العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتـــــــــديات العـــــــــــامـــة > الــــحــــــــــــوار العــــــــــــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-05-17, 04:05 PM   رقم المشاركة : 1
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


أتعبتينا يا دار

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتعبتينا يا دار

ما أجمل الدنيا وزينتها,وبهجتها وزخرفها,
طعام وشراب ,ومتاع وشهوات ولذات,ولعب ولهو,وأماني,تلك

هي الدنيا,والإنسان المؤمن,كبير في تصوراته واعتقاداته,كبير في طموحاته وأعماله, كبير على الدنيا

الصغيرة,يتطلع لحياة كاملة، أبدية، لا فيها حزن ولا نصب ,ولا هم ولا تعب, فيسعى ليقضى حاجاته الضرورية،

في هذه الدنيا، دار الممر,ليصل إلى دار الاستقرار، عند الملك العزيز الغفار,الدنيا,دار مليئة بالتعب والمشقة,والهموم

والآلام, وكلنا حتما سيتجرع من كأسها المر، ويتذوق حرارتها المؤلمة,الإنسان المؤمن العاقل، نظر لدنيا نظرة

تختلف تماماّ عن نظرة طلابها لها,إنها دار فانية, فمهما أخذنا منها,فلن نحصل إلا على أقل القليل, ومهما سعدنا في أيامها

وأعطتنا من خيرها فإلى زوال محتوم,والإنسان,إذا عاش يتطلع إليها، وينتظر السعادة والمتاع فيها, فسيعيش أتعس

وأصعب حياة,لأنه ربط سعادته بدار لا أمان لها,فمن ذا الذي طابت له الدنيا بأكملها,كذلك,سيعيش في صراع وحقد وحسد

دائم مع طلابها,قال تعالى(وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون)أتعبتينا يا

دار,أفنيتي شبابنا، وحطمتي آمالنا، وزودتي آلامنا,
خدعتينا يا دار,تزينت وتزخرفت لنا، وتلونت بألوان شتى

لتجذبينا، وتلألأت بأنوار مبهجة لتسحرينا,قلتي لنا,أنا كبيرة، طويلة الأجل، واسعة المدى,فاسرحوا في آمالكم وأمنياتكم,

ولكنك خنتينا,لطالما عشنا فيك، وتجرعنا كؤوس الألم والهم,لا أمان لك يا دار,كم من فتى وفتاه,تعبوا وشقوا وأفنوا

شبابهم لينالوا نعيمك، وما أن حصلوا عليه إلا سلبتيه منهم.
تلك الفتاه الحالمة بفتى الأحلام,ظلت تنتظر، وتحلم، وتتمنى,

وهو أيضا ظل يسعى ليحقق أحلامه، وما أن عثر على شريكه حياته، وبدأت السعادة ترفرف حولهما,

مرة يفرقهما الشجار، ومرة أخرى الطلاق، وأخيراّ الموت,
وا عجباّ لك يا دنيا,ذهب الهناء، وبقي العناء,وذالك الرجل،

يجمع المال، يكد ويتعب، يسعى بكل جهده, ليبني قصرا أو بيتا، وما أن كمل البناء، وبدأ ينتقل إلى ذالك البيت,هناك

الهدم، والحسد، وسوء الجار، وخبث الأشرار،وهو يقلب فكره بين كل أولئك,نسي الهناء,وتقلب في العناء,ذاك هو هناءك يا

دنيا,لحظات ثم يخيم العناء,قال تعالى( لكي لا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختال فخور)

وهؤلاء أصحاب الآمال والأحلام,ظلوا ينتظرون وينتظرون تحقيقها، ولكن, فاجأهم الموت قبل أن تتحقق,يكفي أملاً, يكفي

توهماً,نعوذ بالله منك, كم من محب,أحبك من أعماق قلبه، وعاش وأفنى حياته من أجلك، وقدم الغالي والنفيس لينالك،

وجرى ولهث ورائك ليحصل عليك,وكم من عاق لوالديه، تاركاً لهما، معرضا عنهما, ليكسب رضاك,كم من شيخ هرم،

رق عظمه، وانحنى ظهره، وأفنى شبابه مخدوعا,من أجل الحصول عليك, بسببك,تقطعت الأرحام، وتفككت الأوصال،

وتشتت القلوب والأرواح، وسفك الدماء، وأُعتدي على الحرمات والأعراض، وسلب المال, وضاع الوفاء

والإخاء,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله وأتته الدنيا

وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)يا دار,لو

أعطيتني كل ما أتمنى,وأغدقتي بجميع خيراتك,لا أمان لك,ولا استقرار ولا ثبات,قال تعالى(وما أوتيتم من شيء

فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون)يا من, حصل على أعلى الرتب، وجمع الأموال

العظيمة، وعاش في القصور، وتنقلب بين البلاد والعباد، وتلذذ وتمتع,هل وجدت الراحة والسعادة، هل انتهت أمنياتك،

هل ضمنت استقرار النعيم(والله مهما بلغت من هناء الدنيا، فلن تخلو حياتك من العناء,انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها, هل

راح منها بغير القطن والكفن,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له

ثالثا ، ولايملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب)لا حد للأماني فيك,فإلى متى نحلم,وقال عليه الصلاة والسلام(قد

أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافا، وقنعه الله بما آتاه)أليس قطار الموت ينتظرنا,فهلا تجهزنا لذلك السفر البعيـد,هذه

دارنا الدنيا,فيها المسرات والأفراح، لكنها مليئة بالأكدار والأتراح,فكم من عابد طلقها واستراح، ومضى إلى الآخرة

وراح,قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(مالي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح

وتركها)والله تعالى,أعطى للإنسان المكرم، العقل,ثم حرية الاختيار, إما الحياة الدنيا فقط والثواب فيها أيضا فقط,وإما

الحياة الدنيا مع الآخرة، والثواب والجزاء فيهما جميعا,وللعاقل أن يختار ما يشاء,ولكن,من أراد الآخرة،

فيجب عليه العمل لها,والسعي لتحصيلها,بفعل الخير واجتناب الشر,هناك السعادة الحقيقية، والهناء الدائم، والراحة

التامة في, جنة الخلود ,ولكن لنجعل الدنيا في أيدينا ,لا في قلوبنا، مع الحذر منها، والقناعة فيها,اعلم,أن من عاش حياته

في طاعة، فسيخرج من تلك الدار على طاعة,ومن عاش على معصية، فلا يلومن إلا نفسه، والأعمال بالخواتيم.






 
قديم 14-05-17, 02:52 AM   رقم المشاركة : 2
محمد السباعى
عضو ماسي






محمد السباعى غير متصل

محمد السباعى is on a distinguished road


جزاك الله خيرا







 
قديم 14-05-17, 05:53 AM   رقم المشاركة : 3
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد السباعى مشاهدة المشاركة
   جزاك الله خيرا

بارك الله في حسناتك اخوي محمد السباعى وجزاك ربي جنة الفردوس






 
قديم 14-05-17, 06:34 AM   رقم المشاركة : 4
امـ حمد
عضو ذهبي







امـ حمد غير متصل

امـ حمد is on a distinguished road


حقيقة الحياة الدنيا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجمل الدنيا وزينتها،وبهجتها وزخرفها،طعام وشراب،ومتاع وشهوات ولذات،ولعب ولهو، وأماني،تلك هي الدنيا،
قال تعالى(اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)
الإنسان المؤمن.. كبير على الدنيا الصغيرة الحقيرة المحدودة..
يتطلع الإنسان المؤمن.. لحياة كاملة، أبدية، لا فيها حزن ولا نصب.. ولا هم ولا تعب.. فيسعى ليقضى حاجاته الضرورية، في هذه الدنيا، دار الممر.. ليصل إلى دار الاستقرار، عند الملك العزيز الغفار..
الدنيا: دار مليئة بالتعب والمشقة.. والهموم والآلام.. وكلنا حتما سيتجرع من كأسها المر، ويتذوق حرارتها المؤلمة،
إنها دار فانية.. فمهما أخذنا منها.. فلن نحصل إلا على أقل القليل.. ومهما سعدنا في أيامها.. فبعدها المر الأكيد.. ومهما أعطتنا من خيرها فإلى زوال محتوم.
والإنسان.. إذا عاش يتطلع إليها، وينتظر السعادة والمتاع فيها.. فسيعيش أتعس وأصعب حياة.. لأنه ربط سعادته بدار لا أمان لها.. فمن ذا الذي طابت له الدنيا بأكملها،
كذلك.. سيعيش في صراع وحقد وحسد دائم مع طلابها.. فهي صغيرة ومحدودة لا تسع الكل.. فمهما كبرت في أعين طلابها فهي في الحقيقة صغيرة عند أصحاب العقول الكبيرة..
أي إنسان يعيش على هذه الأرض يطلب السعادة.. والعاقل من يبحث أولا عن مصدر السعادة، ثم يحدد الطرق الموصلة إليها ليسعى للوصل لها، أما إذا لم يدرك أين مصدر السعادة.. فسيتقلب يمين ويسرة يبحث عنها.. فإن وجد السعادة مرة..فستهرب منه مرات عديدة..
قال تعالى(وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)الأنعام،
لقد عشت فيك يا دار.. أياما وليالي، وشهورا وأعواما..
جربتك، وذقت حُلوك ومُرك، وهناءك وعناءك..

أتعبتينا يا دار.. أفنيتي شبابنا، وحطمتي آمالنا، وزودتي آلامنا..
خدعتينا يا دار.. تزينت وتزخرفت لنا، وتلونت بألوان شتى لتجذبينا، وتلألأت بأنوار مبهجة لتسحرينا.
خنتينا يا دار.. قلتي لنا: أنا كبيرة، طويلة الأجل، واسعة المدى..فاسرحوا في آمالكم وأمنياتكم.. فأنا لكم. ولكنك..والله خنتينا!!!!
ابتعدي عنا يا دار.. عرفناك فهمناك.. لطالما عشنا فيك، وتجرعنا كؤوس الألم والهم..
ابتعدي.. فلسنا بحاجة لك .
لا أمان لك يا دار..
كم من فتى وفتاه..تعبوا وشقوا وأفنوا شبابهم لينالوا نعيمك، وما أن حصلوا عليه إلا سلبتيه منهم.
تلك الفتاه الحالمة بفتى الأحلام.. ظلت تنتظر، وتحلم، وتتمنى.. ولكن!!
وهو أيضا ظل يسعى ليحقق أحلامه، وما أن عثر على شريكه حياته، وبدأت السعادة ترفرف حولهما..
مرة يفرقهما الشجار، ومرة أخرى الطلاق، وأخيرا: الموت !!
وا عجبا لك يا دنيا.. ذهب الهناء، وبقي العناء..
وذالك الرجل، يجمع المال، يكد ويتعب، يسعى بكل جهده.. ليبني قصرا أو بيتا، وما أن كمل البناء، وبدأ ينتقل إلى ذالك الهناء..
هناك الهدم، والحسد، وسوء الجار، وخبث الأشرار، واللصوص، والاستيلاء على الدار..
وهو يقلب فكره بين كل أولئك..
نسي الهناء.. وتقلب في العناء..
وهذا البستاني.. يزرع أرضا، ويسقي زرعا، ويسعى جاهدا.. ليفني عمره كله في ذلك البستان..
ثم في لحظة واحدة
يعلوها طوفان، أو يغشاها إعصار.. فيصبح البستان هشيما مصفرا..كأن لم يكن بالأمس.
ذاك هو هناءك يا دنيا.. لحظات.. ثم يخيم العناء..
قال تعالى: [لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23)] الحديد.
وهؤلاء..
أصحاب الآمال والأحلام..
ظلوا ينتظرون وينتظرون تحقيقها، ولكن: فاجأهم الموت قبل أن تتحقق!!
يكفي أملاً.. يكفي توهماً
الأمل فيك وهم.. والأحلام سراب..
يا ترى! إلى متى ننتظر تحقيق آمالنا وأمنياتنا الدنيوية ؟؟؟
تعبنا ونحن ننتظر، ملينا، جزعنا، لم يعد هناك صبر...
لا أمل ولا أمان فيك بعد اليوم،
قال r: [إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه وعالما أو متعلما](صحيح الجامع،
كم من محب .. أحبك من أعماق قلبه، وعاش وأفنى حياته من أجلك، وقدم الغالي والنفيس لينالك، وجرى ولهث ورائك ليحصل عليك!!!
كم من عاق لوالديه، تاركاً لهما، معرضا عنهما.. ليكسب رضاك!!!
كم من شيخ هرم، رق عظمه، وانحنى ظهره، وأفنى شبابه مخدوعا.. من أجل الحصول عليك
قال تعالى: [فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)] النجم.
بسببك: تقطعت الأرحام، وتفككت الأوصال، وتشتت القلوب والأرواح، وسفك الدماء، وأُعتدي على الحرمات والأعراض، وسلب المال.. وضاع الوفاء والإخاء.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم(من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)صحيح الجامع،
يا دار،
لو أعطيتني كل ما أتمنى.. وأغدقتي عليا بجميع خيراتك.. ثم ماذا؟!
هل لك أمان؟ ؟؟ لا.. لا استقرار لك ولا ثبات..
قال تعالى: [وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)] القصص.
يا من.. حصل على أعلى الرتب، وجمع الأموال العظيمة، وعاش في القصور، وتنقلب بين البلاد والعباد، وتلذذ وتمتع..
هل وجدت الراحة والسعادة، هل انتهت أمنياتك، هل ضمنت استقرار النعيم!؟
((والله مهما بلغت من هناء الدنيا، فلن تخلو حياتك من العناء))
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها *** هل راح منها بغير القطن والكفن
قال r: [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لأحب أن يكون له ثالثا ، ولايملأ فاه إلا التراب ويتوب الله على من تاب](صحيح الترمذي لألباني:2337)
قال r: [يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يارب. ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله، ما مربي بؤسقط، ولا رأيت شدة قط](رواه مسلم: 2807)

لا حد للأماني فيك.. فإلى متى نحلم؟
قال r: [قد أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافا، وقنعه الله بما آتاه] (رواه مسلم:1054)
أليس قطار الموت ينتظرنا؟! فهلا تجهزنا لذلك السفر البعيد

هذه دارنا الدنيا..
فيها المسرات والأفراح، لكنها مليئة بالأكدار والأتراح.
فكم من عابد طلقها واستراح، ومضى إلى الآخرة وراح.
قال r: [ اتقوا الدنيا ] (رواه مسلم: 2742)
قال r: [كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل](رواه البخاري:11/199)
قال r: [مالي وللدنيا ، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها](صحيح الترغيب والترهيب للألباني:3282)
قال r: [ أصدق كلمة قالها شاعر، كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل](متفق عليه: البخاري:7/115، مسلم:2256)
والله من يعيش لأجلك.. فسيعيش صغيرا، ويحيا صغيرا، ويموت صغيرا.
ومن عاش لأجل الآخرة: فسيعيش كبيرا، ويحيا كبيرا، ويموت كبيرا.
***
(كلمات نفيسة من كلام الداعية: سيد قطب،في ظلال القرآن)، زينتها بكلام الله تعالى:

"إن الاعتقاد بأن الحياة الدنيا ،نهاية حياة الإنسان.. ليدعو إلى السعي وراء أتفه وأحقر أسباب الحياة.. وإلى التعلق الشديد بالملذات، والصراع الدائم مع الآخرين للوصول إلى متع الحياة الدنيا، والطمع الشديد والبخل بماديات الحياة، والحقد والحسد لكل صاحب فضل، ومنع النفع والخير عن الآخرين.. لأنه يريد كل شيء في الدنيا يكون له بدون النظر إلى أسباب الحياة الشريفة التي ترفع من قدر الإنسان المكرم.. فما دام أنه يعيش في الدنيا.. فيكفي أنه يعيش فيها"انتهى كلامه يرحمه الله.قال تعالى: [وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)]البقرة. فكل طموحات وأهداف هذا الإنسان الصغير.. العيش في الحياة الدنيا.. وانتظار الثواب منها وفيها فقط.. ولن يظلمه الله تعالى؛ بل سيعطيه حقه كامل في الحياة الدنيا، قال تعالى: [مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (15) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (16)] هود.
والله تعالى.. أعطى للإنسان المكرم، العقل.. ثم حرية الاختيار؛ إما الحياة الدنيا فقط والثواب فيها أيضا فقط!! وإما الحياة الدنيا مع الآخرة، والثواب والجزاء فيهما جميعا..وللعاقل أن يختار ما يشاء..قال تعالى: [مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134)] النساء.،وقال تعالى: [تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)] القصص.
أما إذا إنسان أصر على الدنيا تغلغلت في قلبه وسرت في دمع وجعلها نهاية آماله ومحط رحاله، وأصر عليها الله عز وجل يعطيها إياه، قال تعالى:

﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴾

الإنسان إذا أصر عليها ينالها ولكن ماله في الآخرة من خلاق، الكفار استحقوا النار لماذا؟
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾
[ سورة النحل: 107 ]
الكفار استحب الحياة الدنيا على الآخرة،
الدنيا التي يسعى الناس إليها ويقتتلون من أجلها، ويبيعون آخرتهم من أجلها ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل،
أجمل ما في الدنيا المال والبنون، مال بلا بنين حرقة في القلب وبنين بلا مال حرقة في القلب، أما إذا كان غنياً وأولاده أمامه، كما قال الله عز وجل، زينة الحياة الدنيا الله عز وجل وصفها بأسلوب بليغ، قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ ﴾
[ سورة الكهف: 45 ]
معنى ذلك أن المال والبنين ليسا باقيات، زائلات، من أوجه تفسيرات هذه الآية الباقيات الصالحات هي الأعمال الصالحة، هي التي تبقى بعد الموت، من أشد الناس خسارة؟ الذي لا يدري ويدري أنه يدري، الذي يدري أنه يدري فهذا عالم فاتبعوه، من الناس لا يدري ويدري أنه لا يدري فهذا جاهل فعلموه، لكن الخطر من الناس من لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فهذا شيطان، قال تعالى: ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾
[ سورة الكهف:

يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾
[ سورة فاطر: 5 ]
معنى تغرنكم أي رأيتموها بحجم أكبر من حجمها بكثير،
إن هذه الدنيا دار التواء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرخ لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبى، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سبباً، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضاً، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي،

ولكن،من أراد الآخرة، فيجب عليه العمل لها،والسعي لتحصيلها،بفعل الخير واجتناب الشر،قال تعالى(ومَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا) الإسراء،


هناك السعادة الحقيقية، والهناء الدائم، والراحة التامة
هناك، في،جنة الخلود
إننا جميعا نعيش الآن في تلك الدار..
ولا بد أن نأخذ منها ما يصلحنا، وما يمكننا العيش فيها.. ولكن:
لنجعلها في أيدينا لا في قلوبنا، مع الحذر منها، والقناعة فيها..
كلنا..
نعيش في سفينة واحدة، تخوض بنا في متاهة الدنيا.. تقلبنا يمنه ويسره
فإياك إياك.. أن تغرق بك سفينتك في بحر الشهوات والملذات..
ويا ترى.. أين سترسي بك السفينة،
وعلى أية حال ستخرج من هذه المتاهة؟؟!
اعلم..
أن من عاش حياته في طاعة، فسيخرج من تلك الدار على طاعة
ومن عاش على معصية، فلا يلومن إلا نفسه، والأعمال هي من تحدد الخواتيم.
قال تعالى(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ،مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ)غافر،
نسأل الله من فضله وأن يحبب إلينا الآخرة ونعيمها وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته،






 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:26 AM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "