العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الـمـنـتـدى الــرمــــضـانـــي

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-06-15, 06:55 AM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اليُسر في شريعة الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليُسر في شريعة الصوم
قال تعالى(يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)البقرة،
وقال،صلى الله عليه وسلم(إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره ، إن خير دينكم أَيْسره)وفي لفظٍ (إنكم أمة أُريد بكم اليُسْر) أخرجه الإمام أحمد،
الصوم تدريب للنفس على قوة الإرادة ومضاء العزيمة،وتغيير السلوك،وعدم الخضوع للمطالب الدنيوية،أو الغرائز الجسدية،ولو كانت حلالاً صرفاً،فما بالك بالابتعاد عن الحرام أو المكروه،
هي فريضة يريد الله منها أن يتحول في حياته كلها من المعصية إلى الطاعة،
وأن يهجر ما ألفه إلى غير المألوفات، وأن يزداد من الطاعات، وألا يقف في سيره إلى الله،تعالى،عند حد،
وقد ربط الله،تعالى،شعائر الإسلام بمولد القمر وتدرجه،وهو من المشاهد التي يرتبط بها الإنسان في يومه وأسبوعه وشهره وسنته، ليعلم المسلم أن خالق هذا الكون ومدبره والقيوم على كل ما فيه الذي يدير الفلك ويدبر أمر السماوات والأرض هو الذي يأمره فيطيعه،وهو صاحب الأمر والنهى(أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)الأعراف،
ولذلك كان حديث النبي،صلى الله عليه وسلم(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)رواه مسلم،والنسائي،
أما اليُسر في شريعة الصوم،
أولاً،أخبر الله المسلمين عندما فرض عليهم الصيام أنَّ كل الأمم من قبلهم صامت لله رب العالمين، وبذلك فهم يسيرون على طريق ودرب المتقين(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)البقرة،
فلم يكلفهم الله ما لا طاقة لهم به، ولم يفرض عليهم إصراً، ولم يكلفهم عنتاً،
ولكنَّ صيام المسلمين أكثر يُسراً،وأقوى تأثيراً،لأنه خاتم الشرائع السماوية، وبه اكتملت كلمة الله للخلق أجمعين، فهو فريضة محكمة، وركن من أركان الدين، يصومه كل المسلمين، مجتمعين في شهر واحد،ليكون أقوى تأثيراً في النفوس وأدعى للاجتماع على الطاعة،
ثانياً،بيَّن الله تعالى،أن الصوم لأيام معدودات،سرعان ما تنقضي، شهر واحد من اثني عشر شهراً في العام، قد يكون مرهقاً في أيامه الأولى فقط، وبعد انقضاء ثلاث أو خمسة أيام يصبح معتاداً للنفس،
ثم يعود المرء إلى سيرته الأولى،ليحقق الصوم حكمته في النفوس ويكون تدريبا لبقية العام،
ثالثاً،فرض الله الصوم على البالغ العاقل الصحيح المقيم، ورخَّص الله بالفطر للمسافر والمريض الذي يُرجى شفاؤه والحائض والحامل والنفساء،التي ولدت حديثاً،لى أن يقضوا أيام فطرهم بعد رمضان؛ تيسيراً لهم،ورفعاً للحرج والمشقة عنهم (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَو عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر)البقرة،
أما المريض الذي لا يُرجى شفاؤه،وكذلك الشيخ المسن والعجوز، والذين لا يطيقون الصوم لأعمالهم الشاقة جداً فهؤلاء أباح الله لهم الفطر على أن يقدموا فدية مكان أيام صومهم(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)البقرة،
رابعاً،جاءت ساعات الصيام في اليوم والليلة معتدلة،فنهار الصائم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس،
ساعات محددة بدقة لا يخطئها إنسان لتحقيق حكمة الصوم ويسره، فلا تمتد إلى منتصف الليل كبعض الملل الأخرى،ولا تقصر ليضعف تأثيرها في النفس،
ورفع الله الحرج عن أمة الإسلام عندما يسَّر لهم الأمور بقوله،تعالى(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ)البقرة،
بعد أن كان أحدهم إذا نام دون طعام يكمل صومه إلى اليوم التالي، تيسيراً لهم ورحمة بهم،
خامساً،قرن الله شهر الصيام بمنح ربَّانية، وهدايا إلهية مما يجعل القلوب متعلقة بهذا الشهر الفضيل، تنتظر هلاله من العام إلى العام وتختص به الأمة كلها في مشارق الأرض ومغاربها،
فرمضان شهر القرآن، وشهر الإحسان، وشهر الدعاء، وشهر القيام لله رب العالمين،
وفى رمضان ليلة القدر التي هي خيرُ من ألف شهر، يضاعف الله فيها الثواب ويغمر العباد بفضله وإحسانه،
لكل ذلك ولغيره من الأٍسباب والحكم تجد اليُسر واضحاً في شريعة الصيام كما تجده في الأحكام الفقهية المتعلقة بالصوم، وذلك يتكرر في كل شرائع الإسلام، فهي الحنيفية السمحة وهى تصديق لحديث رسولنا،صلى الله عليه وسلم(إنَّ هذا الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحدٌ إلا غلبه)صحيح البخاري،
معنى الحديث، النهي عن التشديد في الدين ، بأن يحمِّل الإنسان نفسه من العبادة ما لا يحتمله إلا بكلفة شديدة ،
وهذا هو المراد بقوله صلى الله عليه وسلم( لن يشاد الدين أحد إلا غلبه ) يعني، أن الدين لا يؤخذ بالمغالبة ، فمن شاد الدين غلبه وقطعه،
وأما الصيام ،شهر واحد من كل عام ، يجتمع فيه المسلمون كلهم ، فيتركون فيه شهواتهم الأصلية،من طعام وشراب في النهار , ويعوضهم الله على ذلك من فضله وإحسانه تتميم دينهم وإيمانهم ، وزيادة كمالهم ، وأجره العظيم ، وبره العميم ، وغير ذلك مما رتبه على الصيام من الخير الكثير ، ويكون سبباً لحصول التقوى التي ترجع إلى فعل الخيرات كلها ، وترك المنكرات،


بل يتمكن معه من أداء الحقوق كلها ،حقّ الله ، وحقّ النفس ، وحقّ الأهل والأصحاب ، وحقّ كلّ من له حقّ على الإنسان برفق وسهولة،
وأما من شدد على نفسه فلم يكتف بما اكتفى به النبي صلّى الله عليه وسلم ، ولا بما علَّمه للأمة وأرشدهم إليه ، بل غلا وأوغل في العبادات : فإن الدين يغلبه ، وآخر أمره العجز والانقطاع ، ولهذا قا( ولن يَشادَّ الدينَ أحد إلا غلبه )
فمن قاوم هذا الدين بشدة وغلو ولم يقتصد،غلبه الدين ، واستحسر ،ولهذا أمر صلّى الله عليه وسلم بالقصد ، وحثّ عليه فقال( والقصد القصد تبلغوا )
وهذا من أكبر الأدلة على رحمة الله بعباده بهذا الدين الذي هو به السعادة الأبدية،
وها نحن نرى المسلمين يصومون رمضان كل عام، منذ فرض الله صيام رمضان،وإلى يومنا هذا، وإلى أن تقوم الساعة،من البشر صاموا لله، ويصومون الآن في يسر وسهولة، بعضهم يصوم تحت وهج الشمس الحارقة دون إرهاق أو تعب، بل يتلذذون بطاعة الله،تعالى،
وها نحن نرى صبياناً وصبايا في عمر العاشرة يتعودون على الصوم من صغرهم حتى يصبح الصوم لهم سهلاً ميسوراً،
فيا أيها المسلمون أقبلوا على رمضان بقلوب توّاقة، وعقول مشرقة وتأملوا في حكمة الصوم وفي سماحة الإسلام وفى تيسير الله للصائمين القائمين،
واحذروا أيها الصائمون،صوموا صومُ ربَّاني فرضه الله،تعالى، لحكمة بالغة وأحاطه بتيسيرات كثيرة؛ ليقبل المؤمنون على تلك الفريضة عارفين بحكمته، تشرق أرواحهم وتؤمن قلوبهم وترتفع أكفهم بالدعاء إلى الله،تعالى،متضرعين خاشعين ليقبل صومهم ويزكِّى نفوسهم ويطهِّر أرواحهم،

كل عام وأتنم جميعاً بخير،تقبل الله منكم الصوم والدعاء والقيام، إنها خلوة مع الله فاغتنموها ولا تضيعوا منها أي لحظة،







 
قديم 28-05-17, 02:50 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:57 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "