لامجاز في القرآن والسنة

[رهين الغربتين]

نفع الله بجهودك اخي الرئيسي ..

وبارك فيك وفي علمك ..

محبك : رهين الغربتين

[خالد أهل السنة]

جزاكم الله خيراً كثيراً

...........

المجاز أمرٌ حادثٌ في اللغة العربية

فالتركيب والإضافة تدل على اختصاص الكلمة بما أضيفت إليه على الحقيقة
مثل قوله تعالى::
"يدُ الله فوق أيديهم"
فيد الله يد حقيقيّة
تليق بجلال الله وعظمته على كيفيّة لايعلمها إلا هو
وأيدي الناس أيدٍ حقيقيّة
تخصّهم وتليق بهم
- والفوقيّة على الحقيقة و لاتستلزم المماسّة -



ومثل:
( جناح الطائر)
هو حقيقة في الطائر لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه
و( جناح الطريق)
هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه

ومثل:
( ظهر الإنسان)
هو حقيقة في الإنسان لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه
و( ظهر الطريق)
هو حقيقة في الطريق لأنه يخُصُّه وقد أُظيف إليه

فالتركيب والإضافة والتقييد تبيّن حقيقة الشيء بما يخُتصّ به
وبما قُيّد به أو أُضيف إليه وهكذا

[المنهج]

بارك الله بحبينا (خالد أهل السنة)

واصل بارك الله فيك ..

وإضافة طيبة من الأخ الحبيب (الرئيسي)

[أسير الذنب]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بك أخي خالد أهل السنة ، لكن لدي على كلامك إيرادات منها إيرادان على سبيل العجلة:

1-قولك : (والمجاز هو اتهام للشارع بالعجز عن التعبير بالحقيقة) .
من قال إنّ الصيرورة إلى المجاز سببها العجز عن التعبير في الحقيقة ؟؟

قال الإمام المرداوي في شرح التحرير (482) : {قال العلماء : إنما عدل عن الحقيقة إلى المجاز لفوائد كثيرة حسنة ، منها :

1- بلاغة لفظ المجاز ، لصلاحيته للسجع والتجنيس ، وسائر أنواع البديع ، دون الحقيقة ، وفيه نظر.
2- ثقل لفظ الحقيقة على اللسان ، كالخنفقيق ـ بفتح الخاء المعجمة وسكون النون وفتح الفاء وكسر القاف وإسكان الياء المثناة من تحت وآخره قاف اسم للداهية ، يعدل عنه إلى النائبة ، أو الحادثة ، وغيرها ، ونحوهما.
3- بشاعة اللفظ ، كالتعبير بالغائط عن الخارج .
4- جهل المتكلم والمخاطب لفظ لفظ الحقيقة.
5- كون المجاز أشهر من الحقيقة .
6- أن يكون معلوماً عند المتخاطبين ، ويقصدان إخفاءه عن غيرهما .
7- عظم معناه .
8- كونه أدخل في التحقير .
9- ألا يكون للمعنى الذي عبر عنه بالمجاز لفظ حقيقي .
فهذه تسع فوائد في العدول عن الحقيقة إلى المجاز) أهـ .

فليس العجز عن التعبير هو السبب في العدول عن الحقيقة إلى المجاز يا سيدي خالد أهل السنة.

2- قولك :لأن كل مجاز يجوز نفيُهُ ويكون نافيه صادقاً في نفس الأمرفتقول لمن قال: ( رأيت أسداً يرْمي) ( ليس هو بأسدٍ وإنما هو رجلٌ شجاع).
قلتُ : إذن ما تقول في قوله تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) ألا أستطيع أن أنفي قوله ( من بين يديه ) وأقول بل هو أمامه وليس بين يديه ، لأن القرآن ليس له يدان ؟

[الرئيسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

لم يقل الأخ خالد أهل السنة بأن الذين قالوا بالمجاز يعتقدون بأن الله عاجز عن التعبير، ولكن ذكر هذا الكلام من باب الإلزام، إذ إنه يلزم من القول بالمجاز هو العجز عن التعبير بالحقيقة.

أما الأسباب التي أوردها المرداوي فيها نظر، إذ إنها لا تصلح في إثبات وجود المجاز البلاغي في القرآن، فلا يقال بأن في القرىن مجاز لأن اللفظ الحقيقي ثقيلة على اللسان (!!). أما بشاعة اللفظ، كالتعبير بالغائط عن الخارج، فهذا لا يسمى مجازاً بل عرفاً لغوياً. أما جهل المتكلم والمخاطب لفظ لفظ الحقيقة، والله لا يجهل بحقيقة الألفاظ. وهكذا.

أعتقد - والله أعلم - إن كلام المرداوي في إثبات وجود مجاز في اللغة - وهذا عذراً مني له -، فإن مسألة المجاز البلاغي تنشق إلى شقين:
1) وجودها في اللغة.
2) وجودها في القرآن.
فإن بعض العلماء قال بوجود المجاز البلاغي في اللغة العربية، ولكن نفوا وجوده في القرآن.

[أسير الذنب]

أريد رداً منك على الإيراد الثاني

[أسير الذنب]

أريد منكم رداً على الإيراد الثاني

أين أنتم يا حماة العقيدة

[خالد أهل السنة]

أشكر أخي الفاضل / الرئيسي على إجاباته الطيبة الموفقة جزاه الله خيراً

كما أشكر الأخ /أسير الذنب على استشكاله وإيراداته

وبخصوص الإيراد الثاني فإنه قد سبقت الإجابة عنه
وهو أن التركيب والإضافة والتقييد والسياق
تجعل الأمر حقيقة فيما أضيف إليه أو قُيّد به أو سيق له

فالكلام في آية " فصّلت" على الحقيقة
قال تعالى عن القرآن الكريم:
" لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)"
فالمقصود بقوله :" من بين يديه "
أي :من أمامه بدليل مابعدها
وهو قوله :" ولا من خلفه"

كقوله تعالى:
" فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)
سورة البقرة
فالمقصود بقوله: " بين يديها"
أي: أمامها بدليل ما بعدها
وهو قوله : " وما خلفها"

وكقوله تعالى في آية الكرسي:
" يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ "
سورة البقرة
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله :" وما خلفهم"

وكقوله تعالى حكاية عن قول إبليس:
"ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17)
سورة الأعراف
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله :" وما خلفهم"


وكقوله تعالى:
"لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ " (11)
سورة الرعد
فالمقصود بقوله:" من بين يديه"
أي: من أمامهِ بدليل ما بعدها
وهو قوله:" ومن خلفه"

وكقوله تعالى:
"يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (110)
سورة طه
فالمقصود بقوله: " ما بين أيديهم"
أي: ما أمامهم" بدليل ما بعدها
وهو قوله :" وما خلفه"

والآيات كثيرة
والقرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً
وهو الذي نزل بلسان العرب الفصيح المبين
والعرب تعبر مرّة بهذا ومرة بهذا وكلّها على الحقيقة

[أسير الذنب]

سيدي خالد أهل السنة :

هل بالإمكان أن تعرّف لي ما هو المجاز ؟؟

[خالد أهل السنة]

الأخ / أسير الذنب أنا أخوك ولستُ بسيّدك.. شاكراً حسن لُطفك وحسن خُلُقك

تقول:
هل بالإمكان أن تعرّف لي ما هو المجاز ؟؟
وأقول:
هل تريد تعريف ابن جني المتوفى سنة 392هـ
أم تريد تعريف الجرجاني المتوفى سنة 471هـ
ثم أقول لك:
هل لإطلاق كلمة ( مجاز ) وجود أصلاً قبل أبي عبيدة معمر بن المثنى المتوفي سنة 210هــ
مع أنه لايقصد بالمجاز المعنى المعروف الآن بل قصد معناه اللغوي لاغير وهو:
ما يجوز في اللغة أو بمعنى التفسير لأنه يستعمل هذين اللفظين:
( مجازه كذا وتفسيره كذا ومعناه كذا وتأويله كذا ) على أن معانيها واحدة
قاله محمد فؤاد سزكين في مقدمة كتاب ابن المثنى