه القدرة بعد أن تساويا فيها؟ إن كل الذي ترطم به هو التعلق بالذاتية، التي لا يضر معها حتى نسبة خلق السموات والأرض وما فيهما للممكن وهذا محض الهراء بل الكفر بالله.

ثم تساءلت:
(أتفق معك تماما بأنه لا حاجة للاعتراف الحرفي بالشرك ليحق الشرك ، ولكن كل ما أريد أن أقوله بأن ما نقر به لأهل البيت عليهم الصلاة والسلام بين الخطين الأحمرين ، فبين لي كما سألتك قبل أسطر ، ما هي الصفة المختصة بالخالق التي أعطيت لعلي عليه السلام ؟)

أقول: لن أعود إلى سرد ما سردناه عليك من الخصائص المزعومة لعلي آنفا، لكني أقتصر على قوله: أنا عندي مفاتيح الغيب مكذبا لقول الله تعالى: وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو. فادفع عنها ما استطعت.

وختاما أعرض صفحا عما أغفلت لعلمي بأني أطلت أولا ولقناعتي بثانويته ثانيا، ولا يفوتني أن أبوح بما خالجني طيلة هذا الرد بأن من كتب ردك ليس (عنوان) الذي أعرفه لركاكة بعض العبارات تارة وللخبط تارة أخرى. فإن كنت فعلا من كتبه فغالب الظن أن النعاس كان يداعبك، فلا تعد.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» أبيات في الرافضة
»» حذار من غرف الدردشة
»» Very Interesting, Very Informative
»» أم ريال
»» ماتت أمام أمها في أحد شوارع الرياض
 
قديم 04-03-04, 02:10 PM   رقم المشاركة : 43
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


السلام عليكم

هل لدى العضو " عنوان " مايضيفه او يستدركه على محاوره ؟؟







 
قديم 04-03-04, 03:52 PM   رقم المشاركة : 44
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين

باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

قال تعالى : " بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين " .

" اللهم العن أول ظالم ظلم محمدا وآل محمد وآخر تابع لهم على ذلك " .



مولانا يا مولانا

أولا : إجابة لما طلبته فقلت :
" رجائي أن لا تستحي من الإجابة الصريحة . هل المعنى محتمل أم غير محتمل ؟ إذ لا داعي لإقحام ما يحلو وما لا يحلو لي ، وخير الكلام ما قل ودل " .
وأقول : هذه هي الجملة بعد تعديلها :
أصرح بأن المعنى محتمل في نفسه ، ولكن لا مناص من دحض المعنى المحتمل اصلا بما ثبت من خلافه في أدبياتنا . ( تم رفع ما أسميته جملة الحياء )



ثانيا : وهنا أود أن ألفت نظرك إلى استنكارك إيرادي عقيدة ابن تيمية ، فأظن بأنك لا تبتعد عنه قيد أنملة ، وشركه في ربه غير خاف ، وما دمنا في بحث التوحيد فمن المناسب جدا الحديث حول إلهه .. الذي تؤمن به أنت أيضا حتى لا يكون البحث في اتجاه واحد كما يقتضي عنوان الموضوع .
وأذكر القاريء الكريم بنقطة ، فإنك إن أثبتّ بأن مذهب الشيعة شرك محض ، فإن ذلك لا يثبت مذهبك كما لا يخفى ، فتكونان في النهاية كمشركين هدموا مذهب مشركين غيرهم لا اكثر .
وما ابن تيمية عندك ومن لف لفه إلا حجة ، وإلا فبين لي من تعتمد سواه ( كما بينت لك ) حتى لا نلزمك بمن لا تلتزم فنظلمك .


ثالثا : قد أعددت شطرا من ردي باعتماد اسلوبنا الماضي قال حجاج وقلت .. ولكنني لا أخفيك مللي من تكرار أصل الرد الذي ينطبق على اشكالاتك الماضية وربما ان صدق ظني القادمة منها إلا إذا أسعدتني بمفاجأة جديدة .

فالقاعدة التي أعتمدها هي :
- أصالة جواز حدوث الكرامات للأولياء ( وهذه نتفق عليها وتفوقوننا بأن توجبونها للدجال ونحن لا نجيزها له ) .
- ونوجب أن تكون كرامة كل ولي بحسب مقامه ، وأما عندكم فالحابل مشبوك بالنابل ، فالكرامات عندكم لا تعرف أصلها ولا منشأها ، ويبدو عليها أنها نحلت لمن تحبون للتشويش على من ( لا تحبون ) وفيه بحث طريف قد ننقله من الغدير للأميني في وقت ما .
- ونرى أيضا بأن أهل البيت عليهم السلام أعلى الناس مقاما ما خلا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
- ومن هنا وجب أن تفوق كراماتهم كرامة غيرهم ، حتى أنبياء أولوا العزم عليهم الصلاة والسلام .
- والإفاضات الإلهية عليهم مهما علت لا تجعل منهم شركاء لله سبحانه لأنه المصدر الذاتي لكل ما قرأته عندنا من كرامات سواء أخلقوا خلقا ، أو تصرفوا في ريح ، أو اشفاء عاهات أو غير ذلك مما ترضاه نفسك لغيرهم وتستعظمه لهم .
ولا أحسبك تنكر أصل ذلك ، ففي مقام إثبات أصل هذه الكرامات لا نختلف ولا ننسب الألوهية لمن تحصل له ، ولكن نفسك ترد ما ارتبط منها بأهل البيت عليهم السلام ، فكلامك في مقام الثبوت .. فلا تخلط فيضيع القاريء الكريم .

- فإذا ثبت جواز إفاضة الكرامة على العبد ، من دون ترتب الألوهية ( لعدم التلازم إلا في حال ادعاء الاستقلالية والذاتية ) ، ولكن بقي أن تثبت بطريق صحيح حتى نقرها لأي عبد من عباد الله تعالى .

نعم قد ورد من طرقنا ( وربما من طرقكم ) أنهم يعلمون الغيب ، نعم ورد أنهم قد أفاضوا الحياة على الجماد ، نعم ورد أنهم يقلبون الرمل تبرا ، نعم .. ورد أنهم يطوون الأرض ، نعم .. ورد أنهم كانوا موجودين قبل أن يخلق الله آدم كأنوار عاقلة ، فإن صحت الرواية بنينا عليها لأن كل ذلك مقبول عقلا ، ولكن بإفاضة إلهية عليهم لأنهم أعبد العباد .

فاعذرني محاولتي العودة لأصل الموضوع من خلال مناقشة القاعدة بدل المصاديق والتفريعات التي سنتفرع عند تناولها تفرعا ينتظر أن يطول على حساب البحث ( كما أظن ) .



والسلام







 
قديم 05-03-04, 02:47 PM   رقم المشاركة : 45
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


المداخلة 44

عود على بدء

الحمد الله الذي أنشأ وبرا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذرا، لا يغيب عن بصره دبيب النمل بالليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه ما عنّ وطرا. اصطفى آدم ثم عفا عما جرى، وابتعث نوحا فبنى الفلك وجرى، ونجى الخليل من النار فصار حرها ثرى، ثم ابتلاه بذبح الولد فأدهش صبره الورى (قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى).

أحمده ما قطع نهار بسير وليل بسرى، وأصلي على رسوله المبعوث في أم القرى، صلى الله عليه وعلى أبي بكر صاحبه في الدار والغار بلا مرا، وعلى عمر الفاروق المحدث في سره فهو بنور الله يرى، وعلى عثمان زوج ابنتيه ما كان حديثا يفترى، وعلى علي بحر العلوم وأسد الشرى، وعلى سائر آله وأصحابه الذين اشتهر فضلهم في الورى، وسلم تسليما أما بعد:

فإني أوجه الدعوة إلى مشرفنا الفاضل حفظه الله إلى إبداء رأيه فيما وصلنا إليه، مذكرا إياه ونفسي أولا بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )، مبديا خلاصة ما وصل النقاش إليه مع الزميل (عنوان) هدانا الله وإياه لما يحب ويرضى.

لقد بدأ النقاش بطلبنا من الزميل عنوان أن يذكر لنا مقتضيات ومدلولات (لا إله إلا الله) ونواقضها في عقيدته الإثني عشرية. وكان طلبنا هذا في غاية الوضوح إذ قلنا في المداخلة الأولى ما نصه:

[وفي هذا الطرح نسعى أن يوضح كل طرف منا مقتضى (لا إله إلا الله) في عقيدته وما يضادها من الأفعال والاعتقادات حتى يستبين للقارئ الكريم أي الفريقين أهدى أو أضل سبيلا.]

ثم تكرر هذا الطلب في المداخلة الخامسة إذ قلنا ما نصه:

[وأرى يا زميلي أن يطرح كل منا أولا مفهوم (لا إله إلا الله) ومن ثم مقتضياتها أو نواقضها كما عند أهل السنة والجماعة وعندكم]

المداخلة السادسة: (عنوان)
إلا أنه أجمل القول في هذه المداخلة، فبدأ باسمه تعالى وقدم للموضوع مشكورا بكلمات تدل على التواضع وعظم الموضوع المخاض فيه. وقبل الخوض في الموضوع قال: (أنقل لك مختصرا مولفا على طريقتي القاصرة مستعينا بمن يستعان به ( قصدي الله تبارك وتعالى فلا يشط ذهنك وذهن القاريء الكريم )) وهذا شيء جميل وبادرة جيدة. ثم سرد أصنافا ستة للتوحيد، ولم يتطرق لمقتضى (لا إله إلا الله) ولا لنواقضها التي هي لب الموضوع.

المداخلة السابعة: (الحجاج)
وفيها تطرقت باقتضاب إلى تقسيمات التوحيد مع ربطها بمعنى لا إله إلا الله وما تستلزمه هذه الكلمة ثم دللنا بأمثلة على أنواع عدة من مبطلات الإسلام المنافية لمقتضى (لا إله إلا الله).

المداخلة الثامنة (عنوان)
ويلاحظ فيها شروعه في انتقادي لسرد نواقض التوحيد فقال:

(أولا : أنك أسرعت لسرد نواقض التوحيد ولما نقف على حقيقة التوحيد ، وهل يصدق التوحيد على من يجيز رؤية الله ويجسمه ؟ ويرجح روايات النزول والصعود ؟ وأعذرك على عروجك على النواقض لعلمي بما ترنو من وراء ذلك)

وليس هذا صحيحا، فنظرة سريعة إلى المداخلة السابعة تظهر أني تكلمت في مسائل التوحيد الثلاث مع ربطها باقتضاب بنواقضها. وهكذا في علمي القاصر تكون استفتاحات النقاش بكلام إجمالي يكون أصل النقاش، يتفرع عنه لاحقا فرعيات المسائل. فاعتراضه ههنا لا وجه له بالنظر إلى مقدمات الموضوع. وقد رددت عليه نقده في بدء المداخلة التاسعة.

ثم نراه يعمد إلى الخروج عن صلب الموضوع باقتراحه الخوض في موضوع آخر حيث قال:

(ثانيا : أنني لا زلت أصر على أن المائز الأكبر بيننا هو الإقرار بنظرية عدالة الصحابة أو الإقرار بنظرية العصمة ، لأننا سنواجه بعد – كما أظن – منعطفا يقتضي التعامل مع هاتين النظريتين)

علما أنه لا قواسم مشتركة بين الموضوعين، فأنا لن ألزمه بأحاديث مروية من طرقنا ولن يلزمني هو بروايات مروية من طرقهم، فبيننا كتاب الله تعالى ينطق بالحق دليلا نقليا، وبالمنطق دليلا عقليا. وهذا خلاف إلزام الخصم بما ورد من طرقه ولم يثبت رده، إذ هو جائز وسائغ. وقد أجبناه بدعوته إلى الالتزام بموضوع النقاش كما في المداخلة التاسعة.

ثم استعاض عن طرح مقتضى (لا إله إلا الله) من مفهوم الشيعة الإثني عشرية بالرد على النقاط التي وردت في المداخلة السابعة. على أن الذي يهمني منها قوله:

(أما الكلام حول موضوعنا ، فأقول لا مناص من الاعتراف بتطابق الشيء الكثير مما قلته مع ما نؤمن به) وهذا في ذاته جميل. لكننا طلبنا منه في المداخلة التاسعة جوابا عليه:

(حبذا لو تم تفصيل ما نتفق عليه وما نختلف فيه حتى يتم اعتماده والرجوع إليه. أما التعميم فضره أكثر من نفعه، والله أعلم) فلم يجبنا إليه.

ثم أخذ علينا إلحاق الجعفرية بمن جحد وجود الباري سبحانه كنمرود وفرعون، وأقررنا له هذا المأخذ في المداخلة التاسعة.

ثم طرح علينا أسئلة عدة، وهي وجيهة بلا شك، لكنا عدلنا عن الإجابة عليها إذ قلنا:

(نفعل إن شاء الله .. ولكن لنترك الأمر يأخذ مجراه عبر تسلسل النقاش .. لنبدأ خطوة خطوة فلا نظلم نقطة على حساب أخرى. ابدأ بطرح مفهوم (لا إله إلا الله) ونواقضها وعرج على التوحيد وأقسامه .. فكلنا -كما يقال .. آذان صاغية لما تقول)

المداخلة التاسعة: (الحجاج)
وفيها اقتصرت على الرد حول النقاط التي سردناها في المداخلة الثامنة.

المداخلة العاشرة: (عنوان)
ويلاحظ فيها إحجامه الخوض في الموضوع بنفي التوحيد عنا أصلا، فطلب النقاش في صفات الله تعالى. والصواب أنا كلانا يقول بالتوحيد وهو القاسم المشترك بيننا لفظا ليس إلا. وكل الذي أردناه منه أن يعرض مفهوم التوحيد في قول (لا إله إلا الله) من وجهة نظرهم ومبطلاته.

المداخلة الحادية عشرة: (عنوان)
ويلاحظ فيها كما أشار الأخ أبو عبيدة ابتداءه بجحد النبي صلى الله عليه وسلم فضله في بيان التوحيد للأمة وعزو هذا الفضل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، إذ قال:

(لا أجد ممن تناول التوحيد أحدا يمكن اللجوء إليه ]إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ومن نهل من معينه لأسأله عن التوحيد ، كيف لا وهو مدينة علم رسول الله صلى الله عليهما وآلهما)

وما من شك أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث بعقيدة التوحيد وقاسى ما قاسى من أجل كلمة التوحيد، فذهبت السنون الثلاثة عشر التي قضاها في مكة يدعو إلى توحيد الله تعالى في العبادة طي النسيان، فلم يجد له فضلا يذكر في بيانها من أقواله صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي، ما أحوجه إلى اللجوء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومن نهل من معينه. وهذا ظاهر في استثنائه بإلا: (لا أجد ممن تناول التوحيد أحدا يمكن اللجوء إليه إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب). ولو أنه قال: لا أجد ... اللجوء إليه بعد رسول الله إلا أمير المؤمنين، لكان أصوب. لكن من يسبر عقيدة الرفض يجد أن الكون بأجمعه متمحور حول علي، ولا يأت ذكر النبي صلى الله عليه وسلم إلا نزرا من باب دفع العتب.

ثم أورد كلاما في التوحيد منسوبا لعلي رضي الله عنه لا يعرف له سندا، وأورد خمس أمور في الشرك من ضرورات التشيع ثلاث منها ليست من الإشراك بالله وإن كانت تورث الكفر.

ثم اختتم محاولا صرف النقاش طالبا إثبات أننا موحدون فقال:

(على أنني أعيدك إلى المداخلة السابقة لتعمل على إثبات توحيدكم)

المداخلة الثانية عشرة: (الحجاج)

وفيها جددنا الطلب الالتزام بموضوع النقاش وأقررنا له أن التجسيم والتشبيه الذي تطرق إليه وإن كان من الموضوع لكنه ليس أساس الموضوع.

المداخلة الثالثة عشرة: (الأخ سلطان مشرف عام المنتديات)

وفيها نبه الزميل (عنوان) إلى عدم الخروج عن الموضوع بقوله:

(قبل الحوار عن التوحيد ابدأ ببيان مقتضى لاإله إلا الله من حيث اعتقادكم بها)

المداخلة الرابعة عشرة: (الحجاج)

وفيها حاولنا تقريب المطلوب إلى ذهن الزميل المحاور بمثال.

المداخلة الخامسة عشرة: (عنوان)

وفيها أتى الزميل بما هو مطلوب والتي كان على جزئية منها مدار المداخلات اللاحقة. وهي العمدة في متابعة النقاش حتى نفرغ إن شاء الله. واختتمها بالغمز واللمز في سماحتي الشيخ ابن باز والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، ولعله كان أملا منه في جر النقاش إلى مسائل جانبية، فلا نجزم.

المداخلة السادسة عشرة: (الأخ سلطان مشرف عام المنتديات)

وفيها دعا الزميل إلى انتهاج المسلك العلمي في النقاش من تأصيل وعزو للمصادر.

المداخلة السابعة عشرة: (الحجاج)

طلب مهلة.

المداخلة الثامنة عشرة: (الحجاج)

وتحت بند ما يرتبط بالعقيدة: علقت على اعتقادهم أن "الله واحد لا شريك له" ينقضه قولهم أن الله تعالى قائم بعلي. واستشهدت على دعواي بأمرين ذكرت أحدهما وأغفلت الآخر لأجل أن يطلبه:

(1) قول صاحب تفسير الأمثل: (دأبـت الأمـم والشعوب على أن تبدأ كل عمل هام ذي قيمة باسم كبير من رجالها. والحجر الأساس لـكل مؤسسة هامة يوضع باسم شخصية مرموقة في نظر أصحابها, أي أن أصحاب المؤسسة يبدأون العمل باسم تلك الشخصية)

وعرجت على بدء الشيعة كل عمل هام ذو قيمة لهم باسم علي كما هو مشهور عنهم، في حين نبتدأ نحن المسلمون كل عمل ذي بال ببسم الله الرحمن الرحيم. واستدلالي هنا ذو شقين:
• الأول: ما اشتهر عندنا وعندهم من قول الرسول صلى الله عليه وسلم كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَهُوَ أَبْتَرُ أَوْ قَالَ أَقْطَعُ (مسند الإمام أحمد). فابتداءهم كل أمر ذي بال بقولهم (يا علي) إما أن يحمل على أن الله تعالى قائم بعلي فيكون دعاء الله وعلي سيان وإما أن يحمل على أن عليا هو الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فيكون دعاؤه دعاء لله تعالى.

• الثاني: إن سلمنا لهم بفساد الأول تحت أي ذريعة، ثبت أن أعظم شخصية عندهم هي علي وليس النبي صلى الله عليه وسلم. ومن هنا نفهم سبب لجوءه في المداخلة الحادية عشر إلى بيان ما جاء عن علي في أمر التوحيد لا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ثم استشهدنا عليه بقول أئمته أن الدعاء هو العبادة، فلما كان صرفهم الدعاء إلى غير الله تعالى كان ذلك بمثابة عبادة من يدعون من دون الله.

المداخلة التاسعة عشرة: (عنوان)

وفيها سأل مستوضحا الفرق بين الدعاء والاستغاثة والاستعانة والتوسل.

المداخلة العشرون: (الحجاج)

وفيها أوضحنا له ما سأل في المداخلة السابقة.

المداخلة الحادية والعشرون: (الأخ سلطان مشرف عام المنتديات)

وفيها ذكر بالشرط السابع من حذف الردود الصادرة عن غير طرفي الحوار.

المداخلة الثانية والعشرون: (عنوان)

وفيها عاد مذكرا بمسألة التجسيم علي أعرج عليها في الرد التالي، ثم فرق بين الشرك الذي هو من صلب العقيدة وبين الشرك السلوكي الذي يقع فيه عوام الشيعة وأني قد خلطت بينهما. والصواب أني لم أخلط وإنما استدللت على تأليههم عليا عقيدة كما بينت آنفا بما اشتهر عند عموم الشيعة من اللجوء إليه عوضا عن الله تعالى. ثم اتخذ ما أشكل عليه مدخلا لنقاش مسألة التوسل.

وهنا لا بد من الإشارة تذكيرا بما قاله في المداخلة السادسة:
(أنقل لك مختصرا مولفا على طريقتي القاصرة مستعينا بمن يستعان به ( قصدي الله تبارك وتعالى فلا يشط ذهنك وذهن القاريء الكريم )) وقوله في هذه المداخلة: (ثم نربط الكلام بعون المهدي عليه السلام بموضوعك الذي طرحت). ثم قوله في المداخلة السادسة والعشرين (أقول مستعينا برسول الله صلى الله عليه وآله) وكما يقال فإن الطبع يغلب التطبع، فالذي دأب على دعاء غير الله تعالى لا يستطيع صبرا على دعاء الله وحده، إلا أن يدعي أن الله جل وعلا والنبي والأئمة سواسية ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وأما باقي المداخلة فهي في صلب التوسل وحكمه عندهم.

المداخلة الثالثة والعشرون: (الحجاج)
وفيها صححت له مسار النقاش وأبنت له أني عندما أشكلت لم أعتمد الإشكال السلوكي كما توهم فأرجعته إلى أن مدار النقاش حول قولهم أن الله تعالى قائم بعلي. وتحفظت على رجائه في المداخلة الثانية والعشرين عدم الخلط بين ما يفعله عوام الشيعة وبين ما ورد في كتبهم العلمية معللا أن السكوت عما ينتشر بين العوام من منكرات هو في مقام الإقرار به، وقد ذم الله تعالى اليهود فقال: (كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ) فإما أن يستشهد على إنكار علمائه ما يقع من العوام من منكرات شركية أو أن يقعوا في مشابهة بني يهود.

المداخلة الرابعة والعشرون: (عنوان)
سوء فهم

المداخلة الخامسة والعشرون: (الحجاج)
استيضاح

المداخلة السادسة والعشرون: (عنوان):
وفيها تراجع عما اعتبره مأخذا علي في التفريق بين الإشكال العقدي والسلوكي فقال: (وقد استشكلت علي تفريقي بين الشرك المنبثق من العقيدة في شقها النظري وبين الشرك المنبثق من شقها السلوكي ، ولا أجد حاجة للتفصيل في ذلك نتيجة لوحدة المحصلة النهائية ومنعا لخروج البحث عن هدفه ..) مع أنه هو الذي أشكل عليه الأمر حين قال في المداخلة الثانية والعشرين: (ولكنك حينما أشكلت فكان إشكالك على الجانب السلوكي).

ثم تطرق كما أحوجته إلى السؤال عن بيان قولهم أن الله تعالى قائم بعلي، فقال: (قد تتبعت مجموعة من كتب العقائد ونظرت فيها نظر باحث عن سبيل النجاة ، ولكن لم أر يوما حتى في هامش من هوامش كتبنا فضلا عن متونها هذا الكلام الذي تنسبه إلينا)

ثم عاد فاسترسل في مسألة التوسل إلى نهاية المداخلة.

المداخلة السابعة والعشرون: (الحجاج)
وفيها ذكرت له مصدر القول أن الله قائم بعلي من تفسير العياشي، واستشهدنا توكيدا بزعم (باقر الفالي) أن الأئمة هم أبناء الرؤوف الرحيم وأن دعاء المخلوق كدعاء الخالق فالله (تعالى) وعلي وفاطمة سواسية. وختمنا المداخلة بتأجيل طلبه الخوض في التوسل منعا لتشتيت النقاش.

المداخلة الثامنة والعشرون: (عنوان)
وفيها أقر ضمنا بصحة الرواية واصفا إياها بالمباركة فقال:
(الكلام عن الرواية المباركة بين اثنتين :
- أن يريد الإمام المعنى الذي تفضلت به .
- أو أنه يريد المعنى الذي ندين به كشيعة ، وأن العدل هو الخط الفاصل بين الجنة والنار
)

وقد رد المعنى الأول ووصمه بخطل القول والفهم متعللا بأني من أهل الظاهر نافيا أن يكون هو من أهل الباطن مع الإقرار أن للقرآن معنيان ظاهر وباطن إلا أن الحجة لا تقوم بالأخير بزعمه.

ثم أثبت المعنى الثاني من غير تبيان إلى ما يؤول إليه الكلام. فالله تعالى كما ذكر في كتابه الكريم يشهد والملائكة وألوا العلم أنه قائم بالقسط وذكر إمامهم أن القسط في الظاهر هو العدل، فعلى المعنى الظاهر يكون الله تعالى قائما بالعدل، ثم ذكر أن القسط في الباطن هو أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. فعلى المعنى الباطن تباعا يكون الله تعالى قائما بعلي. ولا تحتاج المسألة إلى شهادة دكتوراة لاستقاء هذا المعنى. بل لا معنى يستفاد من إسناد العدل باطنا إلى أمير المؤمنين إلا أن يكون قد اشتهر عنه خلاف ذلك وهو ما لا نقول به. وعلى هذا يكون الخطل من القول عائد إلى واضع الرواية ومن الفهم على الزميل عنوان، ولا معنى يستقى من هذه الرواية إلا الذي سقناه.

واستدل على المعنى الثاني بقوله: (وأما الثانية : فهي الحق وأن علي عليه السلام هو بمعنى الفيصل وما حاد أحد عنه إلا إلى جهنم ، فهو الفيصل بين الجنة والنار لأخبار عديدة عندنا ومنها ما ورد عندكم ، منها أنه قسيم بين الجنة والنار لما صح من عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه كما في صحيح مسلم : " لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق " ، فحبه قاسم فتبصر )

وهو استدلال فاسد لا يؤدي الغرض المطلوب منه، لأن الإنسان لا يكون معنى بحال من الأحوال، فلا يقال فلان معنى الرحمة أو معنى الشهادة، فضلا عن وجود رابط بين الحيدة عنه والعدل الذي نحن بصدده. حتى استشهاده برواية مسلم لا محل له من الإعراب في مقام العدل. لأن قيام الله تعالى بالعدل غير مقتصر على من أحب عليا ممن أبغضه بل يشمل الكون بأجمعه. فبيانه أنه أراد هذا المعنى مردود.

ثم تطرق إلى مصطلحات علم الكلام في وجوب الوجود واستنكر وجود فريق من الشيعة يقول بأن الله تعالى هو علي فقال:

(الواجب واجب والممكن ممكن مهما علا مقامه .. ونحن نؤمن بولاية علي وأنه أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، فكيف يستقيم بعد ذلك أن نؤمن بأن الله قائم بعلي بالمعنى الذي ذكرت ؟
فهل ترى أن ما نقوله بأن علي هو ثاني الخلق كذب ؟ وأننا نرى بأن الله هو علي عليه السلام ؟
أم أن هناك فريقين من الشيعة يقول أحدهما بالأول والآخر بالثاني ؟ بين لي رأيك مسددا
)

وفي الواقع فإن إثبات وجود الواجب ذاتيا غير متعلق بتأليه الممكن. فهاهم النصارى يقولون بوجود واجب الوجود وصموه بالآب، ثم جاءوا بممكن الوجود ووصموه بالإبن وثالث وصموه بالروح القدس. والأخيران وإن كانا محدثين عندهم إلا أن منطقهم لم يمنعهم من تأليههما وإضفاء خصائص رب العالمين عليهما. فخوضه في هذه المسألة لا يسمنه ولا يغنيه من جوع. وأما سؤاله حول إمكان وجود فريقين من الشيعة يقول أحدهما بأن الله تعالى هو علي، فقد وردت إجابته ضمنا في المداخلة الثلاثين بإشارة إلى القرامطة التي أقر بجهله بمعتقداتهم.

ثم عرج إلى الحديث عن باقر الفالي ونفى عنه أي صفة علمية واصما إياه بالخطيب المنبري، ولم يتبرأ منه لكونه من الشيخية كما زعم لاحقا، بل دافع حتى عن قوله أن الله تعالى وعليا وفاطمة سواسية مع أن مساواة المخلوق برب العالمين من أشنع الكفر، فقال: (أما الكلام الذي قاله هنا السيد فغير منكر من القول إذا أخذته بلحاظ عقيدتنا لا بلحاظ فهمك). بل ذهب لأكثر من هذا ليؤكد بنوة الأئمة لله تعالى لكن بالمعنى المجازي بلحاظ فهمهم هم، وهو عين قول النصارى في بنوة المسيح عليه السلام.

المداخلة التاسعة والعشرون: (الحجاج)
وفيها أنكرت عليه أولا رده المعنى الصريح لحديث أن الله تعالى قائم بعلي وأتيته بحديثين صريحين في وجوب التوقف فيما تشمئز منه القلوب من حديث الأئمة والنكير على من أنكر ووجوب الرد إلى العالم من آل محمد. ثم أوردنا عليه رواية يدعي فيها علي رضي الله عنه، بزعم واضعها، كثيرا من خصائص الله تعالى، تأكيدا لزعم الإمام أن الله تعالى قائم بعلي، ومنها قوله (أنا القائم بالقسط).

وثانيا صوبت له عزو الاستشهادين السابقين إلى حسين الفهيد وليس لباقر الفالي وطلبنا منه أن يأتينا بمن أنكر عليه التفوه بمثل ما صدر عنه من كفر، لكن ذهب طلبنا أدراج الرياح. والدليل على أن علماءهم بالمرصاد لمن أخطأ أو جانب الصواب إنكارهم على السيد فضل الله موقفه من فرية كسر ضلع الزهراء وإسقاط جنينها. فقد كفر وضلل وحرم على الناس تقليده، فما بالهم سكتوا عن الفالي والفهيد وأضرابهما؟

المداخلة الثلاثون: (عنوان)
وفيها أنكر إقراره جواز احتمال إرادة الإمام أن الله قائم بعلي، فشنع علي وأتى بما ظن أنه تناقض مني مع أنه فيه ورددنا عليه بما ألزمه ولم يستطع الفكاك منه من أن احتمال المعنى وارد لا محالة.

ثم عاد فضرب على وتر الواجب والممكن في تعليقه الأول، علما أنه لا ترابط مع إثباتنا أن النصارى قالوا مثل قولهم وغالوا في المسيح كما غال مناظرنا وقومه في علي والأئمة.

وفي تعليقه الثاني انصاع إلى ما أوردنا عليه من تحذير الإمام لهم من الرد والإنكار على ما يستشنع من قول الإئمة، لكنه عاد فوقع في المحذور حيث قال: (وإنما رددت أن يكون المعنى هو ما يترتب عليه الشرك بالله تعالى ) مع أن الإمام لم يحصر الرد والإنكار على الكلام دون المعنى.

ثم أورد علينا فائدة تفوت كثيرا من الشيعة بزعمه تتمحور حول خطين أحمرين بدلالة ما ثبت عندهم بالكتاب وصحيح السنة. على أننا في هذا المقام نطلب منه تعريف الصحيح من السنة كي نزن ما نورده عليه من رواياتهم لتكون في الحجة ألزم.

ثم عاد لينقض علينا استدلالا ينفي عن أئمتهم وراثة جوامع الكلم وفصل الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرددنا عليه قوله مستشهدين بأقوال أهل العلم في معنى جوامع الكلم وفصل الخطاب وألزمناه بقولنا.

وفي النقطة التالية لجأ إلى الطعن في أحد علمائهم وهو البرسي حيث قال: (راجع ما قيل في قيمة الحافظ البرسي واتهامه بالغلو ( وإن كنت في الحقيقة أجله عن ذلك ) إلا أن ضوابط الجرح والتعديل قد نالته رضوان الله عليه ، فهاهنا لا أقدح فيه وإنما أبين لك قيمته عندهم فحسب حتى أنهم لا يأخذون بما انفرد به) وقد طالبناه بسرد أقوال العلماء فيه فلم يأتنا بجواب، فيكون سكوته عن طلبنا هذا انقطاعا منه وتثبيتا لما أوردنا عليه.

ثم عمد إلى التشكيك في الخطبة من حيث السند ودعانا إلى إثبات قيمتها مع أن هذا وارد عليه تباعا ليثبت رد علمائه لها ولن يستطيع لما تقدم من حظر الأئمة عليهم رد أي رواية والتوقف عندها. فإذا لم يكن بمقدوره الاستشهاد بمن رد هذه الرواية من علمائه، فطلبه منا لا يعدو أن يكون تجاهلا. على أنه انتقل من اعتماده في إبطال هذه الرواية بدءا، من وصم الفالي والفهيد بالخطباء المنبريين ممن لا قيمة علمية لهما، إلى اعتماد آخر بوصمهم من الشيخية، والانتقال من اعتماد إلى آخر دليل الانقطاع.

ثم إن مناظري لم يجد بدا من التسليم لي (حول ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة) ردا على زعمهم أن الأئمة هم أبناء الرؤوف الرحيم. لكنه حين عرج على قول الفهيد أو الفالي أن دعاء الله أو علي أو فاطمة كلهم سواسية لأنهم مصدر العطاء، نحى ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة جانبا ليضرب على وتر واجب الوجود وممكنه. ثم أراد أن يدلل على إمكانية وقدرة الأئمة على إجابة الدعاء والإتيان بالمعجزات بسؤاله: (هل يستطيع الخالق تعالى أن يخلق خلقا عظيما يدير العالم أم لا يستطيع ؟ وإن استطاع فهل يقلل ذلك من شأن ربوبيته ؟ لاحظ أن الكلام عن مجرد المكنة دون الواقع طبعا .) مع أن هذا غير داخل في باب القدرة، إذ من المفروغ منه أن الله على كل شيء قدير، لكنه يقع في باب الممتنعات عقلا، وقد أجبنا عليه في المداخلة الثالثة والثلاثين.

ثم اختتم رده بإلقاء اللائمة على الشيخية من غير إثبات لدعواه ودعوتي لقراءة تجريد الاعتقاد للطوسي.

المداخلة الحادية والثلاثون: (عنوان)
طلب من المشرف عدم التشتيت واستمهال الأخ أبو عبيدة

المداخلة الثانية والثلاثون: (الحجاج)
طلب تمديد

المداخلة الثالثة والثلاثون: (الحجاج)
وفيها أوردنا عليه ردودنا على اعتراضاته المذكورة آنفا وطلبنا منه أن يأتينا بمعشار الفضائل المنسوبة لعلي مما لرسول الله صلى الله عليه وسلم مثله حتى يصدق قولهم أنه وارثه، واحتججنا عليه ببطلان الفضائل المزعومة له بما ذكروا من طرقهم أن بابه اقتحم عليه وضربت زوجه حتى أسقطت ووضع الحبل في عنقه وجر إلى البيعة جرا وجعلوه من ضروريات المظلومية المزعومة. ثم إنا طالبناه بحكمه فيمن ينسب لعلي رضي الله عنه ما لله تعالى من خصائص فلم يجبنا إلى ذلك ولا زلنا ننتظر.

ثم إني توسعت في التركيز على تناقضاته في شأن البرسي من حيث جرحه تارة من غير إثبات ولا توثيق وتعديله من حيث نفيه صفة الغلو عنه التي عليها مدار الجرح. وكذا الأمر بشأن الشيخية، علما أن من شروط المناظرة تأصيل الكلام وعزوه لمصادره كما في المداخلة السادسة عشر.

المداخلة الرابعة والثلاثون: (الحجاج)
استكمال المداخلة السابقة

المداخلة الخامسة والثلاثون: (الحجاج)
توثيق بالماسح الضوئي

المداخلة السادسة والثلاثون: (الحجاج)
توثيق بالماسح الضوئي

المداخلة السابعة والثلاثون: (الأخ سلطان مشرف عام المنتديات)
طلب من الزميل عنوان مراجعة بريده الخاص

المداخلة الثامنة والثلاثون: (عنوان)
طلب تمديد المهلة

المداخلة التاسعة والثلاثون: (عنوان)
استفهام المشرف الموقر عن الرد المنشور

المداخلة الأربعون: (عنوان)
وفيها استهل رده بسرد كرامات بعضها موضوع لا يصح مما ورد في بعض كتبنا ليدلل على جواز وقوعها مع أننا لا ننكره. ثم انتقل إلى التهكم بما دعاه استراتيجيتي في النقاش وقلل من قيمة ما اعتمدنا من كتبهم ورواياتهم. ثم شبهني بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله واتهمني بالسعي لأكون شيخا للإسلام منه، ويا لها من تهمة !!، ولا أدري أين وجه الشبه بيننا، فليبينه مشكورا.

ثم عاد ليضرب على وتر التفريق بين خطباء المنابر والمراجع وأن المتمسكين بالمذهب لا يأخذون إلا عمن تمت تزكيته من الحوزة، مغفلا حقيقة أن جماهير الشيعة (في كثير من الحسينيات الصغيرة وربما الكبيرة التي يديرها أهل العاطفة من العوام) هم من المتمسكين بالدين الجعفري إلا إن كان الزميل يراهم من المارقين من الدين فهذا شأنه وليصرح به علنا دون مواربة.

ثم أورد ملخصا لما تشعب عنه الحديث وفيه أقر على استحياء باحتمالية مراد الإمام أن الله تعالى قائم بعلي، وأن قوله من حيث كونه جملة خبرية محتمل للصدق والكذب لذاته، وذلك بعد أن ألجأناه إليه إلجاءا بعون الله تعالى. ولو أنه أقر بهذا بدءا لما أحوجنا إلى كثير الردود ومتفرعاتها ولوفر علينا وعلى نفسه كثيرا من الجهد والوقت، إلا أن كل هذا يهون في سبيل تقريبه إلى الحق فنحتسبه عند الله تعالى.

ثم عنون النقطة التالية بقوله (خلط يقع فيه كثيرون) وأورد فيها من الخبط والخلط الشيء العجيب فكان كمن يتخبطه الشيطان من المس إن صح التشبيه، وأفصحنا له عن مكامن تناقضاته في مداخلتنا الحادية والأربعين.

ثم عنون النقطة التالية بقوله (ما لنا يا أخي إذا كانت صفات إله ابن تيمية هشة ) وهو إقحام في غير محله، ولو أنه تطرق إلى صفات الله تعالى عند شيخ الإسلام لكان لكلامه أعلاه وجه يبرره. لكنه استدراج واضح لحرف النقاش عن مساره الآني. ثم عاد ليضرب على وتر الإله المجسم عندنا عله يخرج من المأزق الذي هو فيه فعبر عن استعجاله بكلام لطيف فقال: (وسيأتي دوري للكلام ، وإن كنتَ – دأبك - تهديء من عجلتي فأنتظر راضيا).

ثم عاد لمسألة من بنى على فهمي لأصل المسألة رغم سوقنا الأدلة النقلية المقروءة والمسموعة، وعليه لا نجد بدا من الاحتكام إلى سعادة المشرف في إلزامي الإتيان بشواهد أخرى أو إلزامه بتبيان كفر من استشهدنا بهم.

ثم عرج على ما زعمنا أنه من الزندقة والكفر، واستشهادنا برضوخه إلى ضرورة استخدام عبارات أكثر دقة، لكنه حين وصل الأمر إلى أئمته أعفاهم من هذه الضرورة (لأن الباء عند المعصومين تجر وعند غيرهم لا تجر).

ثم إنه ذهب عنه وجه الشبه في تشبيهنا لهم بالنصارى فقال في معرض رده (ولا تصر فتتعبني بنقل ما توافق من عقائدكم وما ورد في سفر هنا وتكوين هناك هذا رجاء) وهذا من باب المدافعة ليدفعني إلى هذا الطلب عله ينهي هذا الموضوع الشائك. وقد استجبنا لرجائه فلم نصر كي لا نتعبه.

فلما استشهدنا عليه برواية عروج علي للسماء وسفكه دماء بعض الملائكة، وهي من إخراج البرسي أيضا، أنكر علينا هذا بقوله (أنك لا تزال تتمسك بالضعاف ومرويات المغالين) مع أنه أنكر في السابق أن البرسي من الغلاة (انظر المداخلة الثلاثون). فهل تغير رأي محاوري بين عشية وضحاها؟ والأعجب منه عودته بعد أسطر للدفاع عن البرسي ونفي الغلو عنه حيث قال (فاحترامي وإجلالي له لا يلزمني بنقله) ورأى أن في إلزامي له بقوله ضعف في قضيتي.

ثم إنه أتحفنا بنبذة عن الشيخية ومؤسسها وما آلت إليه وعزا حسين الفهيد إليهم من غير دليل بل ومن غير تكفير لهم ولعقائدهم.

ثم عاد مطنطنا بنغمة الذاتية والإفاضة فقال (فالذاتية هي الحد الفاصل ، فلو خلق الله ملكا وأعطاه كل قدرته ، فسيبقى ذاك مخلوقا مفاضا عليه غير مستقل ، فأين صفة الألوهية في فاقد الذاتية ؟ ) لينفي إشراك علي في خصائص الألوهية مع ما في مثاله من عظيم الإشراك في قدرة الله تعالى، فلنعجب ولا ننس.

وحول تقدم علي رضي الله على النبي صلى الله عليه وسلم في الفضائل عندهم، لم يجد بدا من الإقرار ظاهرا بهذه الحقيقة إذ يقول (وإن ظهر للناس حبوة علي) والأصل أن يظهر للناس حبوة رسول الله، وإلا فإنكارنا عليهم ثابت في تهميش رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وإعطاء علي دورا وحظوة لا مثيل لهما لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل.

ثم أقر محاوري معترفا ضمنا أن الشيخية جزء لا يتجزأ من الشيعة الجعفرية الإثني عشرية فقال معلقا على الروايات المذكورة آنفا (أنا أعترف بأن الخطابة عندنا غير خاضعة لضوابط سليمة رغم توصيات الحوزة ، وهذه نعاني منها أيما معاناة ويشهد الله على ذلك) وفي هذا إثبات وتسليم بصحة ما أوردنا عليه فلا يغفل.

المداخلة الحادية والأربعون: (الحجاج)
وفيها استهللنا الحديث بشواهد تثبت إيماننا بالكرامات ورددنا عليه زعمه أننا نأتيه بكتب لا اعتبار لها وأن ما أوردناه عليه من شواهد معتمد بدلالة الشواهد المسموعة التي أحلناه عليها.

ثم إننا عقبنا على إقراره الخجول بأن مراد الإمام أن الله تعالى قائم بعلي وارد ومحتمل وطلبنا منه إقرارا لا لبس فيه فأجابنا إليه مشكورا في المداخلة الثانية والأربعين. ثم إنا أوضحنا له أن التزامه بقول الخميني قد أوقعه في حيص بيص فأثبت ما أردنا من حيث أراد نفيه.

ثم رددنا عليه دفاعه عن الكلام ذي التورية القائد إلى قبيح الظن بالقائل، لأن المؤدي إلى القبيح قبيح ويقبح بمن هو معصوم أن يتفوه بما يؤدي إليه كلامه من قبيح المعنى، وبه نكون قد دققنا مسمارا آخرا في نعش المعصومية عند أئمتهم بعون الله تعالى ومنه وحده لا شريك له.

ثم إنا أعدنا الكرة عليه مطالبين بذكر معشار ما لعلي رضي الله عنه من مناقب وفضائل ومعاجز مما أثبتوه لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يستقيم كلامه وتصح دعواه بأن عليا إنما ورث هذه الإفاضات عن رسول الله فلم يأتنا بشيء يذكر.


المداخلة الثانية والأربعون: (الأخ سلطان مشرف عام المنتديات)

وفيها سئل محاوري إيراد رده علي.

المداخلة الثالثة والأربعون: (عنوان)
وفيها استهل رده بآية من كتاب الله، نكتفي ههنا بالإشارة إلى اشتهار مفسريهم القول بتحريفها، وليس ههنا موضع نقاشها، وإنما ذكرنا ذلك لعدم المناسبة. ثم أتبع الآية بقفزة نوعية في سير أدب الحوار توحي ببدء السباب واللعان، وهو منحى ننأى عنه إن شاء الله تعالى ونطالبه بالكف عنه، ونسأل مشرفنا الفاضل أن يحذف الجملة المشار إليها.

ثم ذكر قواعد يعتمدها في الكرامات نرد عليها إن شاء الله تعالى في المداخلة الرابعة والأربعين، وأختم بطلبي من محاوري أن يذكر رقم المداخلة في خانة العنوان حتى يسهل الرجوع إليها ومن مشرفنا الفاضل أن يرقم هذه المداخلات من البداية، ثم لينظر وليحكم حتى يكون ما وصلنا إليه مرجعا نبني عليه اللاحق من الحوارات. ولا ننس إن ننسى شكر الزميل (عنوان) على مثابرته ومشرفنا الفاضل على صبره وباقي القراء الأعزاء على متابعتهم، مؤكدين أن الهدف ليس تثبيت النقاط بقدر ما هو إنشاد للحق إن شاء الله عل الله تعالى يمن على محاورنا الزميل بالهداية إلى طريق الحق، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.









التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» مطلوب للزواج أخت بهذه الصفات / عاجل
»» وقفت لأصلي وسمعت شاب قال جملة طيرت عقلي
»» حجاب أميركية سبب في إسلام أستاذ جامعي أميركي
»» زواج المتعة عبر الماسنجر ... تـقـنــية شيعية جديدة
»» أمالي الحجاج 1،7/2002 (مناظرة حول آية التطهير)
 
قديم 05-03-04, 09:40 PM   رقم المشاركة : 46
عنوان
عضو





عنوان غير متصل

عنوان


باسمه تعالى

والصلاة على محمد وآله

بعد قراءة سريعة للموضوع أقول :
- بالضرورة فإن ما قرأته على عجل إنما يشكل تلخيصك للنقاط ، وجاء على حسب رؤيتك لها وانتقاؤك منها ما يناسب رؤيتك .
- لا أنكر كل ما ورد في كلامك ولا أقره كله ، فبعضه صحيح ، وبعضه من فهمك وبعضه من تواضعي ، ولا شك أن طول المداخلات عامل ملل ، وتعدد نقاطها عامل تشتيت ، فلا أخفيك تأثر محاورك بذلك .. ولكن تبقى القضية الأم هي الأصل .. وهي التي يدور حولها الكلام ، وقد أخفقت - رعاك الله - حتى الآن في الخوض فيها بالشكل المطلوب .
هل عطاء الله غير المحدود لخلق ما يجعله شريكا للخالق ، نقول لا وتقول نعم ، وأنه أنتظر تعليقك على ذلك لدعم رأيك .
وأما النقاط التي ذكرتها أعلاه مولانا فأكرر عدم قبولي لكل ما ورد فيها ، وأعتمد على متابعة القاريء للنقطة الجوهرية التي أدرجتها منذ بحث التوسل ، ولكنك لم ترضها .

عموما .. سأقرأ ما أوردت على مهل .. للمتابعة فقط .. فأنا أنتظر ردك على آخر مداخلة


والسلام







 
قديم 08-03-04, 12:30 AM   رقم المشاركة : 47
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


[QUOTE]أضيف بواسطة عنوان



اقتباس:
بعد قراءة سريعة للموضوع أقول :
- بالضرورة فإن ما قرأته على عجل إنما يشكل تلخيصك للنقاط ، وجاء على حسب رؤيتك لها وانتقاؤك منها ما يناسب رؤيتك .

هذا صحيح لا ندفعه، فهات تلخيصك حسب رؤيتك وانتقاؤك حتى يتسنى للقارئ العزيز أن يكون رأيه ولمشرفنا الفاضل أن يوجهنا لسد الثغرات وإصلاح الفجوات.

اقتباس:
- لا أنكر كل ما ورد في كلامك ولا أقره كله ، فبعضه صحيح ، وبعضه من فهمك وبعضه من تواضعي ، ولا شك أن طول المداخلات عامل ملل ، وتعدد نقاطها عامل تشتيت ، فلا أخفيك تأثر محاورك بذلك .. ولكن تبقى القضية الأم هي الأصل .. وهي التي يدور حولها الكلام ، وقد أخفقت - رعاك الله - حتى الآن في الخوض فيها بالشكل المطلوب .

لا شك أن خير الكلام ما قل ودل، لكننا نسعى جهدنا أن لا تكون الردود بالإسهاب الممل ولا الاقتضاب المخل. فأما الحكم بالإخفاق فمناط بحكم المشرف.
اقتباس:
هل عطاء الله غير المحدود لخلق ما يجعله شريكا للخالق ، نقول لا وتقول نعم ، وأنه أنتظر تعليقك على ذلك لدعم رأيك .

السؤال في صيغته يحتاج إلى إعادة صياغة مع إدراكي لما ترنو إليه، ونجيب عليه لاحقا رغم أن إجابته قد تقدمت.

اقتباس:
وأما النقاط التي ذكرتها أعلاه مولانا فأكرر عدم قبولي لكل ما ورد فيها ، وأعتمد على متابعة القاريء للنقطة الجوهرية التي أدرجتها منذ بحث التوسل ، ولكنك لم ترضها .

لا مانع أيها الزميل من عدم قبولك لبعض النقاط فهذا حقك الذي لا نهضمه، لكن يتوجب عليك تبياتها لعلنا نفلح في إلحاقها بأخواتها المقبولات.

اقتباس:
عموما .. سأقرأ ما أوردت على مهل .. للمتابعة فقط .. فأنا أنتظر ردك على آخر مداخلة

والسلام

نأمل أن يصل ردنا اليوم إن شاء الله تعالى.






التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» رنة جوال روعة
»» الحمد لله تم تدمير الموقع
»» شيعي في مناظرة مع نصراني ويهودي. مين فاز؟
»» علي بن أبي طالب شمشون العرب
»» الأعراب الأعراب الأعراب
 
قديم 08-03-04, 01:37 PM   رقم المشاركة : 48
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]العضوين المتحاورين :

كل واحد منكما اعلم بحجته وحجة صاحبه مني وما انا الا متابع كغيري
فإن اتفقتم على شئ امضيناه وانتقلنا لغيره
وإن كان الامر سيطول بينكما اردت تذكيركما أن هناك مباحث اخرى في انتظاركما
اقول هذا ليس استعجالاً لكما انما لحثكما على المزيد خشية الملل وتطبيقاً للشروط التي وافقتما عليها
[/ALIGN]







 
قديم 09-03-04, 08:07 PM   رقم المشاركة : 49
الحجاج
Islamic English Discussion Moderator







الحجاج غير متصل

الحجاج is on a distinguished road


جزاك الله مشرفنا الكريم ..

أسأل تمديد المهلة إن شاء الله حيث الجهاز في عيادة للصيانة.







التوقيع :
إذا رأيت الرجل على ملة الرافضة فاتهمه في عقله وعرضه، ألا إنها ملة من سخط الله عليه.
من مواضيعي في المنتدى
»» ضبط مواقيت أيام الله عبادة
»» لعنة الله على الظالمين هكذا يتهكم بآيات الله / صورة
»» ماذا فعلت الدكتورة السعودية بفندق شيراتون الكويت ؟
»» كلمة حق في حركة حق حقائق مذهلة
»» البرقع مقابل البكيني مقال جيد / منقول
 
قديم 09-03-04, 10:54 PM   رقم المشاركة : 50
سلطان





سلطان غير متصل

سلطان is on a distinguished road


[ALIGN=CENTER]لك مااردت ونحن في انتظارك [/ALIGN]







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:36 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "