العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-06-16, 04:47 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


كن بئراً عميقاً في حفظ السر

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كن بئراً عميقاً في حفظ السر
من الأخلاق الحميدة والصفات الفاضلة كتم السر وعدم إفشائه، ولا يقدر على ذلك إلا ذوو الشهامة والمروءة،
أما أولئك المفشون للأسرار الناشرون لما استودعوا من الأخبار فليس لهم مثل إلا المنخل أوالغربال،فالحذر كل الحذر أن تفشي سرك وتبوح بما يهمك،ولهذا جاء في الأثر،استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود،
الأسرار من الأمانة الَّتي يجب حفظها وعدم إفشائها،فالأصل أن من استودعك سراً أو اطَّلعت عليه،وجب عليك حفظه،وقد قال تعالى﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾المعارج،
ويحرم إفشاء الأسرار،فإفشاؤها خيانة للأمانة﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾

الأنفال،
وكما أنه يجب حِفْظ سرّ الحيّ ويَحرم البوْح به، فكذلك الميِّت، فالمسلم حرمتُه ميِّتًا كحُرْمتِه حيًّا، فحين خروج الرُّوح تُحفظ أسرار الميت، سواء عند الاحتِضار أو عند التَّغسيل أو الدَّفن أو الرّؤيا السَّيئة التي تُرى له بعد وفاته،وكذلك ما كان يسوءه ذِكْرُه في حياته،
أما ما كان يفعلُه من وجوه الخير الَّتي كان يسرُّ بِها أو فضائله الَّتي لا تُعْرف، فتُذْكَر إذا كان في ذكرها مصلحة،
كحديثِ أبي هريرة(ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة)رواه البخاري،ومسلم،
إذا كنَّا أمرنا أن نستُر على بعض العصاة، فما بال البعض يسعى جاهداً لكشف أسرار من استتر في معصيته،ألم يبلغه الوعيد،ما رواه ابن عمر قال،صعِد رسول الله،صلَّى الله عليه وسلم،المنبر فنادى بصوت رفيع فقال(يا معشر مَن أسلم بلِسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبِه،لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتِهم،فإنَّه من تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورته،ومن تتبع الله عورتَه يفضحه ولو في جوف رحلِه)رواه الترمذي،
فعن سعيد الخدري قال،قال رسول الله،صلَّى الله عليه وسلم(إنَّ مِن أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة الرَّجُل يُفْضِي إلى امرأتِه، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها)رواه مسلم،
من أعظم إفشاء السّرّ ما يقوم به بعض العصاة من معصِية الله، فإذا التقى بمَنْ هو على شاكلتِه من العصاة ذكر معصِيَته على وجه الفخر والمباهاة، وكشف ستر الله عليه،فعن أبي هُريْرة قال،سمعتُ رسول الله،صلَّى الله عليه وسلَّم،يقول(كلُّ أمَّتي معافًى إلاَّ المجاهرين، وإنَّ من المجاهرة أن يعمل الرَّجُل باللَّيل عملاً ثمَّ يُصْبِح وقد ستره الله عليه، فيقول،يا فلان،عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه)رواه البخاري،ومسلم،
فقد جمع هذا العاصي بين المعصِية والاستخفاف بربه،عز وجل، حينما فضح نفسه في الدُّنيا، فأصبحت علانية بعد أن كانت سرًّا، عرض نفسه للفضيحة في الآخرة أمام الأشهاد،
فعن أبي هُرَيْرة عن النَّبي،صلَّى الله عليه وسلَّم،قال(لا يستُر الله على عبدٍ في الدنيا إلاَّ ستره الله يوم القيامة)رواه مسلم،بشارة لمن بدر منهم تقصير في ذات الله وعصى ربَّه،ثمَّ تاب من بعد ذلك وصلحت حاله، فليتمَّ على نفسِه ستْر الله عليه،
وعلى الخاطب إذا نظر للمرأة ولم تعجبه أن يكتم ما رآه ولا يتحدَّث بذلك،فربَّما تسبَّب في صدّ الخطاب عن هذه المرأة،فإفشاؤه لما يراه معصيةٌ لله، وهو لا يرضاه لأُخته ولا لقريبته، فكيف يرضاه للمسلمات،
فما يجري بين الزَّوجين داخل بيت الزَّوجيَّة هو من الأسرار الَّتي يجب حفظها ولا تذاع إلاَّ لمصلحة، فمن الخطأ الَّذي يقع فيه بعض الأزْواج من الرِّجال والنِّساء أنَّه متى حصل خلاف أو تقصير من أحدِهِما، بادر الآخر بذكر ذلك عند أهلِه، وإفشاء ذلك من الغيبة التي الأصل فيها التحريم،
ما ورد في فضل كتم السر وعدم إفشائه،قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه،من كتم سره كان الخيار بيده، ومن عرَّض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء الظن به،وقال،ما أفشيتُ سري إلى أحد قط فأفشاه فلمته،إذ كان صدري به أضيق،
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله،القلوب أوعية، والشفاه أقفالها، والألسنة مفاتيحها، فليحفظ كل إنسان مفتاح سره،
وقيل،احفظوا أسراركم كما تحفظون أبصاركم،
وقيل،لا تطلعوا النساء على سرِّكم، يصلح لكم أمركم،
ما يتعين كتمانه من الأسرار ويحرم إفشاؤه،
كتم السر وعدم إفشائه،خاصة في،المجاهرة بالمعاصي لمن ستره ربُّه،أعظم الأسرار التي يجب كتمانها ويحرم إفشاؤها الإخبار بما يقترفه المرء من معاصي وآثام وقد ستره الكريم المنان، والتحدث والتبجح بذلك،
المجاهرة بما يدور بين الزوجين من الرفث والقول والفعل،من أعظم الأسرار التي يجب كتمانُها ويحرم نشرها والإباحة بها،ما يدور بين الزوج وزوجه،
وصف المرأة محاسن امرأة أخرى لزوجها أو لغيره من الرجال،من الأسرار التي يحرم إفشاؤها أن تصف المرأة وتخبر زوجها أوغيره من الرجال بمحاسن امرأة حتى تغريه بها وتشوقه إليها، أوتذكر له قبح أخرى،
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم،عن ذلك ومحذراً منه(لا تباشر المرأةُ المرأةَ فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها)
المستشار مؤتمن،كذلك إذا استشار مسلم مسلماً في أمر من الأمور فلا يحل له كشف ذلك الأمر وإفشائه، فإن فعل ذلك فقد خان الأمانة ولم يكن أهلاً للمشورة،
على صاحب النعمة أن لا يبوح بها إلا لصديق حميم،إن كنت ممن أنعم الله عليهم أن تعمل بوصية يعقوب عليه السلام ليوسف(قال يا بُنَيَّ لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً إن الشيطان للإنسان عدو مبين)
ان الانسان مطبوع على اذاعة السر واطلاق اللسان،والذى يحمله على ذلك الهوى وضعف العقل،
ولذلك كان عليه مغالبة هواه وحفظ لسانه وصيانة اسراره،ولن يستطيع ذلك الا بقوة العقل،فمتى قوي عقله لجم هواه وضبطه ومنعه من ارسال الكلام واذاعة،
اما اللسان فلا لوم عليه لانه ليس سوى (اداة مستعملة لا حمد له ولا ذم عليه) والحمد والذم للعقل والحلم،
ان اللسان ترجمان القلب،والقلب خزانة تحفظ الاسرار،والقلب يضيق بما فيه يستثقله ويستريح الى نبذه واذاعته بواسطة اللسان،وقد سيطرت هذه الغريزة عليهم حتى عسر عليهم الكتمان،
كان الاعمش،سليمان بن مهران،عندما يضيق صدره بما فيه لا يريد ان يذيعه بين الناس ، يقبل على شاته فيحدثها بالاخبار،
ويتحدث الجاحظ،على مساويء افشاء الاسرار فيقول ان صاحب السر يبقى مالكاً،فسرعان ما يشيع ويدفع الى اذن ثانية فثالثة، وعندئذ يصبح صاحب السرعبداً لمن ائتمنه على سره ورهينة بين يديه،
واذا اساء من اؤتمن على السر حفظ الامانة ونشره،ارث الشحناء بين الاقرباء والاصدقاء والصراع بين الاعداء وقد يؤدي إلى التفرقة،
ويدعو الجاحظ الى سوء الظن بجميع الناس حتى الاهل، والحاشية والاولاد والعمال،فهؤلاء اكثر الناس اذاعة للاسرار،
والنمامون ، باذاعة الاسرار التي تنتشر على السنتهم انتشار النور في الظلمة،

ومما يدفع الى افشاء السر التحذير من نشره،فاذا اودعنا احدهم سراً واستعهدناه بعدم اظهاره اغريناه باذاعته لان كل ممنوع مرغوب،
وافشاء السر يمت بصلة الى الغيبة،وسخافة في الرأي ودناءة في القيمة،ولعلو الشر على الخير وكثرة الحسد في القلوب،
من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، ومن فضح مسلماً فضحه الله بين الخلائق، ومن أقال عثرة مسلم أقال الله عثرته وستر زلته،
اللهم احفظ ألسنتنا عن كل ما يضر المسلمين،وأن يطهر قلوبنا من النفاق،وألسنتنا من الآفات، وأن يصلح أعمالنا، إنه سميع قريب مجيب،
اللهم استر علينا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض.






 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:44 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "