مسؤولية الجمهور في اءمر التقليد:
وانطلاقا مما تقدم في اءهمية موقع المؤسسة الدينية في مجتمعنا واءهمية زعيم هذه المؤسسة، لابد من اءن نشيرالى ضخامة المسؤولية التي يتحملها الناس، حينما يرجعون الى اءحد في التقليد ويختارونه للمرجعية.. فان هذاالاختيار يعتبر كما سبق اءن ذكرنا اسهاما مباشرا في تكوين المرجع الديني ونصبه للتقليد.. وهو مسؤولية خطيرة للغاية.
وكما يتحمل المرجع الديني مسؤولية هذه المهمة كمرجع للتقليد، تتحمل الامة اءيضا مسؤولية اختيار المرجع الديني من بين المرشحين للمرجعية، فلا يجوز للامة اءن تسلم المرجعية الى اءي يد تمتد لها، دون اءن تتاءكد من قبل من صلاحيتها وكفاءتها لهذا المنصب الرفيع، ودون اختبار وحساب دقيق للشخص الذي تسلمه الامة زمام المرجعية. فان عدم التاءكد من صلاحية المرجع وكفاءته من الناحية العلمية والتقوى والكفاءات الشخصية، قديؤدي الى كارثة في حياة الامة، عندما لا يكون المرجع الذي تسلم مهام المرجعية اءهلا لتحمل هذه المسؤولية.
فاءمر اختيار المرجع اذن من المسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتق الامة، وحينما تختار اءحدا للتقليد تتحمل مسؤولية التبعات التي تتمخض عن ذلك.
ولذلك فان على الامة اءن تتريث كثيرا في اختيار المرجع، واءن تتاءكد من الشخص الذي تنيط به هذه الامانة، قبل اءن تحمله هذه المسؤولية الكبيرة. فان المرجعية كيان اجتماعي وسياسي مؤثر في حياة الامة تجلب كثيرا من المطامع، وتعنى بها واجهات سياسية وحكومية، وتحاول اءن تدس اءنفها في الموضوع وتؤثر بشكل من الاشكال في توجيه المرجعية بالشكل الذي ترتضيه وتؤمن مصالحها.
رؤية السيد الشهيد الصدر الاول ما يقول في هذه القضية
مشاركة الأمة للقيادة في البناء الرسالي
مقومات العلاقة بين الأمة والقيادة
إنّ الأمة والقيادة يسيران جنباً الى جنب في البناء الرسالي في جميع مجالات الحياه، وهو تعبير عن سير خط الخلافة وخط الشهادة على ضوء المنهج الإلهي، وتجسد مفاهيمه وقيمه وارشاداته وتوجيهاته في واقع الحياة.
ومن أهم مقومات العلاقة بين الأمة والقيادة أو بين خط الخلافة وخط الشهادة:
أوّلاً: إختيار القائد أو الشاهد
في مرحلتنا الراهنة يتمثل القائد أو الشاهد أو الشهيد بالإمام المهدي(ع)، وبما أنّه غائب عن أنظارنا فقد أوكل الأمور الى الفقهاء فهم القادة الرساليون الذين يؤدون مسؤولية النيابة عنه في التوجيه والإرشاد والاصلاح والتغيير، وقيادة الأمة نحو تحقيق الخلافة في الأرض كما أرادها الله تعالى.
وإختيار شخص الفقيه أو المرجع موكول الى الأمة، لتعدد الفقهاء والمراجع، فهي التي تختار واحداً منهم، فهو يختلف عن النبي والإمام لأنهما معينان من قبل الله تعالى، وهذا ما جاء في آراء السيد الشهيد حيث قال:
«والنبي والإمام معينّان من الله تعالى تعييناً شخصياً، وأمّا المرجع فهو معيّن تعييناً نوعياً، أي إنّ الإسلام حدّد الشروط العامة للمرجع وترك أمر التعيين والتأكد من إنطباق الشروط الى الأمة نفسها.
ومن هنا كانت المرجعية كخط قراراً إلهياً، والمرجعية كتجسيد في فرد معيّن قراراً من الأمة»(29).
فالأمة تختار المرجع القائد كشخص، وينبغي أن يكون الإختيار ضمن المواصفات والمؤهلات التي حدّدتها الشريعة، وقد حدّد السيد الشهيد هذه المواصفات، فقال:
«وأمّا المرجعية فهي عهد رباني الى الخط لا الى الشخص، أي إنّ المرجع محدّد تحديداً نوعياً لا شخصياً، وليس الشخص هو طرف التعاقد مع الله، بل المركز كمواصفات عامة، ومن هذه المواصفات العدالة بدرجة عالية تقرب من العصمة، فقد جاء في الحديث عن الإمام العسكري (ع): «فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلّوه»(30).
وأضاف السيّد الشهيد (قدّس سره) تفاصيل هذه المواصفات فقال: «يجب أن يكون عالماً على مستوى إستيعاب الرسالة، وعادلاً على مستوى الالتزام بها والتجرد عن الهوى في مجال حملها، وبصيراً بالواقع المعاصر له، وكفؤاً في ملكاته وصفاته النفسية»(31).
أهـ
راجع ردود الأعضاء هو أعلمية المرجع في منتدى الشيخ كمال الحيدري