الزميل الاباضي كوكب المعرفه .. الآيه الكريمه التي استدللت بها جاء في بدايتها (والذين لا يدعون مع الله الهآ آخر .) الآيه ... وهذا يدل على ماقاه الاخوه لك عند اباحت هذه الافعال ..
ورد في السنن عن النبي عليه الصلاة والسلام الشفاعه لاصحاب الكبائر من الموحدين امته صلى الله عليه وسلم .. ومن المعلوم ان السنه تفسر القرآن و قد يكون العكس ..
ومرتكب الكبيره عند اهل السنه اذا مات و لم يتب منها , فهو تحت مشيئة الله ان شاء عفا عنه وان شاء عذبه .. و هو غير كافر فهو مؤمن بإيمانه ..
فهم لا يكفرون المسلم بالكبائر ويقولون : هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته , اي انه مؤمن ناقص الايمان .
و ايضا من المعلوم ان الذين يخرجون اصحاب الكبائر من الملة و يكفرونهم هم الخوارج و غيرهم من المعتزله و من لف لفهم ...
و مسألة خلود اصحاب الكبائر في النار مسألة محدثه لم يتكلم بها اصحاب النبي عليه الصلة والسلام و لافسروا القرآن بمقتضاها ...
و ايضا من المعلوم ان (الحد) في مرتكب الكبيره يعتبر تكفير لذنبه .. اي من الكفرات ..
فالفاسق يدخل بإسم الايمان المطلق كما في قوله تعالى : (فتحرير رقبة مؤمنه) .. لان هذا الانسان قد قتل و مع ذالك اخله الله بمسمى الايمان المطلق .. وكذالك قوله تعالى : (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ..) الآيه ..
وقد اعجبني هذا الجواب على سؤال فأحببت ان انقله هنا :
السلام عليكم ورحمة الله
تستدل المعتزلة من لفّ لفّهم ونحا نحوهم على تخليد العُصاة مرتكبي الكبائر في النار بقوله تعالى (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) .
وبقوله عزّ وَجَلّ : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) . فما صحة هذا الاستدلال ؟ وما جواب أهل السنة عن ذلك ؟
أولاً : لا بُدّ في الاستدلال بأمرين :
الأول : صِحّة الدليل ، وهذا لا نِزاع فيه في أدلّة القرآن .
الثاني : صِحّة الاستدلال .
ولذا فإنك لا تكاد تجِد مُبْطِلا إلاّ ويستدلّ على قوله بالقرآن ! وذلك لسببين : الأول : كون القرآن حَمّال أوجه . والثاني : لِمكانة القرآن في نفوس الناس .
ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنه سيأتيكم ناس يجادلونكم بشبهات القرآن فخذوهم بالسنن ، فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله . أخرجه الدارمي واللالكائي .
وأخرج اللالكائي نحوه عن عليّ رضي الله عنه . ولَمَّا بعث عليٌّ رضي الله عنه ابن عابس رضي الله عنهما إلى الخوارج أوصاه بأن يُجادلهم بالسنن !
ثانيا : من كان يعتقد صِحّة أحاديث الصحيحين فنحتكم وإياه إليهما ، ومن كان لا يَرى صِحّة أحاديث الصحيحين فضلا عن غيرهما ، فنحتكم وإياه إلى أصلين : الأول : نصوص القرآن ، فإن القرآن يُفسِّر بعضه بعضا ، والقرآن خير ما فُسِّر به القرآن . والثاني : لُغة العرب التي نَزَل بها القرآن .
ثالثا : هذه المسألة ، وأعني بها مسألة خلود العُصاة أصحاب الكبائر في النار ، مسألة مُحدثة لم يتكلّم بها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، ولا فسّروا القرآن بمقتضاها .
وأما ما استدلّوا به ، فليس لهم فيه دليل ، وبيان ذلك : قوله تعالى في شأن الربا وأهله : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
ففي الآية : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) ، وهذا قبل قوله تعالى : (وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)
فالخلود هنا إما أن يُراد به الخلود الأبدي ، فيُحمَل على من استحلّ الربا ، وهو صريح قوله تعالى : (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا) ، فالذي يقول : البيع مثل الربا ، ويستحلّ الربا ، فهو كافر ، وهو خالد مُخلّد في النار .
وإما أن يُراد بالخلود طُول الْمكْث والبقاء ، وهذا له أصل في لغة العرب ، فإن العرب تُطلق الخلود بمعنى طُول الْمُكْث .
قال زُهير :
ألا لا أرى على الحوادث باقيا * ولا خالدا إلاَّ الجبال الرواسيا
ومعلوم أن الجبال لا تَخْلُد أبَدَ الدَّهْر ، بل هي زائلة بِنَصّ القرآن ، كما قال تعالى : (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا (105) فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا (106) لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا) .
ويُقال مثل ذلك في قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) .وهذا الخلود أيضا يُراد به أحد أمرين :
الأول : أن يكون الخلود على بابه ، وهو خُلود أبديّ ، فيكون المقصود بالمعصية في الآية الكُفْر ، وسِباق هذه الآية ، وهو ما وَرَد قبلها ، يَدُلّ على المقصود بها ، وهو من عصى الله وتعدّى حدوده في قسمة المواريث ، ولم يرضَ بِحُكم الله فيها ، فهذا يكون كَفَر أو أشرَك بالله .
فيكون معنى قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) " أي : لِكَونه غيَّر ما حَكَم الله به وضادّ الله في حُكْمه . وهذا إنما يَصدر عن عدم الرِّضا بما قَسَم الله وحَكَم به ، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم " .
الثاني : أن يكون الخلود على معنى طول المكث كما تقدّم ، وله أصل في لُغة العرب .
فإن قيل : هل دلّ القرآن على إطلاق المعصية على الكُفر ؟
فالجواب :
نَعَم ، بل جاء إطلاق وصف " الفِسْق " و " الظَّلْم " و " المعصية " على الكُفر . ومن ذلك : قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ) إلى قوله عزّ وَجَلّ : (فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ، فأطلق وصف " الظُّلْم " على الكافر .
وأصرح منه قوله تعالى : (وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) .
وجاء في نصوص القرآن إطلاق وصف المعصية على الكُفر ، كما في قوله تعالى : (مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) . وهذه الآية في وعيد اليهود الذين قالوا : (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَعْدُودَةً) .
وقال تعالى عن كُفْر قوم عاد : (وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ)
فالمعصية هنا يُراد بها الكُفْر قطعا . وقال عزّ وَجَلّ عن فرعون : (فَكَذَّبَ وَعَصَى) ، فالمقصود بالمعصية هنا الكُفر بِلا خِلاف .
ومثله قوله تعالى في آية " الجن " : (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) ، فالمعصية هنا يُراد بها الكُفر ، والخلود هنا أبديّ ، ولذلك وصف الخلود بالتأبيد بقوله : (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) .
فالتفريق هنا ليس لِمُجرّد الهوى ، إذ لفظ آية النساء يحتمل المعنيين ، ولفظ آية الجن لا يحتمل إلاّ معنى واحدا .
وجاء إطلاق وصف الكُفر والظّلم والفسوق في ثلاث آيات من سورة المائدة ، ويُراد به الكُفر . وقوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) وحُمِل على الكُفر ما بعدها : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ، (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
وكذلك جاء إطلاق وصف الفِسْق على الكُفر ، كما في قوله تعالى : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) .
وقوله عزّ وَجَلّ : (وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) . فالفِسْق هنا يُراد به الكُفر .
وإذا احتكمنا وإياهم إلى القرآن نَجِد أن الخلود الأبدي في القرآن أُطلِق في حقّ من كان كافرا . هذا من جهة، ومن جهة ثانية نَجِد أن الله أثبت الإيمان لمرتكبي الكبائر ، ولم يُحْكَم بِكُفْرهم حال الوقوع في الكبائر ، وهذا كثير في القرآن ، نحو قوله تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) فأثبت لهم الأخوّة رغم الاقتتال ، وهو من كبائر الذنوب ، ثم قال سبحانه وتعالى بعد ذلك : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) .
فأثبت لهم الأخوة مرّتين ، والأخوّة لا تكون إلاَّ بَيْن المؤمنين ، ولو حُكِم بِكُفْرهم عند الاقتتال لَمَا حُكِم لهم بالأخوّة .
ولا شك أن القَتْل والاقتتال بغير حق كبيرة من كبائر الذنوب ، ومع ذلك لم يُخرجهم ذلك عن مُسمّى الإيمان إلى الكُفر ، مع أن ذلك لم يُقيّد بِحال التوبة .
ومثله الفرار من الزحف ، فهو كبيرة من كبائر الذنوب ، ومع ذلك قال الله عزّ وَجَلّ : (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ) ، فأثبَت لهم الإيمان مع تولّيهم من الزحف ،وذلك بِقوله تعالى : (مِنْكُمْ) ، فهم من المؤمنين لم يخرجوا من دائرة الإيمان .
ومثله قوله تعالى : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) ثم قال تعالى : (ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) ، فأثبت لهم الإيمان أيضا .
وكذلك القول في سائر الكبائر ، فإن صاحبها لا يخرج من دائرة الإسلام ما لم يستحلّها ،أي : يعتقد أنها حلال ، أو يقول : إنها حلال ! والله تعالى أعلم .