العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-06-16, 05:53 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


هذه ليالي رمضان تقبل وهدفنا القيام والصيام والإحتساب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه ليالي رمضان تقبل وهدفنا القيام والصيام والإحتساب
اقبل رمضان فقبلته القلوب بشوق ولهفة وتوبة وعودة إلى الله
قلوب تسعى،لا سوى
الإخلاص هدف ولا غير الجنة مسعى وليس إلا الله ملاذ قلوب صدقت الله فصدقها أدركت الكنز الثمين فعقدت عزمها على إغتنامه،تريد الله بكل ماتملك وتستطيع،لامجال لتأخير التوبة،ولا تذخر وسعا لتحقيق ما يريده الله،ومن طلب العلا سهر اليالي،وهذه ليالي رمضان تقبل وهدفنا القيام والصيام والإحتساب،
ولذلك يقول الفضيل،إذا لم تقدر على قيام الليل،وصيام النهار فاعلم أنَّك محروم،
فالمؤمن الصادق يحمل قلباً كالجمرة الملتهبة،ولذلك روى الحاكم في مستدركه والطبراني،بسندٍ صحيح،عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم( إنَّ الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب،اسألوا الله أن يجدِّد الإيمان في قلوبكم)يعنى،أنَّ الإيمان يبلى في القلب كما يبلى الثوب،
وتعتري قلب المؤمن في بعض الأحيان سحابةٌ من سحب المعصية،
وهذه الصورة صوَّرها لنا الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله(ما من القلوب قلبٌ إلا وله سحابةٌ كسحابة القمر،إذا علته سحابةٌ أظلم وإذا تجلَّت عنه أضاء )رواه الطبراني،وصححه الألباني،
كذلك قلب المؤمن تعتريه أحيانًا سحبٌ مظلمةٌ فتحجب نوره فيبقى في ظلمةٍ ووحشةٍ ، فإذا سعى لزيادة رصيده الإيماني واستعان بالله انقشعت تلك السحب وعاد نور قلبه يضيء،ولذا يقول بعض السلف،من فقه العبد أن يعاهد إيمانه وما ينتقص منه،
ومن فقه العبد،أن يعلم نزغات الشيطان أنَّى تأتيه،فلابدَّ من العودة إلى الإيمان،فإذا عدت إلى الإيمان ومقتضياته سيتحقَّق لك ما تريد،
يقول الإمام ابن الجوزي،يا مطروداً عن الباب،يا محروماً من لقاء الأحباب،إذا أردت أن تعرف قدرك عند الملك،فانظر فيما يستخدمك،وبأي الأعمال يشغلك،كم عند باب الملك من واقف،لكن لا يدخل إلا من عني به،ما كلّ قلبٍ يصلح للقرب،ولا كلّ صدرٍ يحمل الحب،ما كلّ نسيم يشبه نسيم السحر،
فإذا أراد المرء أن يعرف أين هو من الله،وأين هو من أوامره ونواهيه،فلينظر إلى حاله وما هو مشغول به،فإذا كان مشغولاً بالدعوة وأمورها،وفى إنقاذ الخلق من النار،والعمل من أجل الفوز بالجنَّة ومساعدة الضعيف والمحتاج،وبرِّ الوالدين،فليبشر بقرب منزلته من ملك الملوك،فإن الله لا يوفِّق للخير إلا من يحب،
وإذا كان منصرفًا عن الدعوة،مبغضاً للدعاة،بعيدا عن فعل الخيرات،منشغلاً بالدنيا وتحصيلها،والقيل والقال وكثرة السؤال، مع قلَّة العمل،أو متَّبعاً لهواه وشهواته،فليعلم أنَّه بعيدٌ من الله،وقد حُرم ممَّا يقرِّبه من الجنَّة،
إذ يقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الكريم(مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا،وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً)
إن أردت أن تحظى في كلِّ أوجه الخير،وأن تكون عبداً ربَّانيّاً ،ومبتغياً الجنة،فعليك بالآت،
أوَّلاً ،عليك بإحياء وإيقاظ الإيمان داخل نفسك،فالإيمان هو الموصلٌ لكلِّ ما ينشده المسلم في الدنيا والآخرة،فالإيمان هو مفتاحٌ لكلِّ خيرٍ مغلاقٌ لكلِّ شرّ،
وأن تقبل على مولاك إقبالاً صادقًا كما جاء في الأثر،إذا أقبل عليَّ عبدي بقلبه وقالبه أقبلت عليه بقلوب عبادي مودَّةً ورحمة( وما خلقت الجنَّ والإنس إلا ليعبدون )
ثانياً،أن تجعل هدفك في الحياة هو رضى الله عزَّ وجلّ،والعمل من أجل الفوز بالفردوس الأعلى،
والصحبة الصالحة،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل)رواه أبو داود،والترمذي،
فالصحبة الطيِّبة هي خير معينٍ على الطاعة وهجران المعاصي،
وكثرة الفضائل من الأعمال الصالحات التي تحقِّق لك سعادة العاجل والآجل،
ثالثاً،قيام الليل والدعاء في وقت السحر ، فالرسول صلى الله عليه وسلم،كانت تتورم قدماه رغبةً في أن يكون عبدًا شكوراً ، رغم أنَّ الله قد غفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر،
وإذا أردت أن تصل إلى الربانية التي تطمح لها فكن كما أمر الله عز وجل،نبيه صلى الله عليه وسلم(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)فالربانية هي الانتساب للرب،وهذا الانتساب لا يتحقق إلا من خلال تطبيقناً لهذه الآية،أن نكون لله رب العالمين في كل أحوالنا،
فالربانية لا تتأتى إلا بعبادة الله عز وجل،بالمفهوم الشامل للعبادة ، وهو جعل الحياة والممات له سبحانه ، فلا ننطق إلا بما يرضي الله، ولا نعمل إلا ما يرضاه الله،ولا تتوجه نياتنا في تلك الأقوال والأفعال إلا لله ،
لا أن نختزل العبادة مجرد أن نرفع رءوسنا ونخفضها في أوقات معينة ومحددة ، أو نخرج دريهمات قليلة كل مدة من الزمن ، أو نصوم أيامًا معدودات كل عام ، أو نحرك ألسنتنا ببعض التمتمات والأذكار،
ولهذا فالأعمال التي تؤدي إلى هذه المرتبة،الربانية،أكثر من أن تُحصَى أو تعد، وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس،
فقط ابحث في كل مكان تتواجد فيه،عما يرضيه عز وجل ، وعما تظن أنه يريد أن يراك عليه واعمل به ، تكن بذلك ربانياً،
العبد الرباني،مؤمن توَّاب عابد حامد سائح راكع ساجد آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكَر،حافظ لحدود الله،مؤمن،
اللهم اجعلنا من عبادك الربانيين،وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح العمل،وأن يحشرنا وإياك في مستقر رحمته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين،وحسًن أولئك رفيقاً،ورحمتك الواسعة أن تجعلنا من المؤمنين وعلى هدى سيد المرسلين،
اللهم آميـــــن.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "