اين يكمن الخطر اﻻيراني، في عقيدته الدينية ام في مشروعه السياسي؟ .
يتحدث الكثير من الكتاب والدعاة اﻻسلاميون عن الخطر اﻻيراني بإسهاب معيدين الكتابات القديمة عن العقيدة الشيعية الرافضية والصفوية محاولين اظهار خطر هذه العقيدة على اﻻمة اﻻسلامية عامة واهل السنة خاصة . وهذا بحد ذاته يعد ضعفا في الفهم السياسي لهؤﻻء الكتاب والدعاة اﻻإسلاميين عامة.
فالعقيدة الشيعية اذا ما قارناها بعقيدة اهل السنة، التي تعتمد الكتاب والسنة كمصدرين اساسيين للتشريع، تعد عقيدة واهية حيث يمكن ﻻصغر طالب علم من اهل السنة دحض آراء اكبر مرجع شيعي. ومن هنا يمكن القول ان اهل السنة هم من ينفخ في العقيدة الشيعية ويكبرها من حيث ﻻ يعلمون، فيما الواقع يقول ان الخطر الذي يشكله التبشير الشيعي يكمن في المشروع السياسي الذي تتبناه ايران ويروجه التبشير الشيعي، وخطر هذا المشروع ياتي من كونه يحمل مشروع دولة على غرار الدولة الفاطمية.
والملاحظ في التبشير الشيعي انه عندما يدخل منطقة ما فاول يسعى اليه هو انشاء التنظيم السياسي او الميليشيا المسلحة ومثاﻻ على ذلك اليمن(الحوثي) والبحرين (الجماعات السرية المسلحة) والعراق ( اﻻحزاب والمليشيات المسلحة) ولبنان(حزب الله) وفلسطين ( الجهاد واخواتها) وباكستان (حركة الفقه الجعفري وحزب الله ) و افغانستان (حزب الوحدة) والكويت ( حزب الله ) و السعودي (حزب الله الحجاز) ومصر(حزب التحرير الشيعي) ونيجيريا (حزب الله النيجيري) و في غيرها من المناطق اﻻخرى. وهذا بخلاف الدعوات التبشيرية اﻻخرى كالمسيحية والبوذية وغيرها التي تقوم على التبشير العقدي دون السياسي.
ان استمرار الخطاب السني في التهويل من خطر التبشير الشيعي في جانبه العقدي دون التركيز على خطر الجانب السياسي في هذه العقيدة انما هو خدمة مجانية تقدم الى المشروع الايراني السياسي الذي يتلحف بالغطاء الشيعي.
فمتى يتنبه كتابنا ودعوتنا الى هذا اﻻمر ويعيدوا صياغة خطابهم في مواجهة التبشير الشيعي الحامل للمشروع اﻻيراني؟.
صباح الموسوي
05-11-2014,