السلام عليكم :
هذا أوان الإجابة على اسئلتك بالرغم من جوابنا عليها في هذه المشاركة :
http://www.dd-sunnah.net/forum/showp...0&postcount=47
1- هل من وصفهم الله بأنهم كالأنعام بل هم أضل: هل هم إخوانك؟
2- الرسول وصف اليهود بأنهم إخوان القردة: فهل أولئك القردة إخوانك في الإنسانية؟ ألست تصير بذلك من إخوان القردة؟ لا تنس أن هؤلاء القردة أصلهم أبناء آدم.
3- قال تعالى: (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب...). فهل اليهود الذين اختص الله مؤاخاتهم بالمنافقين يصح تعميمها عندك فيصير إخوانهم إخوانك؟
وخلاصة هذه الاسئلة الثلاثة هي : أن الكفار موصوفون بالأنعام بل هم أضل واليهود موصوفون بانهم إخوان القردة والمنافقين إخوان المنافقين هل يعتبر هؤلاء إخوة لنا في الإنسانية ؟
فنقول : أولاً جمعنا هذه الثلاثة معاً لأنها بمعنى واحد.
ثانياً : أنت بنفسك أجزت أن نقول أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أخو أهل مكة وأهل المدينة في القبيلة بما فيهم الكفار الذي هم أضل من الأنعام واليهود إخوان القردة والمنافقين إخوان اليهود.
, وأنا وأنت وكل عاقل نقول أنه لو كان الأخ في النسب كافراً لانطبق عليه هذا الوصف وهو مع هذا أخ في النسب رغماً عني وعنك.
, وأيضاً نقول أن الأخوة في الإسلام (الأخوة الدينية) تجعلنا نضع البغايا المسلمات وحكام الجور والظلم من المسلمين والفساق من المسلمين وعتاة أهل البدع .........إلخ -ممن لم يكفرهم أحد- في سلك أخوة دينية واحدة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-, أليس كذلك؟؟
أم أن الأخوة لا تشمل العصاة وأصحاب الكبائر أيضاً فهي للصفوة فقط ؟؟!!
, وأيضاً لو صح هذا الإلزام لكان موجهاً لك أيضاً!! لماذا؟!
لأن نسب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفترة والإسلام معظمهم كفار فهؤلاء أعمامه -أبو طالب وأبو لهب وغيرهم- وهؤلاء أخواله وهذا أبوه وهذه أمه أفتراه من نسب الأنعام والبهائم؟!! أعوذ بالله!!
وعاش النبي -صلى الله عليه وسلم- وسط قريش مما يجعلهم إخواناً له أخوة قبيلة وبلد -كما يجيز هذا الأخ دمشقية نفسه- وتركهم يقولون له في فتح مكة -وقبل إسلامهم- : (أخ وابن عم حليم رحيم) ولم يقل لهم: لست أخاً للبهائم والأنعام!!
, وأيضاً لو صح هذا الإلزام لفسرنا به القرآن من باب أولى فقد وصف الله تعالى الأمم السابقة بأنهم إخوة لأنبيائهم:
(وإلى عاد أخاهم هوداً) (وإلى ثمود أخاهم صالحاً) (وإلى مدين أخاهم شعيباً) (وإخوان لوط) (قال لهم أخوهم نوح).................إلخ.
أفترى أن الله جعل الأنبياء إخوان للبهائم؟!! أعوذ بالله!! أتدري يا أخ دمشقية ما يخرج من قلمك؟!!
فأقول أن السؤال ارتد عليك.
والخلاصة أنه كما أجزنا أن نقول عن هؤلاء إخوة في النسب والقبيلة والدين فلا محظور في أن نقول أنهم إخواننا في الإنسانية أيضاً.
وكما قلنا أن الأخوة عموماً تعني الاشتراك في شيء ما وفي آية أخوة المنافقين لليهود وحديث (يا إخوان القردة) إشارة إلى اشتراكهم في شيء ما فصاروا إخوانهم من هذا الوجه وهذا لا علاقة له بالإخوة في الإنسانية.
واستأنس واستشهد بالحديث الذي صححه الألباني نفسه وفيه قول سيدنا عمر بن الخطاب عن يهودي (أخ لي من بني قريظة)!!
4- هل ترضى أن يقال فرعون وبولس الشمشاطي وبابا شنودة إخوة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟ أذكر علة جوابك بنعم أو لا؟
لا أرضى هذا التعميم بل أخصص هذه الأخوة بأخوة البشرية والإنسانية والآدمية وليس غيرها, لأن الله تعالى هو الذي جعل البشر إخوة وليس أنا وقدمت لك الآيات وتفسير العلماء لها ولو أردت أن أسرد لك بعض علماء ما يسمى (الدعوة السلفية) في جواز إطلاق الإخوة البشرية بين البشر لسردت لك على الأقل نصف دستة منهم!!
ولازم قولك بأخوة القبيلة أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- أخاً لأبي جهل وابن سلول وحيي بن أخطب!! فلا أدري ما المحظور في كلامي ليس محظوراً في كلامك؟!
5- هل للأخوة الإنسانية التي تدندنون حولها منزلة في الشريعة الإسلامية؟ هات الدليل وأرجو أن لا يكون الدليل من الأصول العشرة.
نعم لها منزلة وهي قوله تعالى : (إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وقوله تعالى (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقول الله الذي تساءلون به والأرحام غن الله كان عليكم رقيباً) وجمع من المفسرين -على رأسهم شيخ المفسرين الطبري- على أن هذا الآيات تتحدث عن أخوة الإنسان للإنسان وأنها تذكرهم بحقوقهم على بعضهم البعض وسبق أن نقلت لك بعض كلامهم من قبل.
6- إذا كان الدليل على الأخوة الإنسانية بين النبي محمد وبين بابا يوحنا هو قوله تعالى (وإلى عاد أخاهم هودا) فما حكمي إذا رفضت هذا الاستدلال هل أكون مخالفا للقرآن الكريم مرتكبا للإثم لمجرد أني رفضت ان يكون فرعون أخا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
ليست هذه الآية بدليل على وجود الأخوة الإنسانية بل دليل فقط على وجود الأخوة القبلية والنسبية.
وبناء عليه فأنت لم تخطيء ولم ترتكب إثماً إذا رفضت هذا الاستدلال بالرغم من أن بعض العلماء لم يجد حرجاً بتفسير الأخوة في هذه الآيات بانها أخوة الآدمية.
7- إذا كانت الفائدة من الأخوة الانسانية لتحسين الأسلوب في الخطاب الدعوي فلماذا جاء النص في القرآن بصيغة الماضي الغائب (وإلى عاد أخاهم هودا) فلماذا لم يقل هود (يا إخواني) وإنما اقتصر على قوله (يا قوم)؟
عدم وجود النص بالحدوث ليس بدليل على عدم الحدوث كما أن عدم الاستخدام لا يعني عدم الجواز فراجع أصغر مصدر في أصول الفقه ويكفي أن الله سماه أخوهم وسماهم إخوانه كما في قصة لوط.
8- هل تقبل معي المباهلة فتقول: اللهم إنني أشهد أن الأخوة الإنسانية حق. وأن فرعون هو أخو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. اللهم إن كنت كاذبا فاحشرني مع فرعون.
هذا اللفظ خطأ فالمسألة ليست صدق وكذب بل مسألة خطأ وصواب وأقول :
(اللهم إنني أشهد أن الأخوة الإنسانية حق. وأن فرعون هو أخو النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الآدمية. اللهم إن كنت مخطئاً فاهدني للصواب واعطني أجر المجتهد المخطيء وإن كنت مصيباً فاكتب لي أجرين واهد الأخ دمشقية لما فيه الحق والصواب)
وأكرر إلزاماتي السابقة لك دون إعادة كتابتها.
9- أكتب امام الجميع: إنما المؤمنون والكفار إخوة.
اكتب : إنما المؤمنون والكفار إخوة في الإنسانية فقط وإنما المؤمنون إخوة في الدين والإنسانية معاً.
وأكرر إلزاماتي لك دون إعادة كتابتها.
10- إشهد أن فرعون هو أخو النبي محمد في الإنسانية.
نعم أشهد عليها كما هي مقيدة (في الإنسانية).
وأكرر إلزاماتي لك دون إعادة كتابتها.
11- إشهد أن قولك اللهم اغفر لأخي بوش في الإنسانية مشروع مرضي عند الله. فقد دار حوارك معي حول تجويزك كلا الأمرين التآخي مع أخيك بوش والاستغفار له.
بالرغم من أن هذا خارج موضوعنا فأقول :
نعم أشهد أنه مشروع وقد دللنا عليه بالكتاب والسنة وفعل السلف الصالح وأقوال العلماء.
وقد لخصت كل هذا في هذا الرابط واقبل نقد الإخوة طلاب العلم دون المشاغبين :
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=31456
12- أكتب العبارة التالية وهي ليست من القرآن وإنما بالاقتباس: فإن لم يتوبوا ولا يقيموا الصلاة ولا يؤتون الزكاة فإخوانكم.
العبارة القرآنية تقول : (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم في الدين) وهذا يدل على أنهم إن يفعلوا ذلك فهم إخواننا في شيء آخر قد يكون النسب أوالوطن أوالإنسانية أو غيرها.
13- إذا كان لا يجوز الترحم على الكافر بعد موته فهل أخطأ شيخك القرضاوي بالترحم على البابا في لقائه مع قناة الجزيرة؟
نعم اخطأ بلا أدنى شك وقد خطأناه أول ما قال بذلك وقلنا أن العبارة خانته وما كان ينبغي عليه أن يقول هذا.
انتهى جوابي المختصر جداً على اسئلتك.
وأعقب ببعض كلام العلماء في جواز إطلاق الأخوة الإنسانية.
أخوكم.