الحمد لله القائل "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا",,قال ذلك سبحانه في الكفار الأقحاح,,
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين:-
يعلم الله سبحانه وتعالى مقدار ما تكنه النفوس تجاهكم أيها الشيخ البحاثة من حب وإجلال وتقدير,,
وأرجو أن يتسع صدركم الرحب لـ"همسة" ولكنها بصوت عال,,ملاءمة للمقام,,
لقد تعودنا منك فضيلة الشيخ العدالة حتى مع الخصوم الصرحاء كالرافضة والصوفية,,وكان لنهجك الوسطي أثر ملحوظ في هداية خلق من عباد الله,,إلى جادة الحق وصراط أهل السنة والجماعة,,
وقد ورد في مقالكم..أيها الشيخ المبجل..-وأنتم أهل التحقيق والإنصاف- شيء من التناقض ولعله سبق قلم من فضيلتكم
حيث قلتم إن سبب إيراد المقال هو التأكد من كون الشيخ فتحي يكن كتب ذلك من عدمه,,مع أن سياق الكلام واضح في أنكم تتهمونه بذلك ..وتغلبون الظن في ذلك..وإذا كان الله أمرنا بالتبين في خبر الفاسق المسلم,,فخبر الأحباش الضلّال حري أن يرد ..أو يتحقق بالاتصال المباشر مع الشيخ (يكن)..
كما أنه من مجانبة الإنصاف السكوت عن تعميم الإخوة الذين اتهموا كامل الجماعة وهم ألوف مؤلفة فيهم البر الذي يشهد الجميع بالتقوى..ومن دون ذلك..وربما كان فيهم الدنيوي الانبطاحي..
لكن أن يصار إلى تعميم الاتهام لفعل شخص لم يتحقق منه..فهو آفة أقل ما يقال فيها إنها استعجال وتعصب
ولقد ضرب السلف أمثلة من العدل مع المخالف نحن أحوج ما نكون إليها في هذا الزمن العصيب
فهذا الإمام الذهبي..بعدما ذكر السفاح قتال العلماء المصاب بلوثة النصب..قال"وله حسنات مغمورة في بحر سيئاته"..فأثبت حسناته..ولم يغض الطرف عنها رغم ورود أثر المبير الذي يخرج من ثقيف
والأمثلة على ذلك فوق الحصر كما لا يخفى..
فكيف بنا مع جماعة ضخمة..لها رموز لايشك أحد في عدالتهم وصدقهم وأثر دعوتهم وآثارهم المحمودة في حماية الشباب من لوثة التغريب
ولعله مما يغيب عن أذهان كثير من العامة..أن جماعة الإخوان ..ليست نسيجا واحدا,,وصدور عيب مشين عن أحد أفرادها لا يسوغ الطعن فيها بالكلية..إلا إذا ساغ الطعن في الإسلام لأفعال منتسبيه,,
شيخنا الحبيب المبجل:عندما سقط برجا التجارة العالمي,,كان الملاكم محمد علي كلاي يتابع الأحداث في جملة من كان هناك..
فجاءه أحد النصارى وخاطبه بحدة:ألا تستحي أن تنتسب لدين فيه أمثال بن لادن؟..فأجابه:وأنت ألا تستحي أن تنتسب لدين فيه أمثال هتلر؟!
وطبعا لا تجوز المقارنة بين هتلر وبن لادن..ولكن المقصود بيان الحال بالمثال
إن فهم مراد الكاتب..ودراسة حالته وما يكتنفه من ظروف..ومؤهلات..كل ذلك وغيره..لا ينبغي أن يغيب عن الناقد البصير
فإذا تتبعنا السقطات..لم يكد يسلم أحد..وإن من دلائل العقيدة السالمة من كل شائبة,,عدم المسارعة في الجرح..ثم التعميم..بما يفضي إلى إسقاط جمع غفير..ومحدثكم شخصيا يعرف من الإخوان أناسا ..لايشق لهم غبار في سلامة الاعتقاد والعلم والجهاد والوسطية
ومنهم مشايخ معروفون لا ينكر فضلهم إلا جاحد..كالدكتور عمر سليمان الأشقر,,وغيره كثير
وحتى الذين في عقيدتهم شيء من الدخن..فغاية ما هنالك أن يكونوا أشاعرة ..ومعظم هؤلاء أشاعرة في الصفات..لا في كل شيء
أو يكونوا صوفية..لم يصل بهم تصوفهم للغلو المكفر..كالموالد ونحوها,,
وإخوان العراق مثلا..ليسوا كإخوان سوريا..لأن الأولين سلفيون في الجملة والآخرون لم يسلموا من لوثة هنا وهناك,,وهكذا
ثم إن خللا ما في الاعتقاد لو كان من لوازم الدخول في الجماعة..لاستحقت الجماعة أن توصم بالتهمة..
أما والأمر مختلف بين كل منتسب إلى الجماعة وآخر..فلايجوز التعميم
وقد كانوا دوما من دعاة الجهاد في سبيل ومازالوا..يسطرون في فلسطين والعراق ملاحم يشهد لهم بها كل منصف
والجهاد آية الصدق..كما قال سبحانه"إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، أولئك هم الصادقون"
وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نكون مع الصادقين"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين"
أما كون البنا جلس مع بعض أعلام الشيعة أو لم يكفرهم,,أو كان نهج الإخوان العام مجاملتهم ..
فهذا الخطأ لم يتفرد به الإخوان..مع أني أعلم خلقا كثيرا منهم على خلاف ذلك..
ولو تتبعت أقوال العلماء-وأنتم أدرى وأفقه ولا ريب-لرأيتم إطباقهم على عدم التكفير الإجمالي للشيعة..
فمن قائل يقول:من قال إن الإمام خير من الأنبياء يكفر..
ومن قائل يقيده بأمر آخر..دونما إطلاق في الغالب
فإذا قابل شيخ سوء شيعي..البنا-رحمه الله تعالى-..وضحك عليه بطريقة الأفاعي..وحلف له بكل عظيم..وأغلظ اليمين..أنهم (أي الشيعة) كذا وكذا..ولا يسبون..إلخ..أفيكون مستحيلا ألا يقع في حبائله فيصدقه..كما وقع في ذلك أناس كثيرون..ومنهم العلماء في تصديقهم..
إن الله تعالى حذر نبيه -صلى الله عليه وسلم-وهو أفقه الناس وأعلمهم وأخبرهم بالناس..من لحن المنافقين..فقال"وإن يقولوا تسمع لقولهم"..فعلينا يارعاك الله يا شيخنا الحبيب ألا نسارع في تغليب خطأ أو عشرة على "قبيلة" من الحسنات..
وربما كان اجتهاد بعضهم أن يسايسوهم لأنهم أهل غدر..مع علمهم بحقيقتهم..فهل يستوي المجامل المجتهد الذي يرى في مجاملته أو إن شئت قل "المتملق",,الذي يعلم حقيقة القوم..مع رجل صوفي خبيث يماليء الشيعة ليطعن في الإسلام والسنة؟
إني والله أكتب هذه الكلمات,,مدفوعا بالحب والتقدير..وقد قال الهدهد لسليمان عليه السلام"أحطت بما لم تحط به"..ولست أقول بقوله..لكنها الذكرى..وهي قطعا تنفع المؤمنين..
والله يرعاكم ويحفظكم