العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الــــحــــــــــــوار مع الاثني عشرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-06-18, 11:15 PM   رقم المشاركة : 1
أبو جنى1
عضو







أبو جنى1 غير متصل

أبو جنى1 is on a distinguished road


هل لقوله تعالى{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } علاقة ببيعة الغدير؟!

{ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } هل للآية علاقة ببيعة الغدير ؟
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^ ^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قد يراد باليوم يوما معينا او الزمن الحالي والمراد هنا اليوم الذي نزلت فيه الآية يوم فتح مكة ودخول المؤمنين اليها وبذلك يئس الكفار من الاسلام بإظهار دين الحق وفوز المؤمنين بسلطان العرب بفتح بمكة وازالة الأوثان وأصبحت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى . وتكرر لفظ اليوم لتعداد منّة ليتعلق باكملت لكم دينكم مع نفس الظرف المتعلق بيئس الكفار.
إن إكمال الدين حصل بعد هدم منار الجاهلية ومناسكها ونفي الشرك وقهر أهله وبهذه أتم الله نعمته على المؤمنين بنصرهم على أعداء الدين وممارسة شعائرهم التي ارتضاها الله لهم آمنين بدون مضايقة الكفار ومزاحمتهم.

جاءت هذه الكلمات المباركات معترضة في وسط آية تتحدث عن محرمات الأطعمة والاضطرار الى أكلها وهذه المحرمات كان عليها معظم دين أهل الجاهلية فطُمس شرع المشركين وكسرت شوكتهم وذهب ريحهم وتلاشت قواهم وضعفت عزائمهم ان يقضوا عليكم او يستميلوكم الى دينهم حتى ترتدوا اليهم فلا عذر لأحد ان يجاملهم ويتستر عليهم ويخشى ويتقي منهم فدين الاسلام علت منارته وكمل بدره على دين كله ولو كره المشركون فالله احق اي يخشى وان يدان له بالطاعة وتطبيق شرعه أكمل تطبيق .


هاتين الجملتين الاعتراضيتين بين ما قبلهما وبعدهما إتقان في الربط واتحاد في السياق واحكام رصف بان هؤلاء الكفار باكلهم هذه الخبائث والشرع الذي يدينون به هو كمال المخالفة لدين الله الحق فجاءت الآية محرمات الأطعمة تأكيدا وترسيخا نتيجة هذين السببين : يئس الكفار ، واكمال الدين وإتمام نعمة النصر والسلطان واظهار الشرع الصحيح ورضي الله تعالى للمسلمين هذا الدين بهذه الصفة والحالة ، وقال جل شانه بعدها : {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فان الله غفور رحيم }متصل بالمحرمات وما بينهما اعتراض بما يوجب ان يتجنب عنه .

وقد وعد الله نبيه والمؤمنون باتمام النعمة عندما امرهم بالتوجه الى الكعبة فقال :
{ ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كُنتُم فولّوا وجوهكم شطره لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون }
فحتى تتم النعمة عليكم أيها المؤمنون وجب خشيتي وعدم خشية الظالمين واتباع ما انزلت على رسولكم مما فيه هدايتكم وصلاحكم وسعادتكم .
وتم وعد الله عندما نزلت هذه الاية مورد البحث والمؤمنين حاجين مطمئنين لم يدخل معهم احدا من المشركين يشوب عليهم ظاهرين بدينهم الذي ازال شعائر الشرك والجاهلية بتمام من بيت الله الحرام .

أما الشيعة الاثني عشرية لهم تفسير آخر وهو : ان يئس الكفار واكمال الدين وتمام النعمة تحقق بتنصيب النبي عليه صلوات ربه لعلي بن ابي طالب خليفة على المسلمين بشكل رسمي يوم عيد الغدير وهو اليوم الحادي عشر من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة وبهذا التنصيب يئس الكفار ان يتمكنوا من الاسلام بعد رحيل النبي لانه ترك خلفه من هو الاقدر على تدبير الأمور المسلمين استمرارا لنبوته بالإمامة التي هي سبب كمال الدين فقطع عليهم الأمل وضاعت عليهم الفرصة للخلاص من الاسلام للأبد !

ويعتقدون ان خطر الكفار قد انقضى في السنة الثامنة للهجرة عند فتح مكة وخطر اليهود انجلى بخروجهم خارج الجزيرة العربية بعد معركة خبير والأحزاب ، والنصارى تعاهدوا مع المسلمين فجميع اعداء الدين من المشركين واليهود والنصارى لم يعودوا يشكلون خطرا على المسلمين قبل السنة العاشرة للهجرة وبَقى خطر المنافقين الذين هم أخطر من هؤلاء !

فنقول : من يعتقد عدم انسجام ايات القران في المضمون والمعنى ووجود رابط متين بينهم فقد طعن بكتاب الله بصورة غير مباشرة ، فظن أصحاب هذا التفسير ان الآية قد أدرجت بين أية المنهيات عن الطعام وحكم الاضطرار والرخصة لم تجمع حسب ترتيب النزول بل بتوقيف رسول الله او بتلاعب الصحابة في وضعها حتى يصرفها عن سياقها !
وهذا غلط عظيم كما أشرنا ، كتاب الله كتاب منظم ومنسجم في اياته بصورة بديعة لمن تمنعن فيه ونظر، ومن يفسره بروايات لا تنسجم مع سياق الآيات وبعقائد مسبوقة حكموا على الآيات من خلالها فقد أخطا .

وأغلاطهم هي :
1- تمزيق الاية الواحدة بسبب تعريض بعض الكلمات بين جملها فيبطل التحام الجمل مع بعضها وتصبح ترتيبها استعباطيا حاشا كتاب الله .

2- قولهم ان الكفار يئسوا قبل السنة العاشرة للهجرة بعد انهزامهم عسكريا وسيطرة المسلمين على معاقلهم فما الداعي من خشيتهم ؟ هذا الاحتمال يكون منطقيا لو فعلا نزلت يوم عرفة في حجة الوداع طبقا لبعض الروايات واغلب أقوال المفسرين على ذلك لكن هذا التفسير لا ينسجم مع سياق الاية والقول الاول هو المرجح يوم فتح مكة.

3- مفهوم كلمة الكفار ودلالتها غير مفهوم كلمة المنافقين ودلالتها وان كان المنافقون كفارا باطنا ومن يستقرا ايات القران يجد الفرق واضحا بين الكلمتين .

4- الاية غير صريحة ولا واضحة انها نزلت في بيعة الغدير المزعومة في تعين من يخلف رسول الله في امر الدين ، والتعيين لم يقره كتاب الله من الأصل وقد فصل الله في نفس الاية الطعام المحرم واحدا تلو الاخر ولم يشير الى اسم شخص سيخلف الرسول يتركب من حروف قليلة !!!
وكما بينا في مواضيعنا السابقة اُسلوب القران وطريقته في تقرير العقائد ولا يمكن لكتاب الله المعجز ان يقول اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي في سياق آيات لا تتحدث عن استخلاف ولا تعيين ولا عن شؤون حكومة وشكل نظامها بعد موت النبي عليه صلوات ربه.
ثم يترك هذا الامر فجاة ليظهر في روايات ضعيفة بعد صراعات سياسية حدثت بعد انقضاء زمن طويل على موت خاتم الأئمة وقائد الأمة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله .







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "