لقد نجم من بعض المنتسبين إلى العلم من فتنتهم وسائل الإعلام وأرادوا الشهرة بأي ثمن .....
فلم يجد هؤلاء وسيلة سوى أن يتتبعوا رخص من شذ من العلماء في كتب الأقدمين ليظفروا بشيء ليبيحوه ويقدموه ليحظوا باهتمام وسائل الإعلام الهابطة ولتبقي جذوة تشجيعها وهتافها لهم مشتعلة !
ولا يكاد يمضي وقت يسير حتى نرى حكما آخر من أحكام الإسلام قد أريق دمه ابتغاء مرضاة وسائل الإعلام !
إن من فضل الله أن أصحاب هذه الفتاوى الشاذة لم يتعرضوا لأمور مجهولة لا يعرف الناس حقيقة حكمها ولكن أباحوا أمورا يعرف حرمتها وينكرها الصغير والكبير ، الجاهل والعالم وترفضها الفطرة السوية فلا تكاد ترى أحداً من أهل الخير إلا أنكر على هؤلاء المفتين شذوذهم وانحرافهم
إن هذه الفتاوى الشاذة والمخزية وإن كان لها آثار سيئة إلا أنه ولله الحمد كان فيها خير كثير ومن ذلك سقوط أصحابها من أعين الناس ورجوعهم إلى كبار العلماء الربانيين ذوي العلم والتقوى. إن هؤلاء المنتكسين وإن حظوا ببعض الأضواء المؤقتة من وسائل الإعلام الهابطة إلا أنها متاع قليل زائل لن يغنيهم من الله شيئا ،،،،
ولن يحقق هؤلاء ومن ساندهم من القنوات الفضائية المفسدة أبداً ما أرادوا من تغيير أحكام الإسلام !
لماذا ؟
لأن الإسلام هو الدين الخالد المحفوظ ولأن المسلمين ليسوا كأتباع الأديان الأخرى !
نعلم جميعا ما حصل للمذاهب والديانات الأخرى من تحريف وتغيير، وذلك لأن أتباعها لم يقفوا موقفا حازما تجاه من بدلوا وغيروا حتى حرف دينهم الأصلي ولم يكد يبقى منه شيء، وعلى خلاف ذلك كان المسلمون حيث كانوا حازمين تجاه من أخطأ مهما بلغ من المكانة والعلم والفضل.
ولقد قال عبد الله بن الزبير لابن عباس -رضي الله عنه- حين أجاز نكاح المتعة: "فجرب نفسك فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك" . (رواه مسلم)
فلم تمنعه مكانة وفضل وعلم ابن عباس - حبر الأمة- أن ينكر عليه خطأه !
والأمثلة كثيرة،،،
فماذا كانت نتيجة ذلك ؟
النتيجة أن وصلنا الإسلام بعد 14 قرنا صافيا كما لو كان أنزل بالأمس !
ولايزال علماء المسلمين وصالحوهم إلى اليوم يستشعرون هذه المسئولية العظيمة في الذب عن شريعة الله والتحذير من العبث بها أوتغييرها أو تمييعها فأدوا الأمانة ونصحوا للأمة فظلت الشريعة كاملة محفوظة لتصل إلى الناس في الحاضر وفي المستقبل للقرون القادمة واضحة سليمة نقية ،،،