العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-08, 04:35 PM   رقم المشاركة : 1
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


حصريا تفاصيل حرب غرناطة الكبرى للأستاذ المنتصر الكتاني رحمه الله

بسم الله الرحمان الرحيم.
تعتبرمعركة غرناطة الكبرى (1568م-1570) إحدى المعارك الإسلامية الكبرى التي لم تأخذ حقها في كتب التاريخ.
و قد قام الأستاذ المنتصر الكتاني رحمه الله -و هو علم من الأعلام الشامخة التي اهتمت بتاريخ الأندلس خصوصا بعد سقوط غرناطة ردها الله دار إسلام-بتخصيص فصل كامل من كتابه الماتع " انبعاث الإسلام بالأندلس" لمعركة غرناطة الكبرى.
و قد قمت بفضل الله و توفيقه بنقل هذا الفصل.
و تجدر الإشارة أن العناوين ذات اللون الأزرق هي من إنشائي و ليست في الكتاب. و قد استحسنت إضافتها تسهيلا و تبسيطا للقارئ. ما عدا هذه العناوين فكل ما خٌطّ أسفله هو من كتاب "انبعاث الإسلام بالأندلس".






 
قديم 14-05-08, 04:36 PM   رقم المشاركة : 2
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road



3-1- تهييئ الثورة
تجاهل للمطالب الأندلسية
لما أعلنت السلطات الإسبانية في 1-1-1567 م القانون الغاشم الذي استهذف ما تبقى من السمات الحضارية للأمة الأندلسية المسلمة, شرعت بملاحقة المسلمين لتنفيذه في كل أنحاء البلاد. فحاول الأندلسيون أولا تخفيف ما أصابهم بالتفاوض. فرفعوا احتجاجهم إلى الرئيس ديسا, رئيس المجلس الملكي {كورتس} يطلبون منه إلغاء هذا القانون أو على الأقل تأجيل تنفيذه. فتقدم باسمهم وفد يرأسه رئيس جماعتهم مولاي فرانسيسكو نونيز. لكن ديسا قابل الوفد بكل غطرسة و إهانة و إهمال. فأرسل المسلمون انذاك وفدا إلى الملك فيليبي الثاني و إلى وزيره المفتش العام الكاردينال سبينوزا, العدو اللذوذ للمسلمين. ترأس الوفد خوان أنركيز, و هو رجل نصراني يعطف على المسلمين و يدافع عنهم. و تضمن الوفد مسلمين من أعيان الأندلسيين هما خوان فرناندس من غرناطة و فراندو الحبقي من وادي أش. اجتمع الوفد بأعضاء الكرتس و بالكاردينال أسبينوزا, دون فائدة, إذ اجاب الكاردبينال أن الملك مصمم على تنفيذ القانون و أن العرائض يجب تقديمها لديسا على أي حال. و طلب ديسا من جهته من الكاردينال تنفيذ القانون بصرامة و قسوة بصفته المفتش العام.

و تقدم الماركيز دي مندوجر, حاكم غلرناطة, بعريضة إلى الملك أوضح فيها خطورة الموقف لاعتراض المورسكيين على القانون و احتمال ثورتهم بسبب اليأس و طلبهم مساعدة أتراك الجزائر. فلم تات عريضته بنتيجة, وأخذت السلطات الكنسية تنفذ الأحكام الجديدة في المواعيد المخصصة لها بكل شدة.

و تقدم وفد من مسلمي مملكة بلنسية بالتماسات مماثلة إلى الملك, برئاسة زعيمهم كوزمي ابن عامر الذي كان مقربا للملك. فنجح بعض الشيء في التخفيف من تطبيق هذا القانون, إذ تقرر معاملة المتهمين بالردة {عن النصرانية} ببعض الرفق, بعدم نزع ممتلكاتهم بتهمة المروق من الدين, مقابل غرامة سنوية قدرها 2500 مثقال ذهب يقدمها المورسكيون غلى ديوان التفتيش.

المخرج هو الثورة
و لم يعد يفكر أهل غرناطة إلا في الثورة للحفاظ على دينهم الإسلام و الدفاع عن بلدهم الأندلس بعد ان يئسوا من التعايش مع النصارى تحت هذه الأوضاع المأساوية. و اعتصم عدد كبير من مسلمي مملكتي غرناطة و بلنسية و غيرهما بالجبال للإغارة على قوافل الحكومة و قواتها و ضرب مصالحها, و كانوا يسمونهم بالمنفيين. فكانوا أول من ابتدع حرب العصابات ضد الدولة من طرف الشعوب المستضعفة.

تصاعد للممارسات الصليبية ضد الأندلسيين
و حدد قانون 1-1-1567م نهاية عام 1567 كموعد نهائي لتخلي المسلمين, نساءا و رجالا, عن لباسهم الإسلامي و لغتهم العربية, إلخ... و الف ديسا قوة من الشرطة لمراقبة المسلمين وألزمهم بنفقاتها. لكن الماركيز مندوجر حل هذه القوة من الشرطة لكسب عطفهم. ثم أمر ديسا بإقصار جميع المورسكيين عن حي البيازين و امر بعقوبات صارمة لكل من يتعاون مع المنفيين في الجبال.ثم أصدر أمرا بتاريخ 1-1-1568 يقضي بأن يسلم المسلمون أولادهم الذين تتراوح اعمارهم بين 3 و 15 سنة إلى السلطات الكنسية لتعليمهم الدين النصراني و اللغة القشتالية. فأدى هذا القرار الأخير إلى دفع ما تبقى من المؤمنين بحل سلمي إلى التفكير في الثورة.
التحضير للثورة
عمل زعماء المسلمين في غلرناطة حينئذ على إشعال ثورة شاملة تعيد للأندلس دولتها و للمسلمين عقيدتهم. فاجتمعوا سرا أواخر سنة 1567 م في حي البيازين, و توصلوا إلى شرطين أساسيين لإنجاح الثورة, و هما : أولا ضرورة مشاركة جميع مسلمي الدولة الإسبانية في الثورة, إن أمكن , أو جميع مسلمي مملكة غرناطة على الأقل, ثانيا ضرورة الحصول على العون المادي بالسلاح و الرجال و المال من المغرب و الجزائر. و كانت الجزائر انذاك تابعة للدولة العثمانية, و المغرب تحت حكم الدولة السعدية.
ما ينتظره الأندلسيون من العثمانيين
ارتكز أمل الثوار الأندلسيين على الدولة العثمانية, خاصة بعد حصارها لمالطة سنة 973ه **1565}. و كان سلطانها حينذاك سليم الثاني, بويع بعد وفاة والده السلطان سليمان القانوني يوم 20 صفر عام 974 ه **5-9-1566م}. و كان السلطان سليم في حرب مع الدول الكاثوليكية في البحر الأبيض المتوسط, و أصبح هدفه الأول تحرير قبرص من البندقيين لتأمبن طريق الحج البحرية. و كانت الحرب متواصلة بينه و بين القو ى الصليبية للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط, نتجت عنها هزيمة العثمانيين في لبانتو بتاريخ 17-10-1571م. و كان الإسبان يحتلون مناطق واسعة من الشواطئ المغربية و الجزائرية و التونسية و الليبية بما في ذلك طرابلس و تونس و الجزائر. و أمام الخطر الذي كان يهدد أهل شمال أفريقيا بنفس المصير الذي أل إليه الأندلسيون, استغاثوا بالدولة العثمانية. فحرر العثمانيون الجزائر سنة 1519م و طرابلس سنة 1551م و تونس سنة 1568 م, و عملوا على تحرير الشواطئ الأخرى من الوجود الإسباني. و أصبحت الجزائر منذ ذلك الحين مركزا قويا للوجود الإسلامي بالبحر الأبيض المتوسط, و عاصمة لولاية عثمانية قوية. و أسند السلطان سليم الثاني في ذي الحجة عام 974ه {يونيو 1566 م}, منصب بيلربايالجزائر للرئيس محمد بن صالح محل الرئيس حسن بن خير الدين, و عين هذا الأخير قائدا عاما للأسطول العثماني. ثم خلف الرئيس محمد بن صالح في 14 صفر عام 976ه **18-8-1568م}, الرئيس العلج علي, و هو مسلم من مواليد كاستل بجنوب إيطاليا.






 
قديم 14-05-08, 04:37 PM   رقم المشاركة : 3
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


ما ينتظره الأندلسيون من المغرب
و كان المغرب يقاوم كذلك الإحتلالين الإسباني لشواطئه المتوسطية و البرتغالي لشواطئه الأطلسية. و كانت تتنازعه الدولتان الوطاسية و السعدية, فانتهى الصراع بينهما بتوحيد المغرب تحت الدولة السعدية في 24 شوال عام 961 ه **22-9-م1554}. و كان أبو عبد الله الغالب, سلطان المغرب من سنة 964 ه إلى سنة 981 ه **1557-1574م}, متهما بالتواطئ مع الإسبان و تسليمهم مدينة بادس {بالمغرب} , و بالإنسحاب بدون سبب ظاهر من محاصرة البرتغاليين بالبريجة {الجديدة}. و على أي حال فقد كان المغرب مشغولا بتحرير أرضه و الدفاع عن وجوده مما أدى إلى انتصاره على البرتغال في معركة وادي الخازن سنة 986ه{1578م}.
سوء العلاقة بين المغرب و الدولة العثمانيية
و مما يؤسف له أن العلاقات المغربية العثمانية لم تكن طيبة, و كانت دائما تتسم بالمصلحة العليا للطرفين أمام الغزو الصليبي و مخاطره.
الإتصال بالجيران بالعدوة المغربية و الجزائرية
ثم اتصل منظمو الثورة بالسلطات العثمانيةفي الجزائر و السعدية في المغرب بسرية كاملة, و بالشخصيات الشعبية في البلدين لطلب العون و المساعدة. و قد وصلتنا بعض هذه الرسائل, نأتي بقتطفات من اثنين منها: الرسالة الأولى, و هي على شكل قصيدة, قال فيها كاتبها محمد بن محمد بن داود, أحد زعماء الثورة, بعد أن افتتحها بحمد الله و الثناء عليه و الصلاة على رسوله الكريم : "استمعوا إلى قصة الأندلس المحزنة, و هي تلك الأمة العظيمة التي غدت اليوم ضعيفة متهيضة, يحيط بها الكفرة من كل صوب, و أضحى أبناؤها كالأغنام الذين لا راعي لهم. و في كل يوم نسام سوء العذاب و لا حيلة لنا إلا المصانعة حتى ينقذنا الموت مما هو أشر و أدهى, و قد حكموا فينا اليهود الذين لا عهد لهم ولا ذمة, في كل يوم يبحثون عن ضلالات و أكاذيب و خدع و انتقامات جديدة. و نرغم على مزاولة الشعائر النصرانية و عبادة الصور, و هو مسخ للواحد القهار, و لا يجرؤ أحذ على التذمر أو الكلام. و إذا ما وقع قرع الناقوس ألقى القس عظته بصوت أجش, و فيها يشيد بالنبيذ و لحم الخنزير, ثم تنحني الجماعة أمام الأوثان دون حياء و لا خجل... و من عبد الله بلغته قضي عليه بالهلاك, و من ضبط ألقي في السجن و عذب ليل نهار حتى يرضخ لباطلهم" ثم يصف جرائم محاكم التفتيش ضدهم من اعتقال و تعذيب و قتل بالحرق, ثم يقول : "و قد علقوا يوم العيد {ذكرى سقوط غرناطة} في ميدان باب البنود قانونا جديدا و أخذوا يدهمون الناس في نومهم و يفتحون كل باب, يزمعون تجريدنا من ثيابنا و قديم عاداتنا, و يمزقون الثياب و يحطمون الحمامات. ونحن إذ نيأس من عدل البشر نستغيث ب.... معتمدين على ثواب الأخرة, و قد حثنا شيوخنا على الصلاة و الصوم و الاعتصام بالله فهو الذي يرحمنا في نهاية الأمر."
و الرسالة الثانية موجهة من أحد زعماء الثورة في البيازين إلى أحد رؤساء المغرب، يناشد كاتبه إخوانه المغاربة و يستغيث بهم و يصف ما قرره النصارى من '' إرغامهم على ترك اللغة و الشريعة، و كشف الوجوه الحيية المحتشمة, و فتح الأبواب, و ما أنزل بهم من المحن السجن و الأسر و نهب الأملاك" و يطلب أيصال استغاثته للسلطان العثماني. ثم يقول : " لقد غمرتنا الهموم و أعداؤنا يحيطون بنا إحاطة النار المهلكة. إن مصائبنا لأعظم من أن تحتمل, و لقد كتبنا لكم في ليال تفيض بالعذاب و الدمع, و في قلوبنا قبس من الأمل. إذا كانت ثمة بقية من الأمل في أعماق الروح المعذبة".
ردود العثمانيين و المغاربة على الرسائل الأندلسية المطالبة بدعم للثورة
جاءت الأجوبة من الجزائر و المغرب تعد بالمساندة. فقد وعد سلطان المغرب بالنجدة عندما تعلن الثورة ووعد بيلرباي الجزائر بإرسال قوات مساندة تنزل على شواطئ الأندلس إثر إعلان الثورة, و ارسل مع المبعوثين المال و السلاح, و لحق بهم من الجزائر و المغرب بعض المتطوعة للجهاد. فشجعت ردود الفعل هذه منظمي الثورة وقوت عزيمتهم على القتال.
التواصل الداخلي بين أطراف الأندلس تحضيرا للثورة
و في نفس الوقت قام منظمو الثورة بالإتصال بمدن و قرى مملكتي غرناطة و بلنسية بتكتم شديد. و كان المورسكيون قد أسسوا جمعية خيرية صرح لها بجمع المال لبناء مستشفى خارج غرناطة للفقراء المرضى. و لم يكتمل بناء المستشفى, فاقترح منظمو الثورة على رئيس الجمعية أن يبعثوا تحت ستار جمعيته وفودا لجمع المال تعمل في الحقيقة على تنظيم الثورة في المناطق المختلفة, و حصلوا على ترخيص بذلك من الرئيس ديسا. فذهب ثلاثة من زعماء المسلمين لهذه المهمة في وفد عمل على تقصي مستوى مساندة الأندلسيين للثورة بتكتم شديد. و قدروا عند رجوعهم عدد من يمكن أن ينظم إلى الثورة ب45.000 رجل ممن تتراوح أعمارهم بين 20 و 45 سنة. و تبين ان جميع مناطق مملكة غرناطة القديمة تساند الثورة, لكن مسلمي مملكتي مرسية و بلنسية رفضوا المشاركة فيها لعدم ثقتهم بنجاحها و لدوام أملهم في تحرير العثمانيين لهم.
تجاهل الإسبان لإشاعات بقرب ثورة المسلمين
و رغم تستر منظمي الثورة الشديد, فقد أخذت الإشاعات تنطلق بقرب ثورة المسلمين. لكن لا الرئيس ديسا, رئيس الإدارة المدنية , و لا الماركيز دي مندوجر, القائد العام للجيش, صدقا هذه الإشاعات. و لإبعاد الشك, أرسل منظمو الثورة ممثلا عنهم إلى الرئيس ديسا يشتكي من هذه الإشاعات و ادّعى أنها كاذبة, و اقترح باسم المورسكيين تقديم 300 رهينة عنوانا على حسن نيتهم.
تحديد موعد الثورة
ثم اجتمع زعماء الثورة للمرة الثانية في البيازين و درسوا ردود الوفود إلى الأندلس و إلى المغرب و الجزائر. فقرر المجتمعون إعلان الثورة يوم الخميس المقدس **14-4-1568}, ووزعوا بينهم مسؤوليات إخبار المناطق الأندلسية المختلفة و المغرب و الجزائر.
تأجيل موعد الثورة بعد علم الإسبان به
و لم تسر الخطة حسب ما فقرر لها, إذ قام أحدهم بتبليغ الرئيس ديسا في4-5-1568, فاضطر المنظمون نأجيل موعد إشعال الثورة. و اعتقل ديسا عددا من وجهاء المسلمين, و ألغى تصاريح اقتناء الأسلحة, كما ذهب القاءد العام إلى حي البيازين يأمر الناس بالهدوء و السكينة و الحفاظ على الأمن. فطمأن بعد ذلك زعماء المسلمين الرئيس ديسا و الماركيز دي مندوجر, ثم حددوا موعدا اخر لإعلان الثورة الذي أجل مرة أخرى.
اجتماع قيادة الجيش الإسلامي و تعيين ابن أمية سلطانا للأندلس
و في 27-9-1568 عقد هرناندو بن جهور الصغير, أحد قواد الثورة الذي كان وزيرا في بلدة قديار بالبشرات, جمعا في حي البيازين لقادة الثورة في بيت رجل شماع اسمه عدلت, حظره 26 ممثلا عن المناطق الأندلسية المختلفة. فشرح لهم ضرورة بيعة سلطان الأندلس قبل إعلان الثورة ليجتمع الناس حوله, و رشح لهم ابن أخيه فراندو دي بالور و قرطبة. و كان هرناندو و فراندو ينحدران من الأمويين, خلفاء قرطبة. كان فراندو في الثانية و العشرين من عمره , ذا شجاعة و رجاحة عقل, ولد في بلدة بالور بجبال البشرات و أصله من قرطبة. وكان بعمل ممثلا في بلدية غرناطة. و كان منزوجا من مسلمة اسمها برياندة بريز, ز كانت هي و نساؤ المسلمين من أول وهلة يشاركن في تهيء الثورة بكل كتمان و تشجيع. فبايعه الحاضرون, و حول اسمه إلى محمد بن أمية. ثم نهض و صلى بالحاضرين و أقسم لأمامهم على القيام بالجهاد حتى النصر أو الإستشهاد. و عين السلطان محمد بن أمية عمه هرناندو ابن جهور الصغيرقائدا عاما للثورة.
تحديد موعد جديد للثورة و ووضع خطة الإنطلاق
و اتفق الحاضرون على إعلان الثورة يوم 1-1-1569م, على النحو التالي:
ينتظم الثوار في حي البيازين إلى ثلاث فرق عند ظهور إشارة محددة واضحة فوق مرتفع جبل قصرالحمراء, الأولى تحمل العلم الأحمر, و الثانية العلم الأصفر, و الثالثة العلم الأزرق. ومن جهة أخرى, يجتمع ألفان من الثولر لتسلق أسوار قصر الحمراء و احتلاله. يحتمل حاملو العلم الأحمر باب فج اللوزة, ثم يتوجهون من باب سري لإلى المستشفى الملكي و يدخلون من باب البيرة لاحتلال محكمة التفتيش لسجن أعضائهاو تحريرسجنائها. و يحتمل حاملو العلم الأصفرساحة باب البنود ثم يتوجهون إلى السجن لتحريرالسجناء. و يأأخذ حاملو العلم الأزرق طريقهم عبر مدخل وادي اش و نهر هدرة, و يتوجهون إلى مركز الرئيس ديسا لقتله. و تلتقي الفرق الثلاثة في ساحة باب الرملة. و حينئذ يتجه 8000 متطوع من أهل مرج غرناطة ووادي الإقليم للدخول إلى المدينة و احتلالها مرتدين ملابس الجند العثماني و المغربي للتمويه على النصارى و جعلهم يعتقدون قدوم الجنود العثمانيين و المغاربة. و يحتل قصر الحمراء ألفان من المنفيين برئاسة القائدين البرطال و الناقص عن طريق وادي شنيل بعد تسلق أسوار الحمراء من ناحية جنة العريف. و هكذا وقع تخطيط الثورة و تحديد مسؤولية كل من حضر.
محاولات الأندلسيين تجاوز الخلافات
من البداية, عمل زعماء الثورة على التغلب على الإنقسامات الأندلسية بين العائلات و بين سكان المناطق المختلفة, التي كان معظمها ممثلا في زعامة الثورة : فرج بن فرج و محمد بن داود و ابن عبو من مدينة غرناطة, و محمد بن أمية و ابن جهور و ميغاللروخاس و هرناندو الحبقي و الرامي و المليح و غيرهم من البشرات. كما حدد الثوار موعد الثورة في الثتاء ووقت انتشار الثلوج لمعرفتهم بالأرض الغرناطية أكثر من النصارى و الجيوش القشتالية.






 
قديم 14-05-08, 04:38 PM   رقم المشاركة : 4
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


3-2 إعلان الثورة و بيعة بن أمية.

مصادمات قبل بداية الثورة
ابتدأت الإصطدامات بين الأندلسيين و القشتاليين قبل إعلان الثورة. ففي 23-12-1568م, خرجت كوكبة من حراس محكمة غرناطة و كتبتها لقرية بقيرة بالبشرات لقضاء أعياد رأس السنة يصحبهم خمسون جنديا مسلحين بالبنادق, فاتجهوا من كرسى مطريل إلى حصن هريرا لحمايته. كانت عادة الجنود الإسبان عند مرورهم بالقرى الأندلسية القيام باعتداءات لا حصر لها من سلب و قتل و اغتصاب. فعندما نزلوا قرب بلدة قديار و أخذوا يعتدون على أهلها, هاجمتهم مجموعة من المنفيين برئاسة استبان البرطال, فأبادتهم و استولت على أسلحتهم, فكانت هذه المعركة هي الشرارة الأولى التي أعلنت الثورة.
السلطان ابن أمية يغادر غرناطة باتجاه البشرات و تغير طارئ على خطة الهجوم
و في ليلة 23 ديسمبر غادر خفية السلطان محمد بن أمية غرناطة متجها إلى البشرات. و في نفس الليل أخبر شخص أحد القسس بأنه يعمل بالحمراء و أنه أعطى بعض المسلمين المعلومات عن مقاييس سلالمها. فأبلغ القسيس فورا الرئيس ديسا و القائد العام دي مندوجر اللذان زادا في عدد الدوريات و الحرس. و لم تستمر الثورة على مخططها الأول إذ هطلت ثلوج غزيرة على جبال شلير فقطعت الطريق إلى غرناطة, فلم يتمكن الثوار من الوصول إلى غرناطة من البشرات في التاريخ المحدد, أي في 24-12-1568م. لكن بيلرباي الجزائر, علج علي, أرسل حسب الموعد إمدادات نزلت للمجاهدين في جهتي ألمرية و مربلة, ووصلت إلى أماكنها في جبال البشرات.
أهل البيازين يرفضون الإنضمام للثورة
و لم يحسب فرج بن فرج للثلج حسابا. فتحرك من البشرات على رأس 180 مجاهد, و نفذ إلى حي البيازين ليلا, و حاول إقناع أهله بالثورة و تنفيد الخطة التي اتفق عليها ووعد بوصول الرجال. غير أن أهل البيازين رفضوا نصرته عندما رأوا قلة أعداد المجاهدين الذين معه. و اضطر فرج بن فرج, بعد محاولات يائسة طول الليل, الرجوع إلى البشرات و انضمت إليه جموع المجاهدين. و كان خذلان أهل حاضرة غرناطة للثورة أول نكسة لها. لكنها لم تفت في عزيمة المجاهدين الذين ركزوا عملياتهم بعد ذلك على جبال البشرات.
تجديد بيعة ابن أمية و تعيين قواد الجيش الإسلامي
و توجه محمد بن أمية إلى وادي الإقليم حيث جددت بيعته يوم 29-12-1568م ملكا للأندلس و رئيسا للثورة في بلدة برذنار. فأعاد تعيين عمه رئيس للجيش و فرج بن فرج رئيسا للوزراء. و أرسل الوفود لكل الطاعات (محافظات) البشرات الإثنى عشرو فبايعته جميعها. ثم توجه محمد بن أمية إلى البشرات, و استقر في لوشر حيث اتخذ عاصمته المؤقتة. و لم تدخل سنة 1569م حتى احتل المجاهدون جميع جبال البشرات و وادي الإقليم بعد طرد الحاميات القشتالية و الإرساليات النصرانية أو القضاء عليها.
وأخذ السلطان محمد بن أمية في تعيين قواد المناطق و مستشاريه العسكريين. فعين شعبان ميكيل دي غرناطة قائدا لوادي الإقليم, و ماركوس الزمار قائدا لمنطقة قولجر, و ماتيو الرامي قائدا لمنطقة المرية, و فراندو الغري قائدا لوادي المنصورة, و فرانسيسكو بوركرير بن مكنون قائدا للمنطقة الشرقية, و جرنيمو بن المليح قائدا لمنطقة وادي اش, و مارتين قائدا قائدا لمنطقة عذرة, إلخ... و اختار ثلاثة من المجاهدين مستشارين عسكريين له, هم الناقص و الرنداتي و الأرشذوني.
انسحاب فرج ابن فرج من الثورة و استمراره في الجهاد بشكل فردي
و منذ بداية الثورة, أخذ فرج بن فرج يقوم بعمليات انفرادية بين شواطئ بيرة شرق شمال المرية و جبل طارق دون تنسيق مع القيادة, فأزاحه محمد بن أمية و عين مكانه عمه ابن جهور. و كان في انسحاب هذا القائد الفذ من الثورة في أولها نكسة ثانية لها, و لكنها مرت بسلام و دون انشقاق في صفوف المجاهدين. و تابع فرج بن فرج جهاده دون رئاسة مما يدل على إخلاصه و حسن طويته.
بداية الجهاد
أخذ بن أمية يدعو المجاهدين و الأهالي للرجوع إلى الأصالة الإسلامية , و نبذ الألقاب و الأسماء النصرانية المفروضة, و إعادة الألقاب و الأسماء الإسلامية, و الإهتمام بالصلوات الخمس و بإحياء المساجد. ووقعت نقمة الثوار على الكنيسة و ممثليها من قسس و رهبان و على موظفي الحكومة الذين أذاقوا المسلمين شر العذاب. فانقض عليهم الثوار و مزقوهم شر تمزيق, وقتلوا القسس و قضاة محاكم التفتيش و عمال الحكومة. و عمل محمد بن أمية على منع المجاهدين من الإنتقام و قتل الأبرياء.
ثم أرسل بن أمية البعثات للعالم الإسلامي يطلب العون و المساندة. فأرسل أخاه عبد الله بن أمية إلى الجزائر, و فراندو الحبقي إلى المغرب. و صادر أموال الكنائس و قدمها غنيمة لمصاريف الجهاد.
رد الفعل الإسباني
جاء رد فعل الدولة الإسبانية في فوضى ناتجة عن نزاع قواد الجيش, و إطلاق العنان للجنود و الأهالي النصارى للإنتقام من المسلمين العزل الذين يقعون في يدهم, من أطفال و نساء, لنهبهم و قتلهم و تشريدهم بكل شراسة. و كان بين الرئيس ديسا والماركيز دي مندوجر, القائد العام للجيش, عداوة ثابتة. كان ديسا و أعوانه يشتكون للملك بمندوجر, و يتهمونه بشتى التهم, فعمد, نكاية في مندوجر, إلى إجراءين: أولهما تأليف حرس وطني تحت رئاسة أحد ضباط البلدية الذين ينتمون إلى عائلة معادية لعائلة مندوجر؛ ثانيهما إرسال كتاب إلى الملك يطلب منه فيه تكليف ماركيز بلش, قائد منطقة مرسية, بمهاجمة البشرات من المنطقة الشرقية, و ينتمي هذا الماركيز هو كذلك لعائلة معادية لعائلة مندوجر. و هكذا تكون جيشان معاديان: أحدهما تحت قيادة دي منوجر لينطلق من غرناطة في اتجاه البشرات شرقا؛ و الثاني تحت قسادة ماركيز بلش لينطلق من مرسية في اتجاه البشرات غربا. فانطلق الجيش الثاني في 1-4-1569م و مر على ألمرية ثم وصل إلى سفح جبال البشرات, فقطع الصلة بين ثوار وادي المنصورة و مناطق ولاية ألمرية الأخرى و ثوار البشرات. و في 11-1-1569م تلقى ماركيز بلس أمر الملك بتعيينه قائدا عاما فوق العادة لمنطقة ألمرية. و خرج جيش مندوجر من غرناطة بتاريخ 2-1-1569م يصحبه عدد من القواد من أصل إسلامي كلويس دي قرطبة و ألونسو دي غرناطة بنيغش. و طلب الملك مساعدات لإنهاء الثورة من الممالك النصرانية خاصة لومبارديا و نابل و صقلية.
اتجه مندوجر بجيشه نحو وادي الإقليم و عسكر في البذول. فواجه المسلمون برئاسة شعبان في وادي الإقليم. و في 4-1-1569م و جه نحوه السلطان محمد بن أمية جيشا برئاسة (شابا), عسكر في بقيرة و منها أخذ يهاجم طلائع جيش الماركيز مندوجر في دورقال. و في 9-1-1569م زحف جيش مندوجر إلى جسر طبلانة الذي دمره الثوار المسلمن احتياطا. فوقعت أول معركة كبرى بين المسلمين و جيش مندوجر عند هذا الجسر, نجح بعدها القشتاليون في عبور الجسر و متابعة تقدمهم نحو لانجرون, ثم أرجبة, ثم بقيرة حيث تمركز جيش الثوار برئاسة السلطان محمد بن أمية في حاضرتها بوبين. و هناك جرت المعركة الثانية بين الثوار و جيش مندوجر اضطر بعدها محمد بن أمية إلى الإنسحاب, فقام الجيش الإسباني بجرائم لا تخطر على بال من قتل و سبي العزل من النساء و الأطفال و نهب الممتلكات.
و في 17-1-1569م وصل جيش مندوجر إلى بلدة جبيلش, فاستسلمت قلعتها, و كان بها حوالي 300 مجاهد, و تقول الروايات إن صهر (والد زوجه) محمد بن أمية أخذ يفاوض مندوجر على الإستسلام مقابل ضمانات كافة له و لأتباعه, كما تتهم الروايات ابن جهور بالضعف و بأنه عرض على مندوجر في جبيلش الإستسلام مقابل العفو عنه و عن أتباعه. و لم يستطع مندوجر البت في الامر قبل مراجعة الملك.






 
قديم 14-05-08, 04:38 PM   رقم المشاركة : 5
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


جريمة صليبية شنيعة
و في ليلة 18-1-1569م سجن الماركيز دي مندوجر داخل كنيسة جبيلش و حولها جميع الأهالي المسلمين الذين وجدهم في البلددة, و عددهم حوالي 2400 طفل و امرأة و 300 رجل مسن. و في الليل, انقض عليهم النصارى قتلا حتى أتوا عليهم جميعا. فكانت مذبحة مروعة دامت حتى الصباح, و فتحت سجلا جديدا من المذابح التي سيتعرض لها المسلمون في هذه الحرب.
يد تدعو للتفاوض و يد تبطش
و عند وصول هذه الأخبار إلى الملك, أرسل فرانسيسكو دي قرطبة إلى ألمرية بصفته قائدا عاما, و أرسل دييكو دي مندوسة للإطلاع على الأوضاع في جبيلش.
و ترك مندوجر جبيلش بجيشه يوم 23-1-1569م مطاردا الثوار في بسيط أجيجر. و كان محمد بن أمية معسكرا بجيشه في أندرش. فطلب مندوجر من ألونسو دي غرناطة بنيغش, و هو من أصل إسلامي, التوسط لدى محمد بن أمية ليستسلم و يسلم أسلحته مقابل العفو العام على جميع الثوار, و في نفس الوقت تابع مندوجر تحرشاته بالمجاهدين إذ اشتبك معهم قرب بطرنة يوم 27-1-1569م. ثم احتل الجيش القشتالي بطرنة و اعتقل مئات من المسلمات بمن فيهن والدة محمد بن أمية و شقيقتاه, و تابع الجيش سيره إلى أن احتل أندرش, ناشرا النهب و الرقة و الخراب و الموت في طريقه.
اعتقال القائد المجاهد الزماررحمه الله و قتله
ثم رجع جيش مندوجر إلى اجيجر و بقي بها خمسة أيام يجهز حملته على مناطق شلوبانية و المنكب و جبل واجر للقضاء على قوة من المجاهدين أعلاه تحت قيادة الزمار. ففي يوم 11-2-1569 م قام جيش مندوجر بثلاث هجمات لاحتلال ذلك الجبل الوعر, فقاومه المجاهدون في قلعة واجرش إلى ان هزموا, و قبض الإسبان على القائد الزمار و ابنته واقتادوه إلى غرناطة و قتلوه و مثلوا به شر تمثيل بعد أن عذبوه شر عذاب. و قتل جنود مندوجر كل من وقع بأيديهم من أهل المجاهدين, نساء و أطفالا و شيوخا, و انتشروا في البلدة يسرقون و ينهبون.
ملاحقة الإسبان لإبن أمية
و اعتقد مندوجر أن القضاء على الثورة أصبح وشيكا و أراد القبض على محمد بن امية. فلاحقه بجيشه على رؤوس الجبال, و قد علم من جواسيسه أن ابن امية يقضي الليل في بيت محمد بن عبو في بلدة مشينة. فهجم الجيش على بيت ابن عبو, لكن ابن أمية تمكن من الإفلات.
جيش من اللصوص و القتلة
و كان فراندو الغرمي, قائد المجاهدين في الجبهة الشرقية, قد عسكر في بلدة جسيقة على وادي أندرش. فتوجه جيش المركيز دي بلش على رأس جيش قوامه خمسة ألاف رجل و ثلاثمائة فارس, وصفهم المؤرخون الإسبان أنهم كانوا جميعا لصوصا و قتلة, لا يهمهم إلا السلب و النهب و إزهاق أرواح العزل. فوصل الجيش إلى جسيقة يوم 12-1-1569م و اشتبك في أكبر معركة له مع المجاهدين, اضطر فيها الثوار إلى الإنسحاب إلى أندرش. فلحقهم الجيش, لكن فرقة من المجاهدين اتجهت نحو ألمرية بقيادة ابن مكنون, و استقرت بضواحيها في بلدة فليش. فتحول نحوها جيش دي بلش خوفا على سقوط المرية في يد المسلمين. فاشتبك الجيش مع فرقة ابن مكنون في 18-1-1569م أرغمها على الإنسحاب بعد أن استبسلت في الدفاع على الحصن في معركة شارك فيها النساء و الأطفال. وقد قتل جيش دي بلش في هذه المعركة عدة ألاف من المسلمين و أسر نحو 2.000 من النساء و الأطفال و باعهم كعبيد, من بينهم إبن و أختان للقائد ابن مكنون. ثم اتجه الجيش نحو أندرش و أوهانش.
الوضع في نهاية 1569م
هكذا كان وضع الثورة الأندلسية في أواخر شهر فبراير عام 1569م: حرب غير كتكافئة, لا هوادة فيها, يدافع فيها المسلمون بأسلحة بالية دون تدريب عسكري مسبق ضد جيشين كبيرين لأقوى دولة أنذاك في أوروبا. و للتغلب على حرب العصابات التي مهر فيها المسلمون عمل جيش النصارى على قتل عائلاتهم من نساء و أطفال و سبيهم و بيعهم رقيقا في الأسواق. و لم ينج المسلمون الذين رفضوا الإنضمام إلى الثورة, كأهل غرناطة, من هذه المعاملة, إذ تابعهم النصارى النصارى بمضايقات لا حدود لها كانت أفظعها مذبحة سجن غرناطة.
مذبحة سجن غرناطة و الحكم على القتلى بعد موتهم
في مارس عام 1569م انتشرت إشاعات مفادها أن ابن أمية سيحتل غرناطة على رأس قوة من المجاهدين. فهجم حرس السجن في 17-3-1569م على السجناء يذبحونهم دون سابق إنذار, ثم فتحوا أبواب السجن لعامة النصارى, و مضوا الليل جميعا قتلا في المسلمين العزل حتى أتوا على ما لا يقل عت 150 سجينا من أعيان غرناطة الذي احتفظ بهم الإسبان رهائن للضغط على المجاهدين. و لم ينج من هذه المذبحة الشنيعة سوى والد محمد بن انية أنطونيو دي بالور و أخيه فرنسسكو. ثم بعد هذه المذبحة قامت محاكم التفتيش بالحكم على القتلى بمصادرة أموالهم.
انتفاضة سكان غرناطة بعد هذه الجريمة الصليبية
و لما علم أهل مملكة غرناطة بهذه الجريمة , ثاروا في عدة مدن, كطرش و عذرة, ضد الجيش و قتلوا عددا من الجنود و الضباط. بينما قضى جيشا دي مندوجر و دي بلش معظم شهر مارس في القتل و السلب و النهب, و شتتا المجاهدين على أعالي الجبال بعد ان كبدوا النصارى خسائر كبيرة في الأرواح. و مان مصير من استسلم من المجتهدين الغسترقاق. غير ان شراسة النصارى ضد المسلمين, المسالمين منهم و المحاربين, أدت بالمسلمين إلى تفضيل الموت في معركة الدفاع عن الدين و الشرف على الموت دون سبب, مما أذكى روح الجهاد من جديد.
الدعم الإسلامي و رسالة السلطان العثماني لأهل الأندلس
و لم يلتحق بالمجاهدين من الدول الإسلامية إلا بعض المتطوعة المغاربة و الجزائريين و الأتراك, و قليل من المال و العتاد من الجزائر. و هذا نص رسالة جوابية من السلطان سليم للمجاهدين الأندلسيين في هذه الفترة:
"مهمة دفتري رقم 14 حكم رقم 231 بتاريخ 24 شوال عام 977ه موافق 20-1-1569م, أعطي إلى خليل جاوخي في 10 ذي القعدة. حكم إلى اهالي الأندلس".
"وصل إلى استانة سعادتنا عرض حالكم الذي جاء فيه أن الكفارة, دمرهم الله و أضلهم, قد سلبوكم أسلحتكم و منعوكم من التحدث بالعربية, و أنهم يتعرضون انسائكم و يمارسون كل أنواع الظلم و التعدي عليكم. و تعلمون أنه يوجد حاليا لديكم عشرون ألف رجل مسلم كما أن هناك مائة ألف رجل قادر على حمل السلاح. و علمنا باستلامكم مقدارا من السلاح من الجزائر, و أن ذلك قد ربط على قلوبكم, و تمكنتم بذلك من تكبيد الكفار العديد من الخسائر. فالحمد لله على نصر أهل الإسلام, و ليكتب لهم الفوز الدائم على الكفار, أضلهم الله. وقد عرض بالتفصيل كل ما جاء في عرض حالكم من تحريرات و تقريرات على سرير سعادتنا, و أحاط علمي الشريف الملوكي و شمل كل ما يتعلق بأحوالكم و أخباركم, و أن أنظاري منصرفة دائما نحوكم".
" و لكن كفرة جزيرة قبرص القريبة من ممالكي المحروسة, و التي كانت على العهد و الامان منذ زمان اجدادي العظام, أنار الله براهينهم, نقضوا تلك العهود و أخذوا بالتعدي على التجار و أهل الإسلام و المسافرين بحرا لطواف بيت الله الحرام و زيارة تربة حضرة سيد الأنام عليه أفضل الصلاة و السلام بخلوص النية و صفاء الطوية. و بذلك فإنهم مصرون على العصيان و الطغيان. لذا بعد التوكل و الإعتماد على علو عناية الحق سبحانه و تعالى و التوسل و الإسناذ إلى المعجزات كثير البركات لفخر الموجودات صلوات الله عليه و سلامه. و كذلك بالإستمداد بالأرواح الطاهرة لسائر الصحابة الكرام, عليهم رضوان الله تعالى أجمعين, (أقول هذا لا يجوز. فالتوسل, و الإعتماد و التوكل لا يكون إلا على الله وحده عز وجل. و لا أحد يستطيع لنا نفعا و لا ضرا إلا الله و لو كان ملكا مقربا أو نبيا مرسلا أوصحابيا جليلا أو وليا صالحا. و عجبي بمن يٌعرض عن الله و يدعو غيره من الاموات و الأحياء لكشف ضر أو شفاء مرض. ), فقد استقرت نيتنا الملوكية على فتح و تسخير الجزيرة المزمورة في الربيع الأخر القادم. و نضرع إلى عتبة حضرة الحق جل وعلا أن ييسر لنا فتح و تسخير تلك الجزيرة و أن يبسط أيدينا عليها حتى تؤهل لأهل الإسلام, كما كانت عليه, و كي تقام فيها شعائر الشرع الشريف, و حتى يأمن التجار في غدوهم و رواحهم, و ينصرفوا للدعاء بثبات و مجد و رفعة دولة".
" و بما ان الوضع على هذا الحال, فإن إرسال الأسطول الهمايوني المظفر احمايتكم سيتأخر ريثما يتم إيصال المراكب للعساكر المنصورة للجزيرة المزبورة. و سيتم ذلك إثر إنهاء الأسطول لمهمته بعناية الحق. و قد أرسل أمري الهمايوني المؤكد إلى امير أمراء الجزائر الذي تتجه أنظاره و أفئدته نحوكم لإرسال النجدة و المعونة لكم, إما بإرسال العساكر المظفرة أو بإرسال العدة و العتاد, و بموجب أمري الشريف فإن أمير أمراء الجزائر سيكون خير معين و ظهير لكم".
" كما أننا نتوخى من خلال حميتكم الإسلامية المتأصلة في حلبتكم عدم التراخي عن إظهار غيرتكم على الدين المتين, فلتظهروا أنواع أخدامكم و أصناف اهتمامكم في الحرب و القتال و الجدال ضد الكفار الاذلاء. و المأمول ألا يضن علماء و صلحاء و سائر أهل الإسلام في تلك الديار بالدعاء ليل نهار بتيسير الفتح و النصر للغزوة المظفرة. و لا تتوانوا عن إعلامنا باستمرار عن أحوال و أوضاع تلك الديار".






 
قديم 14-05-08, 04:39 PM   رقم المشاركة : 6
ت ا ش ف ي ن المرابطي
مشترك جديد





ت ا ش ف ي ن المرابطي غير متصل

ت ا ش ف ي ن المرابطي is on a distinguished road


3-3/ انتشار الثورة و استشهاد بن أمية.
قلق الملك الإسباني من تصاعد انتفاضة المسلمين و إرساله لخوان النمساوي
قرر الملك فليبي الثاني الإتجاه إلى البشرات لإخضاعها بنفسه, عندما رأى صعوبة القضاء على الثورة, أسوة بسلفه الملكين الكاثوليكيين. فاقترح عليه الكاردينال اسبينوزا بدل ذلك, إرسال أخيه غير الشرعي, دون خوان النمساويو على رأس جيش جديد. فعينه الملك في 17-3-1569م ووضع تحت إمرته مجلسا حربيا. ثم أرسل إلى دي مندوجر يخيره بين البقاء تحت إمرة دون خوان او الإنتقال غلى المجلس العسكري في غرناطة كأحد أعضائه. ففضل مندوجر الإنتقال إلى غرناطة.
و في 6-4-1569م ودع دون خوان أخاه الملك و توجه غلى غرناطة التي وصلها في 13-4-1569م فاستقبله نصارى غرناطة مستصخبين أيتامهم وثكلاهم و أراملهم تحريضا له على إخراج المسلمين. و في 14-4-1569م اجتمع بزعماء الأندلسيين الذين اشتكوا إليه من سوء المعاملة و الإحتقار و نزع الممتلكات و إزهاق الأرواح بدون سبب, فوعدهم بحماية كل من خلص منهم للنصرانية.
تأسيس المجلس الحربي الإسباني لمواجهة الثورة
وفي 22-4-1569م عقد دون خوان مجلسا حربيا لتخطيط القضاء على الثورة, حضره الماركيز مندوجر و الرئيس ديسا.و اختلفت الأراء في المجلس, فصوت دي مندوجر إلى جانب الذين فضلوا الهدنة و المفاوضة مع المجاهدين, بينما صوت ديسا و معظم أعضاء المجلس الأخرين على تهجير الأندلسيين من حي البيازين و من مرج غرناطة و نقلهم إلى قشتالة. و رغم أن دون خوان لم يدل بصوته فقد ابدى ارتياحه للحل الثاني.
ارتفاع الروح المعنوية للمجاهدين
وأمام هذه المخاطر الجديدة التي تهدد الأندلسيين, و الأعمال الهمجية التي قام بها العسكر القشتالي ضد المجاهدين و عائلاتهم, و التجاوزات المتناهية ضد كل أندلسي من طرف رعاع النصارى و خاصة المجزرة الرهيبة التي كان ضحيتها رهائن سجن غرناطة, فقد أخذت أفواج المتطوعين تنظم إلى المجاهدين مفضلة الموت و السلاح في يدها على العبودية أو الموت في الشوارع و البيوت. و انزرعت بذلك في الجهاد روح جيدة من الحماس و القوة.
ملك إسبانيا يستنجد بالممالك الأوربية و تقاطر المتطوعين الصليبيين على إسبانيا
و طلب ملك إسبانيا العون من الممالك النصرانية, فتقاطر عليه المتطوعون و المرتزقة في كل اطراف أوروبا: جاء دون لويس دي ريكسنس من إيطاليا على رأس قوة بحرية تتكون من 24 سفينة نزلت على شاطئ البشرات و اشتبكت مع الثوار المسلمين في 28-4-1569م. فهزمت القوة و خسرت كثيرا من قوادها قبل ان ترتد إلى فرجليانة. و في 13-5-1569م سمح نائب الملك في مقاطعة قطلونية للمتطوعين بالإلتحاق بالجيش الغسباني لمحاربة المجاهدين, كما سهل في 18-5-1569م على الجنود الفرنسيين الإتجاه للبشرات. و هكذا اشترك ألاف المتطوعين النصارى من كل أنحاء اوربا في حرب صليبية حاقدة ضد الأندلسيين, و تقاطروا على مملكة غرناطة برا و بحرا.
انتصارات المجاهدين الأندلسيين
كان ابن امية يقيم في طاعة أجيجير بالبشرات و خطط مع قواته الهجوم على جيش النصارى محاولا الحفاظ على المبادرة بالإستفادة من المعارك السؤيعة المباغثة و تجنب المعارك المكشوفة. ووزع المجاهدون فرقهم المقاتلة في ضواحي المرية ووادي منصورة ووادي أش ووادي شنيل و مرج غرناطة ووادي الغقليم وجبال البشرات و جبال ابن طوميز شرق مالقة و منطقة رندة, أي كل نواحي مملكة غرناطة القديمة, حتى قيل إن بعض فرق المجاهدين دخلت حاضرة غرناطة نفسها.
وأخذ المجاهدون المبادرة في كثير من الاحيان:فاجأ المجاهدون كتيبة من 400 جندي تحت إمرة حاكم وادي أش الذي تحرك بأمر من ماركيز دي بلش لاحتلال مضيق رياحة, فهزموها و قضوا عليها. ثم شتت المجاهدون قوة تحت إمرة حاكم بلش أرادت أن تحتل صخرة فرجليانة, فهزموها و تابعوها إلى بلش. و بقيت فرجليانة في يد المسلمين إلى ان احتلها قوة دي ركسنس المتطوعة في 11-6-1569م. فأابادت حاميتها التي استبسلت في الدفاع عنها بمشاركة النساء و الشيوخ. هكذا حرر المجاهدون في ظرف أسابيع المئات من الحصون و القرى و المدن في كل أنحاء مملكة غرناطة.
معركة برجة و توالي انتصارات المجاهدين
تقدم جيش الماركيز دي بلش إلى برجة, فزحف إليه ابن أمية في أوائل يونيو عام 1569م على رأس عدة الاف من المجاهدين منهم حوالي 400 متطوع مغربي. وكان قائد المعركة المجاهد مشكر. فاشتعلت في برجة أول معركة كبيرة في هذه المرحلة من الجهاد, اضطر ابن امية على إثرها إلى الإنسحاب إلى قديار بعد ان حمل جيش دي بلش خسائر فادحة. وقد ادعى كل من المجاهدين و النصارى النصر في معركة برجة التي استشهد فيها حوالي 1500 مجاهد.
و في 1569م انضمت منطقتا الحامة و رندة و جبال بني طوميز شرق مالقة إلى الثورة, فطرد مجاهدو تلك المناطق الحاميات القشتالية بقوات تحت قيادة الشريران و فراندو الدرة, و ردوا هجوما شنه حاكم المرية عليهم و اضطر إلى الإلتجاء إلى بلش ملقة و لم يعد يخرج منها.
و سيطر مجاهدو وادي المنصورة, شرق االمريةو على سلسلة من الحصون و القرى. و حاصروا قلعة صيرون, أكبر تلك الحصون و أمنعها, منذ 10-6-1569م, إلى أن حرروها في 11-7-1569م بعد أن هزموا قون قشتالية برئاسة حاكم بسطة حاولت إنقاذها. كما حرر المجاهدون قصور أرية, ثم حاصروا بيرة في سبتمبر و أرجبة في أكتوبر,
و فاة أحد قادة الجهاد رحمه الله و أوامر ملكية بتهجير الأندلسيين
و في شهر يوليوز توفي أحد قواد الجهاد محمد ابن جهور الصغير, عم محمد بن امية.
بينما كان المجاهدون ينتشرون في كل انحاء مملكة غرناطة تواجههم قوات دي بلش و فرق المتطوعة النصارى تحت قيادة حكام المناطق, كان دون خوان النمساوي مقيما في حاضرة غرناطة منشغلا عن المعارك بحضور جلسات المجلس العسكري بأمر من أخيه الملك. فوصلته أوامر بتهجير المورسكيين من حاضرة غرناطة في 23-6-1569م. وأيد هذا القرار جميع أعضاء المجلس, بما فيهم دي مندوجر, فانتشر الجيش القشتالي في حاضرة غرناطة و مرجها, و بعد فجر ذلك اليوم مباشرة خرج المنادون على أصوات الطبول يعلنون وجوب التحاق المورسكيين بالكنائس, و منح الرئيس ديسا الأمان لكل من يطيع الامر. فأذعن أهل غرناطة دون مقاومة, و تجمعوا في الكنائس و قضوا يومهم و ليلتهم تحت الحراسة. و في الصباح فرق الجنود النساء عن الرجال, ثم فرقوا الرجال ما بين الذين تقل أعمارهم من عشر سنين أو تزيد على الستين و بين الأخرين, و أخذوا هؤلاء بين صفين من الجنود غلى المستشفى الملكي خارج المدينة. ثم انتقوا منهم بعض الصناع و المهرة من العمال الذين سمحوا لهم بالمكوث في غرناطة. و أخذوا الجميع إلى قشتالة, بما فيها مناطق الأندلس التي احتلت قديما و منطقة بطليوس. و عومل المهجرون في الطريق أسوأ معاملة من نهب و قتل, بينما صودرت منازلهم و أملاكهم و أموالهم التي تركوها في غرناطة. و يقدر عدد المهجرين ب7000 امراة و 3.500 رجل لم تصل منهم إلى المناطق المهينة لهم إلا أعداد قليلة, بينما قتل الباقون أو ماتوا جوعا و مرضا و تعبا, أو بيعوا في اسواق النخاسة كعبيد.
و زادت هذه الجريمة النكراء على جرائم النصارى في حق اهل الأندلس مستوى جديدا, و زادت من كره الأندلسيين للقشتاليين النصارى. و انضمت للمجاهدين بسببها أعداد جديدة من المتطوعين الأندلسيين. و في 3-8-1569م تمكنت قوة من المجاهدين بقيادة الناقص من القضاء على قوة قشتالية في وادي الإقليم كانت متجهة إلى أرجبة بالمؤن, و أباد المجاهدون كتيبة قشتالية كانت تحرس جسر الطبلات. و ضاعف الارشذوني هجماته على الحصون التي لازالت بيد الجيش الإسباني, و شدد ابن المليح قائد منطقة وادي منصورة هجماته على مدينة أرية, و أصبح المجاهدون على أبواب مدينة ألمرية.
ثم تحرك جيش دي بلش بأمر من دون خوان غرناطة من ميناء عذرة الذي أخذه من يد المجاهدين, و توجه إلى أشيجر. فأمر محمد بن أمية بيدرو مندوسة الحسين, أحد قواده, باعتراض الجيش المهاجم, فلم يستطع. و في 3-8-1569م سار جيش دي بلش نحو بالور حيث تجمعت قوات المجاهدين تحت قيادة ابن أمية. فقامت بين الطرفين معركة ضارية ارغمت المجاهدين على الإنسحاب, و احرق الجيش بيت ابن أمية في بالور.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:05 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "