في كل معركة,فان التحول من الهجوم الى الدفاع هو اول مظاهر الانكسار وخسارة المعركة.
فمن المعلوم قول النبي صلى الله عليه وسلم "ما غزوي قوم في عقر دارهم الا ذلوا",
دلالة على ان وصول العدو الى قعر داركم هو دليل الذلة التي جعلت عدوكم يغزوكم وانت في قعر داركم.
فكيف اذا كنتم تهجمون على العدو وقد عرضتم عليه كل قوتكم ثم يتوقف التقدم وتتحول الحشود من الهجوم والهتاف العالي والحمية الايجابية,الى الدفاع البائس والصوت الخافت والشعارات المرتعشة؟.
لقد قلنا سابقا بان نقطة ضعف الشيعة (وكذلك اليهود)انهم لا يستطيعون الدفاع,وان احد ستراتيجياتهم في اي معركة حتى لو كانت حوارا او تفاوضا هو انهم ينتقلون دائما من الدفاع الى الهجوم,استنادا الى مقولة ان خير وسيلة للدفاع الهجوم,
لذلك فان اهم نقطة يجب ان تتسلح بها وانت تحاور او تعارك شيعيا هو ان تستمر بالهجوم,وان تركز على النقاط التي يتهرب منها,وان لا تمنحه الفرصة لان يهجم,وبمجرد ان يراك قد لحظت فيه هذا العيب,وانه عجز عن قلب موقفه من الدفاع الى الهجوم فسوف يراوغ ويعرض عليك بعض المراوغة,فان وجدك صلبا في موقفك مستمرا في الهجوم فسوف يستسلم ويخنع اما هاربا او متخفيا.
قلنا قبل ايام بانكم اذا رأيتم قوة المظاهرات في تصاعد من حيث زيادة عدد المتظاهرين وضخامة صوت التكبيرات وارتفاع سقف المطالب وارتقاء الشعارات المرفوعة من حيث الهجوم والعنفوان والكبرياء,فاعلموا ان المظاهرات تسير نحو النجاح .
اما ان رايتم هتافات الله اكبر تخفت وسقف مطالبهم ينخفض وشعاراتهم تخفت وتتميع على اصوات اغاني "الدك والركص" التي تذاع عليهم من فوق المنصة,فاعلموا ان المظاهرات تسير نحو الخسران!.
من يتابع الشعارات المرفوعة في المظاهرات حاليا والخطب التي تلقى من فوق المنصة ,ثم يتابع الحوارات التلفزيونية التي تجرى مع بعض من يدعون اشتراكهم او قيادتهم للتظاهرات,يدرك انهم تحولوا من حالة الدفاع القوي والهادر,الى حالة الدفاع الضعيف والخانع,
فبدلا من ان تكون شعاراتهم هي نامر باخراج المعتقلين بدون قيد او شرط ,تحولت الى اخراج المعتقلين الابرياء!. وبدلا من المطالبة بطرد الجيش اصبحوا يطالبونه بعدم التدخل !!. وبدلا من التنديد بطائفية الشيعة اصبحنا ندفع عن المظاهرات تهمة انها طائفية!!,
وبدلا من ان نرفع شعار يالثارات عمر,اصبحنا نرفع شعار لبيك يا حسين (على منهج الحسين!),وبدلا من ان نرفع شعار ان لم يخرج الشيعة معنا فانهم طائفيون,اصبحنا نرفع شعار خرجنا من اجل السنة والشيعة!!.
وبدلا من ان ننشد اناشيد حماسية كـ"لبيك اسلام البطولة", او اناشيد تذكرنا بالشهداء والمعتقلين كـ"وداع ايها البطل" ,اصبحوا ينشدون لنا اناشيد مليئة بالشروكيات كـ"والحسين ودم العباس"(وهي انشودة مخصصة اصلا لدعوة العراقيين للانتخابات!!) او "لا والله والعباس"(وهي اغنية من عهد صدام ومعروف بان الحلف بغير الله شرك ظاهر او معصية على اقل تقدير)!!.
وبدلا من ان ندافع عن رفع علم الثورة السورية ونرفع معها اعلام كل دول العالم الاسلامي وخصوصا علم افغانستان والشيشان وفلسطين لانهم اخواننا,اصبحنا نخاف ان نرفع حتى خرقة بيضاء!.
وبدلا من ان نندد برفعهم للرايات الطائفية والثارية والمجوسية في شوارع بغداد وعلى اسطح الابنية الرسمية وفوق الدبابات,اصبحنا نخشى ان نرفع شعار لا اله الا الله خشية ان يتهمونا بالارهاب!!.
واصبحنا بدلا من ان نهددهم باننا سوف نزحف لطردهم من بغداد,اصبحنا نخاف ونرتجف من تهديدهم بارسال القوات لطردنا من الاعتصام!!!.
واصبحنا بدلا من ان نُعيّرهم بانهم عملاء وجواسيس,اصبحنا ندفع عن انفسنا تهمة العمالة ونُقسم لهم أغلظ الايمان باننا "اصلاء" و"شرفاء" ولسنا "عملاء"!!.
واصبحنا بدلا من ان نطلق الرصاص تخويفا للمجوس وفرحا بانتصار اخواننا المجاهدين في سوريا واحتلالهم لمطار تفتناز,اصبحنا نطلق النار احتفالا بفوزنا بالطوبة (كرة القدم) على الكويت!!
(مقارنة بسيطة لتعرفوا مقدار الولاء لايران عند الشيعة,قبل اكثر من عشر سنوات,ايام صدام,تقابل الفريق الايراني مع الفريق السوري في احد المباريات,وكنت في طريقي الى البيت حين سمعت فجاة تعالي الهتافات في المقهى وصوت التصفيق,هل تعرفون لماذا كانوا يصفقون؟,لان ايران سجلت هدفا على الفريق السوري!!!,فهل تمكنا من غرس عقيدة الولاء للاسلام في نفوس شبابنا ام ما زلنا نظن ان المجوس اخواننا ؟؟).
والطامة الكبرى هي,
بدلا من ان نكون نحن من نقطع الطريق الدولي,ونحن من نحتل المنافذ الحدودية,ونحن من نفرض الحصار الاقتصادي على المالكي ونجعله يئن من الالم,اصبح هو من يغلق المنافذ وهو من يحاصرنا وهو من يبتزنا ويساومنا ويقطع ارزاقنا!!!
(هل كان منظمو التظاهرات يخدعوننا حين ادعوا بانهم قطعوا الطريق السريع ثم تبين انهم لم يقطعوه؟؟!).
فكيف تحولت مظاهرات اهل السنة من الهجوم الكاسح في الايام الاولى والذي ارعب حتى المجوس في ايران حتى هددوا بالتدخل لحماية المالكي.الى ان اصبح المالكي هو من يهدد بالهجوم الكاسح ويعتبر اهل السنة مجرد فقاعة او "بوخة" بعد ان نجح زعطوط احمق مثل مقتدى بان يخدع المتظاهرين "ويقشمرهم" بحجة انه معهم شرط ان يتنازلوا عن مطالبهم!!!.
من حق المالكي ان يصف المظاهرات بانها فقاعة مادام انه لم ير منها سوى اناس يقفون في البرد القارص ليرفعوا شعار اخوان سنة وشيعة وهذا الوطن ما نبيعه!!.
وهل يريد المالكي منكم سوى ان تهتفوا بهذا الشعار الذي يثبت عميق ولاءكم له ما دام انه "السيد رئيس الوزراء" !!.
وهل يحلم المالكي وامثاله بان تخرج حشود اهل السنة في الليل المعتم لتهتف له "بالروح بالدم نفديك يا عراق",وهو الذي يعتبر قانونيا ورسميا ودوليا الممثل الشرعي لهذا "العراق"؟؟.
لو دفع المالكي مليون دولار لكل متظاهر من الشيعة لكي يخرجوا في عز هذا الليل البارد المظلم ويهتفوا له بمثل هذه الهتافات لما استجاب له احد,فكيف بكم وقد خرجتم تهتفون له بمثل هذه الظروف دون ان يدفع لكم؟.
بل كيف بكم وانت تهتفون له وهو يغتصب نساءكم ويقتل ابناءكم ويهجر اباءكم؟؟؟.
هل يستطيع نوري المالكي ومن خلفه ايران ان يجازي هيئة علماء المسلمين التي استطاعت بمهارة فائقة ان تحول المظاهرات من كابوس يزلزل عمامة خامنئي الى زهرة حمراء تهدى للمالكي بعيد الحب؟.
لو فكر دواهي المجوس واليهود الف سنة في طريقة لاخماد ثورة اهل السنة بهذه الطريقة هل كانوا سيخمدونها بنفس الطريقة التي اخمدتها بها هيئة علماء المسلمين وعبد الملك السعدي وملك الاردن عبد الله؟؟.
الا يستحق شيخ المجاهدين حارث الضاري ان يهديه المالكي "فيلا" في اغلى شوارع عمان
(لا باس من ان يهديه الشقة التي كان يسكنها طارق الهاشمي ما دام انه سيناط به نفس الدور الذي لعبه الهاشمي قبل سنوات!) ,او ان تهديه ايران قصرا على بلاجات الاسكندرية ,لتمكنه من تحويل ثورة اهل السنة ضد المجوس الى مظاهرات العراقيين لنصرة العراق ورئيسه المفدى السيد نوري المالكي اعزه الشيطان؟!.
والله لو كنت مكان المالكي لمنحت الشيخ الضاري (علنا) هدية لا تقدر بثمن جزاء الخدمات التي قدمها للشيعة حين استطاع قتل ثورتهم وشق صفوفهم والغدر بظهورهم.ولمنحت قناة الرافدين هدية بمليار دولار لانها استطاعت ان تخدر اهل السنة وان تقلب ثورتهم الغاضبة الى مظاهرة وديعة تهتف باسم الحسين وتقسم بدم العباس وتحلف به,ولمنحتها صفقة عرض اعلانات "ضد الارهاب والتطرف السني" التي كانت ممنوحة للعربية والام بي سي والتي تقدر بمليار دولار!!.ولمنحت كل مذيع في قناة الرافدين مبلغ مليون دولار لانه استطاع ان يمنع كل "سني نجس" من التهجم على سماحة السيد مقتدى وباقي المراجع "العضام"!,وسوف اعمل على اطلاق سراح "ابو مريم" اكراما لاخيه "ابو مناظر" خصوصا وانه كان اسدا هصورا ,لكن اخوه باع بطولته من اجل الغدر باهل السنة!!!.
يقال في علم الداينمك (الحركة) واقتنصها منهم علماء السلوك,انك ان لم تستطع ان تصد القطار او العربة التي تسير نحوك مخافة ان تكسر ذراعك,فسر معها في نفس خط سيرها بضع خطوات لامتصاص زخهها ثم احرفها شيئا فشيئا حتى تغير وجهتها ,والمفاجأة انك تستطيع بهذه الطريقة ان تغير مسار حركتها بزاوية 180 درجة,بعد ان ترسم نصف قطر دائرة!!.
لقد واجه الامريكان جهاد اهل السنة بالمباشر,فكسرت ذراعهم,لهذا فكروا بان يستخدموا الحزب الاسلامي لانشاء الصحوات ,وليحرفوا اندفاع اهل السنة بزاوية 180 درجة.واليوم جرب المالكي مواجهة اهل السنة فكسرت ذراعه,ولهذا جاءته النصائح بان يتبع نفس السبيل الذي اتبعه الامريكان من قبله,وحيث ان ورقة الصحوات وورقة الحزب الاسلامي قد احترقت, لذلك لم يبق امامه سوى هيئة علماء المسلمين
ولهذا فسوف يشكل المالكي صحوات جديدة تقودها هذ المرة هيئة علماء المسلمين و"بقيادة" اردنية واماراتية ,هدفها محاربة "طائفية" اهل السنة ورفع شعار "العراق قبل الاسلام"و"الاسلام يفرقنا والحسين يجمعنا"!!.
على خلاف الصحوات السابقة التي رفعت شعار نتحالف مع الامريكان من اجل محاربة ايران!!.
ولقد اتضح لاحقا بان الصحوات كانت تقاتل مع ايران وامريكا ضد عدوهما المشترك,فماذا سنكتشف لاحقا عن هيئة علماء المسلمين وهي التي ما زالت حرارة حسن نصر الله تجري بيد الشيخ حارث الضاري اعز الله به اهل السنة ؟!.
( هيئة علماء المسلمين والحزب الاسلامي العراقي عملة واحدة,ويكفي ان البرنامج الذي كان يقدمه الرعديد عبد الملك السعدي كان يبث من على قناة الرافدين وقناة بغداد في وقت واحد لنعرف انهما لا يزالا فريق واحد!!).
اخيرا ,فقد سمعنا ان هيئة علماء المسلمين قد نظمت مظاهرة "مليونية" امام جامعة الدول العربية في مصر,فهل سمعتم عن تلك المظاهرة شيء او رأيتم عنها قصاصة؟؟.
نصيحتي لاهل السنة:
لا تدافعوا ,بل ليكن شعاركم الهجوم والهجوم دائما.وان خفتم من قال فلان وقالت فلانة,فلماذا خرجتم اذا؟؟.
العالم لا يحترم المتميع بشعاراته.لذلك كلما كانت شعاراتكم لاذعة وصادقة ومخلصة في نصرة اخوانكم كانت اكثر تاثيرا وابلغ في ملامسة مشاعر الراي العام .
عدوكم ليس غبيا او "فكيرا",بل ان عدوكم هو قمة المكر والدهاء يناصره ويخطط له عباقرة العالم الغربي والشرقي من اجل الاطاحة بكم,لذلك لا تستهينوا بمخططاته,وافضحوها قبل ان تقع حتى لا يستطيع مباغتتكم بها.
احسب- والله اعلم- ان الله سبحانه وتعالى سوف يختبركم غدا(الجمعة) ببرد شديد وربما رياح وعواصف ليختبر صبركم وشدتكم ومدى اخلاصكم لقضيتكم,فان خرجتم بحشود اكبر من الجمعة السابقة فابشروا بخير كبير باذن الله,اما ان ارعبكم البرد واقعدتكم العواصف عن نصرة اخوانكم,فلا ترجوا النصر بعدها,وتذكرا ان اخوانكم في المعتقلات يعانون تحت هذا البرد ولا يجدون ما يتغطون به.وليكن شعاركم تحت هذا البرد : سوف نتقاسم البرد مع اخواننا المعتقلين سوية.
لا بد من عقد "حلف الفضول" جديد بين قبائل اهل السنة,او لنقل لا بد من التهيئة لعقد "حلف المطيبين" بين الفصائل الجهادية والقبائل والمتظاهرين,لتوحيد الصفوف وتشكيل جبهة دفاعية وهجومية ,وهذا ما سوف نطرحه لاحقا باذن الله.
اللهم الطف باخواننا اهل السنة في العراق وانصرهم على عدوك وعدوهم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.