العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-06-11, 09:28 AM   رقم المشاركة : 1
الراجى حسن الخاتمة
عضو نشيط






الراجى حسن الخاتمة غير متصل

الراجى حسن الخاتمة is on a distinguished road


Post كلمات منمقة غير منسقة

واردت على ذاكرتي كلمات كانت مخزنة في حفيرات الزمن حين حاولت أمس الإخلاد إلى النوم بعد رشح – سعال وعطاس كان سببهما الجو البارد الذي لازم مدينة عمان الأردنية أربعينيات الشتاء القاسي هذا - لازمني أسبوعاً ، فذكرني بأبيات المتنبي في وصف الحمّى التي حفظناها أيام دراستنا في المرحلة الثانوية ، وكنت أيامها أعاني من مرض التيفوئيد ( التيفوس ) ، فقلت : يأبى المتنبي أن يطرح معاناته إلا بشكل عملي يتحسسه القارئ لقصيدته بقوة ، فلا ينساها ، وإن طال به العمر لأنه عايشها عملياً ، ومن عاين تأكد ، ومن ذاق عرف .

تواردت هذه الكلمات شعراً ونثراً ، حِكَماً وعظات ، دون تنسيق ولا ترتيب ، فأحببت أن أقدمها كما جاءتني دون رتوش ولا تلميع وترتيب .... كما أحفظها في الذاكرة ، وقد آنستني تلك السويعة ، ولعلها تؤنس القارئ إن شاء الله تعالى حين يراها بين يديه بيد أنني لا أتذكر قائل أبيات أُوردُها ولا صاحب قصة أسردُها :

1- أحدهم ينفعل حين يأتيه البشير قائلاً : إن الله تعالى رزقك مولوداً ذَكراً بعد أن سبقته أخوات له ثلاث ، فيقول هذه الأبيات الجميلة المعبرة عن شديد فرحه وبالغ سعادته :
ورد البشـير مبشـراً بقـدومـه *** فملئت من قول البشير سروراً
واللهِ لو قـَنع البشـير بمهجتي *** أعطـيـتـُه ورأيـتُ ذاك يسـيـراً
لو قال : هبني ناظريك لقلتُها *** خذ ناظريّ فمـا سـألتَ كـثيـراً
وكأنني يعقوب من فرحي به *** إذ عاد من شم القميص بصيراً

2- وهذا رجل شهم يأبى فعل المنكرات وإيذاء الناس – وهو قادر أن يفعلها – خوفاً من الله تعالى أولاً والرغبة بالتحلّي بالحياء والخلق الجميل ثانياً :
وربّ قـبـيحـة ما حـال بينـي *** وبـيـن ركـوبهـا إلا الحـيـاءُ
إذا رُزق الفتى وجهـاً وَقاحـاً *** تقـلـّب في الأمور كما يشاء
وقال غيره في المعنى نفسه :
إذا لم تصُنْ عِرضاً *** ولم تخشَ خالقـاً
وتسـتَحْيِ مخـلـوقـاً *** فما شئتَ فاصنعِ
والحياء وكاء ، ومن تفلـّت عنه الوكاء ضاع منه الحياء .

3- ولعل أحدهم أراد أن يستشير أحد العارفين في رجلين يريد التأكد من أخلاقهما ليشاركهما في تجارته أو يتخذهما صاحبين ، فجاءه الجواب الفصل : (هما كالخمر والميسر ، إثمهما أكبر من نفعهما ) . والحقيقة أن الناس ليسوا شراً محضاً ولا خيراً محضاً . فمن غلب شرُّه خيرَه كان شيطاناً ، ومن غلب خيرُه شرَّه كان ملاكاً .

4- أما الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك فقد نظر إلى نفسه في المرأة – وكان شاباً حين آلت الخلافة إليه – فأصابه الفخر والخيلاء إذ قال : " أنا الملك الشابّ " .
وسمعته جاريته – وكانت عاقلة – فقالت :
أنت نِعمَ المتاعُ لو كنتَ تبقى *** غـيـرَ أنْ لا بقـاءَ للإنسـانِ
ليـس فيما بدا لنـا منـك عيبٌ *** كان في الناس غيرَأنك فانِ
والله تعالى يقرر هذا المبدأ الذي قهر به عباده " إنك ميت وإنهم ميتون " ولو دام الأمر لغيره ما وصل إليه . ولْنتصوّر كلمة " ذائقة " في قوله تعالى " كل نفس ذائقة الموت " . إن التذوق " معاينة ومعاناة " .

5- وأتذكر قول بشار بن برد :
" الحُـرّ يُلحى ، والعصا للعبد "
على مبدأ " إن اللبيب من الإشارة يفهم ! .. والحر يفهم والعبد غير ذلك .. والحرّ الحقيقي في قاموسي مَن يبتعد عن الشهوات ، والعبد من لا يستطيع عنها فكاكاً ! فكثيراً ما تجد عبداً مرهف الإحساس يحمل نفس سيد مبجل ، وتجد مَن يسمى حراً غبياً بليداً هو والخنزير من صنف واحد ..
وابن دريد له بيت مشهور لا يتعدى ذلك :
واللـوم للحـر مقـيـم رادع *** والعبد لا يردعه إلا العصا
أما قول أبي الطيب فقد طبق الآفاق وذاع في العصور والأفلاق :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه *** إن العبيد لأنجاس مناكيد
إن المتنبي شاعر مفلق إلا أنه أخطأ حين جعل كافوراً الإخشيديّ عبداً وهو الذي حمى مصر من سطوة العبيديين ، وأخافهم ، فلم يجرؤوا على احتلال مصر إلا بعد موته . وكان كافور قوي العقل ذكي الفؤاد ، امتد حكمه إلى الحجاز وبعض بلاد الشام ، فكانت تحت يده قوية منيعة . وما قول المتنبي فيه وهجاؤه إياه إلا رد فعل شاعر أراد أن يكون والياً على جنوب مصر فأبى عليه ذلك كافور ، وردّه خائباً .
ولعلنا اليوم بحاجة إلى تفعيل هذا البيت :
قديماً قيل في مثـَلٍ : أجيدوا *** بضرب الكلب تأديب اليهود
فلقد تعوّدوا ضربنا وإذلالنا ،أذلّهم الله ، وأذلّ من جرّأهم علينا ، وهؤلاء الذين جرأوهم علينا من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .

6- وخطر ببالي بيتان من الشعر يقول فيهما الشاعر بلسان الفقير الجائع :
أموت من الجوع في منزلي --- وغـيـري يمـوت من الكـِظـّةْ
ودنيا تجود على الجاهليــــــ -- ـــــن ، وهْي على ذي النهى فظّة
والدنيا دار ابتلاء ، ولا يظنّنّ أحد أن من ملك في الدنيا مقرب من ربه ، وأن الفقير مهان محتقر ! فلو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شَربة ماء ، وقد كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً ، واحشرني في زمرة المساكين " ويقول صلى الله عليه وسلم راغباً في الزهد ، معرضاً عن الدنيا " اللهم اجعل رزق آلِ محمد قوتاً " كما كان الأنبياء صلوات الله عليهم يعيشون كفافاً حتى الأغنياء منهم كسليمان ويوسف .

7- وتذكرت قول أحدهم وقد كان ولده وخادمه متعادلَين في السوء والعقوق :
تصوّرْ أن لي ولـداً وعبـداً *** سواء في المقال وفي المقامِ
فهذا "سابق" من غير سين *** وهذا "عاقل" من غيـر لام
فالأول " آبق " إذا حذفت السين ، والثاني " عاق " إذا حذفت اللام .

8- وهذا عاشق يتأثر سلباً وإيجاباً لحالة محبوبه ، يمرض لمرضه ويشفى بشفائه ، يقول مصوراً تعلقه الشديد بحبيبه :
مرض الحبيب ، فعُدتُه *** فمرضت من حزني عليه
جـاء الحبيب يـعـودني *** فشُـفـيـت من نظـري إليـه
فهل تصدقونه وتتفاعلون معه ؟ أو أراكم تضحكون منه وتتندرون على قوله ؟! أو تقولون : للناس فيما يعشقون مذاهب ... ؟










التوقيع :
حملة صحينى لصلاة الفجر .. شكراً
احجز نسختك المجانية !!!
برنامج حقيبة المسلم
لا غنى لأى مسلم عن برنامج حقيبة المسلم
من مواضيعي في المنتدى
»» كوميديا النِّفاق التاريخيَّة !!!!
»» ما خلف كواليس.. أكاديمية إبليس..!!
»» حزب الوفد في مصر
»» تمثيل الرسول عليه الصلاة والسلام منكر شنيع فيه انتقاص لقدره وإخلال بمكانته
»» مأساة أهلنا في الصومال وواجبنا نحوهم
 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:46 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "