أخونا الحبيب
إن تلك الأسئلة قد تصيب الإنسان بالانفصام و التجاهل الذاتي.
من فلان و ما فلان ما عقيدته و ما ديدنه؟ هل نعرف أنفسنا؟
لأن مع مرور الوقت ستجد نفسك مبتليا متحولا إلى نوع من كائن مصاب بالمدخليزميا أو الأحباشوسيزميا.
لابد أن يستغرق الانسان جل وقته في التعرف على نفسه و استكشافها و الحوار معها عن طريق التواصل مع الله و الكلام معه بكرة و أصيلا.
أنت تشعر و لابد فما مصدره، هل المحيط أم حقيقة كائنة في كيانك.
إذا كانت هناك في بواطنك فهل تعاينك و تجعلك تسأل باستمرار من تكون أنت أم غفلت عن السؤال لأنك مبرمج على جواب معين و فرض عليك المحيط الخارجي الاستغفال و الغفلة حتى أصبح ماذا أكل اليوم و ماذا أكتب و أين أمضي وقتي و متى سأفيق و أسئلة أخرى تأخذ جل الوقت؟ إذا كانت هناك فما مصدرها إن كان الشعور يلازم هذا السؤال؟ إما أنك نتيجة عملية لا تشعر و حينها لن تعرف نفسك و إن حدث و تمكن لك ذلك فإن المصدر بما أنه لا يشعر لا يجعلك قادرا على التأكد, أم أنه وجود علوي يشعر، اذا وصلت الى هنا، فلابد أن تحاول الغوص أكثر لترى هل هناك لاوزم أخرى يحمله هذا السؤال حول امكانية التعرف على هذا الوجود العلوي و من ثم البحث عن مظاهر اتصاله بنا و تستقر اسئلتك على اكثر الادعاءات خطورة في تاريخ البشرية و هي ادعاء النبوة لتبحث فيه عن ظاهرة الوحي لتستكشف نفسك بطريقة ثانية؟ ام ان هذه الظاهرة بالنسبة لك مجرد عادة أخذتها من الأبوين أو متعلقة عقلية لأن حجة ما أقنعتك، لا حقيقة تفوق هذه و تلك من خلال استكشاف بواطنك بظواهرك و محيطك و تواصلك مع هذا الوجود النوراني و لغته التي تكلم بها عن طريق ظاهرة الوحي؟
لا ادري
لكن أؤكد لك أنك إن بدأت و شقت الطريق فسوف ترى نفسك تتغير و ما حولك الا شكليات لا يجوز ان تمضي جل وقتك في البحث و السؤال عنها بينما لم تصل بعد الى اول درجات حقيقتك. استكشف تلك النفس عن طريق كلامك مع الله و اجعل رسالته مرآة ترى فيها نفسك و إلا ضيعت أحلى اللحظات في مسكن سجدت الملائكة المقدسة لمن يسكن أرجاءها.