السلام عليكم
سئل الرافضي الشريف المرتضى في كتابه "الغيبة":
"ما هي المنفعة من وجود الإمام الغائب بيننا؟"
فكان الجواب أن وجوده يخيف الشيعة من أن يرتكبوا الكبائر و المحرمات, فهم يخافون عقاب المهدي, و إليكم النص:
[وجملته: أن أولياء إمام الزمان عليه السلام وشيعته ومعتقدي إمامته ينتفعون به في حال غيبته النفع الذي نقول إنه لا بد - في التكليف - منه، لأنهم مع علمهم بوجوده بينهم، وقطعهم على وجوب طاعته عليهم، ولزومها لهم، لا بد من أن يهابوه ويخافوه في ارتكاب القبائح، ويخشوا تأديبه وانتقامه ومؤاخذته وسطوته، فيكثر منهم فعل الواجب، ويقل ارتكاب القبيح، أو يكون ذلك أقرب وأليق، وهذه هي جهة الحاجة العقلية إلى الإمام.]
ثم سؤل: "كيف بعاقبهم و يحاسبهم إن كان هو في حالة الهروب و الخوف على النفس؟" فأجاب أنه بالرغم عن ذلك, يمكن للإمام أن يظهر و يقوم بالمعجزات و هم يؤمنون أنه يعلم بكل أخبارهم و بسرائرهم فضلا عن ظواهرهم, و إليكم النص:
[والجواب عن هذا: أن التعجب بغير حجة تظهر وبينة تذكر هو الذي يجب العجب منه وقد علمنا أن أولياء الإمام وإن لم يعرفوا شخصه ويميزوه بعينه، فإنهم يحققون وجوده، ويتيقنون أنه معهم بينهم، ولا يشكون في ذلك ولا يرتابون به:
لأنهم إن لم يكونوا على هذه الصفة لحقوا بالأعداء، وخرجوا عن منزلة الأولياء، وما فيهم إلا من يعتقد أن الإمام بحيث لا تخفي عليه أخباره، ولا تغيب عنه سرائره فضلا عن ظواهره، وأنه يجوز أن يعرف ما يقع منهم من قبيح وحسن، فلا يأمنون إن يقدموا على القبائح فيؤدبهم عليها.]
يقول الباري سبحانه:
{إِنَّ اللَّـهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}
و الإمام الغائب أيضا يعلم السرائر و ما تخفي الصدور, فنعوذ بالله من الجهل و الهبل.
يتابع الأحمق كلامه قائلا:
[وليس الحذر من السطوة والإشفاق من النقمة بموقوفين على معرفة العين، وتمييز الشخص، والقطع على مكانه بعينه، فإن كثيرا من رعية الإمام الظاهر لا يعرفون عينه ولا يميزون شخصه، وفي كثير من الأحوال لا يعرفون مكان حلوله، وهم خائفون متى فعلوا قبيحا أن يؤدبهم ويقومهم، وينتفعون بهذه الرهبة حتى يكفوا عن كثير من القبائح، أو يكونوا أقرب إلى الانكفاف.]
و ماذا حصل لقول الله:
{يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}
يا حثالة البشر! إن كان أوليائكم المشركين يخافون عقاب الإمام أكثر من عقاب السميع العليم! فماذا أبقيتم لعوامكم!؟
يكمل المرتضى المغيب العقل قائلا:
[وبينا أنه ليس من شرط الانتفاع الظهور والبروز، وبرئنا من عهدة هذا السؤال القوي الذي يعتقد مخالفونا أنه لا جواب عنه ولا محيص منه.]
مع أن مهديهم يقول:
"وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، ألافمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصحية فهو كاذب مفتر"
و ينقلون عن الإمام قوله:
"يفقد الناس إمامهم فيشهدهم الموسم فيراهم ولايرونه"
ثم يسأل السائل: "هل يمكن للمهدي تعيين خليفة له يعلمه بأمور الناس و حالهم؟ أو يقوم بواجبات الإمامة بدلا منه؟ في هذه الحالة كيف يعرف الشيعي بأن هذا الشخص هو فعلا خليفة للمهدي و ليس فقط مدعي للخلافة؟"
و يكون الجواب المفحم كالتالي:
[قلنا: بمعجز يظهره الله تعالى على يده، فالمعجزات على مذاهبنا تظهر على أيدي الصالحين فضلا عمن يستخلفه الإمام ويقيمه مقامه.]
ثم يلخص الموضوع قائلا:
[وإذا كنا نقطع على وجود الإمام في الزمان ومراعاته لأمورنا، فحاله عندنا منقسمة إلى أمرين، لا ثالث لهما:
أما أن يكون معنا في بلد واحد، فيراعي أمورنا بنفسه، ولا يحتاج إلى غيره.
أو بعيدا عنا، فليس يجوز - مع حكمته - أن يبعد إلا بعد أن يستخلف من يقوم مقامه، كما يجب أن يفعل لو كان ظاهر العين متميز الشخص.
وهذه غاية لا شبهة بعدها.]
أقول: و هل من الحكمة أن يعين المهدي خلفاء يقومون بالمعجزات فيعرفهم الناس و يشيع خبرهم و يحبسون حتى يكشفوا أمر الخائف الثاني عشر!؟
أضيف: فإن كان الإنتفاع من حضرة الإمام الشيعي بهذه الأهمية و بهذه السهولة, فلماذا لم يصحح أحاديث آبائه على مر 1400 سنة و لم يعلمنا بالصحيح من الضعيف, و لم يفرق لنا بين التقية و غير التقية إلخ؟ أليس هذا أهم من إقامة الحدود و قطع يد السارقين؟
و الحمد لله على نعمة العقل.