العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-16, 07:19 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


الحياة البرزخية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياة البرزخية
أليس كل منا يخشى الموت ولا يدري أيصبحه أم يمسيه،ألم يكن الموت يأخذ الناس بغتة وهم لا يشعرون،
وهم في دنياهم غافلون،
أما أناساً خرجوا من بيوتهم ولم يرجعوا،
فمن منا أعطى أماناً ألا يكون حاله كهؤلاء, وماذا بعد الموت الذي لا تدرون متى يفجؤكم،
لا شيء بعده سوى الجزاء على ما قدمتم إما خير فتسرون به، وإما شر فتساؤون به وتندمون،فإن الإنسان إذا مات انقطع عمله، ولم يبق إلا الجزاء،
ومن الجدير بكم أن تبادروا التوبة إلى ربكم والرجوع إليه، والقيام بطاعته واجتناب معصيته،
الموت هو مرحلة انتقال من دار الدنيا الفانية إلى دار الآخرة الباقية, وإن مرحلة الانتقال تلك تسمى بحياة البرزخ,
فما هي حياة البرزخ، وما الذي يعتري الإنسان فيها،قال تعالى(وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً)الفرقان،أي حاجزاً،
والبرزخ في الشريعة،الدار التي تعقب الموت إلى البعث، فكل من مات من مؤمن أو كافر دخل في البرزخ،
وتتكون دار البرزخ من عذاب القبر ونعيمه،وعرض أرواح المؤمنين على الجنة، وأرواح الكافرين على النار،
قال ابن القيم،رحمه الله،عذاب القبر ونعيمه اسم لعذاب البرزخ ونعيمه، وهو ما بين الدنيا والآخرة،قال تعالى(وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)المؤمنون،
كما يطلق،على هذه المرحلة التي يمر بها الإنسان القيامة الصغرى، فكل من مات فقد قامت قيامته،فإن كل من مات فقد دخل في حكم الآخرة،
ووقت الموت من الأمور التي استأثر بعلمها الله سبحانه وتعالى، حيث قال(إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)لقمان،
إن الحياة البرزخية تبدأ،بقبض الروح والعروج بها،والقبر وأحواله وأهواله المتضمنة لضمة القبر وسؤال الملكين،الذي يتحدد به مصير المرء،ويفسح له في قبره إن كان من الصالحين،
ويضيق ويشتعل عليه إن كان من الطالحين, ويعرض عليه مقعده في الجنة،ومقعده في النار، فيستبشر الصالح, ويزداد الطالح غماً على غم, ويبقى المنعم منعماً،والمعذب معذباً إلى يوم يبعثون,
فقد أخرج الإمام أحمد،عن البراء بن عازب،رضي الله عنه،قال، خرجنا مع النبي،صلى الله عليه وسلم،في جنازة رجل من الأنصار،فانتهينا إلى القبر ولما يلحد،فجلس رسول الله،صلى الله عليه وسلم،وجلسنا حوله،وكأن على رؤوسنا الطير،وفي يده عود ينكت في الأرض، فرفع رأسه فقال،استعيذوا بالله من عذاب القبر ،مرتين أو ثلاثاً،ثم قال،إن العبد المؤمن إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء،بيض الوجوه، كأن وجوههم الشمس،معهم كفن من أكفان الجنة،وحنوط من حنوط الجنة، حتى يجلسوا منه مَدَّ البصر،ثم يجئ ملك الموت،عليه السلام،حتى يجلس عند رأسه، فيقول،أيتها النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من فيِّ السقاء، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن، وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض،قال،فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا،ما هذا الروح الطيب،فيقولون،فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا،حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا، فيستفتحون له فيفتح لهم فيشيعه من كل سماء مقربوها إلى السماء التي تليها، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة، فيقول الله عز وجل،اكتبوا كتاب عبدي في عليين، وأعيدوه إلى الأرض، فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى، قال،فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له،من ربك،فيقول،ربي الله،فيقولان له،ما دينك ،فيقول،ديني الإسلام، فيقولان له،ما هذا الرجل الذي بعث فيكم، فيقول،هو رسول الله،صلى الله عليه وسلم،فيقولان له،وما علمك، فيقول،قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت،فينادى مناد في السماء، أن صدق عبدي، فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له باباً إلى الجنة، فيأتيه من روحها وطيبها، ويفسح له في قبره مد بصره، ويأتيه رجل حسن الوجه، حسن الثياب، طيب الريح، فيقول،أبشر بالذي يسرك،هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول له، من أنت،فوجهك الوجه يجئ بالخير، فيقول،أنا عملك الصالح، فيقول،رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي وما لي،
قال،وإن العبد الكافر،إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مُدَّ البصر،ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه،فيقول،أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده،فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول، فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح،ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا،ما هذا الروح الخبيث،فيقولون،فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا،حتى يُنْتَهى به إلى السماء الدنيا،فيستفتح له فلا يفتح له، ثم قرأ رسول الله،صلى الله عليه وسلم(لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ )
فيقول الله عز وجل،اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى، فتطرح روحه طرحاً ثم قرأ(وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ)
فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له،من ربك،فيقول،هاه هاه، لا أدري، فيقولان له،ما دينك،فيقول،هاه هاه لا أدري،فيقولان له، ما هذا الرجل الذي بعث فيكم،فيقول،هاه هاه لا أدري،
فينادى مناد من السماء أن كذب فافرشوا له من النار، وافتحوا له باباً إلى النار، فيأتيه من حرِّها وسمومها، ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه، ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح،فيقول،أبشر بالذي يسوءك،هذا يومك الذي كنت توعد، فيقول،من أنت،فوجهك الوجه يجئ بالشر،فيقول،أنا عملك الخبيث، فيقول،رب لا تقم الساعة ) رواه أحمد،في مسنده.
وأخرج البخاري ومسلم،عن أنس بن مالك،رضي الله عنه،أَن رسول اللَه،صلى الله عليه وسلم،قَال(عن قتادة عن أنس رضي الله عنه،عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهب أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم،أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم،فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال انظر إلى مقعدك من النار،أبدلك الله به مقعداً من الجنة،قال قتادة،وذكر لنا أنه يفسح له فِي قبره،

قال(وأما المنافق والكافر،فيقال له،ما كنت تقول في هذا الرجلِ،فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول الناس،
فيقول،لا دريت ولا تليت ويضرب بمطارق من حديد ضربة فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين )
وما أخرجه أحمد،عن عائشة عن النبِي،صلى اللَه عليه وسلم،قال(إن للقبر ضغطة ولو كان أحد ناجياً منها نجا منها سعد بن معاذ)
قال الإمام ابن القيم،والسلف مجمعون على هذا،بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به،
أن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم،وأنكم عند انتقالكم من الدنيا لا بد أن يمتحنكم ويسألكم ويجازيكم، فمن كان في الدنيا ثابتاً على الصراط المستقيم ثبته الله عند مماته وفي قبره وبشر بالفوز والنعيم، ومن كان في هذه أعمى معرضاً عن الله فلا بد أن يلاقي ما قدمت يداه،
اللهم يا أرحم الراحمين،نسألك أن تجعلنا من المقربين،واجعل القبر روضة لنا من رياض الجنة،وآنسنا في وحشتنا في قبورنا،
ونسأل الله أن تغفر لنا وترحمنا,وأجرنا من عذاب القبر،وحرم وجوهنا على النار،اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين،
إنه سميع قريب مجيب غفور رحيم.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:41 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "