العودة   شبكة الدفاع عن السنة > المنتديـــــــــــــات الحوارية > الحوار مع باقي الفرق

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-07, 01:17 AM   رقم المشاركة : 11
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


عبدالواحد


بسم الله نكمل,

قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ). هذا خير دليل أن منكري السنة لا يرجون الله ولا اليوم الآخر.. لأنهم اختاروا أن لا يكون لهم في رسول الله أسوة حسنة .. وأنى لهم ذلك وهم ينكرون السنة؟

قال تعالى ( آل عمران {31} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {32} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ) إتباع النبي علامة على حب العبد لله وشرط حتى يحبه الله و يغفر له. وهكذا انتفت عن منكري السنة حبهم لله وحب الله لهم. وعصوا الله الذي أمرهم أن يطيعوا الرسول أيضاً. في أي شيء أطعتم الرسول؟ طاعته لا تكون إلا بالاستجابة لأمر منه .. وهذا شرط لا ينطبق على من ينكر أوامره و نواهيه في السنة. ولا يمكنكم التلاعب بتفسير "الطاعة" مع وجود آية أخرى يأمركم فيها الله بان يكون (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) .

قال تعالى { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
وهذه آية أخرى تهدم كلام الزميل الذي يدعي أن النبي مهمته فقط إسماع الناس القرآن وكفى. الله كلف النبي بأن يقضي بين الناس, ومن لا يسلم بحكمه ينتفي عنه الإيمان. فهل تجد في نفسك يا منكر السنة حرج في حكم النبي ؟ بل تجد في نفسك ما هو أكثر من ذلك لأنك ترفض الاحتكام إليه أصلاً.
سألتك أين أنت من تعليم النبي .. التعليم الذي منّ الله به على المؤمنين كما تقول الآية؟
من كل مداخلتك الطويلة العريضة لم اجد إلا هذا السطر اليتيم :

اقتباس:
ولقد جاوبتك (سبحانك ربي) قائلا : انه لديك فيه (في الفرقان) تعليم الله المباشر وهو تعليم رسوله العبد المبلغ .

لم تجب من قبل, وأما جوابك الآن فهو خطأ مركب يا عزيزي .. مرة أخرى يكذبك الله لأنه تعالى فرق بين ما تحاول الخلط بينهما:
يقول الله تعالى في سورة البقرة {129} ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
الله يقول انه كلف النبي بتلاوة آياته.. وتعليم الكتاب (علاوة على التلاوة) .. وتعليم الحكمة (علاوة على تعليم الكتاب).
فمن نصدق الآن .. كلام الله أم كلامك أنت؟

سؤال: الحكم الذي يحكم به النبي بين الناس -الملزم لكل مؤمن- هل يندرج تحت قوله تعالى ( وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) ام لا؟
ولا أظنك تجرؤ على الرد...

------------------------------------------------------------------
هنا انتهى النقاش فعلياً لان السطر في الاقتباس السابق هو الرد اليتيم على صلب الموضوع, ولم يبقى له سوى محاولة التملص بحشو المداخلة بكلام عام.
------------------------------------------------------------------


اقتباس:
ولكي انهي هذه المهاتره اريدك ان تعلم عدة اشياء :
1_القرآن ليس مبهما وليس معسرا للذكر وليس هو بمجرد طلاسم ورموز تحتاج الى توضيح ملزم ومتكامل معها ومكمل لها بل هو متكامل مع بعضه بعضا .

لم يقل احد أن القرآن طلاسم .. قصة الطلاسم هذه لن تنفعك بعد الآن.. و متى ذكرتها سأسألك عن موقفك من كتب التفاسير هل نحرمها حتى لا نقول عن القرآن طلاسم؟ فدعك من الأسلوب الملتوي فلن ينفعك معي. السؤال هو : لماذا ترفض السنة النبوية؟ وعليك ان تخترع جواباً لا يتناقض مع قبولك للتفاسير.

اقتباس:
2_القرآن بحر غير متناهي من العلوم ,فهو الذي لا تنقضي عجائبه ,وكل يوم يكتشف فيه المسلمون و البشريه كلها امور جديده تحتاج الى التعليم ,وبالتالي قد يرى احدهم فهما صحيحا لآيه ويراها آخر بشكل آخر وكليهما يحتاج الى تعليم وكليهما صحيح وغير متعارض مع بعضه وغير خارج عن محكم التنزيل

هنا تقر بنفسك ان القرآن له علوم كثيرة ويحتاج الى تعليم في أمور عديدة لا بد للمفسر والباحث أن يجمع بينها. وكررت مرتين عبارة (يحتاج إلى تعليم) لكنك أنكرت ذلك عن النبي .. وهذا دليل تخبط.. تارة ترفض وصف الله لنبيه بأنه يعلّم الكتاب و الحكمة.. وحجتك في ذلك أن القرآن ليس طلاسم. ثم تناقض نفسك و تقبل أن يعلمّ البشر كلام الله رغم أنهم أقل حكمة من النبي . بل أكثر من ذلك تقبل ان يكون للقرآن أكثر من فهم مصدره بشري لكنك في المقابل ترفض ان يعلم النبي لأصحابه أي شيء. تخبطك هذا ما هو إلا نتيجة الكبر والإصرار على إنكارك لسنة رسول الله.

تقول بما القران هو (هدى للمتقين) و (ولا يزيد الظالمين الا خسارا) :

اقتباس:
وبالتالي فان تعليم القرآن لا يحتاج الى كلام ملزم له بالمطلق كما قال الرسول انه ليس ملزم بهدى كل الناس للقرآن (وأن أتلوا القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين) وقوله تعالى (ليس عليك هداهم)

رتب أفكارك يا عزيزي.. أين المقدمة هنا وأين هي النتيجة وما هو الرابط بين (عدم إجبار النبي الناس على الإيمان) وبين ما نقول؟ ما يهمني من ترنحك هذا هو أمر واحد: رفضك إتباع سنة من كان خلقه القرآن, ولا بأس عندك أن تتبع مفاهيم جديدة للقرآن غير ملزمة له بالمطلق!!

هل تعلم يا المحتكم انك لخصت مخطط منكري السنة ..
1- المرحلة الأولى تقولون فيها ان القرآن محكم لا يحتاج إلى تفسير .. والهدف هو التخلص من سنة وتعليم النبي
2- وبعد ذلك تأتي مرحة التخلص من القرآن نفسه بأن تغيروا الشعار السابقة وتميعوا مفاهيم القرآن و تجعلوها غير ملزمة.

اقتباس:
اللفاظ الله لكلماته محدوده في الكتب السماويه فقط وفي اللسان العربي بالقرآن المجيد فقط ,اما معاني الله لكلماته فهي غير متناهيه ولا منقطعه الى يوم الدين سواء في رؤى الصالحين والاولياء وسواء في آيات الله من حولك التي نعبر عنها بالفاظنا البشريه ( قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ) (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ) .

كلمات الله ليست محصورة في كتبه السماوية. هذا خطأك الأول. ثم خلطت بين تعدد معاني الكلمة الواحدة و بين تعدد كلمات الله. وما هو هدفك من ذلك؟ هو نفس ما سبق ذكره.. تمييع معاني القرآن بحيث يصبح عددها لا متناهي !!! ويصبح كل يقول برأيه بحجة أن كل كلمة في القران لها معاني غير متناهية ويضيع المعنى الأصلي ويصبح غير ملزم لأحد. لكن لو سألتك هل يحق للنبي أن يخبرك عن بعض تلك المعاني "اللامتناهية"؟ سترفض لأنك الآن في المرحلة الثانية أي مرحلة ما بعد التخلص من سنة النبي .

عشرة أسطر من الكلام العالم من نوعية القرآن لم يقصص كل قصص السابقين .. ثم تقول :

اقتباس:
وانتم يا صاحبي لا تتطرقون لأمور اخرى لم يقصصها القرآن بل تأتون بمبادئ ومفاهيم اخرى جديده لم يأت بها القرآن .

تقصد مفهوم هجر السنة وهذا مفهوم ليس فقط غير مذكور في القرآن بل مناقض له كما سبق إثباته.

اقتباس:
_تعليم الله المباشر لك عن طريق الرسول المبلغ حقيقه لا يستطيع الربانيون الحنفاء ان يتجاهلوها تماما كما خلقك الله مباشرة عن طريق ابويك والحيود عن ذلك شرك بالله .

وما دام كل تعليم للنبي هو في الحقيقة تعليم مباشر من لله .. لماذا تنكر سنة النبي إذاًَ؟


اقتباس:
لا أظن ان الذين اوتوا العلم الذين يتلى عليهم القرآن في الآيه المستشهد بها قد يكونوا من الذين في قلوبهم زيغ ممن يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض او ممن يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ,وان كان هذا ظنك فهو مشكلتك ,

هذا ليس ظني, فهل هذا مشروع افتراء أم تساءل فقط؟

اقتباس:
فالآيه هنا بينة انه لا حاجة للذين اوتوا العلم من قبل القرآن بان يسمعوا كلام بشري يقص ما يقصه القرآن وحكم قد فصل القرآن فيه لكي يؤمنوا به ,بل آمنوا به لمجرد تلاوته وهنا تكلم الله عن الكتاب (القرآن) بصفه عامه ولم يقل بعضا دون بعض .

. أنت تساوي كلام النبي بكلام أي بشر لا يوحى اليه وهذا تطاول على من قال تعالى عنه { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}
والنطق يشمل كل ما تلفظ به من تلاوة وتعليم أيضاً ..
. كذبت على الله ودسست في الآية ما ليس فيها .. الآية لم تقل أن الذين آمنوا لا حاجة لهم بسنة النبي .
. إذا كان إيمان من سمع بعض الآيات يغنيه عن سنة النبي .. بنفس المنطق سيغنيه عن بقية الآيات التي لم يسمعها قبل إيمانه.
. الإيمان بآية واحدة تُلزم المؤمن أن يتبع كل ما جاء به النبي دون أن يتخير بعض الوحي و ينكر الآخر ..

ثم سألتك عن تفاسير البشر لكلام الله, تقول

اقتباس:
ومن قال لك احرق ؟ لا تحرق شئ بل يدرس كل كلام البشر ويؤخذ منه ما لا يتعارض مع الاصل الثابت من احسن الحديث ,ولكن لا اضيف من عندى مرجعيه مكافئه لألفاظ الله الذي ليس له ند او كفؤ .

أولاً: لم يقل احد أن القرآن و السنة هما في نفس المرتبة. كلامهما وحي من الله لكن القرآن كلام الله باللفظ.
ثانياً: تقبل الآن الاحتفاظ بكلام البشر بشرط ان يوافق القرآن, و ترفض الاحتفاظ بكلام النبي الذي يستحيل أن يخالف القرآن.
مازال السؤال قائم, لماذا تقبل تفاسير البشر وترفض كلام النبي ؟

اقتباس:
الافلاس هو ان تناقض نفسك بان تقول ان الوحي المتلوا هو القرآن فقط ثم تتلوا ذكرا وحكما وانباء للغيب وكلام لله نفسه بذاته عن جبريل فيه اعجاز (كما تقولون) واللفاظ ايسر للذكر بالنسبة اليكم وابين من القرآن لفهم القرآن ثم تقولون هو ليس خارجا او منفصلاعن القرآن بل هو تعليم تابع له ,اليس هذا هو التناقض بذاته ؟

إذا فهم أحد جملة مفيدة من هذا الاقتباس فليفسره لي.


في الختام.. أطلب منك ان تتخيل نفسك في مدينة النبي بين الصحابة .. ثم أنظر هل ستكون من المنافقين أم لا..
فإن صلى النبي لن تصلي مثله لأنك ترى أن القرآن يغ************ عن السنة.
وإن علمك دعاء سترفضه بحجة عدم وجوده في القرآن.
وإذا نهاك لن تنتهي وإذا أمرك لن تطيع
إلا إذا ورد النهي أو الأمر في القرآن
.. ألخ
فهل هذا وصف لحال المنافق ام لديك تبرير؟







 
قديم 15-12-07, 01:19 AM   رقم المشاركة : 12
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


ناصر التوحيد

اقتباس:
جاوبتك على سؤالك بوضوح (وان كانت اجابتي تدل على انني مخطء من وجهة نظرك) المهم انني جاوبتك

نحن نتكلم في دين الله الواضح البيّن .. ونتبع الاحكام والتعاليم التي جاءت في القران الكريم والسنة النبوية بحذافيرها .. ونفهمهمها كما يجب ان تُفهم وبحسب الاصول المرعية والمتفق عليها
وانت تقول وجهة نظر .. !! اهلا وجهة نظر !!
ولو كان الخطا في وجهة نظر .. لا نعدّيها ولا نسمح لك بتمريرها .. فكيف عندما تكون خطا في اصل من اصول الدين !!
وجهة نظرنا لا تخرج عن راي الدين .. ولا تخرج عن اهم مصدرين من مصادر الدين وهما القران الكريم والسنة النبوية .. وهذا الامر هو ما عليه المسلمون بالاجماع وبالاتفاق .. لانها هذه هي حقيقة التعاليم .. وحقيقة النصوص الشرعية .. وحقيقة دين الاسلام .. وحقيقة ما عليه السلف والخلف







 
قديم 15-12-07, 01:20 AM   رقم المشاركة : 13
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


عبدالواحد

الزميل المحتكم, أتيت الآن بآية أخرى وكالعادة تأتي بما يرد على كلامك..
سورة آل عمران {79} آل عمران مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ
تسأل (كيف يكون تعليم الربانيين للكتاب ؟ وكيف يكون تبيينهم الكتاب) ؟
الجواب: تماماً مثل تعليم أهل العلم والتقوى في أي زمان. جاء في البحر المديد : ({ كونوا ربانيين } أي : علماء بالله ، فقهاء في دينه ، حلماء على الناس ، تُربون الناس بالعلم والعمل والهمة والحال ، بسبب { ما كنتم تعلمون } من كتاب الله { وبما كنتم تدرسون } منه ، أو { بما كنتم تُعَلِّمُون } الناس من الخير بكتاب الله ، وما كنتم تدرسونه عليهم )

إذاً نتفق أولاً أن تعليم الكتاب أشمل من مجرد تعليم تلاوته. يقول ابن مسعود رضي الله عنه نِعْم ترجمان القرآن ابن عباس رواه الحاكم في المستدرك . ولما مات ابن عباس قال محمد ابن الحنيفة مات ربَّاني هذه الأمة.

الآن أخبرك كيف ان الآية السابقة ترد على ما سميته أنت "رداً اختلفت وجهات النظر حوله".
السؤال الأصلي كان : أين أنت من تعليم النبي ؟ أجبت بما معناه ان التعليم هو عين التلاوة ..
أجبتك أن الآية لا تخدم فهمك لان الله فرق بين التعليم والتلاوة: ((يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ))
الآن تقول "المهم انني جاوبت" وهي "وجهات نظر"... ثم جئت بأية لا تخدمك لانها تثبت ان التعليم هو أشمل من التلاوة, فالرباني يعلم كل علوم القرآن ويربي الناس بالعلم و العمل.

النتيجة: القران يخبرنا أن الله بعث النبي ليعلم وأيضاً الرباني يعلم. لكن الله فرق بين تعليم النبي وبين تعليم الرباني في أمر مهم.. مخالفة تعليم النبي هو خروج عن الدين اما مخالفة غيره فلا. وكما قال الإمام مالك رحمه الله كل يؤخذ منه و يرد إلا صاحب هذا القبر . والدليل مرة اخرى :
قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )
وقال تعالى ( آل عمران {31} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {32} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )

إذاً إتباع النبي وطاعته في كل ما يقول واتخاذه أسوة حسنة هو أمر يفرق بين المؤمن الذي يرجو الله و اليوم الآخر وبين الكافر.
وإتباعك للنبي علامة على حبك لله وشرط حتى يحبك الله. هذا ليس كلامي بل كلام الله الصريح الذي لا يقبل أي تأويل.







 
قديم 15-12-07, 01:22 AM   رقم المشاركة : 14
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


ناصر التوحيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحتكم
ان الرسول برئ من اكثر ما تقولون عليه كما كان الانبياء السابقين براء من افترائات اقوامهم عليهم

بل ان الله جل جلاله والرسول الكريم برئ مما تقوله وبريء منكم لافتراءات قومكم عليهما وعلى دين الله وخروجكم عن دين الله بهذه الافتراءات التي لا يقول بها كتاب ولا سنة ... لا دليل لكم ولا حجة ولا برهان .. ان انتم الا تخرصون وتتبعون اهواءكم



اقتباس:
اما القرآن فهو محفوظ الى يوم القيامة

القرآن الكريم .. نعم .. ومعه السنة النبوية .. لان فيها بيان وتفصيل لما في القران الكريم من اجمال


اقتباس:
والحمد لله ان يوم القيامة آت لا ريب فيه

فاتق هذا اليوم .. وبلغ جماعتك قول الله تعالى :
{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفّى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون}سورة البقرة


اقتباس:
وسنعلم فيه كلنا (كل البشر) كل شئ اختلفنا فيه

نحن نعلم لاننا نتبع التعاليم الالهية ونتقيد بها كلها ..
فاتق الله .. وبلغ جماعتك قول الله تعالى :
(ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم).
فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ
ولكن جماعتك كما قال الله تعالى عنهم :
أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ



اقتباس:
وارتقبوا حكم الله والساعة ادهى وامر

ما دمت تعرف هذا .. فانصح نفسك وانقذها ولا تظلم نفسك

فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ، فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ
ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار . مهطعين مقنعي رُءُوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء



==


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحتكم
لا رد ؟ ....... .

عدم الرد رد


اقتباس:
ان تعليم النبي بالقلم والتلاوه في زمانه ومكانه ليس كتعليم الرباني بالقلم وبالتلاوة في زمانه ومكانه لأن النبي انزل عليه كتاب الله مباشرة وآتآه الله اياه اما الرباني فلا ,وخلاصة تعليم النبي للكتاب تبقى للعالمين وللانس والجن لأن خلاصة هذا التعليم هي القرآن نفسه في ما بين الدفتين واما خلاصة تعليم الرباني فلا يمكن ان تكون للعالمين باسم الدين وتظل خاصة بزمانه ومكانه ,ولا شك ان افضل طريقه لتعليم القرآن هي تلاوته في موضعه المناسب .

ما يقوله القران الكريم وما يقوله الحديث الشريف هو خلاف قولك هذا كلية
فلا يوجد فيهما ما يقول بالخصوصية ولا ان تعليم القران يكون بتلاوته فقط .. فالتعليم يتعلق بالمعنى والمدلول والمفهوم من النص .. وليس نزول القران كان لمجرد التلاوة ..
هل تظن يا محتكم ان تلبيسك وتدليسك وافتراءك يمكن ان تمرره ... لا والله ..خبت وخاب ظنك .. تعرف لماذا .. لانك تريد مجرد تلاوة بلا فهم كمن يتلوه من لا يفهم العربية .. هذا هدفك مستحيل ان تناله .. القران منهج حياتنا والرسول قدوتنا وكل ما امرنا به الرسول نتبعه ..وكل ما امر الله به رسوله نتبعه .. فلا خصوصية بدون دليل التخصيص .. من يدعي بالخصوصية فعليه بالدليل ..وكل الادلة تفيد عكس ما تدعيه




اقتباس:
لا يوجد كتاب آخر عند الله آتاه لمحمد بمعناه من دون لفظه لكي يتكلم النبي عن معانيه بالفاظه هو ويطبقه ويعمل به هو الآخر كما يطبق القرآن على حد سواء وباستقلالية تامه ,اضافة الى وجود خصوصية في حياة النبي ,

يوجد .. خليك نايم .. خليك اعمى
ودعك من دعوى الخصوصية هذه.. فهي مرفوضة اسلاميا وبكل الوجوه

اقتباس:
اضافة لوجود وحي في غير الكتاب قد تكلمت عنه سابقا مثل الوحي الذي اوحاه الله لموسى في غير التوراة في زمانه ومكانه وموجه لمن حوله فقط ..

سيبك من موسى ليه السلام وسيبك من التوراة .. فلا التوراة نزلت لنا ولا موسى جاء لنا .وشرع من قبلنا ليس شرعا لنا .. وكل انبياء الله قبل بعثة سيدنا محمد كانت نبوتهم ودعوتهم خاصة لقومهم .. بعكس الرسالة المحمدية فقد جاءت عامة ولكل البشر ولكل زمان ومكان


اقتباس:
فالأصل لكيان التوراه المحرفه اليوم كانت التوراة الحقيقيه

تهريج .. فالاصل يخالف ما في اغلب توراة اليوم .. توارة اليوم مجرد تاريخ وضعه يهود على مر الازمان ..

اقتباس:
ولكن الأصل في التلمود الذي يقرأ اليوم بدعه متطرفه اعطت اسوأ مثال لما قد تكون عليه البشريه من تعصب وكذلك كانت الصهيونيه وكل الحركات المتطرفه

التلمود هو كلام بشر
الحديث الشريف كلام رسول الله الوحي الموحى اليه ..
فلا تقس ما هو باطل على ما هو حق ..


انت قلت يا محتكم :

اقتباس:
اسألكم :هل انا اتهرب فعلا في كل كلامي حتى في مداخلاتي التي جائت بعد مداخلة المشرف الأخيره ؟

ولم يصلك رد ..
قلت : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحتكم

اقتباس:
لا رد ؟ ....... .

فقلت لك : عدم الرد رد
ومعنى ذلك ان الرد وصلك بطريق غير مباشر .. وهو يعني : نعم .. انت تتهرب فعلا في كل كلامك حتى في مداخلاتك التي جائت بعد مداخلة المشرف الأخيره
الان وصلك الرد بصورة مباشرة ..
والدليل على تهربك هو انك لا تاتي بدليل ولا تاتي برد مقبول ومؤصل على ما ذكر لك من ادلة وحجج ونصوص وشروح
وكنت انت ولا تزال ترد اي رد ولا تاتي بدليل ولا تاتي برد مقبول ومؤصل
سهل عليك ان تكذب وصعب عليك ان تاتينا بدليل
نحن نتكلم في دين .. ولا نريد اي كلام ..


اقتباس:
هل مكانة ابو هريرة او البخاري عندك مثل مكانة موسى او اكثر

مكانة النبي أعلى من مكانه غيره من البشر ..
لكن الذي يهمني كلام البخاري وكلام ابو هريرة .. لانهما ينقلان لنا اقوال واحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ويبلغونا ما سمعوه عنه لنتبعه ولنهتدي به ونتقيد به


اقتباس:
واذا اردت ان تدعوا اهل الكتاب الى كلمة سواء بيننا وبينهم هل ستقول لهم (سيبك من موسى) ؟

طبعا اقول له ذلك ..
وهل تعلم ان موسى عليه السلام لو عاد الى الوجود الدنيوي فهو ملزم باتباع نبينا وما وسعه غير ذلك

اسمع قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم :" لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي "
والقران مهيمن على جميع الكتب السابقة .. فلا تهمني التوراة ..وان كنت اؤمن بكل الكتب المنزلة على بعض انبيائه كما اؤمن بكل انبيائه عليهم السلام ... والشريعة الاسلامية نسخت كل الشرائع السابقة ,,,
انتهى ..



اعوج الفهم يتهم فيقول:

اقتباس:
فانك بذلك الفهم المعوج للآية

وضال الطريق المستقيم يحدد خيارين كفريين فيقول:

اقتباس:
اما ان تنسب الخطأ لله ووحيه واما ان تكذب الآية

وليس اي واحد منهما وارد
الوارد هو إبطال التبني بهذه الطريقة العملية :
جاء زيد بن حارثة يشكوها لوجود خلاف وسوء تفاهم بينه وبين زوجته ، فجعل النبي -صلى الله عليه وسلم - يقول له: اتق الله، وأمسك عليك زوجك. اللَّه تَعَالَى أَعْلَمَ نَبِيّه أَنَّهَا سَتَكُونُ مِنْ أَزْوَاجه قَبْل أَنْ يَتَزَوَّجهَا فَلَمَّا أَتَاهُ زَيْد رَضِيَ اللَّه عَنْهُ لِيَشْكُوهَا إِلَيْهِ قَالَ اِتَّقِ اللَّه وَأَمْسِكْ عَلَيْك زَوْجك فَقَالَ قَدْ أَخْبَرْتُك أَنِّي مُزَوِّجُكَهَا وَتُخْفِي فِي نَفْسك مَا اللَّه مُبْدِيه ....
فلَمَّا طَلَّقَ زَيْد بْن حَارِثَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ زَيْنَب بِنْت جَحْش رَضِيَ اللَّه عَنْهَا تَزوجها رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا..وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
" وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ " .......
" اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَط عِنْد اللَّه "







 
قديم 15-12-07, 01:27 AM   رقم المشاركة : 15
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


فخر الدين المناظر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اقتباس:
ولكنني قد آتيكم بالمختصر المفيد الذي تعجزون عن الرد عليه .

سبحان الله ... المداخلات طويلة عريضة أمامك تنفي ما تزعم .


اقتباس:
ما رأيك في قول محمد في سورة الأحزاب (امسك عليك زوجك واتق الله) قبل نزول الآيه هل كان هذا النطق وحيا مباشرا من الله ؟ واذا كان كذلك فلما قال الله (وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه ) ؟ فانك بذلك الفهم المعوج للآية (وما ينطق عن الهوى) اما ان تنسب الخطأ لله ووحيه واما ان تكذب الآية فتقول ان حادثة النبي مع زيد لم تحدث اساسا .....

مداخلاتك من السهولة بماكان يا أخ المحتكم ،، ولا أقصد بذلك إهانتك ،، بل شبهات منكري السنة أعرفها منذ زمن وأنجزت فيها بحوثا بحمد الله ، وهي سهلة النقد ضعيفة الأرضية ...
الآية الكريمة التي تتحدث عنها لا تصلح لنصرة مذهبك ، لأن هذه الآية بالذات أثيرت حولها روايات ومعانِ باطلة إليك بيان بطلانها من عدة وجوه :

الوجه الأول : أنه ليس فى الآية ما يدل على أن رسول الله صدر منه في هذه الواقعة مذمة، ولا عاتبه الله على شيء منه، ولا ذكر أنه عصى أو أخطأ، ولا ذكر استغفار النبي منه، ولا أنه اعترف على نفسه مخطئاً، وأنه لو صدر عنه زلة لوجد من ذلك شيء، كما في سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام متى صدرت عنهم زلة – إن صح التعبير – أو ترك مندوب .

الوجه الثاني : أنه ذكر في القصة بصريح القرآن الكريم : {ما كان على النبيء من حرج فيما فرض الله له} ونفي الحرج عن النبي تصريح بأنه لم يصدر منه ذنب البتة، كما أن نفي الحرج رد على من توهم من المنافقين نقصاً فى تزويجه إمرأة زيد مولاه، ودعيه الذي كان قد تبناه .

الوجه الثالث : أنه تعالى ذكر الحكمة والعلة من زواجه من زينب رضى الله عنها بقوله : {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها كيلا يكون على المومنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهم وطراً} ولم يقل : إني فعلت ذلك لأجل عشقك ! أو نحو ذلك.

الوجه الرابع : قوله تعالى : {زوجناكها} ولو حصل في ذلك سوء لكان قدحاً في الله تعالى، وهو ما يؤكد أنه لم يصدر منه ذنب البتة فى هذه القصة.

الوجه الخامس : أنه لو كان ما ترمي إليه صحيحاً، لكان قوله لزيد كما حكى القرآن الكريم {أمسك عليك زوجك} نفاقاً، لأنه أظهر بلسانه خلاف ما يضمره فى نفسه! لكن الله عز وجل عصم نبيه من ذلك.

الوجه السادس : أن رسول الله لم يكن يرى زينب للمرة الأولى، فهي بنت عمته، ولقد شاهدها منذ ولدت، وحتى أصبحت شابة، أى شاهدها مرات عديدة، فلم تكن رؤيته لها مفاجأة، كما تصور القصة الكاذبة التي جعلتك تفهم الآية فهما خاطئا، ولو كان رسول الله يحمل أي ميل نحو زينب رضي الله عنها لتقدم بزواجها، وقد كان هذا أملها، وأمل أخيها حين جاء يخطبها منه، فلما صرح لهما بزيد، أبيا، فأنزل الله تعالى : {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم فقالا : رضينا بأمر الله ورسوله، وكانت هذه الآية توطئة وتمهيداً لما ستقرره الآيات التالية لها من حكم شرعي يجب على المؤمنين الانصياع له، وامتثاله والعمل به، وتقبله بنفس راضية، وقلب مطمئن، وتسليم كامل.

الوجه السابع : أن ما أخفاه النبي ، وأبداه الله تعالى هو : أمره بزواج زينب ليبطل حكم التبني، هذا ما صرحت به الآية، لا شيء آخر غيره، قال تعالى : {فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها لكيلا يكون على المومنين حرج فى أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطراً}
فكيف تعدل عن صريح القرآن الكريم إلى روايات لا زمام لها ولا خطام؟ وتقرر عين ما قررته تلك الروايات المكذوبة ؟؟ وليس فى هذا الإخفاء ما يعاب عليه أصلاً، وإلا لكان ذنباً تجب منه التوبة، وليس فى الآية الكريمة ما يشعر بشيء من ذلك ؟؟
وعليه فالإخفاء هو غاية العقل، وعين الكمال، لأن ذلك إنما كان سراً بينه وبين خالقه عز وجل، لم يأمره بإذاعته قبل أوانه، فكتمانه فى الحقيقة، قبل مجيء وقته هو الكمال الذي لا ينبغى غيره، ويوضح هذا ويبينه ما وقع منه عليه الصلاة والسلام في قصة عائشة رضى الله عنها، حين أتاه جبريل عليه السلام، قبل أن يتزوجها بأمد بعيد، بصورتها على ثوب من حرير، وقال له : "هذه امرأتك"، وقد عرفها رسول الله يقيناً، ولم يشك في أنها ستكون من أزواجه الطاهرات، ومع ذلك فقد ترك هذا الأمر سراً مكتوماً بينه وبين ربه، وقال : "إن يك هذا من عند الله يمضه" أي أنه من الله ولابد، فلأتركه إلى أن يجيء وقته الموعود، فلما جاء هذا الوقت أظهره الله تعالى، وتم ما أراد عز وجل، إذن ليس فى الإخفاء المذكور منقصة، ولا خيانة للوحي، كلا، بل لو أنه عليه الصلاة والسلام كان قد أذاع هذا السر المكنون، والأمر المصون، لكان ذلك هو الخروج عن دائرة الحزم والكمال .
وهنا نصل إلى أصح المحامل في قصة زينب رضى الله عنها، وهو : أن الله تعالى قد أعلم نبيه أنها ستكون من أزواجه، فلما شكاها له زيد، وشاوره فى طلاقها، ومفارقتها، قال له على سبيل النصيحة والموعظة الخالصة "أمسك عليك زوجك واتق الله" أى واتق الله فى شكواك منها واتهامك لها بسوء الخلق، والترفع عليك، لأنه شكا منها ذلك، وأخفى رسول الله في نفسه ما كان أعلمه الله به من أنه سيتزوجها، مما الله مبديه، ومظهره بتمام التزويج، وطلاق زيد لها، ويصحح هذا قول المفسرين فى قوله تعالى بعد هذا {وكان أمر الله مفعولاً} أي لابد لك أن تتزوجها، ويوضح هذا أيضاً أن الله عز وجل لم يبد من أمره معها غير زواجه لها، فدل أنه الذي أخفاه مما كان أعلمه به ربه عز وجل وبهذا القول : الذى تعطيه التلاوة من أن الذي أخفاه النبي هو إعلام الله له أنها ستكون زوجة له بعد طلاقها من زيد، قال به جمهور السلف، والمحققون من أهل التفسير، والعلماء الراسخون كابن العربي والقرطبي والقاضي عياض والقسطلاني فى المواهب والزرقاني فى شرحها وغيرهم ممن يعنون بفهم الآيات القرآنية وفقهها، وتنزيه الرسل عما لا يليق بهم من الروايات البعيدة عن منطق الحق والواقع.
بقى في القصة : قوله تعالى : {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} فليس مرد هذه الخشية عند رسول الله رهبة شيء يحول بينه وبين تبليغ رسالته من قريب أو بعيد، ولا يصح أن يفهم منها أنه لم يكن يخشى الله تعالى، ، بدليل ما ورد فى القرآن الكريم فى أكثر من آية الشهادة له بالخشية والخوف قال تعالى : {قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم} وقوله عز وجل : {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيبا} وهذه الآية الكريمة تشمله عليه الصلاة والسلام شمولاً أولياً لأنها فى صدر الحديث عنه، ومن هنا فالخشية في آية بحثنا {وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه} مردها إلى شدة حياءه ، فقد كان يتحرج حياء من بيان ما قد اطلعه الله عليه، مما سيؤول إليه أمر زينب رضى الله عنها، لأن الناس كانوا يعدون ذلك أمراً كبيراً، ولكن لما كان شرعاً محكماً، كان لابد من بيانه.
أما من أول في معنى الخشية بأنها : مجرد خوفه من قالة المنافقين، وطعنهم فى ذاته الكريمة بقولهم: تزوج زوجة ابنه، أي من تبناه. فهذا التأويل ترده سيرته العطرة مما تعالم وعرف فى تاريخ تبليغه الرسالة على مدى مدة الإقامة فى مكة – ثلاثة عشر عاماً – وما مضى من مدة قدومه المدينة إلى حين وقوع قصة زيد وزينب، وهي قد وقعت فى السنة الثالثة أو الرابعة من الهجرة، من مناهضة الكفر والشرك والوثنية، وطغيان ملأ قريش وعتوهم وفجور سفهائهم من مواقف حفظها تاريخ السيرة النبوية العطرة من صبر على البلاء، ومجابهة الأعداء في وقائع وأحداث كثيرة تدل قطعاً على أن النبي ما كان في حياته المباركة يخشى أحداً غير الله تعالى، ولا يقيم وزناً لأقوال الناس فيه، وأفعالهم معه، وفى مهاجره لقي من أعداء الإسلام اليهود والمنافقين وبقايا المشركين مالا يقل فى عنفونه وعتوه، عن فجور مشركي مكة، فلم يحفل به، ولا خشي أحداً من الناس، ولو لم يكن من صور صبره على سفاهة السفهاء، وقالة السوء من أعدى أعداء الإسلام المنافقين واليهود إلا صبره فى قصة الإفك وعدم المبالاة بتقول المتقولين، وافتراء المفترين، لكفاه ذلك في مواقف الفخر بالاعتصام بالله، وأفراده وحده بالخشية منه دون خشية أحد من خلقه.
والذى أرتضيه في المراد بالخشية في قوله تعالى: {وتخشى الناس} هو ما أشار إليه عالم الأندلس ابن حزم في كتابه الفصل فى الملل والنحل:"أنه عليه الصلاة والسلام خشي ضرر الناس، ووقوعهم فى الهلاك بسبب إساءة ظنهم به، وبسط ألسنتهم فيه بالسوء" كما وقع له ، أنه كان واقفاً مرة مع زوجته صفية بنت حي بن أخطب رضى الله عنها، ليلاً، فمر عليه رجلان من أصحابه، فلما أبصراه واقفاً معها أسرعا فى المشي، فقال لهما رسول الله ، "على رسلكما، إنها صفية بنت حي" فقالا : سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما ذلك. فقال النبي : "إن الشيطان يبلغ من ابن آدم مبلغ الدم، وقد خشيت أن يقذف فى قلوبكما شيئاً" فالخشية كانت من سوء الظن، والإشاعات الكاذبة التى قد تؤثر على بعض ضعفاء الإيمان، أو تقف عقبة فى سبيل تبليغ الرسالة، فيستغلها الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم،وهذا هو المعقول اللائق بعظيم منزلته صلى الله عليه وسلم، وإلا فمجرد الخوف من قالة الناس، وخشية الطعن منهم، مما يجب أن ينزه عنه مقام النبوة الأسمى، فإنه أي خوف الناس، لا ينشأ إلا من حب المحمدة والثناء، والحرص على الجاه عند الناس، وحسن الأحدوثة بينهم، وهذا مما يترفع عنه آحاد الأتقياء، فضلاً عن سيد الأنبياء، وعلى ذلك فليست قصة زينب المذكورة، مسوقة مساق العتاب له ، كما توهمه المفسرون، وإنما سيقت فى الحقيقة لبيان كماله وحزمه ، وشدة شفقته على الناس، وحرصه على سلامتهم من الأذى، كما يوميء إليه قوله تعالى قبل هذه القصة {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} فإن إعطاء النبي هذا المنصب العظيم، وإحلاله هذه المنزلة الرفيعة، التى جعلت رأيه فوق رأي الجميع، بحيث لا يكون لمؤمن ولا مؤمنة الخيرة فى شئ ما، بعد قضائه ورأيه ، يدل على دلالة ظاهرة على أن هذه القصة، وهي قصة زينب المذكورة، إنما ذكرت هنا كالتعليل لاستحقاقه ما ذكر، فلابد حينئذ أن يكون مضمونها مدحاً له ، وتنزيهاً له عن جميع الأغراض والحظوظ النفسية، فما قيل من أنه أبصرها فتعلق قلبه بها وأخفاه، فهو قول باطل كما قال بعض العلماء، لا يلتفت إليه، وإن جل ناقلوه، فإن أدنى الأولياء لا يصدر عنه مثل هذا، وكذلك لا يجدي فيه الاعتذار، بأن ميل القلب غير مقدور، فإنه هنا أيضاً مما يجب صيانة النبي وعصمته عنه، ويرد هذا القيل : أن الله سبحانه وتعالى لم يبده، أى لم يبد الميل القلبي كما زعمتم، وإنما أبدى نكاحه إياها نسخاً لما كان عليه الجاهلية من تحريم أزواج الأدعياء .
فإن قيل : فما تصنع بقوله تعالى : {والله أحق أن تخشاه} فإنه يدل على معاتبة النبس، بأنه خشي الناس، ولم يخش الله الأحق بالخشية؟
فالجواب : بأن ظاهر الآية غير مراد، وإنما المعنى : والله أحق أن تخشاه، أي : جدير بأن تخشاه كما فعلت يا رسول الله، وذلك لأن خشية ضرر الناس، وتوقي هلاكهم على ما وقع منه فى قصة صفية بنت حي السابقة، إنما نشأت من مراقبته لله تعالى، وقيامه بحق الرعاية التى جعلها الله تعالى له عليهم، فهو فى الواقع إنما خشى الله فى الناس، فجاء قوله عز وجل: {والله أحق أن تخشاه} تعزيزاً له على ما فعل، وإخباراً بأن الله تعالى جدير بأن يخشاه مثلك يا رسول الله فى عباده، بأن يقيهم أسباب الضرر والهلاك، ويحرص على هدايتهم وسعادتهم فى الدارين قلت : وهذا الوجه الأخير من أحسن ما تنزل عليه الآية الكريمة، لأنه اللائق بما جبل عليه رسول الله من الرأفة والرحمة، وبما كان فى المسلمين من حدثاء الإسلام، الذين لم تتعمق جذور الإيمان فى قلوبهم بعد، فخشي رسول الله عليهم ذلك. وهذا الجواب قرره صاحب النفحات الشذية فيما يتعلق بالعصمة والسنة النبوية







 
قديم 15-12-07, 01:28 AM   رقم المشاركة : 16
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


ناصر التوحيد

إنا فتحنا لك فتحاً مبيناً (1) ليغفرَ لكَ اللهُ ما تقدمَ من ذنبك وما تأخرَ ويتمَ نعمتهُ عليك ويهديك صراطاً مستقيماً . سورة الفتح
معناها أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم ولن يذنب من الأصل فهي تاكيد على عصمة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بعد هذه الأيه يقوم الليل حتى تتورم قدماه ويقول أفلا أكون عبداً شكورا

(واستغفر لذنبك) هذا تعبد من الله سبحانه لنبيه الكريم بالدعاء والاستغفار لكي يزيد في الدرجات وليصير سنة لمن بعده ، فعلماً بأنه يعلم وهو المغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ولكن هذا واجب العبد المؤمن الذي يشعر بتقصيره مهما جهد؛ ويشعر - وقد غفر له - أن الاستغفار ذكر وشكر على الغفران. ثم هو التلقين المستمر لمن خلف رسول الله عليه الصلاه والسلام ممن يعرفون منزلته عند ربه؛ ويرونه يوجه إلى الذكر والاستغفار لنفسه.. ثم للمؤمنين والمؤمنات.
واسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ ولِلمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ واللَّهُ يَعْلمُ مُتَقَلَّبَكُم وَمَثْوَاكُمْ
فاستغفر لذنبك واطلب العصمة من الله، واستغفر للمؤمنين واطلب الغفران لهم من الله
فقوله: { وَاسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } فالمقصود منه محض التعبد بالدعاء وبالاستغفار







 
قديم 15-12-07, 01:31 AM   رقم المشاركة : 17
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


فخر الدين المناظر

كنا قد تناقشنا حول آيات العتاب التي أثرتها في مداخلتك الأخيرة ، وسوف أذكرك بالردود بعد قليل ،، لنفرض أن ما يقوله الرسول في الحديث الشريف من نبوءات تحققت ومن مسائل غيبية ذُكرت ومن بيان للقرآن الكريم ومن مؤسس لحكم غير وارد للقرآن إلى آخره ليس وحيا من عند الله بل هو اجتهاد بشري...
هل تعتقد أن الله سبحانه وتعالى سوف يترك نبيه يجتهد اجتهادا خاطئا ويقره عليه ؟؟؟ لا طبعا ... إذن علمنا بأن السنة حجة بذاتها .
فكيفما قررت سوف تواجهك هذه الإشكالية ، إن قُلت أن السنة هي اجتهاد من بشر ،، قلنا بأن الوحي يراقب ويصحح هذا الاجتهاد فكانت بذلك حجة . وإن قُلت بأن السنة هي وحي من عند الله تعالى لزمك الإيمان بحجيتها .
وفي كلا الحالتين ألزمت نفسك بحجيتها سواء اعتبرتها وحيا ام لم تعتبرها .

أما مسألة الاستغفار من الذنب والمشاورة فقد سبق أن أجبتك عنها سابقا في موضوع آخر .


اقتباس:
(لم تحرم ما احل الله لك)

سبب نزول الآية في سورة التحريم هو أنه كما قالت عائشة رضي الرحمان عنها: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشرب عسلا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها فتواطأت أنا وحفصة على أيتنا دخل عليها فلتقل له: أكلت مغافير؟ - والمغافير: صمغ حلو له رائحة كريهة - إنى أجد منك ريح مغافير.

فدخل على إحداهما فقالت له ذلك، فقال: بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ولن أعود إليه، وقد حلفت، فلا تخبرى بذلك أحدا، فنزلت هذه الآيات ".

والظاهر أنك قد فهمت من الآية في سورة التحريم أن تحريمه صلى الله عليه وسلم على نفسه ما أحله الله له ابتغاء مرضاة أزواجه، أنه ارتكب ذنباً، وبالتالى فهو غير معصوم !!!
وهذا لا شك تقول وافتراء، والنبي صلى الله عليه وسلم مما أطلقته براء، وذلك أن تحريم ما أحله الله على وجهين :
الوجه الأول : اعتقاد ثبوت حكم التحريم فيه، فهذا بمثابة اعتقاد حكم التحليل فيما حرمه الله عز وجل، وكلاهما محظور لا يصدر من المتسمين بسمة الإيمان، وإن صدر! سلب المؤمن حكم الإيمان ، ومحال أن يعتقد رسول الله عليه أبهى الصلاة والسلام تحريم ما أحله الله له…

الوجه الثاني : الامتناع عما أحله الله عز وجل، وهو المعنى الأصلى لمادة "حرم" فى اللغة وقد ورد التحريم بهذا المعنى فى القرآن الكريم فى آيات منها :
1-قوله تعالى : {وحرمنا عليه المراضع من قبل} أى منعنا موسى المراضع، أن يرتضع منهن إلا من قِبَلِ أمه
2-وقوله عز وجل : {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة} أى منعه من دخولها
3-وقوله سبحانه : {كل الطعام كان حلاً لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه} أى إلا ما امتنع عنه سيدنا يعقوب عليه السلام عنه من قبل نفسه.

والامتناع عما أحله الله قد يكون مؤكداً باليمين مع اعتقاد حله، وهذا مباح صرف، وحلال محض...
وعلى هذا الوجه الثانى تحمل آية التحريم، والتفسير الصحيح، والحديث الصحيح يعضده فإن النبى عليه السلام فى العسل قال : "فلن أعود له، وقد حلفت".
فالتحريم منه صلى الله عليه وسلم كان امتناعاً عن العسل ، وهو امتناع أكده باليمين، مع اعتقاد حله، ولذا نزلت الآيات وفيها الحث على التحلل من يمينه، والتكفير عنه، قال تعالى : {قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم} وهذا المقدار مباح، والمباحات جائز وقوعها من الأنبياء، وليس فيها قدح فى عصمتهم يا محتكم هداك الله .
وإنما قيل له عليه السلام : {لم تحرم ما أحل الله لك} رفقاً به، وشفقه عليه، وتنويهاً لقدره بحيث لا يجب له أن يضيق على نفسه فى سبيل إرضاء أى شخص، فيكون معنى الآية على هذا، وقد صدرت بندائه بوصف النبوة تشريفاً لمكانه، وتعظيماً لمقامه، يا أيها النبى لم تمنع نفسك وتحرمها من الاستمتاع بما أحله الله لك، مما لك فيه رغبة ومتعة وسرور، تبتغى بذلك مرضاة أزواجك؟ وهن أحق أن يسعين فى رضاك ليسعدن! وهذا القيد {تبتغى مرضاة أزواجك} هو محط العتاب فى الحقيقة، وليس مجرد منعه عليه السلام نفسه من المتعة بالمباح، محلاً للعتاب، لأنه صلى الله عليه وسلم كثيراً ما منع نفسه من بعض المباحات، التى ينعم بها الناس، ولاسيما فى مجال المتعة الجسدية، زهداً فى الدنيا وبعداً عنها، ولم يحظر عليه ذلك، ولم يعاتبه الله تعالى على شئ من ذلك كله ، إذن فى قوله تعالى : {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى مرضاة أزواجك} منَّة وتعظيم من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم برفع الحرج عليه، فى الامتناع عن شئ ليرضى أزواجه، إذ هنَّ وسائر المؤمنين أحق أن يسعوا فى مرضاته ليسعدن، قال تعالى : {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى}
فتأمل كيف أن صلاته عليه السلام كان مأمورا بها ليرضى هو، لا ليكفر الله عنه سيئاته، ولا ليرضى عليه، وحينئذ فلا كلفة عليه فيها، لأن فيها شهوده لربه الذى هو قرة عينه، كما قال صلى الله عليه وسلم: "وجعلت قرة عينى فى الصلاة" فانظر : إلى هذا الخطاب اللطيف المشعر بأنه صلى الله عليه وسلم حبيب رب العالمين، وأفضل الخلق أجمعين، حيث قال له ربه : {لعلك ترضى} ولم يقل : لعلي أرضى عنك، ونحو ذلك.

أليس فيما سبق تأكيد لما فى آية التحريم من منَّة وتكريم وتعظيم لرسول الله ،وشفقة عليه، ورفقاً به، بحيث لا يجب عليه أن يمتنع عن شئ مباح له من أجل مرضاة أزواجه، إذ هن وسائر الأمة كافة أحق أن يسعوا فى مرضاته ليسعدن فى الدنيا والآخرة؟! وإذا افترض أن فى الآية إنكاراً عليه، ودليل على أنه صدر منه ذنب – عصمه الله من ذلك - فقوله تعالى فى ختام الآية{والله غفور رحيم} يدل على حصول الغفران، وبعد حصول الغفران، يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه!
بمعنى : أنه يمتنع أن يقال أن قوله {لم تحرم ما أحل الله لك} دليل على كون الرسول مذنباً! وإذا صح أن فى الآية عتاب، فهو وارد بأحسن ما يكون العتاب من تعظيم المولى عز وجل لنبيه عليه الصلاة والسلام ، حيث ناداه وخاطبه فى هذا المقام بوصف النبوة فى أكثر من موطن فى القصة بدأً من أولها، قال تعالى : {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك} وقوله سبحانه: {وإذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثا} ولكن أنى يكون العتاب؟ وأنى يصح افتراضه، مع ما ورد فى القصة من قوله عز وجل : {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} إن فى الآية بيان لمن أذنب، ولمن يستحق العتاب والتأديب، من نسائه اللائى تظاهرن عليه ، وأفشين سره، إنهن بالتظاهر، وإفشاء السر، آذين رسول الله عليه السلام ، والتوبة من ذلك واجبة فى حقهن، لأن قلوبهن قد مالت عن الحق، كما تدل عليه قراءة ابن مسعود رضى الله عنه {زاغت قلوبكما} وعلى هذا فإن قوله {فقد صغت قلوبكما} ليس جواب الشرط، وإنما هو دليله وتعليله... والمعنى على هذا : إن تتوبا إلى الله، وترجعا عن مغاضبة رسول الله ، وإيذائه بالتظاهر عليه، وإفشاء سره، فالتوبة حق واجب عليكما، لأن قلوبكما قد زاغت ومالت عن الحق فى مغاضبة رسول الله وإيذائه
ويمكن أن تحمل الآية على فهم آخر، يأتى من حمل قوله تعالى : {فقد صغت قلوبكما} على معنى أنها مالت إلى الحق، وهو ما وجب من مجانبة ما يسخط رسول الله وندمت على ما كان منها، من مغاضبة النبى ، وإيذائه عليه الصلاة والسلام.
والمعنى على هذا : إن تتوبا إلى الله، وترجعا عن مغاضبة النبى عليه السلام، وتندماً على ما كان منكما، فقد مالت قلوبكما إلى الحق، ومصالحة النبى ومرضاته، وأن ما كان منكما من مغاضبة، وإيذاء لم يكن صادراً عن قلوبكما، وإنما هو فورة غضب، ونار غيرة،، ويؤكد هذا قوله تعالى : {وإن تظاهرا عليه} أى إن استمررتما على المغاضبة، والإيذاء، وتعاونتما عليه ، فإن الله ناصره بقوته القاهرة، وخواص ملائكته، وعامتهم، وصالح المؤمنين، وهذا كالمقابل لقوله : {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما}

ثم تلطف الله تعالى بنبيه عليه الصلاة والسلام إظهاراً لحفاوته به، وإعلاء لمقامه، بما زاد فى تأديب الزوجات الطاهرات، متمشياً مع أسلوب الزجر والتهديد فقال : {عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكاراً} أى جامعات للكمال فى إسعاده حساً ومعنى، فلا يعصين له أمراً، ولا يخالفن له نهياً، يعملن على إسعاده، وإدخال السرور عليه، بما يفرغ قلبه من حمل أثقال الزوجية إلى القيام بواجبه الأعظم، وهو تبليغ رسالته، وتعليم أمته، وإعطاؤها الأسوة الحسنة به، لتكون كما أرادها الله تعالى خير أمة أخرجت للناس.

وكل ما سبق تأكيد على أن قوله تعالى : {لم تحرم ما أحل الله لك}ليس إنكاراً عليه، ولا عتاباً له على ذنب، بل تكريمه وتعظيمه على نحو ما سبق فى قوله تعالى : {عفا الله عنك لم أذنت لهم} ونحو ما يقول الإنسان منا لعزيز عليه، ضيق على نفسه فى شئ، والله حرام عليك فعل كذا، والمراد : إظهار مكانته، وفضله، وشرفه، إذ كيف يفعل هذا الأمر الذى فيه مشقة عليه، مع عظم مكانته، والمراد "حرام عليك ظلم نفسك" وليس المراد تأثيم المخاطب المعظم بنحو هذه العبارة، وهذا غاية ما يمكن أن يدعى فى قوله {لم تحرم ما أحل الله لك} أن تكون دالة على أنه صلى الله عليه وسلم ترك الأولى والأفضل بالنسبة لمقامه العظيم، وترك الأولى فى المباح ليس بذنب فى حقه .


اقتباس:
رابعا :يقول الله (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) ويقول (واستغفر لذنبك) فهل ستقول لنا ان الذنب في هذه الآية تعبير مجازي ؟ بل هو بشر (سبحانك ربي) يخطئ ويصيب ويشاور في الأمر فكيف يوحي الله اليه ذنبا ؟ او يوحي اليه امرا ثم يشاور فيه ؟

قد سبق وأجبتك عن هذه الآيات وغيرها في إحدى المداخلات كانت هكذا :

نبدأ من آية آل عمران { فَٱعْفُ عَنْهُمْ وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى ٱلأَمْرِ }

وفي هذا حكم كما قال الرازي رحمه الرحمان : الفائدة في أنه تعالى أمر الرسول بمشاورتهم وجوه: الأول: أن مشاورة الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم توجب علو شأنهم ورفعة درجتهم، وذلك يقتضي شدة محبتهم له وخلوصهم في طاعته، ولو لم يفعل ذلك لكان ذلك إهانة بهم فيحصل سوء الخلق والفظاظة. الثاني: أنه عليه السلام وإن كان أكمل الناس عقلا إلا أن علوم الخلق متناهية، فلا يبعد أن يخطر ببال إنسان من وجوه المصالح ما لا يخطر بباله، لا سيما فيما يفعل من أمور الدنيا فإنه عليه السلام قال: " أنتم أعرف بأمور دنياكم وأنا أعرف بأمور دينكم " ولهذا السبب قال عليه السلام: " ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم " الثالث: قال الحسن وسفيان بن عيينة إنما أمر بذلك ليقتدي به غيره في المشاورة ويصير سنة في أمته. الرابع: أنه عليه السلام شاورهم في واقعة أحد فأشاروا عليه بالخروج، وكان ميله إلى أن يخرج، فلما خرج وقع ما وقع، فلو ترك مشاورتهم بعد ذلك لكان ذلك يدل على أنه بقي في قلبه منهم بسبب مشاورتهم بقية أثر. فأمره الله تعالى بعد تلك الواقعة بأن يشاورهم ليدل على أنه لم يبق في قلبه أثر من تلك الواقعة. الخامس: وشاورهم في الأمر، لا لتستفيد منهم رأياً وعلما، لكن لكي تعلم مقادير عقولهم وأفهامهم ومقادير حبهم لك وإخلاصهم في طاعتك فحينئذ يتميز عندك الفاضل من المفضول فبين لهم على قدر منازلهم. السادس: وشاورهم في الأمر لا لأنك محتاج إليهم، ولكن لأجل أنك إذا شاورتهم في الأمر اجتهد كل واحد منهم في استخراج الوجه الأصلح في تلك الواقعة، فتصير الأرواح متطابقة متوافقة على تحصيل أصلح الوجوه فيها، وتطابق الأرواح الطاهرة على الشيء الواحد مما يعين على حصوله، وهذا هو السر عند الاجتماع في الصلوات. وهو السر في أن صلاة الجماعة أفضل من صلاة المنفرد. السابع: لما أمر الله محمدا عليه السلام بمشاورتهم دلَّ ذلك على أن لهم عند الله قدراً وقيمة، فهذا يفيد أن لهم قدرا عند الله وقدرا عند الرسول وقدرا عند الخلق. الثامن: الملك العظيم لا يشاور في المهمات العظيمة إلا خواصه والمقربين عنده، فهؤلاء لما أذنبوا عفا الله عنهم، فربما خطر ببالهم أن الله تعالى وإن عفا عنا بفضله إلا أنه ما بقيت لنا تلك الدرجة العظيمة، فبين الله تعالى أن تلك الدرجة ما انتقصت بعد التوبة، بل أنا أزيد فيها، وذلك أن قبل هذه الواقعة ما أمرت رسولي بمشاورتكم، وبعد هذه الواقعة أمرته بمشاورتكم، لتعلموا أنكم الآن أعظم حالا مما كنتم قبل ذلك، والسبب فيه أنكم قبل هذه الواقعة كنتم تعولون على أعمالكم وطاعتكم، والآن تعولون على فضلي وعفوي، فيجب أن تصير درجتكم ومنزلتكم الآن أعظم مما كان قبل ذلك، لتعلموا أن عفوي أعظم من عملكم وكرمي أكثر من طاعتكم .

وأظن أن هذا كافي في هذه المسألة ،، فالمشاورة لا تأتي في تشريع ولا في مسائل غيبية ،، بل في أمور وعلوم دنيوية...

أما مسألة الاستغفار في الذنب في الآية { وَٱسْتَغْفِـرْ لِذَنبِكَ } فله حكم أيضا فكأن رب العزة يقول لنبيه فاستغفارك هذا وأنت المعصوم من كل ما يغضبنا - يجعل أمتك تقتدى بك فى ذلك، وتسير على نهجك فى الإكثار من فعل الطاعات.

وحتى لا تأتي لي بآيات أخرى سوف أستبق الأحداث وأوضح الآيات جملة بإذن الله وبشكل تفصيلي ،،، فقوله تعالى { فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك} وقوله سبحانه : {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} وقوله عز وجل : {ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك}

فقول أن هذه الآيات دليل على عدم عصمته صلى الله عليه وسلم ، لا حجة لك أو لغيرك فيه، لأن ظاهره غير مراد، لمن تفكر فى سياق الآيات التى ورد فيها كلمتي : "الذنب، والوزر"
وهو سياق يظهر منَّة الله عز وجل على رسوله ، وبيان عظيم مكانته وفضله عند ربه عز وجل فى الدنيا والآخرة، مما يؤكد أن ظاهر ما يطعن فى عصمته غير مراد، وإنما هو فى حقيقة الأمر من جملة ما يمدح به صلى الله عليه وسلم. وتأمل معى قوله تعالى : {ووضعنا عنك وزرك الذى أنقض ظهرك } إنها آية كريمة وردت بين منتين :
الأولى : شرح الصدر فى قوله تعالى : {ألم نشرح لك صدرك} شرحاً حسياً ومعنوياً، ليسع مناجاة الحق، ودعوة الخلق جميعاً، وليكون موضع التجليات ومهبط الرحمات
والثانية : رفع ذكره فى قوله تعالى : {ورفعنا لك ذكرك} رفعاً بلغت قمته فى الشهادة التى لا يكون الشخص مسلماً إلا إذا نطق بها، فضلاً عن قرن اسمه صلى الله عليه وسلم باسمه عز وجل في الآذان، والإقامة، والتشهد فى الصلاة، وفى خطب الجمعة، والعيدين، وفى خطبة النكاح، وجعل الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم عبادة على المسلمين
وتأمل معى أيضاً ما استدللت به سابقا من قوله تعالى : {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} فسياق الآية مع ما قبلها وما بعدها تجدها لا تحتمل إلا وجهاً واحداً، وهو تشريف النبى عليه الصلاة والسلام ، من غير أن يكون هناك ذنب، ولكنه أريد أن يستوعب في الآية جميع أنواع النعم الأخروية والدنيوية : أما الأخروية فشيئان :
1-سلبية وهى غفران الذنوب، وإن لم يكن للمخاطب ذنب، ولو لم يذكر غفرانها لكان فى ذلك ترك استيعاب جميع أنواع النعم

2-وثبوتية وهى لا تتناهى أشار إليها رب العزة بقوله تعالى : {ويتم نعمته عليك} وجميع النعم الدنيوية شيئان أيضاً :
1-دينية أشار إليها بقوله تعالى : {ويهديك صراطاً مستقيماً}أى يثبتك على دين الإسلام
2-ودنيوية وهى قوله تعالى : {وينصرك الله نصراً عزيزاً} أي نصراً لا ذل معه وقدم النعم الأخروية على الدنيوية، وقدم فى الدنيوية الدينية على غيرها تقديماً للأهم فالأهم فانتظم بذلك تعظيم قدر النبي عليه الصلاة والسلام بإتمام أنواع نعم الله عليه المتفرقة فى غيره، ولهذا جعل ذلك غاية للفتح المبين الذى عظمه وفخمه بإسناده إليه بنون العظمة، وجعله خاصاً بالنبى بقوله "لك" فهل يعقل فى مقام المنَّة هذا، أن يكون المراد بالذنب والوزر ظاهرهما؟!
ثانياً : إن هذه الألفاظ التى يتعارض ظاهرها مع العصمة تحتمل وجوهاً من التأويل :
1-تخريجها على مقتضى اللغة بما يناسب سياقها فى الآيات، فالوزر فى أصل اللغة الحمل والثقل قال تعالى : {حتى تضع الحرب أوزارها} أي أثقالها، وإنما سميت الذنوب بأنها أوزاراً لأنها تثقل كاسبها وحاملها، وإذا كان الوزر ما ذكرناه، فكل شئ أثقل الإنسان وغمه وكده، وجهده، جاز أن يسمى وزراً، تشبيهاً بالوزر الذى هو الثقل الحقيقي

وليس يمتنع أن يكون الوزر فى الآية ثقل الوحي، كما قال عز وجل : {إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً} وعبء التبليغ، وثقل الدعوة، حيث كان الاهتمام بهما يقض مضجعه، حتى سهلهما الله تعالى عليه، ويسرهما له، ويقوي هذا التأويل، سياق الآية الواردة فى مقام الامتنان عليه صلى الله عليه وسلم وقوله عز وجل : {فإن مع العسر يسراً. إن مع العسر يسراً} والعسر بالشدائد والغموم أشبه، وكذلك اليسر بتفريج الكرب، وإزالة الغموم والهموم أشبه

فإطلاق الوزر من باب الاستعارة التصريحية كما هو معلوم. وأيضا يا زميل محتكم في قراءة ابن مسعود وحللنا عنك وقرك والوقر الحمل، وهذه القراءة تؤيد ما قررناه سابقا.

2-أن "الوزر" و"الغفران" فى الآيتين مجازاً عن العصمة، والمعنى : عصمناك عن الوزر الذى أنقض ظهرك، لو كان ذلك الذنب حاصلاً، كما قال عز وجل : {ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ} وقوله عز وجل : {وإن كادوا ليفتنونك عن الذى أوحينا إليك لتفترى علينا غيره وإذاً لاتخذوك خليلاً. ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً} والمعنى : لولا عصمتنا ورحمتنا لأتيت ما تذم عليه، على فرض الإمكان، لا على فرض الوقوع على ما سبق شرحه.
فسمى رب العزة العصمة "وضعاً" على سبيل المجاز، وإنما عبر عنها به، لأن الذنب يثقل الظهر بعقابه، وبالندم عليه فى حالة التوبة منه. والعصمة لكونها تمنع وقوع الذنب، تريح صاحبها من ثقل عقابه، ومن ثقل الندم عليه، فعبر عنها بالوضع لذلك"

ويشهد لصحة هذا القول : سيرة النبي عليه أبهى الصلاة وأزكى التسليم قبل النبوة، من عصمة رب العزة له من كل ما يمس قلبه وعقيدته بسوء، من أكل ما ذبح على النصب، والحلف بأسماء الأصنام التى كان يعبدها قومه، واستلامها، وكذا عصمته من كل ما يمس خلقه بسوء، من أقذار الجاهلية ومعائبها، من اللهو، والتعرى، وكذا تشهد سيرته عليه السلام بعد النبوة، من عصمة رب العزة له مما عصمه به قبل النبوة، ومن أن يضله أهل الكفر، وأنى لهم ذلك وقد نفاه الله تعالى : {وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ} كما عصمه ربه عز وجل من أن يفتنوه عن الوحى أو التقول عليه، ولو حدث شئ من ذلك، لوقع عقاب ذلك، الوارد فى قوله سبحانه : {إذاً لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً}وقوله عز وجل : {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحدٍ عنه حاجزين}
فهل نقل إلينا ولو بطريق ضعيف يا سيد محتكم أن رب العزة عاجله بالعقوبة فى الدنيا مضاعفة؟ أو تخلى عن نصرته؟؟

الإجابة بالقطع لا، لم ينقل إلينا، وهو ما يؤكد أن الخطاب فى آيات الشرط { ولولا أن ثبتناك } و {ولو تقول علينا بعض الأقاويل} ونحو ذلك، على فرض الإمكان، لا على فرض الوقوع، وبتعبير آخر الشرط فى تلك الآيات لا يقتضى الوقوع ولا الجواز

وإذا صح تسمية العصمة "وضعاً" فى قوله تعالى : {ووضعنا عنك وزرك}مجازاً، صحح أيضاً إطلاق المغفرة كناية عن العصمة فى قوله تعالى : {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} إذ الغفر الستر والغطاء والمعنى فى الآية : ليعصمك الله فيما تقدم من عمرك، وفيما أخر منه
قال الإمام السيوطى : "وهذا القول فى غاية الحسن، وقد عد البلغاء من أساليب البلاغة فى القرآن؛ أنه يكنى عن التخفيفات بلفظ المغفرة، والعفو، والتوبة، كقوله تعالى عند نسخ قيام الليل : {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءُوا ما تيسر من القرآن}وعند نسخ تقديم الصدقة بين يدى النجوى قال سبحانه : {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم} وعند نسخ تحريم الجماع ليلة الصيام قال عز وجل : {فتاب عليكم وعفا عنكم}
ووجه إطلاق المغفرة كناية عن العصمة : أن العصمة تحول بين الشخص وبين وقوع الذنب منه، والمغفرة تحول بين الشخص وبين وقوع العقاب عليه، فكنى عن العصمة بالمغفرة بجامع الحيلولة؛ لأن من لا يقع منه ذنب، لا يقع عليه عقاب
واختيرت هذه الكناية – أعني الاستعارة – لأن المقام مقام امتنان عليه . ثم المعنى بعد هذا : ليظهر الله عصمتك للناس، فيروا فيك حقيقة الإنسان الكامل، ويلمسوا منك معنى الرحمة العامة، لا تبطرك عزة الفتح، ونشوة النصر، فلا تنتقم، ولا تتشفى، ولكن تعفوا وتغفر
ولهذا دخل رسول الله مكة يوم الفتح مطاطئاً رأسه حتى كاد يمس مقدمة رحله، وهو راكب على بعيره تواضعاً لله عز وجل.وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخل رسول الله مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعاً" وفي نفس الوقت كان يرجع في تلاوته، وهو على مشارف مكة سورة الفتحوهذا يعنى أنه كان مندمجاً فى حالة من العبودية التامة لله تعالى، شكراً له عز وجل، على هذه النعم التى لا تعد ولا تحصى، ولهذا كان يكثر من الاستغفار والعبادة شكراً لله سبحانه على ذلك، وليس كما يفهم أعداء الإسلام، وخصوم السنة المطهرة من أمثالك أنه استغفار لذنبه لأن الاستغفار ليس خاصاً بالذنوب، بل له حِكَمٌ كثيرة، على رأسها : شكر الله عز وجل على نعمه، ولذا جاء الأمر به للنبي شكراً لله عز وجل بنصره على أعدائه، وفتح مكة له، قال تعالى : {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجاً. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} وامتثل النبي لهذا الأمر الإلهى كما جاء فى حديث عائشة رضى الله عنها قالت : "كان رسول الله يكثر من قول : "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه" قالت : فقلت : يا رسول الله! أراك تكثر من قول : "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه؟" فقال : خبرنى ربى أنى سأرى علامة فى أمتى، فإذا رأيتها أكثرت من قول : سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه. فقد رأيتها "إذا جاء نصر الله والفتح – فتح مكة – ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجاً. فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً"
وعصمته من الذنب فيما تقدم من عمره، وفيما أخر منه، من أعظم النعم التى قام النبى بشكرها، بالاستغفار، والقيام بين يدى الله عز وجل حتى تورمت قدماه
فعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله ، إذا صلى، قام حتى تفطر رجلاه، قالت عائشة : يا رسول الله! أتصنع هذا، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال : "يا عائشة! أفلا أكون عبداً شكوراً" والمعنى : "أن المغفرة سبب لكون التهجد شكراً فكيف أتركه؟"
وعلى ما تقدم فقوله تعالى : {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات} ونحوها من الآيات مراداً بها الحث على دوام الاستغفار والشكر لله عز وجل، على ما أنعم عليه من العصمة
وأقول : إذا لم يسلم الخصم بما سبق من تأويل آيات الذنب والوزر الواردة فى حقه ، وأخذ بها على ظاهرها، فليبين لنا حقيقة الذنب والوزر الذى ارتكبه رسول الله عليه الصلاة والسلام ، سواء قبل النبوة أو بعدها؟! فلتبين لنا هذا الأمر يا محتكم....
إنه إن كان ثمَّ ذنب فلن يَخْرُج عن ترك الأَوْلَى، كما قيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين وترك الأولى ليس بذنب، لأن الأولى وما يقابله مشتركان فى إباحة الفعل، والمباحات جائز وقوعها من الأنبياء، وليس فيها قدح فى عصمتهم ومنزلتهم، لأنهم لا يأخذون من المباحات إلا الضرورات مما يتقوون به على صلاح دينهم، وضرورة دنياهم، وما أخذ على هذه السبيل التحق طاعة، وصار قربة
قلت : وكيف يتخيل صدور الذنب فى حقه عليه السلام ، وقد عصمه ربه عز وجل فى قوله وفعله وخاطبه بقوله سبحانه : {وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى} وقال عز وجل: {لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر}. "ومن تأمل إجماع الصحابة على اتباعه والتأسي به فى كل ما يقوله ويفعله من قليل أو كثير، أو صغير أو كبير، ولم يكن عندهم فى ذلك توقف ولا بحث، حتى أعماله فى السر والخلوة، يحرصون على العلم بها، وعلى اتباعها، عَلِمَ بهم أو لم يعلم، ومن تأمل أحوال الصحابة معه استحى من الله تعالى أن يخطر بباله خلاف ذلك"
ثم إن حقيقة الذنب فى اللغة ترجع إلى كل فعل يُسْتَوخَمُ عُقباَهُ كما فسره الراغب فى مفرداته. وشرعاً : يرجع الذنب إلى مخالفة أمر الله تعالى أو نهيه
وهو أمر نسبي يختلف باختلاف الفعل والفاعل، وقصد الفاعل، فليست المخالفة من العَالم كالمخالفة من الجاهل، وليست المخالفة الواقعة عن اجتهاد، كالمخالفة التى لا تقع عن اجتهاد، وليست المخالفة الواقعة بالقصد والتعمد، كالمخالفة الواقعة بالنسيان
ومن هنا تختلف الذنوب ومسئولياتها بالنسبة للفاعل، والحوادث. وعلى ضوء ذلك نفهم معانى الآيات التى ورد فيها إسناد الذنب إلى رسول الله مضافاً إلى ضمير خطابه
وصفوة القول، أن يقال : إما أن يكون صدر من رسول ذنب أم لا! فإن قلنا : لا، امتنع أن تكون هذه الآيات إنكاراً عليه، وقدحاً فى عصمته. وإن قلنا : إنه صدر عنه ذنب – وحاشاه الله من ذلك – فقوله تعالى : {ووضعنا عنك وزرك }وقوله سبحانه : {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } يدل على حصول العفو وبعد حصول العفو يستحيل أن يتوجه الإنكار عليه! فثبت أنه على جميع التقادير يمتنع أن يقال : إن قوله تعالى {واستغفر لذنبك} وقوله سبحانه : ووضعنا عنك وزرك} ،، يدل على كون رسول الله مذنباً، أو غير معصوم! وهذا جواب شاف كاف قاطع. وما فوق مقام رسول الله مقام .

هذا ونطوي هذا الملف بحول الله ،، وأسأل الله سبحانه وتعالى العفة والعافية و العصمة من الفتن وأن يجعلنا من أوليائه الصالحين ،،، آمين ... وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.."

هذا كان أحد الردود في أحد الحوارات التي جرت بيننا ،، ولكنك لم تقرأ الرد في تلك المرة ولن تقرأه في هذه المرة ، لأن غرضك معروف مسبقا.



للأسف مازلنا ندور في حلقة مفرغة ،، لا أنت تناقش الأدلة وتبرز حججك اللغوية ،ولا أنت تقرأ المداخلات كاملة .


اقتباس:
ليس تقليلا او اهمالا لما حاولت الاجتهاد به ولكنني فعلا ارى منك خروجا كاملا عن الموضوع يا زميلي فخر الدين وايضا لم تفهم قصدي او انك تتجاهله فموضوعنا قوله (وما ينطق عن الهوى ...) :

موضوعنا حول حجية السنة النبوية ، وقد أبرزت حجتي اللغوية -والقرآن أنزل بلغة العرب- في تفسير النطق .
ولكنك عوض تفنيد تلك الحجج بحجج مثلها ،، بدأت تدور حول نفسك معتمدا على فهمك الخالي من الدليل.


اقتباس:
باختصار :1_هل النبي محمد لايخطئ بالمطلق ؟ 2_او ان الخطأ البشري وارد منه ؟ ولا اريد منك سوى احدى الاجابتين بنعم او لا فقط وبدون لف او دوران .

إذا كنت تقصد بالخطأ البشري الذنوب والمعاصي والأوزار ، فالنبي معصوم من كل هذه الأمور ...

وإذا كنت تقصد قسما من السنة يسميه الأحناف بالوحي الباطني أو الوحي التوفيقي ،، أي أمور الدنيا والدين التي اجتهد فيها الرسول فهو كذلك معصوم فيها قال الإمام الشاطبي : "فاعلم أن النبي مؤيد بالعصمة، معضود بالمعجزة الدالة على صدق ما قال وصحة ما بين، وأنت ترى الاجتهاد الصادر منه معصوماً بلا خلاف، إما بأنه لا يخطئ البتة، وإما بأنه لا يقر على خطأ إن فرض، فما ظنك بغير ذلك؟"
فاجتهاد رسول الله فى الشريعة الإسلامية لا يخل بعصمته فى أقواله وأفعاله وتقريراته، لأن وحي الله تعالى يراقبه ، فإن أصاب فى اجتهاده لم يأت تنبيه، فدل على إقرار رب العزة له، وإن خالف اجتهاد الأولى نزل وحي الله تعالى بالتنبيه والتصويب لما هو أولى، وفى الإقرار والتنبيه؛ يصبح اجتهاده ، وحي وحكم الله النهائي، حجة على العباد واجب الاتباع ويحرم مخالفته بالآيات والأحاديث الدالة على عصمته في اجتهاده وبإجماع الأمة.
وهذه الأدلة كثيرة ،، قد نتطرق إليها إذا اعترضت على ذلك ..
المهم في المسألة أن السنة النبوية بكل انواعها قولية أو فعلية أو تقريرية هي حجة بذاتها ووحي من الله تعالى.


اقتباس:
فان قلت انه لا يخطئ بالمطلق ,فأنت عندها من أهل الغلو من بعض الصوفيه اوالسلفيه اوالشيعه دون تعميم ,او قد يتطور بك الأمر الى نسبة الربوبية الى محمد من دون ان تجهر بها .

الصوفية على تنوع فرقها ، واهل السنة على تنوع مدارسها ، والشيعة كلهم يؤمنون بأن هناك سنة نبوية هي وحي من الله تعالى .
أما قولك بأني سوف أنسب الربوبية لمحمد فهو قول باطل والعياذ بالله ، فالحمد لله نعترف لمحمد بمكانته التي حباه الله بها ، ولا نغلو فيه ولا نعبده . بل أنت الذي تخالف الوحي والإجماع وتشنع على الله سبحانه وتعالى .


اقتباس:
وان قلت انه وارد منه الخطأ البشري فهذا يفند فهمك لقوله (ان هو الا وحي يوحى) بأنه كل حرف يخرج من فم النبي بالمطلق .

سبق التطرق لهذا.


اقتباس:
اما الأحاديث التي تتكلم عن احكام وعن انباء الغيب وعن كلام الله وعن الجنة والنار والحلال والحرام فكلها موضوعة من قبل الذين جائوا بعد محمد فرادى وجماعات والرسول برئ منها .

لم نفرغ من الأدلة القرآنية حتى نذهب إلى الوضع مع اني على يقين انك لا تعرف أبجديات علم الحديث والجرح والتعديل .. وهنا يحضرني سؤال ، هناك نبوءات "نُسبت" (على حد قولك) إلى الرسول وهذه النبوءات تحققت ، فهل لك بتفسير هذا ؟؟ فإن قلت أن الرواة هم أصحاب النبوءات قلنا سبحانك ربي إنه بهتان عظيم ، وإن قلت أن الرسول هو صاحبها لزمك الإقرار بأن السنة وحي وأن من الغيب ما أوحاه الله تعالى لنبيه { تِلْكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْغَيْبِ نُوحِيهَآ إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَآ }


اقتباس:
ولا تنسى ان الجن يساعد الكثيرين من واضعي الحديث (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا)

{ عَالِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً } * { إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً }

{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً } * { وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً }

اقرأ سورة الجن قبل أن تتفوه ببعض الحماقات.







 
قديم 15-12-07, 01:32 AM   رقم المشاركة : 18
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


ناصر التوحيد

اقتباس:
(سماعون للكذب أكالون للسحت فان جاءوك فاحكم بينهم أو اعرض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين (42) وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين (43)

وإلا لما خيره الله بأن يحكم بالقسط وان يعرض عن ذلك وفرض عليه أن يحكم بما أنزل الله .

لماذا هذا التقديم والتاخير - السمج - في كلامك ؟؟؟
انتبه للتسلسل :
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ
وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا

وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ

فالحكم بالقسط مطلوب


فالله تعالى خيّر نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الحكم بين اليهود والإعراض عنهم إن جاءوه لذلك: فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة:42] والقسط هو العدل، ولا عدل حقاً إلا حكم الله ورسوله
وهذه الاية تدل على أنه لا يجوز لأحد أن يحكم إلا بما أنزل الله، وأن الحكم بما أنزل الله هو القسط والعدل، وأن ما عداه هو الجور والظلم والكفر
اما لماذا خيّر الله نبيه محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الحكم بين اليهود والإعراض عنهم إن جاءوه لذلك .. فلانهم كانوا يهودا ليسوا داخلين تحت حكمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليسوا من أتباع الدولة الإسلامية
ولو كانوا من أتباع الدولة الإسلامية لما كان مخيرا بين ان يعْرِض عَنْهُمْ أَوْ يحْكُم بَيْنَهُمْ وعليه ان يحكم بِالْقِسْطِ بما انزل الله ولا يتبع اهواءهم
فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ..
فتحكيمهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما كان عن هوىً منهم وشهوة لموافقة آرائهم
وطبعا لا يحكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بينهم الا بِالْقِسْطِ اي بما انزل الله ولا يمكن ان يتبع اهواءهم .. فهذا تعليم للمسلمين ولكل من يحكم من المسلمين

فقد أمر الله عبده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهذا الأمر لِحكَم، ومنها: أن يفضحهم الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ويبين لهم ما صنعوه بكتابهم وما بدلوا وحرفوا فيه، فإنهم كما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عنهم: تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً [الأنعام:91] فهم يكتمون الحق، فيظهرون بعضه، ويخفون بعضه، ويؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض.

سمَّاعون للكذب :
يُحذِّر الله تعالى المؤمنين أن يكونوا سماعين للكذب، فهذا أيوب أتى إليه مبتدع يريد أن يكلمه كلمة، فيقول: ولا نصف كلمة

يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ :
يتأولونه على غير تأويله، ويُبدلونه

فهذا حالهم.. وإذا دُعي إلى سنة، دعا هؤلاء السماعون وأتباعهم إلى البدعة... وهكذا

أما المؤمن فإنه إذا بلغه عن الله وعن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شيء فإنه ينقاد له، ويقول: سمعنا وأطعنا، فكل ما جاء عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع له ويطيع ويسلم تسليما .. بل وليس له الخيرة في امره
قال الشافعي ) رحمه الله تعالى : فأعلم الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن فرضا عليه وعلى من قبله والناس إذا حكموا أن يحكموا بالعدل , والعدل اتباع حكمه المنزل قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم حين أمره بالحكم بين أهل الكتاب { وأن احكم بينهم بما أنزل الله } ووضع الله نبيه صلى الله عليه وسلم من دينه وأهل دينه موضع الإبانة عن كتاب الله عز وجل معنى ما أراد الله وفرض طاعته فقال { من يطع الرسول فقد أطاع الله } وقال { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم } الآية . وقال { فليحذر الذين يخالفون عن أمره } الآية . فعلم أن الحق كتاب الله , ثم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم فليس لمفت ولا لحاكم أن يفتي ولا يحكم حتى يكون عالما بهما ولا أن يخالفهما ولا واحدا منهما بحال فإذا خالفهما فهو عاص لله عز وجل وحكمه مردود







 
قديم 15-12-07, 01:34 AM   رقم المشاركة : 19
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


أبوجهاد الأنصاري

عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) فإن هذه الآية أو بعض الآية حجة وبرهان على حجية السنة فى التشريع الإسلامي وأنها المصدر الثانى للتشريع مع القرآن.

فالآية تدل على استقلالية طاعة الرسول ،استقلالية كاملة ، وليس فى هذا ما يعنى أنها تختلف عن طاعة الله لقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ). يعنى لو أنا نفذت أوامر النبى صلى الله عليه وسلم أكون بهذا قد نفذت أوامر الله ، حتى ولو لم أجد ما أمر به النبى مسطوراً فى القرآن.

أما المنكرون للسنة الذين يدعون عدم حجية السنة فإن أمامهم معضلة كبيرة عند التعرض لهذه الآية الكريمة : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) وتتلخص هذه المعضلة فى الآتى :

قولهم أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هى عين طاعة الله للزمهم أن يستبدلوا قوله تعالى : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول ) بـ "وأطيعوا الله والرسول" ذلك - وعلى منهجهم الفاسد الباطل - تصبح كلمة ( أطيعوا ) الثانية لا جدوى منها ، ولو قالوا هذا لكفروا قولاً واحداً ، ولو قالوا غير هذا للزمهم أن يعللوا سبب مجئ هذه اللفظة .

ثانياً : السنة هى أقوال وأفعال وتقريرات النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو أننى تشبهت بأفعال النبى ، هل أكون بهذا مخالفاً للقرآن!؟ هل لو نفذت أوامر النبى ،هل أكون بهذا مخالفاً للقرآن!؟ هل لو انتهيت عما نهى عنه النبى ، هل أكون بهذا مخالفاً للقرآن!؟

لو أجابوا بنعم ، فقد أقمنا عليهم الحجة ، ولو أجابوا بـ لا ، لكانون بهذا قد وصفوا النبى صلىالله عليه وآله وسلم بالنفاق كما يقول تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) ولو فعلوها لكفروا بها.

أوليست أقوال وأفعال النبى صلى الله عليه وآله وسلم هى التطبيق العملى للقرآن!؟

فعن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت : ( كان خلقه القرآن ). أفرجل خلقه القرآن ألا يستحق أن يطاع ويتبع ، فإن أطيع واتُّبع لكان هذا عين السنة ، ولئن خولف وعصى أمره لكان هذا هو عين مخالفة القرآن الكريم.

لقد ثبت لنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما نقله عنه صحابته والتابعون أنه قد أتى بأفعال وحدث بأقوال غير موجودة فى كتاب الله كميراث الجدة ورجم الزانية وغير هذا فهل يقول منكروا السنة أن النى صلى الله عليه وسلم قد غيّر فى شرع الله!؟

لو قالوها لكفروا ، ولو أقروها لسلموا بحججنا.







 
قديم 15-12-07, 01:35 AM   رقم المشاركة : 20
حسينا
موقوف





حسينا غير متصل

حسينا is on a distinguished road


عبدالواحد

الزميل المحتكم,
تشعب كثيراً وراوغ كما تشاء .. وحين تتعب ستجدني أطرح عليك نفس السؤال الذي تتهرب منه,

قال تعالى ( آل عمران {31} قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {32} قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
وقال تعالى ( الأحزاب{21} لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ).
هذا خير دليل أن منكري السنة لا يرجون الله ولا اليوم الآخر.. لأنهم اختاروا أن لا يكون لهم في رسول الله أسوة حسنة .. وأنى لهم ذلك وهم ينكرون السنة؟

سؤالي لك يا المحتكم:
1- هل لك في النبي أسوة حسن أم لا؟
قلت من قبل أن القرآن يكفي ولا تحتاج إلى سنة النبي, وهذا يخرجك من الطائفة التي ترجوا الله واليوم الآخر.
وهذا ليس كلامي بل آية صريحة يأمرك الله فيها أن تتأسى بالنبي وتتبعه, لكنك تخالف كلام الله و تقول القرآن يكفي.

إن عدت عن عنادك وأطعت أمر الله المذكور في الآية .. يواجهك سؤال آخر:

2- كيف تتأسى بالنبي دون أن تتبع سنته؟







 
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM.


Powered by vBulletin® , Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
" ما ينشر في المنتديات يعبر عن رأي كاتبه "