العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية > كتب ووثائق منتدى الحوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-08-13, 06:59 AM   رقم المشاركة : 1
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم ارجوا تثبيت هذه المشاركه

لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم الجزء الاول


الحمدُلِـلَّهِربِّ العالمين،المتفرِّدُ في ألوهيته الذي لا شريك له ولا نظير في الخلق والرزق، هو وحده المحييالمميت، وهو وحده المعبود بحق، لا مُعين له في تدبير أمور خلقه ولا مشير، ولا نائبله ولا وزير.



ليس لأحد من مخلوقاته من ملائكته المقربين أو أنبيائه المرسلين أوأوليائه الصالحين طريق إلى أسرار علم غيبه المكنون. لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلامن ارتضى من رسول فإنه يطلعه بالوحي على شيء من أخبارالمستقبل
أو شذرات من علم ما كانوما يكون ليكون ذلك حجة لرسالته وتصديقاً لنبوته، لطفاً منه بعباده، وتأييداً منهلنبوة من أرسله برسالاته،أما ما سوى ذلك فإنه لا يُسمح لأحد من الخلق بالدخول إلى حرم الغيبالإلهي أو الورود إلى حمى كبريائه اللامتناهية، وخفيات مكنوناتهالمحجوبة،



لقد افلست العقيده الشيعيه الجعفريه في اثبات ادعائها بانها من فرق الاسلام وكان العائق لاثبات هذا المعتقد هو القرءان الكريم وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم


لذلك فسنه رسول الله قد انكروها وكتاب الله الكريم قد زعموا انه محرف مع ان الله سبحانه وتعالي قد الزم ذاته العليه بحفظه فقال تعالي في سورة الحجر



إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)



وقالعليٌّ عليه السلام – كما جاء في نهج البلاغة

وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً ومُحَمَّدٌ (صلى اللهعليه وآله) فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِوأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْذَمٌّ».



وروىالشيخ الصدوق في معاني‏الأخبار (ص 155
: «قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السُّنَّةِ والْبِدْعَةِ وعَنِ الْجَمَاعَةِ وعَنِالْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ السُّنَّةُ مَاسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وآله وسلموَالْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْبَعْدِهِ...»(بحار الأنوار 2/266.).

وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – كمافي نهج البلاغة (الخطبة 203
«...نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ومَا وَضَعَ لَنَاوأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ (صلى اللهعليه وآله) فَاقْتَدَيْتُهُ



وقال الله تعالي


وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82) الاسراء



وقال تعالي


وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا (72) وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)



والسؤال
لماذا زعمت الشيعه بان القرءان محرف


والجواب لان القرءان يهدم هذا الدين الشيعي واليك الادله لمن يبحث عن الحق


اولا


لم يرد في القرءان التنصيب الالهي لسيدنا علي رضي الله عنه وارضاه كما تزعم الشيعه وهذا هو الركن الخامس في عقيده الشيعه الاماميه



1- لا يخفى علي أحد أن علة الاختلاف الأصلية التي انفردت بها العقيده الشيعيه وانفردت بها عن فرق المسلمين هي مسألة الخلافة والإمامة،


ومن هذه المسألة تشعَّبت سائر الاختلافات الأخرى، وقد أخذت مسألة الإمامة، بمعنى الامامه التشريعيه والتكوينيه واعتقدت أن الأئمة الاثني عشر مفترضو الطاعة، منصوص عليهم ومنصوبون من قبل الله تعالى ورسوله (صلىالله عليه وآله) للعالمين،


واعتبرت أن من جحد ذلك عَمْداً وعِناداً، خرج عن حقيقة الإيمان وصار محروماً من السعادة الأبدية، ولو كان مؤمناً ببقية العقائد الإسلامية كإيمانه بالله تعالى ورسوله،وقائماً بسائرالفرائض الدينية، وذلك لكونه ينكر أصلاً من أصول الدين ألا وهو أصل الإمامة، بعد أن قامت عليه الحجة فيه. و مستند الشيعة الإمامية في عقيدتهم هذه، ليس إلا الأحاديث والأخبار التي جاءت في كتبهم وقالوا بتواتر مضمونها تواتراً معنوياً.



وإلا فليس في كتاب الله تعالى ذكرٌ صريحٌ ولا خبرٌ عن إمامة الأئمة الاثني عشر،اللهم إلا بالتأويل والتقدير بالقوّة لبعض الآيات، لحملها على مفاد الأخبار الواردة، لكن مثل هذا التأويل ، وطبقاً لصريح آيات القرآن،


لا يجوز أبداً،ذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن كتاباً بيِّناً مفصلاً ونوراً مُبِيْنَاً وهدىً للناس، ويسَّره للذكر واعتبره قابلاً للفهم والتدبر، وفرقاناً يفرق بين الحق والباطل، ومعنى ذلك كله أن القرآن الكريم كتابٌ واضحٌ بيِّنٌ على المسلمين أن يرجعوا إلى بيانه ويتدبّروا معانيه الظاهرة ويفهموه لكي يميزوا به بين الحق والباطل، فما وافقه من حديثٍ أو خبرٍ قبلوه، وما خالفه تركوه، لا ان نقوم ببتر الايات ونؤولها لاثبات مانريد


لذلك يجب فهم معاني الأخبار على ضوء ما يقوله القرآن الكريم، لا أن تُحْمَل آيات القرآن ويلوى عنقها لتنطبق على مفاد الأخبار!


والسؤال كيف يسوغ لأحد أن يقلّد في أمر هو من أصول الدين وعليه (كما ييزعمون ) مدار السعادة أو الشقاء الأبديين؟



ولنا ان نتساءل ابتداءً إذا كان القرآن الكريم، الذي يقول عن نفسه ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ..﴾ [آل عمران/138]،-- ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ [البقرة/185]، ﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة/2].--- (شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس/57].--- (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً (وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت/51].


--- (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [إبراهيم/52].---


﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [النساء/174- 175].



إن كتاب الله والعقل يشهدان بأنالقول بالإمامة المنحصرة بعدد محدَّد قول باطل والقرآنالكريم لا يعتبر الإمامة، سواء كانت إمامة هداية وإرشاد أم إمامة كفر وضلال منحصرةبأفراد محدَّدين.



أما بالنسبة إلى الشرع فنحننرى أنالزيديةمثلاً الذين يُعَدُّون من فرق الشيعة ولديهم علماء كبار وكتب عديدة،يدَّعون انحصار الإمامة في أربعة أشخاص أي الإمام علي وحتى الإمامزين العابدين (رغم أن الزيدية يطلقون على سائر أئمتهم الذين جاؤوا بعد أولئكالأئمة الأربعة لقب إمام أيضاً) ولا يعتبرون بقية أئمة الشيعة الإمامية أئمةًمنصوصاً عليهم مِنْ قِبَل الله ويستدلون على قولهم بآلاف الأدلة والأحاديث الواردةفي كتبهم. والإسماعيليةيعتقدون بأول ستة أئمة من أئمة الإمامية فقط [أي من الإمامعليّ حتى الإمام جعفر الصادق]وينكرون إمامة البقية [ويدينون بإمامة غيرهم]،ويقيمون دلائل كثيرة على قولهم، وكذلكالمذاهب الأخرى التي تشعبت عن الشيعةوكلها تدعي التشيع الصحيحوربما يتجاوز عددُها السبعين.


ومن أرادالوقوف على ذلك عليه أن يرجع إلى كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي،وكتاب «المقالات والفرق» للعالم الشيعي الكبير سعد بن عبد الله الأشعري القمي الذيكان من أصحاب حضرة الإمام الحسن العسكري.



وقوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَىبَيْنَهُمْ﴾ (الشورى/38). وأي أمر من أمورالمسلمين أهم من مسألة الرئاسة والقيادة؟
وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتشاورون في أمورهم، وهذايشمل بالطبع تشاورهم في أهم الأمور أي أمر القيادة.
ويؤيد ذلك ما جاء عنأمير المؤمنين عليهالسلام في الرسالة السادسة من نهج البلاغة حين قال: «وإِنَّمَا الشُّورَىلِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْهُ إِمَاماًكَانَ ذَلِكَلِلَّهِرِضًا»
فهل نستطيع بعد ذلك أن نقول إن جميع هذهالآيات والأخبار خطأ وقول صنّاع المذاهب هو الصحيح فقط؟!



وذكر الله تعالى في أوائل سورةالأنفال وأوائل سورة المؤمنون وفي مواضع أخرى من القرآن الكريمصفات المؤمنينوالأخلاق التي يجب أن يتحلَّى بها كلّ مؤمن ومسلم من إيمانيات وعقائد وأفعال ولميُذكر فيها أي إشارة إلى الإيمان بإمام معين. قال تعالى في أوائل سورةالأنفال قال تعالي : ﴿إِنَّمَاالمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْعَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَالَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَهُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا...(الأنفال/2و3).



لقد بينت هذه الآيات صفات المؤمنالحقيقي ولم تُشِرْ أدنى إشارة إلى الإيمان بإمام معيَّن، فكيف يجعل صناع المذاهبالإمام والإمامة من أصول المذهب ومن مقوِّمات الإيمان.



كما قال تعالى في سورة الحجرات: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا باللهِ وَرَسُولِهِثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِاللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾(الحجرات/15).



وجاء نحو ذلك في الآيات 61 و136و177 و285 من سورة البقرة حيث عدَّد الله مقوَّمات الإيمان وصفات المؤمنين ولم يأتِبذكرٍ على الاعتقاد بإمام معين.



إضافةً إلى ذلك فإن ما يدعيهصناع المذاهب هو ضرورة الإيمان بإمام منصوب مِنْ قِبَل الله سيقوم بإصلاح الناسبقوة السيف ويجعل جميع أهل الأرض مسلمين إلى حد أن الذئب والشاة سيعيشان بسلام معبعضهما وستمتلئ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلِئت ظلماًوجوراً،
وسيقتل من الناس قتلاًعظيماً حتى يصل الدم إلى أعلى ركب خيله
وغير ذلك من الأوصاف التي نجدها في «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي و«إكمالالدين» للشيخ الصدوق، ويقولون إن كل من لم يؤمن بهذا المهدي بهذه الأوصاف فإيمانهغير صحيح.



هذا في حين أننا نرى أن آياتالقرآن تقول خلاف ذلك، وسنذكر فيما يلي وباختصار بعض الآيات التي تنفي مثل هذاالمهدي بتلك الأوصاف المذكورة:


إن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: [
ما جاءكم عنّي لا يوافق القرآن فلم أقُلْه

الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 79 ،الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 15، وفيه بدل "لا يوافق القرآن" : "يخالفكتاب الله .
وقول أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام
[

لا يُصدّق علينا إلا ما يوافق كتابَ الله وسنّةَ نبيّه صلّى الله عليهوآله]
( الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 89، الباب 9 من أبواب صفاتالقاضي، الحديث 47، وفيه بدل "لا يصدق" : "لا تصدق".).


وقوله عليه السلام: [إذا جاءكم حديثٌعنَّا فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به، وإلا فقفوا عنده، ثمردّوه إلينا حتى نبيِّن لكم
( الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 80، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 18. وفيه: "حتى يستبين"..
وروايةابن أبي يعفور قال: [سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الحديث، يرويهمن نثق به ومن لا نثق به؟ قال:
إذا ورد عليكم حديثٌ فوجدتم لهشاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخذوا به، وإلا فالذي جاءكم به أولى به]
( الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 78، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 11.
وقوله عليه السلام لمحمد بنمسلم:
[ما جاءك من روايةٍ - من برٍّ أو فاجرٍ - يوافق كتاب اللهفخُذْ به، وما جاءك من روايةٍ - من برٍّ أو فاجر - يخالف كتاب الله فلا تأخذبه]
( النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل، 17: 304، الباب 9 من أبواب صفاتالقاضي، الحديث 5.
وقوله عليه السلام: [ما جاءكم من حديث لايصدِّقُه كتابُ الله فهو باطل]
( النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل 17: 304، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 7. وفيه: "ما أتاكم).


وقول الصادق عليه السلام:
[كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى كتاب الله والسنَّة،وكلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف]
( الحر العاملي، وسائل الشيعة،ج 18/ص 79، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 14


وصحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام:


لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق الكتاب والسنة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة، فإنالمغيرة بن سعيد لعنه الله دسَّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدِّث بها أبي،فاتّقواالله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربِّنا وسنَّة نبيِّنا صلّى الله عليهوآله
( المجلسي، بحار الأنوار، ج2/ص 250، الحديث:]]( الشيخالأنصاري، فرائد الأصول (أو «الرسائل»)، ج1/ص 243



الآيات الكريمة التي تنفي الإمامة المنحصرة بعدد مُحدَّد!


الدليل الأول
في الآية 74 منسورة الفرقان يصف الله تعالى عباد الرحمن بأوصاف عديدة فيقول: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَاوَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾(الفرقان/74).
وكلُّ ذي شعورٍ يفهم أن عباد الرحمن الذين يدعون اللهتعالى أن يعينهم على حيازة مقام إمامة المتقين بسعيهم وعلمهم وعملهم ليسوا منحصرينبشخص واحد أو عشرة أو مئة شخص



والعجب، كيف لا يرى كبار علماء الشيعة مثل هذه الآيات، ثم رغم قولهم أنْ لاأحد يمكنه أن يفهم القرآن على وجهه الصحيح،
إلا أنهم يستدلون –خلافاً لقولهم ذلك- بآيات من القرآنليثبتوا بها الإمامة المنحصرة بعدد محدد أو يثبتوا إمامة المهدي رغم أن ما يستدلونبه من آيات لا يدل على ما يذهبون إليه من قريب ولا من بعيد.
وينبغي أن يُقال لهم: إذا كنتم تدَّعون أن لا أحد يمكنهفهم القرآن
فكيف فهمتم الآياتالتي تستدلون بها على إمامة شخص معين أو أشخاص محددين؟!!



الدليل الثاني :
قوله تعالىفي سورة التوبة: ﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَاأَيْمَانَ لَهُمْ﴾ (التوبة/12).
ومن الواضح أنه أياً كان معنىأئمة الكفر فإنهم لن ينحصروا بستة أشخاص أو اثني عشر شخصاً.
فكيف يجوز أن يكون عدد أئمة الكفر غير منحصر في حين يكونعدد أئمة الهداية منحصر في عدد قليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والحال أنه لا بد أن يكون أئمة الهداية أكثر من أئمةالضلالة، فحصر عدد الأئمة في 12 أو 6 أو أكثر أو أقل ليس إلا نوعاً من الاحتكارالذي يمارسه مخترعو المذاهب.



الدليل الثالث :
قول الحقتعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍبِإِمَامِهِمْ﴾ (الإسراء/71). ومن المسلَّم به أنالناس في هذه الدنيا غير محصورين باثني عشر مجموعة حتى يكون لهم اثنا عشر إمام فقطوتُنادى كل مجموعة من الناس بإمامها!!!!!!!!!!!!!!!!
بل كلُّ فرد يمكنه أن يكون مأموماً بإمامٍ وكلُّ فرديُدعى بصحيفة أعماله وصحيفة أعماله هي إمامه وبالتالي فحصر الإمامة باثني عشر شخصأو اثني عش-ر صحيفة أعمال باطل.



الدليل الرابع:
قول الله تعالى: ﴿وَمِنْ قَبْلِهِكِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً﴾ (الأحقاف/12،وهود/17).
وقد قال الإمامعلي (ع) في الخطبة 145 من نهج البلاغة



فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ وتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ فَالْكِتَابُيَوْمَئِذٍ وأَهْلُهُ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ... (حتى يصل إلى قوله): كَأَنَّهُمْأَئِمَّةُ الْكِتَابِ ولَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ» إلى آخرالخطبة.



كما يقول الإمام علي (ع) أيضاًفي الصحيفة العلوية في دعائه بعد التسليم في الصلاة: «إن رسولك محمداً نبيي وإنالدين الذي شرعت له ديني وإن الكتاب الذي أُنزل إليه إمامي».



وقد جعل الإمام الصادق (ع) أيضاًالقرآن الكريم إماماً كما جاء ذلك في رواية وردت في «وسائل الشيعة» الباب الثالث منأبواب القرآن
ويشير إلى الحديث الذي جاء فيه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَال
قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ:
إِذَا التَبَسَتْعَليْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ الليْل المُظْلمِ فَعَليْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإِنَّهُشَافِعٌ مُشَفَّعٌ ومَاحِل مُصَدَّقٌ ومَنْ جَعَلهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلىالجَنَّةِ ومَنْ جَعَلهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّارِ
الحر العاملي (الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن) (1104ه-. )،وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ط1، قم، مؤسسه آل البيتلإحياء التراث، 1409ه- [29 مجلدا]، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِالصَّلاةِ/ 3- بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ، ج 6 /ص171،ح (7657).



ويؤيده الحديث الآخر: «قَالَأَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ: يُدْعَى ابْنُ آدَم‏ الْمُؤْمِنُلِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ
فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَاالْقُرْآنُ وهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاوَتِيويُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِكَمَا أَرْضَانِي
قَالَفَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ عَبْدِي ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْرِضْوَانِ اللهِ ويَمْلأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِالْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصْعَدْفَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَة »،
وسائل الشيعة،أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ /1- بَابُ وُجُوبِتَعَلمِ القُرْآنِ وتَعْليمِهِ، ج 6 /ص 166، ح (7638).



والأوضح من كل ذلك ما رُوي عنرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - طبقاً لما أورده المجلسيّ في بحار الأنوارج92، ص17- من قولهالقرآن إمامكل مسلم».



فمخترعو الفرق والمذاهب الذيناخترعوا عدداً محدوداً للأئمة (12 أو 7 أو غير ذلك)
خالفوا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلامأمير المؤمنين والإمام الصادق عليهما السلام،
لذا يجب أن يدركوا أنهم غير متبعين للقرآن في هذا الأمروأنهم قد غضوا الطرف عن مفهوم الإمام والإمامة [غير الانحصاري] كما يطرحها القرآن – [كما مر] -وأنهم يتحمسون كل هذا الحماس لأجل مفهوم مخترعللإمامة،
وحتى أنهم لا يقبلونبكلام أئمتهم أنفسهم، وليت شعري كيف يعتبرون أنفسهم شيعة وأن علياً إمامهم، مع أنعليّاً اعتبر القرآنَ إمامَه أما هم فيعتبرون إمامهم أشخاصاً آخرين


في الواقع ليس هناك من تناقض بين أن يأتم المسلمبأئمة الفقه العدول الصالحين ويتخذهم أئمة له وبين أن يأتم بالقرآن ويجعله إمامه،طالما أن ائتمامه بالأئمة هو في إطار القرآن والسنة، لاسيما أئمة أهل البيت الذينأكدوا «لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله»،وأن «كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى كتاب الله والسنَّة، وكلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهوزخرف».
انظر: الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج18/ص 79، الباب 9 من أبواب صفاتالقاضي.).



الدليل الخامس:
بعد أن ذكر الله تعالى في سورة الأنبياء قصص عدد منالأنبياء قال:
﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ (الأنبياء/73فالأنبياء إذن أئمة بجعل الله لهم في هذا المقام فالإمامة ليست منحصرة باثنيعشر شخصاً.



الدليل السادس :


قوله تعالىفي سورة القصص: ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُالْوَارِثِينَ﴾(القصص/5أي جعلنا المستضعفين من بني إسرائيل أئمةً للناسوأورثناهم أرض مصر، ومن المعلوم والمسلم به أن عدد بني إسرائيل ليس منحصراً باثنيعشر شخص
فحصر الأئمة بعدد محددباطل، وكما أن المتقين والمؤمنين والصادقين الذين ذكرهم القرآن غير منحص-رين بعددفكذلك أئمة المتقين، لا ينحصرون بعدد.



الدليل السابع :
قوله تعالىفي سورة القصص:
﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَىالنَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ﴾(القصص/41).
فهل كان أئمة الظلم الذين يدعون إلى النار 12شخصاً؟
والمقصود أن أئمة أهل النار وأئمة أهل الجنة غير منحصرين في عدد محدد.
وهذا أيضاً تدل عليه الآية 24 من سورة السجدة كما تدلعليه جميع الآيات التي تفيد عدم انحصار الإمام والإمامة بعددمعين.
















 
قديم 25-08-13, 07:03 AM   رقم المشاركة : 2
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


ثانيا


اعتبر القرءان الكريم ان الانبياء وكتبهم المرسله من الله هم الحجه علي الناس وليس الائمه كما تزعم الشيعه



قالتعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَوَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِوَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/165)


وإذاتدبرنا الآية التي جاءت قبل هذه الآية مباشرةً وجدناهاتقول:
﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَاأَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَىإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىوَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا. وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْعَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً. رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَلِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُعَزِيزًا حَكِيمًا [النساء/163- 165].



فهذه الآيات تبيِّن بوضوحأن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهموتعاليمهم،





وقد رُوي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب


رضي الله عنه أنه روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:



«عليكُم بِكِتَابِ الله فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ.


هُوَ الفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابَتَغَى الهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلّهُ الله،


وَهُوَ حَبْلُ الله المَتِينُ، وَهُوَ الذّكْرُ الْحَكِيمُ وَالصّرَاطُ المُسْتَقِيمُ، هُوَ الّذِي لاَ تَزِيعُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَتَلْتَبِسُ بِهِ الألْسِنَةُ، وَلاَ تَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ عَلى كَثْرَةِ الرّدّ، وَلاَ تَنْقَضَي عَجَائِبُهُ،مَنْ قالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَن خاصَمَ به فلَجَ، وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ..»(رواه من الإمامية محمد بن مسعود العيَّاشيّ في تفسيره (ج1/ص3) مع اختلافٍ يسيرٍ في ألفاظه، ورواه من أهل السنَّة الترمذي (ج5/ص1859والدارمي في سننهما).



وعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَال قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ:


إِذَا التَبَسَتْ عَليْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ الليْل المُظْلمِ فَعَليْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ومَاحِل مُصَدَّقٌ ومَنْ جَعَلهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلى الجَنَّةِ ومَنْ جَعَلهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّارِ»،


الحر العاملي (الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن) (1104ه-. )، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ط1، قم، مؤسسه آل البيت لإحياء التراث، 1409ه- [29 مجلدا]، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ/ 3- بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ، ج 6 /ص171، ح (7657).



ويؤيده الحديث الآخر: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ:


يُدْعَى ابْنُ آدَم‏ الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاوَتِي ويُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي قَالَ فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ عَبْدِي ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ويَمْلأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصْعَدْ فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَة»،


وسائل الشيعة، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ /1- بَابُ وُجُوبِ تَعَلمِ القُرْآنِ وتَعْليمِهِ، ج 6 /ص 166، ح (7638).



وسيدنا علي عليه السلام


أيضاً اعتبر أن الأنبياء فقط هم الحجَّة وقال:


«.. تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»( نهج البلاغة، الخطبة 91. ).



وقال سيدنا علي في إحد3ى خطبه (الخطبة 90 في نهج البلاغة):


«..تَمَّتْبِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ» وقال كذلك: «..فَقَفَّىبِهِ الرُّسُلَ وخَتَمَ بِهِ الْوَحْيَ».



وفي أصول الكافي أيضاً ( ج 2 /ص606، ح 9 بسنده عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
قَالَ:



«قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا مَعَاشِرَقُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْكِتَابِهِ فَإِنِّي مَسْئُولٌ وإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ إِنِّي مَسْئُولٌ عَنْتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْكِتَابِ اللهِ وسُنَّتِي».



وكذلك جاء في بحار الأنوار (ج2 /ص301 «نقلاً عن كتاب المحاسن بسنده عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( قَالَ


قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي خُطْبَتِهِ فِيحَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَاالنَّاسُ اتَّقُوا اللهَ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍيُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وقَدْنَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وأَمَرْتُكُمْ بِهِ


»
والحديث رواه الكُلَيْني في الكافيج2 /ص74بلفظ قريب هو: «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ
قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَجَّةِالْوَدَاعِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ! واللهِ مَا مِنْ شَيْ‏ءٍ يُقَرِّبُكُمْمِنَ الْجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلا وقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ومَامِنْ شَيْ‏ءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاوقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ...» .



وقال عليٌّ عليه السلام – كما جاء في نهج البلاغة - :
«وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً ومُحَمَّدٌ (صلى الله عليه وآله) فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِالْعَمُودَيْنِ وأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْذَمٌّ».



وقول الائمه كما ذكر


الشيخ الكليني، «أصول الكافي»، كتاب فضل العلم، باب الأخذ بالسنة وشواهد الكتاب، ج1ص67- 71، والحر العاملي، «وسائل الشيعة»، ج 18/ص 79، الباب 9 من أبواب صفات القاضي. وقد حكم بعض الأساطين، كالشيخ الأنصاري، بتواتر أخبار العرض على الكتاب تواتراً معنوياً كما في كتابه الرسائل، ج1/ص245-247، (أو ص68-69 من الطبعة الحجرية



لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق الكتابَ والسُّنَّةَ»


و«ما جاءكم من حديث لا يُصدِّقُه كتابُ الله فهو باطل»


و«كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى كتاب الله والسنَّة،


وكلُّ حديث لا يُوافق كتابَ الله فهو زُخْرُفٌ» ونحوها من الروايات



والسؤال كيف يامر الائمه الرجوع الي قرءان محرف؟؟؟؟؟؟؟؟



ورغم كون القرآن تبياناً لكل شيء ورغم ذكره لعديد من فروع المسائل العقائدية والفقهية، ليس فيه أيّ ذكر للأئمة ولنصبهم من قبل الله عز وجل حكَّاماً على العالمين، فكيف يمكن أن يعذب سبحانه أو يثيب على شيء لم يُبَيِّنْه؟



وهو القائل جل جلاله: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء:15]،


والقائل أيضاً: ﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ﴾ [التوبة:115


والقائل أيضاً:﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد/24].


والقائل أيضاً (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ )(3)



لذلك ندعو القارئ لهذا الكتاب أن يطالعه بروحٍ مشبعة بالتجرد والإنصاف والإخلاص في طلب الحقيقة، بعيداً عن التأثُّر بأفكارٍ أو أحكامٍ مسبقة، وعن التعصّب والعناد، لأن التعصّب والعناد يغشيان على البصيرة ويَحُولان دون رؤية الحقائق، وأحياناً يجرّ التعصبُ الإنسانَ إلى مواقف تخالف مبادئه دون أن يشعر،



كما هو حاصل لكثير من عوام الشيعة الإمامية الذين جرّهم تعصّبهم لمخالفة حتى أئمتهم من عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عديد من أعمالهم وعقائدهم!


ومن جملة ذلك تفرقهم وابتعادهم عن سائر فرق المسلمين وإساءة القول في حقهم، وهو أمر مخالف لسلوك وكلام أمير المؤمنين علي عليه السلام


(الذي ورد في الخطبة 127 من نهج البلاغة)


حيث قال: [...والزموا السواد الأعظم فإن يد الله مع الجماعة، وإياكم والفرقة! فإن الشاذ من الناس للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب. ألا ومن دعا إلى هذا الشعار (أي شعار الخروج والتحزب والتفرقة في الدين) فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه (أي ولو كنت أنا)].



ثالثا


القرآن الكريم يسقط العصمه المزعومه في عقيده الشيعه


ما ذهب إليه الشيعة من القول بعصمة الأئمة ،انهم لا يخطئون عمداً ولا سهواً ولا نسياناً طوال حياتهم،لافرق في ذلك بين سنالطفولة وسن النضج العقلى ، ولا يختص هذا بمرحلةالإمامة ومن هذه الصفاتأنهم معصومون عن الخطأ والسهو والنسيان
يقول المجلسي: «جملة القول فيه - أي في مبحث العصمة- أن أصحابنا الإمامية أجمعوا على عصمة الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم من الذنوبالصغيرة والكبيرة عمدا وخطأ ونسيانا قبل النبوة والإمامة وبعدهما، بل من وقتولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى،



لذاجعلوا
كلام أئمتهمككلام الرسولصلى الله عليه وآله، وأعطوهم حق التشريع:
«بل نعتقد أن أمرهم أمر الله تعالى، ونهيهم نهيه،وطاعتهم طاعته، ومعصيتهم معصيته، ووليهم وليه، وعدوهم عدوه، ولا يجوز الرد عليهم،والراد عليهم كالراد على الرسول والراد على الرسول كالراد على الله تعالى. فيجبالتسليم لهم والانقياد لأمرهم والأخذ بقولهم. ولهذا نعتقد أن الأحكام الشرعيةالإلهية لا تستقى إلا من نمير مائهم ولا يصح أخذها إلا منهم» (عقائد الإمامية - الشيخ محمد رضا المظفر - ص 70، وهذا الكتاب يدرس ضمن مقرراتالحوزة العليمة.)



الاستدلال بآية التطهير على العصمة


((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))[الأحزاب:33]



وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)


حيث تزعم الشيعه ان هذه الآية نصاً على عصمة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم أفضل من الأنبياء!



في حين أنه لو كانت عبارة ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله))[الأحزاب:33] دالَّةً على العصمة لوجب أن يكون جميع المؤمنين معصومين وأفضل من الأنبياء!



لأن الله تعالى قال في آية الوضوء مخاطباً جميع المؤمنين:



يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ المائده 6



قال الله تعالي إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ (11) الانفال



لكن الواقع أن إرادة التطهير في الآيتين ليست إرادة تكوينية بل إرادة تشريعية مفادها أن الله تعالى يريد من جميع المؤمنين الطهارة


وشرعها لهم وأحبها منهم وأراد أن يختاروها بإرادتهم.



وأصلاً لو كان المقصود من إرادة التطهير


في قوله تعالى: ((إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً))[الأحزاب:33]


الإرادة التكوينيَّة بمعنى خلق الله وإيجاده لأدّى ذلك إلى أن يكون أهلُ بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معصومين ذاتاً بقدرة الله وخَلْقِهِ وعندئذٍ فلن تكون لهم فضيلةٌ في ذلك لأن تمام الأشجار والأنهار مطيعةٌ لله تكوينيّاً ومعصومةٌ عن عصيانه، وإنما الفضيلة أن يختار الإنسان الطهارة والنقاء من الرجس أي الإثم، بإرادته الحرّة،



فتبيَّن إذَن أنَّ المقصود من الآية هو


الإرادة التشريعيَّة وقد اختصّ الله تعالى أهل بيت رسوله بهذه الإرادة لأنهم بطهارتهم الجسمية والروحية يحفظون حيثية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومكانته.


.


فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) الاعراف


والقرآن الكريم ينفي تلك العـصـمة المدّعاة حتي للأنبياء؟
لقد نسب القرآن الكريم في آيات عديدة خطايا وذنوبلبعض الأنبياءنذكر فيما يلي نماذجَ عنهرغم أنعلماء الشيعة ذكروا توجيهات وتأويلات مختلفة لهذه الآيات إلا أن توجيهاتهم أضعف منأن تؤثر في إيماننا في بالحقيقة الواضحة الصارخة التي تفيدها هذه الآيات. وإليكمهذه النماذج:



سيدنا آدم (ع): 1. ينسى عهدهمع الله:
﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْلَهُ عَزْمًا﴾ (طه/115).
2. يوسوس له الشيطان فيغتر بوسوسته ويزلّ ويعصي أمرالله:
﴿فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَعَلَى شَجَرَةِ الخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى (120) فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْلَـهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِوَعَصـَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ (طه/120- 121).
3. ورغم أن اللهتعالى قال لآدم وحواء:
﴿وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَالجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَفَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ (الأعراف/19).
إلا أن الشيطان وسوس لهما وطمّعهما وتمكّن منخداعهما:
﴿فَوَسْوَسَ لَـهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَـهُمَا مَا وُورِيَعَنْهُمَا مِنْ سَوْآَتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِالشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الخَالِدِينَ (20) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ (الأعراف/20-21).
وبعد أنطمعا بما وعدهما الشيطان وأكلا من الشجرة الممنوعة عاتبهما الله تعالى وقاللهما:
﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَـهُمَاسَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِوَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْلَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ؟﴾ (الأعراف/22).
وبعد أنأدركا خطأهما والإثم الذي وقعا فيه طلبا من اللهالمغفرة:
﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَاوَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ﴾ (الأعراف/23).
فدلّهماالله على طريقة التوبة وعفا عنهما وغفر لهما:
﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِكَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ (البقرة/37).

سيدنا نوح (ع):
أراد استناداً إلى عاطفته الأبوية أن يدافع عن ابنه وتوقّع من الله أنيراعي عواطفه الأبوية فجاءه الوحي ينبّهه ويحذّره أن يكون منالجاهلين:
﴿وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِيوَإِنَّ وَعْدَكَ الحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الجَاهِلِينَ﴾ (هود/45-46).
لاحظوا الآية 45 حيث يعتبر سيدنا نوح عليه السلام أن ابنه من أهله فيردّ الله كلامه هذا ويقول لابل «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ» ثم يحذّره قائلاً «فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَلَكَ بِهِ عِلْمٌ».
سيدناموسى (ع):
مندفعاً بعاطفةقوية وانفعال إنساني، يرتكب قتلاً غير مُتَعَمَّد فيعترف بخطئه وأن عمله هذا من عملالشيطان وأنه ظلم نفسه ويستغفر ربه ويتوب:
﴿وَدَخَلَ المَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْأَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَامِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْعَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِالشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (15) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُنَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (القصص/15-16).
ويبدو أنسيدنا موسى (ع) كان يدرك ماهيّة خطئه (أي الدفاع عن مجرم) لذا اعترف بذنبه ووعد ألايعود إلى مثلها فقال:﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْأَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ﴾ (القصص/17).
و قد وفَى بوعده مع الله فعلاً كما قالتعالى:
﴿فَأَصْبَحَ فِي المَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِياسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْـرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّمُبِينٌ﴾ (القصص/18).
لا شك أن موسى (ع) لو لم يندم على فعلته السابقة لما قال هذا الكلام، فيهذه المرة الثانية، للذي هو من شيعته.

سيدنا يونس (ع):
غضب وظن ظناًباطلاً وغفل عن قدرة الله عليه ثم أدرك خطأه فاستغفر وأناب فغفر الله لهواجتباه:
﴿وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَعَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَإِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَالْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ﴾ (الأنبياء/87-88).

الرسول الأكرم صلى الله عليه وآلهوسلم:
1. يذنبويحتاج إلى طلب المغفرة من الله تعالى:
﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّوَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ... (غافر/55)
﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَإِلَّا اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَوَالمُؤْمِنَاتِ... (محمد/19)
﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُإِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ (النصر/3)
2. ضل الطريق في صغره فهداه اللهإليه:
﴿وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى﴾ (الضحى/7)
3. يُخفِي فينفسه أمراً خوفاً من الناس (مع أن هذا الأمر كان حكم الله) فيعاتبه ربه لأنه خشيالناس في حين أنه كان ينبغي عليه أن يخشى الله أكثر:
﴿... وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَااللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ... (الأحزاب/37)
4. يحرّمإحدى زوجاته على نفسه إرضاء لزوجة أخرى فيعاتبه ربه على تحريمه على نفسه ما أحلهالله له:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَتَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ (التحريم/1).
5. يسمح لبعضالناس بالتخلف عن الجهاد قبل أن يحقق في أعذارهم ويتبيّن له الصادق من الكاذبفيعاتبه ربه قائلاً:
﴿عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَـهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَالَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ﴾ (التوبة/43).
6. يقطّبوجهه الكريم بأعمى جاء يسأله عن أمور الدين عندما كان مجتمعاً بعدد من كبار قومهيبيّن لهم رسالة ربِّه طامعاً في جذب قلوبهم نحو الإسلام، فيعاتبه ربه قائلاً له: ما أدراك لعل ذلك الأعمى أفضل بكثير من أولئك الكبار ولعل موعظتك له كانت ستنفعهأكثر بكثير، فلماذا أعرضت عنه رغم أنه جاءك يسعى مسرعاً بقلب تملؤه خشية اللهطالباً الهداية، وأقبلتَ على أناس مغرورين ومستغنين عنالحق؟:
﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَلَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِاسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا.. (عبس/1-10).
7. في مجادلته لامرأة جاءت تشكو إليه زوجَها لأنه ظاهرها (طبقاً لعاداتالجاهلية الخاطئة) فأيد موقف زوجها ومال إلى طرفه، فنزلت الآيات تبيّن له أنالحقيقة غير ذلك:
﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّأُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْلَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّغَفُورٌ﴾ (المجادلة/2- 3 .



رابعا


القرآن الكريم ينفي علم الائمه بالغيب في عقيده هذا الدين الشيعي ويخصص علم الغيب لله وحده


موقف القران من علم الغيب


الله عز وجل لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسولفإنه يطلعه بالوحي على شيء من أخبار المستقبلأو شذرات من علم ما كان وما يكون ليكون ذلك حجة لرسالتهوتصديقاً لنبوته، لطفاً منه بعباده، وتأييداً منه لنبوة من أرسلهبرسالاته،أما ما سوى ذلك فإنه لا يُسمح لأحد من الخلق بالدخول إلى حرم الغيبالإلهي أو الورود إلى حمى كبريائه اللامتناهية، وخفيات مكنوناتهالمحجوبة،وإن منالمجمع عليه بين أهل الإسلام، أن الله استأثر بعلم الغيب، فلا يُطلِع على غيبهأحدا، إلا من ارتضى من رسله المبلغين عنه، وبعد بعثه رسول الله حرمت الشياطين منالتصنت علي خبر السماءومن تطلعمن الشياطين إلى هتك حجب الغيب تلقته حرس السماء بشهب النار، فعاد ذليلاً حسيراًوسقط مذموماً مدحوراً.
ونزلت من الايات التي تشير اليأن الله استأثر بعلم الغيب، فلا يُطلِع على غيبهأحدا، إلا من ارتضى من رسله المبلغين عنه،قال تعالي
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16) وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ (17) إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَالسَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ (18) الحجر
وقال تعاليإِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِالْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌوَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُشِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) الصافات

وقد يبين اللهتعالى أن﴿عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ هو الله وحدهفي كثير من الايات في القرانالكريمقالتعالي
قَدْنَبَّأَنَا اللَّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَاكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (94) التوبه
وقال تعالي
وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْإِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (20) يونس
وقال تعالي
قل لا يعلم منفي السموات والأرض الغيب إلا الله»
الأنعام/73، التوبة/94 و105، الرعد/ 9 و10، السجدة/ 6،الزمر/ 46، الحشر/ 22، الجمعة/ 8، التغابن/ 18.

وفي الآية 92 من سورة
«المؤمنون» وبعد أن يبيِّن تعالىأن الله
﴿عَالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾
يقول مباشرة: ﴿فَتَعَالَى عَمَّايُشْرِكُونَ﴾ [المؤمنون/92].




ومعنى ذلك أن من يعتبر غير الله عالماً بالغيب والشهادة فإنه يشرك غيرالله معه فهو مشرك! تعالى الله عما يقول المشركون.


التدقيق في مزاعمالشيعة
نُريد الآن أنْ نرى مدى صحَّة ادِّعاء من يدَّعي أنالإمامَ عالمٌ بما كانَ وما يكونُ من أمور عالم الإمكان، من وجهة الأئمة أنفسهم،وأن نتبيَّن هل تصحّ هذه الدعوى أم أنها كاذبة قطعاً ولا أساس لها منالصحة؟
لقد أمر اللهُتعالى نبيَّ آخر الزمانصلى الله عليه وآله وسلمفقال:
﴿قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلَاأَعْلَمُ الغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَايُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ [الأنعام/50].

والطوسي الذي يُعَدُّ من أكبر العلماء والمفسرين الشيعة، في تفسيرهلهذه الآية الكريمة يقول:
«أمر اللهتعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وآله أن يقول لعباده: (لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ) أغ************م منها (وَلَا أَعْلَمُ الغَيْبَ
الذي يختصّ بعلم الله تعالى فأعرفكم مصالح دنياكم، وإنما أعلم قدر مايعلّمني الله من أمر البعث والجنة والنار، وغير ذلك، ولا أدَّعي أني ملك، لأنيإنسان تعرفون نسبي، لا أقدر على ما يقدر عليه الملك، وما أتبع إلا ما يوحِي الله بهإليَّ. وبين لهم أن المَلَك من عند الله، والوحي هو البيان الذي ليس بإيضاح نحوالإشارة والدلالة»الشيخ الطوسي، تفسير التبيان في تفسير القرآن، الطبعة القديمة، طهران،ج1/ص613، أو الطبعة الجديدة
ثم كتب الشيخ الطوسييقول:«وإنما أمرهبأن يقول ذلك لئلا يدَّعوا فيه ما ادَّعت النصارى في المسيح، ولئلا يُنْزِلُوهُمنزلةً خلاف ما يستحقُّه. ثم أمرهبأن يقول لهم:
(قُلْ هَلْيَسْتَوِي الأَعْمَى وَالبَصِيرُ؟
أي هل يستوي العارف بالله تعالى وبدينه العالم به معالجاهل به وبدينه،
فجعل الأعمىمثلاً للجاهل والبصير مثلا للعارف بالله ونبيه».



وتابع بعد أسطر يقول: «وإنما المراد (وَلَا أَقُولُلَكُمْ إِنِّي مَلَكٌفأشاهدمن أمر الله وغيبته عن العباد ما يشاهده الملائكة المقرَّبون المختصون بملكوتالسماوات». لشيخ الطوسي،تفسير التبيان في تفسير القرآن، الطبعة القديمة، طهران، ج1/ص613، أو الطبعةالجديدةانتهى كلام الشيخ الطوسي.
كانت تلك آية واضحةمن القرآن الكريم يأمر فيها الرب سبحانه نبيه أن يعلن أنه لا يعلم الغيب وأنه ليسبملَك، أي أنه لا يمتلك حتى قدرة مَلَك من الملائكة!
وكان ذلكتفسير أحد أكبر علماء الشيعة في أهم التفاسير الشيعية لتلك الآية، ولم نضف على ماقاله أي كلمة من عندنا.

فقارنوا الآنمضمون تلك الآية الكريمة وتفسير أكبر علماء الشيعة لها بكلماتالكفر

التي قالها آية اللهعظمى القرن العشرين (!) أبي الفضل النبوي حيث قال إنالعلم الذي أثبته الله لنفسه بقوله:﴿عَالِمِ الغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَاأَكْبَرُ﴾ [سبأ/3]،ثابت بعينه للأئمة أولياء الله!! قارنوا بين القولين جيداً واحكموا هل قولأبي الفضل النبوي هذا شرك أم لا؟

وأمر الله تعالى نبيه أن يقول:
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّاإِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَالخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍيُؤْمِنُونَ﴾ [الأعراف/188].

فإذا كان النبيُّ لا يملكنفعَ نفسه ولا ضرَّها إلا إلى الحدِّ الذي يشاؤه الله،
أي ذاك الاختيار الذي منحه الله للإنسان ليجلب لنفسهالنفع والضرر ليكون مسؤولاً عن عمله، فكيف يكون قادراً على جلب النفع ودفع الضرر عنالناس؟؟.



وروى «محمد بن إدريس العجلي الحلي» في كتابه القيم «السـرائر» (ص486)، في قسم المستطرفاتمنه، نقلاً عن كتاب «محمد بن علي بن محبوب» أنه روى عن عباس عن حماد بن عيسى عنربعي بن عبد الله عن الفضيل قال:
«ذكرتُ لأبي عبد الله - عليه السلام - السهوَفقال:
وَينفلتُ من ذلك أحدٌ؟!
ربما أقعدتُ الخادمَ خَلفي يحفظعلىَّ صلاتي. إياكم وَالغلو فينا!...»
المجلسي، بحار الأنوار ج 10/ ص 92، من الطبعة الجديدة

من البديهي أنالإمام الذي لا يحفظ أحياناً أفعال صلاته إلا بمعونة شخص آخر
لا يمكن أن يكون مطلعاً علىالغيب
الذي وصفه الله بقوله: ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِيالسَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ﴾ [سبأ/3]!



وكل منيعتقد بمثل ذلك إما مجنون يجب أن يعالج في مستشفى المجانين أو مشرك سيلقى جزاءالمشركين.

4-وروى الكشي أيضاً بسند صحيح عَنِعَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:
«قُلْتُ لأبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام: إِنَّهُمْ يَقُولُونَ!
قَالَ: وَمَايَقُولُونَ؟؟
قُلْتُ: يَقُولُونَ يَعْلَمُ قَطْرَ المَطَرِ وَعَدَدَ النُّجُومِ وَوَرَقَ الشَّجَرِوَوَزْنَ مَا فِي البَحْرِ وَعَدَدَ التُّرَابِ؟
فَرَفَعَ يَدَهُ إِلَىالسَّمَاءِ! فَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ! سُبْحَانَ اللهِ! لا وَاللهِ مَا يَعْلَمُ هَذَا إِلااللهُ
رجال الكشي، ص 299. والمجلسي، بحار الأنوار، ج 25/ ص 294




روى الشيخالطوسي في كتابه«تهذيب الأحكام» (طبع النجف، ج3/ص40) الحديث رقم 140،والمجلسي في المجلد 18 من «بحار الأنوار» (طبع كمبانيص625
فقال: «عَلِيُّ بْنُ الحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَرْزَمِيِّ عَنْأَبِي عَبْدِ اللهِ (ع)
قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ (ع) بِالنَّاسِ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍوَكَانَتِ الظُّهْرَ فَخَرَجَ مُنَادِيهِ أَنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (ع)
صَلَّىعَلَى غَيْرِ طُهْرٍ فَأَعِيدُوا وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُالغَائِبَ».



وأقول: هلهناك أحمق يصدق أن الإمام علياً - عَلَيْهِ السَّلامُ -
الذي كانت صلاة الظهر في نظره أعز الأعمال والعبادات
ورغم ذلك لم يدْر أنه صلاها دون طهارة،
يعلم علم الغيب وأسرار السموات والأرضين
على نحوٍ: ﴿لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِوَلَا فِي الأَرْضِ﴾ [سبأ/3]؟!




لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم الجزء الثاني



الحمدُلِـلَّهِربِّ العالمين،المتفرِّدُ في ألوهيته الذي لا شريك له ولا نظير في الخلق والرزق، هو وحده المحييالمميت، وهو وحده المعبود بحق، لا مُعين له في تدبير أمور خلقه ولا مشير، ولا نائبله ولا وزير.



ليس لأحد من مخلوقاته من ملائكته المقربين أو أنبيائه المرسلين أوأوليائه الصالحين طريق إلى أسرار علم غيبه المكنون. لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلامن ارتضى من رسول فإنه يطلعه بالوحي على شيء من أخبارالمستقبل
أو شذرات من علم ما كانوما يكون ليكون ذلك حجة لرسالته وتصديقاً لنبوته، لطفاً منه بعباده، وتأييداً منهلنبوة من أرسله برسالاته،أما ما سوى ذلك فإنه لا يُسمح لأحد من الخلق بالدخول إلى حرم الغيبالإلهي أو الورود إلى حمى كبريائه اللامتناهية، وخفيات مكنوناتهالمحجوبة،



لقد افلست العقيده الشيعيه الجعفريه في اثبات ادعائها بانها من فرق الاسلام وكان العائق لاثبات هذا المعتقد هو القرءان الكريم وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم


لذلك فسنه رسول الله قد انكروها وكتاب الله الكريم قد زعموا انه محرف مع ان الله سبحانه وتعالي قد الزم ذاته العليه بحفظه فقال تعالي في سورة الحجر إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)



وقالعليٌّ عليه السلام – كما جاء في نهج البلاغة - :
«وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً ومُحَمَّدٌ (صلى اللهعليه وآله) فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِوأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْذَمٌّ».



وروىالشيخ الصدوق في معاني‏الأخبار (ص 155
: «قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السُّنَّةِ والْبِدْعَةِ وعَنِ الْجَمَاعَةِ وعَنِالْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ السُّنَّةُ مَاسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وآله وسلموَالْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْبَعْدِهِ...»(بحار الأنوار 2/266.).

وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – كمافي نهج البلاغة (الخطبة 203
«...نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ومَا وَضَعَ لَنَاوأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ (صلى اللهعليه وآله) فَاقْتَدَيْتُهُ








 
قديم 25-08-13, 07:07 AM   رقم المشاركة : 3
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


والسؤال لماذا زعمت الشيعه بان القرءان محرف


والجواب لان القرءان يهدم هذا الدين الشيعي واليك الادله لمن يبحث عن الحق



خامسا


القرآن الكريم ينفي الرجعه في عقيده هذا الدين الشيعي



من جملة أسبابوضع احاديث الرجعه قيام جماعة من الزنادقة المتظاهرين بالإسلام بنشر سلسلة منالأوهام والخرافات بصورة أحاديث موضوعة لأجل إفساد تعاليم الإسلام والترويجلمذاهبهم الباطلة،


ومن أولـئك الزنادقة
عبد الكريم بن أبيالعوجاء
وبيان بن سمعان
ومحمد بن سعيدالشامي



وغلاةالشيعة
كأمثال أبي الخطاب،
ويونس بن ظبيان،
ويزيد الصائغ،وأضرابهم،
الذين قاموا بوضع جملة من الحديث ليفسدوا به الإسلام، وينصروا بهمذهبهم.



وقد قُتل عبدالكريم بن أبي العوجاء بسبب زندقته وصُلب في زمان المهدي بنالمنصور
قالابن عدي: لما أُخِذَ لتُضْرَبَ عُنُقُه، قال: وضعتُ فيكم أربعة آلاف حديثٍأُحَرِّمُ فيها الحلال وأحلِّلُ الحرام!.
وكذلك قُتِلَ «بيان بن سمعان» في الزندقة، قتله خالد القسري وأحرقهبالنار.



وروى العقيلي عن حماد بن زيد قال:
وَضَعَتْ الزنادقةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة عشر ألفحديث، وروى عن عبد الله بن زيد المقري، أن رجلاً من الخوارج رجع عن بدعته فجعليقول: «انظروا هذا الحديث عمن تأخذونه فإنا كنا إذا رأينا رأياً جعلنا لهحديثاً(الشهيد الثاني، البداية في علم الدراية، ص 73 - 74، والمامقاني، مقباسالهداية، ص 53.).
وذكرابن خلِّكان في تاريخه: [... وقال أبو عبد الرحمن النَّسائي: الكذّابون المعروفونبوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعةٌ:
ابن أبي يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان،ومحمد بن سعيد ويُعْرَف بالمصلوب بالشام]( ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج 5 / ص 256. وابن الجوزي، الموضوعات، ج1/ص 48.).
وأضاف ابن الجوزي عليهم أيضاً «أحمد ابن عبد الله الجويبارى» و«محمد بنعكاشة الكرماني» و«محمد بن تميم الفارابى»، وأسند إلى سهل بن السرى الحافظ أنه قال: إن هؤلاء وضعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من عشرة آلاف حديث(انظر: عبد الرحمن بن الجوزي، «الموضوعات»، ج1/ص 48.).



والأخبار التي نقلها المجلسي فيالمجلد الثالث عشرمن «بحارالأنوار»(هذا في الطبعة الحجرية القديمة للبحار، أما في طبعة بيروت الأحدث (نشرمؤسّسة الوفاء، عام 1404هـ) ذات ال 110 مجلدات، فأحاديث الرجعة تقع في المجلّد (53) منها، وقد أشرتُ في الحاشية إلى رقم كل حديث ورقم صفحته في هذه الطبعة البيروتيةالمنتشرة ليسهل على من أراد الرجوع إليها)
وعددها (198) رواية



السؤال هل تتفق الرجعه كما زعمت الشيعه الاثني عشريه مع القرآنالكريم؟؟؟؟ ؟؟


والجواب الرَّجْعَة» تخالف نصوصالقرآن الكريم،


لنري إذا ثبتَ أن القرآن ينصُّ على أن الموتى لا يرجعونأبداً إلى الدنيا فإنّ كلّ حديث يخالف هذا الأمر هو -كما يقول الإمام جعفر بن محمدعليه السلام - زخرف وباطل.
1- يقول تعالى: ﴿ وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ * حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ[الأنبياء:95-96].
تدلُّهذه الآية على أن الموتى لا يرجعون إلى الدنيا حتى يوم القيامة لأن فتح سدّ يأجوجومأجوج، بقرينة الآية التي بعدها، وباتفاق جميع المفسرين الشيعة والسنة، هو منعلامات القيامة،خاصة طبقاً لقراءة ابن عباس وابن مسعود اللذَيْن قرأا (جَدْث) بمعنىالقبر، بدلاً من (حَدَبٍ)، وأن ضمير (هم) قبلها يشير إلى كافة بني البشر،مما يدلُّعلى أن فتح يأجوج ومأجوج من علامات القيامة، فيكون معنى الآية الصريح: كل قريةأهلكناها يلزم أن لا تعود إلى الدنيا حتى قيام الساعة،بعد فتح يأجوج ومأجوج وخروج الناس منقبورهم أي حتى قيام القيامة؛
وباختصار إن ما تفيده الآية هو أنّ سنّة اللهِ وما جرى من قضائهالحتميّ يقضيان بأن من يهلكهم اللهُ من أهل الدنيا لن يعودوا إليها مادامت الدنياباقة، ولا تكون عودتهم إلا في نشأة الآخرة كي ينالوا جزاء أعمالهم.
ولا يخفى أن هذا المعنى ينفي بكل صراحة «الرَّجْعَة»، وحتى أولئك الذين جعلوا هذه الآية دليلاً على إثبات «الرَّجْعَة» مثل: «علي بن إبراهيم القميّ» و«العلامة المجلسي» فسّروا هذه الآية على النحو الذي ذكرناه،
ولكن القائلين بالرجعة لما عجزوا عن الاستدلال بظاهر الآية ومنطوقها بللم يتمكنوا من الاستدلال حتى بمفهومهاوقاموا حسب ظنهم بتدبيرٍ ماهرٍفاستخرجوا بواسطة المفهوم المخالف للوصف في الآية ما يثبتون به مرادهم مع أن مفهومالوصف، لاسيما المفهوم المخالف، لا حجّيّة له باتفاقالعلماء.
أجل إنجميع المفسرين متفقون على تفسير الآية على النحو الذي ذكرناه، نهاية ما في الأمر أنكلاً منهم ذهب مذهباً في كيفية استفادته هذا المعنى من الآية طبقاً للقواعداللغوية،
فبعضهمفسّر الآية طبقاً لما رُوي عن ابن عباس ورأي الكسائي والفرّاء والزجّاج الذين قالواإنّ كلمة حرام هنا معناها «واجب»(تاج العروس، ج8/ص241. )،




كماجاء ذلك المعنى في قوله تعالى:
﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْعَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ﴾[الأنعام:151]
إذْ منالبديهي أن الله أوجب أن لا نشرك به، وقد استُعملت كلمة حرام في هذا المعنى أيضاًفي أشعار العرب عصرَ الجاهلية كقول عبد الرحمن بن جمانة المحاربي الجاهلي:
وإن حراماً لا أرى الدهر باكياً *** على شجوة إلا بكيت على عمرو
(تاج العروس، ج8/ص242. )




أي يجب أن لا أرى الدهر باكياً، كما أنه من الشائع في محاورات العرباستخدام مثل هذه الألفاظ التي لها معنيان متضادان.



وقال بعضهم أن كلمة حرام استُخدمت في معناها المعروف ذاته، ولكنها خبرلمبتدأ محذوف وقرؤوا «إنّ» في كلمة «إنهم» بالكسرة، أي حرام على قرية أهلكناهارجوعهم، إنهم لا يرجعون. وبعضهم رغم تفسيره كلمة حرام بمعناها المشهور ذاته إلا أنهاعتبر حرف «لا» زائداً وذلك كحرف «لا» الذي جاء في قوله تعالى: ﴿ قَالَ مَامَنَعَكَ ألا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْنَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾[الأعراف:12]،

وبناء على ذلك فمعنى الآية «كل قرية أهلكنا أهلها حرامعليهم أن يعودوا ثانية». ويؤيد هذا المعنى نهاية الآيةالتالية:
2- ﴿ أَلَمْيَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لايَرْجِعُونَ * وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ[يس:31-32].
اللطيفة في ذكر حرف «كَمْ» التكثيريّة قبل فعل «أهلكنا»




فيالآية:


إفهامنا أنه لما كان عدم عودة الأموات إلى الدنيا من النواميس الإلهيةالحتمية؛


لذا فأنتم أيضاً ستكونون مثلهم، أي عندما ستموتون لن تعودوا إلى الدنيا،ولكنكم ستبعثون يوم القيامة لتنالوا جزاء أعمالكم،



قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) الجاثيه



لذا سنحضركمجميعاً لدينا يوم القيامة للحساب والجزاء، فهذه الآية كما هو ملاحظ تنفي «الرَّجْعَة» بصراحة،



ولذلك قال «الزمخشري» في تفسيره:
[وهذا مما يردّ قول أهل الرجعة. ويحكى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له:



إن قوماً يزعمون أنّ علياً مبعوثٌقبل يوم القيامة، فقال: بئس القوم نحن إذن: نكحنا نساءه وقسمناميراثه](الزمخشري، تفسير الكشاف، ج2/ص251. ).

وينقل ابن الأثير أيضاً في كتابه «الكامل في التاريخ» عنالحسن بن علي روايةً بمضمون الرواية السابقة ذاته فيقول:
[قال عمرو بن الأصم: قلت للحسن بن علي: إن هذه الشيعة تزعم أن علياًمبعوثٌ قبل القيامة!
فقال: كذب والله هؤلاء الشيعة، لو علمنا أنه مبعوثقبل القيامة ما زوجنا نساءه ولا قسمنا ماله]،
ويعقّب ابن الأثير على هذه الرواية بقوله:
[أما قوله: هذه الشيعة، فلا شك أنه يعني طائفة منها،



فإن كلالشيعة لا تقول هذا إنما تقوله طائفة يسيرة منهم، ومن مشهوري هذه الطائفة: جابربن يزيد الجعفي الكوفي، وقد انقرض القائلون بهذه المقاتلة فيمانعلمه.



ابنالأثير الجزري، الكامل في التاريخ، ج3/ص157. هذا وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/ 148، وبرقم 1265 (ط.شاكر) وقال: إسناده صحيح) بسنده عن عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَقَالَ قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّارضي الله عنه يَرْجِعُ!


قَالَ: [كَذَبَ أُولَئِكَ الْكَذَّابُونَ، لَوْ عَلِمْنَاذَاكَ مَا تَزَوَّجَ نِسَاؤُهُ وَلا قَسَمْنَا مِيرَاثَهُ].



وكذلك أخرجه ابن سعد فيالطبقات الكبرى (ج3 /ص39) بسنده عن أبي إسحاق عن عمرو قال: قيل للحسن بن علي إنناساً من شيعة أبي الحسن عليٍّ عليه السلام يزعمون أنه دابّة الأرض، وأنه سيبعث قبليوم القيامة، فقال: [كذبوا، ليس أولئك شيعته أولئك أعداؤه، لو علمنا ذلك ما قسـمناميراثه ولا أنكحنا نسـاءه



﴿ وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّاحَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَالَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ * وَإِذَا تُتْلَىعَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُواائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّيُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ﴾[الجاثية:24-26].


فهذه الآيةتدل على أن «الرَّجْعَة» وعودة الأموات إلى الدنيا مخالفٌ للسنّةالإلهية وقضاء الله الحتمي،


فإن قيل لما كانت الآية تنفي رجعةالكفار فقط فهي تخالف الأخبار التي تتضمن عودة الكفار ولا تخالف الأخبار والرواياتالتي تفيد رجعة الأئمّة والمؤمنين،
فنقوللو أن النبيّ الأكرم قال في جوابه على مقولة الكافرين﴿ائتوا بآبائنا إن كنتمصادقين: إنآبائكم لن يرجعوا إلى الدنيا، لكان هناك محلٌ لذلك الإشكال، ولكن الإجابة كانتشاملة لجميع أفراد البشر لأن قوله تعالى: ﴿ قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّيُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِوَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[الجاثية:26]،
صريحفي بيان أحد النواميس الإلهية الكلية التي تعتبر جزءاً من نظام عالم الملك والملكوتوتشمل بلا شك جميع أفراد البشر، ومثل ذلك كمن طلب من إدارة منظمة شيئاً مافذكَّرَهُ رئيسُ الإدارة بأحد بنود التعاليم والمقررات العامة لنظام الإدارةالمتعلق بسؤاله،
فجوابالمدير وإن كان ظاهره متجهاً إلى الشخص السائل لكنه لما أحاله إلى المواد العامةلنظام الإدارة فإن كلامه في الحقيقة موجه إلى كل سائل أيضاً. ويؤيد ذلك الآيةالتالية:

4- ﴿ حَتَّىإِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُصَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْوَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾[المؤمنون:99-100].
فهذهالآية صريحة في نفي رجعة الإنسان إلى الحياة الدنيا بعد موته وغنية عنالتعليق.
لقدعرفنا إذن أن «الرَّجْعَة» تخالف نصوص القرآن الكريم، ونتيجة لذلك فإن جميعالروايات التي تتضمن «الرَّجْعَة» هي -بتعبير الإمام جعفر بن محمد الصادق- زخرفوباطل، لأنها تخالف القرآن الكريم، ويجب طرحها جميعاً وأن يُضرب بها عرضالحائط.
ولوفرضنا أنه لا توجد في القرآن الكريم آيةٌ واحدةٌ تخالف «الرَّجْعَة»،
فيكفي لردِّ روايات «الرَّجْعَة» أنه لا توجد في القرآن أية آية توافق هذا المعنى



سادسا


القرآن الكريم يثني ويشهد لأصحاب رسول الله والمهاجرين والانصار


والشيعه تزعم ارتدادهم عن الاسلام الا ثلاث


إن الدليل الأكبر على صدق النبي هو القرآن، والدليلالهام الثاني هو أثر كلماته على أصحابه، أما عن القرآن فقالوا قد اعتراه التغييروأما أصحابه فقالوا عنهم «ارْتَدَّ النَّاسُ بعد رسول الله إِلا ثَلاثَةُ نَفَرٍ»!



الآيات التي نزلت في مدح أصحابالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم
1- قال الله سبحانه وتعالى:﴿ وَمِنَالأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُقُرُبَاتٍ عِنْدَ الله وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْسَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَحِيمٌ (99) وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَاتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْجَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُالْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:99-100].
يقول الشيخ الطوسي عند تفسيره لهذه الآيةفي تفسيره "التبيان":
[أخبر الله تعالى أن الذين سبقوا أولا إلى الإيمان باللهورسوله والإقرار بهما من الذين هاجروا من مكة إلى المدينة وإلى الحبشة ومن الأنصارالذين سبقوا أوَّلاً غيرهم إلى الإسـلام من نظرائهم من أهـل المدينة والذين تبعواهؤلاء بأفعال الخير والدخول في الإسلام بعدهم وسلوكهم منهاجهم...]( التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي: ج 1/ص854 (الطبعةالحجرية، طهران 1365 هـ.)

اذن أيُّ مؤمنٍ بالـقـرآن يمكنه -
بعد أن يرى هذه الآيات الطافحة بالبشـارة بالرحمةوالرضوان والوعد بالجنة والفوز العظيم للمهاجرين والأنصار، الذين هم أنفسهمالمؤسسون الأصليون لبيعة أبي بكر رضي الله عنه في السقيفة - أن يصدق مثل ذلك الحديثالقائل:[ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلا ثلاثة!]؟

2- ويقول سبحانه: ﴿ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهبِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ الله وَأُولَئِكَ هُمُالْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍلَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أبداً إِنَّ الله عِنْدَهُأَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [التوبة:20-22].

فكيف ينسجم القول بارتداد الكثير من الأصحاب بعد رسولالله مع هذه الآيات البينات؟!ولكي نعرف من هؤلاء الموعودون بهذا الثواب العظيم نأتيبآيات أخرى تضمنت نفس العبارات والألفاظ:
3 - يقول الله رب العالمين: ﴿ إِنَّالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِيسَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُبَعْضٍ ﴾ [الأنفال:72]

فهؤلاء الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا، هل هم إلا المهاجرون إلى الحبشة ثم إلىالمدينة ثم المجاهدون مع رسول الله؟

وكذلك الذين آووا ونصروا، هل هم إلا أهل المدينة؟ أي أنهم مؤسسو بيعةالسقيفة أنفسهم. فهل هؤلاء ارتدوا على أعقابهم كفاراً بعد رسول الله (صلّى اللهعليه وآله وسلّم)؟!


لنسمع إجابة سورة الأنفال هذه نفسها على افتراء أولـئك المفترين وأعداءالإسلام والمسلمين، حيث يقول سبحانه:
﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِيسَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّالَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]
الله الخالق، الذي يعلم الظاهر والباطن، يقول"أولـئك هم المؤمنونحقاً"،




والبحراني(البحراني:هو السيد هاشم الحسيني، عالم إمامي أخباري النزعة له تفسير بالمأثور سماه: البرهان في تفسير القرآن، مليء بالروايات والأخبار الضعيفة السند، توفي سنة 1107 أو 1109 هـ.])على الترتيب مليئان بروايات الغلاة التي تقول: أولـئك ارتدُّوا بعدرسول الله إلا ثلاثة!

ومن المفارقات العجيـبة أن اثنين من أولـئك الثلاثة لاتشملهم الآية الكريمة من ناحية الهجـرة والجهاد بالمال وإيواء المهاجرين!

لأنسلمان وأبا ذر لم يكونا لا من المهاجرين ولا من الأنصار، فلا هم من الذين أُخْرِجوامن ديارهم وأُجبِروا تحت ضغط العذاب والفتنة في الدين على ترك أهلهم وديارهمووطنهم،
ولا هم من الذينأنفقوا أموالهم في سبيل الله، لأنهم كانوا فقراء،
ولا هم من أهل المدينة الذين آووا ونصروا المهاجرين،

وهذا أمر لا يخفى على من لهمعرفة بتاريخ الإسلام وسيرة أولـئك الكرام، إذ لكل منهم تاريخ معروف وسيرة واضحةيُعْلَم منها أنهم لم يكونوا من المهاجرين ولا من الأنصار([ولكن ينطبق عليهم قوله تعالى "و الذين اتبعوهم بإحسان" وبالتالي فهم مشمولون بقوله "رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات....الآية "
) التبيان في تفسير القرآن: ج 1 / ص: 863 و864 (من الطبعة الحجرية، طهران 1365 هـ





# قال سبحانهوتعالى:﴿ لَقَدْ تَابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَوَالأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ مَاكَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْرَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:117].
يقول الشيخ الطوسيفي تفسيره:
أقســم اللـه تعالى في هذه الآية، لأن لام لقد لام القسم، بأنه تعالىتاب على النبي والمهاجرين والأنصار بمعنى أنه رجع إليهم وقبل توبتهم، الذين اتبعوهفي ساعة العسرة، يعني في الخروج معه إلى تبوك، والعسرة صعوبة الأمر وكان ذلك فيغزاة تبوك لأنـه لحقهم فيها مشـقّـة شديدة من قلة الماء حتى نحروا الإبـل وعصرواكروشها ومصوا النوى وقل زادهم وظهرهم،..الى قوله): وقيل من شدة ما لحقهم هَمَّ كثيرمنهم بالرجوع فتاب الله عليهم...أي رجع عليهم بقبول توبتهم إنه بهم رؤوفرحيمالتبيان في تفسير القرآن: ج 1 / ص: 863 و864 (من الطبعة الحجرية، طهران 1365 هـ.



لذلكففي هذه الآية يضع اللهتعالى المهاجرين والأنصار في صف واحد مع النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويشملهمجميعاً بالتوبة والرأفة والرحمة، إعلاما لنا أن مقام المهاجرين والأنصار في توبةالله عليهم مثل مقام النبي المختار (صلّى الله عليه وآله وسلّم). فهل مثل هؤلاءصاروا مرتدين؟؟

# ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِتَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِالله.. [آل عمران:110].
قالالشيخ الطوسي عليه الرحمة في تفسير التبيان:
[واختلف المفسرون في المعـنـِيِّ بقوله كنتم خير أمة، فقال قوم: همالذين هاجروا مع النبي صلى الله عليه وآله، ذكره ابن عباس وعمر بن الخطابوالسُدِّي، وقال عكرمة نزلت في ابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وأُبَيّ بن كعبومعاذ بن جبل، وقال الضحاك: هم من أصحاب رسول الله خاصةالتبيان في تفسير القرآن: ج 1 / ص: 346 (من الطبعة الحجرية، طهران 1365هـ.)).

وأيَّاً كانوا فإنهم عند الله خير أمة، أمّا عندجماعةالغلاةواضعيالحديث،فإنهمكانوا أسوأ أمة!([24]). فأيهما نقبل: قول الرب سبحانهأم قول الغلاة المخالفين للقرآن؟

6- يقول تعالى بدأً من الآية الرابعة من سورة الفتح:
﴿ هُو الَّذِيأَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَإِيمَانِهِمْ......... لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِيمِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْوَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ الله فَوْزًا عَظِيمًا ﴾
إلى الآية 18
حيث يقول: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المُؤْمِنِينَإِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَالسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا

إلى الآية 26 حيث يقول:
﴿ إِذْجَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الجَاهِلِيَّةِفَأَنْزَلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْكَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ الله بِكُلِّشَيْءٍ عَلِيمًا ﴾

ثم يختتم السورة بقوله:
﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاًمِنَ الله وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَمَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَشَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَلِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ..الآية ﴾ [الفتح:29].

من كان هؤلاء المشار إليهم في هذه الآيات؟
هل كان لهذه الآيات مصاديق في الخارج أم لا؟
هل مات جميعهم قبل وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم بعدوفاته؟

هل تدخلوا في اختيارالخليفة بعده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أم لم يتدخلوا؟

هل جميع هذه الآيات نزلت في أولئك الثلاثة أم أنها تشمل آخرين؟

..إنها أسئلة تطرحها هذه الآيات، والذي يحق لهالإجابة عنها هو المؤمن، لا الغالي المفرط في التعصب مثل "عبد الله بن القاسم الحضرمي"!

الذي يجب أن يجيب عن هذه الأسئلة هو المؤمن بالقرآن المعتقد أنه تنزيل رب العالمين العالم بالظواهر والبواطن، لا عبد الله بن القاسم الحضرمي (و أمثاله) الغالي الكذاب الذي يفتري على لسان إمام من الأئمةأنه قال:
ارتد الناس على أعقابهم كفارا إلاثلاثة!.
7 - وهناك آيات عديدة أخرى في مدح أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نشيرلبعضها مثل قوله تعالى: ﴿ ءَامَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْرَبِّهِ وَالمُؤْمِنُونَ كُلٌّ ءَامَنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِوَرُسُلِهِ.. [البقرة:285].

هل ارتد أولئـك المؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله؟
هل كان لهذه الآية الكريمة عندما نزلت مصاديق أم لا؟
إن كان لها مصاديق فمنكانوا؟،
أوقوله تعالى: ﴿ لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَفِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْوَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍمُبِينٍ ﴾ [آل عمران:164].
هل كان هناك مؤمنون منَّ الله عليهم بماذكر؟
وفي حال وجودهم فهلماتوا جميعاً قبل رحلة رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِوَآلِهِ)؟
هل يستطيع أحدأن يدعي مثل هذا الادعاء؟




8 - وتلك الآية الكريمة التي نزلت بحق المؤمنين المجاهدين في واقعة حمراءالأسد التي يقول الله تعالى فيها :
﴿ .. وَأَنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ (171) الَّذِينَ اسْتَجَابُوالِـلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَأَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُالنَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًاوَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَالله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُوفَضْلٍ عَظِيمٍ [آلعمران:171-174].

هلمثل هؤلاء المؤمنين كان لهم وجود أم لا؟
وإن كان لهم وجود فمن كانوا؟
هلكانوا أولـئك الثلاثة فقط الذين لم يرتدوا بعد رسول الله، أي سلمان والمقداد وأبوذر؟!
هذا في حين أن سلمان لم يكن في ذلك الحين بين أولئكالمؤمنين المشار إليهم في الآية أصلاً لأنها نزلت في شأن مجاهدي غزوة أُحُد وسلمانلم يلتق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويُسْـلِم على يديه إلا بعدأُحُد،
كما أن وجود أبي ذررضي الله عنهبينهم ليسمؤكداً،
إذن مَن هم الذين يمدحهم الله في هذه الآيات كل هذا المديح؟
وهل ماتوا جميعاً قبل وفاة النبي (صلّى الله عليه وآلهوسلّم)؟
الحقيقة أن اسم مجاهدي بدر وأحد مسجل في التاريخ وأكثرهم كانوا أحياء في زمنالخلفاء بعد رسول الله وسيرتهم المليئة بالفخار والعظمة مدونةمعروفة.
9 - أوالآيات الكريمة: ﴿ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِوَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَيَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِيخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَفَقِنَا عَذَابَ النَّارِ......(إلى قوله تعالى): فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْأَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَو أُنْثَى بَعْضُكُمْمِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِيسَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْوَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْعِنْدِ الله وَالله عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ ﴾ [آلعمران:190-195].

يقول الشيخ الطوسي في تفسيره الشريف "التبيان": [وقال (الطبري
الآية مختصة بمن هاجر من أصحاب النبي (صلّى الله عليه وآله) منوطنه وأهله مفارقا لأهل الشرك بالله إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وغيرهم منتُبَّاع رسول الله (صلّى الله عليه وآله
من الذين رغبوا إليه تعالى في تعجيل نصرهم على أعدائهموعلموا أنه لا يخلف الميعاد بذلك، غير أنهم سألوا تعجيله وقالوا لا صبر لنا علىأناتك وحلمك،
وقوَّى (أيالطبري) ذلك بما بعد هذه الآية من قوله فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكممن ذكر وأنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيليوقاتلوا وقتلوا...الآيات
بعدها،(يقول الطوسي) وذلك لا يليق إلا بما ذكرهولا يليق بالأقاويل الباقية وإلى هذا أومأ البلخي لأنه قال في الآية الأخرى والتيقبلها (نزلت) في الذين هاجروا إلى النبي (صلّى الله عليه وآله)، ثم (نزلت) في جميعمن سلك سبيلهم واتبع آثارهم من المسلمين.تفسير التبيان: ج 1 / ص 394 - 395.






 
قديم 25-08-13, 07:08 AM   رقم المشاركة : 4
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


نسأل ثانية:
من هم هؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم أنهم هاجروا وأُخْرِجوا من ديارهموأموالهم وأوذوا في سبيله وقاتلوا وقتلوا وأنه سيدخلهمجناته؟
إنهم المهاجرونوالأنصار أي نفس أولئك الذين يقول ذلك الحديث الموضوع عنهم: ارتدّ الناس علىأعقابهم كفارا إلا ثلاثة.
أي قلب يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر يمكنه أن يقبل بعد ذلك بمثل ذلكالحديث الموضوع الذي وضعه الغلاة المنحرفون؟
10 - والآية الكريمة: ﴿ لِلْفُقَرَاءِالمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَفَضْلاً مِنَ الله وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُالصَّادِقُونَ (8) وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْيُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّاأُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَو كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْيُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر:8-9].
من كانهؤلاء الذين أُخْرِجوا من ديارهم واضطروا لترك أموالهم طلباً لرضا الله تعالىوفضله، الذين نصروا الله ورسوله وسماهم اللهبالصادقين؟
ألم يكونوا همأنفسهم الذين حضروا السقيفة؟
وهل كان هؤلاء الذين تبوَّؤا الدار والإيمان، والذينأحبوا المهاجرين إليهم وآووهم في بيوتهم وآثروهم على أنفسهم، إلا الأنصار الذينأتوا بسعد بن عبادة رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى السقيفة وأرادوا أن يجعلوه خليفة ويبايعوه؟
والسؤال أي القوليننختار؟
هذه الآيات وعشرات من الآيات الأخرى([26])التي نزلت في كتاب المسلمينالسماوي في مدح وتمجيد أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)،وأبرزهم المهاجرون والأنصار، أمام عيني كل مسلم عالم بالقرآن ومؤمن بمافيه؛
تعارض بشدة تلك الأحاديث التي تدعي ارتدادأغلبالمسلمين وعودتهم إلى الكفر، فور رحلةرسول الله ومفارقته للدنيا، إلابضعةأفراد منهم فقط! أي الثلاثةأو السبعةالذين بقوا على إيمانهم بالخلافة المنصوصةلعلي!
إن المحقق المنصف المتجرّد عن العصبية والتقليد لا يمكن أن يصدق تلكالأحاديث ولا ما قيل عن مخالفة المهاجرين والأنصار للخلافة المنصوص عليها، لأنه إماأن تكون هذه الآيات من عند الله أو لا تكون، فإن لم تكن من عند الله فالقرآن - والعياذ بالله -من اختلاق وتلفيق غير الله،وإذاصار القرآن من اختلاق وتلفيق غير الله فمعنى هذا انهدام الإسلام، المبتني علىالقرآن، من أساسه، وإذا انهدم وانهار الإسلام، الذي هوالأصل،
فما قيمة إثبات الخلافة المنصوصعليها أو غير المنصوص عليها وماهي إلا فرع لذلك الأصل؟
و أما إنكان القرآن من عند الله، وهو قطعا كذلك، وإن كان الله سبحانه وتعالى عالم بالغيبوالشهادة عليم بذات الصدور، وهو قطعا كذلك،
إذن فهو يعلم بحقيقة من يمدحه في كتابه ويبشره بالفوزوالفلاح،
عندئذ يجب أنيكون موقفنا واضحا من الآيات الكثيرة مثل قوله تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُواوَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُالمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴾ [الأنفال:74]،
﴿و أُوْلَـئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ ﴾﴿ وأُوْلَـئِكَ هُمُالصَّادِقُونَ ﴾﴿ وأولـئك لهم الخيرات وأولـئك همالمفلحون ﴾
﴿ كنتم خير أمـة ﴾﴿ وألزمهم كلمة التقوىوكانوا أحق بها وأهلها ﴾ [الفتح:26]
﴿ وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَوَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْوَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُخَالِدِينَ فِيهَا أبداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة:100]،
وعشرات الآياتالأخرى..

ونعود فنسأل هل كانلتلك الآيات مصاديق في عالم الخارج أم لا؟
فإن كان يوجد لها مصاديق فمن هم؟
ألم يكونوا نفس الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة لنصبالخليفة؟

فهل كان اللهتعالى، الذي امتدحهم وأثنى عليهم، عالما بسرائرهم وضمائرهم خبيرا بماضيهم ومستقبلهمأم لا؟
بديهيأن الشق الثاني من السؤال لا يمكن لمؤمن بالله أن يلتزم به
"تعالىالله عما يقول الظالمون علواً كبيرا"!
وأما إن كان عليماً خبيراً، وهو قطعاً كذلك، فمن يستطيعأن يدعي أن الله العليم الخبير مدحهم وأثنى عليهم (وشهد لهم بصدق الإيمان ووعدهمبالجنات والرضوان) لكنهم ارتدوا، فور وفاة نبيهم، على أعقابهم كفاراً (خونة) وجحدواأمر الله تعالى بتأمير علي عليه السلام عليهم؟!هناك عدة نقاط ينبغي التنبه إليها في

موضوع موقف الأنصار في قضية السقيفةودلالاته:

أولا: لو كان هناكأمر صريح من الله تعالى ورسوله بخلافة علي (ع)، فلماذا قام الأنصار الذين قال اللهتعالى عنهم:
(( وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَئِكَ هُمُالْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ )) الأنفال/74،
والذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم : «لو أن الأنصار سلكوا وادياً أو شعباً لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرةلكنت امرءاً من الأنصار» (المصنَّف، عبد الرزاق الصنعاني، تحقيق الأعظمي، ج 11/ ص 62)
وقال في شأنهم: «اللهم ارحم الأنصار وأبناءالأنصار وأبناء أبناء الأنصار!» (المصنَّف: ج11/ص 62)، لماذا رشحوا "سعد بن عبادة" زعيم الخزرج للخلافة؟ ألم يسمعوا أمر الله تعالى ورسوله حول نصب علي (ع)؟!
ثانيا: ولماذا لم يقم الأنصار، بعد هزيمتهم السياسية أمام جناحالمهاجرين وبعد انقطاع أملهم في إحراز منصبالخلافة،
لماذا لم يقولوا: إذن على الأقللنبايع من نصبه الله تعالى ورسوله إماماً علينا، خاصة أن علياً كان كالرسول من حماةالأنصار ومحبيهم، وأكثر المهاجرين قرباً منهم؟!
ولا ننسى أن انتخابالخليفة إنما تمَّ في المدينة، أي في المكان الذي كان فيه المهاجرون وأهل مكة أقليةتفتقر للشوكة السياسية،
فإذا كان التنافس القبلي بين المهاجرين لا سيما بين الجناحالأموي... وبني هاشم - كما يقال - هو الباعث لسلب الحق الإلهي لعلي (ع) في الخلافة،فمن البديهي أن الأنصار لم يكن عندهم هذا الدافع وبالتالي كانوا يستطيعون بكل سهولةأن يوقفوا المهاجرين عند حدهم ويمنعوا حصول مثل تلك البدعة فيالدين!؟
ثالثا: ولماذا اقتصر الكلام في النقاش والتفاوض،الذي تم في السقيفة، على بيان أفضلية الأنصار على المهاجرين بسبب خدماتهم للإسلامأو بيان أفضلية المهاجرين على الأنصار لكونهم عشيرة الرسول ومن قريش وأول من آمنبه، ولم يأت أحد على موضوع النص النبوي على الخلافة! وحتى قبيلة الأوس التي لم تكنقد رشحت أحداً للخلافة وكان لسانهم أطول في مجادلة المهاجرين والانتصار للأنصار، لميذكروا لدحض ما أراده المهاجرون أي إشارة للنص على علي(ع)؟!
ألا يؤكد كل ذلك بكل وضوح على عدم وجود هذا النص والتعيين الصريح؟!).

ذلك لأن الله تعالى، الذي يعلم الغيب ويعلم فيما إذا كانعبدٌ من عباده سيرتكب من الأعمال في المستقبل ما يحبط أجره ويبطل سوابقه الصالحة،إذا قال عن فلان أنه مفلح وفائز وأعددت له الجنات، كان ذلك دليلاً قاطعاً على أنذلك العبد لن يرتكب عملا يمنعه من الدخول في الجنة وأن عثراته ستكونمغفورة.

ألم يكن الله تعالىالحكيمالعليم الخبير يعلم أن أصحاب نبيه لم يكونوا مهتمين بصدق بحقائق الدين بلقبلوه قبولا ظاهريا سطحيا ومتزلزلا - كما تدعيه الروايات التي وضعها الغلاةالمندسّين بين شيعة آل البيت الأطهار

بل طبقاً لبعض رواياتهم كان أولـئك الصحابة في نفس زمنحياة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قد شكلوا زمراً ومجموعاتٍ سريةً وعقدوافيما بينهم عهوداً وكتبوا صحيفةً ملعونةً أودعوها الكعبة!،
وأنه منذ أول يوم تظاهروا فيه بالدخول في الإسلام لم يكنلهم هدف سوى الوصول للإمارة والحكومة! وأن قلبهم كان طافحاً ببغض أهل البيت وبمجرّدأن ارتحل النبي ارتدوا على أعقابهم وأنكروا أهم أصل من أصول الدين وهو الإمامةالمنصوص عليها من الله؟!

فكيف إذن أنزل تعالى في شأنهم كل آيات الثناء والمديحوالشهادة بالإيمان والفوز والفلاح تلك؟!
آيات تبقى خالدة إلى يوم القيامة يتلوها المؤمنون آناءالليل وأطراف النهار يحبون بسببها المهاجرين الأنصار ويغبطونهم على إيمانهموفلاحهم.

أجل إن تصديق رواية «لما قبض النبي ارتد الناس إلا ثلاثة (أو سبعة
وأمثالهايؤدي إلى تكذيب جميع الآيات القرآنية الكريمة السابقة،
أو إلى اتباع البدعة التي وضعها بعض أعداء الإسلام لإسقاطالكتاب المجيد عن الحجية، بادعائهم أن كتاب الله غير قابل للفهمالبشري
وأننا لا نستطيع أن نفهمالمراد الحقيقي منه! وأن ظواهره غير مرادة، وعندئذ يفتح الباب للباطنية الذينيفسرون القرآن على أهوائهم فيأتون بغرائب وأباطيل لم ينـزّل الله بها منسلطان!

أجل إن الإصرار علىصحّة أمثال تلك الروايات، يلزم منه اعتبار تلك الآيات القرآنية الكريمة إما خاطئة - والعياذ بالله - أو غير مفهومة، وبالتالي ففاعل ذلك يغفل - أو يتغافل - عن أنهبإصراره على إثبات الإمامة المنصوص عليها لعلي عليه السلام أثبت - والعياذ بالله - بطلان معجزة الرسالة الكبرى
وبالتالي أثبت كذب الإسلامِ ونبوةِ خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآلهوسلم)!!

(و وقع في المثلالقائل جاء ليكحِّلها فأعماها!


لأنه إذا كان رد خلافة علي ارتداداً كما تصرِّح به تلك الروايات التي تقول: لما قُبِضَ النبيّ ارتـدّ الناس على أعقابهم كفَّاراً إلاثلاثة،

ونعلم أن أكثر صحابةالنبي بل كلهم بقوا على بيعتهم لأبي بكر، أي بقوا على ذلك الارتداد المزعوم(!) - والعياذ بالله - وماتوا عليه، فطبقاً لقوله تعالى:
﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْدِينِهِ فَيَمُتْ وَهُو كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَاوَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة:217]،
سيكونون جميعاًقد حبطت أعمالهم وسيصيرون إلى نار جهنم خالدين فيها أبداً، إلا ثلاثة نفر!! أولـئكالثلاثة الذين تدل سيرتهم، للأسف أو لحسن الحظ، على أن موقفهم ورأيهم في المسألةكان نفس رأي وموقف سائر أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)!!

وذلك أن المقداد رضي الله عنه الذي ذكر في بعضالروايات
أنه كان أثبت قدما من سلمان وأبي ذر (رضي الله عنهما) في أمر خلافة عليبعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)،

هو الشخص ذاته الذي - طبقاً لوصية عمررضي الله عنه- كان عليه مهمة التعاون والإشراف على أبي طلحة (زيد بن سهل) الأنصاري في أمر تعيين الخليفة من بين الستة:

علي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمنوعثمان،
حيث أمر عمر رضي الله عنهأبا طلحة أن ينظرهم ثلاثة أيام فإن اتفقوا على رجل منهم وأبى واحدٌ أن يَضرِبَعُنُقَه وإن اتفق أربعة وأبى اثنان أن يضرب عُنُقَهما وإن اختلفوا جميعاً بعد المدةالمحددة أن يضرب أعناقهم جميعاً(تاريخ الأمم والملوك للطبري: ج 3 /ص 294-295]


كما أن سلمان رضي الله عنه كان والياً على المدائن منقِبَلِ عمر رضي الله عنه لعدة سنين ولم يُؤْثَر عنه من سيرته المعروفة الواضحة،أدنى اعتراض على خلافة الشيخين (رضي اللهعنهما

فبعد كل ذلكهل يمكن لأي مسلمٍ مؤمنٍ بالقرآن أن يعير مفاد تلك الروايات أدنىالتفات؟

ألا ينبغي على كلمؤمن بالقرآن، بينه وبين الله وأمام حكم وجدانه ودينه،- وعملابالأمر الصريح لأئمة آل البيت عليهم السلام الذين أكدوا مراراً أن ما خالف القرآنمن الأخبار المنقولة فهو زخرف وليس عنهم وينبغي أن يضرب به عرض الحائط(أخرج الكليني في الكافي روايات عدة عن الصادق وغيره من الأئمة عليهم السلام تفيد أنشرط قبول الحديث أن لا يخالف القرآن: انظر الحديث رقم 183 والأحاديث من 198 إلى 203 (أصول الكافي: ج 1/ص60، الحديث الخامس، وص 69 الأحاديث من الأول للسادس])

أن يحارب ويكذِّب بشدةوبكل ما أوتي من طاقة ووسع أمثال تلك الأحاديث الموضوعةالمكذوبة.

لو ألقيت نظرة، أيها القارئ الكريم، على التاريخالدموي المخزي المليء بالعداوة والخصومة والفرقة، الذي أوجدته تلك الرواياتوأمثالها بين المسلمين،
لأدركت أن واضعي أمثال تلك الروايات،ومختلقي مثل تلك الأحاديث، هم بلا شك ولا ريب من أشد أعداء الإسلام، أو أنهم أشخاصجهلة كان يحركهم ويحرضهم أعداء الإسلام ليوقعوا الفرقة بين المسلمين،






 
قديم 25-08-13, 07:14 AM   رقم المشاركة : 5
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم الجزء الثالث


الحمدُلِـلَّهِربِّ العالمين،المتفرِّدُ في ألوهيته الذي لا شريك له ولا نظير في الخلق والرزق، هو وحده المحييالمميت، وهو وحده المعبود بحق، لا مُعين له في تدبير أمور خلقه ولا مشير، ولا نائبله ولا وزير.



ليس لأحد من مخلوقاته من ملائكته المقربين أو أنبيائه المرسلين أوأوليائه الصالحين طريق إلى أسرار علم غيبه المكنون. لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلامن ارتضى من رسول فإنه يطلعه بالوحي على شيء من أخبارالمستقبل
أو شذرات من علم ما كانوما يكون ليكون ذلك حجة لرسالته وتصديقاً لنبوته، لطفاً منه بعباده، وتأييداً منهلنبوة من أرسله برسالاته،أما ما سوى ذلك فإنه لا يُسمح لأحد من الخلق بالدخول إلى حرم الغيبالإلهي أو الورود إلى حمى كبريائه اللامتناهية، وخفيات مكنوناتهالمحجوبة،



لقد افلست العقيده الشيعيه الجعفريه في اثبات ادعائها بانها من فرق الاسلام وكان العائق لاثبات هذا المعتقد هو القرءان الكريم وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم


لذلك فسنه رسول الله قد انكروها وكتاب الله الكريم قد زعموا انه محرف مع ان الله سبحانه وتعالي قد الزم ذاته العليه بحفظه فقال تعالي في سورة الحجر إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)



وقالعليٌّ عليه السلام – كما جاء في نهج البلاغة - :
«وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً ومُحَمَّدٌ (صلى اللهعليه وآله) فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِوأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْذَمٌّ».



وروىالشيخ الصدوق في معاني‏الأخبار (ص 155
: «قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السُّنَّةِ والْبِدْعَةِ وعَنِ الْجَمَاعَةِ وعَنِالْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ السُّنَّةُ مَاسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وآله وسلموَالْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْبَعْدِهِ...»(بحار الأنوار 2/266.).

وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – كمافي نهج البلاغة (الخطبة 203
«...نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ومَا وَضَعَ لَنَاوأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ (صلى اللهعليه وآله) فَاقْتَدَيْتُهُ




والسؤال لماذا زعمت الشيعه بان القرءان محرف


والجواب لان القرءان يهدم هذا الدين الشيعي واليك الادله لمن يبحث عن الحق



سابعا


الخمس في الدين الشيعي


لقد ذكر القرءان الكريم ان الخمس من غنائم الحرب مع المشركين والدين الشيعي يأخذ الخمس من أموال المسلمين



قال الصادق عليه السلام: ليس الخمس إلا فيالغنائم خاصَّة.


«من لا يحضره الفقيه»


مسألة وجوب دفع خمس أرباح المكاسب والتجارات والصناعات والزراعات وغيرها منالمكاسب.. من المسائلالتي اختص بها فقه المذهب الإمامي الاثني عشري وفارق بها سائر المذاهب الإسلاميةحتى الشيعية منهاوهي مسألة هامةوذات آثار كبيرة، منهم من قال بدفنه أو رميه في البحر إلى حين ظهور الإمام المهدي!! هذا في حين ذهب معظم المتأخرين إلى إعطائه كاملاً للمراجعالمجتهدين.

فما هي قصةهذا الخمس وما أصلها؟ومتى بدأ أخذه؟
وهل له مستند شرعي في الكتاب والسنة؟
وما مدى صحة الأخبار المنسوبة إلى الأئمة من آل الرسولصلى الله عليه وآله وسلمبشأنه؟
وهل في الإسلام فعلاًتمييزٌ لأسرة أو نسب معين – مثل ذرية بني هاشم أو ذرية النبيصلى الله عليه وآله وسلم - على سائر المسلمين بحقماليٍّ؟
وهل في سيرة النبيصلى الله عليه وآله وسلموأصحابه وسيرة علي بن أبي طالبعليه السلامما يشهد لمثل هذا الخمس الذي يتحدثون عنه؟
وإن لم يكن كذلك فمن وضعهذه الفكرة؟ ولماذا وكيف؟

هذه أسئلة هامة ربما تدور في خلد كثير من المسلمين بل من الشيعة أنفسهموتبحث عن جواب شافٍ،قال تعالي ﴿لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُواعَلَى اللهِ إِلا الحَقَّ ﴾ (النساء/171



إحدى تعاليم الإسلام الأصيلة والعظيمة والرفيعةفريضة «الزكاة»، حيث أن العمل بهذه الفريضة الإلهية كفيلٌ بحل مشاكل الحرمانوالحاجة الاجتماعية والإنسانية التي لا مفر منها في الحياة في هذا العالم. فقدحدَّد الله تعالى للمسلمين في كتابه السماوي المجيد ميزانيةَ الزكاة لتأمين مصاريفثمانية أقسامٍ من حاجات المجتمع ((((إِنَّمَاالصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِوَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِوَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِوَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60))))
· فأمربصرفها للفقراء· والمساكين كي يستطيعوا العيشبكرامته،
· ثم للعاملين علىجمعها· ثم للمؤلفة قلوبهم الذين يميلون نحوحقيقة الإسلام
· ثم للمفلسين الذين ركبتهم الديون كيينجوا من ذلك الوضع الذي وقعوا فيه
· ثمللعبيد حيث أن العبودية كانت عاراً حلّ بالبشرية فأراد الإسلام بهذه الوسيلة أنيرفع هذا العار تدريجياً، ثم أمر بصرفها في قضاء جميع الحاجات الاجتماعية للبلدانالإسلامية
· وفي الجهاد وفي كل ما فيه قوة وصلاحلمجتمع المسلمين حسب مقتضيات
· وفي النهاية أمر بصرفهالتأمين خاطر أبناء السبيل المسافرين الذين تقطَّعت بهم السبل لمساعدتهم في العودةإلى بلدانهم.
وقد جاء فيأكثر من مائة آية من آيات القرآن المجيد الأمر بالإنفاق مما رُزِقه الإنسان أي مماكسبه من عمله وتجارته وغلات أرضه ومواشيه والمعادن وغيرها. قال تعالى:
﴿أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ... (البقرة/254)




و﴿أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَاكَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأرْضِ.. (البقرة/267)
و﴿وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ... (البقرة/3 وأمثالها.



ولكن يد الفضولوالجهل والهوى والغرض لعبت بهذه الميزانية العظيمة فحصرتها في تسعة أشياءٍ أكثرهالم يعد رائجاً بين أبناء البشر في زماننا.
والشيعه صرفوا النظر عن جميع آيات كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وآله وسلم وسيرة مسلمي صدر الإسلام التي تبيّن بوضوح أن الزكاة كانتتؤخذ من جميع المحاصيل والمداخيل والإيرادات الناتجة عن غلات الأراضي الزراعيةوالبساتين والحقول وعن المواشي وأرباح التجارة والكسب والإيرادات الناجمة عناستغلال المعادن والمراتع والأموال المخلوطة بالحراموالكنوز
، وتعلقوا بعدد منالأحاديث والروايات الضعيفة المذكورة في كتب الأحاديث والأخبار، والتي يرويها، لحسنالحظ أو لسوئه، أسوأ الرواة سمعةً...
فمثلا يستند القول بانحصار الزكاة في الأشياء التسعة فيكتب حديث الشيعة إلى
ستةأحاديث خمسة منها مروية عن أحد أسوء رواة الأخبار سمعةً وهو
«علي بن فضال» الذي قالعنه صاحب السرائر(((



صاحب السرائر هو الفقيه محمد بن إدريس الحلي، من كبار فقهاءالإمامية في القرن السادس الهجري وصاحب كتاب السرائر الذي عُرِفَ فيه بآرائهالجديدة الجريئة في الفقه وانتقاده لمن سبقه من الفقهاء، توفي سنة 598هـ
«عليُّ بن فضّال ملعونٌورأس كل ضلال هو وأبوه»



(انظر ابن إدريس الحلي، كتاب «السرائر» (ج1/ص495) حيث قال في معرض تعليقه على روايتين مرسلتين: «وراوي أحدهما فطحي المذهب،كافر ملعون، وهو الحسن بن الفضال، وبنو فضال كلهم فطحية، والحسن رأسهم فيالضلال . .
هكذا لعبوا بسائر الفرائضوالقوانين والأحكام الإسلامية حتى خرجت جميع أحكام الإسلام المحيية للمجتمعاتوالكفيلة بتأمين سعادتها من دائرة العمل وأصبحت نسياً منسياً،



إن «الخمس» بنص القرآن الصريح وطبقاً لسنة نبيآخر الزمان الواضحة ولسيرة عامة المسلمين اسمٌ للخمس الذي يؤخذ من غنائم الحرب التيتقع بين المسلمين والمشركين
وتعود لجيش المسلمين المجاهد، فللحاكم وقائد تلك الحرب أنيأخذ خمس الغنائم ثم يوزع أربعة أخماسها الباقية طبقاً لشريعة الإسلام علىالمجاهدين.
هذا «الخمس» تحول إلى ضريبة ظالمةٍ تؤخذ لا منأموال المشركين بل من عرق جبين الشرائح الغنية والفقيرة من شيعة أمير المؤمنينالمخلصين الأوفياء وكدِّ يمينهم،
تأخذها طبقة من الطفيليين الذين لا يرحمون حتى الضعفاءفيأخذون منهم هذه الضريبة بعد أن يخوِّفوهم من عذاب الله إن لم يؤدوها لهم، ليديروابها مجالس السرور والانبساط للمعممين والمراجع
. وباختصار جميع ما له عنوان المال والقيمة، فكل ذلك يجبأن يؤدى خمسه من أي نوع كان ليُعطى لطبقة خاصة ذات امتياز كي يقوم الشيخ أو مايُسمَّى بالمرجع
· بصرف نصفها في أمور لا يسأل عنها
· ويعطي النصف الآخر إلى مساكين السادة [أي الأشراف من بنيهاشم] وأيتامهم وأبناء السبيل منهم (مع أن هؤلاء يمكنهم أن يستفيدوا من الزكواتوالصدقات من أمثالهم من الأشراف وأحياناً من غيرهم أيضاً). وَيُعْطَوْنَ منه حتى لوكانوا أغنياء،
وفي الواقعيبقى المساكين والفقراء من أصحاب هذا النسب في مأمن من الفقر والعوز جميعحياتهم!!
حيث يقوم السيد [أي الهاشمي أو علوي النسب] بأخذ المال سنةً بعد سنة حسب حاله كي يعيش كل سنتهمرتاح البال وينشغل بتكثير نسل الكسالى والمتواكلين أمثاله!



والواقع أن ظهور هذه البدعة يعود إلى قرنٍ ونصفبعد هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث وضعها الغلاة والكذابون منأمثال
1- «علي بن أبي حمزة البطائني»
2- و«علي بن فضال» الضال المضل
3- و«أحمد بن هلال»
4- و«سهلبن زياد»
5- و«سماعة بنمهران»
6- و«علي بنمهزيار»

الذين كانوا يعدون أنفسهم ممثلين ونواباً للأئمة المعصومين فكانوايأخذون ذلك الخمس بهذه الحجة من شيعة الأئمة. وسنطلع في هذا الكتاب على الهويةالحقيقية لأولئك الرواة.
لكن
الذي أدى إلىحيرة فقهاء الشيعة هو أن هناك أحاديثَ عن خمس غنائم الحرب وهذا «الخُمْس» كان يؤخذزمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من أموال المشركين التي يتم غنيمتها فيالحرب

وكذلك سأل بعضالشيعة من الأئمة المعصومين سلام الله عليهم عن هذه المسائل وأجاب أولئك الكرامبأنه الخمس. مثل هذه الأحاديث أدت إلى أن يخلط بعض الناس زكاة المعادن التي مقدارهاالخمس ومصارفها هي مصارف الزكاة عينها بالخمس الذي مصارفه مصارف خمس غنائم الحرب،

وإلا فإن الأئمة لميخترعوا شريعة في مقابل شريعة سيد المرسلين ولم يقولوا بأي حكم سوى ما بيّنه القرآنالمجيد وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونسبة
مثل هذا الأمر والعياذ بالله إلى الأئمة الكرام أسوأ ألفمرة من قتلهم بالسيف والسنان لأنه في مثل هذهالصورة يجب اعتبارهم مدّعين لنبوة جديدة بعد خاتم الأنبياء والعياذ باللهأو محرفين لكتاب الله ومثل هذه العقيدة والقول كفر صريح.

إذا كان أساس الدينكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن كتاب الله وسنة رسول الله لايعرفان شيئاً من مثل هذا الخمس الذي يتكلمون عنه وإلا فإن طريق الضلالواسعٌ!
إندليل حكم «الخُمْس» ومستنده من كتاب الله (القرآن الكريم) هو الآية الكريمة 41 منسورة الأنفال التي تقول: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْشَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَىوَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ باللهِ وَمَاأَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِوَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الأنفال/41]
وقد بيَّنَتْ الآيات التيتلت هذه الآية تلك الأمور التي حدثت في ذلك اليوم الذي أشارت إليه – أي يوم الفرقانوالتي كانت أحداث معركة بدر

. كما أن الآيات التي تسبق الآية المذكورة تتعلق أيضاً بالحرب والجهاد وهوما سنشرحه عن قريب إنشاء الله خلال بياننا لآيات الغنائم.

يجمع أكثرية المفسرينوالمؤرخين وأرباب السير على أن نزول هذه الآية كان عقب معركة بدر التي يتفقالمؤرخين على أنها وقعت في السنة الثانية للهجرة،

وأن الآية الكريمةنزلت لرفع الاختلاف وإنهاء النزاع الذي وقع بين المجاهدين حول تقسيم الغنائم التيوقعت بأيدي المسلمين إِثْر تلك المعركة.

وقد عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمقتضى هذهالآية. وهناك أقوال أخرى أيضاً ترى أن المراد من غنيمة الحرب في هذه الآية ليسغنائم معركة بدر فقط بل غنائم الغزوات الأخرى قبلها أو بعدها، ولكن لما كان هذاالخلاف غير مؤثر في موضوعنا لذا لن نتعرض له.
هنا نرى من الضروري لأجل توضيح الموضوعوالوصول إلى الحقيقة بشأن مسألة الخمس
أن نقدم له بذكر عدَّة نقاط:

1- النقطةالأولى:
كانتالآية المذكورة أول حكم يتعلق بموضوع الأموال وحقوق الله ورسوله بشأن تقسيمها، كماكانت أول ما تم تنفيذه في هذا المجال. فرغم أن الآيات المتعلقة بالزكاة قد نزلت فيعدد من السور المكية في مكة المكرمة أي قبل الهجرة إلى المدينة إلا أنها كانت دونبيانٍ لكيفية تقسيمها أو تحديدٍ لمصارفها أو لمقدار نصابها،وذلك لأن آيات الزكاة لمتأخذ طريقها إلى العمل في ذلك الوقت [حيث لم تقم دولة الإسلام بعد] ولم يكن لهاملاك محدد. واستمر ذلك حتى السنة التاسعة أو العاشرة بعد هجرة رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم عندما نزل أمر الله سبحانه وتعالى الذي يقول:



﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْبِهَا.. (التوبة/103)، ونزلت الآية التي تحدد مصارفها وهي قوله تعالى:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَعَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِيسَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِِ وَاللهُ عَلِيمٌحَكِيمٌ﴾ (التوبة/60.


بعد نزول هذه الآيات نفذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما أمره به ربه وأرسل العمال لأخذ الزكاة إلى القبائل والبلاد. هذا في حين أن خمس الغنائم بدأ العمل به منذ السنة الثانية للهجرة.
2- النقطة الثانية:
لكي نعرف لماذا تأخر العمل بحكم الزكاة رغم نزول الأمر بها في الآيات المكية (قبل الهجرة)، في حين تمَّ العمل فوراً بآية الخمس،لا بد أن نلاحظ وضع المسلمين المالي في تلك الأيام، حيث كان أكثر المسلمين في تلك الفترة فقراء مساكين، لأن جميع المهاجرين الذين تركوا مكة خائفين فارِّين بدينهم خلَّفوا وراءهم كل ما كانوا يملكونه من مال وأرض ومتاع وخرجوا لينجوا بأنفسهم فقط إلى المدينة أو إلى بلاد أخرى (الحبشة وغيرها)،
فصار المهاجرون ضيوفاً على إخوانهم في الدين «الأنصار». كما كان أكثر الذين آمنوا من أهل المدينة من الفقراء
فمثلاً: كانت كل ثروة أبي أيوب الأنصاري مضيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبارة عن منزل صغير مؤلف من غرفتين إحداهما فوق الأخرى حيث أعطى الغرفة العلوية لرسول الله واختار هو البقاء في الغرفة السفلية ولكن الرسول اختار الغرفه السفليه
ولم يكن حال بقية المسلمين أفضل من حال أبي أيوب بكثير. وإذا ألقينا نظرة على عدة المسلمين في معركة بدر والتي كانت كما ذكر المؤرخون فرسان وسبعة سيوف وسبعون جملاً فقط أدركنا جيِّداً وضع الفقر والعوز الذي كانوا يعيشون فيه. والأكثر دلالة من كل ذلك، الدعاء الذي دعا به نبيّ الله للمسلمين لدى خروجه بهم إلى «بدر»

كما ذكره الواقدي في «المغازي» (1/26)
ورُوِيَ في السنن الكبرى للبيهقي (6/305 :
«عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ يَوْمَ بَدْرٍ في ثَلاَثِمِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ اللَّهِمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ».
وكذلك جاء في كتاب «المصنَّف» القيِّم لعبد الرزاق الصنعاني (ج5/ ص209، ح9402) ما نصُّه: «عبد الزراق عن معمر يعني عن أيوب عن بن سيرين عن عبيدة قال: نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر
فقال: إن ربك يخيِّرك إن شئت أن تقتل هؤلاء الأسارى وإن شئت أن تفادي بهم وتقتل من أصحابك مثلهم فاستشار أصحابه فقالوا نفاديهم ونتقوَّى بهم ويكرم الله بالشهادة من يشاء

- النقطة التي يجب أن ننتبه إليها في مسألة الخمس
هي أن آية الخمس الكريمة (في سورة الأنفال) التي ذكرناها أول الفصل صُدِّرَت بقوله تعالى ﴿وَاعْلَمُوا..﴾
وهذه الكلمة إذا تأملناها بدقة لاحظنا أن لحنها ولهجتها ليست لهجة أمرٍ أو مطالبة بأخذٍ بل لجتها لهجة إعلام وإرشاد أي أنها لم تأتِ على النحو الذي جاءت به آيات الأمر بالصلاة والزكاة والتي جاءت بصيغة الأمر الواضح.

والسبب هو أن غانم الغنيمة ليس مالكاً لها قبل تقسيمها حتى يتوجه إليه وجوب دفعها. وهذه النقطة تفطَّن إليها كثير من فقهاء الشيعة الكبار في مسألة خمس الغنائم واعترف بها وأشار إليها(ولذلك نلاحظ الفرق بين هذه الآية وبين آيات الزكاة التي تتصدر بصيغة الأمر كقوله تعالى:
﴿وَآَتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة/43]
﴿وَآَتُوا حَقَّهُ﴾ [الأنعام/141]
﴿أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة/254]
﴿أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ﴾ [البقرة/267]
-﴿وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آَتَاكُمْ﴾ [النور/33]

وقد جاء عقب أكثر آيات الزكاة التهديد المنكرين والمخالفين بالعذاب الشديد، وأمثالها من الآيات التي تهدِّد بعذاب الله في نار جهنم.
أما في الآية الكريمة المتعلِّقة بالخمس فقد جاء الكلام بلهجةٍ وصيغةٍ إعلامية وإرشادية فابتدأ بقوله:
﴿وَاعْلَمُوا..﴾ والتي لا يخفى على أهل الأدب والعارفين بلغة العرب ما فيها من لطف واختلاف عن تلك الأوامر،
وذلك لأن المسألة هنا مسألة علمية وليست عمليةً، ومسألة اعتقادية وليست اكتسابية ومعرفية لا مسألة أمر بإعطاء وإيجاب لدفع؛ لذا بدأت بعبارة ﴿وَاعْلَمُوا..﴾
وليس بعبارة "وآتُوا أو وأدُّوا" واختتمت بعبارة﴿إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ﴾ [الأنفال/41].
حيث تستدعي الآية قوة الإيمان وعقيدة المجاهدين والغانمين لتدعوهم إلى التسليم بتقسيم الغنائم! وإذا لاحظنا جميع الآيات التي ذُكرت فيها كلمة ﴿وَاعْلَمُوا..﴾ لرأينا أن جميعها ذا جانب إرشادي وخاصية وعظية إرشادية تدعو مخاطبيها إلى الإيمان والتقوى، كما نلاحظ ذلك في الآيات التالية:
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ المُتَّقِينَ﴾ [البقرة/194]
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [البقرة/196]
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة/231]
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [البقرة/203]
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ﴾ [البقرة/223]
﴿وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [البقرة/233]
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ﴾ [البقرة/235]
حيث أنه بعد الأمر بالتقوى يأتي الإعلام بطريقة الوعظ والإرشاد بحقيقة إيمانية اعتقادية، كما نجد ذلك في الآية التالية من سورة الأنفال التي تبتدئ بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِـلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾،
ليأتي بعدها مباشرةً قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال/24] حيث جاء الإعلام بمسألة اعتقادية.
واللطيفة في هذه النقطة هي أنه في الآيات الكريمة التي استعملت فيها كلمة﴿وَاعْلَمُوا..﴾ جاء قبلها أو بعدها أمرٌ بالتقوى كما نجد ذلك الأمر مباشرة في الآية التي تلت الآية الأخيرة من سورة الأنفال أي قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الأنفال/25].
ثم نجد قوله تعالى في السورة ذاتها بعد آيتين: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال/28].
ونقرأ بعدها:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال/29].
ونقرأ في سورة الحديد: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا..﴾ [الحديد/17].
فنلاحظ أنه في جميع هذه الآيات كانت كلمة﴿وَاعْلَمُوا..﴾ ذات جانب وعظي وإرشادي وإعلامٍ بمسألة اعتقادية ولم يأتِ في أي منها أمرٌ بحكم عبادي.
وعلى هذا الأساس نجد أن الآية الكريمة: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ... الآية﴾ [الأنفال/41]
إنما تُعْلِمُ بحقيقة اعتقادية ولا تبيِّن وجوب الإتيان بأمرٍ، أي أنه إذا عَزَل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخمس من غنائم الحرب ليعطيه لأرباب الخمس
فإن على المجاهدين وغانمي الغنائم أن يعلموا أن هذا حق خاصٌّ بالله وليس لأحد الحقُّ في الاعتراض عليه. ولم يؤمر المسلمون أبداً بدفعه لأن خمس الغنائم بل جميعها هو ملكٌ لرسول الله أو قادة المعركة قبل التقسيم فلا يملك الآخرون شيئاً حتى يؤمروا بدفعه!
وكان من عادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو قادة المعارك [النائبين عنه] أن يجمعوا الغنائم ثم يُخرجوا منها الخمس ويقسِّموا البقيةَ بين المجاهدين ولذلك فإن هذا العمل لم يكن بحاجة لصيغة أمرٍ بالأداء والدفع،
وكل ما كان مطلوباً هو أن يعلم المسلمون أن خمس الغنائم ملكٌ لِـلَّهِ تعالى.
ولا توجد أيَّة آيةٍ في القرآن تأمر المسلمين بأداء خمس الغنائم ودفعها أو أداء الأنفال لأنه لم يكن شيءٌ منها ملكٌ لهم، كما نلاحظ أن سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه تعكس هذه الحقيقة وتبينها بوضوح.
في صدر الإسلام لم يقم أي مسلم بدفع الخمس بالصورة التي أصبحت رائجةً الآن!
في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن خلفائه، كان الرسول وخلفاؤه إذا اعتبروا أن مالاً ما يشمله حكم الخمس يقومون بأنفسهم بحجز ذلك المال ليكون تحت تصـرفهم
[لعزل الخمس منه ثم تقسيمه] قبل أن يملك الآخرون منه شيئاً.
وهذا خلاف لأمر الزكاة التي كان المسلمون مأمورين بدفعها فوراً وإذا أهملوا دفعها أو غفلوا عنه طولبوا بذلك بكل شدة، فإذا تأخروا عن أدائها أو توقفوا عنه هُدِّدوا بإعلان الحرب وأخذها منهم بكل شدة.
في الخمس وتوزيع الغنائم كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو المعطي والمسلمون المجاهدون هم الآخذون، كما تدل على ذلك الآية الكريمة:
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ...﴾ [الحشر/7]

والأكثر وضوحاً في هذه النقطة أنه كلما جاء في الآيات الكريمة ذكرٌ للغنائم كان المسلمون هم الآخذون وليسوا المعطين كما نجد ذلك في الآيات التالية:
﴿سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ﴾ [الفتح/15]
﴿وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا﴾ [الفتح/19]
﴿وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا﴾ [الفتح/20]
﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾ [الحشر/7]
﴿وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾ [الحشر/7]
أي ما أعطاكم إياه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (من الغنائم) فخذوه.
أما في الزكاة فكان المسلمون هم المعطون، لذلك نجد قوله تعالى:
﴿وَآَتُوا الزَّكَاةَ﴾ [البقرة/43]
-﴿وَآَتُوا حَقَّهُ﴾ [الأنعام/141]

﴿أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ﴾ [البقرة/254]

﴿أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الأَرْضِ﴾ [البقرة/267]

﴿وَآَتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي آَتَاكُمْ﴾[النور/33].

وكان الله ورسوله هما الآخذان كما يقول سبحانه: ﴿يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ﴾ [التوبة/104]
ويقول: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ [التوبة/103].


أما إذا رأينا عبارات فيها الأمر بأداء الخمس في بعض رسائل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التي كتبها إلى رؤساء القبائل وشيوخ العشائر أو الولاة كما نجد ذلك مثلاً في رسالته إلى شرحبيل بن عبد کلال التي جاءت فيها هذه الجملة:
· وأعطيتم من‌ المغانم خمس ‌الله أو في رسالته إلى عمرو بن معبد ‌الجهنی التي كتب إليه فيها يقول: وأعطي من‌ المغانم‌ الخمس.
· ومثلها قوله لمالکبن الأحمر: وأدوا الخمس من ‌المغنم.
· وفي رسالة النبيِّ لعبد يغوث: وأعطي خمس ‌المغانم فی ‌الغزو،
· وفي رسالة النبيِّ لجنادة وقومه: وأعطي الخمس من ‌المغانم خمسَ ‌الله،
فالسبب في ذلك أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لم يحضر تلك المعارك بنفسه لذا كان يطالب أولئك القادة الذين كانوا نواباً عنه بأن يؤدوا خمس غنائمها،
وإلا فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذاته كان يأخذ خمس غنائم الحروب بذاته الشريفة عندما يكون حاضراً في المعركة.
كما جاء في كتاب «التهذيب» [للشيخ الطوسي] بسنده عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ حضرة الصادق عليه السلام قَالَ:
«كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله إِذَا أَتَاهُ المَغْنَمُ أَخَذَ صَفْوَهُ وَكَانَ ذَلِكَ لَهُ ثُمَّ يَقْسِمُ مَا بَقِيَ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ وَيَأْخُذُ خُمُسَهُ ثُمَّ يَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ النَّاسِ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ قَسَمَ الْخُمُسَ الَّذِي أَخَذَهُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ
يَأْخُذُ خُمُسَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِنَفْسِهِ ثُمَّ يَقْسِمُ الْأَرْبَعَةَ الْأَخْمَاسَ بَيْنَ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ يُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَمِيعاً وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ يَأْخُذُ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم ‏».
3- : جاءت في الآية الكريمة کلمة: ﴿ غَنِمْتُمْ..﴾ [الأنفال:41
فتشبَّث بها بعضهم واعتبرها مستنداً ومستمسكاً به فيما يذهب إليه [من شمول الخمس لكل ما يكتسبه الإنسان]، في حين أن كلمة الغنيمة في اللغة إنما تُستعمل في الشيء الذي يحصل عليه الإنسان دون مشقةٍ كما جاء في القاموس: «والمَغْنَمُ والغَنيمَةُ والغُنْمُ: الفَيءُ، غَنِمَ غُنْماً وغَنيمَةً: الفَوْزُ بالشّـَيْءِ بلا مَشَقَّةٍ»
أما في اصطلاح الشرع فتُطْلَق «الغنيمة» على الأموال التي ينالها المسلمون من المشـركين بقهرهم والتغلب عليهم في القتال. وفيما يلي بعض النصوص الفقهية في ذلك:
ألف - قال الشافعي في كتابه «الأم» (4/64): «والغنيمة هی الموجَف عليها بالخيل والرکاب، والفيء هو ما لم يوجف عليه بخيل ولا رکاب!».
ب - وقال يحيى بن آدم في کتاب «الخراج» (ص 17):
«سمعنا أن الغنيمة ما غلب عليه المسلمون بالقتال حتى يأخذوه عنوة(العنوة: القهر والغلبة.)، وأن الفيء ما صولحوا عليه.».
ج - وقال الماورديُّ في «الأحكام السلطانية» (ص 121): «الغنيمة والفيء يفترقان فی أن الفيء مأخوذٌ عفواً ومال‌ الغنيمة مأخوذٌ قهراً.».

هذا رغم أن هناك خلاف بين الفقهاء في معنى «الفيء» إذْ اعتبره بعضهم بمعنى الغنيمة أيضاً.








 
قديم 25-08-13, 07:21 AM   رقم المشاركة : 6
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road



د - وكتب أبو وسف القاضي في كتابه «الخراج» (ص 18-19) فيبيان معنى «الغنيمة»
: «أما ما سألت عنه يا أمير المؤمنين من قسمت الغنائم إذا أصيبت من العدو..، فإن اللهتبارك وتعالى قد أنزل بيان ذلك في كتابه فقال.
. ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّنشَيْءٍ فَأَنَّلِـلَّهِخُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ.. الآية﴾فهذا - والله أعلم
فيما يصيب المسلمون من عساكر أهل الشرك، وما أجلبوا به من المتاعوالسلاح والكراع فإن في ذلك الخمس لمن سمى الله عز وجل في كتابه العزيز،أربعة أخماسبين الجند الذين أصابوا ذلك... ».
ه‍ - ويقولالشيخ الطوسي (ره) في تفسير (التبيان) (ج1/ص797 من طبعة طهران الحجرية أو ج5/ص117منالطبعة الجديدة) بعد ذكره لآية الخمس الكريمة من سورةالأنفال:
«الغنيمة ما أخذمن أموال أهل ‌الحرب من ‌الکفار بقتال وهي هبة من ‌الله للمسلمين. والفيء ما أخذبغير قتال في قول عطاء بن السائب، وسفيان الثوري وهو قول الشافعي، وهو المروي فيأخبارنا.».
و - وقالالطوسي في الكتاب ذاته (ج2/ص666، أو ج9 / ص548): «والذي نذهب إليه أن مال الفيء غيرمال الغنيمة، فالغنيمة كل ما أخذ من دار الحرب بالسيف عنوةً
مما يمكن نقله إلى دارالإسلام، وما لا يمكن نقله إلى دار الإسلام، فهو لجميع المسلمين ينظر فيه الإمامويصرف انتفاعه إلى بيت المال لمصالح المسلمين. ».
ز - ويقول الشيخ الطبرسي في تفسيره مجمع البيان (ج4/ص543، طبع المطبعةالإسلامية) ذيل تفسيره لآية الخمس من سورة الأنفال:
«الغنيمة ما أخذ من أموال أهل الحرب من الكفار بقتال وهيهبة من الله تعالى للمسلمين والفيء ما أخذ بغير قتال وهو قول عطاء ومذهب الشافعيوسفيان وهو المرويُّ عن أئمتنا عليهم السلام».
ح - ونقل المرحوم المقدّس الأردبيلي في كتابه «زبدةالبيان» عين هذه العبارة عن تفسير «مجمع البيان» وارتضاها وقَبِلَ بها.
ط - وقال المرحوم «الفاضلالجواد الكاظمي» في «مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام» لدى تفسيره لآية الخمس منسورة الأنفال (2/76 -81):
«ظاهر «الغنيمة»: ما أخذت من دار الحرب، ويؤيّده الآيات السابقة واللاحقة،وعلى ذلك حملها أكثر المفسّرين، والظاهر من أصحابنا أنّهم يحملونها على الفائدةمطلقا، وإن لم يكن من دار الحرب..... [إلى قوله:] والحقّ أنّ استفادة ذلك من ظاهرالآية بعيدة بل الظاهر منها كونالغنيمة غنيمة دارالحرب.».
ي- ونقلالعلامة المجلسي في «مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول» (ج1/ص441) عن «المقدسالأردبيلي» قوله: «و الذي ينبغي أن يذكر هنا مضمون الآية فهي تدل على وجوبه فيغنائم دار الحرب مما يصدق عليه شيء أي شيء كان منقولا وغير منقول.. فإنالمتبادرمن الغنيمة هنا هي ذلك. ويؤيده تفسير المفسرين به، وكون ما قبل الآية وما بعدهافي الحرب.».
هذا هو المعنىالذي ذكره فقهاء الإسلام من العامة والخاصة لكلمة «الغنيمة» وكما لاحظنا ليس بينهمخلاف في حقيقة معناها ولا ينبغي أن يكون هناك خلاف،
لأن جميع الآيات القرآنية المباركة التي وردت فيها هذهالكلمة، يُفهم من سياقها وما جاء قبلها وبعدها من آيات أنهاغنيمةدار الحرب:
ألف - في الآية الكريمة ذاتها: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَاغَنِمْتُمْمِنْ شَيءٍ... [الأنفال/41]
نجد أن الآيتين اللتين سبقتاها مباشرةًهما:
﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُكُلُّهُلِـلَّهِفَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَإِنْتَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَالنَّصِيرُ ﴾ [الأنفال/39-40]،
ثمعُطِف عليهما بواو العطف قوله: ﴿وَاعْلَمُوا...مما يدلبوضوح على أن الغنيمة المذكورة تتعلق بدار الحرب، هذا إضافة إلى أنه في الآيةالكريمة ذاتها ذكر يوم ‌الفرقان
﴿يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ﴾ [الأنفال/41]
أي اليومالذي تميز فيه الحق من الباطل، وهو اليوم الذي التقى فيه المسلمون بالكفار في وقعةبدر. ونجد في الآية التالية مباشرة قوله تعالى:
﴿إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْياوَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوى‏ وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ.. [الأنفال/42]
والتي تصورلنا صورة اصطفاف المؤمنين أمام الكفار في ذلك اليومالمشهود.
ب- في الآية 69من ذات السورة المباركة يذكر الله تعالى أحد مشتقات «الغنيمة»
فيقول: ﴿فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا... [الأنفال/69]
والآيات التيقبلها متعلقة بشكل كامل وواضح بأحكام دار الحرب، بدءاً من الآية 55 من سورة الأنفالوحتى يصل تعالى إلى قوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِالمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ.. [الأنفال/65]، ثم إلى قوله: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِيالْأَرْضِ.. [الأنفال/67].
ج - وذكرت كلمة «الغنائم» في سورة الفتح أيضاً في قوله عزمن قائل:
﴿سَيَقُولُ المُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَىمَغَانِمَلِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ... [الفتح/15]
وجميع الآيات السابقة على هذه الآية من سورة الفتح تتكلمبشكل عام عن واقعة الحديبية والبشارة بفتح مكة وإشارة إلى ما سيمنحه الله للمسلمينمن مغانم في معركة حُنَيْن
وأمثال ذلك. والآيات التالية للآية المذكورة تتعلق أيضاً بموضوعات الحربوالمتخلفين عن القتال وعن الأنصار والمجاهدين في سبيلالله.
د - وجاءت كلمة «مغانم» في سورة النساء أيضاً في قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَاضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَـتـَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىإِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَافَعِنْدَ اللهِمَغَانِمُكَثِيرَةٌ... [النساء/94].
هنا إضافة لكون نص الآية ذاته شاهد على أن هذا الحكممتعلق بالحرب والقتال، فإن الآيات التي تسبق هذه الآية المباركة بدءاً من الآية 71فما بعد بل حتى ما قبل ذلك تتعلق جميعاً بأحكام الحرب والدفاع وقتل العمد وقتلالخطأ. ثم الآيات التي تتلو الآية المذكورة مباشرةً تتكلم أيضاً عن أحكام الحربوالقتال، كما يقول تعالى: ﴿لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَالمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِبِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ المُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْوَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً... [النساء/95]
وهكذا يستمر الكلام عنأحكام الجهاد والقتال في سبيل الله بشكل عام حتى الآية 104 من السورةالمباركة.
إذن تعميم كلمة «غنمتم» لتشمل كل دخل وإيراد مالي يكسبه الإنسان من أرباح المكاسب وغيرها حتى الكسبالناجم عن حمل الحطب وتقطيعه والعمل كنس الطرق وغزل الخيوط!
ليس سوى سفسطة وفراراً من الحقيقة، سوء استخدام لهذه الكلمةالمباركة ليس له من هدف سوى المطالبة الظالمةبالخمس.
وذلك لأننالا نشاهد لا في كتاب الله ولا في سنة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلمولا في سيرة من خلفوه بحق أو بباطل ولا في عمل مسلمي صدرالإسلام شيئاً من مثل هذه المطالبة.
وبمعزلٍ عن سيرة رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلموخلفائه الراشدين لا نجد ذلك حتى في سيرة ملوك بني أميةوبني العباس أنهم كانوا يأخذون الخمس من أموال المسلمين خاصة من أرباح مكاسبهموتجاراتهم،
هذا في حينأنه لو وجد أولئك الخلفاء أدنى مستند ودليل وحجة على ذلك لسارعوا للتمسك به وطالبواالمسلمين بخمس مكاسبهم بكل شدة، ولبين التاريخ لنا ذلك بكل وضوح، كما نقل لناالتاريخ حال أخذ الزكاة وجباية الخلفاء للخراج.
أما خمس غنائم دار الحرب فقد كان رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلمذاته يأخذها زمن حياته كان خلفاؤه بعد رحيله يأخذونهابأنفسهم؛ فوجوبه – هذا إن صح أن نستخدم هنا كلمة الوجوب – كان مختصاً بغنائم دارالحرب.

والأحاديث الواردة عن أهل البيت تؤيد هذه الحقيقة بأن الخمس يشمل فقطغنائم دار الحرب،
فمن ذلك ما رواه المرحوم الصدوق في كتاب «من لا يحضره الفقيه» (ج1/ص21) طبع النجف، ورواه الشيخ الطوسي في كتابيه التهذيب (ج4/ص124) طبع النجف، والاستبصار (ج2/ص56) طبع النجف
«عَنْعَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (ع) يَقُولُ لَيْسَالخُمُسُ إِلَّا فِي الْغَنَائِمِ خَاصَّةً»([1]).
1- - النقطة السادسة التي يجب أن ننتبه إليها في فهمنا للآية الكريمة هي أن كلمة﴿غَنِمْتُمْ﴾جاءت بصيغة المخاطب الماضي مما يدل على عدة أمور:
أ‌- أن الكلام عن أمر قد وقع وعن شيءٍ كان حاضراً في حينها،فلا يصح إذن أن يقصد بها غنائم لم يتم الحصول عليها بعد وأنها ستختص برسول اللهوبآله فيما بعد
(هذا إذااعتبرنا أن «ذي القربى» أقرباء رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم)،وذلك لأنه لا يمكن تقسيم الشيء المعدوم على الأشخاص الموجودين كما أنه لا يمكنتقسيم الشـيء الموجود على أشخاص معدومين،
ولم يأتِ الأمر في تلك الآية على النحو الذي جاءت بهالآيات الآمرة بالزكاة التي أتت بصيغ مختلفة (الماضي والحاضر والمستقبل) وشملت بذلكعامة الحاضرين والغائبين([2]).
ب‌- إنالخطاب في تلك الآية موجه لأفراد موجودين ومعلومين في ذلك الزمن، كما نشاهد فيالآيات السابقة واللاحقة لها تصويراً لكيفية المعركة ثم خطاباً لأفراد معينين خاصينبقوله تعالى:
﴿ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ باللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَايَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ﴾ (الأنفال/41)،
ثم قال بعدها﴿ إِذْ أَنْتُمْبِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَمِنْكُمْ﴾ (الأنفال/42).
وانسحاب الحكم من الحاضرين إلى غير الحاضرين يستند إلى الإجماع، ولا إجماعهنا بين عامة المسلمين بل لا إجماع بين علماء الشيعة أنفسهم!
وبناءً على ذلك فإن سهمرسول الله وسهم ذي القربى منحصران بزمن رسول الله وزمن حياة ذي القربى وأما شمولهاللأموال التي لم يتم الحصول عليها بَعْدُ، بَعْدَ حياة رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم وكذلك شمولها لما بعد حياة ذي القربى يحتاج إلى دليل آخر ولا يوجد مثلهذا الدليل لا عقلاً ولا نقلاً!
وهذا مثله مثل الأحكام الخاصة برسول الله وأزواجه المطهرات والتي لا مصداقلها بعد حياتهم الشريفة.
فمثلاً الأحكام المتعلقة بحلية أو حرمة النساء على رسول الله وكيفية ترددالناس ودخولهم إلى بيت رسول الله وكيفية تكلمهم وندائهم ومخاطبتهم لحضرته وكيفيةسلوكه وسلوك الناس مع أزواجه المطهرات والأحكام المتعلقة بزواج رسول الله وأمثالهاوكثيراً من الآيات في القرآن المجيد التي تتعلق بمثل هذه الأحكام والأحوال،
كلها تختصُّ بذلك الزمنوليس لها مصداق بعد وفاة رسول الله ووفاة زوجاته، بل حكمها ينقطع بعدهم، اللهم إلامن باب الأسوة الحسنة. فمن البديهي أن ما يتعلق بمنامه ومأكله وملبسه ومعشـره حكمهمنقطع بعده. وبالتالي فإن حكم خمس الغنيمة الذي يتعلق سهمٌ منه برسول الله وسهمٌآخر بذي قرباه حكمه منقطع بعد رحيل الجميع. لأن الاستفادة من أموال الغنيمة إنماكان لأجل الأكل واللبس وتلبية حاجات المعيشة، فالاستفادة منها منوطة وموقوفةومشـروطة بوجود حياة المستفيد منها، أما بعد وفاته فجميع الخواص والأحكام تنتفي.
ويؤكد ذلك أن عبارة﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾، التي تتحدث عن أقرباء رسول الله القريبينمنه بشكل خاص، جاءت بصيغة المفرد، فلم يقل «ولذَوِي القُرْبَى»، مما يدل على أنهامنحصرة بشخص واحد.
والأحاديث أيضاً تبين أن المراد من «ذِي الْقُرْبَى» في الآية الكريمةالأخرى: ﴿وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ﴾ (الإسراء/26) منحصرٌ بحضرة الزهراء سلام الله عليها كما جاء في المجلد الثامن من «بحار الأنوار» (ص91 من طبعة تبريز القديمة الحجرية) نقلاً عن مناقب ابن شهرآشوب في باب نزول رسولالله إلى فدك: «وَأَسْلَمَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمْ، فَأَقَرَّهُمْ فِي بُيُوتِهِمْوأَخَذَ مِنْهُمْ أَخْمَاسَهُمْ. فَنَزَلَ: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبى‏حَقَّهُ﴾. قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: أَعْطِ فَاطِمَةَ فَدَكاً، وَهِيَ مِنْمِيرَاثِهَا مِنْ أُمِّهَا خَدِيجَةَ، وَمِنْ أُخْتِهَا هِنْدٍ بِنْتِ أَبِيهَالَةَ، فَحَمَلَ إِلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَا أَخَذَمِنْهُ، وَأَخْبَرَهَا بِالْآيَةِ.» والذي يتبين منه أن المراد من ذي القربى إذااعتبرناهم أقرباء الرسولصلى اللهعليه وآله وسلملن يكون سوى فاطمةسلام الله عليها.
والتاريخيشهد أنه عندما نزلت آية﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْشَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى..والتي كان نزولها مقارناً أو لاحقاً لمعركة بدر أي في الشهر الخامس عشر أو السادسعشر لهجرة رسول اللهصلى الله عليهوآله وسلمإلى المدينة لم يكن لرسولالله أقرباء يمكن أن نسميهم «ذي القربى»
سوى حضـرة الزهراء عليها السلام والتي كانت أيضاً في بيترسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتحت كفالته،
لأنه لم يكن هنالك في ذلك الزمن أحدٌ من أولاد رسول اللهسوى زينب التي كانت زوجة أبي العاص ورقية التي كانت زوجة عثمان فتوفيت وتزوج عثمانبأختها أم كلثوم ابنة رسول الله الأخرى،
وفاطمة الزهراء التي لم تكن قد تزوجت بعد من أميرالمؤمنين علي عليه السلام بل لا تزال تعيش في كنف أبيها صلى الله عليه وآله وسلم. ولم يكن من أزواج حضرته (هذا رغم أنه لا يمكن تسمية الزوجة بذي القربى)
سوى سودة بنت زمعة ولميكن من أعمامه من هو مسلمٌ سوى «حمزة» وكذلك من بني أعمامه لم يكن هناك مسلم سوى «عليّ»، لأن العبّاس عمّ النبيّ الآخر وأولاده وعقيل بن أبي طالب ونوفل بن الحارثبن عبد المطلب أولاد عمّ النبيّ كانوا لا يزالون على الكفر،
ولما كان حمزة وعليأنفسهما من المجاهدين والغانمين لم يكن يشملهم سهم خمس الله، ولم يكن هناك مسلم آخرمن أقرباء النبيّصلى الله عليه وآلهوسلمحتى يمكن اعتباره من «ذيالقربى» وإعطائه من خمس الغنائم.
وتشهد سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً أنه لم يعطِ أحداً منأقربائه أي شيء من غنائم الحرب إلا لحضرة الزهراء عليها السلام ولكن ليس من غنائمبدر بل إنما نالت من خمس بدر ذلك المقدار الذي نالته بوصفها تعيش تحت كفالتهصلى الله عليه وآلهوسلم.
فإذا كان المراد من «وَلِذِي الْقُرْبَى» أقرباء رسول الله فلن يكون لذلك مصداق سوى فاطمة عليهاالسلام، ويصبح المعنى أن على رسول الله أن يعطي هذا الفرد أو الأفراد الموجودين منذي القربى من خمس الغنيمة الموجودة﴿مَاغَنِمْتُمْ﴾،
أماخمس الغنائم غير الموجودة التي تؤخذ من حروب لم تقع بعد فلا يمكن أن تكون شيئاًينتقل إلى الآخرين عبر الإرث (أي لا يمكن أن يرث أشخاص غير موجودين شيئاً غيرموجود؟؟!)
اللهم إلا أنيكون شيئاً قد أعطاه رسول الله لفرد من ذي قرباه، فهذا الشيء الموجود يصل لورثة ذيالقربى ذاك، هذا إن فسَّرنا كلمة﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾بأنها قربى رسول الله (مع أن هناك كلامٌ وشكٌّ في صحة هذاالتفسير).
7- النقطةالسابعة إذا أخذنا﴿ذِي الْقُرْبَى﴾على معناها المطلقالمطابق لمعناها في المواضع الأخرى في القرآن فعندئذ سيكون للآية معنى آخر غيرالمعنى المشهور، فقد وردت كلمة﴿ذِي الْقُرْبَى﴾في الآياتالكريمة التالية دون قيد:
أ- ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَاتَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىوَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ.. [البقرة/83].
فهنا منالواضح تماماً أنه ليس المقصود من «وَذِي الْقُرْبَى» قرابة رسول الله صلى اللهعليه وآله وسلم خاصة.
ب- ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ المَشْرِقِوَالمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِوَالمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِيالْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ.. [البقرة/177].
فهنا أيضاًذُكرت عبارة «ذَوِي الْقُرْبَى» بصيغة الجمع لتتناسب مع اليتامى والمساكين الآتيةبصيغة الجمع.
ج- ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْـرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِإِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ.. (النساء/36).
هنا جاءتعبارة ذي القربى بصيغة الفرد تماماً مثلما جاءت في آية خمس الغنائم ومما لا شك فيهأنه لا يُقصد من القربى واليتامى والمساكين أولئك الذين هم من آل محمد فقط!.
د- وردت عبارة ذي القربىأيضاً في آيات الحكمة من سورة الإسراء التي بدأت من الآية 23 حتى 29 أي من قولهتعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّاإِيَّاهُ﴾ (الإسراء/23) مروراً بقوله تعالى: ﴿وَآَتِ ذَاالْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْتَبْذِيرًا﴾ (الإسراء/26).
هـ- وفي سورة الروم: ﴿فَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُوَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ... (الروم/38).
و- وفي الآية 8 من سورة النساء نجد كلمة «أولو القربى» بدلاً من «ذي القربى» حيث يقولسبحانه:﴿وَإِذَا حَضَـرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَىوَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ﴾ (النساء/8).
في جميع هذهالآيات كانت كلمة ذي القربى ذات معنى عام يدل على أقرباء كل مسلم من الأمم الماضيةومن هذه الأمة.
وقد أوصتبالإحسان إلى الأقرباء والإنفاق عليهم وإعطائهم حقهم ولم يُقصد من «ذِي الْقُرْبَى» في أي من تلك الآيات – باتفاق المفسرين
أقرباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقط ولا ينبغيأن يُقصد ذلك([3])كما سنبين ذلك بعون الله لاحقاً إنشاء الله.
نعم، الأمر المُسلَّم بهأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي جزءاً من خمس الغنائم الذي يأخذهلبعض أقربائه أو يقضـي فيه حوائجهم كما جاء في كتاب «المغازي» للواقدي (ص381) وفيكتاب «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني (ج5/ص237):
«وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِي بَنِيهَاشِمٍ مِنْ الخُمْسِ وَيُزَوّجُ أَيَامَاهُمْ وَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُقَدْ دَعَاهُمْ إلَى أَنْ يُزَوّجَ أَيَامَاهُمْ وَيَخْدُمَ عَائِلَهُمْوَيَقْضِـيَ عَنْ غَارِمَهُمْ فَأَبَوْا إلّاأَنْ يُسَلّمَهُ كُلّهُ وَأَبَىعُمَرُ»([4]).
وهناك أخبار أخرىأيضاً تفيد أن أمير المؤمنين علياً عليه السلام والعباس عم النبي طالبا عمر بسهم ذيالقربى من خمس غنائم بعض الغزوات، ولكن عمر طلب منهم أن يكون ذلك السهم في بيت مالالمسلمين وأن يكتفوا بذلك السهم الذي قرر لهم في الديوان وقد قبلا بذلك الاقتراح. ولكننا ننظر بعين الشك والحيرة لهذه الأخبار لأنها لا تنسجم مع الأصول والقواعدالتي قررها الإسلام والتي نؤمن بها كما سنبين ذلك لاحقاً إنشاء الله.
8- النقطة الثامنة: تمسكالموجبون للخمس في كل ما يكسبه الإنسان من أرباح المكاسب بعبارة﴿من شيءٍ﴾التي وردت في آية خمس الغنائم (في سورة الأنفال) قائلين إن عبارة﴿من شيءٍ﴾تفيد العموم وتدل على جميعالأموال بمعنى أن الخمس يجب أن يؤدى من كل شيء يغنمه – أي يكتسبه – الإنسان،وتمسكهم هذا أشبه بتمسك الغريق بالقشة ولا ينسجم مع دعواهم بحال من الأحوال. فحرف «مِنْ» لبيان الجنس مثله مثل «من» في جملة﴿فَاجْتَنِبُواالرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾(الحـج/30)؛فالمراد منها الأشياء التي غنمتموها من غنائم الحرب بمعنى أن كل شيء أو أي شيءغنمتموه ولو كان قليلاً فإن حكم خمس الغنائم يشمله ولا يمكنكم أخذه أو التصرف بهقبل أن يتم تقسيم الغنائم [وعزل الخمس منها]، فعبارة «من شيء» إذن لم تخرج عن جنسالغنائم ولا تعم سائر الأشياء (فمن شيءٍ يعني من شيءٍ من الغنائم). وحقاً إنه لعملعجيب وطريقة تفكير غريبة هذه التي يعتمدها من يتشبث بمثل هذه الاستدلالات ليثبت مثلهذا الأمر ويحمّل الآية المعنى الذي يريده.






 
قديم 25-08-13, 07:24 AM   رقم المشاركة : 7
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


أما في أحاديث أهل البيت عليهم السلام:

أ- روى الشيخ الصدوق في «من لا يحضره الفقيه» كتاب الوصايا:
«رَوَى السَّكُونِيُّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَالَ قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (ع): الْوَصِيَّةُ بِالخُمُسِ لِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لِنَفْسِهِ بِالخُمُسِ».
ب- وروى النوري الطبرسي في «مستدرك الوسائل» (ج1/ص551):
«الْجَعْفَرِيَّاتُ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (ع)‏ أَنَّهُ كَانَ يَسْتَحِبُّ الْوَصِيَّةَ بِالخُمُسِ وَيَقُولُ إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى رَضِيَ لِنَفْسِهِ مِنَ الْغَنِيمَةِ بِالخُمُسِ».
ج- وروى الشيخ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِي «بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ» (ص290)
روايةً عن حضرة أبي جعفر الإمام محمد الباقر عليه السلام فيها الجملة التالية: «.. وَاللهِ لَقَدْ يَسَّرَ اللهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَرْزَاقَهُمْ بِخَمْسَةِ دَرَاهِمَ جَعَلُوا لِرَبِّهِمْ وَاحِداً وَأَكَلُوا أَرْبَعَةً حلالاً!».
د- وروى الحر العاملي رحمه الله في «وسائل الشيعة»، باب وجوب الخمس في غنائم دار الحرب،
الحديث 12: (عَنْ عَلِيٍّ (ع) قَالَ:... فَأَمَّا وَجْهُ الْإِمَارَةِ فَقَوْلُهُ ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى‏ وَالْيَتامى‏ وَالمَساكِينِ﴾
فَجُعِلَ لِـلَّهِ خُمُسُ الْغَنَائِمِ وَالْخُمُسُ يُخْرَجُ مِنْ أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ مِنَ الْغَنَائِمِ الَّتِي يُصِيبُهَا المُسْلِمُونَ مِنَ المُشْرِكِينَ وَمِنَ المَعَادِنِ وَمِنَ الْكُنُوزِ وَمِنَ الْغَوْصِ».

هـ- إن أحاديث أهل بيت الطهارة المذكورة أعلاه تدل على أن خمس الغنائم لِـلَّهِ وحده.
وهذا الأمر تؤيده الأحاديث الواردة من طرق العامة أيضاً، فمن ذلك ما رواه ابن سعد في طبقاته (ج3/ص 194): «.. عن خالد بن أبي عزة أن أبا بكر أوصى بخمس ماله، أو قال: آخذ من مالي ما أخذ الله من فيء المسلمين». وفي رواية أخرى «عن قتادة قال: قال: أبو بكر: لي من مالي ما رضي ربي من الغنيمة، فأوصى بالخمس.».
ومنها ما رواه البيهقي في السنن الكبرى (ج6/ص336): «عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَلْقَيْنَ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ بِوَادِى الْقُرَى وَهُوَ يَعْرِضُ فَرَسًا فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا تَقُولُ فِى الْغَنِيمَةُ قَالَ: «لِـلَّهِ خُمُسُهَا وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ لِلْجَيْشِ».
وما رواه الصنعاني في «المصنف» (ج5/ص238): «عن الثوري عن قيس بن مسلم الجدلي قال: سألت الحسن بن محمد بن على ابن الحنفية عن قول الله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ..﴾ [الأنفال/41]؟ قال: هذا مفتاح كلام، لِـلَّهِ الدنيا والآخرة..».
نتيجة هذا البحث أن خمس الغنائم لِـلَّهِ وحده وأن ذكر اسم الرسول بعد اسم الله إنما جاء على نمط ما جاء في آيات مثل قوله تعالى: ﴿... وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة/62)، و﴿قُلِ الأَنفَالُ لِـلَّهِ وَالرَّسُولِ﴾ (الأنفال/1)، و﴿... اسْتَجِيبُواْ لِـلَّهِ وَلِلرَّسُولِ...﴾ (الأنفال/24)، والذي يعني أنه لا يمكن جعل الله رديفاً مساوياً لبقية المذكورين الستة، وليس هذا فحسب، بل حتى لا يمكن إثبات حقٍّ مستقلٍّ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيها أيضاً.
ولهذا لا نجد في تاريخ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسيرته أن حضرته كان يأخذ جزءاً من خُمْسِ الله لنفسه في أيٍ من غنائم الغزوات، بل كان يأخذ من صفايا المعركة ما يختص به، وكان يكتب في رسائله لرؤساء القبائل يطالبهم بما يسمى «صفيَّ النبيِّ»([8]). ولا نجد في أي تاريخ أن حضرته صلى الله عليه وآله وسلم أخذ حصة خاصة به من خمس الغنائم، بل كان يعزل خمس الله الذي هو حق ذي القربى والمساكين واليتامى وابن السبيل ويعطيه لمستحقيه لأنه لم يكن بحاجة إلى ذلك الخمس فقد كانت معيشته تؤمَّن من الفيء الذي كان مختصاً به.
ولدينا شواهد عديدة في كتب التواريخ المعتمدة على أن حاجته كان مؤمَّنة تماماً من الفيء ولم يكن بحاجة لأي مصدر آخر،
ومثال على ذلك ما جاء في سيرة ابن هشام (ج2/ص140) وتاريخ الطبري (2/209) والأحكام السلطانية للماوردي (ص161) وفتوح البلدان للبلاذري (ص26) والخراج ليحيى بن آدم (36)
في بيان قصة مخيريق اليهودي كما يلي:

«وَكَانَ مِنْ حَدِيثِ مُخَيْرِيقٍ، وَكَانَ حَبْرًا عَالِمًا، وَكَانَ رَجُلًا غَنِيّا كَثِيرَ الْأَمْوَالِ مِنْ النّخْلِ وَكَانَ يَعْرِفُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِصِفَتِهِ وَمَا يَجِدُ فِي عِلْمِهِ وَغَلَبَ عَلَيْهِ إلْفُ دِينِهِ فَلَمْ يَزَلْ عَلَى ذَلِكَ حَتّى إذَا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ، وَكَانَ يَوْمُ أُحُدٍ يَوْمَ السّبْتِ، قَالَ يَا مَعْشَرَ يَهُودَ وَاللهِ إنّكُمْ لَتَعْلَمُونَ أَنّ نَصْرَ مُحَمّدٍ عَلَيْكُمْ لَحَقّ.
قَالُوا: إنّ الْيَوْمَ يَوْمُ السّبْتِ قَالَ لَا سَبْتَ لَكُمْ. ثُمّ أَخَذَ سِلَاحَهُ فَخَرَجَ حَتّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِأُحُدٍ وَعَهِدَ إلَى مَنْ وَرَاءَهُ مِنْ قَوْمِهِ إنْ قُتِلْتُ هَذَا الْيَوْمَ فَأَمْوَالِي لِمُحَمّدٍ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِيهَا مَا أَرَاهُ اللهُ. فَلَمّا اقْتَتَلَ النّاسُ قَاتَلَ حَتّى قُتِلَ. فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - فِيمَا بَلَغَنِي - يَقُولُ مُخَيْرِيقُ خَيْرُ الْيَهُودِ وَقَبَضَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمْوَالَهُ - وَكَانَتْ لَهُ سَبْعَةُ حَوَائِطَ وَهِيَ: المَبِيتُ وَالصَّافِيَةُ وَالدَّلَّالُ وَجَسَّنِي وَبُرْقَةَ وَالْأَعْرَافُ وَالمُسَرَّبَةُ - فَعَامّةُ صَدَقَاتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالمَدِينَةِ مِنْهَا..». «والصَّدَقَةُ الثَّانِيَةُ أَرْضُهُ مِنْ أَمْوَالِ بَنِي النَّضِيرِ بِالمَدِينَةِ،
وَهِيَ أَوَّلُ أَرْضٍ أَفَاءَهَا اللهُ عَلَى رَسُولِهِ فَأَجْلَاهُمْ عَنْهَا - لما كان من نقض العهد الذي قام به زعيمهم كعب بن الأشرف -.. وَجَعَلَ لَـهُمْ مَا حَمَلَتْهُ الْإِبِلُ مِنْ أَمْوَالِهِمْ إلَّا الحَلَقَةَ، وَهِيَ السِّلَاحُ، فَخَرَجُوا بِمَا اسْتَقَلَّتْ إبِلُهُمْ إلَى خَيْبَرَ وَالشَّامِ وَخَلَصَتْ أَرْضُهُمْ كُلُّهَا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم...
فَكَانَتْ مِنْ صَدَقَاتِهِ يَضَعُهَا حَيْثُ يَشَاءُ وَيُنْفِقُ مِنْهَا عَلَى أَزْوَاجِهِ ...»([9])
«وَالصَّدَقَةُ السَّادِسَةُ النِّصْفُ مِنْ فَدَكَ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا فَتَحَ خَيْبَرَ جَاءَهُ أَهْلُ فَدَكَ فَصَالَحُوهُ بِسِفَارَةِ مُحَيِّصَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَلَى أَنَّ لَهُ نِصْفَ أَرْضِهِمْ وَنَخْلِهِمْ يُعَامِلُهُمْ عَلَيْهِ وَلَهُمْ النِّصْفُ الْآخَرُ...»([10]).

وذكر الواقدي في المغازي (ج1/ص 378): «أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانَ يُنْفِقُ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ بَنِي النّضِيرِ كَانَتْ لَهُ خَالِصَةً فَأَعْطَى مَنْ أَعْطَى مِنْهَا وَحَبَسَ مَا حَبَسَ. وَكَانَ يَزْرَعُ تَحْتَ النّخْلِ زَرْعًا كَثِيرًا،
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَدْخُلُ لَهُ مِنْهَا قُوتُ أَهْلِهِ سَنَةً مِنْ الشّعِيرِ وَالتّمْرِ لِأَزْوَاجِهِ وَبَنِي عَبْدِ المُطّلِبِ، فَمَا فَضَلَ جَعَلَهُ فِي الْكُرَاعِ([11]) وَالسّلَاحِ وَإِنّهُ كَانَ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ مِنْ ذَلِكَ السّلَاحُ الّذِي اُشْتُرِيَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم.» وقال:
«فَكَانَتْ بَنُو نّضِيرِ حَبْساً لِنَوَائِبِهِ([12]) وَكَانَتْ فَدَكُ لِابْنِ السّبِيلِ وَكَانَتْ خَيْبَرُ قَدْ جَزّأَهَا ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ فَجُزْءَانِ لِلْمُهَاجِرِينَ وَجُزْءٌ كَانَ يُنْفَقُ مِنْهُ عَلَى أَهْلِهِ فَإِنّ فَضْلَ رَدّهِ عَلَى فُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ».


والحاصل، أنه لم يأتِ في أي تاريخ أو كتاب سيرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقسم خمس الغنائم ستَّةَ أقسام قسماً لِـلَّهِ وقسماً له خاصاً به وبنفقاته، وقسماً لذي قرباه وثلاثة أقسام لكل من اليتامى والمساكين وابن السبيل!


وكما قلنا لا يمكننا أن نستنبط من كلمة ﴿فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ﴾ بشكل قاطع أن رسول الله كان له سهم من أسهم خمس الغنائم الستة،
لأننا لا نجد في سيرته أي شاهد يثبت عمله على هذا النحو([13])،

هذا فضلاً عن أن يستنبط أحد ثبوت مثل هذا السهم للرسول بعد وفاته من الغنائم التي لم تقع بعد بيد المسلمين أو ثبوت هذا السهم لخلفائه، ويؤكد نفي ذلك أننا لا نرى في تاريخ خلفائه – سواءً كانوا خلفاء بحق أم بباطل

أي واحد منهم طالب بمثل هذا السهم حتى تحت عنوان حق رئاسته وقيادته للمسلمين، وكما قلنا إن ذكر اسم الرسول بعد اسم الله في آية خمس الغنائم إنما جاء على نحو ذكر اسمه في قوله تعالى: ﴿قُلِ الأَنْفَالُ لِـلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللهَ...﴾ [الأنفال/1].
وإذا أردنا أن نستند إلى أقوال الفقهاء ونثبت سهماً لرسول الله من خمس الغنائم فإن هذا السهم لن يبقى له أي مصداق بعد وفاته إلا أن يُعطى للإمام أي حاكم المسلمين الذي يقود ويرأس الحروب
، مع أننا لا نجد له – للأسف أو لحسن الحظ – أي أمثلة أو نماذج من سيرة الخلفاء للعمل بهذا الأمر رغم أن بعض الأحاديث جاءت في ذلك([14]).
10- النقطة العاشرة: لا بد من التأمل والتدقيق بكلمات اليتامى والمساكين وابن السبيل التي وردت في الآية الكريمة حيث أن كثيراً من فقهاء الشيعة اعتبروا – استناداً إلى بعض الأحاديث – أن المقصود منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل محمد خاصَّة، مع أن الحقيقة غير ذلك!
ولكي تتضح حقيقة الأمر لا بد من الانتباه إلى عدة نقاط:
أ- كان زمن نزول الآية الكريمة: ﴿وَاعْلَموا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ...﴾ [الأنفال/41] عقب معركة بدر، وعلى أكثر تقدير نزلت - كما ذكر الواقدي - في غزوة بني قينقاع التي وقعت في منتصف شوال من الشهر العشـرين للهجرة (أي بعد ثلاثة أشهر من معركة بدر)، فعلى أي حال الكُلُّ متفقٌ على أنها نزلت في السنة الثانية للهجرة، وكما نعلم كان وضع المسلمين في ذلك من حيث الفقر والفاقة وضعاً سيئاً كما أشرنا إلى ذلك من قبل، وذكرنا دعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند خروجه إلى بدر الذي يعكس تماماً حالة الفقر التي كان يعيشها أغلب المسلمين حيث دعا لهم قائلاً: «اللهُمَّ إِنَّهُمْ حُفَاةٌ فَاحْمِلْهُمُ اللهُمَّ إِنَّهُمْ عُرَاةٌ فَاكْسُهُمُ اللَّهِمَّ إِنَّهُمْ جِيَاعٌ فَأَشْبِعْهُمْ»([15]).
فلم تكن الفتوحات قد حصلت بعد ولم يكن الإسلام قد اتسعت رقعته إلى خارج المدينة ولم ينزل الأمر بوجوب جباية أموال الزكاة إلى بعد اتساع الإسلام فنزل قوله تعالى: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً﴾ [التوبة/103]، رغم أن الأمر بأداء الزكاة والصدقات قد نزل في مرحلة سابقة في مكة إلا أنه لم يتم تطبيق ذلك الأمر عملياً، وطبقاً لما تصرِّح به التواريخ والأحاديث الصحيحة أُمِرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السنة التاسعة أو العاشرة للهجرة بأخذ الزكاة فأرسل موظفيه وعماله إلى أنحاء القبائل والبلاد لجباية زكاة الأموال [من الأغنياء وردها على الفقراء وسائر المصارف].
ب- من البديهي أن الذين كانوا يستشهدون في ميادين القتال كان لهم زوجات وأولاد وقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - طبقاً لعدد من الروايات – بتعيين سهم مقرر من بيت المال لعوائل الشهداء، كما يروي الواقدي في المغازي (1/102) «أَنّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ضَرَبَ [بسهم من الغنائم] لِقَتْلَى بَدْرٍ، أَرْبَعَةَ عَشَرَ رَجُلًا قُتِلُوا بِبَدْرٍ. قَالَ زَيْدُ بْنُ طَلْحَةَ حَدّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ خَيْثَمَةَ قَالَ أَخَذْنَا سَهْمَ أَبِي الّذِي ضَرَبَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَسَمَ الْغَنَائِمَ وَحَمَلَهُ إلَيْنَا عُوَيْمُ بْنُ سَاعِدَةَ.».
ومع ذلك فإن بعض المسلمين لم ينالهم هذا النصيب. وعلى كل حال كان هناك أيتام وكان أكثرهم فقراء بالطبع إذ فقدوا من يعيلهم، كما كان كثير من المسلمين فقراء ومحرومين وما كانوا يستطيعون الحضور في ميادين القتال ربما بسبب كبر سنهم أو فقرهم، كما تعكس ذلك بعض آيات القرآن كقوله تعالى في سورة التوبة:
﴿وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ (التوبة/92).
ولا شك أن هذا الحرمان من فيض بركة الجهاد بسبب الفقر والفاقة كان يستتبع حرماناً آخر من الحصول على سهم من غنائم الحرب([16])، لأجل كل ذلك اقتضى الأمر أن يتم تخصيص سهم من الغنائم لهذه الطبقة من المساكين لتسكين خاطرهم وتخفيف حرمانهم.
أضف إلى ذلك أنه على إثر هجرة بعض المسلمين من ديارهم وفرارهم بدينهم من قبائلهم، وتقطُّع السبل بهم، صاروا من أبناء السبيل، مثل هجرة المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان اللذَيْن خرجا مع كفار قريش الذين خرجوا لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخرجوا معهم عسى أن يتمكنوا بهذه الطريقة من أن يلتحقوا بالمسلمين قبل أن يعيدهم المشـركون معهم إلى مكة([17])! كما جاء ذلك في تاريخ ابن خلدون (ج2/ص18)؛ لذا كان من الواجب على المسلمين وخاصة المجاهدين إذا حصلوا على مال وثروة أن يخصصوا شيئاً منه لهذه الطبقة من المهاجرين الفقراء.
من هنا نلاحظ مجيء﴿ وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ مباشرةً بعد كلمة ﴿وَلِذِي الْقُرْبَى﴾ وذلك لأجل طمأنة المجاهدين بأنهم إذا رزقوا درجة الشهادة الرفيعة فليطمئنوا بشأن عيالهم وأطفالهم إذ جعل الله لهم سهماً من المال يسد حاجاتهم، وأنه إذا وفإذا كان المجاهدون قد حرموا من الغنيمة بموتهم فإن أيتامهم سينالون سهماً ونصيباً منها!
ومن الجهة الأخرى فإن الفقراء والمساكين وأبناء السبيل من المسلمين بشكل عام كانوا في ذلك الحين يبحثون عن مرجع وملجأ يساعدهم في تأمين حاجاتهم ورفع فاقتهم لذلك خصص رب العالمين لهم سهماً من غنائم الحرب.
ج- أما قولهم إن المقصود من اليتامى والمساكين وابن السبيل المذكورين في الآية هم من كانوا من ذوي قربى رسول الله وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فإن هذا لا يصح مطلقاً لأنه في زمن نزول تلك الآية الكريمة وعند تقسيم غنائم بدر لم يكن بين أقرباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتامى أو مساكين أو أبناء سبيل حتى يخصص الله لهم سهماً، فكما ذكرتُ في بحث «ذي القربى» [في النقطة السادسة] لم يكن أحد ممن أسلم من آل محمد حين نزول آية الخمس من اليتامى أو من المساكين أو من أبناء السبيل لا من بنات رسول الله ولا من أعمامه ولا من بني أعمامه، بل أكثر ذوي قربى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الوقت كانوا لا يزالون على الكفر فلا يشملهم حكم الآية أبداً فكيف يمكن أن يختص رب العالمين من بين جميع المسلمين اليتامى والمساكين وأبناء السبيل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقط الذين لم يوجدوا بعد فيختصهم بخمس الغنائم ويميزهم بهذا الامتياز في شريعة الإسلام القائمة على المساواة وعدم التمييز؟!
لذا كان من المحال عقلاً وشرعاً واستناداً إلى التاريخ أن يكون المُراد من اليتامى والمساكين وابن السبيل في الآية الكريمة اليتامى والمساكين وابن السبيل من آل محمدٍ فقط.
إذن العقل والتاريخ يحكمان بأن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل في الآية يعمون جميع المسلمين ولا يقتصرون على من هم كذلك من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جاء في كتاب الله وفي الأحاديث الواردة من طريق أهل البيت ذكر اليتامى والمساكين وابن السبيل على سبيل الشمول والعموم لعامة المسلمين، من ذلك الآية التالية التي تتعلق تعلقاً كاملاً بموضوعنا وهي الآية السابعة من سورة الحشر حيث قال تعالى:
﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا...﴾ (الحشر/7).
ثم قال مباشرةً في الآية التي تلتها: ﴿لِلْفُقَرَاءِ المُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ﴾ (الحشر/8)، وهذا بعد قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ... الآية﴾ (الحشر/9).
وهكذا إلى آخر الآية 9 من هذه السورة المباركة والتي يظهر منها بشكل واضح كل الوضوح بأن المراد من اليتامى والمساكين وابن السبيل فيها يتامى ومساكين وأبناء سبيل المهاجرين والأنصار الذين يشملهم الفيء ولا يختصون بآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هذا بمعزل عن أنه في ذلك الزمن لم يكن هناك أصلاً يتامى ومساكين وأبناء سبيل من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
أما ما جاء في ذلك من الأحاديث المنسوبة لأهل البيت عليهم السلام
بغض النظر عن صحتها أو سقمها فنذكر ما يلي:
1- جاء في كتاب «تحف العقول» لابن شعبة الحراني الذي يعد من الكتب الموثوقة والمعتمدة لدى فرقة الإمامية في (ص 555) حديث طويل عن حضرة الصادق عليه السلام حول موضوع الغنائم جاء فيه:
«وَ الْأَنْفَالُ اسْمٌ جَامِعٌ لِمَا أَصَابُوا يَوْمَئِذٍ مِثْلَ قَوْلِهِ: ﴿ما أَفاءَ اللهُ عَلى‏ رَسُولِهِ﴾ وَمِثْلَ قَوْلِهِ: ﴿أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ‏ءٍ﴾ ثُمَّ قَالَ: ﴿قُلِ الْأَنْفالُ لِـلَّهِ والرَّسُولِ﴾ فَاخْتَلَجَهَا اللهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ فَجَعَلَهَا لِـلَّهِ ولِرَسُولِه ثم قال: ﴿فَاتَّقُوا اللهَ وأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهٍ صلى الله عليه وآله وسلم لِلْمَدِينَةِ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْه‏:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ باللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ..﴾ [الأنفال/41] فَكَمَا يَقُولُ الْإِنْسَانُ هُوَ «لِـلَّهِ» ولَكَ وَلَا يُقْسَمُ «لِـلَّهِ» مِنْهُ شَيْ‏ءٌ فَخَمَّسَ رَسُولُ اللهٍ صلى الله عليه وآله وسلم الْغَنِيمَةَ الَّتِي قَبَضَ بِخَمْسَةِ أَسْهُمٍ فَقَبَضَ سَهْمَ اللهٍ لِنَفْسِهِ يُحْيِي بِهِ ذِكْرَهُ ويُورَثُ بَعْدَهُ وسَهْماً لِقَرَابَتِهِ مِنْ بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ فَأَنْفَذَ سَهْماً لِأَيْتَامِ المُسْلِمِينَ وسَهْماً لِمَسَاكِينِهِمْ وسَهْماً لِابْنِ السَّبِيلِ مِنَ المُسْلِمِين‏‏»([18]).
من هذا الحديث يتبيَّن بوضوح أن الأسهم المخصصة لليتامى والمساكين وابن السبيل إنما هي لليتامى والمساكين وأبناء السبيل من عامة المسلمين.
2- وجاء في روضة الكافي (الكافي: ج8/ص285)عن ابن حمزة عن حضـرة الباقر عليه السلام رواية بالمضمون ذاته حيث قال الإمام فيها: «...إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى جَعَلَ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ سِهَاماً ثَلَاثَةً فِي جَمِيعِ الْفَيْ‏ءِ..»....
إلى أن يقول: «دون سهام اليتامى والمساكين وابن السبيل فإنها لغيرهم...»([19])
3- وروى الشيخ الطوسي في «التهذيب» (ج2/ص125)، والصدوق في «من لا يحضره الفقيه» (ج2/ص22) طبع النجف، وفي كتاب «مختلف الشيعة» (ج2/ص34) الرواية التالية:
«سَأَلَ زَكَرِيَّا بْنُ مَالِكٍ الْجُعْفِيُّ أَبَا عَبْدِ اللهٍ (ع) عَنْ قَوْلِ اللهٍ عَزَّ وجَلَّ ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ..﴾؟ قَالَ: أَمَّا خُمُسُ اللهٍ فَلِلرَّسُولِ يَضَعُهُ فِي سَبِيلِ اللهٍ وأَمَّا خُمُسُ الرَّسُولِ صلى الله عليه وآله وسلم فَلِأَقَارِبِهِ وَخُمُسُ ذِي الْقُرْبَى فَهُمْ أَقْرِبَاؤُهُ وَالْيَتَامَى يَتَامَى أَهْلِ بَيْتِهِ فَجَعَلَ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ الْأَسْهُمِ فِيهِمْ وَأَمَّا المَسَاكِينُ وَأَبْنَاءُ السَّبِيلِ فَقَدْ عَرَفْتَ أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ ولَا تَحِلُّ لَنَا فَهِيَ لِلْمَسَاكِينِ وأَبْنَاءِ السَّبِيل‏».

4- وروى الصدوق أيضاً في «من لا يحضره الفقيه» (ص158) والشيخ الطوسي في «التهذيب» (ج4/ص134) طبع النجف عن حضرة الإمام محمد الباقر عليه السلام أنه قال: «وَ أَمَّا قَوْلُهُ ﴿مَا أَفَاءَ اللهُ عَلى‏ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى..﴾‏ [الحشر/7] فَهَذَا بِمَنْزِلَةِ المَغْنَمِ كَانَ أَبِي (ع) يَقُولُ ذَلِكَ، وَلَيْسَ لَنَا فِيهِ غَيْرُ سَهْمَيْنِ سَهْمِ الرَّسُولِ وَسَهْمِ الْقُرْبَى ثُمَّ نَحْنُ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا بَقِيَ.».
5- في تفسير العياشي (ج2/ص63) رواية نقلها العلامة المجلسي في «بحار الأنوار» (ج20/ص52) طبع كمپاني (الحجرية القديمة في تبريز)([20])، ورواها السيد هاشم البحراني في «تفسير البرهان» (ج2/ص88) طبع سالك، كما رواها صاحب وسائل الشيعة أيضاً في أبواب تقسيم الخمس، كلهم عن حضرة الصادق عليه السلام أنه قال بعد بيانه لسهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وذي القربى من خمس المغانم: «سَهْمٌ لِذِي الْقُرْبَى وهُوَ لَنَا وَثَلَاثَةُ أَسْهَامٍ لِلْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَأَبْنَاءِ السَّبِيلِ يَقْسِمُهُ الْإِمَامُ بَيْنَهُمْ..».
فذكر اليتامى والمساكين وابن السبيل على نحو الإطلاق ولم يقيدهم بأنهم من آل محمد فهم يعمون إذن جميع المسلمين.
6- في «تهذيب‏الأحكام» للشيخ الطوسي (ج4/ص 128) ح(365) و«الاستبصار» (ج2/ ص56) ح(176):
«عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهٍ بْنِ الجَارُودِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهٍ (ع) قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهٍ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا أَتَاهُ المَغْنَمُ أَخَذَ صَفْوَهُ وَكَانَ ذَلِكَ لَهُ ثُمَّ يَقْسِمُ مَا بَقِيَ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ ويَأْخُذُ خُمُسَهُ ثُمَّ يَقْسِمُ أَرْبَعَةَ أَخْمَاسٍ بَيْنَ النَّاسِ الَّذِينَ قَاتَلُوا عَلَيْهِ ثُمَّ قَسَمَ الخُمُسَ الَّذِي أَخَذَهُ خَمْسَةَ أَخْمَاسٍ يَأْخُذُ خُمُسَ اللهٍ عَزَّ وجَلَّ لِنَفْسِهِ ثُمَّ يَقْسِمُ الْأَرْبَعَةَ الْأَخْمَاسَ بَيْنَ ذَوِي الْقُرْبَى والْيَتَامَى والمَسَاكِينِ وأَبْنَاءِ السَّبِيلِ يُعْطِي كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جَمِيعاً وَكَذَلِكَ الْإِمَامُ يَأْخُذُ كَمَا أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم».
في هذا الحديث أيضاً ذُكِر «الْيَتَامَى وَالمَسَاكِينُ وَأَبْنَاءُ السَّبِيلِ» دون تقييد بكونهم من قرابة رسول الله فيشملون بعمومهم كل يتامى ومساكين وأبناء سبيل المسلمين عامة، بل حتى كلمة «ذي القُرْبَى» جاءت مطلقة وغير مقيدة.


7- وفي كتاب «عيون أخبار الرضا» للشيخ الصدوق/23- باب ذكرمجلس الرضا (ع) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة (ج1/ص237-238)، قال الإمامالرضا (ع) ضمن مناظرة بينه وبين العلماء، شارحاً آية﴿وَاعْلَمُواأَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ... [الأنفال/41]: «و أما قولهوَالْيَتامى‏ وَالمَساكِينِ فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من‏الغنائم ولم يكن لهفيها نصيب وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل لهأخذه..».
ففي هذا الحديثذكر الإمام اليتامى والمساكين بشكل مطلق دون قيد مما يبين شمولهما لكل اليتامىوالمساكين من المسلمين أيَّاً كان نسبهم.
8- وأيضاً روى الصدوق في «عيون أخبار الرضا»/59- بابالأسباب التي من أجلها قتل المأمون علي بن موسى الرضا (ع) بالسم (ج2/ص 238-239)،بسنده إلى علي بن إبراهيم بن هاشم عَنْ أَبيهِ: «عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍقَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مَوْلَايَ الرِّضَا (ع) بِخُرَاسَانَ وكَانَ المَأْمُونُيُقْعِدُهُ عَلَى يَمِينِهِ إِذَا قَعَدَ لِلنَّاسِ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ ويَوْمَالخَمِيسِ فَرُفِعَ إِلَى المَأْمُونِ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الصُّوفِيَّةِ سَرَقَفَأَمَرَ بِإِحْضَارِهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ وَجَدَهُ مُتَقَشِّفاً بَيْنَعَيْنَيْهِ أَثَرُ السُّجُودِ فَقَالَ سَوْأَةٌ لِهَذِهِ الْآثَارِ الجَمِيلَةِولِهَذَا الْفِعْلِ الْقَبِيحِ أَتُنْسَبُ إِلَى السَّرِقَةِ مَعَ مَا أَرَى مِنْجَمِيلِ آثَارِكَ وظَاهِرِكَ؟؟ قَالَ فَعَلْتُ ذَلِكَ اضْطِرَاراً لَا اخْتِيَاراًحِينَ مَنَعْتَنِي حَقِّي مِنَ الخُمُسِ وَالْفَيْ‏ءِ! فَقَالَ المَأْمُونُ: وَأَيُّ حَقٍّ لَكَ فِي الخُمُسِ والْفَيْ‏ءِ؟؟ قَالَ: إِنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّقَسَمَ الخُمُسَ سِتَّةَ أَقْسَامٍ وَقَالَ:
﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ باللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ...﴾ [الأنفال/41] وقَسَمَ الْفَيْ‏ءَ عَلَى سِتَّةِ أَقْسَامٍ فَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: ﴿ما أَفاءَ اللهُ عَلى‏ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى‏ فَلِلَّهِ ولِلرَّسُولِ ولِذِي الْقُرْبى‏ والْيَتامى‏ والْمَساكِينِ وابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ﴾ (الحشر/7) قَالَ: بِمَا مَنَعْتَنِي وأَنَا ابْنُ‏ السَّبِيلِ مُنْقَطَعٌ بي ومِسْكِينٌ لَا أَرْجِعُ إِلَى شَيْ‏ءٍ ومِنْ حَمَلَةِ الْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ المَأْمُونُ أُعَطِّلُ حَدّاً مِنْ حُدُودِ اللهٍ وحُكْماً مِنْ أَحْكَامِهِ فِي السَّارِقِ مِنْ أَسَاطِيرِكَ هَذِهِ فَقَالَ الصُّوفِيُّ ابْدَأْ بِنَفْسِكَ فَطَهِّرْهَا ثُمَّ طَهِّرْ غَيْرَكَ وأَقِمْ حَدَّ اللهٍ عَلَيْهَا ثُمَّ عَلَى غَيْرِكَ فَالْتَفَتَ المَأْمُونُ إِلَى أَبِي الحَسَنِ (ع) فَقَالَ مَا تَقُولُ فَقَالَ إِنَّهُ يَقُولُ سَرَقْتَ فَسَرَقَ فَغَضِبَ المَأْمُونُ غَضَباً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ لِلصُّوفِيِّ وَاللهِ لَأَقْطَعَنَّكَ فَقَالَ الصُّوفِيُّ أَ تَقْطَعُنِي وأَنْتَ عَبْدٌ لِي فَقَالَ المَأْمُونُ وَيْلَكَ ومِنْ أَيْنَ صِرْتُ عَبْداً لَكَ قَالَ لِأَنَّ أُمَّكَ اشْتُرِيَتْ مِنْ مَالِ المُسْلِمِينَ فَأَنْتَ عَبْدٌ لِمَنْ فِي المَشْرِقِ والْمَغْرِبِ حَتَّى يُعْتِقُوكَ وأَنَا لَمْ أُعْتِقْكَ ثُمَّ بَلَعْتَ الخُمُسَ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَا أَعْطَيْتَ آلَ الرَّسُولِ حَقّاً ولَا أَعْطَيْتَنِي ونُظَرَائِي حَقَّنَا والْأُخْرَى أَنَّ الخَبِيثَ لَا يُطَهِّرُ خَبِيثاً مِثْلَهُ إِنَّمَا يُطَهِّرُهُ طَاهِرٌ ومَنْ فِي جَنْبِهِ الحَدُّ لَا يُقِيمُ الحُدُودَ عَلَى غَيْرِهِ حَتَّى يَبْدَأَ بِنَفْسِهِ أَ مَا سَمِعْتَ اللهَ عَزَّ وجَلَّ يَقُولُ أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فَالْتَفَتَ الْمَأْمُونُ إِلَى الرِّضَا (ع) فَقَالَ مَا تَرَى فِي أَمْرِهِ فَقَالَ (ع): إِنَّ اللهَ جَلَّ جَلَالُهُ قَالَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَلِلَّهِ الحُجَّةُ الْبالِغَةُ وهِيَ الَّتِي تَبْلُغُ الجَاهِلَ فَيَعْلَمُهَا بِجَهْلِهِ كَمَا يَعْلَمُهَا الْعَالِمُ بِعِلْمِهِ والدُّنْيَا والْآخِرَةُ قَائِمَتَانِ بِالحُجَّةِ وقَدِ احْتَجَّ الرَّجُلُ فَأَمَرَ المَأْمُونُ عِنْدَ ذَلِكَ بِإِطْلَاقِ الصُّوفِي».‏
في هذا الحديث الشريف، ادعى الرجل الصوفي الذي لم يكن بداهةً من بني هاشم حقه من خمس وسهم المساكين وأبناء السبيل، وقد صدَّقه حضرة الرضا (عليه السلام) وأدان المأمون. مما يبين بوضوح أن المسكين وابن السبيل في آية خمس المغانم هم مساكين وأبناء سبيل عامة المسلمين.
9- جاء في مسند حضرة الإمام زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) لأبي خالد الواسطي (ص356، طبع بيروت) في باب الخمس والأنفال: «سألتُ زيدَ بن علي (عليه السلام) عن الخمس قال: هو لنا ما احتجنا إليه فإذا استغنينا فلا حق لنا فيه، ألم تر إن الله قرننا مع اليتامى والمساكين وابن السبيل فإذا بلغ اليتيم واستغنى المسكين وأمن ابن السبيل فلا حق لهم وكذلك نحن إذا استغنينا فلا حق لنا.».
في هذا الحديث جعل الإمام زيد، الذي كان نفسه من ذرية بني هاشم وذوي قربى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن كبار أهل البيت الطاهرين، جعل من نفسه قريناً ليتامى ومساكين وأبناء سبيل سائر المسلمين وفرَّق بين نفسه وبينهم بكلمة لنا ولهم، والتي يتبين منها أن اليتامى والمساكين وابن السبيل هم من عموم المسلمين لا من بني هاشم وذرية رسول الله فقط!
10- جاء في تفسير «تنوير المقباس» لحبر الأمة عبد الله بن عباس المطبوع في حاشية تفسير «الدر المنثور» للسيوطي، طبع مصر (ج2/ص64) ذيل تفسيره لآية خمس المغانم ما نصه:
«﴿واعلموا﴾ يا معشر المؤمنين ﴿أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ﴾ من الأموال ﴿فَأَنَّ لِـلَّهِ خُمُسَهُ﴾ يخرج خمس الغنيمة لقبل الله ﴿وَلِلرَّسُولِ﴾ لقبل الرسول ﴿وَلِذِي القربى﴾ ولقبل قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ﴿واليتامى﴾ ولقبل اليتامى غير يتامى بني عبد المطلب ﴿والمساكين﴾ ولقبل المساكين غير مساكين بني عبد المطلب ﴿وابن السبيل﴾ ولقبل الضيف والمحتاج كائناً من كان وكان يقسم الخمس في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خمسة أسهم سهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو سهم الله وسهم للقرابة لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي قرابته لقبل الله وسهم لليتامى وسهم للمساكين وسهم لابن السبيل فلما مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم سقط سهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم والذي كان يعطى للقرابة لقول أبي بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول «لكل نبيٍّ طعمة في حياته فإذا مات سقطت فلم يكن بعده لأحد»وكان يقسم أبو بكر وعمرو وعثمان وعليّ في خلافتهم الخمس على ثلاثة أسهم سهم لليتامى غير يتامى بني عبد المطلب وسهم للمساكين غير مساكين بني عبد المطلب وسهم لابن السبيل للضيف والمحتاج».
ومما يجدر التنبيه إليه أن استدلالنا بالأحاديث المذكورة هو فقط بسبب كونها نصاً قاطعاً على أن اليتامى والمساكين وابن السبيل المذكورين في الآية يعمُّون جميع المسلمين ولا يختصون ببني هاشم، وأما كلمة «ذي القربى» فعلى فرض أن المقصود منها قرابة رسول الله فإنها تشمل عموم بني هاشم لا أفراداً خاصين مثل علي وفاطمة والحسين عليهم السلام، وكما ذكرنا سابقاً المُراد بذي القربى – على هذا الفرض – أقرباء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك اليوم والذين لم يعد لهم أي مصداق اليوم بدليل ما مر من الدلائل، وقد أتينا بهذه الأحاديث من باب إسكات الخصم وإتمام الحجة فقط.








 
قديم 25-08-13, 07:26 AM   رقم المشاركة : 8
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road



([1]) جاء في وسائل الشيعة للحر العاملي (9/491): «الْعَيَّاشِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ عَنْ سَمَاعَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِوَأَبِي الْحَسَنِ (ع) قَالَ سَأَلْتُ أَحَدَهُمَا عَنِ الْخُمُسِ فَقَالَ: لَيْسَالْخُمُسُ إِلَّا فِي الْغَنَائِمِ».

([2])من جملة بالآيات التي تدل على الماضي في موضوع الزكاة الآيات: 177 و277من سورة البقرة. ومن الآيات التي تدل على الأمر في الزمن الحاضر: الآية 110 من سورةالبقرة، والآية 77 من سورة النساء، والآية 7 من سورة الحج، والآية 56 من سورةالنور. وأما الآيات التي جاءت بصيغة المضارع بمعنى المستقبل فمنها: الآية 55 منسورة المائدة والآية 71 من سورة التوبة والآية 156 من سورة الأعراف.

([3])قال المرحوم الفاضل الجواد الكاظمي في كتابه «مسالكالأفهام» (ج2/ص20) حول هذا الموضوع ما محصله: أن المراد من القرابة (في آية خمسالغنائم) قرابة الشخص، فأمرت بصلة الرحم بالمال والروح، أو المراد الإنفاق الواجبعلى ذوي القربى، ومقتضى الآية الكريمة ﴿للرسول ولذي القربى﴾ العموم (فلا تختص بفردأو أفراد معينين).
وقال المرحوم الشيخ الطوسي أيضاً في تفسيره «التبيان» (ج2/ص521، طبع طهران) ذيل تفسيره للآية الكريمة: ﴿وآتِ ذا القربى حقَّه﴾: (وروي عنابن عباس والحسن أنهم قرابة الإنسان).

([4])النص المذكور هومن رواية الواقدي في المغازي، أما الصنعاني فقد رواه مختصراً، كما رواه مختصراً أبوبكر عبد الله بن أبي شيبة الكوفي في كتابه «المصنَّف في الأحاديث والآثار» ح (33450). (المترجم)

([5])الخِيَاط هنا: الخيط، وَالْمِخْيَطَ: الإبرة. (المترجم)

([6]) الشنار: العيب. (النهاية، ج2/ ص238). (المترجم)

([7]) روى البخاري حديث أبي هريرة في تعظيمالغلول، وقوله لا ألفين أحدكم يوم القيامة...على رقبته فرس له حمحمة...الخ (6 /113) والحمحمة: صوت الفرس عند العلف وهو دون الصهيل. (المترجم)

([8])روى عبد الرزاق الصنعاني في كتابه «المصنف» (ج5/ص239،رقم 9485): «كان سهم النبيّ صلى الله عليه وسلم يدعى الصفيّ، إن شاء عبداً، وإن شاءفرساً، يختاره قبل الخمس، ويضرب له سهمه، إن شهد، وإن غاب، وكانت صفية بنت حيي منالصفيّ

([9])الماوردي، الأحكام السلطانية، مختصراً. (المترجم)

([10])المصدر السابق. (المترجم)

([11])الْكُرَاعُ: اسمٌ لجميع الخيل. (النهاية لابن الأثير). (المترجم)

([12]) «حبساً»: أي وقفاً. و«لنوائبه»: من النوائبُ: جمع نائبة،وهي ما يَنوبُ الإنسانَ: أي يَنْزِل به من المِهمّات والحوادث. (النهاية لابنالأثير). (المترجم)

([13])ذكر أبو عبيد القاسم بن سلام البغدادي (224هـ) في كتابه «الأموال»روايةً «عن علي بن أبيطلحة، عن ابن عباس، قال: كانت الغنيمة تقسم على خمسة أخماس، فأربعة منها لمن قاتلعليها، وخمس واحد يقسم على أربعة، فربع لِـلّهِ وللرسول ولذي القربى، يعني قرابةالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: فما كان لِـلّهِ وللرسول منها فهو لقرابة النبي صلىالله عليه وسلم، ولم يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم من الخمس شيئا، والربع الثانيلليتامى، والربع الثالث للمساكين، والربع الرابع لابن السبيل، وهو الضيف الفقيرالذي ينزل بالمسلمين».

([14])روى الحر العاملي في «وسائل الشيعة» [ج 9/ص530-531، ح (12643)] قال: عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُرْتَضَى فِي «رِسَالَةِ المُحْكَمِوَالمُتَشَابِهِ» نَقْلًا مِنْ تَفْسِيرِ النُّعْمَانِيِّ بِإِسْنَادِهِ الْآتِي «عَنْ عَلِيٍّ (ع)‏، بَعْدَ مَا ذَكَرَ الْخُمُسَ وَأَنَّ نِصْفَهُ لِلْإِمَامِثُمَّ قَالَ إِنَّ لِلْقَائِمِ بِأُمُورِ المُسْلِمِينَ بَعْدَ ذَلِكَ الْأَنْفَالَالَّتِي كَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ (ص) قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ﴿يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِـلّهِوَالرَّسُولِ﴾وَإِنَّمَا سَأَلُوا الْأَنْفَالَ لِيَأْخُذُوهَالِأَنْفُسِهِمْ فَأَجَابَهُمُ اللهُ بِمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وَالدَّلِيلُ عَلَىذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى﴿فَاتَّقُوا اللهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَبَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾أَيِالْزَمُوا طَاعَةَ اللهِ فِي أَنْ لَا تَطْلُبُوا مَا لَا تَسْتَحِقُّونَهُ فَمَاكَانَ لِـلّهِ وَلِرَسُولِهِ فَهُوَ لِلْإِمَام‏».
ورغم ذلك لا يستنبط من هذا الحديث أن رئيس المسلمين ومنبيده زمام أمورهم له حقٌّ خاصٌّ وشخصيٌّ في الأنفال، مثلما أننا لا نستنبط وجود مثلذلك الحق الخاص لرسول الله (ص).
وقد جاء في كتب العامة أن رسول الله (ص) كان يأخذ من غنائم الحرب ما يكفيهلمؤونته ومؤونة أهله لمدة سنة ويصرف البقية في مصالح المسلمين كما نجد ذلك في «بداية المجتهد» لابن رشد (ج1/ص38) ونهاية المحتاج (ج5/ص 106) «البحر الزخار» (ج5/ص440)، و«تفسير المنار» (ج10/ص7)، و«تفسير القرطبي» (ج8/ص11) ولفقهاء العامةوالخاصة آراء ووجهات نظر مختلفة في موضوع سهم رسول الله (ص) من خمس الغنائم لكنمؤدى ونتيجة أقوالهم قول واحد!
فالشافعي يرى أن سهم رسول الله (ص) من الغنائم يُصـرف بعد رحيله على مصالحالمسلمين وسهم ذوي القربى يصرف بين أغنيائهم وفقرائهم للذكر مثل حظ الأنثيين وبقيةالمال يفرق ثلاثة أسهم على اليتامى والمساكين وأبناء السبيل من عامةالمسلمين.
أما أبو حنيفةفيرى أن سهم رسول الله (ص) يسقط بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك سهم ذويالقربى فإذا كان ذوو القربى هؤلاء فقراء فإن لهم حصة من الزكاة ومن بيت المال مثلفي ذلك مثل سائر فقراء المسلمين وبالتالي فإن خمس الغنائم يقسم فقط على اليتامىوالمساكين وأبناء السبيل من جميع المسلمين.
أما مالك فيرى أن أمر خمس الغنائم مفوض لرأي الإمام ورئيسالمسلمين.
فالنتيجة أنآراءهم جميعاً تنتهي إلى رأي واحد هو أن خمس الغنائم يحوَّل – بعد رحيل النبي (ص) - إلى بيت مال المسلمين.

([15])راجع تخريجه ص 22 من هذا الكتاب.
([16])ثمة حديث مرفوع روي من طريق العامة في مراسيل ابن داود (ص 12) ومن طريق الخاصة في «المصنف» لعبد الرزاق الصنعاني (ج5/ص188): «إذا ماتالرجل بعدما يدخل أرض العدو، ويخرج من أرض المسلمين وأرض الصلح، فإن سهمه لأهله».

([17])قال ابن عبد البر في «الاستيعاب في معرفة الأصحاب» وابنالأثير في «أسد الغابة» في ترجمة «المقداد بنعمرو بن الأسود الكندي» (وهو قديمالإسلام من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة. ثم عاد إلى مكة، فلم يقدر على الهجرةإلى المدينة لما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي إلى أن بعث رسولالله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث في سرية [إلى ثنية المرة]، فلقوا جمعاً منالمشركين عليهم عكرمة بن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركينليتوصلا إلى المسلمين، فتوافقت الطائفتان، ولم يكن قتال، وهرب عتبة بن غزوانوالمقداد بن الأسود يومئذ إلى المسلمين..».

([18])ابن شعبةالحراني، «تحف العقول» (ص 340-341)، والنوري الطبرسي، مستدرك الوسائل (ج7/306-307).
([19])لم أجد هذه الجملة الأخيرة في تتمة الحديث الذي ذكره ولافي غيره من الأحاديث ولا أدري من أين أتى بها المؤلف والله تعالى أعلم.

([20])أو ج93/ص 201، من طبعة بيروت، مؤسسة الوفاء، 1404هـ في 110 مجلدات.






 
قديم 25-08-13, 07:29 AM   رقم المشاركة : 9
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم الجزء الرابع


القرآن الكريم ينفي عقيده البداء للدين الشيعي


من العقائد الباطلة التي ابتدعها اليهود، وافتروها في دينهم، قولهم بالبداء علىالله عز وجل
، وأنه يبدو له الشيء فيغير ما كان قد سبق لهتقديره،
ويقولون في التوراة: «إن الله ندم على خلق البشر لما رأى سوء أفعالهم» تعالى الله. (انظر بذل المجهود في إثبات مشابهةالرافضة لليهود -عبد الله الجميلي- فقد نقل النص من التوراة ج1 ص317)



قالت اليهود وكان كلامالرب إلى صموئيل : قائلا ندمت أني قد جعلت شادا ملك لأنه رجع من ورائي ولم يقمكلامي ندمت!! الله يقول ندمتوهذا في صموئيل الأول صفحة 15

وقالت اليهود فحزن الربأنه عمل الإنسان في الأرض وتأسف في قلبه فقال الرب أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذيخلقتهالإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأنيحزنت أني عملتهم -وهذا في سفر التكوينالصفحة6.



وعقيدةالبداءوهو بمعنى الظهور بعد الخفاء، كما في قولهتعالى:
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْيَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} (47) سورةالزمر




أوبمعنى: نشأة رأي جديد لم يكن من قبل كما في قوله تعالى:
{ثُمَّ بَدَالَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ} (35) سورة يوسف
والبداء بمعنييه يستلزم سبقالجهل وحدوث العلم وكلاهما محال على الله عز وجل فإنعلمه تعالى أزلي وأبدي لقولهتعالى:
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَوَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّيَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍإِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} (59) سورة الأنعام



ولعل سائلاً يقول:
ما غرض الشيعة الإمامية من إحداث هذه العقيدة، ونشرها بين الناس؟



والجواب :أن من عقيدة الشيعة الإمامية أنأئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما كان وما سيكون ،وأنهم لا يخفى عليهم شيء ! .
فإذا أخبر أئمتهم بأمر مستقبل وجاء الأمر على خلافماقالوا ، فإما أنيكذبوا بالأمر وهذا محال لوقوعه بين الناس، وإما أن يكذبواأئمتهموينسبوا الخطأإليهم ، وهذا ينسف عقيدتهم التي أصلوها فيهم من علمهمللغيب .

فكان أن أحدثوا عقيدة البداء .
فإذا وقع الأمر على خلاف ماقاله الإمامقالوا:
بدا لله كذا ، أي أن الله قد غير أمره .

ولكن الشيعة الإماميةوقعت في شر أعمالها،فهي أرادت أن تنزه إمامها عن الخلف في الوعد وعن الكذب فيالحديث،فاتهمت ربهامن حيث تشعر أو لا تشعر بالجهل
59 - شى: عن أبي حمزة الثمالي قال:
قال أبو جعفروأبو عبد الله عليهما السلام: يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا فإنالله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه فإن الله يمحو مايشاء ويثبت.بحار الأنوارللمجلسي الجزء 4 ص119
4 - ج: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنهقال:
لولا آية في كتاب الله لأخبرتكم بما كان وبمايكون وبما هو كائن إلى يوم القيامة،وهي هذه الآية: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص97

52 - شى: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
كان علي بنالحسين عليهما السلام يقول: لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة. فقلت: أية آية ؟قال: قول الله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أمالكتاب".
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص118
إذا المانع للأئمة من التحديث بأخبار الغيب هو خوفهممن أن يبدوا لله أمراً آخر بخلاف ما حدثوا به ! .

7 - في قوله: " هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمىعنده "
فإنهحدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الله بن مسكان،
عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
الأجل المقضي هو المحتوم الذي قضاه اللهوحتمه، المسمى هو الذي فيه البداء يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، والمحتوم ليس فيهتقديم ولا تأخير.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص99

ثمة أمر لابد من الإشارة إليهوهو يقطع الطريق على الشيعة الإمامية وهو أن بعضمشايخة الشيعة الإمامية قد يوهم الناس بأن البداء كالنسخ الذي أخبر الله عنه في كتابه أو أنه هو .
وليسكذلك،فالنسخ ليس هوظهور أمر جديد لله ، بل الله عالم بالأمر المنسوخ والأمر الناسخ،



ولكن الله يأمربأمر في وقت من الأوقات يناسب الحال وقت ذاك ، ثم ينسخه بأمرمعلوم عنده في الأزل



. أما البداء فهو أن الله يظهر له أمر جديد لم يكن يعلمه فيالسابق،



وبين النسخوالبداء كما بين السماء والأرض، وأين هذا من هذا ؟ .
قال السيد طيب الموسوي (في تعليقه على تفسير القمي 1/39)
وقالشيخنا الطوسيرحمه اللهفيالعدة:
وأما البداء فحقيقته في اللغة الظهور، كمايقال "
بدا لنا سور المدينة، وقد يستعمل في العلمبالشيء بعد أن لم يكن حاصلا،

فإذا أضيفت هذه اللفظة إلى الله تعالى فمنه ما يجوز إطلاقه عليه ومنهما لا يجوز، فالأول هو ما أفاد النسخ بعينه ويكون إطلاق ذلك عليه على ضرب منالتوسع،

وعلى هذا يحمل جميع ما ورد عن الصادق عليه السلام من الأخبارالمتضمنة لإضافة البداء إلى الله تعالى دون ما لا يجوز عليه من حصول العلم بعد أنلم يكن، ويكون وجه إطلاق ذلك عليه تعالى التشبيه هو انه إذا كان ما يدل على النسخيظهر به للمكلفين ما لم يكن ظاهرا ويحصل لهم العلم به بعد أن لم يكن حاصلا وأطلقعلى ذلك لفظ " البداء ".



قال وذكرالمرتضىوجها آخر فيذلك وهو:
انه قال يمكن حمل ذلك على حقيقته بان يقال بدالله بمعنى انه ظهر له من الأمر ما لم يكن ظاهرا له، وبدا له من النهي ما لم يكنظاهرا له،
لان قبل وجود الأمر والنهي لا يكونان ظاهرينمدركين وإنما يعلم انه يأمر وينهى في المستقبل،فأماكونه آمرا وناهيا فلا يصح أن يعلمه إلا إذا وجد الأمر والنهي وجرى ذلك مجرى احدالوجهين المذكورين في قوله تعالى
" ولنبلونكم حتىنعلم المجاهدين منكم "
بان نحمله على أن المراد به حتى نعلم جهادكمموجودا، لان قبل وجود الجهاد لا يعلم الجهاد موجودا وإنما يعلم كذلك بعد حصولهفكذلك القول في البداء (انتهى
تفسيرالقمي الجزء الأول ص39

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،عن الحجال، عن أبي إسحاق ثعلبة، عن زرارة بن أعين، عن أحدهما عليهما السلام قال:
ما عبد اللهبشيء مثل البداء



. وفي رواية ابن أبي عمير، عن هشام بنسالم،عن أبي عبد الله عليه السلام ما عظم الله بمثلالبداء .الكافي للكليني الجزءالأول ص146 ) باب البداء)


وعلق المحقق بقوله " البداء ظهور ما كان خفيا من الفعلبظهور ما كان خفيا من العلم بالمصلحة ثم توسع في الاستعمال فأطلقا البداء على ظهوركل فعل كان الظاهر خلافه فيقال بدا له أن يفعل كذا أي ظهر من فعله ما كان الظاهرمنه خلافه بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص107






عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عنمحمد بن عمرو الكوفي أخي يحيى، عن مرازم بن حكيم قال: سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول:
ماتنبأ نبي قط، حتى يقر لله بخمسخصال: بالبداء والمشيئةوالسجود والعبودية والطاعة.الكافي للكليني الجزء الأول ص148(باب البداء),بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص108




15 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بنالصلت قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر للهبالبداء.الكافي للكليني الجزءالأول ص148(باب البداء),بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص108

1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسنبن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة،عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالىعلمين:
علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله، فماأظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه، وعلما استأثر به فإذا بدا لله في شيءمنه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا. الكافي للكليني الجزء الأولص255




محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بنعيسى، عن سماعة بن مهران،عن أبي عبد الله عليه السلامقال:
إن لله علمين: علما " أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فذلك قد علمناه وعلما " استأثر به فإذا بدا له في شيء منهأعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا قبلنا .الاختصاص للمفيد ص313

10 - علي بن محمد، عنإسحاق بن محمد، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضىابنه أبو جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما أعني أبا جعفر وأبا محمد فيهذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام وإن قصتهماكقصتهما، إذ كان أبو محمد المرجى بعد أبي جعفر عليه السلام فأقبل علي أبو الحسن قبلأن أنطق فقال:

نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرفله، كما بدا له في موسى بعد مضي إسماعيلما كشف به عنحاله وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده علمما يحتاج إليه ومعه آلة الإمامة .
الكافي للكليني الجزء الأولص327

1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عنأحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا جعفرعليه السلام يقول:
يا ثابت إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذاالأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهلالأرض، فأخره إلى أربعين و ومائة، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولميجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا
ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. قال أبو حمزة: فحدثت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال: قد كانكذلك.
الكافيللكليني الجزء الأول ص368(باب كراهية التوقيت) ,بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص114




والمراد (بهذا الأمر) في كلامه هو ظهورالمهدي. ثم إن أقوالهم وادعاءاتهم هذه كلهاظاهرة البطلان فإنه يلزم من عقيدة البداء (نعوذ بالله)
أن اللهتعالى شأنه كان يجهل هذه الأشياء التي جاءتمؤخرا ثم لما حدثت وعلم بها الله غير سبحانه رأيه القديم وأنشأ رأيا جديدا حسب الظروف والأحوال الجديدة ونسبة الجهل إلىالله تعالى كفر صحيحكما مقرر فيمحلة.


5 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عنالحسن بن علي الخزاز، عن عبد الكريم ابن عمرو الخثعمي، عن الفضل بن يسار، عن أبيجعفر عليه السلام قال:
قلت: لهذا الأمر وقت؟
فقال كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذبالوقاتون، إن موسى عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه، واعدهم ثلاثين يوما، فلمازاده الله على الثلاثين عشرا
، قال قومه: قد أخلفنا موسى فصنعوا ماصنعوا،
فإذاحدثناكمالحديث فجاء على ما حدثناكم [ به ]
فقولوا:
صدق الله،وإذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا: صدق الله تؤجروا مرتين. (1)
الكافي للكليني الجزء الأول ص369 (1)


مرة للتصديق وأخرى للقول بالبداء

8 - عن أبي، عن محمد بن الفضيل، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قلت له:
جعلت فداك بلغنا أن لآل جعفر راية ولآل العباس رايتين فهل انتهى إليك من علم ذلك شيء ؟ قال:
أما آل جعفر فليس بشيء ولا إلى شيء، وأما آل العباس فإن لهم ملكا مبطئا يقربون فيه البعيد، ويباعدون فيه القريب، وسلطانهم عسر ليس فيه يسر حتى إذا أمنوا مكر الله وأمنوا عقابه صيح فيهم صيحة لا يبقى لهم مال يجمعهم ولا رجال يمنعهم وهو قول الله:
" حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت "
الآية. قلت: جعلت فداك فمتى يكون ذلك ؟
قال: أما إنه لم يوقت لنافيه وقت، ولكن إذا حدثنا كم بشيء فكان كما نقول فقولوا: صدق الله ورسوله، وإن كان بخلاف ذلك فقولوا: صدق الله ورسوله تؤجروا مرتين.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص99

11 - قال علي بن إبراهيم في قوله:
" وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب " يعني يكتب في كتاب، وهو رد على من ينكر البداء.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص101

24 - بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب عن عبد الرحمن بن الحجاج، [ و ] عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر جميعا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
يبعث عبد المطلب امة وحده، عليه بهاء الملوك وسيماء الأنبياء وذلك أنه أول من قال بالبداء،قال: وكان عبد المطلب أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى رعاته في إبل قد ندت له، فجمعها فأبطأ عليه فأخذ بحلقة باب الكعبة وجعل يقول:
" يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك
" فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله بالإبل وقد وجه عبد المطلب في كل طريق وفي كل شعب في طلبه وجعل يصيح: "
يا رب أتهلك آلك إن تفعل فأمر ما بدا لك " ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله أخذه فقبله وقال: يا بني لا وجهتك بعد هذا في شيء فإني أخاف أن تغتال فتقتل.
الكافي للكليني الجزء الأول ص447

10 - ومن ذلك قول الصادق عليه السلام:
ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني، يقول: ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل ابني إذ اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي.
التوحيد للصدوق ص336


لكن من الشيعة من لم يقبل هذا التعليل، ولم تنطل عليه الحيلة، ولم يقبل أن يتغير الإمام، فانشقوا عن أصحابهم، وتوقفوا على إسماعيل، وزعموا أنه المهدي


138 - نى: محمد بن همام، عن محمد بن [أحمد بن] عبد الله الخالنجي،
عن داود بن أبي القاسم قال:
كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليهما السلام فجرى ذكر السفياني وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم،
فقلت لأبي جعفر عليه السلام: هل يبدو لله في المحتوم ؟
قال: نعم،
قلنا له: فنخاف أن يبدو لله في القائم قال:
القائم من الميعاد. بيان: لعل للمحتوم معان يمكن البداء في بعضها وقوله
" من الميعاد " إشارة إلى أنه لا يمكن البداء فيه لقوله تعالى: " إن الله لا يخلف الميعاد "
. بحار الأنوار للمجلسي الجزء 52 ص250 - 251

17 - يد، مع أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن إسحاق، عمن سمعه، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في قول الله عزوجل:
" وقالت اليهود يد الله مغلولة ":
لم يعنوا أنه هكذا، ولكنهم قالوا:
قد فرغ من الأمر فلا يزيد ولا ينقص فقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: " غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء
" ألم تسمع الله عزوجل يقول:
" يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " ؟.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص104

28 - ير: أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى قال لنبيه:
" فتول عنهم فما أنت بملوم " أراد أن يعذب أهل الأرض ثم بدا لله فنزلت الرحمة
فقال: ذكر يا محمد فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
فرجعت من قابل فقلت لأبي عبد الله عليه السلام:
جعلت فداك إني حدثت أصحابنا فقالوا: بدا لله ما لم يكن في علمه ؟
قال:
فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن لله علمين:
علم عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه، وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله فما نبذه إلى ملائكته فقد انتهى إلينا.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص110

33 - ص: بالإسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال:
سأل عبد الأعلى مولى بني سام الصادق عليه السلام - وأنا عنده - حديث يرويه الناس فقال: وما هو ؟
قال: يروون أن الله عزوجل أوحى إلى حزقيل النبي صلوات الله عليه أن أخبر فلان الملك أني متوفيك يوم كذا، فأتى حزقيل الملك فأخبره بذلك قال:
فدعا الله وهو على سريره حتى سقط ما بين الحائط والسرير

فقال: يا رب أخرني حتى يشب طفلي وأقضي أمري فأوحى الله إلى ذلك النبي أن ائت فلانا وقل: إني أنسأت في عمره خمسة عشرة سنة.
فقال النبي: يا رب وعزتك إنك تعلم أني لم أكذب كذبة قط، فأوحى الله إليه:
إنما أنت عبد مأمور فأبلغه.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص113

38 - غط: الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قلت له: ألهذا الأمر أمر تريح إليه أبداننا وننتهي إليه ؟
قال: بلى ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص113

40 - غط: الفضل، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن سنان، عن أبي يحيى التمتام السلمي، عن عثمان النوا قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان هذا الأمر في فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء. أقول: قال الشيخ بعد نقل هذه الأخبار:
الوجه في هذه الأخبار أن نقول - إن صحت -:
إنه لا يمتنع أن يكون الله تعالى قد وقت هذا الأمر في الأوقات التي ذكرت فلما تجدد ما تجدد تغيرت المصلحة واقتضت تأخيره إلى وقت آخر وكذلك فيما بعد، ويكون الوقت الأول وكل وقت يجوز أن يؤخر مشروطا بأن لا يتجدد ما تقتضي المصلحة تأخيره إلى أن يجيء الوقت الذي لا يغيره شيء فيكون محتوما.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4 ص114



67 - : علي بن إبراهيم،عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن محمد الأسدي، عن سالم بن مكرم،عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
مر يهودي بالنبي صلى الله عليه والهفقال:
السامعليك.
فقالالنبي صلى الله عليه واله: عليك،
فقال أصحابه:
إنما سلم عليك بالموت فقال: الموت عليك،
فقال النبيصلى الله عليه واله:
وكذلك رددت، ثمقال النبي صلى الله عليهواله:
إن هذا اليهودي يعضه أسود في قفاهفيقتله.

قال: فذهباليهودي فاحتطب حطبا كثيرا فاحتمله ثم لم يلبث أن انصرف. فقال له رسول الله صلىالله عليه واله: ضعه فوضعالحطب فإذا أسود في جوف الحطب عاض على عود فقال: يا يهودي ما عملت اليوم ؟

قال: ما عملتعملا إلا حطبي هذا حملته فجئت به وكان معي كعكتان فأكلت واحدة وتصدقت بواحدة علىمسكين. فقال رسول الله صلى الله عليه واله: بها دفع الله عنه،
وقال: إنالصدقة تدفع ميتة السوء عن الإنسان.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 4ص122

[ 802 ] 1 - روي عن بعضهم: انه قال: إذا أردت زيارة أبي الحسن الثالثعلي بن محمد الجواد وأبي محمد الحسن العسكري (عليهماالسلام)،
تقولبعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما، وإلا أومأت بالسلام من عند الباب الذي على الشارعالشباك، تقول:
السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلامعليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا لله فيشأنكما.
كامل الزيارات لجعفر بن قولويه القميص520

84 - فروى سعد بن عبد الله الأشعري، قال حدثني أبو هاشم داود بنالقاسم الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري عليه السلام وقت وفاة ابنه أبيجعفر، وقد كان أشار إليه ودل عليه وإني لأفكر في نفسي وأقول هذه قصة [ أبي ] إبراهيم عليه السلام وقصة إسماعيل فأقبل علي أبو الحسن عليه السلاموقال:
نعم ياأبا هاشم بدا لله في أبي جعفر وصير مكانه أبا محمد كما بدا له في إسماعيل بعدما دلعليه أبو عبد اللهعليه السلامونصبه
وهو كماحدثتك نفسك وإن كره المبطلون، أبو محمد ابني الخلف من بعدي، عنده ما تحتاجونه إليه،ومعه آلة الإمامة والحمد لله
.الغيبة للطوسي ص82 - 83

3 - علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد، عن يونس بنيعقوبعن أبي عبد الله عليه السلام أنه سمعهيقول:
أبىالله أن يجعلها لأخوين بعد الحسن والحسينعليهما السلام.
الكافي للكليني الجزء الأولص286

4 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران،عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن حماد بن عيسى،عن أبيعبد الله عليه السلام أنه قال:
لا تجتمعالإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين إنما هي في الأعقاب وأعقاب الأعقاب.الكافي للكليني الجزء الأولص286

10 - غط: الفضل بن شاذان. عن محمد بن علي، عن سعدان بن مسلم، عن أبيبصير
قال: قلتله:
ألهذاالأمر أمد نريح إليه أبداننا وننتهي إليه ؟
قال: بلى ولكنكم أذعتم فزاد الله فيه.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 52ص105


12 - غط: الفضل، عن محمد بن إسماعيل، عن محمدبن سنان، عن أبي يحيى التمتام السلمي، عن عثمان النوا قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان هذا الأمر في، فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي مايشاء.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 52ص106

43 - نى: وبهذا الإسناد، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق إن هذا الأمر قد آخرمرتين.
بحار الأنوار للمجلسي الجزء 52ص117










 
قديم 25-08-13, 07:31 AM   رقم المشاركة : 10
عوض الشناوي
عضو






عوض الشناوي غير متصل

عوض الشناوي is on a distinguished road


لماذا تعتقد الشيعه الاماميه بتحريف القرءان الكريم الجزء الرابع
الحمدُلِـلَّهِربِّ العالمين،المتفرِّدُ في ألوهيته الذي لا شريك له ولا نظير في الخلق والرزق، هو وحده المحييالمميت، وهو وحده المعبود بحق، لا مُعين له في تدبير أمور خلقه ولا مشير، ولا نائبله ولا وزير.

ليس لأحد من مخلوقاته من ملائكته المقربين أو أنبيائه المرسلين أوأوليائه الصالحين طريق إلى أسرار علم غيبه المكنون. لا يُظْهِرُ على غيبه أحداً إلامن ارتضى من رسول فإنه يطلعه بالوحي على شيء من أخبارالمستقبل
أو شذرات من علم ما كانوما يكون ليكون ذلك حجة لرسالته وتصديقاً لنبوته، لطفاً منه بعباده، وتأييداً منهلنبوة من أرسله برسالاته،أما ما سوى ذلك فإنه لا يُسمح لأحد من الخلق بالدخول إلى حرم الغيبالإلهي أو الورود إلى حمى كبريائه اللامتناهية، وخفيات مكنوناتهالمحجوبة،
لقد افلست العقيده الشيعيه الجعفريه في اثبات ادعائها بانها من فرق الاسلام وكان العائق لاثبات هذا المعتقد هو القرءان الكريم وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم
لذلك فسنه رسول الله قد انكروها وكتاب الله الكريم قد زعموا انه محرف مع ان الله سبحانه وتعالي قد الزم ذاته العليه بحفظه فقال تعالي في سورة الحجر إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الْأَوَّلِينَ (10)
وقالعليٌّ عليه السلام – كما جاء في نهج البلاغة - :
«
وَصِيَّتِي لَكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئاً ومُحَمَّدٌ (صلى اللهعليه وآله) فَلا تُضَيِّعُوا سُنَّتَهُ أَقِيمُوا هَذَيْنِ الْعَمُودَيْنِوأَوْقِدُوا هَذَيْنِ الْمِصْبَاحَيْنِ وخَلاكُمْذَمٌّ».
وروىالشيخ الصدوق في معاني‏الأخبار (ص 155
: «
قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ السُّنَّةِ والْبِدْعَةِ وعَنِ الْجَمَاعَةِ وعَنِالْفِرْقَةِ فَقَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ السُّنَّةُ مَاسَنَّ رَسُولُ اللهِصلى الله عليه وآله وسلموَالْبِدْعَةُ مَا أُحْدِثَ مِنْبَعْدِهِ...»(بحار الأنوار 2/266.).

وجاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – كمافي نهج البلاغة (الخطبة 203
«...
نَظَرْتُ إِلَى كِتَابِ اللهِ ومَا وَضَعَ لَنَاوأَمَرَنَا بِالْحُكْمِ بِهِ فَاتَّبَعْتُهُ ومَا اسْتَنَّ النَّبِيُّ (صلى اللهعليه وآله) فَاقْتَدَيْتُهُ
والسؤال لماذا زعمت الشيعه بان القرءان محرف
والجواب لان القرءان يهدم هذا الدين الشيعي واليك الادله لمن يبحث عن الحق
1- صوَّب عليٌّ عليه السلام رأي عثمان في المصاحف بعدما حضر مجلسه ودخل في ملأٍ من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما روى أبو جعفر الطبري في تاريخه عن سُوَيْد غفلة الجعفيسُوَيْد بن غَفْلَة الجُعْفِيّ-كما يقول العلامة الحليّ-من أصحاب الإمام علي عليه السلام (انظر خلاصة الأقوال في معرفة الرجال، للعلامة الحلي، (ص:163).
قال: لا أحدِّثكم إلا ما سمعته أذناي ووعاه قلبي من علي بن أبي طالب عليه السلام سمعته يقول: «لا تُسَمُّوا عثمان شقَّاق المصاحف فوالله ما شقَّقها إلا عن ملأٍ منا أصحاب محمد ولو وليتها لعملت فيها مثل الذي عمل»). تاريخ الأمم والملوك للطبري: (6/114).

2-العدد الكوفي في القرآن منسوبٌ إلى عليٍّ عليه السلام فإنه سمع ذلك عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال أبو علي الطبرسي في "مجمع البيان": «روى الأستاذ أحمد الزاهد في كتاب "الإيضاح" بإسناده عن سعيد بن المسيب([1]) عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال سألتُ النبيَّ عن ثواب القرآن؟ فأخبرني بثواب سُوَرِهِ سُوْرَةً سُوْرَةً على نحو ما نزلت من السماء (إلى أن قال)، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (جميع سور القرآن مائة وأربع عشرة سورة وجميع آيات القرآن ستة آلاف آية ومائتا آية وست وثلاثون آية وجميع حروف القرآن ثلاثمائة ألف حرف وعشرون ألف حرف ومائتان وخمسون حرفا، لا يرغب في تعلم القرآن إلا السعداء ولا يتعهد قراءته إلا أولياء الرحمن)»( . سعيد بن المسيِّب من كبار التابعين وأحد فقهاء المدينة السبعة ومن المعاصرين للإمام علي عليه السلام والآخذين عنه. يذكر العلامة الحلي في كتابه الرجالي "خلاصة الأقوال" أن سعيد بن المسيب تربَّى على يَدَيْ عليٍّ عليه السلام.

3- يقول لمن سأله فيما إذا كان لديهم أهل البيت كتاب خاصٌّ من رسول الله أو وحي سوى القرآن، وغير ما لدى سائر المسلمين؟؟،
فيقول: «لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أعلمه إلا فهماً يعطيه الله رجلاً في القرآن،
وما في هذه الصحيفة(يشير إلى الصحيفة الجامعة التي كان يضعها في قراب سيفه وكان يدون فيها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما يتلقفه عنه من العلم. وقد نقلت كتب الحديث عند الفريقين كثير من محتوياتها.)»
(انظر صحيح البخاري: 168-باب فكاك الأسير، وسنن الترمذي: ج2: أبواب الديات عن رسُولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم: 16-بابُ مَا جَاءَ لا يُقتلُ مسلمٌ بكافرٍ، وسنن ابن ماجة: ج2، باب لا يقتل مسلم بكافر، وانظر الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي، ذيل تفسيره لقوله تعالى ((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول)) الآية (59) من سورة النساء)
أو يقول: «لا! ما عندنا إلا ما في كتاب الله، وما في هذه الصحيفة، إلاَّ أن يعطي الله عز وجل عبداً فهماً في كتابه»(سنن النسائي: ج8، كتاب القسامة، باب سقوط القود من المسلم للكافر).


كان عليَّاًعليه السلام كان يُعَلِّمُ الناسَ القرآنَ، وهُمْ يقرؤون عليه لتقويم قراءتهم، كما رُوِيَ عن أبي مريم زِرُّ بْنُ حُبَيْش(زِرُّ بْنُ حُبَيْش الأسدي الكوفي، من أصحاب أمير المؤمنين علي عليه السلام، قال عنه ابن حجر في "تقريب التهذيب": (ثقةٌ جليلٌ مخضرمٌ مات سنة إحدى أو اثنتين أو ثلاث وثمانين هجرية وهو ابن (127) سنة).
قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره في المسجد الجامع بالكوفة على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام(انظر بحار الأنوار للمجلسي: (89/206).).
قرأت القرآن من أوله إلى آخره على علي بن أبي طالب رضي الله عنه فلما بلغت الحواميم، قال لي: قد بلغت عرائس القرآن، فلما بلغت اثنتين وعشرين آية
بكى ثم قال:
اللهم إني أسألك إخبات المخبتين، وإخلاص الموقنين، ومرافقة الأبرار، واستحقاق حقائق الإيمان، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، ورجوت رحمتك والفوز بالجنة والنجاة من النار، ثم قال: يا رزين، إذ ختمت فادع بهذه، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن))( السيوطي في تفسيره الدر المنثور في التفسير بالمأثور، ذيل تفسيره للآية (20) من سورة الشورى).‏
ورُبَّما أنشد أحدٌ الشعر عند علي أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام فأمره أن يقرأ القرآن مكان شعره، كما رُوِيَ أنَّه عليه السلام لمَّا انتهى إلى مدينة بهرسير (في مسير صفِّين) إذا رجلٌ من أصحابه يُقال له "حرُّ بن سهم بن طريف" من بني ربيعة بن مالك، ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل قول ابن يعفر التميمي()من شعراء الجاهلية
جرت الرياح على مكان ديارهم فكـأنـمـا كـانوا على ميعاد
فقال عليٌّ عليه السلام: «أفلا قلت:((كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ))[الدخان:25-29] إنَّ هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين. إن هؤلاء لم يشكروا النعمة فسُلِبوا دنياهم بالمعصية. إياكم وكُفْرَ النِّعَمِ لا تحلُّ بِكُمُ النِّقَمُ»(كتاب "وقعة صفين" لنصر بن مزاحم الثقفي.
وكان من وصيَّته عليه السلام لمَّا حضره الموت أنَّه قال:
«..واللهَ اللهَ في القُرْآنِ، لا يسبِقُكُم بالعمل به غيرُكُم!».انظر نهج البلاغة، للشريف الرضي، (ص:422).
كلامُ عليٍّ عليه السلام في وَصْفِ القرآن
إن عليا عليه السلام كثيراً ما ندب أصحابه إلى القرآن، وبيَّن فضله بأبلغ البيان،
فاستمع إلى كلامٍ تُشَدُّ الرِّحالُ فيما دونه:
إنَّ عَلَى كُلِّ حَقٍّ حقيقةً، وعَلَى كُلِّ صَوَابٍ نُوْرَاً، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَخُذُوا بِهِ، ومَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ.
1. قال عليه السلام:
«بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّداً صلى الله عليه وآله وسلم بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ بِقُرْآنٍ قَدْ بَيَّنَهُ وأَحْكَمَهُ، لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، ولِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، ولِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ، فَتَجَلَّى لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا رَأَوْهُ، فأراهم حِلْمَه كيف حَلُمَ، وأراهم عفْوَهُ كيف عفا، وأَرَاهُمْ قُدْرَته كيف قَدَرَ، وَخَوَّفَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ، وَكَيْفَ خَلَقَ ما خَلَقَ من الآيات، وَكَيْفَ مَحَقَ مَنْ مَحَقَ من العصاة بِالْمَثُلاتِ وَاحْتَصَدَ مَنِ احْتَصَدَ بِالنَّقِمَاتِ، وكيف رَزَقَ وهَدَى وأعْطَى»( راجع روضة الكافي للكليني، (ص:386)، ونهج البلاغة، الخطبة (147)، على اختلافٍ يسيرٍ بين رواية الكليني ورواية الشريف الرضيّ.
وقال عليه السلام: «وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لا يَغُشُّ وَالْهَادِي الَّذِي لا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لا يَكْذِبُ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ، وَلا لأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنَىً؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لأْوَائِكُمْ، فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالْغَيُّ وَالضَّلالُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ، وَلا تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إِنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِمِثْلِهِ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ»(نهج البلاغة، الخطبة (176).[2]).
2. وقال عليه السلام: «وَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنَّهُ الْحَبْلُ الْمَتِينُ، وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، وَالرِّيُّ النَّاقِعُ، وَالْعِصْمَةُ لِلْمُتَمَسِّكِ، وَالنَّجَاةُ لِلْمُتَعَلِّقِ، لا يَعْوَجُّ فَيُقَامَ، وَلا يَزِيغُ فَيُسْتَعْتَبَ، وَلا تُخْلِقُهُ كَثْرَةُ الرَّدِّ ووُلُوجُ السَّمْعِ، مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ سَبَقَ»( نهج البلاغة، الخطبة (156).[3]).
3. وقال عليه السلام: «وَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَعِظْ أَحَداً بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ، فَإِنَّهُ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَسَبَبُهُ الأَمِينُ، وَفِيهِ رَبِيعُ الْقَلْبِ وَيَنَابِيعُ الْعِلْمِ، وَمَا لِلْقَلْبِ جِلاءٌ غَيْرُهُ»(نهج البلاغة، الخطبة (176).[4]).
4. وقال عليه السلام:«فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ، حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، أَخَذَ عَلَيْهِ مِيثَاقَهُمْ وَارْتَهَنَ عَلَيْهِمْ أَنْفُسَهُمْ، أَتَمَّ نُورَهُ وَأَكْمَلَ بِهِ دِينَهُ، وَقَبَضَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وآله وسلم، وَقَدْ فَرَغَ إِلَى الْخَلْقِ مِنْ أَحْكَامِ الْهُدَى بِهِ»(نهج البلاغة، الخطبة (183)).
5. وقال عليه السلام:«ذَلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ، ولَكِنْ أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ: إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضَى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ»(نهج البلاغة، الخطبة (158)).
6. وقال عليه السلام:«تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ أَحْسَنُ الْحَدِيثِ، وَتَفَقَّهُوا فِيهِ فَإِنَّهُ رَبِيعُ الْقُلُوبِ، وَاسْتَشْفُوا بِنُورِهِ فَإِنَّهُ شِفَاءُ الصُّدُورِ، وَأَحْسِنُوا تِلاوَتَهُ فَإِنَّهُ أَنْفَعُ الْقَصَصِ»(نهج البلاغة، الخطبة (110).
7. وقال عليه السلام:«وَكِتَابُ اللَّهِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، نَاطِقٌ لا يَعْيَا لِسَانُهُ، وَبَيْتٌ لا تُهْدَمُ أَرْكَانُهُ، وَعِزٌّ لا تُهْزَمُ أَعْوَانُهُ»(نهج البلاغة، الخطبة (133).).

8. وقال عليه السلام: «وَفِي القُرْآنِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُم، وخَبَرُ ما بعْدَكُم، وحُكْمُ ما بيْنَكُم»(نهج البلاغة، حكم أمير المؤمنين، حكمة (رقم:313)).

9. وقال عليه السلام: «إِنَّ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ، لا تَفْنَى عَجَائِبُهُ، وَلا تَنْقَضِي غَرَائِبُهُ، وَلا تُكْشَفُ الظُّلُمَاتُ إِلا بِهِ»( نهج البلاغة، الخطبة (18).
قسَّم الإمامُ عليّ عليه السلام العبادَ في كلامه إلى فئتين، فئة قامعة لهواها، تابعة لكلام ربِّها تَحِلُّ حيث حلَّ القُرْآنُ، فالقُرْآنُ إمامُها وقائِدُها.
وأُخْرَى من أهل الزيغِ والهوى، وتحميلِ الرَّأيِ على القُرْآن، كأنَّهُم أئمَّة الكتابِ وليس الكتابُ إمامهم!
فقال في وصفِ رجلٍ من الفئة الأولى:
«قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ، فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ، يَصِفُ الْحَقَّ ويَعْمَلُ بِهِ، لا يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلا أَمَّهَا ولا مَظِنَّةً إِلا قَصَدَهَا قَدْ أَمْكَنَ الْكِتَابَ مِنْ زِمَامِهِ فَهُوَ قَائِدُهُ وَإِمَامُهُ يَحُلُّ حَيْثُ حَلَّ ثَقَلُهُ ويَنْزِلُ حَيْثُ كَانَ مَنْزِلُهُ»(نهج‏البلاغة، خطبة (87)).
ثم وصف عليه السلام رجلاً آخر من الفئة الثانية فقال:
«وَ آخَرُ قَدْ تَسَمَّى عَالِماً ولَيْسَ بِهِ، فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلالٍ وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ»نهج البلاغة، خطبة (87).).
وعن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين (علي بن أبي طالب) عليه السلام:
«ألا أُخْبِرُكُمْ بِالفَقِيْهِ حَقَّاً؟ قَالُوا: بَلَى يَا أمِيْرَ المؤمنين!
قَالَ: مَنْ لمْ يُقَنِّط النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، وَلَمْ يُؤْمِنْهِمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ في مَعَاصِي اللهِ، وَلَمْ يَتْرُكْ القُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إلى غَيْرِهِ. ألا لا خَيْرَ في عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُمٌ، ألا لا خَيْرَ في قِرَاءَةٍ لَيْسَ فيها تَدَبُّرٌ، ألا لا خَيْرَ في عِبِادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَقُّهٌ»(معاني الأخبار، الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، (ص:226).
.
وقال عليه السلام أيضاً:
«وَ إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي زَمَانٌ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‏ءٌ أَخْفَى مِنَ الْحَقِّ وَلا أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ، وَلا أَكْثَرَ مِنَ الْكَذِبِ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَلَيْسَ عِنْدَ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ سِلْعَةٌ أَبْوَرَ مِنَ الْكتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَلا أَنْفَقَ مِنْهُ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ! وَلا فِي الْبِلادِ شَيْ‏ءٌ أَنْكَرَ مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَلا أَعْرَفَ مِنَ الْمُنْكَرِ، فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ وَتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ، فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذٍ وَأَهْلُهُ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ وَصَاحِبَانِ مُصْطَحِبَانِ فِي طَرِيقٍ وَاحِدٍ لا يُؤْوِيهِمَا مُؤْوٍ.
فَالْكِتَابُ وَأَهْلُهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي النَّاسِ ولَيْسَا فِيهِمْ، وَمَعَهُمْ ولَيْسَا مَعَهُمْ، لأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوَافِقُ الْهُدَى وَإِنِ اجْتَمَعَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَى الْفُرْقَةِ وَافْتَرَقُوا عَلَى الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَلَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلا اسْمُهُ وَلا يَعْرِفُونَ إِلا خَطَّهُ وزَبْرَهُ، وَمِنْ قَبْلُ مَا مَثَّلُوا بِالصَّالِحِينَ كُلَّ مُثْلَةٍ وَسَمَّوْا صِدْقَهُمْ عَلَى اللَّهِ فِرْيَةً وَجَعَلُوا فِي الْحَسَنَةِ عُقُوبَةَ السَّيِّئَةِ(نهج البلاغة، خطبة (147).)».
روى الكليني في الروضة من الكافي بسنده عن أبي عبد الله الصادق قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لا يَبْقَى مِنَ الْقُرْآنِ إِلا رَسْمُهُ وَمِنَ الإِسْلامِ إِلا اسْمُهُ، يُسَمَّوْنَ بِهِ وَهُمْ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْهُ، مَسَاجِدُهُمْ عَامِرَةٌ وَهِيَ خَرَابٌ مِنَ الْهُدَى، فُقَهَاءُ ذَلِكَ الزَّمَانِ شَرُّ فُقَهَاءَ تَحْتَ ظِلِّ السَّمَاءِ، مِنْهُمْ خَرَجَتِ الْفِتْنَةُ وإِلَيْهِمْ تَعُودُ»(الروضة من الكافي، للكليني (حديث الفقهاء والعلماء) ح رقم (3).
).
وقال عليه السلام أيضا في النهي عن تفسير القرآن بالرأي:
«فإنَّهُ يُنَادِي مُنَادٍ يَوْمَ القِيَامَةِ: أَلا إِنَّ كُلَّ حَارِثٍ مُبْتَلًى فِي حَرْثِهِ وعَاقِبَةِ عَمَلِهِ غَيْرَ حَرَثَةِ الْقُرْآنِ فَكُونُوا مِنْ حَرَثَتِهِ وَأَتْبَاعِهِ واسْتَدِلُّوهُ عَلَى رَبِّكُمْ وَاسْتَنْصِحُوهُ عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَاتَّهِمُوا عَلَيْهِ آرَاءَكُمْ وَاسْتَغِشُّوا فِيهِ أَهْوَاءَكُمْ»( نهج البلاغة، خطبة (176).).
أقول: لا ريب أن القرآن الكريم نزل من عند الله رب العالمين ليتدَبَّر الناسُ آياتِه ولِيَهتَدوا به، فالمراد من التفسير بالرَّأيِ المنْهِيِّ عنه في كلام أمير المؤمنين عليه السلام، تحميل الرَّأي المتَّخذ من المسالك المختلفة على القرآن كما هو معمولٌ به عند أرباب المذاهب:
فكلٌّ يدَّعي وصلاً بليلى وليلى لا تُقِرُّ لهم بذاكا
وأما من ترك تأويلات الصوفية ونسي الآراء الفلسفية وأعرض عن الأقوال الكلامية وأمثالها وتمسَّك بحبل القُرْآن وطلب حلَّ مشكل القُرْآن من نفسه وفسَّر آيةً منه بآيةٍ أخرى، أو بسنَّةٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم. هذا هو المنهج الحقّ في تفسير القُرْآن المبِين وقد أشار إليه أمير المؤمنين عليه السلام في كلامه فقال:
«كِتَابُ اللَّهِ تُبْصِرُونَ بِهِ وَتَنْطِقُونَ بِهِ وَتَسْمَعُونَ بِهِ، وَيَنْطِقُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ وَيَشْهَدُ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ وَلا يَخْتَلِفُ فِي اللَّهِ، وَلا يُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اللَّهِ»( نهج البلاغة، خطبة (133).)
وقال عليه السلام:«وَ ارْدُدْ إِلَى اللَّهِ ورَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ ويَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ: ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْ‏ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ والرَّسُولِ)):
فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ والرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ الأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ»(( ) نهج البلاغة، الكتاب (53) (عهده للأشتر النخعيّ).).

فعلى المفَسِّر أن يسير إلى ما يتَّجه إليه القرآن ويسكت فيما سكت الله عنه فلا يتكلَّف نفسه في صرف مدلولات الآيات عن ظواهرها، ولا يجاوز حدود الله سبحانه في كلامه كما قال أمير المؤمنين عليه السلام:
«إِنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ فَرَائِضَ فَلا تُضَيِّعُوهَا وَحَدَّ لَكُمْ حُدُوداً فَلا تَعْتَدُوهَا ونَهَاكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَلا تَنْتَهِكُوهَا وَسَكَتَ لَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ وَلَمْ يَدَعْهَا نِسْيَاناً فَلا تَتَكَلَّفُوها»(نهج البلاغة، الحكمة (105)، (ص:487).).








 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "