العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-16, 05:14 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


إن القلب ليحزن، والعين لتدمع على فراقك يا رمضان لمحزونون

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالأمس القريب كُنَّا نستقبل شهر رمضان، وها هو قد أزف رحيله، وحان وداعه, فماذا أودعناه من العمل،فهنيئاً لمن كان من المقبولين فغُفر له، وويل لمن كان من المفرطين المسيئين،
ما هي إلا أيام قليلة وسنودع شهر الخير والصيام والقيام شهر فيه أعظم ليلة خير من ألف شهر تتنزل فيها الملائكة بالرحمة من الله،
ذهب الكثير من أيامه ولم يبقى إلا القليل،
لقد دار الدهر دورته ومضت الأيام تلو الأيام وإذا بشهرنا تفيض أنواره،ويظلم ليله بعد أن لمع،ويخيم السكون على الكون بعدما كان الوجود كل الوجود يستعد، ويتأهب للقاء هذا الضيف الكريم،
إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا رمضان لمحزونون،

فلتجعل من رمضان كقاعدة تنطلق منها للمحافظة على الصلاة في باقي الشهور،
وإياك ثم إياك أن تكون من عُباد رمضان،
إن من علامات قبول العمل ألمواصلة فيه والاستمرار عليه،
مرور هذا الشهر الكريم بسرعة البرق فأتخيل وكأن رمضان بدء من اسبوع فقط لاغير ولاكن للأسف الأيام الأخيرة من أيامه المباركة،فهذا رمضان مر سريعاً،لكأننا نتذكر يوم أمس كيف هل هلالُه،وها هي سفينته اليَومَ قد سارت سريعاً،وساعاته مضت،
فاللهم لك الحمد والشكر ان بلغتنا شهر رمضان وأعنتنا على صيامه وقيامه،
فهل قبل العمل منا أم لا،
كان السلف الصالح يجتهدون في إكمال العمل وإتمامه وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون منرده ، يقول الله سبحانه وتعالى (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)

يعطي ويخشى أن لا يقبل منه يتصدق ويخشى أن ترد عليه يصوم ويقوم ويخشى أن لا يكتب له الأجر،وكانوا لقبول العمل اشد منه اهتماما بالعمل ذاته،
وعن فضالة ابن عبيد، قال لأن أن أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها لأن الله يقول(إِنَّمَا يَتَقَبَّل اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
)
وكانوا يقولون في آخر ليلة من رمضان،ياليت شعري من هذا المقبول فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه،هذا كان ديدنهم وليكن هذا ديدننا ، ذلة وانكسار وندم وافتقار،وان لا نعجب ونغتر بصيامنا وقيامنا وهذا معنى قول بعض السلف،ان العبد يعمل الذنب يدخل به الجنة،ويعمل الحسنة يدخل بها النار،قالوا وكيف ذلك،قال،يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفاً منه مشفقاً وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه ناكس الراس بين يديه منكسر القلب له فيكون هذا الذنب انفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عبيه من هذه الامور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخول الجنة،
ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها،ويقول،فعلت وفعلت فيورث منها العجب والكبر ما يكون سبب هلاكه،وقد يكون قاضياً على الناس فيدخل هذا الجنة ويقذف ذاك في النار ، بل ويتأله على الله فيزكي نفسا ويوبق اخرى ولايدري انه يوبق نفسه ولا حول ولا قوة الا بالله ،
فمن اراد الله به خيراً فتح له باباً الذل والانكسار ودوام اللجوء اليه والافتقار ، ورؤية عيوبيه نفسه والانشغال بها والبكاء عليها ، فالشيطان يوسوس ويقول لقد فعلت أشياء كثيرة وطاعات عظيمة خرجت من رمضان بحسنات أمثال الجبال فرصيدك في غاية الارتفاع صحائف حسناتك مملوءة فلا عليك بعد ذلك ما عملت ولكن آية من كتاب الله تمحو ذلك كله وتوقفه عند حده وتبين له حقيقة الأمر، وهي قول الله تعالى ( وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) ويتخيل أن أعماله كثيرة،
ولذلك فإن الناس لا يدخلون الجنة بأعمالهم وإنما يدخلونها برحمةالله،تعالى،ليست الأعمال ثمناً للجنة لكنها سبب لدخول الجنة،
وداع شهر رمضان يثير الشجون ويبكي العيون،كيف لا وهو شهر العبادات واقامة الصلوات وتلاوة الايات والكف عن المحرمات وحبس النفس عن الشهوات،فيه تزداد الحسنات وتتطاير السيئات،ووالله ان في فراقك يارمضان لتسكب العبرات ،وتهل الدمعات،وتطلق الزفرات،بالحزن واللآهات
فواداعا ياشهر رمضان وداعاً ياشهر الذكر وقرآة القران وداعاً ياشهر الصيام والقيام،سلامٌ عليك يارمضان سلامٌ يوم نادى المنادي ياباغي الخير اقبل،وياباغي الشر اقصر السلام عليك يوم حللت ديار المؤمنين فنورتها بالقران وقربت قلوبنا للواحد الديان ، كم معرض عن الله عاد فيك الى الله وكم مذنب رجع الى كنف الله ، وكم عاصٍ اقلع وتاب الى الله ، كم مضيع للصلوات اصبح متمسك بها وكم مضيع للجماعات اصبح مداوم عليها وكم تارك للمساجد اصبح من عمَّارها ،
أن الذي يتقي الله حق تقاته يواصل على الطاعة والعبادة والله تعالى،لما ذكر صفات المؤمنين لم يقيدها بوقت ولم يخصها بزمان،
قال تعالى(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ،الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ) خاشعون دائماً(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)ليسوا معرضون في رمضان فقط،
فإن من أهم ما يشغل بالَ كل مطيع أن يدوم على الطاعة بعد رحيل الشهر, فلئن انتهت رحلة رمضان فإن أبواب الحسنات وطرق الخيرات ومواسم الطاعات تترى باقية،
فيا من فرَّطتَ في هذا الشهر العظيم المبارك, وتكاسلت عن القيام وقراءة القرآن, أحسن فيما بقي من الشهر, فالعبرة بكمال النهايات, لا بنقص البدايات, فاجتهد فيما بقي من رمضان, فلا تدري متى تُدْرِكُكَ رحمةُ الله،
قال بعضُ السلف،أحسن فيما بقي, يُغفرْ لك ما مضى،
هاهو الشهر قد انقضى,وهو شاهد علينا بما أودعناه من خير أو شر، فمن أحسن فليزدد من الحسنات، ومن أساء فليتدارك ما بقي من عمره بالأعمال الصالحات، وإن من علامة قبول الحسنة الحسنةُ بعدها،
ومضى رمضان،
أحقاً مضت ليالي الرحمة والمغفرة والعتق من النيران،
ترى،هل انتهت تلك اللحظات الخاشعة بهذه السرعة،
من كان يعبد رمضان،فها قد مضى رمضان،ومن كان يعبد رب رمضان،فهو رب كل الشهور،وهو حي لايموت
،فرحمة الله وأبوابه مفتوحة في كل زمان ومكان ،يغفر لمن يشاء بغير حساب،سبحانه وتعالى
فشمروا عن ساعد الجد وأقبلوا على الله ولا تركنوا للدنيا وملاذتها فتنسيكم الآخرة،

نسأل الله تعالى،بمنه وفضله أن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام والصدقات،والركوع والسجود،
وجميع أعمال الخير والبر وصالح الأعمال،وأن يتجاوز عن تقصيرنا, إنه سميع مجيب،
ونسأله عز وجل،ان يبلغنا شهر رمضان اعوام عديدة،وأن يعده علينا باليمن والخير والبركات،اللهم آمين،يارب العالمين.







 
قديم 08-07-20, 05:24 PM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "