العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-07-16, 05:35 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


انقضى الشهر،وتقبل الله طاعتكم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
انقضى الشهر،وتقبل الله طاعتكم
كلمح البصر مرت أيامك يا رمضان، وانتهت لياليك بخيرِها وبركاتها ورحماتها ومغفرتها، وبقي حزن النفوس المؤمنة على فراقك، بعد أن تمنت أن لو كان العام كله رمضان،حتى تنعم براحةِ بالٍ وسكينة،
لطالما استشعرتها في قدومك الذي ما إن حل حتى حانت ساعةُ الرحيل، وكأن ثلاثينيتَك ما هي إلا لحظاتٌ مضة كبرقٍ خاطف يكاد يذهبُ بالأبصار،
ثلاثون يوماً،قضاها المؤمنون في رحاب الله، فما أفضلَها من مناسبةٍ للتواصل والتراحم والتزاور بين المسلمين، وما أحسنَها من فرصة عظيمة لعمل الخير والإكثار من صنيع المعروف وإحيائه بقراءة القرآن وتأمل معانيه ومداومة الذكر وإقامة الصلاة في المسجد والمكث فيه ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلا،
ثلاثون يوماً انتهت ولسانُ حال الجميع يُردّد،إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك يا رمضان لمحزنون،
فما يضمنُ لهم أن يُدركوا رمضانَ القادم فيُمنحوا من جديد منحة إلهية وفرصة ربانية، فيها يعودون إلى الله، فيقبلهم ويرحمهم ويغفر لهم ويعتقهم من النار،
أن طاعةَ الله وعبادتَه يلزم أن تكون في كل وقت وزمان، فمن كان يعبد رمضانَ فإن رمضان قد ولّى، ومن كان يعبد اللهَ فإن الله حي لا يموت، وعليه فإن صدقَ إيمانهم ونقاء سريرتهم لَيدفعهم إلى أن يكونوا باستمرار،على الدرب سائرين، وبنور الحق مقتدين،لا يملون ولا يفترون،فالله هو الله لا يتغير ولا يتبدل،وهو رب رمضان، وما قبل رمضان وما بعد رمضان،ورب كل الأيام،
فالمؤمنون مع لوعة قلوبهم وحرقة نفوسهم على وداع هذا الشهر العظيم، فإنهم لا يعبدون الأيامَ، ولكنهم يعبدون الله، وما ذلك الحزنُ وما تلك اللوعةُ إلا لأنهم علموا أنه بانتهاء تلك الأيام المباركة فُتحت أبوابُ النار،وأُطلق سراحُ مردةِ الجن،فكان تعرضهم للفتنة والبعد عن الطاعة أكبر،وهو ما يستلزم جهدًا ومجاهدة عظيمة تزِلُّ فيها أقدام،
والآن وقد انقضى رمضانُ، وأصبحت أيامُه ولياليه ذكرياتٍ جميلةً عطرة،
فالمؤمنون الصادقون ينتابُهم ما كان ينتابُ سلف هذه الأمة في وداع رمضان،إذ كانوا يعيشون بين الخوف والرجاء، ويجتهدون في العمل، فإذا ما انقضى وقَعَ الهمُّ على أحدهم وقال،أقَبِلَ اللهُ منه ذلك أم رده عليه؟ فلم تكن صلاةُ هؤلاء الصالحين وخشوعُهم فيها أو قيامُ ليلهم وبكاؤهم وكثرةُ صدقاتهم وطولُ ذكرهم يمنعُهم من الخوف من عدم القبول الذي لا يملكُه إلا الله المطلعُ على القلوب والعالمُ بما تُكن النفوس،
فعن أم المؤمنين عائشةَ،رضي الله عنها- قالت،سألت رسول الله،صلى الله عليه وسلم،عن هذه الآية(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ)قالت عائشة،أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ويخافون من الله،قال،لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات)رواه الترمذي،
إن المؤمنين الصادقين هم من يمتلكون عزمَ الاستمرار على التوبة والاستقامة بعد رمضان، فلم يكن انتهاءُ رمضان ختامَ اتصالهم بالله،حيث كان يُجزى فيه فعل الخير أضعافًا مضاعفة،
وعلم هؤلاء أن رمضان شهر الصيام، لكن الصيام عبادة يمكن أن يتقرب بها العبدُ في كل وقت وحين، وقد استن الرسول الكريم أيامًا يفضل فيها الصيام، فحرَصوا على صيام الست من شوال،
كما جاء في صحيح مسلم،من حديث أبي أيوب الأنصاري،أن النبي صلى الله عليه وسلم،قال(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر)
كما حرَصوا على صيام الاثنين والخميس من كل أسبوع،
فعن أبي هريرة،رضي الله عنه،عن رسول الله،صلى الله عليه وسلم،قال‏(تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يُعرض عملي وأنا صائم‏)‏رواه الترمذي،
وكذلك صيامُ الأيام الثلاثة من كل شهر، فقد ورد عن فضلها حديث النبي،صلى الله عليه وسلم(صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر)رواه النسائي،
ولم يربط هؤلاء صلاة القيام وتضرعات الليل بشهر رمضان وكفى،بل إنهم علموا أن القيام والتضرع إلى الله منحة دائمة للعبد المؤمن طَوال عمره يحرص عليها المتقون،يقول تعالى(وَالَّذِينَ يِبِيتُونَ لِرَبّهِمْ سُجَّداً وَقِيَـٰماً)الفرقان،
ويقول(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ)السجدة،
ويروي أبو هريرة ،رضي الله عنه،عن الرسول،صلى الله عليه وسلم،أنه قال(أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم،وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل)أخرجه مسلم،وأحمد،والطبراني،والنسائي،
ولم تنقطع أقدامُ هؤلاء عن المشي إلى المساجد والصلاة في جماعة،ففي ذلك فضل كبير لا يناله إلا من حرَص عليه،
وهكذا يكون الاختبار الذاتي فيما بعد رمضان، فإن كنت ممن يتبعون سبيل المؤمنين كنت من الفائزين،وأما إذا كنت غير ذلك فنسأل الله الرحمة والعفو،وأن يدركنا جميعا شهر رمضان القادم،
لعلنا نكون ممن رُحموا وغُفر لهم وعُتقوا من النار،
فلنغتنم لحظاته فإننا لا نعلم انلقاه في العام المقبل أم لا،
كان السلف رحمهم الله يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ومثلها أن يتقبل منهم ما قدموه في رمضان،
كونـوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين،
اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية،ولا تجعل رمضان أخر العهد بالصيام والقيام والقرآن،
الحمد لله الذي بلغنا صيام وقيام شهر رمضان وأتمه علينا بالصحة والعافية نسأله أن يتم نعمته علينا بقبول العمل ,
نسأل الله أن يجعلنا من المقبولين عنده في هذا الشهر المبارك،وأن تكون جميع أعمالنا خالصة لوجهه،وأن يتقبل منا وأن نكون ممن أعتق رقابهم من النار.






 
قديم 02-07-16, 03:05 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 02-07-16, 03:40 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك اخوي
وجزاك ربي جنة الفردوس






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:06 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "