| ||
12-03-19, 02:59 PM | رقم المشاركة : 581 | |
|
بعضُ العراقيين المصابين بخيبة أمل يعيبون على شعبهم العراقي خمول همته وضعف وطنيته، واستكانته للظلم والظالمين، والفساد والفاسدين، رغم أن شعوبا أخرى لم تصبر على ربع الظلم الذي وقع عليه، وعلى ربع الفساد الذي نخر جسم دولته. فهو لم يرتفع إلى مقام الشعب المصري مثلا، والسوري والتونسي والسوداني وأخيرا الجزائري، في قوة الإرادة وعنفوان الوعي الوطني وروعة الصمود حتى نهاية الظالمين والفاسدين، وحتى خلاص الوطن والمواطن من شرورهم أجمعين. ولكنْ من الظلم للشعب العراقي أن نتهمه بأنه الأقل في الحمية والوطنية من أشقائه المصريين والتوانسة والسودانيين والجزائريين، وهو الذي عُرف عبر قرون، بأنه صاحب الدم الحار والعشق الجنوني للمخاصمة ومعارضة السلطان. |
|
12-03-19, 03:01 PM | رقم المشاركة : 582 | |
|
أول ما فعلوه حكام العراق هو أن أقنعوا بول بريمر بحل جيش الدولة العراقية الذي يكذبون حين يقولون عنه إنه جيش البعث وجيش صدام وليس جيش الشعب العراقي، ثم لملموا نُتفا من ميليشياتهم وصنعوا من أسوأ أشلائها جيشا جديدا، ولكنه منقسم على نفسه إلى عشرات الجيوش، وكل جيش منها يديره حزب أو ميليشيا أو حسينية أو زعيم انتهازي وخائن وعميل ولاؤه ليس لوطنه وأهله. فإذا ما جد الجد وفاض الكيل، وفقد المواطن العراقي صبره، وكسر جدران الزريبة التي حبسوه داخل سياجها، فلن يجد له جيشا يعينه على بلواه، ولا شعبا واحدا يهب معه ويعينه على تحقيق المراد. والأمثلة كثيرة. |
|
12-03-19, 03:05 PM | رقم المشاركة : 583 | |
|
لم يتمكن المدّ الطائفي الذي اجتاح هذا البلد وقاده نظام ولي الفقيه في طهران من اقتلاع الجذور العميقة لعروبة العراق. سبق للخميني أن أعلن خلال عودته من باريس إلى طهران في العام 1979 “لقد جاء الوقت ليقود الفرس العالم الإسلامي”، وهذا يعني جوهر تلك الدعوة القومية التوسعية، ولكنها رغم نبرتها العالية لم تتمكن رغم مرور أربعين عاما من تحقيق هدفها في العراق وتراجعت بسبب صمود شعبه بجميع طوائفه إلى درجة اعتراف السفير الإيراني السابق في سوريا، محمد رضا الشيباني، بهزيمة هذه النظرية في مداخلته قبل أيام بملتقى السليمانية الذي نظمته الجامعة الأميركية في كردستان العراق من خلال قوله إن “بلاده لا تدعم سياسة التمثيل الطائفي، وأن الشيعة في المنطقة أقليّة، وأي صراعات دينية طائفية ليست في صالح الأقليات، وأن إيران لا تدعي تمثيل الشيعة”. لكن هذه الشعارات الدبلوماسية التمويهية التي يتقنها ملالي إيران في هذه الفترة لا تلغي ولا تغطي على حقيقة السياسات والبرامج المنتظمة التي كبلت معصم العراق بقيود العزلة عن عالمه العربي، واستخدمت بعد هيمنتها السياسية على نظام الحكم بعد عام 2005 مختلف الفعاليات لحصر العراق داخل قفص بوابته مفتوحة على إيران فقط. |
|
12-03-19, 03:08 PM | رقم المشاركة : 584 | |
|
الدول العربية الغنية هي التي أطلقت دعوات عودة العراق ودعمه وأعلنت عن مساعدتها للعراقيين للنهوض مجددا، ولم يكن أمام هذه البلدان سوى القنوات الدبلوماسية للتعبير عن تلك الرغبات الجادة، لكن خطابات مسؤولي الحكومات العراقية ما بين 2006 و2014 لم تتجاوب مع تلك الرغبة الصادقة بسبب خلفيات طائفية ضيقة وتعبير عن تجاوب مع سياسة طهران. |
|
12-03-19, 03:13 PM | رقم المشاركة : 585 | |
|
قبل الانتخابات العراقية الأخيرة التي جاءت بالبرلمان الحالي، واستنادا إلى بيان المفوضية العامة العراقية للانتخابات، تبين أن عدد الذين سجلوا أسماءهم للتصويت كان ثمانية ملايين فقط من اثنين وثلاثين مليونا، أي ربع سكان العراق. ويومها تسربت من داخل المفوضية معلومة تقول إن ثلث هذه الملايين الثمانية لم يتمكن من الوصول إلى صناديق الاقتراع، بسبب حواجز وموانع وعوائق اعتاد العراقيون على مصادفتها في أيام التصويت في كل انتخابات. |
|
12-03-19, 03:15 PM | رقم المشاركة : 586 | |
|
اغلبية المقترعين في العراق هم إما مَسوقون بفتوى مرجعية دينية، أو بقرار شيخ قبيلة، أو بإرادة مقاول يمسك عليهم رزقهم وبيده أمرهم، فيمدهم بالملح الزاد، أو يقبض عنهم المؤونة والتمويل. |
|
12-03-19, 03:26 PM | رقم المشاركة : 587 | |
|
لم تكن الحرب السورية التي خاضها حزب الله نزهة، ولم تكن بطبيعة الحال انتصارا له ولإيران كما يروج له قادته ومناصروه، وهي أيضا ليست كما يحلو للبعض أن يقول إنها جعلت حزب الله أكثر قوة في مواجهة إسرائيل، كما يردد إعلام “الممانعة والمقاومة” الذي روّج لمقولة إن حزب الله ذاهب إلى سوريا لمواجهة إسرائيل، بل للتصدي للولايات المتحدة نفسها وكل الغرب المتآمر. |
|
12-03-19, 03:32 PM | رقم المشاركة : 588 | |
|
في العراق لم يتم البدء بمشروع إعادة بناء الدولة بعد إسقاط نظام صدام حسين، فما حصل هو أن أحزاب الإسلام السياسي هيمنت على العراق بمعاونة ودعم القوتين النافذتين، واشنطن وطهران، وكان بإمكان الوسائل الديمقراطية الشرعية الجديدة، الدستور والانتخابات، أن تشكّل منطلقا لبناء نظام سياسي ديمقراطي يحمي أمن المواطنين ويضع قواعد الصلة بين الدولة الجديدة والشعب، ولكن ذلك لم يحصل لأن من دخلوا بوابات الحكم الجديد انشغلوا بنهم تقاسم المغانم لأنهم جياع الجاه والمال والسلطة، فقاموا بتصفية أو إزاحة عشرات الألوف ممن يصفونهم بالأعداء البعثيين، وبالزج بالأميين والجهلة والمدججين بسلاح الحقد والكراهية في جميع مرافق الدولة، فأصبحت الفوضى المدمرة هي عنوان مرحلة امتدت لخمسة عشر عاما. |
|
12-03-19, 03:40 PM | رقم المشاركة : 589 | |
|
بحسب الوثائق المتوفرة عن “مشروع كاساندرا” فهو كان قد انطلق في سنة 2008 بعد أن تمكنت إدارة مكافحة المخدرات في الولايات المتحدة من جمع عدد من الأدلة التي تشير إلى تحوّل جذري في طبيعة النشاط الذي يقوم به حزب الله. |
|
12-03-19, 03:46 PM | رقم المشاركة : 590 | |
|
قائمة طويلة من النشاطات الإجرامية الأخرى التي يقوم بها حزب الله بهدف خلق وتنويع مصادر التمويل. إذ لا يخفى على أحد أنّ الميليشيا التي كانت أساسا مدعومة من إيران وسوريا، قد وجدت صعوبات فعلية في السنوات الأخيرة وخاصة بعد اندلاع الحرب السورية وفي إثر تشديد العقوبات على طهران. |
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|