العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديات العلمية > منتدى اللغة العربية وعلومها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-03-12, 10:38 PM   رقم المشاركة : 1
مريهان الاحمد
عضو ماسي







مريهان الاحمد غير متصل

مريهان الاحمد is on a distinguished road


Arrow الأسد المهتز في شعر ابن المعتز

الأسد المهتز في شعر ابن المعتز




د. أحمد نوفل

• مدخل

هذه هي حلقتنا الثانية في هذا الموضوع، شعر ابن المعتز واستدعاؤه من التاريخ ليناظر الواقع ويحاوره. والأدب الحي لا يموت، ألا ترى إلى قصائد المتنبي التي أدخلت سيف الدولة إلى مسرح التاريخ أكثر من غزواته، وتنوسي سيف الدولة هو وسيفه وبقيت الأشعار التي تكلّمت عنه. والأدب، بالقطع، جزء مهم من المعركة وجزء مهم في المعركة، هو وسيلة التوعية والتعبئة والتجييش، أما رأيت قصيدة «القاشوش» يرحمه الله التي صارت على كل فم وسارت في كل اتجاه، وتردد صداها ونغمها في كل بيت، وشدت بها وأشجت كلُّ حنجرة في سوريا، وكم من منشد يعلم أنّها قد تسبب له ما تسببت للقاشوش، ومع هذا لا يتردد أن يردد أبياتها. الأدب الحي يعني أمة حية والعكس.
وكم في تراثنا من كنوز، ما علينا إلاّ إعادة القراءة وإعادة الاستكشاف. وأسأل الله بركة الوقت حتى ننبش ونواصل الأنابيش في هذا التراث الضخم، وهذا يحتاج إلى جهد ووقت وطول نظر.
أرجو أن أكون وفقت فيما اخترت، والقصيدة التي أقتطع لكم منها بعض أبيات في هذه الحلقة والتالية تبلغ في الأصل فقط 418 بيتاً، عددتها عداً وأحصيتها إحصاء وقرأتها مرات حتى أنتقي منها وأختار. وكلّي رجاء أن تجدوا فيها ما وجدت من الفائدة والتطابق مع الواقع!
• والعلوي قائد الفساق.
مدللاً ليست له مهابة يخاف إن طنت به ذبابة
وكل يوم شغَب وغصْب وأنفس مقتولة وحرب
وكم فتى قد راح نهباً راكبا
إمّا سجين حبس أو غائباً
فوضعوا في رأسه السياطا وجعلوا يردونه شطاطا
وكم فتاة خرجت من منزل
فغَصبوها نفسها في المحفل
وكل يوم عسكراً، فعسكرا
في حمص والريف، مواتاً أحمرا
وينهبون كل يوم رزقاً يرونه دَيْناً لهم وحقا
كذاك حتى أفقروا الخلافة
وعودوها الرعب والمخافة
بالتل والرستن والمواقع كم ثم من دار لهم بلاقع
وواقفاً ينظر من بعيد مخافة العقاب والتهديد
ثم انقضى ذاك كأن لم يفعل
والدهر بالإنسان ذو تنقل
فما بكت عليهم السماء لما أتيح لهمُ القَضاء
فمنهمُ فرعون مصر الثاني
عاصي الإله طائع الشيطان
والعلوي قائد الفسّاق وبائع الأحرار في الأسواق
ومنهم الكلب الكبير وابنُه كلاهما لص حلال لعنُه
وهم يجورون على الرعية فساد دين وفساد نية
ويأخذون مالَهم صُراحا ويخضبون منهم السلاحا
فلم يزل بالعلوي الخائن المهلِك المخرِّبِ المدائن
والقاتل الأحرار في الأسواق
وصاحب الفجّار والمرّاق
وقاتل الشيوخ والأطفال وناهب الأرواح والأموال
ومالك القصور والموائد ورأس كل بدعة، وقائد
إمام كل رافضي كافر من مُظهر مقالةً وساتر
يلعن أصحاب النبي المهتدي
إلاّ قليلاً، عصبةً لم تزدد
صاحَبَ قوماً كالحمير جَهَلة
وكل شيء يدعيه فهو له
وأطعم الذُّبوحَ أطفالَ الناسْ
مكيدةً منه فأعظِمْ من باسْ
فواحد يُشدخ بالعمود وواحد يدخل في السفّور
وبعضهم مَسمَّط مربوط
وبعضهم في مِرجل مسموط
وجَعَل الأسرى مكتّفينا أغراضَ قتلٍ ومعلقينا
وبعضهم يُحرق بالنيران
وبعضهم يلقى من الحيطان
وبعضهم يصلب قبل الموت
وبعضهم يئن تحت البيت
وكم سوى ذاك وهذّاك
وذا أبادهم حتفاً، وقتلاً هكذا
حتى إذا ما أسخط الإلها وبلغت فتنة مداها
وشكت الأرض إلى السماء
ما فوقها من كثرة الدماء
وضاقت القلوب في الصدور وأيقنت بحادث كبير
وارتفعت أيدي العباد شرَّعاً
بعد الصلاة جُمعاً فجُمُعَا
ثم سما بعد للشآمين فجُرّعوا من كأسه الأمرين
إذ قدّر الخلاف والعصيانا فزاده رب العلى هوانا
أجرأ خلق الله ظلماً فاحشاً
وأجور الناس عقاباً بالوِشا
(يقصد من الشطر الثاني أنّه أظلم الناس معاقبة لمجرد الوشايات والتقارير الكاذبة)
يأخذ من هذا الشقيّ ضيعته
وذا يريد ماله وحرمته
(يريد بالشقي سيء الحظ الذي يتورّط مع هكذا نظام، وأمّا حرمته فهي عامية مشهورة معروف معناها)
وويل من مات أبوه موسراً
أليس هذا محكمّا مشهرا
وطال في دار البلاء سَجْنه
وقال من يدري بأنّك ابنه.
(معنى هذين البيتين أنّ هذا الظالم الحاكم في الشامين (بلاد الشام) بعض يصادر ضياعهم (يعني أراضيهم ومزارعهم) وبعض يأخذ ماله وأهله، وأمّا من مات أبوه وهو غني فويل له، فإنّهم يخترعون له أنّك لست ابنه حتى يصادروا ماله، فيسجن الولد ثم يقال له برهن أنّه أبوك، فيظل حتى يرمي لهم بالكيس أيّ كيس النقود، واقرأ:
ولم يزل في أضيق الحبوس
حتى رمى إليهمُ بالكيس
وتاجر ذي جوهر ومال
كان من عند الله بحسن حال
قيل له: عندك للسلطان ودائعٌ، غالية الأثمان
فقال: لا والله ما عندي له
صغيرةٌ من ذا، ولا جليلة
وإنّما ربحت في التجارة ولم أكن في المال ذا خسارة
فدخّنوه بدخان التبن وأوقدوه بثفال اللِّبن.
(يقصد أنّهم حتى يبتزوا ماله وجّهوا له تهماً أولها أنّ السلطان أو الحاكم أو (الرئيس الملك) (كبشار) له عندك ودائع، فإذا فرغوا من هذه الحجة انتقلوا إلى غيرها. وصاحب المال يحاول أن يخلّص نفسه بلا جدوى حتى يعطيهم المال، أمّا ثفال اللبن فما يوضع من قش تحت اللبن يحرقونه ويلقونه على المقصود تعذيبه). واقرأ ما يأتي وكأنّك تقرأ صفحة الواقع:
حتى إذا مل الحياة وضجر
وقال: ليت المال جُمْعاً في سَقر
أعطاهُمُ ما طلبوا فأُطلقا
يستعمل المشي ويمشي العنقا.
(أيّ يمشي مسرعاً غير مصدّق أنّه نجا، يعني مرة أخرى أطلقوه فانطلق بعد أن تسلّموا مطلوبهم!)
ثم بنى من الغُصوب دارا فأصبحت موحشة قفارا.
(أيّ أنّ هذا الغاصب الحاكم الظالم بنى مما غصب من الناس داراً فأصبحت موحشة قفرا. إن شاء الله دار كل من خدم الأسد ودار الأسد)
ما مات حتى انتهبت وهو يرى
وَبَلَغوا في هدمها إلى الثرى.
(ثورة الشعوب لا تبقي ولا تذر ولا تدع من دار الظالمين حجراً على حجر. إن شاء رب البشر، وقدّر، والعاقبة لمن صبر)
وأثبتَ الأعرابَ في الديوان
وقال إنّي من بني الأُسْدان.
(أيّ عربي صميم من عائلة الأسد. والله أعلم بحقيقة والد وما ولد!)
مضطرب الآراء والأحوال والزي والألفاظ والأفعال
كأنّه قحطان أو معدّ وداره تهامة أو نجد
وكان قد كنى ابنه بثعلب كذا يكون العربيّ، واقلب
وهو على الفطام ذو زئير
(وهو في الحق نوري وابن نوري)
مرسَّم ليافع طويل مثل جناح الطائر المبلول
مراوغاً كالثعلب الجوال
متبصراً في الكفر والضلال
يلعن عثمان، ويبرا من علي
والله ذو الجلال منه قد بري
بمثل هذا اطلبوا الرياسة
وللحمير منه أضحوْا ساسة
لا لمقالات وعقد دِين لكن لخَدْع الجاهل المفتون
فنزلوا منازلاً عليه وارتفعوا عن موضع الرعية
غرس من «الرفض» زكا وأينعا
فاجتث من مكانه واقتلعا
حتى إذا ما استحكمت مرائره
وثقلت من دائه ضمائره
وقاد آلافاً من الضُّلال يُعدّهم للحرب والقتال
ناداه سلطان الأماني الكاذبة
وهي على رأس الشقي غالبه
وأظهر الخلاف والعصيانا
ونصرةَ الباطل والبهتانا
ولم يزل دهراً على ضلاله ذا بطر لجنده وماله
وضاعت الأحكام والشرائع
ولم يكن للناس أمر جامع
وقرت العين من الشيطان بما يرى في أمة الإيمان
وضاعت الأمور عند ذاكا
وأظهر التقتيل، والإشراكا
(من لا يسجد لبشار يقتل، وكما فعلوا مع أحد من مزّق صورة بشار وضعوا في يده قنبلة وفجّروها)
وطعنوا في الدين والحديث
وعجبوا من ميت مبعوث
(حزب البعث ينكر البعث بدعوى العلمنة. وكان حزبهم نشر سنة 67 قبل النكبة إياها وهم من تسبب فيها، نشر في مجلة القوات المسلحة تطاولاً على الله ودينه وختموا فجورهم بقولهم: كل ذلك فليذهب إلى مزبلة التاريخ!)
يجْبون كل مقبل ومدبر مجاهرين بفعال المنكر (هذه دولة جباية، هذا غير الرشا، فالعنصر من عناصرهم يشتري عمارة في شغل سنة على الحدود مما يجمع من جيوب الناس، وكما يقول العامة: «كالمنشار، بياكل عالطالع وعالنازل»، وكما قال ابن المعتز يجبون كل مقبل ومدبر)
وفرّت الأعراب في البلاد وأهلكوا إهلاك قوم عاد
(لم ينج من شر هذا المخلوق لا بدو دير الزور والحسكة، ولا الأكراد فيهما، وفي البوكمال، ولا العرب، ولا البدو عموماً، ولا الحضر، فأمّا حمص وبابا عمرو مدينة خالد، والتي فيها مقبرة تضم جثامين (400) من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذا كان الحقد عليها زائداً ومضاعفاً، فهذه لهذا المعنى لقيت على يده وزبانيته ما لقيت!)
فأودعوا السجن مكتَّفينا مغللين ومصفّدينا
وبعضهم مُراقةٌ دماؤهم
قد عبقت بريحهم صحراؤهم
مراوغاً كالثعلب الجوّال
مستبصراً في الكفر والضلال
في اللغة معروفة أسماء الأضداد، فالأسد في حقيقته ثعلب، والسليم الملدوغ، والمفازة هي الصحراء المهلكة، والممانعة منع الحياة وأسبابها عن المواطنين. وعدّد من الأضداد والمفارقات ما تشاء. ونترك الآن المفارقات فلنا مع الموافقات في شعر ابن المعتز مع واقع الأسد المهتز غير المعتز، لنا لقاء آخر بإذن الله الأعز، فاحتملونا وانتظروا ابن المعتز!






التوقيع :

إسرائيل لا تعمل لمصلحة أحد ولا تخدم أي استراتيجية سوي استرتيجية بقائها واستمرارها..

وخطتها القريبة هي إثارة الفتن والخلافات والحروب في المنطقة العربية. وابتلاعها قطعة بعد قطعة.
لاحول ولا قوة الا با الله .
من مواضيعي في المنتدى
»» الاسرى مع خير البشرية
»» رجال أعمال سوريون يدشنون مجلس دعم اقتصادي للثورة
»» أشياَء كَثيره تَجرحنا !
»» وانقلب السحر على الساحر حاولو تجميل كيانهم المسخ .فاصبحت مظاهرة
»» أعظم أسباب شرح الصدر
 
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:19 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "