العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-06-16, 08:52 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


ما أسرع أيامك يا رمضان،مضى ثلث رمضان

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مضى ثلث رمضان
ما أسرع أيامك يا رمضان،تأتي على شوق ولهف،وتمضي على عجل،ها قد مضى الثلث الأول منك يا رمضان،ومنذ أيام قليلة،هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان،
انقضى الثلث الأول من رمضان،سبحان الله،أبهذه السرعة،
مَا أَسرَعَ مُرُورَ اللَّيَالي وَمُضِيَّ الأَيَّامِ،وَمَا أَعجَلَ انقِضَاءَ الأَوقَاتِ وَذَهَابَ السَّاعَات،بِالأَمسِ القَرِيبِ دَخَلَ شَهرُ رَمَضَانَ المُبَارَكُ، وَكَانَ المُسلِمُونَ في شَوقٍ عَظِيمٍ لِبُلُوغِهِ، وَكَانَت نُفُوسُهُم في لَهفَةٍ شَدِيدَةٍ لإِدرَاكِهِ، ثُمَّ هَا هُوَ اليَومَ قَد مَضَى ثُلثُهُ عَلَى عَجَلٍ،
منذ أيام كنا ندعو ونقول(اللهم بلغنا رمضان)ومنذ ليال قليلة هنأَ بعضنا بعضاً ببلوغه،وفي تلك اللحظات الإيمانية العظيمة، المملوءة بالسعادة الغامرة والفرحة العامرة،تنادى الموفقون بنداء السماء،يا باغي الخيرِ أَقبل،ويا باغي الشر أقصر،ومضوا إِلى مساجدهم مصلين خاشعين،وسارعوا إلى مصاحفهم تالين متدبرين،ورفَعوا أكفهم مبتهلين داعين،وسلكوا طرق الخير،وبذلوا الصدقات وشاركوا في التفطير،واغتنم بيت الله منهم من اغتنمه فزاره واعتمر،
أَبهذه السرعة ذهب ثلث رمضانَ،وقَد كاد شهرنا ينتصف،لا بد أَن نقف مع أَنفسنا وقفات محاسبة،

مَاذَا أَودَعنَا في تِلكَ الأَيَّامِ المُبَارَكَة،وَبِمَ أَحيَينَا تِلكَ اللَّيَاليَ النَّيِّرَةَ، كَيفَ كُنَّا وَكِتَابَ اللهِ الكَرِيم،هَل صُنَّا الجَوَارِحَ وَالأَسمَاعَ وَالأَبصَارَ عَمَّا حَرَّمَ الله،هَل دَاوَمْنَا عَلَى صَلاةِ التَّرَاوِيحِ وَحَرِصْنَا عَلَى القِيَامِ مَعَ الإِمَامِ،
هَلِ اجتَهَدْنَا في طَلَبِ العِتقِ مِنَ النِّيرَانِ وَأَخَذنَا بِأَسبَابِ دُخُولِ الجِنَان،لَقَد دَخَلْنَا في الثُّلُثِ الثَّاني مِن رَمَضَانَ، وَبَعدَ أَيَّامٍ قَلائِلَ وَلَيَالٍ مَعدُودَاتٍ، سَنَستَقبِلُ العَشرَ الأَوَاخِرَ الَّتي هِيَ أَفضَلُ لَيَالي العَامِ، وَالَّتي فِيهَا لَيلَةٌ هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ، لَيلَةٌ مَن حُرِمَ خَيرَهَا فَقَد حُرِم،فَيَا لَسَعَادَةِ مَن عَرَفَ فَضلَ زَمَانِهِ، وَهَنِيئًا لمن مَحَا بِتَوبَتِهِ صَحَائِفَ عِصيَانِهِ، وَيَا فَوزَ مَن أَقبَلَ طَائِعًا يَرجُو عِتقَ رَقَبَتِهِ وَفَكَّ رِهَانِه،
هَذِهِ أَيَّامُ العِتقِ تَنقَضِي يَومًا بَعدَ يَومٍ، وَتِلكَ لَيَالِيهِ تَذهَبُ لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ، الأَيَّامُ تَمضِي مُتَسَارِعَةً، وَاللَّيَالي تَذهَبُ مُتَتَابِعَةً، وَالأَعمَارُ تَنقَضِي بِانقِضَاءِ الأَنفَاسِ، وَكُلُّ مَخلُوقٍ سَيفَنى طَالَ الزَّمَانُ أَم قَصُرَ، وَهَذَا شَهرُ الرَّحمَةِ وَالغُفرَانِ يُوشِكُ أَن يَقُولَ وَدَاعًا، وَلَعَلَّ أَحَدَنَا لا يَلقَاهُ بَعدَ عَامِهِ هَذَا، أَلا فَلْنَصُمْ صِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنُصَلِّ صَلاةَ مُوَدِّعٍ، وَلْنَقُمْ قِيَامَ مُوَدِّعٍ وَلْنَتُبْ تَوبَةَ مُوَدِّعٍ، لِنَرْكَعْ خَاشِعِينَ خَاضِعِينَ، وَلْنَسجُدْ بَاكِينَ مُخبِتِينَ، وَلْنَقِفْ أَمَامَ اللهِ دَاعِينَ مُنِيبِينَ مُتَذَلِّلِينَ، وَلْنَعلَمْ أَنَّ للهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ،وَلْنُجَاهِدِ النُّفُوسَ عَلَى الطَّاعَةِ لِنَنَالَ هِدَايَةَ المَولى،سُبحَانَه وتعالى، لَنَا،فَقَد قَال جل وعلا (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهدِيَنَّهُم سُبُلَنَا)
الصائم يقضي شهراً كاملاً من وقته يناجي ربه ويستغفره
ويستهديه ويسأله المزيد من فضله،يتلو كتاب الله ويتصدق
ويصلي ويدعو فتطيب نفسه وينشرح صدره،والأعمال الخيرة تحتاج من النفس إلى صبر ومصابرة ولكنها لذة بالنهاية،
لَقَد أَفلَحَ أُنَاسٌ عَرَفُوا قَدرَ رَمَضَانَ، فَكَانُوا مِن صُوَّامِهِ وَقُوَّامِهِ، يَقرَؤُونَ القُرآنَ في كُلِّ الأَوقَاتِ، وَيَستَغرِقُونَ سَاعَاتِهِم في تِلاوَتِهِ وَيُعَدِّدُونَ الخَتَمَاتِ، يَقُومُونَ مَعَ القَائِمِينَ، وَيَذكُرُونَ اللهَ مَعَ الذَّاكِرِينَ،نهارهم صيام وليلهم قيام،وساعاتهم تبَتل ودعاء،وأوقَاتهم إِنفَاق وبذل وعطاء،
داوموا علَى فِعلِ الخَيرِ وَلَو كَانَ قَلِيلاً، فَقَد كَانَ أَحَبُّ العَمَلِ إِلى نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم،مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ،
قَال،عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام(اِكلَفُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُون،فَإِنَّ اللهَ لا يَمَلُّ حتى تَمَلُّوا،وَإِنَّ أَحَبَّ العَمَلِ إلى الله، تَعَالى،أَدوَمُهُ وَإِنْ قَل) رواه أحمد،وصححه الألباني،
فليكن لنا بنبينا أسوة وقدوة﴿ لَقَد كَانَ لَكُم في رَسُولِ اللهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرجُو اللهَ وَاليَومَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴾
رَحَلَ الثُّلُثُ الأَوَّلُ مِن رَمَضَانَ وَمَضَى، وَهَا هُوَ النِّصفُ يُوشِكُ عَلَى الرَّحِيلِ، فَيَا أَيُّهَا المُجتَهِدُ المُحسِنُ فِيمَا مَضَى، دُمْ عَلَى طَاعَتِك وَإِحسَانِك فِيمَا بَقِيَ، وَيَا أَيُّهَا المُسِيءُ المُفَرِّطُ الغَافِلُ، وَبِّخْ نَفسَكَ عَلَى التَّفرِيطِ وَلُمْهَا عَلَى التَّقصِيرِ،
فإِذَا خَسِرتَ في هَذَا الشَّهرِ فَمَتَى سَتَربَح، إِلى مَتى الكَسَل،ومَتى التَّفرِيطُ وَالتَّهَاوُن، كَفَى لَهواًوَغَفلَة،
إِنَّ عَلَينَا أَن نُصلِحَ نِيَّاتِنَا، وَأَن نُرِيَ اللهَ مِن أَنفُسِنَا خَيرًا،
فَشهرِرمضان لم يأتينا مَرَّةً أُخرَى غَيرُ مُؤَكَّدَةٍ، وَرَحِيلُ الإِنسَانِ مُنتَظَرٌ في كُلِّ لَحظَة،
إِنَّكُم في شَهرٍ كَرِيمٍ وَمَوسِمٍ عَظِيمٍ، فَقَدِّرُوهُ وَاغتَنِمُوهُ، وَلا تَكُونُوا مِنَ الَّذِينَ يُفَرِّطُونَ وَيَتَهَاوَنُونَ
﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ،لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرزَخٌ إِلى يَومِ يُبعَثُونَ)
وكذلك نستشعر أجر الصيام العظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم(يقول الله عز وجل،كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، يدع شهوته وطعامه من أجلي )رواه مسلم،عن أبي هريرة رضي الله عنه،
فضائل الصيام وأهله كثيرة متعددة، يفرح الصائم بفطره، وعند لقاء ربه، والباب المخصص الذي يدخله الصائمون إلى الجنة،باب الريان، والخلوف الذي هو أطيب عند الله من ريح المسك، وفتح أبواب الجنة، وتغليق أبواب الجحيم، وسلسلة الشياطين كل هذه الأشياء وغيرها إذا استشعرنا فضلها وعملنا جادين على الحصول عليها يبعث الهمة ويضاعف الجهد في استغلال لحظات هذا الشهر الكريم،
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من صام يوماً في سبيل الله باعد الله من جهنم مسيرة مائة عام)رواه ابو داود،والحاكم،
وقال عليه الصلاة والسلام(من صام يوماً في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفاً)المحدث،الألباني،المصدر، صحيح الجامع،
ومما يدفع الهمة ويجدد النشاط في استغلال ماتبقى من هذا الشهر تذكر طول الوقت الذي سيمر حتى يأتي شهرنا مرة أخرى، أشهر طويلة عديدة مديدة ستبقى حتى يأتي الشهر مرة أخرى، فكم من الناس الذين وافاتهم آجالهم ولم يدركوا هذا الشهر فهذا التذكر يبعث إلى ازدياد النشاط ومضاعفة العبادة وترك الكسل، والقيام لله رب العالمين،
اللهم اجعلنا ممن عمر هذا الشهر بالعبادة،وأعنا فيه على ذكرك و شكرك وحسن عبادتك، وارزقنا توبة نصوحاً، وعملاً متقبلاً، وصياماً مبروراً،وقياماً مشكوراً،وأحينا سعداء وتوفنا شهداء واجعلنا في الجنة مع النبيين،والصديقين والشهداء ،
اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات،وثبت قلوبنا على دينك،واختم لنا بالصالحات،واغفر لنا ولوالدينا وذرياتنا والمسلمين،واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار،وجعلنا جميعاً فيما نستقبل من شهرنا خيراً مما ودعنا،
اللهم آميـــن.






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:07 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "