العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-06-17, 09:45 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


قيم وأخلاق رمضانية،التواضع والإيثار



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قيم وأخلاق رمضانية،التواضع والإيثار
سئل بعض السلف،لم شرع الصيام، قال: ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع،
وقال جابر رضي الله عنهما(إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)
الصيام صيام الجوارح ووسيلة لتحسين الأخلاق
شرع الإسلام الصوم ، فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الأطعمة والأشربة ، بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائما من شهواتها المحظورة ونزواتها المنكورة. وإقرارا لهذا المعنى قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من لم يدع قول الزور، والعمل به فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه) وقال(ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد ،أو تجهل عليك ، فقل: إنى صائم)
والقرآن الكريم يذكر ثمرة الصوم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
ويقول صلَّى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل؛ فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل:إني صائم)
وإذا كبَح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله ؛ لأنَّ الصوم ـ الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب ـ يستطيعه كثير من الناس ، بيدَ أنَّه ـ سبحانه ـ أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي وما دار في فلكها، وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني أنَّ العلماء:" اتفقوا أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً ،
والحقيقة أنَّ الناس انقسموا في الصيام إلى عدَّة أقسام: فمنهم من يكون صيامه الإمساك عن الأكل والشرب فقط ، إلاَّ أنَّه مرتكب للفواحش مطلق بصرَه لما حرَّم الله من النظر إلى النساء غير المحارم، وبعضهم قد أرخى لأذنه لكي تستمع للأغاني المحرمة ، ولا يخفى على ذي لبٍّ ما فيها من الفسق والكلام الفاحش ، وبعضهم أطلق لفمه العنان بالكلام الساقط، والعبارات الرذيلة، والغيبة والنميمة، وشهادة الزور والكذب؛ فهل هذا صيام من أراد جنَّة الرضوان ؟!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وهو الصادق المصدوق حيث يقول:"رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ، ورب قائم حظُّه من قيامه السهر"

إذا لم يكن في السمع مني تصاون * وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صمت

فحظِّي إذاً من صومي الجوع والظما * فإن قلت: إني صمت يومي فما صمت


ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم ، مفلسين في شهر الجود والإحسان ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم مرَّة لأصحابه :" أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . فقال : إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا، وضرب هذا . فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته . فإن فنيت حسناته ، قبل أن يقضى ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه . ثم طرح في النار"



• لا معنى لظاهر الصيام إن لم تتأدب النفوس:
من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغلِّ على إخوانه المسلمين، فإنَّ صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله.

وممَّا يعجب له المطَّلع على أحوال بعض العوام حيث يحفظ هؤلاء حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهنَّ )( ) ثم يقفون عند هذا الحدِّ، وينسون أو يتناسون تكملة هذا الحديث إذا اجتنبت الكبائر).
فليدرك الإنسان نفسه ، وليجدد توبته لربه، وليبتعد عن منكرات الأخلاق والأقوال والأعمال؛ فإنَّ رسول الهدى ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول في الحديث الصحيح: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)( ).
وما معنى حقيقة الصيام إن كان المرء يصوم عن الطعام والشراب، ولكنَّه لا يصوم عن السباب والفحش والبذاءة باللسان، ولا يصوم عن غض البصر عمَّا حرَّم الله؟!
ذكر الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ أنَّ بعض السلف قال:" أهون الصيام ترك الشراب والطعام، وقال جابر رضي الله عنهما: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء!!"
يقول الإمام ابن رجب (فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، كم نخرق صيامنا بسهام الكلام ، ثمَّ نرقعه ، وقد اتسع الخرق على الراقع، والمقصود أنَّ من أراد الصوم الحقيقي فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى ، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته،
صاحب الخلق الحسن يسبق بحسن خلقه الصوام القوام


في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته و حسن خلقه " .
===============
وهذا من بعض حكم الصوم و فوائده.
وكان كثير من السلف يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به ويطوون.
كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة, وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً وكان صائماً فوضع بين يديه عند فطوره فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه وبات طاوياً.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره ثم طوى وأصبح صائماً.
وكان الحسن يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاًً ويجلس يراوحهم وهم يأكلون.
وكان ابن المبارك يطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلوى وغيرها وهو صائم.
سلام الله على تلك الأنفس الربانية رحمة الله على تلك اللآلئ الوضيئة لم يبق إلا أخبار و آثار، كم بين من يمنع الحق الواجب عليه وبين أهل الإيثار،،،،،،،،
تعد الأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة هي وعاء الإسلام، والمتأمل في العبادات في الإسلام ومنها صيام رمضان يدرك أن الآداب سياج يحيط بهذه العبادات، فكل عبادة لها آدابها التي تتصل بها، فالصَّلاة، التي هي أهم الأركان في الإسلام بعد توحيد الله تعالى، وهي عِمادُ الدِّين، نجد أنها من أعظم وسائل تزكية النفوس، تنهى المُقيمين لها عنِ الفحشاءِ والمنكر؛ قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ). (سورة العنكبوت: من الآية 45). فقد جعل الإسلام الصلاة تنزيهاً للإنسان من الكبرياء والتعالي، وغرساً لفضيلة التواضع وحب الآخرين، ولقاء مع الله للاستغفار والاستقالة من الذنوب والآثام، وشحذاً لهمّة النفس وقيادتها في طريق التسامي والصعود. ومعنى تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، المُجمل أنّها تسمو بالنفس من داخلها.
وكذلك الصيام فهو يُعين على التَّقوى، ويُربِّي عليها، كما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). (سورة البقرة: من الآية 183).
والصيام من غاياته العظمى تحقيق التقوى، ولا تتم التقوى عند العبد إلا إذا حسن خُلُقه مع عِباد الله تعالى، لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إلى ضرورة التحلي بالحلم وحسن الخلق، حين قال مخاطباً الصائمين:" ... وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ..."(صحيح مسلم). وذلك لأن بعض الناس يظن أنه بإحسانه عبادة الله بمُكنته أن يتخلى عن المعاملة الكريمة الحسنة مع الخَلق، يندرج ضمن ذلك اللقاء الواعي للذاتية مع النفس، حين يسكنها الزَّهْو، ولعلَّ الكثير من سلوك هاتك الفئة صادر عن تلك القيمة الثاوية في مجاهل النفس.
كما أنَّ في الصيام ترويضاً للجسد، وتقوية للإرادة على رفض الخضوع للشهوات، والسقوط تحت وطأة الاندفاعات الحسّية الهلعة.
والزكاة جاء بها الإسلام لتطهيرِ نفوس الأغنياءِ مِن الشُّحِّ والبخلِ، وتطهيرِ نفوس الفقراء من الغِلِّ والحسدِ، وهي أيضاً أسلوب من أعظم أساليب تضحية الإنسان بمباهج الدنيا حتى يصفو من البخل والشح والأنانية، ويرقى إلى معاني الفضيلة والألفة والرحمة والشفقة، كما قال تعالىخُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا). (سورة التوبة: من الآية 103).
وأمَّا فريضةُ الحجِّ، فهي مدرسةٌ ربَّانيَّةٌ متكاملةٌ، من أهمِّ ما يطوف في فكر العبد بعد أن ملكت عليه أحلامه، وتنامت بقداستها في أفكاره وقلبه، فمثلت له محوراً من محاور حياته، ولبّ تفكيره، يحدوه في ذلك الشوق للقائها يعد طول تمنّع وعظيم تلوّع؛ وفيها إنماء لقوّة الإحساس الروحي، إذا ما انسابت روح المسلم في تضاعيفها، وأعمل عقله في تراتيلها، كما أنَّ فيها توثيقاً للصلة الدائمة بالله والارتباط به والاعتماد عليه في حالتَي اليباب والإخصاب، بمجموع عبارات توقيفيّة تجلو كلَّ خبيء ومكنون، وتسبر ما اعترى الإنسان من كمون، والله عز وجل يقول: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ). (سورة البقرة: من الآية 197).
والصوم محاط بسياج من الآداب، فغض البصر، وخفض الصوت، ولين الكلام، والسلوك المتزن الرفيع، والصبر، والتصبر، والتجمل، والتغافل، والتغافر، وقلة الكلام، والطعام، والمنام، وقلة الاختلاط، كلها وسواها من آداب الصوم، وهذه الآداب تزين الصوم، وصاحبه، وتضفي عليهما بهجة، ولعل أهم ما يمكن الإشارة إليه هنا:
1 - السحور:
وقد أجمعت الأمة على استحبابه، وأنه لا إثم على من تركه، فعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تسحروا فإن السحور بركة" رواه البخاري ومسلم. وسبب البركة أنه يقوي الصائم وينشطه، ويهون عليه الصيام.
ويكون وقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره. فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال "خمسين آية" رواه البخاري ومسلم. وعن عمرو بن ميمون قال: "كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أعجل الناس إفطارًا وأبطأهم سحورًا". وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مرفوعًا: "لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر، وأخروا السحور".
2 - تعجيل الفطر:
ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس، فعن سهل بن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم. وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وترًا، فإن لم يجد فعلى الماء. فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يُصلِّي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. وعن سلمان بن عامر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم صائمًا فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور". وفي الحديث دليل على أنه يستحب الفطر قبل صلاة المغرب بهذه الكيفية، فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بعد ذلك، إلا إذا كان الطعام موجودًا، فإنه يبدأ به، قال أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا قدم العشاء فابدأوا به قبل صلاة المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم".
3 - الكف عما يتنافى مع الصيام:
الصيام عبادة من أفضل القربات، شرعه الله تعالى ليهذب النفس، ويعودها الخير. فينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام، وتحصل له التقوى التي ذكرها الله في قوله يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). وليس الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب، وسائر ما نهى الله عنه.
فعن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم.. إني صائم". ورُوي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر.






 
قديم 03-06-17, 04:51 AM   رقم المشاركة : 2
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش
سئل بعض السلف،لم شرع الصيام، قال،ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع،
وقال جابر رضي الله عنهما(إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)
الصيام صيام الجوارح ووسيلة لتحسين الأخلاق
شرع الإسلام الصوم،فلم ينظر إليه على أنه حرمان مؤقت من بعض الأطعمة والأشربة،بل اعتبره خطوة إلى حرمان النفس دائماً من شهواتها المحظورة ونزواتها،
وقال(ليس الصيام من الأكل والشرب،إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد،أو تجهل عليك،فقل،إنى صائم)
والقرآن الكريم يذكر ثمرة الصوم بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
ويقول صلَّى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح(فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل،فإن سابَّه أحد أو شاتمه فليقل،إني صائم)
وإذا كبح الصوم المعاصي نال العبد منزلة راقية في العبودية لله، لأنَّ الصوم،الذي يراد به مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، يستطيعه كثير من الناس،وأنَّه،سبحانه،أراد من عباده أن يكون صومهم منقياً لهم من المعاصي،
وقد ذكر الإمام ابن حجر العسقلاني،أنَّ المراد بالصيام صيام من سلم صيامه من المعاصي قولاً وفعلاً،
والحقيقة أنَّ الناس انقسموا في الصيام إلى عدَّة أقسام،
فمنهم من يكون صيامه الإمساك عن الأكل والشرب فقط،إلاَّ أنَّه مرتكب للفواحش مطلق بصرَه لما حرَّم الله من النظر إلى النساء غير المحارم، وبعضهم قد أرخى لأذنه لكي تستمع للأغاني المحرمة، ولا يخفى على ما فيها من الفسق والكلام الفاحش،
وبعضهم أطلق لفمه العنان بالكلام الساقط، والعبارات،الرذيلة،والغيبة والنميمة،وشهادة الزور والكذب،فهل هذا صيام من أراد جنَّة الرضوان،
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلَّم،وهو الصادق المصدوق حيث يقول،رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش،ورب قائم حظُّه من قيامه السهر،

ولهذا فإنَّ هؤلاء الذين فرَّطوا بصيامهم يعتبرون محرومين في شهر الصوم،مفلسين في شهر الجود والإحسان،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم،لأصحابه(أتدرون ما المفلس،قالوا،المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع،فقال،إن المفلس من أمتي،يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،ويأتي قد شتم هذا،وقذف هذا،وأكل مال هذا،وسفك دم هذا،وضرب هذا،فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته،فإن فنيت حسناته،قبل أن يقضى ما عليه،أخذ من خطاياهم فطرحت عليه،ثم طرح في النار)
لا معنى للصيام إن لم تتأدب النفوس،
من صام في نهار رمضان، ولم يصم لسانه من غيبة الآخرين وهتك أعراضهم، ولم تصم يده من إيذاء الآخرين والنيل منهم، ولم يصم قلبه من الأحقاد والغلِّ على إخوانه المسلمين، فإنَّ صيامه ناقص، وفيه تفريط كبير لحدود الله،وفي حديث الرسول،صلى الله عليه وسلم،كما في صحيح مسلم ،عن أبي هريرة،رضي الله عنه،قال(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر)
فليدرك الإنسان نفسه ، وليجدد توبته لربه، وليبتعد عن منكرات الأخلاق والأقوال والأعمال،فإنَّ رسول الهدى،عليه الصلاة والسلام،يقول في الحديث الصحيح(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه)
وما معنى حقيقة الصيام إن كان المرء يصوم عن الطعام والشراب، ولكنَّه لا يصوم عن السباب والفحش والبذاءة باللسان، ولا يصوم عن غض البصر عمَّا حرَّم الله،
قال جابر رضي الله عنهما،إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ، ودع أذى الجار ، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء، يقول الإمام ابن رجب (فصيامنا هذا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، كم نخرق صيامنا بسهام الكلام ، ثمَّ نرقعه، وقد اتسع الخرق على الراقع)
والمقصود،أنَّ من أراد الصوم الحقيقي فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى ، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته،
صاحب الخلق الحسن يسبق بحسن خلقه الصوام القوام،في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(عن عبد الله بن عمرو،رضي الله عنهما،قال،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته و حسن خلقه)صحيح الجامع،
كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة, وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً،
وجاء سائل إلى الإمام أحمد، فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره،ثم طوى وأصبح صائماً،
وكان الحسن، يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً ويجلس يراوحهم وهم يأكلون،
وكان ابن المبارك، يطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلوى وغيرها وهو صائم،
سلام الله على تلك الأنفس الربانية رحمة الله على تلك اللآلئ الوضيئة، كم بين من يمنع الحق الواجب عليه،وبين أهل الإيثار،
تعد الأخلاق الفاضلة والآداب الكريمة هي وعاء الإسلام، والمتأمل في العبادات في الإسلام ومنها صيام رمضان يدرك أن الآداب سياج يحيط بهذه العبادات،
فكل عبادة لها آدابها التي تتصل بها،
فالصَّلاة،التي هي أهم الأركان في الإسلام بعد توحيد الله تعالى، وهي عِمادُ الدِّين، نجد أنها من أعظم وسائل تزكية النفوس، تنهى المُقيمين لها عنِ الفحشاءِ والمنكر،
قال تعالى(وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)العنكبوت،
فقد جعل الإسلام الصلاة تنزيهاً للإنسان من الكبرياء والتعالي، وغرساً لفضيلة التواضع وحب الآخرين، ولقاء مع الله للاستغفار والاستقالة من الذنوب والآثام، وشحذاً لهمّة النفس وقيادتها في طريق التسامي والصعود،
ومعنى تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ،أنّها تسمو بالنفس من داخلها،
وكذلك الصيام، فهو يُعين على التَّقوى، ويُربِّي عليها،
كما قال تعالى(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
والصيام من غاياته العظمى،تحقيق التقوى، ولا تتم التقوى عند العبد إلا إذا حسن خُلُقه مع عِباد الله تعالى، لذلك وجه النبي صلى الله عليه وسلم،الصائم إلى ضرورة التحلي بالحلم وحسن الخلق، حين قال مخاطباً الصائمين(والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يسخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم)صحيح مسلم،
كما أنَّ في الصيام ترويضاً للجسد،وتقوية للإرادة على رفض الخضوع للشهوات،والسقوط تحت وطأة الاندفاعات الحسّية الهلعة،
والزكاة جاء بها الإسلام لتطهيرِ نفوس الأغنياءِ مِن الشُّحِّ والبخلِ، وتطهيرِ نفوس الفقراء من الغل والحسدِ، وهي أيضاً أسلوب من أعظم أساليب تضحية الإنسان بمباهج الدنيا حتى يصفو من البخل والشح والأنانية، ويرقى إلى معاني الفضيلة والألفة والرحمة والشفقة، كما قال تعالى(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)التوبة،
والصوم محاط بسياج من الآداب، فغض البصر، وخفض الصوت، ولين الكلام، والسلوك المتزن الرفيع، والصبر، والتصبر، والتجمل، والتغافل، والتغافر، وقلة الكلام،وقلة الاختلاط، كلها وسواها من آداب الصوم،
وهذه الآداب،تزين الصوم وصاحبه، وتضفي عليهما بهجة،
تعجيل الفطر،ويستحب للصائم أن يعجل الفطر متى تحقق غروب الشمس،
فعن سهل بن سعد،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال)لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)رواه البخاري،ومسلم،
وينبغي أن يكون الفطر على رطبات وتراً، فإن لم يجد فعلى الماء،
فعن أنس رضي الله عنه قال،كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ،يفطر على رطبات قبل أن يُصلِّي، فإن لم تكن فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء،
وعن سلمان بن عامر،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إذا كان أحدكم صائماً فليفطر على التمر، فإن لم يجد التمر فعلى الماء، فإن الماء طهور)
وفي الحديث دليل على أنه يستحب الفطر،قبل صلاة المغرب بهذه الكيفية، فإذا صلى تناول حاجته من الطعام بعد ذلك،
الكف عما يتنافى مع الصيام،الصيام عبادة من أفضل القربات، شرعه الله تعالى،ليهذب النفس، ويعودها الخير،فينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدش صومه، حتى ينتفع بالصيام، وتحصل له التقوى التي ذكرها الله في قوله(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
وليس الصيام مجرد إمساك عن الأكل والشرب، وسائر ما نهى الله عنه،
اَللّهُمَّ اَعِنّي فيهِ عَلى صِيامِهِ وقِيامِه،وتقبل صيامنا وجعلنا من الذين يختمون أعمالهم بالخير,ولا تجعل فينا شقيًا ولا محرومًا،وتقبل صيامنا وقيامنا,ولا تردنا خائبين,واغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا,
اللهم بلغنا ليلة القدر,واجعلنا فيها من المقبولين إنك على كل شيء قدير.

اللهم احسن خاتمتنا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنه
وثبتنا عند السؤال وادخلنا الفردوس الاعلى برحمتك ياارحم الراحمين،
اللهم آميـــن.








 
قديم 14-12-17, 02:00 PM   رقم المشاركة : 3
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:21 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "