البرهان 267
من سورة الشعراء
{ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ *
إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ *
قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ *
قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ *
أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ *
قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آَبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ *
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ *
أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ *
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ *
الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ *
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ *
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ *
وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ *
وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ *
رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ *
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ *
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ *
وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ *
وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ *
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
[ 69 - 89 ]
" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ "(69)
" إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ "(70)
واقصص على الكافرين - أيها الرسول - خبر إبراهيم حين قال لأبيه وقومه:
أي شيء تعبدونه؟
" قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ "(71)
قالوا: نعبد أصنامًا , فنَعْكُف على عبادتها.
" قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ "(72)
" أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ "(73)
قال إبراهيم منبهًا على فساد مذهبهم:
هل يسمعون دعاءكم إذ تدعونهم,
أو يقدِّمون لكم نفعًا إذا عبدتموهم ,
أو يصيبونكم بضر إذا تركتم عبادتهم؟
" قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ "(74)
قالوا: لا يكون منهم شيء من ذلك ,
ولكننا وجدنا آباءنا يعبدونهم,
فقلَّدناهم فيما كانوا يفعلون.
" قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ "(75)
" أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ "(76)
" فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ "(77)
" الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ "(78)
" وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ "(79)
" وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ "(80)
" وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ "(81)
" وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ "(82)
قال إبراهيم:
أفأبصرتم بتدبر ما كنتم تعبدون من الأصنام
التي لا تسمع ولا تنفع ولا تضر ,
أنتم وآباؤكم الأقدمون من قبلكم؟
فإن ما تعبدونهم من دون الله أعداء لي ,
لكن رب العالمين ومالك أمرهم هو وحده الذي أعبده.
هو الذي خلقني في أحسن صورة
فهو يرشدني إلى مصالح الدنيا والآخرة
وهو الذي ينعم عليَّ بالطعام والشراب ,
وإذا أصابني مرض فهو الذي يَشْفيني ويعافيني منه ,
وهو الذي يميتني في الدينا بقبض روحي,
ثم يحييني يوم القيامة,
لا يقدر على ذلك أحد سواه,
والذي أطمع أن يتجاوز عن ذنبي يوم الجزاء.
" رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ "(83)
قال إبراهيم داعيًا ربه:
ربِّ امنحني العلم والفهم , وألحقني بالصالحين , واجمع بيني وبينهم في الجنة.
" وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ "(84)
واجعل لي ثناء حسنًا وذكرًا جميلًا في الذين يأتون بعدي إلى يوم القيامة.