رسائل إسماعيلية سليمانية مختصرة ،

[الهميسع]

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن على نبيه نزولا ً ووحيا ً عن طريق روحه جبريل عليه السلام ، لم يكن ضمنه علوم الكون والأفلاك وخفايا علوم الوجود المختلفة ولا تفاصيل خلق الكون والفيض أو الانبعاث أو التسلسل ،
إذ أنزله ليهدي الناس به ويخرجهم من الظلمات إلى النور ،كحالة تصحيحية لمسار خاطئ ،
وللقرآن الكريم توجيها ً واحد ومحدداً ،هو هداية الناس إلى ربهم وخالقهم ، فهو ليس كتاب علوم فيزيائية أو فلكية أوغيره ،وإن أتى بإشارات وتلميحات نعتبرها نحن مفاتيح لعلوم جهلها من جهل وعلمها من علم ،
وماكان إلا كتاب هدى وتشريعا منه سبحانه وتعالى للعباد ليستقوا منه علم دينهم وليحتجوا به حين حاجتهم إلى ذلك فيما تنازعوا فيه وليُرجعوا أمور دينهم إليه ،
وهو ،أي القرآن الكريم كتاب تشريعي هاد ٍ إلى سواء السبيل ، يختص بالدين وكل مايتعلق به ،
اليوم أكملت لكم دينكم ،
ولم يقل اليوم أكملت لكم علمكم ، بل قال وماأوتيتم من العلم إلا قليلا ـ
وقل ربي زدني علما
ومن هذا المنطق والمُنطلق نقول :
بأن الإسماعيلية السليمانية خصوصا ً لها مالها من رؤى وتصورات وأفكار حول الوجود والكون والأفلاك والبدايات للتكوين ، أستقته من :
أولا ً الكتاب الذي أتى بمفاتيح بعض العلوم ،
ثانيا ً من السنة التي أتت أيضا ً ببعض إشارات ،
ثالثا ً من علم أئمة الهدى ممن ألهموا وهدوا إليه
رابعا ً من النظر والتأمل والتدبر في خلق الله والوجود ،
الَّذِينَيَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ
وَيَتَفَكَّرُونَفِيخَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ،
فكـُشف لها ماكُشف من معارف جما وعلوم شتى وفيض عظيم سمت به نحو العروج إلى عوالم المعرفة الدافقة والحقيقة الواضحة ،
فغرفت مماأستطاعت إلى ذلك سبيلا ،
فكانت من أصحاب أعراف الدنيا ،عين في عالم الروح وعين في عالم المادة ، فترى كلا العالمين من منظور معرفي ،مما أهلها إلى أن تنقل للناس مما علمته علما ً مفصلا ،
ولكنها لما خشيت من وقوع هذا العلم في يد السفهاء من الناس لعدم معرفتهم به ولعدم تداولهم له ، كتمت وسترت ،
فشاءَ المولى أن يظهره للعامة من الناس.... ففهمهُ من فهم وأنكره من أنكر ،
و ما أنكره إلا المبطلون ،
مع كونها لاتـُلزم أحدا ً بما وصل إليه علمها ، كونه علم غيبي من بعض علم الله الواسع الخاص الذي لاتدين الله ببعضه كدين مُشرَع مُنَزل كونه لم يُلزم به المسلم في كتاب أو في سنة ،
ومادليل ذلك إلا أولئك الكثرة ممن يعتنقون المذهب وهم لايفقهون هذه العلوم وخفاياها وأسرارها ولا يكلـَفون بمعرفتها ،
مع أداءهم التام لجميع الفرائض والواجبات التي أتى بها كتاب الله وسنة رسوله وهم في هذا كغيرهم من المسلمين،
ومما يجب علينا هنا أن نقوله كإسماعيلية سليمانية لكل سائل يسأل عن مذهبنا ، فنقول :
أن الدين كله بأوامره ونواهيه وتعاليمه أتى مفصلا ً في كتاب الله وسنة رسوله ونحن لا ننفك عن هذا ولا نحيد ولا ننقص أو نزيد ومن قال بغير هذا فقد كفر وخرج من الملة ،
ولكننا مع ماسبق نقول بأن هذه العلوم التي كشفت لنا وتلبسناها ماهي إلا نتيجة لتدبر وتفكر وتأمل واستكشاف لما خلق الله في كونه الواسع فمن شاء فليتلقفها ومن شاء فليعرض عنها ،
كما أننا لا نلزم أحدا ً بما علمنا لجهله لما عرفنا ،
ونرى أنها أي هذه العلوم كتاباً منظوراً غير مسطور ولا مُنزل،
فسطرناه نحن في كتب من ورق بعد أن عقلناه ووعيناه ليقرءاه من شاء إلى ذلك سبيلا ،
،
ونحن هنا إذ نقرر بأن علومنا كلها التي قد وردت في غير دعائم الإسلام مثلا أو صحيفة الصلاة ...
ماهي إلا علوم قطفناها من شجرة العلم الوارفة التي أنبتها الله نباتا ً حسنا،
ولا من منكر أنها قد أتت أكلها للبشرية جمعا من خلال اقتطاف بعضها من قبل علماء الغرب ،
فهم قد عرفوا قيمتها وقدرها فقدروها حق قدرها ، واستفادوا منها فبنوا على أسها حضارة .....
وما رسائل أخوان الصفاء إلا خيردليل على قولي هذا ،
ولكنهم لم ينسبو الحق لأصحابه بل نسبوه إلى أنفسهم ظلما ً وعدوانا ً ،وهذا القول لا أورده تجنيا ً أو أنشاء بغير دليل بل سأتي بدليله في موضوع مستقل إن شاء الله،
ونحن إذ نشبه أنفسنا مع من ينازعنا المعرفة ، بقوم دخلوا بستانا ً فيه من كل الأشجار المثمرة ومن الأنهار مالا عين رأت ولا أذن سمعت ،
فقام البعض منهم فأكل وشرب وقضوا حاجة أنفسهم منه في مدتهم ، ، وآخرين تعلموا كيف يزرعون ويحصدون خوفا ً من نفاذ مافي البستان ليقوا أنفسهم مآل الغيب ، وقوم زادوا على هولاء وأولئك بأن علموا كل خفية ٍ تتعلق بالبستان من نبات وزروع ومياه وتربة كما مساحته ومناخه ومتى أنشئ وكم هي مقادير أعمار أشجاره وغيرها ممايتعلق بالبستان ، فخاض القوم يوما ً نزاعا ً مع بعضهم كل ُ ُ يدعي معرفته بالبستان وعلمه به ، فكان منهم من لايعلم منه إلا الأكل والشرب والمذاق ، وأخرون أدعو علمهم بزراعة أشجاره وكيفية الحفاظ عليها ، وأما الصنف الثالث فكان في الطليعة لمعرفتهم بكل مايختص بالبستان فكانوا هم الفائزون ،
وأقول إذ أقول:
بأن الطائفة الإسماعيلية الحنيفية لاتنظر إلى الوجود على أنه كون متناثر لاعلاقة لبعضه ببعض ،
بل أنها ترى و تتدبر في كل جزء من مكوناته فتربطه ببعضه وتفسر العلاقة بين كل جزء وآخر، لأنها تراه كالجسد الواحد الذي يشد بعضه بعضا
فمثلاً ،
لاتنظر كما ينظر البعض إلى أن السموات الطباق على أنها لها سقفا مادية
،أكرر سقفا مادية ،
إذ من غير المعقول أن الله سبحانه وتعالى يقول أنه سخر لنا مافي السموات والأرض ومابينهما وهو يحجب عنا سمواته التي سخرها لنا بسُقف ٍ مادية فما نرى منها إلا واحدة!
فأنت إذا ما وهبت شخصا ً ما بيتا له من الغرف سبعا ً ثم أغلقت عنه ستاً واحتفظت بمفاتيحها لديك ثم قلت له أني وهبتك سبع غرف ٍ فافعل بها ماتشاء وتمتع ،
فقل لي كيف يتمتع بها وأنت من قد أغلق عليه منها ما أغلق ؟
____________
ونرى أن الكون الواسع مفتوح على بعضه البعض وأن السموات مفتوحة كذلك
وأن لها برازخ وهمية ،
وكل سماء تختلف عن غيرها ،
وأنها ليست مخلوقة عبثا ً بل أن لكل جزء وإن صغر فيها له معنا ً في وجوده ،
وأنها مترابطة متداخلة وإن فصلت بفواصل نسميها بالبرازخ الوهمية ،وبينهما برزخ لايبغيان ،
وكذا الأفلاك والكواكب والنجوم والمجرات ،
وبما أنكم لاتقرون بتاثير الكواكب على الإنسان وأنها لاعلاقة لها به لامن قريب ولا من بعيد ،
فسوف نسألكم لعلكم تتفكرون ونقول لكم :
لماذا خلقت السموات ؟
أخلقت هكذا عبثا ً ؟
أخلقت لتتأمل بها العين فقط ؟
أو لكي يرحل الخيال لالتهامها كصورة لامعنى لها ؟
إن الغرب العلمي قد اكتشف بأن للشمس والقمر تأثيرات مباشرة وغير مباشرة على الأرض وعلى الإنسان من الناحية الفيزيائية ،
فالشمس معلوم للجميع أنها لولاها لهلكت كثير من المخلوقات على سطح الأرض وكذلك القمر ،
وهذا ما أقره علماء اليوم من الغرب وقبلتموه أنتم منهم رغم قولنا به في رسائل إخوان الصفا وغيرها
وإنما لم تقبلوه منا ؟
وقلنا بأن لدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وكذلك الشمس والقمرتأثير ايضاُ
ثم عرجنا إلى الأفلاك وقلنا بأنها تدور ومادورانها إلا لضرورة أوجدها الخالق لإبقاء الكون حيا ، فبالدوران تظهرحركة النفس التي يحيا بها الكون وتتخلق الموجودات وتتكاثر ، وما تخـَلق بعض النباتات صيفا ً أو شتاء ً إلا من تأثير ذلك التمنوخ (المناخ ) ....ولنا في الطواف حول الكعبة مثل في سبع أشواط ؟؟؟وسبع سموات ،
ودليل هذا من أشارات القرآن التي يأتينا بها عبر الآيات ، حين قال عن الشمس والقمر ،وكل ُ ُ في فلك ٍ يسبحون ؟
أيسبح من في الفضاء ؟
هل سألتم أنفسكم هذا السؤال ؟
فالمعلوم أن كل شئ في الهواء (الفضاء ) أما أن يطير أو يهوي أو يصعد أو يعرج ، فلماذا هولاء يسبحون ؟هل الكون بحر ؟
لست أدري ربما ،أجيبوا أنتم ،
فبالتاكيد لها معان ٍ أخرى وتأويلات ،

وأعتقد أن البعض منكم سيقول لاعلاقة لنا بكل هذا فنحن نعبد الله ....فنصلي ونصوم ونزكي ونحج ولانقرب الفواحش ماظهر منها ومابطن وكفى ،
وكأن هذا الكون ليس مسخر لكم ،ولاله علاقة تربطكم به ،
لكن في نفس الوقت نقول لكم :
لاتلومونا إن نحن أشغلنا أنفسنا بمحاولة معرفته وكشف خفاياه وأسراره،
ولو أنكم سألتم أنفسكم بعضا ً من أسئلة بدلا ً من لعننا وسبنا لما لم تعقلوه من علومنا لعذرتمونا،
وقلتم
كيف ،،،، نحن مثلا ً،نفكر ،ونخطط ،ونرسم الصور عبر خيالاتنا؟
وماهي الأدوات التي تقوم بذلك ؟
وماهي النفس وأين هو محلها؟
هل في داخل الجسم وحيزه مسجونة ؟
أم خارجه كطاقة شابهت الأكسجين ؟
وهل تكبر مع الجسم حين تبدءا مع الطفل حتى يكبر ؟
وهل العقل جزء من مركبات الجسم ؟
وهل الدماغ هو العقل ؟
وكيف يتم الموت ؟
هل هنالك فرق بين الروح والنفس ؟
وهل هم جميعا ً مترابطين ؟
هل سألتم أنفسكم هذه الأسئلة ؟
وكل هذا بالطبع لايوجد تفسيره في الكتاب المسطور الذي تطالبوننا بدليل منه،
لأنها تتجلى بمعانيها وخفاياها في الكتاب المعقول (العقل )
إن العقل ياسادة بالتاكيد ليس جزاء من الجسم ؟
بل هو خارج عنه متصل به ؟
فالقلب والذي هو محل ومركز التلقي للعقل هو من يستصيغ المعقولات ،
وهو ،أي ، العقل ذو مساحة كبيرة .... له من الخيال مالايستطيع أن يكون في حيز الجسم الصغير إذ لا يقوى على استيعابه ،
يتلقى معلوماته من العقل الفعال ليضخها كمعلومات في ذاكرة الدماغ ويحفظها الدماغ كصور يستخدمها حين يشاء كمركبات جاهزة ، فتمتثـل لأوامره الجوارح والأعضاء ،
وأما النفس فهي من النفس متغلغلة في داخلك تمدك بالقوة والطاقة والحركة حين الحاجة ،
وهي عاقلة مستعقلة ،كلما كبرت أحتجت منها أكثر ...مما يزيد من رغباتها .
وهي تستفيد من روحانية العقل وسموه تطهرا وصفاء إن هي صلحت واستمسكت به،
وإلا ففسادها هو هلاكها وهو واقع بها لامحالة إن هي تركت التلقي من جواهره ونفائسه ،
وماموتها إلا انغلاق لباب مسكنها الجسماني واستفراغ لذاتها من وعاء الجسم فتفارقه مرغمة مكرهة غير مخيرة لترجع إلى مكانها الأول ،
والعقل مشبهُ ُ بالذكر والنفس بالأنثى ، تتقبل منه أو ترفضه وإن هي قبلت أثمر ذلك التقابل والتوافق عن خير كثير لها ولغيرها فتسمو وتصفو وتعود إلى ربها راضية مرضية ،
إذا العقل هو صاقل النفس مروحنها ،
منجب الخير منها ولها ،
وهذا عندكم في عالم الحس موجود في كتبكم،
إذ تقولون أن حواء خلقت من ضلع آدم على حين غفوة منه ، فكانت له سكنا وزوجا ً ؟انتهى
_____________
ونرى أن الإنسان ما هو إلا كون مصغر للكون الأكبر
وما الجزئيات التي بدواخلنا إلا مثالا ً لمنثورات الكون وموجوداته،
فالشمس كالقلب والقمر كالدماغ وقس على هذا ماشئت
وكلُ ُ يتصل بالأخر ويقوده ،
كالربيب والمربوب
مرتبط به ارتباطا وثيقاً
وهو حبك ُ ُ عجيب، والسماء ذات الحبك ،
لاينفك مطلقا ً عن أجزائه وما انهدام الكون إلا مثال لموت الإنسان ، انحباس النفس الكلية عن الحركة ـ فتشل حركة الكواكب فتتناثر وتضطرب حركاتها فتنكمش،
وأن الكون هو عالم حي تتفاوت حياته بحسب عالمه ،فالجماد مثلا ً حي ولكن في كينونته المستقلة ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
اِئْتِيَاطَوْعاً أَوْ كَرْهاًقَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ:
وهذا يدلل على حياة الأرض وتخاطبها مع الله الذي يعلم كيفية حياتها ،
______________________
ونرى أن من قال بأن الله لايعلم إلا ذاته فقد أخطاء شرعا ًوعقلا ً ومنطقا ً بل هو كافر بربه،
إذ كيف يكون مبدعا ً لمن عقـِل ذاته وغيره وهو لا يعقل إلا ذاته ، ؟؟
وإن كان قد قالها بعض ممن ينتسبون إلينا فإننا لانقره على ذلك ،وقد تراجع عن مثل ذلك ، ومنهم شيخنا الرئيس ابن سيناء .
إذ قال ،بأن الله لايعلم إلا الكليات ويجهل الجزئيات ، ولكنه تراجع عن قوله هذا ،
ونحن نقول أن المبدِع أبدع المُبدَع كإنبعاث... بعلم منه لما فيه ولما سينتج عنه ومنه ،
ومدركا ً للجزئيات والكليات ومحيطا ً بها وهو خارج عنها لا ملامس .
وأنه ،أي الله ، خيرُ ُ محض ،
فلا يخلق الشر ولا ينبعث منه ، وما وجود الشر إلا من تفاوت الكائنات ورقي بعضها فوق بعض ،(نوع من الابتلاء ) فكل كائن يرى الآخر فوقه فيحسده على مكانته ومن هنا يتولد الشر ، ومثال ذلك ماحدث لإبليس حين أمره الله بأن يسجد لآدم فأبا تكبرا وتعالٍ وانتقاصا ً من آدم ،
_____________________
ونرد على قول من قال بأننا نعبد الكواكب والأفلاك وأننا نؤمن بإلهين أو أكثر ـ أنما هو إله واحد ،أن هذا القول باطل باطل باطل ، ولاصحة له ولا أساس ، إذ من غير المعقول أن تكون الإسماعيلية التي أبحرت بعقلها نحو أفاق الأفاق تعود وتقر بآلهة ٍ غير الله .... وهي الحنيفية التي أتخذت من إبراهيم أساسا ً لتوحيد الإله الواحد ،
وإن كان قد ورد شئ في كتبنا ، فإننا نتبراء منها ، لأننا نعلم يقينا ً أن هنالك رفض وتأب ٍ من دعاتنا لهذا القول ، ولايقبل كتاب إلا إذا كان مطبوعا ً تحت أشراف دعاتنا المعتبرين وإلا فهو ممن يخالفنا أو دسُ ُ من أعداءنا ،
ونهيب بكل من يقراء كتبنا أن يراجع مصدر الكتاب ودولة الطباعه ومحققهُ ، فإن وجده اسماعيليا ً سليمانيا ً قبل منه ،وإلا فهو مردود ومرفوض جملة وتفصيلا ً ،


ونرى بأن الإنسان لديه مدركات كثيرة للعلم والمعرفة مثل البصر والسمع والشم والذوق والحس وجميعها مرتبطة بالعقل والدماغ فلولا تواصل الشمس بالقمر (القلب (العقل ) بالدماغ لفقد بعض حواسه ، وهذا إذ لم يصل شعاع الشمس إلى القمر فإنه لن يكون له تأثير على الأرض وبالتالي تنشل حركة من حركات الأرض ،ومثال ذلك
مثال الأكسجين إن فقده الإنسان تشل حركته ويموت دماغه وكذلك لولا الهواء لما سمع ، ولولا الضوء المرسل إلى العين لما أبصر ،
كذلك نحن الإسماعيلية نعبر عن كل هذا على المستوى الرتب ونسقطه على أولاً ،
العقل ثم النفس ثم الصورة ثم المادة ثم على ما تعبدنا به ربنا ،
فأنت إذا ما أردت أن ترى الكون فأنظر إلى نفسك ،وفي أنفسكم أفلا تبصرون ،
ثم مثل لما خفي علمه بما ظهر معلومه ،
كذلك نسقط الرمزيات المادية إلى الروحية والعكس ،فما من موجود في العالم الروحي إلا وله من العالم المادي مثل ،
فالشمس رمز للإمام والداعي رمزه القمر وأتباع الداعي هم الأرض التي تتلقى النور ـوالشمس فائض ونورها فيض والقمر محل الفيض ،
ونتبع الداعي في غياب الإمام في حال الستر ،الليل ،،وحين ظهور الشمس أي الإمام ،النهار، يخفت نور الداعي ولكنه يُنصَب في مكان يفوضه فيه الإمام،
فالإمام نور ينعكس على الداعي ،القمر ،وغيرها
وهذا ما مثاله قاله الله عن رسوله بأنه سراج منير ، والتشبيهات في القرآن الكريم والمُثل كثيرة للتقريب والتسهيل والتبسيط ، ( ولقد صرفنافي هذاالقرآن للناسمنكل مثل وكان الإنسان أكثرشيء جدلا)
حتى نوره سبحانه قد ضرب له مثلا ً حين قال (الله نور السماوات والأرضمثل نوره كمشكاة فيها مصباحالمصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركةزيتونةلا شرقية ولا غربية يكادزيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضربالله الأمثال للناس والله بكل شيءعليم( 35 ) )
إذا القرآن ليضرب الأمثال للناس لتصل المعلومة محسوسة مبسطة مفهومة إليهم ولكنه لا يعنيها هي ،
أي
كقوله مثلا ً عن الكفار أنهم كالأنعام بل أضل سبيلا إذ أن هذا لايعني أنهم هم أنعام في الأصل بل أنهم ذو عقول وذو تسوية خلقية ولكنهم في ضلالهم كالأنعام أي بلا عقول وبلا نور ، ولو ركزنا على المثل لوجدناه يحتاج منا إلى تدبر ، فالأنعام تقر بوجود الله بالفطرة، وهذا قرره القرآن حين قال أن كل شئ يسجد لله ويسبح له ولكننا لانفقه ذلك ولانعلم كيفيته ،
__________________________
ثم أننا نرى بغير مايرى البقية من الخلق بأن آدم عليه السلام خـُلق كهئية التمثال ثم نفخ فيه فاضحى إنسانا ً ؟؟
إذ أننا نؤمن بان لآدم النبي المصطفى أب وأم ، وأن أصله من البشروليس من سلالة القرود كما يقال في بعض النظريات ، وأن نسله لم يأتوا من زواج الأخوة بعضهم لبعض كما يعتقد الجميع
،
وأن هولاء البشر كانوا أشبه بمخلوقات لها نفس ولكن لاروح لها ولا تعقل خلقت من تراب وماء فتكونت كخلية ثم انبتت نباتا ً وكذا بقية الإحياء ،فالكل من نبات فنفخ الله من روحه في آدم المصطفى من عقـِلَ الأشياء كلها وأدركها ،وعلم آدم الأسماء كلها ، وهذا الأمر يثبته علم الحفريات التي يتقدم بشكل مضطرد أن هنالك بشر قبل تاريخ وجود النبي آدم ،
__________________
ونرى أن الروح ليست ألا لطيفة نورانية من لطائف الله على عباده ومجال متصل بالعقل لمعرفته وإدراكه سبحانه،
فأنشاء لنا السمع والبصر والفؤاد ،أي أصبحنا جميعا ً على اتصال بالعقل لنعقل كل ما أحاطت به مدركاتنا ، فنرقى من حالة اللا إدراك إلى الإدراك ،
وهذا ربما لن يقبله كثير منكم لأنكم تربيتم واعتدتم على ماتلقيتم فأرحتم أنفسكم من التفكر والتدبر وعقدتم على أن آدم هو أبو البشر وأنه خلق كهئية الهيكل أو التمثال ثم نفخ فيه فأصبح حيا ً ،ونسخت منه حواء وهو نائم ؟ ،
وهذا بالطبع غير صحيح ؟
فالتمثال لاأعضاء داخلية له ولا مكونات ولا دم ولا شرائيين ولا كليتان أو رئيتان
ولا في دمه مكونات حمراء وبيضا ولا عصب ولا ولا ، فكيف يكون كماقلتم ؟ ؟
إذا ً كيف ؟
أولا ً لإن الروح التي نفخت في آدم
ليست لإحياء الجسد وإنما لإحياء الإداركات المعرفية والرقي بها فهي نور وبصيرة،
وهذا سأتيكم بأدلته من القرآن فهي كثيرة جدا ،
لأن الذي يخرج من الجسد حين الوفاة ليس الروح ولكنها النفس ، والذي يعذب هو النفس وليس الروح لأن الروح غير النفس ، فمن غير المعقول أن يكرم الله الإنسان بالنفخ من روحه ثم يعذبها ،

وإليكم الأدلة على أن آدم لم يكن تمثالا ً ولا هيكلا ً بل بشرا ً له نفس وحيّ يعيش :
قال تعالى:

وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ .
كذلك نخرج الموتى ، وقال :
كما بدأنا أول خلق نعيدة هكذا تفهم الآيات بربطها مع أختها ، لأن القرآن مترابط ومتداخل ولايفهم إلا من بعضه البعض ،وكذلك هنالك حديث تروونه أنتم عن الرسول الأعظم إذ يقول فيه بمامعناه أن الناس حين تبعث ويخرجون يرسل الله ماء من السماء فينبتون كما ينبت البقل ،
وكذلك إليكم هذا الدليل الذي لاشك فيه ولا ظن ،
قال تعالى :
)( سبحان الذى خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن انفسهم ومما لايعلمون))

وقال ايضا ً على لسان نبيه نوح عليه السلام :

(ما لكم لا ترجون لله وقارا(و قد خلقكم اطوارا ،
الم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا ،و جعل القمر فيهن نورا و جعل الشمس سراجا ،و الله انبتكم من الارض نباتا ،
ثم يعيدكم فيها و يخرجكم اخراجا ،و الله جعل لكم الارض بساطا لتسلكوا منها سبلا فجاجا)))

أنبتكم من الأرض نباتا ، أنبتكم من الأرض نباتا ،
أنتم تقولون :وكلم الله موسى تكليما ،يعني واقعا ً
فقاربوا إذا هنا وسددوا إن شئتم ذلك ولاتكيلوا بمكيالين،

فالتمثال ياسادة لاحياة له وإن نفخت فيه الروح لأن عناصره غير كاملة ..والإنشاء معناه الترقي من أدنى إلى أعلى ومن خلق أدنى إلى خلق أعلى فكيف يكون الإنشاء في تمثال ؟

،و الإنبات يعني المرور بمراحل خلقية مختلفة تتفاوت وتتنوع فيها أشكال و صور الحياة للمخلوقات عبر مراحل زمنية متتالية.....لتتفرع منها الكائنات التي لايعلم عددها إلا الله سبحانه وتعالى وماكان الإنسان إلا حلقة من سلسلة حلقات الأحياء والدوائر التكوينية المتطورة والمترقية بعضها والأخرى المنقرضة

ولعلنا نستدل بأن اللبنة الثانية للإنسان كانت من نبات الأرض والتي كان مختلفا ً كفصيلة فريدة عن بقية النباتات ،من خلال آيات قالها الله تعالى على لسان نبيه نوح عليه السلام لقومه وهم الذين كانوا قريبي عهد بالنشئ الأول حين خاطبهم بقوله :أنبتكم من الأرض نباتا ،

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

________________
ونرى أن الإنسان مجموعة رغبات ونزعات وتناقضات لما بني فيه من متضادات ومتقابلات فالماء والهواء والحرارة والبرودة مضادات ، وهي مركبات متنوعة لها انعكاسات على سلوكياته وعلى نتاج أفعاله وبالتالي على تعاملاته مع الآخرين ،
فهو يتنازع الخير والشر فإن غاب هذا برز ذاك وإن غاب ذاك برز هذا ،
وأفعاله التمارسية تنعكس سلبا ً وإيجابا ً على دواخله فيظهر ويتشكل في صورته المادية (الوجه )كانعكاس الصورة في المرآة ـ سيماهم في وجوههم ،
فالمماثلة في التخلق والسلوك المنعكس على النفس نتيجته أن يظهر سلبا ً أو إيجابا ً على وجه الإنسان ،كنتيجة كيميائية طبيعية ،

وهكذا هي منهجية الإسماعيلية ،
لاتنظر إلى الدين ، والدين الكلي ،،،،على أنه فعل مهيكل جامد ، وتقليد متوارث جيلا بعد جيل ،وممارسات يومية لاتعرف معانيها ولاتـُفك رموزها ولا روحانيتها ولا مهيتها،
إذ لابد من ربطها بكل شئ فالدين والدنيا لاينفصلان مطلقا ً من حيث الترابط والتداخل إذ بسبب هذا وجد ذاك كي ينظمه ويهذبه ويحافظ عليه ،
فنربط بين الجزء والكل ،
ونمعن النظر في كل ماهو موجود ،
فنسقط العالم الروحاني على العالم المادي ومن العالم المادي على جسم الإنسان ومنه كله على الممارسات والتعاليم والتشريعات الدينية والرتب ، لتكتمل سلسلة الإ رتباط الكوني ببعضه وليعضد بعضه ببعض ، روحانيته بمادته ، ،
وبعد هذا كله نقول:
أنه لايـُلزم أحد بماذهبنا إليه من قول ولاعلم لأنه ليس مما يتعبد به الله سبحانه وتعالى وقد ذكرنا هذا سابقا ً
ولكننا نحث كل من لديه الهمة والسعة والصبر والإرادة والتحمل والرغبة في البحث إلى أن يستعين بعلم الكل ليروحن نفسه وليصفي قلبه من شوائب ماقد يعلق بباطنه من الشك والريب والرتابة بسبب جهله لما يمارسه كعادة ،
فالمرء إذا ماعرف أن لكل شعيرة يمارسها أو عبادة يُمَسّك بها معنا ً روحانيا ً نشطت همته وقويت عزيمته على مداومة فعلها وتخلى ملله وكسله منها،
خلاصة الخلاصة ::::::
أن كل ماورد في كتبنا الصحيحة الصريحة التي لاتشوبها شائبة ولاريب ولازيف ولا تدليس من أحد ولا نسخ ولازيد فيها أو نقص ،ماهي إلا علوم تتعلق ببدايات الكون وولوجه وظهوره إلى عالم الوجود ، مع مراعاة بعض من أقوالها خصوصا ً مايتعلق بتنزيه الله والإعتراف به مبدعا ً أحدا ،
وماهذه إلا لأنها عقيدة لابد من إيضاحها ،
مع العلم أننا قد قلنا بأن أكثر معتنقي المذهب الإسماعيلي لايقراؤن هذه الكتب وبالتالي هم ليسوا ملزمين بما فيها مادامو لم يعلموها ،وهذا مثالُ ُ لذلك الرجل الذي أتى إلى النبي الأعظم وسأله هل الله أرسلك وهل الله أنزل هذا القرآن وهل الله افترض علينا كذا وكذا فقال الرسول الأعظم نعم فقال لا أزيد عليها ولا أنقص فقال الرسول ،أفلح إن صدق ، وعليه فهذا الرجل لايعرف واجب الوجود ولاعلة العلل ولا التكوين ولا العقل الكلي ولا النفس ، ولكنه أمن بإله للكون خالق ... فعبده بحسب ماأمره رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وترك ماكان يعبد من أصنام،
وكلمة أخيرة أهمس بها في آذانكم وأقول :
إن كنتم تظنون أنكم قد آمنتم بكل ماورد ذكره في القرآن والسنة الصحيحة وعملتم به ، فنحن أيضاً لم نحد عن هذا ولم نتخلف عنكم بحسب مافهمناه من كليهما وزدنا عليكم معرفتنا (بعلم الكتاب الكوني المنظور ،)الذي فسر لنا كثير مما أستشكل علينا وكنا له جاهلين ، والزيادة هنا ليست في المُتعبد ولكنها في المعرفة بروح المتعبد وتجلية لجوهره ،
إذا ً أنتم مسلمون ونحن كذلك ،
وشعائرنا لاتختلف عن شعائركم وماأختلافنا إلا بما يسمى عندكم عقيدة وعندنا إيمانيات ، فذهب كل منا مذهبا يظنه هو الحق ،
وهنا أخلص من موضوعي هذا لأقول لكل من يريد أن يشارك فيه أو يداخل أو يسأل ،
بأن هنالك شروط نرتجيها ولانفرضها
الأول
أن يكون الحوار خالي من السب واللعن والشتم والإستهزاء
الثاني ،
أن يكون وضع الأسئلة واحد بعد الأخر حتى يتسنى لصاحب الموضوع الرد ،لأنشغاله ،
الثالث ،لاداعي لطلب لبن العصفور الذي تأتوننا به كل يوم لأن الدليل في الكتاب والكتاب غير مطبوع ولكن سنحيلكم إليه وإلى صفحته تسهيلا ،
كما أتمنى أن يكون الحوار معتمدا على العقل والأستنتاج والأستنباط من كتاب أو من سنة ولاداعي لأن أتي بدليل منصوص يُرمى به لعدم قبوله من قبلكم لرفضكم لمؤلفه أو لمحتواه،إلا إذا كان أمرا ً مشتركا بيننا وبينكم.
كما أحب أن أوضح هنا أن بعضا ً من الكتب التي تستدلون بها علينا وهي من مؤلفاتنا ،ليست كلها في الدين أو العقيدة ، فبعضها يكون فلسفيا ً كماهو الحال عند بقية طوائف المسلمين ، فأرجو أن يراعى هذا الأمر وينظر إليه بعين الإعتبار، وقد وقع منكم من ذلك كثير كأستدلالكم مثلا ً بأمر أتى ذكره في رسائل أخوان الصفا والتي قررنا أنها كتاب علوم وليست عقيدة مُلزمة ، رغم تنوع محتواها وأختلاف فصولها ،
والله أسأل أن ينفعنا جميعا ً بماعلمنا ،
الهميسع.

[محب السعاده]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهميسع     بسم الله الرحمن الرحيم إن الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن على نبيه نزولا ً ووحيا ً عن طريق روحه جبريل عليه السلام ، لم يكن ضمنه علوم الكون والأفلاك وخفايا علوم الوجود المختلفة ولا تفاصيل خلق الكون والفيض أو الانبعاث أو التسلسل ، والله أسأل أن ينفعنا جميعا ً بماعلمنا ، الهميسع.

حياك الله زميلي الفاضل الهميسع

قولك{ن الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن على نبيه نزولا ً ووحيا ً عن طريق روحه جبريل عليه السلام }

1- هل تقصد به وتقر بأن الله{غيب الغيوب عندكم} تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به وبلغه محمد بن عبدالله

مصداقاً لقوله تعالى{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ}﴿التوبة: 6﴾

ومصداقاً لقول رسول الله في أكثر من حديث أو أحاديث كثيرة {قال ربكم أو قال الله تعالى}

أو هو كلام العقل الأول أو هو كلام جبريل عليه السلام لكونه عقل مثل العقل الأول

2- ما هو المقصود
بقولك عن جبريل عليه السلام{عن طريق روحه جبريل عليه السلام} هل تقصد به روح من الأرواح التي خلقها الله {غيب الغيوب} وهل تثبت صفة الخالق البارئ المصور لغيب الغيوب {الله}

[أفلاطون]

خاطبوا الناس على قدر عقولهم يا زميلي الهميسع...

[محب السعاده]

أين الصحفي

[الهميسع]

حياك الله زميلي الفاضلالهميسع

__________________

الله يحييك ويبقيك
____________________

قولك{ن الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن على نبيه نزولا ً ووحياً عن طريق روحه جبريل عليه السلام }

1- هل تقصد به وتقر بأن الله{غيب الغيوبعندكم} تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به وبلغه محمد بن عبدالله
__________________
يبدو أننا سنعود لتكرار أنفسنا وندور حولها !
إنما نحن نرى أن الله ليس شئ ليكون مشابها ً أو مماثلا ً للأشياء
وبالتالي لايتكلم أويتخاطب أويجلس أويجري أويغضب أويتفاعل مع الأحداث فنحن ننزهه من صفة الكلام التي تلصقونها به مع مجموعة الصفات الأخرى ،
فلا نراه وكأنه شئ له أشكال وألوان وقوام وأعضاء، ويكفي أنكم تقولون أنه يضع قدمه في النار ليملاها ! سبحانه ،
افلأ يستطيع أن يأمرها بمايريد بدلا ً من وضع قدمه فيها ؟
يعني قدم الله تدخل النار ؟
ثم إذا كان هذا مقبولا ً عندكم ، فهل يضع قدمه إلى الأبد أم يخرجها بعد حين؟
وإن أخرجها الا تعود النارلكرتها الأولى ؟
وإن أبقاها فهل تضل قدم الله فيها إلى الأبد ؟
وأيضا ً تقولون أنه يكشف عن ساقه حين يتحدث مع المؤمنين يوم القيامة فينكرونه وهو معهم ثم يسألهم بماذا تعرفون ربكم فيقولون بالساق فيكشف عن ساقه فيخروا له ساجدين ـ بالله عليكم هذا حديث يقال عن الله أم عن مخلوق ؟
إذا كان الله معهم يحدثهم أفلا يميزونه عنهم حتى أنهم لم يعرفونه ؟
أينكرونه ولايعرفونه إلا بالساق ؟
فهل الله مثلهم ويشابههم إلى هذه الدرجة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع العلم أن كثير من مفسريكم يفسرون ،يوم يكشف عن ساق ،بمعنى الخطب والهول والموقف الرهيب والعصيب،
أما نحن فنقول إجمالاـ
جميعنا يتساءل أين وكيف وجد الكون ؟
هل في مكان أم في لامكان ؟
لأن لو قلنا في لامكان بمفهومنا فهذا أمر لا أشكال فيه ،
ولكنه مشكل بالنسبة لله إذ ننسب له بأن لامكان عنده ، أي أن الله عنده عدم كماهو عندنا ،هنالك مايخفى عنه /
فلو قررنا بذلك سنصل إلى أن الله كان لايعلم بمكونات العدم لعدم وجوده في علمه حين خلق ضده ؟
ومن ها وجب علينا القول وهذا لزاما أن الله ليس عنده عدم فالعدم والوجود واحد أو أن العدم بالنسبة لله هو شئ ،ولكنه لاشئ عندنا ،
ثانيا ً هل خلق الله الكون في شئ أم ليس في شئ ؟
إذا كان في شئ فأين كان هذا الشئ ؟
هل كان معه ؟
وإن قلنا في لاشئ وخلقه في ذاته تقاسمنا القول مع بعض فرق الصوفية في قولهم بوحدة الوجود وهذا يعني أن الله غير قادر على إيجاد كون خارج عن ذاته منفصل ،
وهو أمر غير مقبول لانه يثبت أن الله تجري عليه الحوادث ـ
إذا لم يعد أمامنا سوى الإقرار بأن الله خلق من يمثله في عالم الإبداع ، وهو الممثل له ، النور ،العقل ،الأول سمه ماشئت ، الذي نظم ووضع فيه جميع قوانين الكون المنظمه له ، وهو قانونه المنضبط (برنامجه العملاق ) ، وهذا يعني أن الله ومن خلال هذا العقل وعالمه الإبداعي أوجد الكون وقوانينه وسننه ، التي تمضي بحسب وقتها ، وحدثها ،ومن هذا نقول أن الله لايحتاج لأن يتفاعل مع الأحداث فكلما وقع شئ منها أقر لها قانون ،بل الأمر بالنسبة إليه منقضي فحين بعث النبي محمد ،معلوم بأن هنالك قوانين تتفاعل مع بعثه وحدوث زمانه ومنها نزول القرآن والوحي وغيره ، وهذا مثاله في عالم التقنية كمثال ،
فأنك إن كتبت موضوعا ما في الوورد ثم رغبت في إغلاقه ظهرت لك رسالة تنبهك بهل ترغب في حفظه ام لا
أو تلغي الأمر
هذه الرسالة تظهر تلقائيا ً حين وضعك ولو نقطة واحدة في صفحة الوورد فكيف علم هذا البرنامج أنك وضعت شئيا ً فيه ؟
بالتاكيد من خلال قوانينه ونظامه المعد سلفا ً كذلك الله واضع قوانين الكون فبحدوث أمر ٍ ما قد قـُدر له مسبقا ً يظهر مايقابله من ردة فعل مقننة تتناسب وحدثه ، وهذا أيضا ً يحدث في مكونات الكون والأرض خصوصا ً من خلال تفاعل بعض المواد بعضها مع بعض فتتولد نتيجة التفاعل مكونات أخرى ،وعلماء الفيزياء الكونية يقرون بهذا وبمثل هذا ،وسأحيلك إلى برنامج لعله يعجبك وأسمه بيني وبينكم ، للدكتور محمد العوضي الذي يبث الساعة الرابعة فجرا من كل يوم على قناة البحرين ، وهو برنامج جدا رائع ومفيد .
ومن كل هذا نقول أن الوحي تلقى ممن فوقه رسالة إرسال يطلب منه توصيلها إلى سيدنا محمد ،إما عن طريق المقابلة أوالتمثل إلى حالة بشرية أو عن طريق الوحي الذي تحدث عنه كثيرا رسول الله وهو أشبه بموجات صوتية توثر على جسمه كماقال هو ،
موجات مفهومة ينقلها لنا سيدنا محمد عن طريق طباعتها بصوته ولسانه الشريفين ثم يدون ذلك في القراطيس ليقراءه الناس ، لذا غيب الغيوب لايتفاعل مع الأحداث لانها بالنسبة له قد وقعت فعلمه سابق وليس سائق ولايستجد علمه بحسب وقوع الحدث وإلا لكان محتاجا لوقوع الحدث ليصدر منه ردة فعل مقابلة ،،،إنه وحي إلهي سابق في صدوره منقضي في تقديره ،وقانون صدر في حينه الذي قدره الله وكل شئ خلقناه بقدر ،وما الأول أو العقل إلا البرنامج ذاته ، الذي يحوي كل قوانين ونظم ونواميس الكون ، وفي عالمنا التقني ،أنت تتصل بشركة الأتصالات لتساءل عن مسألة تريدها فيقوم بالرد عليك المتحدث الموضوع رده مسبقا ً في برنامجها الموضوع لهذا الغرض وإعطائك كل ماتريد من بيانات ، فسبحان الله ،أيستطيع الإنسان أن يفعل كل هذا ، وإله الكون ومبدعه يتفاعل مع كل حدث ؟
فائدة
كل شئ ترونه اليوم من تصاميم واختراعات واكتشافات لها أسرارها التي يجب أن نتفكر فيها ،فهي لم تأتي من فراغ أو من صدفة ، بل تفسيرات لأمور خفيت على الكثير ، سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ،،،،
___________________

مصداقاً لقوله تعالى{وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَاسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُمَأْمَنَهُ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ}﴿التوبة: 6﴾

ومصداقاً لقول رسول اللهفي أكثر من حديث أو أحاديث كثيرة {قالربكم أو قال الله تعالى}

أو هو كلام العقل الأول أو هو كلام جبريل عليهالسلام لكونه عقل مثل العقل الأول
سوال تحمله معك أينما ذهبت ، لكن سأجيبك رغم أنني قد أجبت عليه ،
ومن دون مقدمات ،
القرآن كلام الله تشريفا ً وليس صوتا ً وكلاما ً وحروفا ،،
فالله لايتكلم بحروف وجمل وهمزات وفتحات وكسرات ولايحتاج إلى ذلك أصلا ً ،لأنه لو كان كذلك لأصبح محتاجا ً إلى أن يبلغ مراده إلى غيره بواسطة حادث يشابه محدثات خلقه ِ ،
ونحن لانكذب الله ولارسوله كما تشير أنت،
ولاداعي لاستخدام هذه المسألتين لتوهم بها الآخرين بأننا نكذب الله ورسوله ، نحن أنما ننزه الله مما يقع على ومن المخلوقين ونقول بأنه لايحتااااااااااااااج إلى أن يتكلم ،لايحتاج ،يعني هو في غنا ً عن هذا ليس بحاجة إليه أيحتاج إلى شئ يماثل خلقه ؟
(وسأطرح عليك سؤالا ً أجب عليه لنفسك ، لولم يتكلم الله ...هل يعني أنه لن يستطيع أن يوصل مراده إلى خلقه ؟؟؟؟؟؟؟)
، هكذا نحن نفهم وننزه فهل وصلت المعلومة ؟أرجو ذلك ،
وإليك مثال من عالم التقنية (اليوم كل الأمثال تقنية )التي أنت تستخدم بعضاً منها ،
كما تعلم إن شركة الاتصالات وضعت برنامجا ً لتسجيل المكالمات الصادرة والواردة وبدقة متناهية وبالوقت والتاريخ ، فلم تحتاج إلى أن تخبر كل احد من عملائها عن فاتورته أو أي شئ تطلبه منه شخصيا ً، أكتفت وكـَفت ووفت،
فالبرنامج الذي وضعته لهذا الغرض تكفل بالأمر ولله المثل الأعلى ،
والله حين أعطى أمره أنبعاثا ً للأول وقع عليه حدوث الأمر كاملا ًً وبقانون معد له ونظام قـُدِر وقته وزمانه ،لأنه لايحتاج لإيصال أمر ٍ ما لمخلوقاته عن طريق أفعال خلقها هو لخلقه ،
_____________________

2- ما هو المقصود
بقولك عن جبريل عليهالسلام{عن طريق روحه جبريل عليه السلام} هل تقصد به روح من الأرواح التي خلقها الله {غيب الغيوب} وهل تثبت صفة الخالق البارئ المصور لغيب الغيوب {الله}
صفة الغيب ـ أو
هو
أو
المبدع
ليس له صفة ولا يوصف ،
والصفات تقع على الأول مبدعه السابق في الإقرار بوجوده الموحد الأول،
ودعني أشرح لك قليلا ً لعلك تفهم مايرمي إليه بعض قولنا في هذا لأنه يبدو قد غـُمَّ عليك ،،
أنت الآن لديك جهازا ً لابتوب،
حسنا ً
وأمامك على شاشته أيقونات لجميع البرامج الممكن استخدامها حين الحاجة ، وهي على أشكال مختلفة ومتنوعة وتتفاعل بعضها مع الأخرى كالجسد الواحد ،
ولكن لو أنك فتحت الجهاز من الداخل ونظرت مافيه من أيقونات على ماهي عليه من أشكال مستطيله ومربعة ودائرية وملونة و.....الخ بالتاكيد لن تجد شئيا من هذا بل ستجد قطعة مستطيلة من السيلكون ونقاط متناثرة من اللحام المتصلة ببعضها عن طريق الخطوط الناقلة للكهرومغناطيس وغيرها ،ولن تجد تلك الصور التي في الشاشة مطلقا ـ إذا كيف ظهرت وتكونت ؟
لقد تكونت من خلال طاقة ناقلة تحول الكهرومغناطيس إلى صورة وحروف وكلمات وحركات ،
لكن من يقود هذا لاتدري أنت
ولكنك وبمجموعة أسماء تستطيع أن تصف مهمته لا ذاته ،أقول مهمته لاذاته ،
إذا هناك من يفعل هذا ولكنك لاتعلم من هو بالضبط وكيف ،سوى أنك تفسر مايحدث تفسيرا علميا ً يقبله العقل ،
فالكرة الأرضية عُرف عنها أنها تدور ،ولكن من يقوى على أن يقوم بهذا الأمر الخارق ، ومن هو الذي يجعل حركتها منتظمة ؟
أنه هو....
من لانستطيع أن نصفه لأن خلقه أثبات لوجوده ،لاوصفا ً لذاته ،
ومن هنا نحن نقول أن المبدع لايوصف ولكنه يُرى ويشاهد فعله ونتائجه في إبداعاته ، وسلب الصفات من المبدع لايعني نفي وجوده ، بل هو أثبات له من حيث النفي لصفات ليست له ، لأنه ليس متكون ولامتبعض فلا تتقمصه الصفة ،لكون الصفة ليست الموصوف ،
قال الإمام علي عليه السلام:
أوّل الدين معرفته ، وكمال معرفته التصديق به ، وكمال التصديق به توحيده ، وكمال توحيده الاِخلاص له ، وكمال الاِخلاص له نفي الصفات عنه ، بشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف ، وشهادة كلِّ موصوف أنّه غير الصفة ، فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد جهله ، ومن جهله فقد أشار إليه ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عده ، ومن قال : « فيم » فقد ضمّنه ، ومن قال : « عَلامَ؟ » فقد أخلى منه ». (
وعلى هذاحُرر الجواب

[الهميسع]

[الشامخ الريبال]

الهميسع لا هنت وزاد الله علمك

واتوقع ان عقل الرهجه بيكمل لما قرا ذي المشاركه

[شلهوم]

الهميسع وفق الله وبارك الله فيك وكتب اجرك
لدفاعك عن مذهبنا الشريف ونسف الزور والبهتان
ودمغ الباطل ,,,

القوم في هذا المنتدى يا أخي يكابرون وهم يعرفون
الحقيقه لكن لا يظهرونها تأخذهم العزه بألاثم

شكري لقلم الرائع****

[محب السعاده]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الهميسع     حياك الله زميلي الفاضلالهميسع __________________ الله يحييك ويبقيك ____________________ قولك{ن الله سبحانه وتعالى حين أنزل القرآن على نبيه نزولا ً ووحياً عن طريق روحه جبريل عليه السلام } 1- هل تقصد به وتقر بأن الله{غيب الغيوبعندكم} تكلم بالقرآن وسمعه منه جبريل عليه السلام ونزل به وبلغه محمد بن عبدالله __________________ يبدو أننا سنعود لتكرار أنفسنا وندور حولها ! إنما نحن نرى أن الله ليس شئ ليكون مشابها ً أو مماثلا ً للأشياء وبالتالي لايتكلم أويتخاطب أويجلس أويجري أويغضب أويتفاعل مع الأحداث فنحن ننزهه من صفة الكلام التي تلصقونها به مع مجموعة الصفات الأخرى ،

لا تكرر فقط نريد منك أن تفصح عما في قلبك وتكون صريح جداً
1-القسمة العقلية:
شيء= موجود
لا شيء= معدوم
فأنت تقول بأن الله معدوم وترد وتكذب المعصوم عندكم في قوله {أنا جيك يا موجود في كل مكان}
2- أنت تكذب رسول الله في أن الله أرسلة وقال له :
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ ﴿٦﴾ } فلا توهم المتابع الكريم بأنك منزه لله وأنت مكذب لله ولرسوله

ثم قولك أننا ألصقنا بالله صفات أكبر دليل على ما في قلبك من إبطال النبوة وهدم دين رب البرية

فهل محب السعادة هو من ألف القرآن أو هو أبو بكر أو عمر وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم ورحم الله محب السعادة بحبه لهم

لي عودة ياهميسع وستعلم من أهل التنزية ومن أهل الكفر والتعطيل

[محب السعاده]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شلهوم     الهميسع وفق الله وبارك الله فيك وكتب اجرك لدفاعك عن مذهبنا الشريف ونسف الزور والبهتان ودمغ الباطل ,,, القوم في هذا المنتدى يا أخي يكابرون وهم يعرفون الحقيقه لكن لا يظهرونها تأخذهم العزه بألاثم شكري لقلم الرائع****

أيها المتابع الكريم

شاهد بعيييك ما كتب هذا الزنديق وكيف يصف القرآن الكريم { بالزور والبهتان والباطل}

والله العظيم الذي لا إله غيره ولا رب سواه إني لا أقول عنهم أنهم يبطلون النبوة ويهدمون دين رب البرية كذباً وبهتاناً

وسترى أيها المتابع الكريم أكثر وأكثر فلا تستغرب منهم فهذا دينهم

إنكار النبوة وهدم دين رب البرية