تقرير عن النشاط الشيعي في كينيا
29سبتمبر 2012 - 06:56
شيعة أفارقة في مواكب العزاء والتطبير
Share on print Share on facebook Share on twitter Share on email Share on gmail Share on stumbleupon More Sharing Services
د. محمد عثمان(*)
نبذه عن كينيا
العاصمة نيروبي
عدد السكان 41 مليون نسمة حسب آخر إحصائيات
نسبة المسلمين: 35 بالمائة
نسبة المسيحيين: حوالي 60 بالمائة
اللغة الرسمية : السواحيلية والانجليزية
دخل الإسلام إلى كينيا عبر الهجرات العربية وكان مذهب أهل السنة هو الذي يسيطر على حياة المسلمين وكان معظم المسلمين في كينيا يتبعون الشافعي. ويركز الإسلام في المناطق الساحلية التي شهدت قيام إمارات إسلامية خاصة في مدينة لامو شمال ممباسا بالإضافة إلى المناطق المجاورة للصومال التي يشكل الصوماليون أغلبية السكان.
الشيعة في كينيا:
لم يكن للشيعة أي حضور في كينيا قبل منتصف القرن التاسع عشر حيث جاء إلى البلاد رجال يحملون المذهب الشيعي من القارة الهندية ورغم قلة عددهم إلا أنهم كانوا أثرياء جدا مما مكنهم من إنشاء مدارس ومراكز ينتسب إليها طلاب أهل السنة.
غير أنه لم يكن لهم نشاط ملحوظ يدعو إلى مذهبهم وكان الأمر مقتصرا بممارسة عباداتهم في حسينياتهم ومساجدهم. ثم بدأ الشيعة حملات منظمة للدعوة إلى التشيع ونشر مذهبهم في أوساط أهل السنة بعد قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في عام 1979 م. ووصل لأول مرة وفد من علماء الشيعة الإثني عشرية إلى كينيا عام 1982 م حيث استطاعوا استمالة بعض الشباب المتدين إلى مذهبهم.
وقد تمكن دعاة الشيعة من إقناع العديد من خطباء أهل السنة بالتحول إلى المذهب الشيعي وخصصوا لهم رواتب شهرية مغرية في بلد يعاني من الفقر والبطالة.
وقام هؤلاء بدورهم إلى دعوة عامة المسلمين إلى التشيع كما تحولت بعض مساجد أهل السنة إلى الشيعة ومن أهمهم مسجد الصفا في مدينة لامو والذي تحول فيما بعد إلى قبلة للشيعة بعد هدمه وبنائه من جديد على نفقة محسن كويتي شيعي يدعى ب : بهمن الكويتي.
وعلى العموم فإن الدعم والرعاية التي يتلقاها المذهب الشيعي من الحكومة الإيرانية هو الذي يساعدهم في الانتشار والتوسع. ورغم أنه لا توجد إحصائيات دقيقة للعدد الحقيقي للشيعة في كينيا إلا أن لهم حضورا قويا على الأرض بفضل الأموال التي يتم ضخها من قبل الدولة الراعية.
النشاط الشيعي في كينيا
نلخص نشاطات المذهب الشيعي في كينيا حسب المناطق التالية:
1 - مدينة لامو ( وهي مدينة إسلامية عريقة شهدت قيام إمارات إسلامية). لذا فإن النشاط الشيعي بدأ منها لأهميتها الدينية والتاريخية وهذه نبذه عن نشاطهم في المدينه :
- صندوق دعم الرسوم المدرسية والذي يكلف اشتراكه مئتا شلن كيني ( 2.4 دولار أمريكي) ويسدد الرسوم المدرسية للمشتركين.
- مدرسة الصفاء التي تتضمن المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعيه.
- جمعية آل البيت بلامو وهي التي تشرف مركز الصفا وهي مدعومة من رجال أعمال كويتيين ولبنانيين من الطائفة الشيعية.
2- مدينة ماتندوني وفيها مدرسة ابتدائية مدعومة من الشيعة.
3- كما أن للشيعة نشاطا في جزر فازا الشرقية.
ومن أهم القبائل التي تسكن في هذه الجزر قبيلة الباجون وخليط من العرب والأفارقة بالإضافة إلى باغري وساني وكوكويو.
4 مدينة قارسين حيث اشتروا قطعة لإنشاء مجمع ومركز متكامل لهم .
5- مدينة مالندى فى حى مأوينى أسسوا مركزا يضم مدرسة ابتدائية , مكتبة عامة, مسجدا ومدرسة ومن أهم الشخصيات الشيعية في تلك المنطقة دميلا.
6- ممباسا وقد أسسوا ثانوية بنظام الدمج بين العلوم الشرعية والمنهج الكيني ولهم نشاط ملحوظ في هذه المدينة التي هي عاصمة الساحل.
كما أن لهم نشاطا صحيا من خلال المستوصفات التي يديرونها قرب مسجد الشيخ ( دور ) كما ان لهم مجموعة أوقاف في فيبنغو. ومن أهم الشخصيات الشيعية عبد الله ناصر وابنه اسطنبول ومحمد جعفر الذي يعتبر اكبر ممول لهم عن طريق شركته غرين بلك .
7- ماثوقا وفيها مركز تابع للشيعة ويضم قسما داخليا وهو عبارة عن معهد لتدريب الدعاة وطلبة العلم القادمين من كافة مناطق كينيا ليتم تدريبهم لكي يقوموا بالدعوة إلى التشيع.
8- شيموني وفيها مسجد ومدرسة ابتدائية كما أن لديهم العديد من المساجد في القرى النائية.
9- وفي نيروبي يوجد العديد من المراكز أهمها:
- مدرسة رسول أكرم
- مدرسة جعفر أكاديمي
- مستوصف باك رود
- النادي الجعفري في حي لفنتون
ويدرس في هذه المدارس أبناء أهل السنة الذين لا يجدون بدائل أخرى.
- المركز الثقافي وسط مدينة نيروبي لتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية وهو أهم مركز للشيعة ويقع تحت إدارة السفارة الإيرانية. ويصدر المركز العديد من المجلات من أهمها رسالة التقريب ومجلة التوحيد ورسالة الثقلين ومجلة الهدى للأطفال.
- هلال الأحمر الإيراني
كما أن للشيعة نشاطا في ريروتا وميروا.
وبشكل عام فان النشاطات الشيعية تتلخص بالمدارس والمراكز والمستوصفات والأوقاف والإذاعات المحلية وتوزيع الكتب وتقديم القروض.
10- منطقو ناكورو التي تعتبر أحد أهم مراكز انتشار الشيعة ولهم المراكز التالية فيها .
- مركز الرسول الأكرم الذي يضم مدرسة من الروضة إلى الثانوية بالإضافة إلى مسجد وقسم داخلي للمبيت ومزرعة ومعهد لإعداد الدعاة.
- مركز بلال وهو المقر الرئيسي للشيعة في المنطقة وفيه مطبعة لطباعة الكتب الشيعية ومعهد حاسوب وقاعة للمؤتمرات وسكن للدعاة والعمال كما توجد مدرسة متكاملة من الروضة إلى الثانوية ويجري في المركز نشاطات متعددة للشباب والنساء. ويتزعم هذا المركز شيخ لبناني.
- مبنى تجاري وقفي للاستثمار وتغطية نفقات الدعة وتمويل الأنشطة وتقديم قروض ميسرة.
- مركز بحيرة ناكرو وهو يقع في حي فقير وفيه مدرسة دينية.
- مركز الإمام الأعظم ويتكون من أربع طوابق وفيه مركز للمهتدين الجدد ومعهد للبنين .
- مسجد وسكن ومدرسة أخرى.
- مركز روندة ويقع في أحد الأحياء الفقيرة وفيه مسجد ومدرسة.
الشخصيات البارزة للشيعة
حسين البيضوني لبناني الجنسية
الشيخ عبد الله ناصر وكان من أقوى علماء نيروبي لكنه تشيع فيما بعد
مزي منبي بن الشيخ أحمد البدوي وكان من علماء الصوفية
إبراهيم علي
عبد الغني عثمان
حسين ألبيتي رئيس بلدية لاموا
على بونوا صاحب فندق سن سيل لاموا
عيدروس شريف علوي وأسرهم
كيف نواجه المد الشيعي؟
وبناء على ما سبق ونظرا لخبرتنا الطويلة في العمل الدعوي في كينيا ومعرفتنا لطبيعة المسلمين والمنطقة نوجز في يلي طرق مواجهة هذه الدعوة لئلا يغتر المسلمون بهم من خلال النقاط التالية:
أولا : تنشيط الدعوة في المناطق التي يستهدفونها وتوعية الناس ودعوتهم حتى لا يكونوا فريسة سهلة لهم بسبب الفراغ الموجود في مناطق عديدة يشكل المسلمون الغالبية.
ثانيا : كفالة دعاة متفرغين للدعوة إلى الله لأن الكثير من المناطق لا يوجد فيهم دعاة وبالتالي فان هؤلاء يستغلون ويمارسون دعوتهم.
ثالثا : دعم المساجد والمدارس القائمة في المدن والقرى وترميمهم وبناء أخرى جديدة وإنشاء مؤسسات تعليمية تهدف إلى نشر الدعوة الصحيحة.
رابعا : إنشاء أوقاف إسلامية – وهو الأهم في نظرنا- حتى نتمكن من تغطية نفقات الأعمال الكثيرة التي يحتاجها المسلمون. وقد لاحظنا أن أهم الدوافع للتشيع هو العامل المادي حيث استطاع هؤلاء استمالة العديد من أهل السنة بإغرائهم بالمال بالإضافة إلى الخدمات التي يقيمونها لهم من الرعاية الصحية والتعليم المجاني.
وبالتالي فان وجود أوقاف من شأنه أن يخفف الضغوط الاقتصادية على المشرفين على الدعوة حيث يتمكنون من دعم المشاريع الإسلامية وكفالة الدعاة.
خامسا: إقامة دورات علمية للدعاة وقادة المجتمع لتوضيح موقف أهل السنة من أفكار الشيعة واستقدام علماء متخصصين من خارج البلد إذا لزم الأمر.
سادسا : ابتعاث طلبة العلم المتفوقين إلى الجامعات الإسلامية في الدول العربية حتى لا تستغل أوضاعهم الاقتصادية المتردية ويجند لصالح التشيع.
سابعا : تسيير قوافل دعوية تجوب في المناطق الرئيسة وتقوم بالمناظرات العلمية إذا لزم الأمر لتوضيح موقف أهل السنة.
ثامنا : مكافأة الدعاة المتميزين بالإرسال إلى الحج وهو أحد الأساليب التي يستخدمها دعاة الشيعة لاستمالة الدعاة إلى مذهبهم.
تاسعا : إقامة المسابقات القرآنية التي لها شعبية كبيرة في الأوساط المسلمة وتخصيص جوائز للمتفوقين.
عاشرا : إنشاء إذاعات محلية لنشر الدعوة وتوعية الناس.
حادي عشر : إنشاء وحدة بحوث ونشر وتدريب مهمتها رصد النشاطات الجارية الأرض وتحليلها وتقديم المشورة لقادة الدعوة بالإضافة إلى تدريب الدعاة ونشر الكتيبات والمنشورات والمجلات الهادفة الى نشر العقيدة الصحيحة.
الثانية عشر : تكوين مبرة للآل والأصحاب في جميع المناطق والبلدان المجاورة
الثالثة عشره : إنشاء مطبعه محليه لطباعة الكتب والمنشورات .
والحقيقة أن المقترحات المذكورة أعلاه يتوقف تنفيذها على توفر الدعم المالي وهذا هو نقطة ضعف أهل السنة كما أنها في نفس الوقت نقطة قوة لصالح المذهب الشيعي الذي يتوفر له الدعم المادي.
(*) مركز الدراسات الشرقية والإفريقية ، نيروبي ، مجلس علماء كينيا
http://www.qiraatafrican.com/view/?q=824