العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > منتدى فضح النشاط الصفوى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-12-11, 08:43 PM   رقم المشاركة : 1
ابو عبدالرحمن البغدادي
عضو فضي






ابو عبدالرحمن البغدادي غير متصل

ابو عبدالرحمن البغدادي is on a distinguished road


أحقَّاً لا زالَ أهْلُ السُّنةِ لا يعرفون!؟


د.أحمد الحسيني


السبت 3 ديسمبر 2011



أحقَّاً لا زالَ أهْلُ السُّنةِ لا يعرفون!؟







د. أحمد الحسيني(*):: خاص بالقادسية



لا زلِتُ أذْكُرُ يومَ اختطافي على الطريقِ الواصِلِ بينَ سَاحةِ اللقاءِ ومنطقةِ الوشاش وسطَ بغداد قبْلَ أكثرَ مِنْ أربعِ سنين على يدِ أفرادِ دوريةِ شرطةِ منطقةِ المنصور ثم بيعَهم ليْ إلى ميلشيا جيشِ المهدي الدجال . هكذا بَدأ صاحبي بسرْدِ قصتِه عليَّ بَعْدَ أنْ عَرفَ اهتماماتي في الكتابةِ ضِدَّ الفكرِ الهدمي الشيعي.

يقولُ صاحبي: لازِلْتُ أذْكُرُ السَّاعةَ التي اُختُطِفْتُ فيها كأنَّ أحْدَاثَها تجري للتو . كانتِ السَّاعةُ قدْ تجاوزتْ الثانيةَ ظهراً ، وكانتِ الشوارعُ شِبهَ خاليةٍ إلاَّ مِن بعضِ المارَّة هنا أوْ هناك حينَما استوقفت سيارتي دوريةُ شرطةِ المنصور ، وطالبتْنِي بهويتي التي تقرأ أنَّنِي موظفٌ في دائرةِ استثمارِ أموالِ الوقفِ السُّني حينَها طلبوا مِنَّي التَّرجُلَ مِنَ السَّيارةِ والركوبَ معَهُم وحينَها عرفتُ أنَّهُم مُقدِمُونَ على اختطافي ولاسَّيما بعدَ الحوادثِ المتكررةِ التي كنَّا نسْمَعُ عنْها ونراها أمَامَنا هنا أو هناك ، لمْ استطِعْ أنْ أُقاوِمَ أفرادَ الدَّورية لأنَّهُم كانُوا خمْسَةَ أفرادٍ مسلحين ، ولمْ استَطِعْ أنْ أطْلُبَ النجْدَةَ مِنْ قبلِ بعضِ المارَّةِ الذين بدورِهم أسْرَعُوا في الهُرُوبِ مِنَ المكان . فمنَّيتُ نفسي أنَّهُم رُبَّما يطلقون سراحي بعدَ أنْ يحققوا معي ، ولَكِنَّها كانتْ مُجردَ أُمْنيةٍ أُمّنيّ بها نفسي تشبثاً مِنَّي بهذه الحياةِ. لا أستطيعُ أنْ أصِفَ شعوري وخلجاتِ نفسي في تلك اللحظةِ ؛ فلقد كنْتُ خائفاً جِدّاً وأفكرُّ بأولادي وزوجتي وأمي وأبي ومصِيرِهم مِنْ بعدي ومدى حزنِهم عليَّ.

لم أُطِلْ الوقوفَ والتّوسُلَ بهم والتحايلَ عليهم كي يتركوني لأنَّ عنواني كان واضحاً ، وكان الخورُ والضعفُ قد بلغ مِنّي مبْلَغَه فصعدتُ معهم السيارةَ وأنا كُلّي أمَلٌ في حصولِ معجزةٍ ما ؛ لكنْ سُرعانَ ما اتصلَ أحدُ أفرادِ الدورية بسّيدٍ يُقالُ له سّيد علاء ، وبدأ يساومه في بيعي له . عرفتُ لاحقاً أنَّ السّيد المذكور مسؤولٌ عن بعضِ مجاميعِ ميلشيا مقتدى ، وهنا أدْرَكْتُ أنَّ موتي أصبحَ مسألةَ وقتٍ لا غير. وهكذا تم بيعي ب(100 ألف دينار أي ما يقرب من 75 دولار) وأُخِذْتُ إلى بيتٍ كائنٍ في حي أور ، وأُدْخِلْتُ غرفةً مِنْ غُرَفِهِ فوجدتُ أمامي ثلاثةَ أشْخَاصٍ أحدُهُما شيخٌ كبيرٌ والآخرُ شابٌّ مُرَاهِقٌ لا يتجاوز عمرُهُ (16) سنة والثالث رجلٌ قد جاوز عقدَه الثالث عرفتُ بعدَها أنَّ اسْمَه عُمرُ العبيدي وكانَ رجُلاً صاحبَ دينٍ وملتحياً فرُمِيتُ إلى جنْبِ هؤلاءِ . وبدأ الخاطفون يتصلون بأهلي لمساومتهم على مبلغ عشرين دفتر (200 ألف دولار) بعد أن أسمعوهم صوتي، وبدؤوا يتعاملون مع أهلي ويساومونَهم .

كانت لحظاتٍ عصيبةً جدّاً كُنَّا يومياً نؤخذُ لنُعذَبَ مدة ساعتين أو ثلاثة بشتى أساليبِ التعذيبِ ، ومنْها قلعُ أظافرِنا وثقبُ أجسامِنا بالدريل وسكبُ الماءِ الحارِّ جدَّاً على رؤوسِنا ، وكُنَّا جميعاً جزعين إلاَّ عمر العبيدي فمع أنَّه أكثرُنا تعذيباً من قبلهم إلاَّ أنَّه أجْلَدُنا وأصبَرُنا وكثيراً ما كانتْ تعلو وجهَه ابتسامةٌ صفراءُ ساخرةٌ . لا زلِتُ أذْكُرُ أنَّهم حينَما كانوا يأخذونَه من غرفتنا فإنهم كانوا يجرجرونه من لحيته ، ويشبعونه تعذيباً ، وكنُّا نسمعُ صُراخَه يومياً في الليل ، وكانوا يقولون له : ها أبو جفصة (استهزاءً باسم ابنته حفصة ) ها وهابي (شنو رأيك هسه) .

أذْكُرُ أننَّا كُنَّا في بيتٍ تسكُنُه عائلةٌ نسمعُ صباحاً صوتَ أطفالِهم ونسائهم وصوتَ أعمالِهم المنزلية ، وكنَّا نستغيثُ بهم وليس من مغيث حتى أنَّ الشابَّ المراهِقَ معنا توسل بامرأةٍ عجوزٍ في البيت وخاطبَها بقوله يمه الله يخليج بلكي تخلصينا )فالتفت إليه العجوز وهي تقول له: إنجب (اخرس) وهابية .

كان الجميعُ قدْ أيقنَ بالموتِ وطلبوه ودعوا اللهَ أنْ يُخَلِصَهم مِنْ هذا العذابِ الذي هم فيه ، وسُرعانَ ما بدأ التنفيذُ والشروعُ بالقتلِ حينَما همَّت مجموعةٌ بتهيئةِ عمر العبيدي لقتلِه وحينَها سألتُ عمرَ لماذا هذهِ الابتسامةُ على مُحيَّاكَ ؟. فقال أنا أحمدُ اللهَ ربي أنَّني لم أكنْ في يومٍ مِن الأيام مخدوعا بهؤلاء أو مخدوعا بدينهم لقد كنت أعرفهم وأعرف خصَالهم جيدا ، وأعرفُ أنَّ دينَهم هو من يأمرهم بذلك ولهذا أنا حينَما سوف أقابلُ ربي فإنَّي سأقولُ له بملءِ فمي لقد قُتلِتُ مِنْ أجْلِ دينِك ومِنْ أجْلِ حُمَاةِ دينِك صحابةِ رسولِك (صلى اللهُ عليِه وسلم) ومِنْ أجْلِ أنَّني نافحتُ ضِدَّ أعداءِ دينِك . فأنا مُرْتاحٌ اليوم لأنَّني لمْ أكنْ يوماً مخدوعاً بهم . أمَّا أنتم وأمثُالكم كثيرٌ من أهلِ السُّنةِ فلا زلتُم إلى هذا اليومِ وأنتُم أحْدُ شخصين ، شخصٌ لا يعرف لماذا هذا الحقدُ عليه ، وشخصٌ يعرف لكنَّه يقولُ ليسوا سواء - أي ليس جميعهم حاقدين وقتلة - .

لم يكد عمر العبيدي يُكْمِلُ كلامَه حتى سمِعْنا صوتَ جلبةٍ أمَامَ البابِ وإذا بمجموعةٍ تدخلُ علينا الغرفةَ لتقتاد عمر ، وتنفذَ فيه حكمَ الإعدامِ كما عرفنا ذلك لاحقاً .

بَعْدَ يومين مِنْ هذهِ الحادِثةِ تَمَّتْ مداهمةُ الموقعِ الذي نَحْنُ فيه مِنْ قِبلِ الجيشِ الأمريكي ، وأطُلِقَ سراحُنا ، ولم يُعْتَقلْ الخاطفون كالعادة.

سكتَ صديقي قليلاً ، ورفعْنا أيديَنا بالدعاءِ بالرحمةِ والمغفرةِ لعمر العبيدي ( رَحِمَهُ اللهُ تعالى) وجميعَ شهداءِِ أهْلِ السُّنة المغدورين.

في هذه الأثْناءِ دَخَلتْ علينا زوجةُ صديقي المخطوف لتُقَدِمَ لنا الشاي والبسكويت وقد سَمِعَتْ أطرافَ حديثِنا فقالتْ: واللهِ أنا لا اعرِفُ إلى هذا اليومِ لماذا كلُّ هذا الحقدِ عنْدَ بعضِ الشيعةِ على أهلِ السُّنةِ ... وهنا التفتُ حانقاً إلى صديقي الذي طأطأ رأسَه خجلا...


أحقاً يُوجدُ اليوم مَنْ لا يعِرفُ لماذا استشرى بنا القتلُ والتهجيرُ وانتهاكُ الأعراضِ وسرقةُ الأموالِ والممتلكات ؟... أوْ يعِرفُ ويعتقدُ أنَّهُم ليسُوا سواء .. حقَّاً لا أعرِفُ ، وأتمنى لو أعرِفُ







 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:35 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "