بسم الله الرحمن الرحيم
كل مؤمن موحد سليم الفطرة يعلم أن حكمة الله عز وجلّ من اظهار قدراته للعباد , هو تبيان كمال قدرته وعزته وملكه وسلطانه , وذلك يكون باختصاصه سبحانه بقدرات لا يقدر عليها سواه سبحانه .
ولكن الغلاة المبطلين قد عطلوا حكمة الله و كمال تصرفه وتدبير مملكته , بأن جعلوا لله الند والمثيل , فجعلوا صفات بعض خلقه مثل لصفات الخالق سبحانه وتعالى .
وقد صرح بذلك الكفر شيخهم محمد حسين المظفر فقال في كتابه : (علم الامام) "
وأما أن صفاتهم مثل لصفات الخالق تعالى، فهو ما يشهد له العقل والنقل.
أما النقل فكثير، ومنه قول امير المؤمنين علي عليه السلام: «نحن صنائع الله؛ والناس بعد صنائع لنا». وتحليله أن يقال: إن الله تعالى شأنه لما احب أن يعرف خلق الخلق ليعرف، ولما أحس البشر أنّ لهم خالقاً خلقهم، ومصوراً أوجدهم، أرادوا أن يعرفوه وكيف بعد أن اوصلهم الحس إلى وجود الخالق لهم لهم لا تندفع نفوسهم إلى عرفانه. والمعرفة أساس الإتصال بين الخالق والمخلوق.
فكان ظهوره جل وعز أكشف للسر وأجلى للغشاء. ولما استحال ظهوره تعالى بنفسه لزم أن يظهر لعباده بصفاته، ولقصور العقول عن الإحاطة بغالي تلك الصفات. ولتقريب الأمر إليهم عن كثب. خلق لهم بشراً منهم يمثل لهم تلك الصفات السامية لذاته تعالى بما اتصفوا به من جميل الخصال" اهـ (ص31) .
وقوله هذا كان تمهيدا لوصف علم الامام بما وصف الله نفسه , فزعم ان الامام عليم بكل شيء لا يخفى عنه شيء يعلم اخبار الاولين واخبار ما بعدهم الى يوم الدين,ولا يخفى عليه دخائل الصدور وخبايا الزوايا , وعنده علم الساعة والأجال و المنايا , وكل ذلك ذكره في كتابه الذي ذكرت آنفا .
وخوفا من تشنيع المسلمين , وللخروج من دائرة الشرك والغلو , زعم ان الله يصف نفسه بقدرات يختص باستقلالها فقط , وليس أن الله يختص بالقدرة عليها , فقال بأن علم الله ذاتي وعلم الامام عرضي مهوب من الخالق , مع اتحاد العلمين بعلم كل شيء .
فهل هذه حكمة الله عز وجل ؟؟؟؟ أم انها تعطيل لحكمته وكمال تصرفه وتدبير مملكته ؟؟؟؟
ومن باب الاستقلال من عدمه لهم أن يقولوا
أن الامام على كل شيء قدير مع نفي الاستقلال عنه
وان الامام هو السميع العليم مع نفي الاستقلال عنه
وان الامام هو القوي الحكيم مع نفي الاستقلال عنه
ولذلك نجد أهل ملتهم يدعون الأئمة ويتضرعون اليهم ويظهرون افتقارهم اليهم وحاجتهم لهم , ليكشفوا عنهم الضر ويلبوا لهم الحوائج , فوصل بهم الحال ان الى يستغيثوا بالضعيف الفقير الميت من دون القوي الغني الحي الذي لا يموت سبحانه .
نعيد السؤال مرة أخرى لمن أراد أن يجيب أو يعترض
هل وصف الله نفسه بقدرات يختص بالقدرة عليها, أم وصف نفسه بقدرات يختص باستقلالها ؟