تخبط صاحب المراجعات: مرجعهم عبد الحسين يتناقض في بيان موقف البخاري من رواة الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد فقد سبق لي أن قمت بدراسة قديمة لكتاب المراجعات وتشريحه ، جعلتني أقف على العديد من مواطن الخلل فيما طرحه وأورده ، ونظراً لعرض قناة وصال برنامج بعنوان ( مراجعة المراجعات ) فقمت بطرح هذا الموضوع مساهمةً مني في نقد هذا الكتاب وبعض ما ورد فيه.
حيث وقع مرجع الشيعة عبد الحسين في تناقض مخجل في نفس الكتاب حين صرح في الموطن الأول بمدح الإمام البخاري لأنه كان يروي عن الشيعة وكان بعض مشايخه من الشيعة نبزوهم بالرفض ...
ثم عاد في موطن آخر ليذمّ البخاري متهماً إياه بالتعصب لأنه أعرض عن الاحتجاج بأبان بن تغلب لأنه من الشيعة ...
وإليكم بيان الموطنين وكما يلي:
الموطن الأول: مدح البخاري لاحتجاجه برواة من الشيعة نُبِزوا بالرفض
والسبب الذي جعله يمدح الإمام البخاري هو ذلك الاعتراض الموجه من قبل محاوره في المراجعات ( الشيخ سليم البشري !!! ) بأن أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة في مروياتهم حيث قال معترضا في المراجعة ( 13 ) ص 102 :[ وربما اعترض بأن الذين رووا نزول تلك الآيات فيما قلتم إنما هم رجال الشيعة ، ورجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم ، فماذا يكون الجواب ، تفضلوا به إن شئتم ولكم الشكر ، والسلام ].
فأجابه عبد الحسين قائلاً في المراجعة ( 14 ) ص 102-103 :[ وأما الكبرى وهي قوله : " إن رجال الشيعة لا يحتج أهل السنة بهم " فأوضح فسادا من الصغرى تشهد بهذا أسانيد أهل السنة وطرقهم المشحونة بالمشاهير من رجال الشيعة ، وتلك صحاحهم الستة وغيرها تحتج برجال من الشيعة ، وصمهم الواصمون بالتشيع والانحراف ، ونبزوهم بالرفض والخلاف ، ونسبوا إليهم الغلو والافراط والتنكب عن الصراط ، وفي شيوخ البخاري رجال من الشيعة نبزوا بالرفض ، ووصموا بالبغض ، فلم يقدح ذلك في عدالتهم عند البخاري وغيره ، حتى احتجوا بهم في الصحاح بكل ارتياح ... إلى أن قال ص 180 : وهذا آخر من أردنا ذكرهم في هذه العجالة ، وهم مئة بطل من رجال الشيعة ، كانوا حجج السنة ، وعيبة علوم الأمة ، بهم حفظت الآثار النبوية ، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد ، ذكرناهم بأسمائهم ، وجئنا بنصوص أهل السنة على تشيعهم . والاحتجاج بهم ، نزولا في ذلك على حكمكم ، وأظن المعترضين سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة ، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق والأمانة بدون فرق بين السني والشيعي ].
الموطن الثاني: ذمَّ الإمام البخاري لإعراضه بالرواية عن الشيعة تعصباً
وهذه الحقيقة نطق بها في معرض ترجمته لأبان بن تغلب الشيعي حيث قال في المراجعة ( 110 ) ص 414-416:[ وفاز جماعة من أعلام أولئك الأبطال بخدمتهما وخدمة بقيتهما الإمام الصادق عليهم السلام ، وكان الحظ الأوفر لجماعة منهم فازوا بالقدح المعلى علما وعملا . فمنهم أبو سعيد أبان بن تغلب بن رباح الجريري القارئ الفقيه المحدث المفسر الأصولي اللغوي المشهور ، كان من أوثق الناس ، لقي الأئمة الثلاثة ، فروى عنهم علوما جمة ، وأحاديث كثيرة ... ولا يضره عدم احتجاج البخاري به ، فإن له أسوة بأئمة أهل البيت ، الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد التقي ، والحسن العسكري الزكي ، إذ لم يحتج بهم ، بل لم يحتج بالسبط الأكبر سيد شباب أهل الجنة ، نعم احتج بمروان بن الحكم ، وعمران بن حطان ، وعكرمة البربري ، وغيرهم من أمثالهم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ].
فتأملوا كيف نقض غزله بيديه إذ كان الأصل عنده هو الطعن بالبخاري واتهامه بالتعصب والبغض لأهل البيت عليهم السلام ، إلا أنه ذُهِلَ هذا الأصل حينما أراد الجواب عن دعوى كون أهل السنة لا يحتجون برجال الشيعة في الرواية فهوى عليه بمعوله حتى أرداه صريعاً !!!